وقران ، وإفراد .
والمقصود من حج التمتع هو : إحرام الشخص بالحج في أشهره المعروفة « شوال ، وذي القعدة ، وذي الحجة » والاتيان بأعمالها ، وهو الاحرام من الميقات بالعمرة إلىٰ الحج ثم يدخل مكة فيطوف بالبيت سبعة أشواط ، ثم يصلي ركعتي الطواف في مقام إبراهيم ، ثم يسعىٰ بين الصفا والمروة سبعة أشواط ، ثم يُقصّر ، بأن يقلم شيئاً من أظفاره ، أو يأخذ شيئاً من شعره فيحلّ له حينئذٍ جميع ما حرّم عليه بالاحرام .
ثم ينشيء بعد ذلك إحراماً للحج من مكة يوم التروية والاتيان بأعماله من الوقوف بعرفات والافاضة إلىٰ المشعر الحرام .. الخ .
ويصحّ هذا النوع من الحج ممن كان آفاقياً ، أي من لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام بحيث يبتعد بيته عن مكة بمقدار يجوز فيه تقصير الصلاة ، والمسافة هي عند الإمامية ٤٨ ميلاً من كل جانب وهي لا تتجاوز عن ١٦ فرسخاً .
وقد تظافرت الرّوايات المروية عند الفريقين أنّ متعة الحج ورد ذكرها وأحكامها في القرآن ، وهو قوله تعالىٰ : ( فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إلىٰ الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (١) .
وتفسير الآية الشريفة : إنّ من ( تَمَتَّعَ ) بسبب الاتيان ( بِالْعُمْرَةِ ) بما
__________________
(١) البقرة ٢ : ١٩٦ .