كُنَّا جَمَاعَةً بِمِنًى ، فَعَزَّتِ (١) الْأَضَاحِيُّ ، فَنَظَرْنَا ، فَإِذَا أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وَاقِفٌ عَلى قَطِيعٍ (٢) يُسَاوِمُ (٣) بِغَنَمٍ ، وَيُمَاكِسُهُمْ مِكَاساً (٤) شَدِيداً ، فَوَقَفْنَا (٥) نَنْتَظِرُ (٦) ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ (٧) : « أَظُنُّكُمْ قَدْ تَعَجَّبْتُمْ مِنْ مِكَاسِي (٨) » فَقُلْنَا : نَعَمْ ، فَقَالَ (٩) : « إِنَّ الْمَغْبُونَ لَا مَحْمُودٌ ، وَلَامَأْجُورٌ أَلَكُمْ حَاجَةٌ؟ ».
فَقُلْنَا (١٠) : نَعَمْ أَصْلَحَكَ اللهُ ، إِنَّ الْأَضَاحِيَّ قَدْ عَزَّتْ عَلَيْنَا.
قَالَ : « فَاجْتَمِعُوا ، فَاشْتَرُوا جَزُوراً (١١) فَانْحَرُوهَا (١٢) فِيمَا بَيْنَكُمْ ».
قُلْنَا : وَلَاتَبْلُغُ (١٣) نَفَقَتُنَا (١٤)
__________________
(١) في « بح ، بخ ، بف » والوافي : + « علينا ». وقال الجوهري : « عزّ الشيءُ يعزّ عزّاً وعزّة وعَزازة ، إذا قلّ لايكاديوجد ، فهو عزيز ». وقال الفيّومي : « عزّ الشيءُ يعزّ ، من باب ضرب : لم يُقْدَر عليه ». الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٨٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٠٧ ( عزز ).
(٢) في الاستبصار : « القطيع ». والقطيع : الطائفة من البقر والغنم. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٦٨ ( قطع ).
(٣) قال ابن الأثير : « المساومة : المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها ». وقال الفيّومي : « التساؤم بين اثنين : أن يعرض البائع السلعة بثمن ويطلبها صاحبه بثمن دون الأوّل ، وساومته سواماً وتساومنا ». النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٢٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٩٧ ( سوم ).
(٤) قال ابن الأثير : « المماكسة في البيع : انتقاص الثمن واستحطاطه ، والمنابذة بين المتبايعين ». النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٤٩ ( مكس ).
(٥) في الاستبصار : « ونحن » بدل « فوقفنا ».
(٦) في « بف » وحاشية « بث » والوافي والوسائل والتهذيب : « ننظر ».
(٧) في الوسائل والتهذيب : « وقال ».
(٨) في المرآة : « يمكن أن يكون مكاسه عليهالسلام لبيان جوازه ، أو لكونه غير الهدي ، أو لكونهم مخالفين ، فلا ينافي ما ورد من عدم المكاس في ثمن الهدي ».
(٩) في « بخ ، بف » والوافي : « قال ».
(١٠) في « بخ ، بف » والتهذيب والاستبصار : « قلنا ».
(١١) الجزور : البعير والإبل ذكراً كان أو انثى إلاّ أنّ اللفظة مؤنّثة ، تقول : هذه الجزور وإن أردت ذكراً ، والجمع : جُزُر وجزائر. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦١٢ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢٦٦ ( جزر ).
(١٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب والاستبصار. وفي المطبوع : ـ « فانحروها ».
(١٣) في « بخ ، بف » : « لا تبلغ » بدون الواو. وفي الاستبصار : « فلا تبلغ ».
(١٤) في الوافي والتهذيب والاستبصار : + « ذلك ».