١٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله عليهالسلام إن الله يحب الرفق ويعين عليه فإذا ركبتم الدواب العجف فأنزلوها منازلها ـ فإن كانت الأرض مجدبة فانجوا عنها وإن كانت مخصبة فأنزلوها منازلها.
______________________________________________________
الحديث الثاني عشر : ضعيف على المشهور.
« ويعين عليه » أي يهيئ أسباب الرفق أو يعين بسبب الرفق أو معه أو كائنا عليه على سائر الأمور كما مر والتفريع بقوله عليهالسلام : فإذا ركبتم ، للتنبيه على أن الرفق مطلوب حتى مع الحيوانات ، وقال في المغرب : العجف بالتحريك الهزال والأعجف المهزول والأنثى العجفاء ، والعجفاء يجمع على عجف كصماء على صم ، انتهى.
وقوله : فأنزلوها منازلها أولا ، يحتمل وجهين : « الأول » أن يكون المراد الإنزال المعنوي أي راعوا حالها في إنزالها المنازل ، والمراد في الثاني المعنى الحقيقي والثاني : أن يكون الأول مجملا والثاني تفصيلا وتعيينا لمحل ذلك الحكم ، وعلى التقديرين الفاء في قوله : فإن كانت للتفصيل ، وفي المصباح الجدب هو المحل لفظا ومعنى وهو انقطاع المطر ويبس الأرض يقال : جدب البلد بالضم جدوبة فهو جدب وجديب وأرض جدبة وجدوب وأجدبت إجدابا فهي مجدبة ، وقال الجوهري : نجوت نجاءا ممدودا أي أسرعت وسبقت ، والناجية والنجاة الناقة السريعة تنجو بمن ركبها ، والبعير ناج ، والخصب بالكسر نقيض الجدب ، وقد أخصبت الأرض ومكان مخصب وخصيب ، وأخصب القوم أي صاروا إلى الخصب.
قوله : فأنزلوها منازلها ، أي منازلها اللائقة بحالها من حيث الماء والكلاء ، أو المراد بها المنازل المقررة في الأسفار ، أي لا تسيروا عليها أكثر من المنازل المقررة كجعل المنزلين منزلا لضعف الدابة ، وإنما يجوز ذلك مع جدب الأرض فإن مصلحتها أيضا في ذلك.