الكافي - ج ٣

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٣

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٩١

مِنْهُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ، وَالشِّرْعَةُ (١) وَالْمِنْهَاجُ سَبِيلٌ وَسُنَّةٌ ، وَقَالَ اللهُ لِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إِنّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ) (٢) وَأَمَرَ كُلَّ نَبِيٍّ بِالْأَخْذِ بِالسَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ (٣) ، وَكَانَ مِنَ السَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ (٤) الَّتِي أَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهَا مُوسى عليه‌السلام أَنْ جَعَلَ (٥) عَلَيْهِمُ السَّبْتَ ، وَكَانَ (٦) مَنْ أَعْظَمَ السَّبْتَ وَلَمْ يَسْتَحِلَّ أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ (٧) ، أَدْخَلَهُ (٨) اللهُ (٩) الْجَنَّةَ ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّهِ ، وَاسْتَحَلَّ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ (١٠) الَّذِي نَهَاهُ (١١) اللهُ عَنْهُ فِيهِ (١٢) ، أَدْخَلَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ النَّارَ ، وَذلِكَ حَيْثُ اسْتَحَلُّوا (١٣) الْحِيتَانَ ، وَاحْتَبَسُوهَا ، وَأَكَلُوهَا يَوْمَ السَّبْتِ ، غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ (١٤) مِنْ (١٥) غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا (١٦) أَشْرَكُوا بِالرَّحْمنِ ، وَلَا شَكُّوا (١٧) فِي (١٨) شَيْ‌ءٍ مِمَّا جَاءَ بِهِ (١٩) مُوسى عليه‌السلام ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ ) (٢٠)

ثُمَّ بَعَثَ اللهُ عِيسى عليه‌السلام بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَالْإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ (٢١) مِنْ عِنْدِ‌

__________________

(١) في « ف » : « والشرع ».

(٢) النساء (٤) : ١٦٣.

(٣) في البحار ، ج ١٤ : ـ / « وقال الله لمحمّد ـ إلى ـ بالسبيل والسنّة ».

(٤) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج ١٤ و ٦٩. وفي المطبوع : « السنّة والسبيل ».

(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي ومرآة العقول والبحار ، ج ١٤ و ٦٩. وفي المطبوع : + / « الله ».

(٦) في « ز ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » : « فكان ».

(٧) في البحار ، ج ١٤ : + / « من قوم ثمود سبقت الحيتان إليهم يوم السبت ».

(٨) في البحار ، ج ١٤ : « أدخلها ».

(٩) في « د ، ز ، ض ، بس » : ـ / « الله ».

(١٠) هكذا في النسخ التي قوبلت وتقتضيه القواعد. وفي المطبوع : « عمل ».

(١١) في البحار ، ج ١٤ : « نهى ».

(١٢) في « بر » : ـ / « فيه ».

(١٣) في « بر ، بف » : « استحلّ ».

(١٤) في « ض » : ـ / « عليهم ».

(١٥) في « ض ، بس » : « في ».

(١٦) في البحار ، ج ١٤ : « أن يكون ».

(١٧) في « ص » : « ولا يشكّوا ».

(١٨) في « ض » : + / « أيّ ».

(١٩) في الوافي : ـ / « به ».

(٢٠) البقرة (٢) : ٦٥.

(٢١) في « ب ، ض ، بس ، بف » : ـ / « به ».

٨١

اللهِ ، وَجَعَلَ لَهُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ، فَهَدَمَتِ (١) السَّبْتَ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ أَنْ يُعْظِمُوهُ قَبْلَ ذلِكَ ، وَعَامَّةَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ السَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا (٢) مُوسى ، فَمَنْ لَمْ يَتَّبِعْ سَبِيلَ عِيسى ، أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ وَإِنْ كَانَ (٣) الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّونَ جَمِيعاً أَنْ لَايُشْرِكُوا (٤) بِاللهِ شَيْئاً.

ثُمَّ بَعَثَ اللهُ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وَهُوَ بِمَكَّةَ ـ عَشْرَ سِنِينَ (٥) ، فَلَمْ يَمُتْ بِمَكَّةَ فِي تِلْكَ الْعَشْرِ سِنِينَ أَحَدٌ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رَسُولُ اللهِ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللهُ (٦) الْجَنَّةَ بِإِقْرَارِهِ ـ وَهُوَ إِيمَانُ (٧) التَّصْدِيقِ ـ وَلَمْ يُعَذِّبِ اللهُ أَحَداً مِمَّنْ مَاتَ ـ وَهُوَ مُتَّبِعٌ لِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَلى ذلِكَ ـ إِلاَّ مَنْ أَشْرَكَ بِالرَّحْمنِ.

وَتَصْدِيقُ ذلِكَ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْزَلَ عَلَيْهِ فِي سُورَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَكَّةَ : ( وَقَضى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) إِلى قَوْلِهِ تَعَالى : ( إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ) (٨) أَدَبٌ وَعِظَةٌ وَتَعْلِيمٌ وَنَهْيٌ خَفِيفٌ ، وَلَمْ يَعِدْ عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَتَوَاعَدْ عَلَى اجْتِرَاحِ (٩) شَيْ‌ءٍ مِمَّا نَهى عَنْهُ ، وَأَنْزَلَ نَهْياً عَنْ أَشْيَاءَ حَذَّرَ عَلَيْهَا (١٠) ، وَلَمْ يُغَلِّظْ فِيهَا ، وَلَمْ يَتَوَاعَدْ عَلَيْهَا.

__________________

(١) في مرآة العقول : « قوله : فهدمت ، أي الشرعة والمنهاج أيضاً ؛ لكونه بمعنى الطريق ، يجوز فيه التأنيث. ويمكن أن يقرأ على بناء المجهول بإضمار السنّة في السبت ».

(٢) في « ج ، ص » : « به ».

