الكافي - ج ٦

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٦

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-412-4
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٦٧٥

وَلَامَوْتاً وَلَاحَيَاةً وَلَانُشُوراً » ثُمَّ يَخِرُّ (١) سَاجِداً صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ. (٢)

٥٠٤٠ / ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَاضِيَ عليه‌السلام عَمَّا أَقُولُ فِي سَجْدَةِ الشُّكْرِ ، فَقَدِ اخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِيهِ ، فَقَالَ : « قُلْ ـ وَأَنْتَ سَاجِدٌ ـ : "اللهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ ، وَأُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَأَنْبِيَاءَكَ وَرُسُلَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ (٣) اللهُ رَبِّي ، وَالْإِسْلَامَ دِينِي ، وَمُحَمَّداً (٤) نَبِيِّي ، وَعَلِيّاً (٥) وَفُلَاناً وَفُلَاناً (٦) ـ إِلى آخِرِهِمْ ـ أَئِمَّتِي ، بِهِمْ أَتَوَلّى ، وَمِنْ عَدُوِّهِمْ (٧) أَتَبَرَّأُ ؛ اللهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ (٨) دَمَ الْمَظْلُومِ ـ ثَلَاثاً ـ اللهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ بِإِيوَائِكَ (٩) عَلى نَفْسِكَ لِأَوْلِيَائِكَ‌

__________________

(١) الخَرّ والخَرور : السقوط مطلقاً ، أو السقوط من علو إلى سفل. قال الراغب : « فمعنى خرّ : سقط سقوطاً يُسمَع منه خَرير ، والخرير يقال لصوت الماء والريح وغير ذلك ممّا يسقط من علوّ ... فاستعمال الخرّ تنبيه على اجتماع أمرين : السقوط ، وحصول الصوت بالتسبيح ». راجع : المفردات للراغب ، ص ٢٧٧ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٣٤ ( خرر ).

(٢) التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٣٢ ، ح ٥٠٨ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ٨ ، ص ٧٦٣ ، ح ٧٠٧٥ ؛ البحار ، ج ٨٧ ، ص ٢٨١ ، ح ٧٣.

(٣) في الوافي والفقيه والتهذيب ، ج ٢ : + / « أنت ».

(٤) هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ». وفي « جن » والمطبوع والوافي : « محمّد ».

(٥) في « بخ » والوافي : ـ / « وعليّاً ».

(٦) في « جن » : « وفلان وفلان وفلان ». وفي الوافي والتهذيب ، ج ٢ : « وفلان وفلان ».

(٧) في « ظ ، بخ » وحاشية « بح » والفقيه والتهذيب : « أعدائهم ».

(٨) قال الجوهري : « نَشَدْتُ فلاناً أَنْشُدُهُ نَشْداً : إذا قلت له : نَشدتُك اللهَ ، سألتك بالله ، كأنّك ذكّرته إيّاه فَنَشَدَ ، أي تذكّر ». وقال الشيخ البهائي : « والمراد هنا أسألك بحقّك أن تأخذ بدم المظلوم ؛ اعني الحسين عليه‌السلام وتنتقم من أعدائه وممّن أسّس أساس الظلم والجور عليه وعلى أبيه وأخيه وأولاده الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين ». وقال العلاّمة الفيض نحوه. وقال العلاّمة المجلسي : « ... أو المعنى أنشدك بحقّ دم المظلوم أن تنتقم من ظالميه ؛ فيكون المقسم عليه مقدّراً ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٤٣ ( نشد ) ؛ الحبل المتين ، ص ٧٩٨.

(٩) الإيواء ، من أوى وهو مقلوب وأى ، بمعنى الوعد والعهد ، وقال العلاّمة المجلسي : « والإيواء لم يأت

١٨١

لِتُظْفِرَنَّهُمْ (١) بِعَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ (٢) ، وَعَلَى الْمُسْتَحْفَظِينَ (٣) مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (٤) ؛ اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ" ؛ ثَلَاثاً.

ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَرْضِ (٥) ، وَتَقُولُ : يَا كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي (٦) الْمَذَاهِبُ ، وَتَضِيقُ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ (٧) ، وَيَا بَارِئَ خَلْقِي رَحْمَةً بِي ، وَقَدْ (٨) كَانَ (٩) عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ (١٠) ، وَعَلَى الْمُسْتَحْفَظِينَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (١١)

__________________

في اللغة بهذا المعنى ، وعدم ذكرهم لايدلّ على العدم ، مع أنّه يمكن أن يكون من قولهم : آوى فلاناً ، أي أجاره وأسكنه ، فكان الواعد يؤوي الوعد إلى نفسه ، لكنّه بعيد ... والوعد هو الذي قال الله تعالى : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) [ النور (٢٤) : ٥٥ ] ». راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٥١ ( أوا ) ؛ وج ١٥ ، ص ٣٧٦ ( وأى ).

(١) في « ى » : « لتظفر بهم ». وفي مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : لتظفرنّهم ، متعلّق بالإيواء ، واللام جواب للقسم الذي‌تضمّنه الإيواء ».

(٢) في « بح » والتهذيب : + / « وآل محمّد ».

(٣) في الحبل المتين ، ص ٧٩٩ : « المستحفظين ، يقرأ بالبناء للفاعل والمفعول بمعنى استحفظوا الإمامة ، أي حفظوها ، أو استحفظهم الله تعالى إيّاها ». ونحوه في الوافي ومرآة العقول.

(٤) في الفقيه : + / « ثلاثاً وتقول ».

(٥) في التهذيب ، ج ٢ : « بالأرض ».

(٦) « تعييني » ، بياءين مثنّاتين من تحت ، أو بنونين أوّلهما مشدّدة وبينهما ياء مثنّاة من تحت ، بمعنى تعجزني أو تتعبني ، أي يا ملجأي حين تعييني مسالكي إلى الخلق وتردّداتي إليهم. راجع : الحبل المتين ، ص ٧٩٩.

(٧) في الحبل المتين ، ص ٧٩٩ : « بما رحبت ، أي برحبها ، وما مصدريّة ، والرحب : السعة ».

(٨) في « بخ » والتهذيب ، ج ٢ : « قد » بدون الواو.

(٩) في حاشية « بخ » والوافي : « كنت ».

(١٠) في « بث ، بح » : + / « وآله ». وفي الفقيه والتهذيب والمزار : + / « وآل محمّد ».

(١١) في الفقيه والمزار : + / « ثلاثاً ».

١٨٢

ثُمَّ ضَعْ (١) خَدَّكَ الْأَيْسَرَ ، وَتَقُولُ (٢) : "يَا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ ، وَيَا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِيلٍ ، قَدْ وَعِزَّتِكَ بَلَغَ بِي (٣) مَجْهُودِي" (٤) ؛ ثَلَاثاً.

