وَرُمْحُ (١) اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، وَكَنْزُ الْإِيمَانِ (٢) » فَخُذْ عَنْهُمْ ، أُخْبِرُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مَكَثَ بِمَكَّةَ (٣) يَوْماً وَلَيْلَةً يَطْوِي (٤) ، ثُمَّ خَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ ، فَمَرَرْنَا بِرِفْقَةٍ جُلُوسٍ يَتَغَدَّوْنَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، الْغَدَاءَ ، فَقَالَ لَهُمْ (٥) : « نَعَمْ (٦) ، أَفْرِجُوا لِنَبِيِّكُمْ (٧) » فَجَلَسَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، وَجَلَسْتُ ، وَتَنَاوَلَ رَغِيفاً ، فَصَدَعَ (٨) بِنِصْفِهِ (٩) ، ثُمَّ نَظَرَ إِلى أُدْمِهِمْ (١٠) ، فَقَالَ : « مَا أُدْمُكُمْ هذَا (١١)؟ » فَقَالُوا (١٢) : الْجِرِّيثُ (١٣) يَا رَسُولَ اللهِ ، فَرَمى بِالْكِسْرَةِ مِنْ (١٤) يَدِهِ وَقَامَ.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : وَتَخَلَّفْتُ بَعْدَهُ لِأَنْظُرَ مَا رَأْيُ النَّاسِ ، فَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِيمَا بَيْنَهُمْ ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم الْجِرِّيثَ (١٥) ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : لَمْ يُحَرِّمْهُ وَلكِنْ عَافَهُ (١٦) ، فَلَوْ (١٧) كَانَ (١٨) حَرَّمَهُ لَنَهَانَا عَنْ أَكْلِهِ ، قَالَ (١٩) : فَحَفِظْتُ مَقَالَتَهُمْ (٢٠) ، وَتَبِعْتُ (٢١) رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم جَوَاداً (٢٢) حَتّى لَحِقْتُهُ.
__________________
(١) في « ط » : « ومدح ».
(٢) في الوافي : « وصفهم بالرمح كناية عن شجاعتهم ، وبكنز الإيمان لأنّها كانت معدن الشيعة ».
(٣) في « ط » : ـ « بمكّة ».
(٤) في العلل : « بذي طوى ». وقال ابن الأثير : « طوى من الجوع يطوي طوى فهو طاوٍ ، أي خالي البطن جائع لم يأكل ». النهاية ، ج ٣ ، ص ١٤٦ ( طوا ). (٥) في « م ، بف ، بن » : ـ « لهم ».
(٦) في « ط ، ق ، بح ، بف ، جت » والعلل : ـ « نعم ».
(٧) في « ط » : « عنكم ». وفي « بف » : « أتيتكم ».
(٨) صَدَعه ، أي شقّه وكسره. انظر : القاموس المحيط ، ج ١٩ ، ص ٢٩ ( صدع ).
(٩) في « م ، بن » وحاشية « جت » والعلل : « نصفه ».
(١٠) الإدام : ما يؤتدم به مائعاً كان أو جامداً. وجمعه ادُم ، مثل كتاب وكتب. المصباح المنير ، ص ٩ ( أدم ).
(١١) في « بف » والعلل : ـ « هذا ». (١٢) في « م ، بن » وحاشية « جت » : « قالوا ».
(١٣) في العلل : « قالوا : الجرّي ». (١٤) في « ط » : « عن ».
(١٥) في العلل : « الجرّي ».
(١٦) « عافه » : كرهه ، فتركه تنزّهاً. انظر : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٩ ( عوف ).
(١٧) في « ط ، ق ، م ، بح ، بن ، جت ، جد » والوافي والعلل : « ولو ».
(١٨) في « ط » : ـ « كان ».
(١٩) في « بح » والوافي : « فقال ».
(٢٠) في « بن » وحاشية « جت » : « مقالهم ».
(٢١) في « ط » : « ثمّ ألمحت ».
(٢٢) قال ابن الأثير : « وحديث سليمان بن صرد : فسرت إليه جواداً ، أي سريعاً كالفرس الجواد ، ويجوز أن