(٣) « إن » وصليّة ، و « كان » ناقصة ، والموصول اسمها ، وخبرها محذوف. أي باقياً لم يتغيّر ، أو معه ما جاء. أو هي تامّة ، والمعنى : وإن كان منه الإقرار بما جاء به النبيّون وهو التوحيد ونفي الشرك. وقوله : « أن لا يشركوا » عطف بيان أو بدل للموصول. واحتمل كونه خبر « كان » على الأوّل. راجع : شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٨٧ ؛ الوافي ، ج ٤ ، ص ١١١ ؛ مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ١٧٦.

(٤) في « ج ، د ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي : « لا يشرك ».

(٥) في مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : عشر سنين. أقول : هذا مخالف لما مرّ في تاريخ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولما هو المشهور من‌أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أقام بعد البعثة بمكّة ثلاث عشرة سنة ». ثمّ ذكر وجوهاً في توجيهه.

(٦) في « ض » : ـ / « الله ».

(٧) في « ص » : « الإيمان و » بدل « إيمان ».

(٨) الإسراء (١٧) : ٢٣ ـ ٣٠.

(٩) « اجترح » : عمل بيده واكتسب. المصباح المنير ، ص ٩٥ ( جرح ).

(١٠) في « ف » والوافي : « عنها ».

٨٢

وَقَالَ : ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ذلِكَ مِمّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً ) (١)

وَأَنْزَلَ فِي ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) : ( فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظّى لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلّى ) (٢) فَهذَا مُشْرِكٌ.

وَأَنْزَلَ فِي ( إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ) : ( وَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً وَيَصْلى سَعِيراً إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلى ) (٣) فَهذَا مُشْرِكٌ.

وَأَنْزَلَ فِي (٤) « تَبَارَكَ » : ( كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْ‌ءٍ ) (٥) فَهؤُلَاءِ مُشْرِكُونَ.

وَأَنْزَلَ فِي « الْوَاقِعَةِ » : ( وَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) (٦) فَهؤُلَاءِ مُشْرِكُونَ.

وَأَنْزَلَ فِي « الْحَاقَّةِ » : ( وَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ ) إِلى قَوْلِهِ : ( إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ

__________________

(١) الإسراء (١٧) : ٣١ ـ ٣٩.

(٢) الليل (٩٢) : ١٤ ـ ١٦.

(٣) الانشقاق (٨٤) : ١٠ ـ ١٥.

(٤) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج ٦٩. وفي المطبوع : + / « سورة ».

(٥) الملك (٦٧) : ٨ ـ ٩.

(٦) الواقعة (٥٦) : ٩٢ ـ ٩٤.

٨٣

الْعَظِيمِ ) (١) فَهذَا مُشْرِكٌ.

وَأَنْزَلَ فِي « طسم » : ( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ ) ( دُونِ اللهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ) (٢) جُنُودُ (٣) إِبْلِيسَ ذُرِّيَّتُهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ.

وَقَوْلُهُ : ( وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ ) (٤) يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ اقْتَدَوْا بِهِمْ هؤُلَاءِ ، فَاتَّبَعُوهُمْ عَلى شِرْكِهِمْ ، وَهُمْ قَوْمُ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَيْسَ فِيهِمْ (٥) مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارى أَحَدٌ.

وَتَصْدِيقُ ذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ (٦) قَوْمُ نُوحٍ ) (٧) ، ( كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ ) (٨) ، ( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ ) (٩) لَيْسَ فِيهِمُ (١٠) الْيَهُودُ الَّذِينَ قَالُوا : ( عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ ) ، وَلَا النَّصَارَى الَّذِينَ قَالُوا : ( الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ) (١١) سَيُدْخِلُ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى النَّارَ ، وَيُدْخِلُ كُلَّ قَوْمٍ بِأَعْمَالِهِمْ.

وَقَوْلُهُمْ : ( وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ ) إِذْ دَعَوْنَا (١٢) إِلى سَبِيلِهِمْ ذلِكَ قَوْلُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهِمْ حِينَ جَمَعَهُمْ إِلَى النَّارِ : ( قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ (١٣) رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ

__________________

(١) الحاقّة (٦٩) : ٢٥ ـ ٣٣.

(٢) الشعراء (٢٦) : ٩١ ـ ٩٥.

(٣) في « ب » : « وجنود ».

(٤) الشعراء (٢٦) : ٩٩.

(٥) في الوافي والبحار ، ج ٦٩ : « هم ».

(٦) في مرآة العقول : « قوله : ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ) ، كأنّه نقل بالمعنى ؛ لأنّ تلك الآيات في سورة الشعراء وليس‌فيها « قَبْلَهُمْ » وإنّما هي في « ص » [ (٣٨) : ١٢ ] و « المؤمن » [ (٤٠) : ٥ ].

(٧) الحجّ (٢٢) : ٤٢ ؛ ق (٥٠) : ١٢ ومواضع اخرى من القرآن. وفي الشعراء (٢٦) : ١٠٥ : « كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ».

(٨) الشعراء (٢٦) : ١٧٦.

(٩) الشعراء (٢٦) : ١٦٠ ؛ القمر (٥٤) : ٣٣.

(١٠) في « ب » : ـ / « فيهم ». وفي « د ، ض ، ف » ومرآة العقول : « هم ».

(١١) التوبة (٩) : ٣٠.

(١٢) في « ض ، بف » : « دعوناهم ».