ثُمَّ تَقُولُ : "يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ ، يَا كَاشِفَ الْكُرَبِ الْعِظَامِ" (٥) ـ ثَلَاثاً ـ ثُمَّ تَعُودُ لِلسُّجُودِ (٦) ، فَتَقُولُ (٧) مِائَةَ مَرَّةٍ : "شُكْراً شُكْراً" ، ثُمَّ تَسْأَلُ (٨) حَاجَتَكَ (٩) إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى ». (١٠)

٥٠٤١ / ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (١١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ (١٢) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَفْصٍ الْمَرْوَزِيِّ ، قَالَ :

__________________

(١) في التهذيب ، ج ٢ : « ثمّ تضع ».

(٢) في « ظ » : « فتقول ».

(٣) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » : ـ / « بي ».

(٤) في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : بلغ بي مجهودي ، أي بلغت طاقتي النهاية ».

(٥) في حاشية « بخ » : « العظيم ».

(٦) في « جن » : « إلى السجود ».

(٧) في « ظ » : « ثمّ ». وفي « ى » : « ثمّ تقول ».

(٨) في التهذيب ، ج ٢ : + / « الله ».

(٩) في « ى » وحاشية « جن » : + / « تقضي ».

(١٠) التهذيب ، ج ٢ ، ص ١١٠ ، ح ٤١٦ ، معلّقاً عن الكليني. الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٢٩ ، ح ٩٦٧ ، معلّقاً عن عبدالله بن جندب. كتاب المزار للمفيد ، ص ١١٧ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ؛ التهذيب ، ج ٦ ، ص ٦٥ ، ذيل ح ١٣١ ، نقلاً عن كتاب المزار ، وفيهما ورد هذا الدعاء في السجود بعد الصلاة والدعاء عند قبر الحسين عليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٨ ، ص ٨١٩ ، ح ٧١٩٣ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٥ ، ذيل ح ٨٥٨٥.

(١١) في الوسائل : + / « عن أبيه ». وهو سهو ، فقد روى عليّ بن إبراهيم ، عن علي بن محمّد القاساني مباشرة ، ولم يثبت وقوع واسطة بينهما.

(١٢) في « بس » : « القاشاني ».

١٨٣

كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ (١) عليه‌السلام فِي سَجْدَةِ (٢) الشُّكْرِ ، فَكَتَبَ إِلَيَّ : « مِائَةَ مَرَّةٍ : شُكْراً شُكْراً ؛ وَإِنْ (٣) شِئْتَ : عَفْواً عَفْواً ». (٤)

٥٠٤٢ / ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

خَرَجْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه‌السلام إِلى بَعْضِ أَمْوَالِهِ ، فَقَامَ إِلى صَلَاةِ الظُّهْرِ ، فَلَمَّا فَرَغَ خَرَّ لِلّهِ سَاجِداً ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ ـ وَتَغَرْغَرُ دُمُوعُهُ (٥) ـ : رَبِّ عَصَيْتُكَ بِلِسَانِي ، وَلَوْ شِئْتَ ـ وَعِزَّتِكَ ـ لَأَخْرَسْتَنِي ؛ وَعَصَيْتُكَ (٦) بِبَصَرِي ، وَلَوْ شِئْتَ ـ وَعِزَّتِكَ ـ لَأَكْمَهْتَنِي (٧) ؛ وَعَصَيْتُكَ (٨) بِسَمْعِي ، وَلَوْ شِئْتَ ـ وَعِزَّتِكَ ـ

__________________

(١) هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، جن » والوافي والتهذيب. وفي « بح » والمطبوع : + / « موسى بن جعفر ». والظاهر أنّ عبارة « موسى بن جعفر » وردت في حاشية بعض النسخ ، لتفسير أبي الحسن عليه‌السلام ، ثمّ أدرجت في المتن سهواً.

(٢) في الوافي : « سجدتي ».

(٣) في « جن » : « أو إن ».

(٤) التهذيب ، ج ٢ ، ص ١١١ ، ح ٤١٧ ، معلّقاً عن الكليني. الكافي ، كتاب الصلاة ، باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء ، ح ٥١٣٣ ، بسنده عن عليّ بن محمّد القاساني ، عن محمّد بن عيسى ، عن سليمان بن حفص المروزي ، عن الرجل صلوات الله عليه ؛ الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٣٢ ، ح ٩٧٠ ، معلّقاً عن سليمان بن حفص المروزي ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ؛ عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٨٠ ، ح ٢٣ ، بسنده عن سليمان بن حفص المروزي ، عن أبي الحسن عليه‌السلام الوافي ، ج ٨ ، ص ٨٢١ ، ح ٧١٩٤ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٦ ، ذيل ح ٨٥٨٦.

(٥) في البحار : + / « وهو ». و « تَغَرْغُرُ الدموع » : تردّده في العين. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٠ ( غرر ).

(٦) في « ى » : « وعصيت ».

(٧) في « ظ ، بح ، بخ ، بس ، جن » والبحار : « لكمهتني ». وفي « بث » : « لكمّهتني ». و « لأكمهتني » ، أي لأعميتني ؛ من الكَمَه ، وهو العَمَى يولَدُ به الإنسان ، أو عامّ. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٤٤ ( كمه ).

(٨) في « ى » : « وعصيت ».

١٨٤

لَأَصْمَمْتَنِي (١) ؛ وَعَصَيْتُكَ بِيَدِي ، وَلَوْ شِئْتَ ـ وَعِزَّتِكَ ـ لَكَنَّعْتَنِي (٢) ؛ وَعَصَيْتُكَ بِرِجْلِي ، وَلَوْ شِئْتَ ـ وَعِزَّتِكَ ـ لَجَذَمْتَنِي (٣) ؛ وَعَصَيْتُكَ بِفَرْجِي ، وَلَوْ شِئْتَ ـ وَعِزَّتِكَ ـ لَعَقَمْتَنِي ؛ وَعَصَيْتُكَ (٤) بِجَمِيعِ جَوَارِحِي (٥) الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ ، وَلَيْسَ هذَا جَزَاءَكَ مِنِّي ».

قَالَ : ثُمَّ (٦) أَحْصَيْتُ لَهُ أَلْفَ مَرَّةٍ وَهُوَ يَقُولُ : « الْعَفْوَ الْعَفْوَ » قَالَ : ثُمَّ أَلْصَقَ خَدَّهُ الْأَيْمَنَ بِالْأَرْضِ ، فَسَمِعْتُهُ (٧) وَهُوَ يَقُولُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ : « بُؤْتُ إِلَيْكَ بِذَنْبِي (٨) ، عَمِلْتُ سُوءاً ، وَظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَاغْفِرْ لِي ؛ فَإِنَّهُ لَايَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ يَا مَوْلَايَ » ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ أَلْصَقَ خَدَّهُ الْأَيْسَرَ بِالْأَرْضِ ، فَسَمِعْتُهُ (٩) يَقُولُ : « ارْحَمْ مَنْ أَسَاءَ وَاقْتَرَفَ (١٠) ، وَاسْتَكَانَ (١١) وَاعْتَرَفَ (١٢) » ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ رَفَعَ

__________________

(١) في « ظ ، بح » : « لأصمتني ».

