يتحملون تلك المشاق والرياضات للأُمور الفاسدة الدنيوية يصلون إليها كما نسمع.
مثلاً يريدون أن تكشف لهم السفليات ، وقد يصلون إليه لكن يحرمون من السعادة الأخروية ، وربما تعبّد مسلم سنين متمادية مع الاخلاص ولم يعطه الله تعالى ذلك الأمر لأنّ ثوابه في الآخرة ، ولم ير من مصلحته اعطاءه في الدنيا لأنّه يقع في الأنانية والعجب ويبتعد عن الله تعالى ، حتى انّه ورد إذا كمل ايمان المؤمن يسلب الله منه حتى الرؤيا.
وروي بسند معتبر عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : انّ المؤمن مكفّر ، وذلك انّ معروفه يصعد إلى الله عزّوجلّ فلا ينتشر في الناس ، والكافر مشهور وذلك انّ معروفه للناس ينتشر في الناس ولا يصعد إلى السماء (١).
وروي عن موسى بن جعفر عليهالسلام انّه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مكفّراً لا يشكر معروفه ، ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي ، ومن كان أعظم معروفاً من رسول الله على هذا الخلق؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون لا يشكر معروفنا ، وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم (٢).
وروي أيضاً عن المفضل بن عمر انّه قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : انّ من قبلنا يقولون : انّ الله تبارك وتعالى إذا أحبّ عبدا نوّه به منوّهٌ من السماء أنّ الله يحبّ فلاناً فأحبّوه فتلقى له المحبة في قلوب العباد ، فاذا أبغض الله تعالى عبداً نوّه منوّهٌ من السماء انّ الله يبغض فلاناً فأبغضوه ، قال : فيلقى الله له البغضاء في
__________________
١ ـ البحار ٧٥ : ٤٢ ح ٢ باب ٣٦ عن علل الشرائع.
٢ ـ البحار ٧٥ : ٤٢ ح ٣ باب ٣٦ ـ عن علل الشرائع.