(١٣) هكذا في القرآن و « جس » وحاشية « بح » والوافي والبحار ، ج ٦٩. وفي سائر النسخ والمطبوع : « اوليهم‌لُاخراهم ». وقال في مرآة العقول بعد ذكر الآيات في سورة الأعراف : « فظهر أنّ قوله : وقالت اوليهم لُاخراهم ،

٨٤

عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النّارِ ) وَقَوْلُهُ : ( كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتّى إِذَا ادّارَكُوا فِيها جَمِيعاً ) (١) بَرِئَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، وَلَعَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ، يُرِيدُ بَعْضُهُمْ أَنْ يَحُجَّ (٢) بَعْضاً رَجَاءَ الْفَلْجِ (٣) ، فَيُفْلِتُوا (٤) مِنْ عَظِيمِ مَا نَزَلَ بِهِمْ ، وَلَيْسَ بِأَوَانِ بَلْوى ، وَلَا اخْتِبَارٍ ، وَلَا قَبُولِ مَعْذِرَةٍ ، وَلَاتَ (٥) حِينَ نَجَاةٍ ، وَالْآيَاتُ (٦) وَأَشْبَاهُهُنَّ مِمَّا نَزَلَ بِهِ (٧) بِمَكَّةَ ، وَلَا يُدْخِلُ اللهُ النَّارَ إِلاَّ مُشْرِكاً.

فَلَمَّا أَذِنَ اللهُ لِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي الْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، بَنَى الْإِسْلَامَ عَلى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (٨) ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحِجِّ الْبَيْتِ ، وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْحُدُودَ وَقِسْمَةَ الْفَرَائِضِ ، وَأَخْبَرَهُ بِالْمَعَاصِي (٩) الَّتِي أَوْجَبَ اللهُ عَلَيْهَا وَبِهَا (١٠) النَّارَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا.

وَأَنْزَلَ فِي بَيَانِ الْقَاتِلِ : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ

__________________

من سهو النسّاخ أو الرواة ، وأنّ « كلّما دخلت » مقدّم على السابق في الترتيب. قالوا : « و » في قوله : « وقوله » ، بمعنى مع ، مع أنّه لا يدلّ على الترتيب ».

(١) الأعراف (٧) : ٣٨.

(٢) في « ب ، بس » وحاشية « ص ، بر ، بف » والبحار ، ج ٦٩ : « يحجج ».

(٣) في « ف » : « الفلاح ». وفي حاشية « ف » : « الفلح » بالمهملة. وقال الخليل : « الفلج : الظفر بمن تخاصمه » ، وقال الجوهري : « الفلج : الظفر والفوز ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤١٣ ؛ الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ( فلج ).

(٤) في « ز » : « فيخلصوا ». والإفلات : التخلص من فجأة من غير تمكث. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٧ ؛ لسان‌العرب ، ج ٢ ، ص ٦٦ ( فلت ).

(٥) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر » ومرآة العقول والبحار ، ج ٦٩ : « ولا » بدل « ولات ».

(٦) قوله : « الآيات » مرفوع بـ « نزلت » المقدرة. وقوله : « ولا يدخل » حال. قال في مرآة العقول : « أي نزلت تلك الآيات في حال كان الحكم فيها أن لا يدخل الله النار إلامشركا ».

(٧) في الوافي : ـ / « به ».

(٨) في « ب ، ج ، ز ، ف » : « رسول الله » بدل « عبده ورسوله ».

(٩) في « ص » : « المعاصي ».

(١٠) في « ف » : « عليه بها ».

٨٥

اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً ) (١) وَلَا يَلْعَنُ اللهُ مُؤْمِناً ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً ) (٢) وَكَيْفَ يَكُونُ (٣) فِي الْمَشِيئَةِ وَقَدْ أَلْحَقَ بِهِ ـ حِينَ جَزَاهُ (٤) جَهَنَّمَ ـ الْغَضَبَ وَاللَّعْنَةَ ، وَ (٥) قَدْ بَيَّنَ ذلِكَ (٦) مَنِ الْمَلْعُونُونَ فِي كِتَابِهِ.

وَأَنْزَلَ فِي مَالِ الْيَتِيمِ مَنْ أَكَلَهُ ظُلْماً : ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) (٧) وَذلِكَ أَنَّ آكِلَ مَالِ الْيَتِيمِ يَجِي‌ءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالنَّارُ تَلْتَهِبُ (٨) فِي بَطْنِهِ حَتّى يَخْرُجَ لَهَبُ النَّارِ مِنْ فِيهِ يَعْرِفُهُ (٩) أَهْلُ (١٠) الْجَمْعِ أَنَّهُ آكِلُ مَالِ الْيَتِيمِ.

وَأَنْزَلَ فِي الْكَيْلِ : ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) (١١) وَلَمْ يَجْعَلِ الْوَيْلَ لِأَحَدٍ حَتّى يُسَمِّيَهُ كَافِراً ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) (١٢)

وَأَنْزَلَ فِي الْعَهْدِ : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (١٣) وَالْخَلَاقُ‌

__________________

(١) النساء (٤) : ٩٣.

(٢) الأحزاب (٣٣) : ٦٤ ـ ٦٥.

(٣) في الوافي : « يعني كيف يكون أمر القاتل في مشيئة الله إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له ، والحال أنّه قد ألحق به بعد أن جزاه جهنّم الغضب واللعنة المختصّين بالكفّار؟! ».

(٤) في « ب ، ج ، بس » : « جزاؤه ».

(٥) في الوافي : ـ / « و ».

(٦) قوله : « ذلك » فاعل « بيّن ». والمراد به آية الأحزاب المذكورة. راجع : شرح المازندراني ومرآة العقول.

(٧) النساء (٤) : ١٠.

(٨) في « ص » : « يلتهب » والنار قد تذكّر. وفي « ف » : « تلهب ».

(٩) هكذا في « ج ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « حتّى يعرفه ». في البحار ، ج ٦٩ : « حتّى يعرف ».

(١٠) هكذا في « ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ٦٩. وفي سائر النسخ والمطبوع : « كلّ أهل ».

(١١) المطفّفين (٨٣) : ١.

(١٢) مريم (١٩) : ٣٧.

(١٣) آل عمران (٣) : ٧٧.

