وقد خرجت في فترة الغيبة الصّغرى من
ناحيته المقدّسة أخبار وتواقيع مؤكّدة تأمر شيعته ومواليه بتلقّي أحكام دينهم ودنياهم من الفقهاء الصّالحين المنوبين عنه ـ أرواحنا فداه ـ بالنيابة العامّة ، وتحثّهم على اتّباعهم ، وتدعو الى الالتفاف حولهم ، كما في قوله ـ عجّل الله فرجه الشريف ـ : « من كان من الفقهاء صائناً لنفسه ، حافظاً لدينه ، مخالفاً لهواه ، مطيعاً لأمر مولاه فللعوامّ أن يقلّدوه » ـ وما في قوله صلوات الله وسلامه عليه ـ : « وأمّا
الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا ، فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله »
، فمن هنا
وانطلاقاً من هذين الأمرين الإرشاديّين نشأت فكرة الإجتهاد والتقليد ، طبقاً لما تمليه الضّرورة في زمن الغيبة ، حيث انقطاع الاتصال المباشر بالمعصوم عليهالسلام.
والنتيجة
: أنّ باب الإجتهاد والتقليد لدى
المؤمنين ظلّ مفتوحاً وسيكون كذلك إلى أن يقضي الله ـ تعالى ـ لعباده المؤمنين
__________________