(٢) في « ى » : « لأكتعتني ». و « لكنّعتني » ، أي لقبّضتني يدي وأشللتها ؛ من التكنيع بمعنى التقبيض والإشلال. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٧٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠١٧ ( كنع ).

(٣) في « بس » : « لخذمتني ». و « لجذمتني » ، أي قطعتني رجلي ؛ من الجَذْم بمعنى القطع ، أوسرعة القطع. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٨٦ ؛ مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٢٧ ( جذم ).

(٤) في « بح » : « وعصيت ».

(٥) في « ظ » : « بجوارحي » بدل « بجميع جوارحي ».

(٦) في التهذيب : « ثمّ قال ».

(٧) في التهذيب : « وسمعته ».

(٨) « بُؤت إليك بذنبي » ، أي رجعت وأقررت واعترفت. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٨ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٩ ( بوأ ).

(٩) في « ظ » : « فسمعت وهو ». وفي « بخ ، بس ، جن » والوافي والوسائل والبحار : + / « وهو ».

(١٠) الاقتراف : الاكتساب ، يقال : قرف الذنبَ واقترفه ، إذا عمله. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤١٥ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٤٥ ( قرف ).

(١١) « استكان » : خضع وذلّ ، قيل : مأخوذ من السكون ، وعلى هذا فوزنه افتعل ، وقيل : من الكينة ، وهي الحالةالسيّئة ، وعلى هذا فوزنه استفعل. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٨٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٣٨٣ ( سكن ).

(١٢) في الوافي : « إن قيل : كيف يصدر عن المعصوم هذا الدعاء؟ قلنا : إنّ الأنبياء والأئمّة عليهم‌السلام لمّا كانت

١٨٥

رَأْسَهُ. (١)

٥٠٤٣ / ٢٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ (٣) ، هذَا الَّذِي ظَهَرَ (٤) بِوَجْهِي يَزْعُمُ (٥) النَّاسُ أَنَّ اللهَ لَمْ يَبْتَلِ بِهِ (٦) عَبْداً لَهُ فِيهِ حَاجَةٌ؟

فَقَالَ (٧) : « لَا ، قَدْ كَانَ (٨) مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ مُكَتَّعَ الْأَصَابِعِ (٩) ، فَكَانَ (١٠) يَقُولُ‌

__________________

أوقاتهم مستغرقة في ذكر الله وقلوبهم مشغولة به ـ جلّ شأنه ـ وخواطرهم متعلّقة بالملأ الأعلى وهم أبداً في المراقبة ، فكانوا إذا اشتغلوا بلوازم البشريّة من الأكل والشرب والنكاح وسائر المباحات عدّوا ذلك ذنباً وتقصيراً ، كما أنّ الذين يجالسون الملوك لو اشتغلوا وقت مجالسته وملاحظته بالالتفات إلى غيره لعدّوا ذلك تقصيراً واعتذروا منه. وعليه يحمل ما ورد أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يتوب إلى الله ـ عزّوجلّ ـ كلّ يوم سبعين مرّة ».

(١) التهذيب ، ج ٢ ، ص ١١١ ، ح ٤١٨ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ٨ ، ص ٨٢٢ ، ح ٧١٩٧ ؛ الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٧ ، ح ٨٥٨٩ ؛ البحار ، ج ٨٦ ، ص ٢٠٨ ، ح ٢٤.

(٢) في البحار والكافي ، ح ٢٣٨١ : + / « بن عيسى ».

(٣) في البحار والكافي ، ح ٢٣٨١ : « إنّ » بدل « جعلت فداك ».

(٤) في الوافي والكافي ، ح ٣٤٠٥ : « قد ظهر ».

(٥) في « بخ » : « زعم ». وفي « جن » : « تزعم ».

(٦) في « بخ » : ـ / « به ».

(٧) في البحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : + / « لي ».

(٨) في البحار والكافي ، ح ٢٣٨١ : « لقد كان » بدل « لا ، قد كان ». وفي الكافي ، ح ٣٤٠٥ : « لقد » بدل « قد ».

(٩) في الوافي والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : « مكنّع الأصابع ». وقوله : « مكتَّع الأصابع » ، أي منضمّها ، أو مقطوعها ، كالمكنّع بالنون. وفي القاموس : « الأكتع : من رجعت أصابعه إلى كفّه وظهرت رواجبه » وهي مفاصل اصول الأصابع. راجع : لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٠٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠١٥ ( كتع ).

(١٠) في « بخ » : « وكان ».

١٨٦

هكَذَا (١) ـ وَيَمُدُّ (٢) يَدَهُ (٣) ـ وَيَقُولُ : ( يا قَوْمِ ، اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) (٤) ».

قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِي (٥) : « إِذَا كَانَ الثُّلُثُ الْأَخِيرُ مِنَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِهِ ، فَتَوَضَّأْ ، ثُمَّ قُمْ (٦) إِلى صَلَاتِكَ الَّتِي تُصَلِّيهَا ، فَإِذَا كُنْتَ فِي السَّجْدَةِ الْأَخِيرَةِ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوَّلَتَيْنِ (٧) ، فَقُلْ وَأَنْتَ سَاجِدٌ : "يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ ، يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ ، يَا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ ، يَا (٨) مُعْطِيَ الْخَيْرَاتِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِ (٩) مُحَمَّدٍ ، وَأَعْطِنِي مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي مِنْ شَرِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا أَنْتَ (١٠) أَهْلُهُ ، وَأَذْهِبْ عَنِّي هذَا (١١) الْوَجَعَ ـ وَسَمِّهِ (١٢) ـ فَإِنَّهُ قَدْ غَاظَنِي وَأَحْزَنَنِي" ، وَأَلِحَّ فِي الدُّعَاءِ ».

قَالَ : فَفَعَلْتُ (١٣) ، فَمَا وَصَلْتُ إِلَى الْكُوفَةِ حَتّى أَذْهَبَ اللهُ (١٤) عَنِّي كُلَّهُ. (١٥)

__________________

(١) في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : فكان يقول هكذا ، أي يفعل ».

(٢) في « بث ، بس » وحاشية « بح » : « ومدّ ». وفي « بح » : « ويمرّ ».

(٣) في البحار والكافي ، ح ٢٣٨١ : « يديه ».

(٤) يس (٣٦) : ٢٠.

(٥) في الكافي ، ح ٣٤٠٥ : ـ / « لي ».

(٦) في « ظ » والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : « وقم ».

(٧) في « بس » والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : « الاوليين ».

(٨) في الكافي ، ح ٣٤٠٥ : « ويا ».

(٩) في « ى » والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : « وآل » بدل « وأهل بيت ».

(١٠) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥. وفي المطبوع : « أنا ».

(١١) في « بس » : ـ / « هذا ».

(١٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والكافي ، ح ٣٤٠٥. وفي المطبوع والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ : « وتسمّيه ».