٨٦

النَّصِيبُ ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْآخِرَةِ (١)، فَبِأَيِّ شَيْ‌ءٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟

وَأَنْزَلَ بِالْمَدِينَةِ : ( الزّانِي لا يَنْكِحُ إِلاّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلاّ زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) فَلَمْ يُسَمِّ اللهُ الزَّانِيَ مُؤْمِناً وَلَا الزَّانِيَةَ مُؤْمِنَةً ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ لَيْسَ (٣) يَمْتَرِي (٤) فِيهِ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّهُ قَالَ (٥) ـ : لَايَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ (٦) حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ؛ فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذلِكَ ، خُلِعَ (٧) عَنْهُ الْإِيمَانُ كَخَلْعِ الْقَمِيصِ.

وَنَزَلَ (٨) بِالْمَدِينَةِ : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (٩) فَبَرَّأَهُ (١٠) اللهُ ـ مَا كَانَ مُقِيماً عَلَى الْفِرْيَةِ (١١) ـ مِنْ أَنْ يُسَمّى بِالْإِيمَانِ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) (١٢) وَجَعَلَهُ اللهُ مُنَافِقاً ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) (١٣) وَجَعَلَهُ اللهُ (١٤) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ أَوْلِيَاءِ إِبْلِيسَ ؛ قَالَ (١٥) : ( إِلاّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ

__________________

(١) في « ف » : « في الآخرة نصيب ».

(٢) النور (٢٤) : ٣.

(٣) في « ز » : « وليس ».

(٤) الامتراء في الشي‌ء : الشكّ فيه. وكذلك التماري. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩١ ( مرا ).

(٥) في مرآة العقول : « الجملة إلى قوله : أنّه قال ، معترضة ... والاعتراض لبيان أنّ الخبر معلوم متواتر بين الفريقين ».

(٦) في « ب ، ج ، د ، ص ، ض ، بس ، بف » : ـ / « السارق ».

(٧) في « د ، بر » والوافي : + / « الله ».

(٨) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص » والوافي ومرآة العقول والبحار ، ج ٦٩ : « وأنزل ».

(٩) النور (٢٤) : ٤ ـ ٥.

(١٠) في « ب ، ج ، ص » : « برّأه ». وفي البحار ، ج ٦٩ : « فبرّأ ».

(١١) « الفرية » : الكذب والقَذْف. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٣٩٣ ( فري ).

(١٢) السجدة (٣٢) : ١٨.

(١٣) التوبة (٩) : ٦٧.

(١٤) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج ٦٩. وفي المطبوع : ـ / « الله ».

(١٥) في « ص » والبحار ، ج ٦٩ : + / « الله ». وفي « ز » : + / « الله تعالى ».

٨٧

رَبِّهِ ) (١) وَجَعَلَهُ (٢) مَلْعُوناً ، فَقَالَ : ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) (٣) وَلَيْسَتْ تَشْهَدُ الْجَوَارِحُ عَلى (٤) مُؤْمِنٍ ، إِنَّمَا تَشْهَدُ عَلى مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ ، فَيُعْطى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( ( فأما من ) (٥) أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) (٦) (٧)

وَسُورَةُ النُّورِ أُنْزِلَتْ (٨) بَعْدَ سُورَةِ النِّسَاءِ ؛ وَتَصْدِيقُ ذلِكَ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْزَلَ عَلَيْهِ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ : ( وَاللاّتِي (٩) يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتّى يَتَوَفّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ) (١٠) وَالسَّبِيلُ الَّذِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (١١) ». (١٢)

__________________

(١) الكهف (١٨) : ٥٠.

(٢) في « ج ، د ، ص » : + / « الله ». وفي « ف » : + / « الله عزّ وجلّ ».

(٣) النور (٢٤) : ٢٣ ـ ٢٤.

(٤) في « ب » : + / « كلّ ».

(٥) كذا في النسخ والمطبوع. وفي القرآن والبحار ، ج ٦٩ : « فَمَنْ » بدل « فأمّا من ».

(٦) قال الراغب : « الفتيل : المفتول ، وسمّي ما يكون في شقّ النواة فتيلاً ؛ لكونه على هيئته ، قال تعالى : « لايُظْلَمُونَ فَتِيلاً » وهو ما تفتله بين أصابعك من خيط أو وسخ. ويضرب به المثل في الشي‌ء الحقير ». راجع : المفردات ، ص ٦٢٣ ( فتل ).

(٧) الإسراء (١٧) : ٧١. وفي مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٢٠٣ : « ثمّ اعلم أنّ هذا المضمون وقع في مواضع من القرآن المجيد ـ أي الإسراء (١٧) : ٧١ ؛ الحاقّة (٦٩) : ١٩ ؛ الانشقاق (٨٤) : ٧ ... ـ وما في الحديث لا يوافق شيئاً منها وإن كان بالأوّل أنسب ، فكأنّه من تصحيف النسّاخ ، أو نقل بالمعنى ؛ جمعاً بين الآيات ».

(٨) في « ب » : « نزلت ».

(٩) هكذا في القرآن وأكثر النسخ وشرح المازندراني ومرآة العقول. وفي « ز » والمطبوع : « اللائي ».

(١٠) النساء (٤) : ١٥.

(١١) النور (٢٤) : ١ ـ ٢.

(١٢) راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبائر ، ح ٢٤٤٨ و ٢٤٦٢ الوافي ، ج ٤ ، ص ١٠٤ ،

٨٨

١٥١٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ (١) بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ (٢) ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قِيلَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : مَنْ شَهِدَ (٣) أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كَانَ مُؤْمِناً؟ قَالَ : فَأَيْنَ فَرَائِضُ اللهِ؟ » ‌

قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « كَانَ عَلِيٌّ عليه‌السلام يَقُولُ : لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ كَلَاماً ، لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ صَوْمٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ ».

قَالَ : وَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : إِنَّ عِنْدَنَا قَوْماً يَقُولُونَ : إِذَا شَهِدَ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَهُوَ (٤) مُؤْمِنٌ.

