قيل للعبد الصالح لقمان : اي الناس افضل
:
قال : المؤمن الغني ، قيل الغني من
المال؟ قال : لا ، ولكن الغني من العلم الذي ان احتيج اليه انتفع بعلمه ، فان
استغنى عنه اكتفى.
وقيل : فاي الناس اشر؟ قال : الذي لا
يبالي ان يراه الناس مسيئا .
يا بني : لا تخاصم في علم الله ، فان
علم الله لا يدرك ولا يحصى.
يا بني : احسن الى من اساء اليك ، ولا
تكثر من الدنيا فانك في غفلة منها ، وانظر الى ما تصير منها.
الخوف من الله :
يا بني : خف الله عزوجل خوفا لو اتيت
القيامة ببر الثقلين خفت ان يعذبك.
وارج الله رجاء لو وافيت القيامة باثم
الثقلين رجوت ان يغفر الله لك.
فقال له ابنه : يا ابت كيف اطيق هذا
وانما لي قلب واحد؟ فقال له لقمان:
يا بني : لو استخرج قلب المؤمن يوجد فيه
نوران نور للخوف ونور للرجاء ، لو وزنا لما رجح احدهما على الآخر بمثقال ذرة ، فمن
يؤمن بالله يصدق ما قال الله عزوجل ، ومن يصدق ما قال الله يفعل ما امره الله ، ومن
يفعل ما امره الله لم يصدق ما قال الله ، فان هذه الاخلاق يشهد بعضها لبعض.
فمن يؤمن بالله ايمانا صادقا يعمل لله
خالصا ناصحا ، ومن يعمل خالصا ناصحا فقد آمن بالله صادقا. ومن اطاع الله خافه ، ومن
خافه فقد احبه ، ومن احبه فقد اتبع امره ، ومن اتبع امره استوجب جنته ومرضاته ، ومن
لم يتبع
__________________