(١٣) في « ى ، بخ » والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : ـ / « ففعلت ».

(١٤) في « ظ » والبحار والكافي ، ح ٢٣٨١ و ٣٤٠٥ : + / « به ».

(١٥) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، ح ٢٣٨١ ؛ وكتاب الدعاء ، باب الدعاء للعلل والأمراض ، ح ٣٤٠٥ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٩ ، ح ٨٨٨٠ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٢٣ ، ح ٣٠.

١٨٧

٥٠٤٤ / ٢١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ : « سَجَدَ وَجْهِيَ الْبَالِي لِوَجْهِكَ الْبَاقِي الدَّائِمِ الْعَظِيمِ ، سَجَدَ وَجْهِيَ الذَّلِيلُ لِوَجْهِكَ الْعَزِيزِ ، سَجَدَ وَجْهِيَ الْفَقِيرُ لِوَجْهِ رَبِّيَ الْغَنِيِّ الْكَرِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ؛ رَبِّ أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا كَانَ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا يَكُونُ ، رَبِّ لَاتُجْهِدْ بَلَائِي (١) ، رَبِّ لَاتُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي ، رَبِّ لَاتُسِى‌ءْ قَضَائِي ، رَبِّ إِنَّهُ لَادَافِعَ وَلَامَانِعَ إِلاَّ أَنْتَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ ، وَبَارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ ؛ اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَطَوَاتِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ جَمِيعِ غَضَبِكَ وَسَخَطِكَ ، سُبْحَانَكَ لَا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ».

وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ وَهُوَ سَاجِدٌ : « ارْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ ، وَوَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ ، وَآنِسْنِي (٢) بِكَ يَا كَرِيمُ ».

وَكَانَ يَقُولُ أَيْضاً : « وَعَظْتَنِي فَلَمْ أَتَّعِظْ ، وَزَجَرْتَنِي عَنْ مَحَارِمِكَ فَلَمْ أَنْزَجِرْ ، وَعَمَّرْتَنِي (٣) فَمَا شَكَرْتُ ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ يَا كَرِيمُ ، أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ ، وَأَسْأَلُكَ (٤) الْعَفْوَ عِنْدَ الْحِسَابِ ».

وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ وَهُوَ سَاجِدٌ : « لَا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ حَقّاً حَقّاً ، سَجَدْتُ لَكَ‌

__________________

(١) في مرآة العقول : « لا تجهد بلائي ، أي لا تجعل بلائي شديداً لا اطيقه ». ويقال : أجهد دابّته ، إذا حمل عليهافي السير فوق طاقتها. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٢٠ ( جهد ).

(٢) في الوافي والبحار : « وانسي ».

(٣) هكذا في « بث ، بخ » والمطبوع ومرآة العقول. وفي « ظ ، ى ، بح ، بس ، جن » والوافي والبحار : « وغمرتني ». وفي المطبوع : + / « أياديك ».

(٤) في الوافي : ـ / « أسألك ».

١٨٨

يَا رَبِّ تَعَبُّداً وَرِقّاً ؛ يَا عَظِيمُ ، إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ ، فَضَاعِفْهُ لِي ؛ يَا كَرِيمُ يَا حَنَّانُ (١) ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَجُرْمِي ، وَتَقَبَّلْ عَمَلِي ؛ يَا كَرِيمُ يَا جَبَّارُ (٢) ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ (٣) أَنْ أَخِيبَ أَوْ أَحْمِلَ (٤) ظُلْماً ؛ اللهُمَّ مِنْكَ النِّعْمَةُ ، وَأَنْتَ تَرْزُقُ شُكْرَهَا ، وَعَلَيْكَ يَكُونُ ثَوَابُ (٥) مَا تَفَضَّلْتَ بِهِ (٦) مِنْ ثَوَابِهَا (٧) بِفَضْلِ طَوْلِكَ (٨) ، وَبِكَرِيمِ (٩) عَائِدَتِكَ (١٠) ». (١١)

٥٠٤٥ / ٢٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :

كَانَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام يَقُولُ فِي سُجُودِهِ (١٢) : « أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارٍ حَرُّهَا لَايُطْفَأُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارٍ جَدِيدُهَا لَايَبْلى ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارٍ عَطْشَانُهَا لَايَرْوى ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ نَارٍ مَسْلُوبُهَا لَايُكْسى ». (١٣)

__________________

(١) في « ظ » وحاشية « بث ، بخ » : « يا جبّار ».

(٢) في « بث » والبحار : « يا حنّان ».

(٣) في « ظ » والبحار : ـ / « من ».

(٤) في « ى » : « وأحمل ».

(٥) في « بح ، بس » : ـ / « ثواب ».

(٦) في « بخ » : ـ / « به ».

(٧) في « ظ » : « ثوابنا ».

(٨) « الطَوْل » : المنّ ، يقال منه : طال عليه وتطوّل عليه ، إذا امتنّ عليه. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٥٥ ( طول ).

(٩) في « بخ » : « وكريم ». وفي الوافي : « وكرم ».

(١٠) « العائدة » : المعروف ، والصلة ، والعطف ، والمنفعة. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٤٠ ( عود ).

(١١) التهذيب ، ج ٣ ، ص ٩٩ ، ضمن ح ٢٥٩ ، بسند آخر ، إلى قوله : « سبحانك لا إله إلاّ أنت ربّ العالمين » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٨٤ ، ح ٨٩٤٨ ؛ البحار ، ج ٨٦ ، ص ٢٣٤ ، ذيل ح ٥٨.

(١٢) في « بخ » : ـ / « في سجوده ».

(١٣) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٨٥ ، ح ٨٩٤٩ ؛ البحار ، ج ٨٦ ، ص ٢٣٨ ، ح ٦٠.

١٨٩

٥٠٤٦ / ٢٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا قَرَأَ أَحَدُكُمُ السَّجْدَةَ مِنَ الْعَزَائِمِ ، فَلْيَقُلْ فِي سُجُودِهِ : سَجَدْتُ لَكَ تَعَبُّداً وَرِقّاً ، لَامُسْتَكْبِراً عَنْ (١) عِبَادَتِكَ وَلَامُسْتَنْكِفاً (٢) وَلَا مُتَعَظِّماً (٣) ، بَلْ (٤) أَنَا عَبْدٌ ذَلِيلٌ ، خَائِفٌ مُسْتَجِيرٌ ». (٥)

٥٠٤٧ / ٢٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الرَّيَّانِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : شَكَوْتُ إِلَيْهِ عِلَّةَ أُمِّ وَلَدٍ لِي أَخَذْتُهَا ، فَقَالَ : « قُلْ لَهَا : تَقُولُ فِي السُّجُودِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ : "يَا رَبِّي ، يَا (٦) سَيِّدِي ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٧) ، وَعَافِنِي (٨) مِنْ كَذَا وَكَذَا" (٩) ، فَبِهَا نَجَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ‌

__________________

(١) في « ى » : « من ».