قَالَ : « فَلِمَ يُضْرَبُونَ الْحُدُودَ؟ وَلِمَ تُقْطَعُ (٥) أَيْدِيهِمْ؟ وَمَا خَلَقَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلْقاً أَكْرَمَ عَلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ (٦) ـ مِنَ الْمُؤْمِنِ (٧) ؛ لِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ خُدَّامُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنَّ جِوَارَ‌

__________________

ح ١٧١٠ ؛ وفي الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٤ ، ح ٥٣ ، من قوله : « فلمّا أذن الله لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الخروج من مكّة » إلى قوله : ( الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) ، مع تقطيع بعض الفقرات وتغيير بعض الكلمات ؛ وفيه ، ج ٢٧ ، ص ١٨٢ ، ح ٣٣٥٤٩ ، إلى قوله : « والمحكمات من الناسخات » ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٣١٨ ، ح ١٤ ، من قوله : « وليست تشهد الجوارح على مؤمن » إلى قوله « فأمّا المؤمن فيعطى كتابه بيمينه » ؛ وفيه ، ج ١٤ ، ص ٥٠ ، ح ٤ ، من قوله : « فلمّا استجاب لكلّ نبيّ من استجاب له من قومه » إلى قوله : ( فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ ) ؛ وج ٦٩ ، ص ٨٥ ، ح ٣٠.

(١) في « ب » : ـ / « عن محمّد ». وفي « ز » : ـ / « عن محمّد بن إسماعيل ». وفي كلتا النسختين تحريف ؛ فقد توسّطمحمّد بن إسماعيل [ بن بزيع ] بين أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] ومحمّد بن الفضيل في كثير من الأسناد. ورواية أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الفضيل مباشرةً ، غير ثابتة. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٥٠ ـ ٣٥٢ ؛ وص ٣٥٩.

(٢) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : « فضيل ».

(٣) في شرح المازندراني : « هذا القول يحتمل أن يكون استفهاماً وإخباراً ».

(٤) في « ز » : « هو ».

(٥) في « ز » والبحار : « يقطع ». وفي « بر » : « يقطعون ». وفي « بف » : « تقطعون ».

(٦) في « ف » : ـ / « على الله عزّ وجلّ ».

(٧) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : « من مؤمن ».

٨٩

اللهِ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنَّ الْحُورَ الْعِينَ لِلْمُؤْمِنِينَ ». ثُمَّ قَالَ : « فَمَا بَالُ مَنْ جَحَدَ الْفَرَائِضَ كَانَ كَافِراً؟ ». (١)

١٥٢٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ سَلاَّمٍ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ (٢) : « الْإِيمَانُ أَنْ يُطَاعَ اللهُ ، فَلَا يُعْصى (٣) ». (٤)

١٨ ـ بَابٌ (٥) فِي أَنَّ الْإِيمَانَ مَبْثُوثٌ (٦) لِجَوَارِحِ (٧) الْبَدَنِ كُلِّهَا‌

١٥٢١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ (٨) ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو (٩) الزُّبَيْرِيُّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَيُّهَا الْعَالِمُ ، أَخْبِرْنِي أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ؟

__________________

(١) الوافي ، ج ٤ ، ص ١٠٣ ، ح ١٧٠٩ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٤ ، ح ٥٢ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٩ ، ح ٢.

(٢) في « ص ، بر » : « قال ».

(٣) في « ف » : « ولا يعصى ».

(٤) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في أنّ الإيمان مبثوت لجوارح البدن كلّها ، ضمن ح ١٥٢٥ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام. الأمالي للطوسي ، ص ١٣٩ ، المجلس ٥ ، ح ٣٨ ، بسند آخر ، وفيهما مع زيادة في آخره. مع اختلاف الوافي ، ج ٤ ، ص ٩٩ ، ح ١٧٠٨ ، وفيه « بيان » مفصّل في حقيقة الإيمان ودرجاته وكماله ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٩٢ ، ح ٥٣.

(٥) في « ج » : ـ / « باب ».

(٦) في حاشية « ج » : « مثبوت ».

(٧) في « ب » : « في جوارح ». وفي « ز ، ف » : « بجوارح ».

(٨) في « ز » والوسائل : « يزيد ». وهو سهو. والقاسم ، هو القاسم بن بُرَيْد بن معاوية العجلي ؛ فقد روى النجاشي‌بسنده عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن بريد بن معاوية ، عن أبي عمرو الزبيري كتاب المفضّل بن عمر. والقاسم بن بريد هو المترجم في كتب الرجال. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤١٦ ، الرقم ١١١٢ ؛ وص ٣١٣ ، الرقم ٨٥٧ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٧٣ ، الرقم ٣٩٤٧ ؛ وص ٣٤٢ ، الرقم ٥٠٩٦.

(٩) في « ز » : « عمير ». والظاهر من ملاحظة الأسناد عدم صحّته. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢١ ، ص ٢٦١ ، الرقم ١٤٦٢٢.

٩٠

قَالَ : « مَا لَايَقْبَلُ اللهُ (١) شَيْئاً إِلاَّ بِهِ ».

قُلْتُ : وَمَا هُوَ؟

قَالَ : « الْإِيمَانُ بِاللهِ ـ الَّذِي لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ـ أَعْلَى الْأَعْمَالِ دَرَجَةً ، وَأَشْرَفُهَا مَنْزِلَةً ، وَأَسْنَاهَا حَظّاً ».

