فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) (١).
أمّا الآيات التي مرّت علينا في سورة يوسف فهي ترشد إلى اُمور منها :
١ ـ إثبات الرؤيا ، ليوسف الصدّيق عليهالسلام في منامه ، وقد كرّر ذلك ثلاث مرّات بقوله : ( رَأَيْتُ ) (٢) ، ( رَأَيْتُهُمْ ) (٣) ، ( رُؤيَاي ) (٤) ، وهذا بخلاف قول المتكلّمين ، حيث أبطلوا الرؤيا وقالوا : « إنّ الرؤيا خيال باطل » (٥).
٢ ـ معرفة سيّدنا يعقوب عليهالسلام بتعبير الرؤيا ، ولذلك نهى ولده أن يقصّ رؤياه على إخوته ، وهذا ممّا أشار إليه العلاّمة الطباطبائي بقوله « فعبّرها أبوه له ، ونهاه أن يقصّها على إخوته » (٦).
٣ ـ إخبار القرآن الكريم عن لسان يعقوب بأنّ الله سوف يعلّمه من تأويل الأحاديث. فالمراد من ( تَأْوِيلِ ) : هو ما تنتهي إليه الرؤيا من الأمر الذي تتعقّبه ، وهي الحقيقة التي تتمثّل لصاحب الرؤيا في رؤيا بصورة من الصور المناسبة لمداركه ومشاعره ، كما تمثّلت سجدةُ أبوي يوسف وإخوته الأحد عشر في صورة أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ، وخرورهم أمامه ساجدين.
و ( الْأَحَاديثِ ) جمع حديث ، وربّما اُريد به ارؤى ؛ لأنّها من حديث النفس ، فإنّ نفس الإنسان تصوّر له الاُمور في المنام ، كما يصوّر الحدث لسامعه من اُمور عند اليقظة ، فالرؤيا من الحديث (٧).
_________________________
(١) يوسف ١٢ : ١٠١.
(٢) و (٣) يوسف ١٢ : ٤.
(٤) يوسف ١٢ : ٤٣.
(٥) راجع بحار الأنوار : ٥٨ / ٢٠٤.
(٦) الميزان في تفسير القرآن : ١٢ / ٧٧.
(٧) المصدر المتقدّم : ٧٩.