واصراره في طلب القوم ان يأتوه متذلليين ، من اجل تنبيههم وزجرهم عن الطغيان والفساد ، ولئلا يخالفوا ربهم بعد ذلك ، ويكون ذلك ايضا تنبيها للملك الجبار واتباعه ورجوعهم الى الله مسلمين ، ولو كان يدعو لهم قبل ان يؤمنوا بالله ويتضرعوا لكانوا على ضلالهم وطغيانهم ويجبرون الناس على الضلال ايضا.
وكان تصرفه عليهالسلام فيه حكمة وموعظة لقومه وللاقوام التي تجيء من بعدهم والى يومنا هذا.
روي عن عبد الله بن ابان عن ابي عبد الله عليهالسلام :
ان موضع بيت ادريس النبي عليهالسلام كان في مسجد السهلة ، وكان يخيط في الملابس ومحل عمله.
ومسجد السهلة من المساجد المهمة والقديمة جدا ومن افضل المساجد بعد مسجد الكوفة ، ويقع بالقرب من مسجد الكوفة.
وفيه ايضا سكن ابراهيم النبي عليهالسلام الذي منه سار الى اليمن بالعمالقة ، ومنه سار داود الى جالوت.
وكان فيه ايضا مسكن الامام المهدي عليهالسلام ومقر صلاته ومنه يظهر وتزوره الملائكة في كل يوم ، وتقضى به الحوائج ويستجاب الدعاء فيه.
وروي عن الامام الصادق عليهالسلام ايضا انه قال :
بالكوفة مسجد يقال له : مسجد السهلة ، لو ان عمي زيدا اتاه فصلى فيه واستجار الله لاجاره عشرين سنة ، فيه مناخ الراكب وبيت ادريس النبي عليهالسلام وما