قَالَ : قُلْتُ : أَلَاتُخْبِرُنِي عَنِ الْإِيمَانِ : أَقَوْلٌ هُوَ وَعَمَلٌ ، أَمْ (٢) قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ؟

فَقَالَ : « الْإِيمَانُ عَمَلٌ كُلُّهُ ، وَالْقَوْلُ بَعْضُ ذلِكَ الْعَمَلِ بِفَرْضٍ (٣) مِنَ اللهِ بَيِّنٍ (٤) فِي كِتَابِهِ ، وَاضِحٍ نُورُهُ ، ثَابِتَةٍ حُجَّتُهُ ، يَشْهَدُ لَهُ (٥) بِهِ الْكِتَابُ ، وَيَدْعُوهُ (٦) إِلَيْهِ ».

قَالَ : قُلْتُ (٧) : صِفْهُ لِي جُعِلْتُ فِدَاكَ ، حَتّى أَفْهَمَهُ.

قَالَ : « الْإِيمَانُ (٨) حَالَاتٌ وَدَرَجَاتٌ وَطَبَقَاتٌ وَمَنَازِلُ ؛ فَمِنْهُ التَّامُّ (٩) الْمُنْتَهِي تَمَامُهُ ، وَمِنْهُ النَّاقِصُ الْبَيِّنُ نُقْصَانُهُ ، وَمِنْهُ الرَّاجِحُ الزَّائِدُ (١٠) رُجْحَانُهُ ».

قُلْتُ : إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَتِمُّ وَيَنْقُصُ وَيَزِيدُ؟

قَالَ : « نَعَمْ ». قُلْتُ : كَيْفَ (١١) ذلِكَ (١٢)؟ قَالَ : « لِأَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ فَرَضَ الْإِيمَانَ عَلى جَوَارِحِ ابْنِ آدَمَ ، وَقَسَّمَهُ عَلَيْهَا ، وَفَرَّقَهُ فِيهَا ؛ فَلَيْسَ مِنْ جَوَارِحِهِ جَارِحَةٌ إِلاَّ وَقَدْ‌

__________________

(١) في « ف » : ـ / « الله ».

(٢) في « ب » : « أو ».

(٣) في « ج ، ف » : « يفرض ».

(٤) يجوز فيه كونه مبنيّاً للمفعول. وأمّا كونه مبنيّاً للفاعل فهو مرجوح ؛ لاستلزامه حذف المفعول. وصرّح المازندراني في شرحه بالتنوين صفة لقوله : « بفرضٍ » ، كما اخترناه.

(٥) في « ف » : ـ / « له ».

(٦) في « ب » : « يدعو ». وفي الوافي : « واضح نوره » صفةٌ للفرض ، وكذا « ثابتة حجّته ». « يشهد له » أي لكونه عملاً ، أو للعامل. « به » أي بذلك الفرض. و « يدعوه إليه » أي يدعو العامل إلى ذلك الفرض.

(٧) في « ص » : + / « له ».

(٨) في حاشية « ج » ومرآة العقول : « للإيمان ».

(٩) في « ف » : « التمام ».

(١٠) في « ص » : « البيّن » بدل « الزائد ».

(١١) في « ز ، ف » : « وكيف ».

(١٢) في حاشية « ص ، ض ، بس ، بف » : « ذاك ».

٩١

وُكِّلَتْ مِنَ الْإِيمَانِ بِغَيْرِ مَا وُكِّلَتْ بِهِ (١) أُخْتُهَا ، فَمِنْهَا قَلْبُهُ الَّذِي بِهِ يَعْقِلُ وَيَفْقَهُ وَيَفْهَمُ ، وَهُوَ أَمِيرُ بَدَنِهِ الَّذِي لَاتَرِدُ (٢) الْجَوَارِحُ وَلَا تَصْدُرُ (٣) إِلاَّ عَنْ رَأْيِهِ وَأَمْرِهِ ، وَمِنْهَا عَيْنَاهُ اللَّتَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا ، وَأُذُنَاهُ اللَّتَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا ، وَيَدَاهُ اللَّتَانِ يَبْطِشُ (٤) بِهِمَا ، وَرِجْلَاهُ اللَّتَانِ يَمْشِي بِهِمَا ، وَفَرْجُهُ الَّذِي الْبَاهُ (٥) مِنْ قِبَلِهِ ، وَلِسَانُهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ ، وَرَأْسُهُ الَّذِي فِيهِ وَجْهُهُ ، فَلَيْسَ مِنْ هذِهِ جَارِحَةٌ إِلاَّ وَ (٦) قَدْ وُكِّلَتْ مِنَ الْإِيمَانِ بِغَيْرِ مَا وُكِّلَتْ بِهِ (٧) أُخْتُهَا بِفَرْضٍ مِنَ اللهِ تَبَارَكَ اسْمُهُ يَنْطِقُ بِهِ الْكِتَابُ لَهَا وَيَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهَا.

فَفَرَضَ (٨) عَلَى الْقَلْبِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى السَّمْعِ ، وَفَرَضَ عَلَى السَّمْعِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْعَيْنَيْنِ (٩) ، وَفَرَضَ عَلَى الْعَيْنَيْنِ (١٠) غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ ، وَفَرَضَ عَلَى اللِّسَانِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْيَدَيْنِ ، وَفَرَضَ عَلَى الْيَدَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ ، وَفَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْفَرْجِ ، وَفَرَضَ عَلَى الْفَرْجِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى الْوَجْهِ.

فَأَمَّا مَا فَرَضَ عَلَى الْقَلْبِ مِنَ الْإِيمَانِ ، فَالْإِقْرَارُ (١١) وَالْمَعْرِفَةُ وَالْعَقْدُ وَالرِّضَا وَالتَّسْلِيمُ بِأَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، إِلهاً وَاحِداً لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً‌

__________________

(١) في « ف » : ـ / « به ».

(٢) في « ز ، ض » : « لا يرد ».

(٣) في مرآة العقول : « الورود : حضور الماء للشرب ، والصدر والصدور : الانصراف عنه ، وهذا مثل في أنّها لا تفعل شيئاً إلاّبأمره ، كما يقال في الفارسيّة : لا يشرب الماء إلاّبأمره وإذنه ». وراجع : المفردات للراغب ، ص ٨٦٥ ( ورد ) ، النهاية ، ج ٣ ، ص ١٥ ( صدر ).

