بالخير ، فمن أنت؟ فيقول : أنا القرآن الذي كنت أسهر ليلك وأظمئ نهارك (١).
وقال يوسف : وأضمر (٢) نهارك ، فيحمله على رقبته حتى يوافي به ربه عز وجل ، فيمثل بين يديه فيقول : أيّ رب ، عبدك هذا اجزه عني خيرا ، فقد كنت أسهر ليله وأظمئ نهاره ـ قال يوسف : أضمر نهاره ـ وآمره فيطيعني ، وأنهاه فلا يعصيني. فيقول له ربّه عز وجل : / ٧٨ ب / حلّة حلة الكرامة. فيقول : أي ربّ ، زده ، فيقول : فله رضواني ، قال : ورضوان الله أكبر.
قال أبو عبد الله : وأخبرنا ابن أبي جعفر بهذا الإسناد بنحوه.
٩٨ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا مسلم بن إبراهيم وأبو عمر قالا : ثنا هشام قال : ثنا يحيى ، عن أبي سلاّم (٣) ، عن أبي أمامة ، أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال :
« اقرءوا القرآن ، فإنه يأتي يوم القيامة شافعا لأصحابه. اقرءوا الزّهراوين : البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان ، أو كأنهما غيايتان ـ يعني : أو كأنهما فرقان من طير صوافّ ـ تحاجّان عن أصحابهما. اقرءوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة » (٤).
__________________
(١) رواه ابن ماجة في السنن ٢ / ١٢٤٢ ، وقال المحقق : في الزوائد إسناده صحيح ، وقال أيضا في تفسير الرجل الشاحب : قال السيوطي : هو المتغير اللون والجسم لعارض من العوارض ، كمرض أو سفر ونحوهما ، وكأنه يجيء على هذه الهيئة ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا أو للتنبيه له على أنه كما تغير لونه في الدنيا لأجل القيام بالقرآن ؛ كذلك القرآن لأجله في السعي يوم القيامة ، حتى ينال صاحبه الغاية القصوى في الآخرة.
(٢) الضمر : الهزال والضعف. اللسان / ضمر.
(٣) في هامش الأصل : « أبو سلاّم ممطور الحبشي » وفي الكنى لمسلم ٥١ : روى عن ثوبان ، وأبي أمامة ، وعنه زيد بن سلام وابن جابر.
(٤) انظر حاشية الخبر رقم ٩٢ ، وقال السيوطي في الدر المنثور ١ / ١٨ : أخرجه أبو عبيد وأحمد وحميد بن زنجويه ومسلم وابن الضريس وابن حبان والطبري وأبو ذر الهروي والحاكم والبيهقي في سننه.