يُرَد له ، أو أنّه هو ذاته لم يُرِد إقحام نفسه في مغامرة الفتح ، وبالتالي توسيع آفاقه ، بينما كان معاوية قد وجد نفسه طيلة / ٢٠ سنة مشاركاً في تنظيم الامبراطورية وإدارتها ... » (١).
ومنهم الشيخ العلائلي ، في كتابه القيم سموّ المعنى في سموّ الذات ، وقد بحث (أسباب فشل سياسة عليّ (عليه السلام) ونجاح السياسة المعادية) كما عنون ذلك ، فقال : « والحقّ أنا إذا درسنا سياسة عليّ (عليه السلام) وسياسة معاوية ، على مناهج علوم النفس والسياسة والاجتماع والقانون ، رأينا عمق سياسة عليّ ونفوذها ورجاحة خططه ، ونرى أيضاً كيف يبني ويهدم تبعاً لنظر دقيق وتفكير موفّق ، وانما جاء فشلها من نواح :
(١) انّ التربية الدينية لم تشمل العرب على وجه صحيح ، ولم يعن الخلفاء بنشرها على الطريقة الوجدانية الّتي اختمرت في نفس أبي ذر (رضي الله عنه) فقام ينشرها مجتهداً ... ثمّ ذكر أسباب ذلك التخلف في الشعور الديني عند العرب ثمّ قال : إذاً فقد كان أخذ عليّ (عليه السلام) لهؤلاء بالسياسة الدينية الصارمة وهم على غير استعداد لها سبباً من أسباب الفشل.
(٢) سياسة عليّ (عليه السلام) القانونية ، فقد كان يلتمس لكل اجراآته وجوهاً من القانون أي دينية ، ويجتهد في ايضاحها قبل أن يقوم بحركة ما ، ولا شك في أنّ طبيعة القانون غير طبيعة الظروف المفاجآت هذا سبب ثان للفشل ، بينما كانت
____________
(١) الفتنة / ١٨٦ ، جدليّة الدين والسياسة في الإسلام المبكر ـ ترجمة خليل أحمد خليل استإذ المعرفة والفلسفة ـ الجامعة اللبنانية بمراجعة المؤلف. ط دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت ط الثالثة سنة ١٩٩٥.