(٤) « البَطْش » : الأخذ القويّ الشديد. النهاية ، ج ١ ، ص ١٣٥ ( بطش ).

(٥) في الوافي : « الباءة ». وفي مرآة العقول : « والباه ، في بعض النسخ بدون الهمزة ، وفي بعضها بها ». وقال‌الجوهري : « الباه مثال الجاه : لغة في الباءة وهي الجماع ». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٨ ( بوه ).

(٦) في « ز » : ـ / « و ».

(٧) في « ف » : « بها ».

(٨) في « ف » : + / « الله ».

(٩) في « ب » : « العين ».

(١٠) في « ب » : « العين ».

(١١) في « ف ، بس » : « والإقرار ». وفي حاشية « ز » : + / « بالله ».

٩٢

وَلَا وَلَداً ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ (١)ـ وَالْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللهِ مِنْ نَبِيٍّ أَوْ (٢) كِتَابٍ.

فَذلِكَ مَا فَرَضَ اللهُ عَلَى الْقَلْبِ مِنَ الْإِقْرَارِ وَالْمَعْرِفَةِ وَهُوَ عَمَلُهُ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً ) (٣) وَقَالَ : ( أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) (٤) وَقَالَ : ( الَّذِينَ قالُوا آمَنّا (٥) بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ) (٦) وَقَالَ : ( وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ ) (٧) فَذلِكَ مَا فَرَضَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَى الْقَلْبِ مِنَ الْإِقْرَارِ وَالْمَعْرِفَةِ ، وَهُوَ عَمَلُهُ ، وَهُوَ رَأْسُ الْإِيمَانِ.

وَفَرَضَ اللهُ عَلَى اللِّسَانِ الْقَوْلَ وَالتَّعْبِيرَ عَنِ الْقَلْبِ بِمَا عَقَدَ (٨) عَلَيْهِ (٩) وَأَقَرَّ بِهِ ؛ قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى (١٠) : ( وَقُولُوا لِلنّاسِ حُسْناً ) (١١) قَالَ : قُولُوا آمَنّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ » (١٢) فَهذَا مَا فَرَضَ اللهُ عَلَى‌اللِّسَانِ وَهُوَ عَمَلُهُ.

__________________

(١) في « ب ، ص ، بس ، بف » : « صلوات الله عليه ». وفي « ز ، بر » : « صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». وفي « ف » : « صلوات الله‌وسلامه عليه ».

(٢) في « ب » : « و ».

(٣) النحل (١٦) : ١٠٦. وفي الوسائل : ـ / « وَلكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا ».

(٤) الرعد (١٣) : ٢٨.

(٥) هكذا في القرآن ونسخة الوسائل. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الذين آمنوا ».

(٦) المائدة (٥) : ٤١.

(٧) البقرة (٢) : ٢٨٤.

(٨) « العقد » : الجمع بين أطراف الشي‌ء. ويستعمل ذلك في الأجسام الصُلبة ، كعقد الحبل ، وعقد البناء ، ثمّ‌يستعار ذلك للمعاني نحو : عقد البيع. واعتقدت كذا : عقدت عليه القلب والضمير. المفردات للراغب ، ص ٥٧٦ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٢١ ( عقد ).

(٩) في « ف » + / « ولزمه ».

(١٠) في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بف » وشرح المازندراني : « تبارك اسمه ». وفي « ب ، بس » : « تبارك وتعالى‌اسمه ».

(١١) البقرة (٢) : ٨٣.

(١٢) في مرآة العقول : « ثمّ إنّ الآية الثانية ليست في المصاحف هكذا ». ثمّ ذكر الآية ١٣٦ من البقرة (٢) ، والآية ٤٦ من العنكبوت (٢٩) وقال : « فالظاهر أنّ التغيير من النسّاخ ، أو نقل الآيتين بالمعنى ، وفي النعماني موافق للُاولى. ولعلّه كان في الخبر الآيتان فأسقطوا عجز الاولى وصدر الثانية ».

٩٣

وَفَرَضَ عَلَى السَّمْعِ أَنْ يَتَنَزَّهَ عَنِ الِاسْتِمَاعِ إِلى مَا حَرَّمَ (١) اللهُ ، وَأَنْ يُعْرِضَ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَهُ مِمَّا نَهَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْهُ ، وَالْإِصْغَاءِ إِلى مَا أَسْخَطَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ فِي ذلِكَ : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ) (٢) ثُمَّ اسْتَثْنَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَوْضِعَ النِّسْيَانِ ، فَقَالَ : ( وَإِمّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ ) (٣) وَقَالَ : ( فَبَشِّرْ عِبادِ (٤) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (٥) وَقَالَ (٦) عَزَّ وَجَلَّ : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ ) (٧) وَقَالَ : ( وَإِذا (٨) سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ ) (٩) وَقَالَ : ( وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً ) (١٠) فَهذَا مَا فَرَضَ اللهُ عَلَى السَّمْعِ مِنَ الْإِيمَانِ أَنْ لَايُصْغِيَ إِلى مَا لَايَحِلُّ لَهُ ، وَهُوَ عَمَلُهُ ، وَهُوَ مِنَ الْإِيمَانِ.

وَفَرَضَ عَلَى الْبَصَرِ أَنْ لَايَنْظُرَ إِلى مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ ، وَأَنْ يُعْرِضَ عَمَّا نَهَى اللهُ عَنْهُ مِمَّا لَايَحِلُّ لَهُ ، وَهُوَ عَمَلُهُ ، وَهُوَ مِنَ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ (١١) تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) ، فَنَهَاهُمْ (١٢) أَنْ يَنْظُرُوا إِلى‌

__________________

(١) في الوافي : « حرّمه ».