(٢) الاستنكاف : الأنَفَةُ من الشي‌ء ، والامتناع ، والاستكبار. راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٣٤٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٤٢ ( نكف ).

(٣) في الوسائل : « ولا مستعظماً ».

(٤) في « بس » : ـ / « بل ».

(٥) الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٠٦ ، ح ٩٢٢ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام. الأمالي للصدوق ، ص ٦٤٣ ، المجلس ٩٣ ، ضمن وصف دين الإماميّة على الإيجاز والاختصار ، وفيهما مع اختلاف. وراجع : الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٠٦ ، ذيل ح ٩٢١ الوافي ، ج ٩ ، ص ١٧٥٠ ، ح ٩٠٥٠ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٢٤٥ ، ح ٧٨٥١ ؛ البحار ، ج ٨٥ ، ص ١٧٩.

(٦) في البحار : « ويا ».

(٧) هكذ في معظم النسخ التي قوبلت والوافي. وفي « بس » والمطبوع والبحار : « وعلى آل محمّد ».

(٨) في « بح » : + / « يا ربّ ».

(٩) في « ى » : ـ / « وكذا ». وفي « بح » : « كذا من كذا » بدل « من كذا وكذا ».

١٩٠

مِنَ النَّارِ (١) ».

قَالَ : فَعَرَضْتُ هذَا الْحَدِيثَ عَلى بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، فَقَالَ : أَعْرِفُ فِيهِ (٢) : « يَا رَؤُوفُ يَا رَحِيمُ ، يَا رَبِّي يَا سَيِّدِي ، افْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا ». (٣)

٥٠٤٨ / ٢٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه‌السلام : عَلِّمْنِي دُعَاءً ؛ فَإِنِّي قَدْ بُلِيتُ بِشَيْ‌ءٍ ـ وَكَانَ قَدْ حُبِسَ بِبَغْدَادَ حَيْثُ اتُّهِمَ بِأَمْوَالِهِمْ ـ فَكَتَبَ إِلَيْهِ (٤) : « إِذَا صَلَّيْتَ فَأَطِلِ السُّجُودَ ، ثُمَّ قُلْ : "يَا أَحَدَ مَنْ لَا أَحَدَ لَهُ" حَتّى يَنْقَطِعَ (٥) النَّفَسُ (٦) ، ثُمَّ قُلْ : "يَا مَنْ لَايَزِيدُهُ كَثْرَةُ الدُّعَاءِ إِلاَّ جُوداً وَكَرَماً" حَتّى يَنْقَطِعَ (٧) نَفَسُكَ ، ثُمَّ قُلْ : يَا رَبَّ الْأَرْبَابِ ، أَنْتَ أَنْتَ ، أَنْتَ (٨) الَّذِي انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلاَّ مِنْكَ ، يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ ».

قَالَ زِيَادٌ : فَدَعَوْتُ بِهِ ، فَفَرَّجَ اللهُ عَنِّي ، وَخَلّى سَبِيلِي. (٩)

__________________

(١) في مرآة العقول : « الظاهر أنّ جعفر بن سليمان كان أراد بعض المخالفين إحراقه ، فنجا بهذا الدعاء. ويحتمل نار الآخرة ».

(٢) في « ى » : ـ / « فيه ».

(٣) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٣٩ ، ح ٨٨٧٨ ؛ البحار ، ج ٨٦ ، ص ٢٣٨ ، ذيل ح ٦٠.

(٤) في « ى » : « إليّ ».

(٥) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي « ظ » والمطبوع : « حتّى تنقطع ».

(٦) في « ظ ، ى » وحاشية « بث ، جن » والوافي والبحار : « نفسك ».

(٧) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي « ظ » والمطبوع : « حتّى تنقطع ».

(٨) في « بح ، بخ » : ـ / « أنت ».

(٩) الوافي ، ج ٩ ، ص ١٦٢٣ ، ح ٨٨٥٦ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٧٩ ، ح ٨٢٣٢ ، قطعة منه ؛ البحار ، ج ٨٦ ، ص ٢٣٢ ، ح ٥٦.

١٩١

٢٦ ـ بَابُ أَدْنى مَا يُجْزِئُ مِنَ التَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ (١) وَأَكْثَرِهِ‌

٥٠٤٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « تَدْرِي أَيُّ شَيْ‌ءٍ حَدُّ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ؟ » قُلْتُ (٢) : لَا ، قَالَ : « تُسَبِّحُ (٣) فِي الرُّكُوعِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ : سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ؛ وَفِي السُّجُودِ : "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلى وَبِحَمْدِهِ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَمَنْ نَقَصَ وَاحِدَةً ، نَقَصَ ثُلُثَ صَلَاتِهِ ؛ وَمَنْ نَقَصَ ثِنْتَيْنِ (٤) ، نَقَصَ ثُلُثَيْ صَلَاتِهِ ؛ وَمَنْ لَمْ يُسَبِّحْ ، فَلَا صَلَاةَ لَهُ ». (٥)

٥٠٥٠ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَهُوَ يُصَلِّي ، فَعَدَدْتُ لَهُ (٦) فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ سِتِّينَ تَسْبِيحَةً. (٧)

__________________

(١) في « بخ » : « السجود والركوع ».

(٢) في التهذيب ، ص ١٥٧ : « فقلت ».

(٣) في الوسائل والتهذيب ، ص ١٥٧ : « سبّح ».

(٤) في « ظ » : « اثنين ».

(٥) التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٥٧ ، ح ٦١٥ ، معلّقاً عن الكليني. وفيه ، ص ٨٠ ، ح ٣٠٠ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٢٤ ، ح ١٢١٣ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٨ ، ص ٧٠٧ ، ح ٦٩٢٢ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٠١ ، ح ٨٠٢٤.

(٦) في « ظ » : ـ / « له ».

(٧) التهذيب ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ ، ح ١٢٠٥ ، بسنده عن أحمد بن عمر الحلبي الوافي ، ج ٨ ، ص ٧٠٨ ، ح ٦٩٢٣ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٠٤ ، ذيل ح ٨٠٣٤ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٠ ، ح ٨٠.

١٩٢

٥٠٥١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ وَالْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَا :

دَخَلْنَا عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَعِنْدَهُ قَوْمٌ ، فَصَلّى بِهِمُ الْعَصْرَ ـ وَقَدْ كُنَّا صَلَّيْنَا ـ فَعَدَدْنَا لَهُ فِي رُكُوعِهِ (١) « سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ (٢) » أَرْبَعاً (٣) أَوْ ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ مَرَّةً. وَقَالَ أَحَدُهُمَا فِي حَدِيثِهِ (٤) : « وَبِحَمْدِهِ » فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ (٥) سَوَاءً. (٦)

قَالَ الكُلِيْنِي (٧) : هذَا لِأَنَّهُ (٨) عَلِمَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَامُ احْتِمَالَ الْقَوْمِ لِطُولِ رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ ؛ وَذلِكَ أَنَّهُ رُوِيَ « أَنَّ الْفَضْلَ لِلْإِمَامِ أَنْ يُخَفِّفَ وَيُصَلِّيَ (٩) بِأَضْعَفِ (١٠) الْقَوْمِ ». (١١)

٥٠٥٢ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَدْنى مَا يُجْزِئُ الْمَرِيضَ (١٢) مِنَ التَّسْبِيحِ‌

__________________

(١) في « ى » : ـ / « في ركوعه ».

