أن يصرّح باسمه فمنعت من ذلك » (١). إذن عرفنا انّ التهمة هي ما كان يبلّغه صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ربّه في أمر عليّ وأنّه وصيّه وخليفته من بعده ، فأبى ذلك عمر وآخرون ، فأتهمه عمر بأنّه كان يربع في أمره ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ) (٢).
ولقد قال ابن عباس : « ترك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الناس يوم توفي على أربعة منازل : مؤمن مهاجر ، والأنصار ، وأعرابي يؤمن لم يهاجر إن استنصره النبيّ نصره ، وإن تركه فهو إذن له ، وإن استنصر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كان حقاً عليه أن ينصره وذلك قوله تعالى : ( وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ) (٣) ، والرابعة : التابعين بإحسان » (٤).
وهذا تقسيم دقيق وهو تقييم للصحابة على ضوء الدين في القرآن المجيد ، وفيه استبعاد الإطلاق اللغوي في معنى الصحبة وتقريب لمعناها الشرعي القرآني.
فرحم الله ابن عباس ، فقد قطع جهيزة المتنطعين المغالين في أمر الصحبة والصحابة.
وعند قوله هذا فلنقف في ختام هذا الجزء من تاريخ حياته في العهد النبوي الشريف ، لنستقبل في الجزء الثاني تاريخه من بعد ذلك العهد الزاهر ، ونمرّ بما له وعنده في فترة بين عهدين.
_______________________
(١) شرح النهج لابن أبي الحديد ٣ / ٩٧ ط مصر الاُولى ، كشف الغمة للإربلي ٢ / ٤٦ ، وكشف اليقين للعلّامة الحلي / ٩٤ ط حجرية.
(٢) الكهف / ٥.
(٣) الأنفال / ٧٢.
(٤) أخرجه ابن المنذر وأبو الشيخ كما في الدر المنثور ٣ / ٢٠٧ في تفسير الآية ٧٢ من سورة الأنفال.