وإذا كان الرزق من الله ، وهو الذي يقدر
معايش العباد فلماذا لم يمنح الفقير ما يغنيه ليجعل العباد كلهم على حد سواء ، أو
لا أقل من أن يكفي الفقير ان لم نقل بالتساوي ؟ وحينئذٍ فيمنحه ما يرفع عنه
الاتكال على ما تجود به قريحة الغني وتعود حياته رتيبة تسير على نحو من الكفاف ، وبذلك
يستغنى عن قانون فرض الضرائب المالية على الأغنياء الزامياً ، أو تبرعياً ، ولا
داعي لهذه الصورة من التكافل بل تبقى للتكافل صوره الأخرى مما يحتاجه لهذه الحياة.
والجواب
عن ذلك : إن الله ليس بعاجز عن أن يجعل عباده في
مستوى واحد من حيث الغناء والرفاه المالي فقد نوه القرآن الكريم في آيات كثيره من
أن الله هو الرازق :
(
قل من
يرزقكم من السماوات والأرض قل الله
) .
(
هل من خالق
غير الله يرزقكم من السماء والأرض
) .
ولكنها المصالح التي تعود إلى البشر ، والتي
تقضيها طبيعة الحياة العلمية في واقعها الخارجي هي التي تدعوا لأن يكون هذا
التمايز.
ذلك لأن الحاجة أساس العمل والعمل يخلق
الانتاج ، وإذا كان الكل في صف واحد فمن يعمل ، وكيف يحصل الانتاج ؟.
وعلى سبيل المثال : فلوا فرضنا أن بلداً
كل أفراده أغنياء ،
__________________