من كتابه ، وفي الآخرة الجنّة ، أو يبشّر بها عند الموت » (١).
وقال الطبرسي في تفسير هذه الآية : «قيل : فيه أقوال :
أحدها أنّ البشرى في الحياة الدنيا هي ما بشّرهم الله تعالى به في القرآن على الأعمال الصالحة.
وثانيها أنّ البشارة في الحياة الدنيا بشارة الملائكة للمؤمنين عند موتهم بأن لا تخالفوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّة التي كنتم توعدون.
وثالثها أنّها في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو تُرى له ، وفي الآخرة بالجنّة ، وهي ما تبشّرهم الملائكة عند خروجهم من القبور وفي القيامة إلى أن يدخلوا الجنّة ، يبشّرونهم بها حالاً بعد حال » (٢).
وعن الرضا عليهالسلام « إنّ النبيّ كان يفسّر المبشّرات بالرؤيا » ، كما عن الكافي بسنده عن معمّر بن خلاّد عن الرضا عليهالسلام ، قال : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا أصبح قال لأصحابه : هل من مبشّرات ؟ يعني به الرؤيا » (٣).
وممّا يؤيّد أنّ البشرى هي الرؤيا في الدنيا يراها المؤمن ما فسّره النبيّ صلىاللهعليهوآله ، قال « أتى رسول الله صلىاللهعليهوآله رجل من أهل البادية له جسم وجمال ، فقال : يا رسول الله ، أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ) (٤).
فقال : أمّا قول الله عزّ وجلّ : ( وَفي الآخِرَةِ ) فأنّها بشارة المؤمن عند الموت ،
_________________________
(١) مجمع البحرين : ٢٣٢.
(٢) مجمع البيان : ٥ / ١٢٠.
(٣) الكافي : ٥ / ٩٠.
(٤) يونس ١٠ : ٦٣ و ٦٤.