وهم الذين سعدوا بوظائف دينهم وخدمة إمامهم ، ومضوا على منهاج أهل بيت نبيهم صلوات اللّه عليهم.
فلزم معرفتهم لمحبتهم التي هي من محض الاسلام وشيمة الكرام.
فلاحظ الحديث الرضوي المبارك في شرائع الدين (١) ، حيث جاء فيه أن ممن يتولاهم وتلزم ولايتهم هم :
«الذين مضوا على منهاج نبيهم ولم يغيروا ولم يبدّلوا ... ، والولاية لأتباعهم وأشياعهم والمهتدين بهداهم والسالكين منهاجهم رضوان اللّه عليهم».
ولا شك أن منهم النواب الكرام ، عليهم التحية والسلام.
وعنوان السفارة على نواب الأربعة رضياللهعنهم ، أطلقه شيخ الطائفة الطوسي قدسسره في كتاب الغيبة ، تبعاً لما ورد في تنصيص النائب الثاني محمد بن عثمان العمري على النائب الثالث الحسين بن روح. جاء فيه ما نصه :
«هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن ابي بحر النوبختي القائم مقامي ، والسفير بينكم وبين صاحب الأمر عليهالسلام» (٢).
وقد دلّ الدليل القطعي على أنهم الأبواب المرضيون ، والسفراء الممدوحون لمولانا الامام المهدي عليهالسلام ، كما يتضح مما يأتي عند ذكرهم من الاحاديث الآتية المبيّنة لجلالة قدرهم ، ومن البراهين الظاهرة على أيديهم.
قال في الاحتجاج بعد ذكرهم :
«ولم يقم أحدٌ منهم بذلك إلا بنصٍ عليه من قَبل صاحب الأمر عليهالسلام ، ونَصبِ صاحبه الذي تقدم عليه.
__________________
(١) عيون الأخبار : ج ٢ ص ١٢٥.
(٢) الغيبة : ص ٢٢٧.