(٢) في « ى ، بخ » : ـ / « وبحمده ».

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + / « وثلاثين ».

(٤) في « جن » : « حديث ».

(٥) في الوافي والوسائل والتهذيب والاستبصار : ـ / « سواء ».

(٦) التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٢١٠ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٢٥ ، ح ١٢١٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ٨ ، ص ٧٠٨ ، ح ٦٩٢٤ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٠٤ ، ذيل ح ٨٠٣٤ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٠ ، ح ٨١.

(٧) هكذا في « ى ، بث ، بح ، بخ » وحاشية « ظ » والوسائل. وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ / « قال الكليني ».

(٨) في « ى ، بخ » والوافي : « أنّه ».

(٩) في « بث » : « تصلّي ».

(١٠) في « بخ » وحاشية « بث » والوافي : « بصلاة أضعف ».

(١١) الوافي ، ج ٨ ، ص ٧٠٨ ، ذيل ح ٦٩٢٤ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٠٤ ، ح ٨٠٣٥.

(١٢) في الوافي : « للمريض ».

١٩٣

فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ؟

قَالَ : « تَسْبِيحَةٌ وَاحِدَةٌ ». (١)

٥٠٥٣ / ٥. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا مِنْ كَلِمَةٍ أَخَفَّ عَلَى اللِّسَانِ مِنْهَا وَلَا أَبْلَغَ مِنْ سُبْحَانَ اللهِ ».

قَالَ : قُلْتُ : يُجْزِئُنِي (٢) فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ أَنْ أَقُولَ مَكَانَ التَّسْبِيحِ : لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ ، وَاللهُ أَكْبَرُ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، كُلُّ ذَا (٣) ذِكْرُ اللهِ ».

قَالَ : قُلْتُ : الْحَمْدُ لِلّهِ ، وَلَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ قَدْ عَرَفْنَاهُمَا ، فَمَا تَفْسِيرُ سُبْحَانَ اللهِ (٤)؟

قَالَ : « أَنَفَةٌ (٥) لِلّهِ (٦) ؛ أَمَا (٧) تَرَى (٨) الرَّجُلَ إِذَا عَجِبَ (٩) مِنَ الشَّيْ‌ءِ (١٠) ، قَالَ :

__________________

(١) الوافي ، ج ٨ ، ص ٧١٠ ، ح ٦٩٢٨ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٠١ ، ح ٨٠٢٥.

(٢) في « ى ، بث » : « يجزي ». وفي حاشية « بخ » : « تكفيني ».

(٣) في « بح » : ـ / « ذا ».

(٤) في « بخ » : ـ / « الله ».

(٥) في الوافي : « الأنفة : الاستنكاف ، يقال : أَنِفَ من الشي‌ء يأنَف أنفاً وأنفة ، إذا كرهه وشرفتْ نفسه عنه ، وأرادبه هاهنا الحميّة والغيرة والغضب ممّا لايرتضيه لله‌سبحانه ». وهو تنزيه لذاته الأحديّة عن كلّ ما لايليق بجنابه. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٧٦ ( أنف ).

(٦) في « بح » : ـ / « لِلّه ».

(٧) في « ظ ، ى ، بح ، بخ » والوافي : « ألا ».

(٨) في « ظ ، ى ، بخ ، بس » والوافي : + / « أنّ ».

(٩) في « ظ » والوافي : « أعجب ».

(١٠) في « ى » : « شي‌ء ».

١٩٤

سُبْحَانَ اللهِ؟ ». (١)

٥٠٥٤ / ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنِّي إِمَامُ مَسْجِدِ الْحَيِّ ، فَأَرْكَعُ بِهِمْ ، فَأَسْمَعُ (٢) خَفَقَانَ نِعَالِهِمْ (٣) وَأَنَا رَاكِعٌ؟

فَقَالَ : « اصْبِرْ رُكُوعَكَ (٤) ، وَمِثْلَ رُكُوعِكَ ، فَإِنِ انْقَطَعَ (٥) ، وَإِلاَّ فَانْتَصِبْ (٦) قَائِماً ». (٧)

٢٧ ـ بَابُ مَا يُسْجَدُ عَلَيْهِ وَمَا يُكْرَهُ‌

٥٠٥٥ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ :

__________________

(١) الكافي ، كتاب الصلاة ، باب الركوع وما يقال فيه ... ، ح ٥٠٢٢ ، بسنده عن هشام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، من قوله : « قلت : يجزئني في الركوع » إلى قوله : « قال : نعم » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٨ ، ص ٧٠٩ ، ح ٦٩٢٥.

(٢) في الوافي : « وأسمع ».

(٣) قال العلاّمة المجلسي : « خفقان النعال : صوتها » ، وفي اللغة : الخَفْق : صوت النعل وما أشبهها من الأصوات ، والخفقان : الاضطراب. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٨٠ ـ ٨٣ ( خفق ).

(٤) أي أتمم ذكرك الذي أنت فيه ، واصبر بقدر ما ذكرت حتّى يلحقوا بك.

(٥) في الوافي والفقيه : « انقطعوا ».

(٦) في اللغة : نصب هو ، وتنصّب فلان وانتصب ، إذا قام رافعاً رأسه. وقال العلاّمة المجلسي : « وهو ـ أي الانتصاب ـ استواء فقرات الظهر وإرسال اليدين وضمّ الأصابع حتّى الإبهام ». راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٦٠ ( نصب ) ؛ مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ١٠٢.

(٧) الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٩٠ ، ح ١١٥٢ ، مرسلاً الوافي ، ج ٨ ، ص ١٢٦٣ ، ح ٨٢١١ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٣٣٤ ، ح ٨١١٤ ؛ وج ٨ ، ص ٣٩٥ ، ح ١٠٩٩٦.

١٩٥

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَا تَسْجُدْ (١) إِلاَّ عَلَى الْأَرْضِ ، أَوْ مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ ، إِلاَّ (٢) الْقُطْنَ وَالْكَتَّانَ ». (٣)

٥٠٥٦ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ (٤) ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَسْجُدُ عَلَى الزِّفْتِ ، يَعْنِي الْقِيرَ (٥)؟

فَقَالَ : « لَا ، وَلَاعَلَى الثَّوْبِ (٦) الْكُرْسُفِ (٧) ، وَلَاعَلَى الصُّوفِ ، وَلَاعَلى شَيْ‌ءٍ مِنَ الْحَيَوَانِ ، وَلَاعَلى طَعَامٍ ، وَلَاعَلى شَيْ‌ءٍ مِنْ ثِمَارِ الْأَرْضِ ، وَلَاعَلى شَيْ‌ءٍ مِنَ الرِّيَاشِ (٨) ». (٩)

__________________

(١) في « ظ » والوسائل والخصال : « لايسجد ».

(٢) في الخصال : + / « المأكول و ».

(٣) التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٣ ، ح ١٢٢٥ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٣١ ، ح ١٢٤١ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن عروة ، وفي الأخير مع اختلاف يسير. الخصال ، ص ٦٠٣ ، أبواب الثمانين وما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ٩ ، بسند آخر الوافي ، ج ٨ ، ص ٧٢٩ ، ح ٦٩٨٠ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٤٤ ، ح ٦٧٤٥.

(٤) هكذا في النسخ التي قوبلت والوسائل. وفي المطبوع : ـ / « عن حريز ».

والمتكرّر في كثيرٍ من الأسناد جدّاً رواية حمّاد [ بن عيسى ] عن حريز [ بن عبدالله ] عن زرارة [ بن أعين ]. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٤٧٥ ـ ٤٧٩ ؛ وص ٤٩٤.

(٥) راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ( زفت ).

(٦) في حاشية « ظ » : « ثوب ».

(٧) « الكُرْسُف » : القطن ، وقدجعل وصفاً للثياب وإن لم يكن مشتقّاً ، كقولهم : مررت بحيّةٍ ذراعٍ وإبلٍ مائةٍ ونحو ذلك. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٦٣ ( كرسف ).

(٨) قال الجوهري : « الرِيش والرِياش بمعنى ، وهو اللباس الفاخر ». وقال الشيخ البهائي : « الرِياش ... : جمع ريش كشعب وشعاب ، وهولباس الزينة ، واستعير من ريش الطائر ؛ لأنّه لباسه وزينته. ولعلّ المراد به هنا مطلق اللباس ». راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٠٨ ( ريش ) ؛ الحبل المتين ، ص ٥٤٧.

(٩) التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٣ ، ح ١٢٢٦ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٣١ ، ح ١٢٤٢ ، معلّقاً عن عليّ بن

١٩٦

٥٠٥٧ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام عَنِ الْجِصِّ يُوقَدُ (١) عَلَيْهِ بِالْعَذِرَةِ (٢) وَعِظَامِ الْمَوْتى ، ثُمَّ (٣) يُجَصَّصُ بِهِ الْمَسْجِدُ : أَيُسْجَدُ عَلَيْهِ؟

فَكَتَبَ عليه‌السلام إِلَيَّ بِخَطِّهِ : « إِنَّ الْمَاءَ وَالنَّارَ قَدْ طَهَّرَاهُ (٤) ». (٥)

٥٠٥٨ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « دَعَا أَبِي بِالْخُمْرَةِ (٦) ، فَأُبْطِئَتْ عَلَيْهِ ، فَأَخَذَ كَفّاً مِنْ‌

__________________

إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، وفي الأخير مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٨ ، ص ٧٣٠ ، ح ٦٩٨٢ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٤٦ ، ح ٦٧٥١.

(١) في « ظ » والوسائل : « توقد ».

(٢) في الوسائل : « العذرة ».

(٣) في الوافي ، ج ٦ : « و ».

(٤) قال الشيخ البهائي : « ما تضمّنه الحديث من جواز السجود على الجصّ فلايحضرني الآن أنّ أحداً من علمائنا قال به ، نعم يظهر من بعض الأصحاب المعاصرين الميل إليه ، وقول المرتضى رضى الله عنه بجواز التيمّم به ربّما يعطي جواز السجود عليه عنده ». وفي هذا الحديث مباحث اخرى شريفة ، إن شئت فراجع : الحبل المتين ، ص ٤١٥ و ٥٤٩ ـ ٥٥٠ ؛ الوافي ، ج ٦ ، ص ٢٣٥ ؛ مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ١٤٤ ـ ١٤٦.

(٥) التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٤ ، ح ١٢٢٧ ؛ وص ٣٠٦ ، ح ١٢٣٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص ٢٣٥ ، ح ٩٢٨ ؛ والفقيه ، ج ١ ، ص ٢٧٠ ، ح ٨٣٣ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير. قرب الإسناد ، ص ٢٩٠ ، ح ١١٤٧ ، بسند آخر عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام. الفقيه ، ج ١ ، ص ٢٣٦ ، ح ٧١٠ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف الوافي ، ج ٦ ، ص ٢٣٤ ، ح ٤١٨٧ ؛ وج ٨ ، ص ٧٣٨ ، ح ٧٠٠٣ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٥٨ ، ح ٦٧٨٨.

(٦) قال الجوهري : « الخمرة بالضمّ : سجّادة تُعمَل من سَعَف النخل وتُرْمَل ـ أي تنسج ـ بالخيوط ». وقال

١٩٧

حَصًى (١) ، فَجَعَلَهُ عَلَى الْبِسَاطِ ، ثُمَّ سَجَدَ (٢) ». (٣)

٥٠٥٩ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ وَبُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام ، قَالَ : « لَا بَأْسَ بِالْقِيَامِ عَلَى الْمُصَلّى مِنَ الشَّعْرِ وَالصُّوفِ إِذَا كَانَ يَسْجُدُ عَلَى الْأَرْضِ ، فَإِنْ (٤) كَانَ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ ، فَلَا بَأْسَ بِالْقِيَامِ عَلَيْهِ وَالسُّجُودِ عَلَيْهِ ». (٥)

٥٠٦٠ / ٦. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (٦) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، قَالَ : « لَا تَسْجُدْ (٧) عَلَى الْقِيرِ (٨) ، وَلَاعَلَى‌

__________________

‌ابن الأثير : « هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خُوص ونحوه من النبات ، ولا تكون خمرة إلاّفي هذا المقدار ، وسمّيت خمرة ؛ لأنّ خيوطها مستورة بسعفها ». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٩ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٧٧ ( خمر ).

(١) في الوافي : « حصباء ».

(٢) في « ظ » : « فسجد عليه » بدل « ثمّ سجد ».

(٣) التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ، ح ١٢٣٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٨ ، ص ٧٣١ ، ح ٦٩٨٧ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٤٧ ، ح ٦٧٥٣.

(٤) في « بخ » والوسائل : « وإن ».

(٥) التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ، ح ١٢٣٦ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ، ح ١٢٦٠ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، وفي الأخير مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٨ ، ص ٧٣١ ، ح ٦٩٨٦ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٤٤ ، ح ٦٧٤٤.

(٦) تقدّم في الكافي ، ذيل ح ٤٩٠٥ ، أنّه لم يثبت توسّط أحمد بن محمّد بين أحمد بن إدريس وعليّ بن‌إسماعيل ، وأنّ الصواب في مثل هذا المورد هو محمّد بن أحمد ، فلاحظ.

(٧) في « بخ » : « لايسجد ». وفي التهذيب : + / « على القفر ولا ».

(٨) في الاستبصار : + / « ولا على القفر ».

١٩٨

الصَّارُوجِ (١) ». (٢)

٥٠٦١ / ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الرَّيَّانِ ، قَالَ :

كَتَبَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا إِلَيْهِ بِيَدِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ يَسْأَلُهُ ـ يَعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام (٣) ـ عَنِ الصَّلَاةِ عَلَى الْخُمْرَةِ الْمَدَنِيَّةِ (٤)؟

فَكَتَبَ : « صَلِّ فِيهَا مَا كَانَ مَعْمُولاً بِخُيُوطَةٍ (٥) ، وَلَاتُصَلِّ (٦) عَلى مَا كَانَ مَعْمُولاً بِسُيُورَةٍ (٧) » قَالَ : فَتَوَقَّفَ أَصْحَابُنَا (٨) ، فَأَنْشَدْتُهُمْ بَيْتَ (٩) شِعْرٍ (١٠) « لِتَأَبَّطَ شَرّاً » الْعَدْوَانِيِّ (١١) :

__________________

(١) قال الجوهري : « الصاروج : النورة وأخلاطها ، فارسيّ معرّب. وكذلك كلّ كلمة فيها صاد وجيم ؛ لأنّهما لايجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب ». الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٢٥ ( صر ج ).

(٢) التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٤ ، ح ١٢٢٨ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٣٣٤ ، ح ١٢٥٤ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ٨ ، ص ٧٣٥ ، ح ٦٩٩٤ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٥٣ ، ذيل ح ٦٧٧٣.

(٣) في « بخ » والوافي : « كتب بعض أصحابنا بيد إبراهيم بن عقبة إليه ـ يعني أبا جعفر ـ يسأله ».

(٤) في « بث ، بح ، بخ » : « المدينيّة ».

(٥) قال الجوهري : « الخَيْط : السِلْك ، وجمعه خُيوط وخُيوطة ، مثل فحل وفُحول وفُحولة ». راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٢٥ ( خيط ).

(٦) في الوافي : « لعلّ النهي عن الصلاة على الخمر المعمولة بالسيور مع أنّها مستورة فيها بالنبات ولايقع عليها السجود ، إنّما هو لأنّ عامليها كانوا لايحترزون عن الميتة ، أو يزعمون أنّ دباغها طهورها » ، وقيل غير ذلك. راجع : مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ١٤٧ ـ ١٤٨.

(٧) في الوافي : « السيور : جمع السَير بالفتح ، وهوما يقدّ من الجلد ». والسُيورة في اللغة جمع السَيْر بمعنى‌الشِراك ، وهو سَيْر النعل. راجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٩٠ ( سير ).

(٨) في الوافي : « لعلّ توقّفهم لمكان التاء في الخيوطة والسيورة ؛ فإنّها غير معهودة ـ أي في الجمع ـ فأنشد البيت ؛ ليستشهد لهم على صحّتها ، وتأبّط شرّاً اسم شاعر ». وقريب منه في مرآة العقول ، ج ١٥ ، ص ١٤٧.

(٩) في « بث » : « ببيت ». وفي « بح » : « بيتاً ».

(١٠) في « بح » : ـ / « شعر ».

(١١) في التهذيب : « الفهمي ».

١٩٩

كَأَنَّهَا (١) خُيُوطَةُ مَارِيٍّ تُغَارُ وَتُفْتَلُ ». (٢)

و « مَارِيٌّ » كَانَ (٣) رَجُلاً حَبَّالاً (٤) ، كَانَ يَعْمَلُ الْخُيُوطَ. (٥)

٥٠٦٢ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى بِإِسْنَادِهِ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ظ » : « وكأنّها ». وفي « بخ ، جن » وحاشية « ى » والوافي : « فكأنّها ».

(٢) هذا هو بعض البيت تمامه :

وأطْوِي على الخُمصِ الحوايا كأنّها

خُيوطةُ مارِيّ تُغارُ وتُفْتَلُ

الوزن : بحر طويل ، والقائل : تأبّط شرّاً ، وهو ثابت بن جابر بن سفيان الفهمي ، أبو زهير ، من مضر ، شاعر عدّاء ، من فتّاك العرب في الجاهليّة ، كان من أصل تهامة ، قتل نحو سنة ٨٠ قبل الهجرة ، وسمّي تأبّط شرّاً ؛ لأنّه أخذ سيفاً أو سكّيناً تحت إبطه وخرج ، فسئلت امّه عنه ، فقالت : تأبّط شرّاً وخرج. وقيل : لأنّه كان يتأبّط أشياء مخيفة كالأفاعي والغول والسلاح وغيرها. ( أسماء المغتالين لابن صبيب ، ص ٢١٥ ؛ الشعر والشعراء لابن قتيبه ، ص ١٩٧ ؛ الأغاني ، ج ٢١ ، ص ١٢٧ ـ / ١٧٣ ؛ شرح شواهد المغني ، ج ١ ، ص ٥١ ـ / ٥٢ ؛ الأعلام للزركلي ، ج ٢ ، ص ٩٧ ).

شرح الغريب : طوى البلاد : قطعها وجازها ، وطَوِيَ البطن : خمص من الجوع ، وطوَى بطنه : أجاعها ( لسان العرب ، ج ١ ، ص ١٨ ـ ٢٠ ، طوى ). والخمص : جمع أخمص ، وهو الضامر البطن ( الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٣٨ ، خمص ) والحوايا : جمع حَوِيّة ، وهي حفائر ملتوية تكون في القيعان يملأها ماء السماء ، تسميّها العرب الأمعاء تشبيهاً بحوايا البطن ؛ فيكون مراد الشاعر هنا الأمعاء ( لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٠٩ ، حوا ) ، والخيوطة : جمع خيط. والماريّ : كساء صغير له خطوط مرسلة ، أو إزار من الصوف المخطّط ( تاج العروس ، ج ١٠ ، ص ٣٤١ ، مرا ). وتُغار : أي يشدّ فتلها ، يقال : آغار الحبل ، إذا شدّ فتله ( لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٨ ، غور ). وفي الوافي : « تُغار ، من أغرت الحبل ، أي فتلته ، فهو مغار. ويقال : حبل شديد الغارة ، أي شديد الفتل ؛ فالعطف تفسيري ».

الشاهد فيه : « خيوطة » وقد استشهد به عليّ بن الريّان على أنّ هذا اللفظ الوارد في حديث الإمام أبي جعفر عليه‌السلام مستخدم في العربية ، ومعهود في ألفاظها.

(٣) في « ظ » : ـ / « كان ».

(٤) في « بخ » : « حيالاً ».

(٥) التهذيب ، ج ٢ ، ص ٣٠٦ ، ح ١٢٣٨ ، معلّقاً عن عليّ بن محمّد ، عن عليّ بن الريّان ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٨ ، ص ٧٣١ ، ح ٦٩٨٧ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٥٩ ، ح ٦٧٩٠ ، إلى قوله : « ما كان معمولاً بسيورة ».

٢٠٠