(٢) النساء (٤) : ١٤٠.

(٣) الأنعام (٦) : ٦٨.

(٤) في « ب ، ج ، د ، ض ، ف ، بر » : « عبادي ». وفي مرآة العقول : « عبادي ، في النسخ بإثبات الياء موافقاً لرواية أبي عمرو برواية موسى ؛ حيث قرأ في الوصل بفتح الياء وفي الوقف بإسكانها ، وقرأ الباقون بإسقاط الياء والاكتفاء بالكسرة ».

(٥) الزمر (٣٩) : ١٧ ـ ١٨.

(٦) في « د » : + / « الله ».

(٧) المؤمنون (٢٣) : ١ ـ ٤.

(٨) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بس ، بف » وهو مطابق للقرآن. وفي « د ، ز ، ص ، ف ، بر » والمطبوع : « إذا » بدون الواو.

(٩) القصص (٢٨) : ٥٥. وفي « ج ، ز ، ض ، ف ، بس ، بف » والوافي والوسائل : ـ / « وَقَالُوا لَنَآ أَعْملُنَا وَلَكُمْ‌أَعْملُكُمْ ».

(١٠) الفرقان (٢٥) : ٧٢.

(١١) في « د » وحاشية « ب ، ج » والبحار : + / « الله ».

(١٢) في « بر ، بس ، بف » وحاشية « ص » والوافي : + / « عن ». وفي الوسائل : ـ / « فنهاهم ». وفي البحار : + / « من ».

٩٤

عَوْرَاتِهِمْ (١) ، وَأَنْ يَنْظُرَ الْمَرْءُ إِلى فَرْجِ أَخِيهِ ، وَيَحْفَظَ فَرْجَهُ (٢) أَنْ يُنْظَرَ (٣) إِلَيْهِ ، وَ (٤) قَالَ : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) (٥) مِنْ أَنْ تَنْظُرَ (٦) إِحْدَاهُنَّ (٧) إِلى فَرْجِ أُخْتِهَا ، وَتَحْفَظَ فَرْجَهَا مِنْ أَنْ يُنْظَرَ (٨) إِلَيْهَا (٩) ـ وَقَالَ ـ : كُلُّ شَيْ‌ءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنْ حِفْظِ الْفَرْجِ فَهُوَ مِنْ الزِّنى إِلاَّ هذِهِ الْآيَةَ (١٠) ؛ فَإِنَّهَا مِنَ النَّظَرِ.

ثُمَّ نَظَمَ مَا فَرَضَ (١١) عَلَى الْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ (١٢) فِي آيَةٍ أُخْرى ، فَقَالَ : ( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) (١٣) يَعْنِي بِالْجُلُودِ الْفُرُوجَ وَالْأَفْخَاذَ ، وَقَالَ : ( وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) (١٤) فَهذَا مَا فَرَضَ اللهُ عَلَى الْعَيْنَيْنِ مِنْ غَضِّ الْبَصَرِ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (١٥) ، وَهُوَ عَمَلُهُمَا (١٦) ، وَهُوَ مِنَ الْإِيمَانِ.

وَفَرَضَ اللهُ (١٧) عَلَى الْيَدَيْنِ أَنْ لَايَبْطِشَ بِهِمَا إِلى مَا حَرَّمَ اللهُ ، وَأَنْ يَبْطِشَ‌

__________________

(١) في « بس » : « عورتهم ».

(٢) في البحار : + / « من ».

(٣) في « ج » : « ينظروا ».

(٤) في « ب ، ز » والوسائل : ـ / « و ».

(٥) النور (٢٤) : ٣٠ و ٣١.

(٦) في « ب ، د ، ض ، بر ، بف » والبحار : « أن ينظر ».

(٧) في « بس » : « أحد منهنّ ».

(٨) في « ف » : « أن تنظر ».

(٩) في « ف » : + / « اختها ».

(١٠) في مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٢٣٢ : « ليس المراد نقص المبصرات وتبعيضها ولا الأبصار ، بل النظر بها ، وهو المراد ممّا قيل : المراد غضّ البصر وخفضه عمّا يحرم النظر إليه والاقتصار به على ما يحلّ ... وهذه الرواية وغيرها تدلّ على أنّ المراد بحفظ الفرج هنا ستره عن أن ينظر إليه أحد ، وكذا ظاهر الرواية تخصيص غضّ البصر بترك النظر إلى العورة ». وللمزيد راجع : التبيان ، ج ٧ ، ص ٤٢٩ ؛ الكشّاف ، ج ٣ ، ص ٦٠ ؛ مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ٢٤١ ؛ فقه القرآن للراوندي ، ج ٢ ، ص ١٢٨ ، في كلّها ذيل الآية المذكورة ؛ شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ١٠٥ ـ ١٠٦.

(١١) في « ب ، ج ، ص ، ف » : + / « الله ».

(١٢) في الوسائل : « البصر واللسان » بدل « اللسان والسمع والبصر ».

(١٣) فصّلت (٤١) : ٢٢.

(١٤) الإسراء (١٧) : ٣٦.

(١٥) في الوسائل : ـ / « عمّا حرّم الله عزّ وجلّ ».

(١٦) في « ج ، بر ، بف » : « عملها ».

(١٧) في « ب ، ج ، د ، ص ، ض ، ف ، بس ، بف » والوافي والوسائل : ـ / « الله ».

٩٥

بِهِمَا إِلى مَا أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَفَرَضَ عَلَيْهِمَا مِنَ الصَّدَقَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ (١) وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالطَّهُورِ لِلصَّلَاةِ (٢) ، فَقَالَ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) (٣) وَقَالَ (٤) : ( فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمّا فِداءً حَتّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ) (٥) فَهذَا مَا فَرَضَ اللهُ عَلَى الْيَدَيْنِ ؛ لِأَنَّ الضَّرْبَ مِنْ عِلَاجِهِمَا.

وَفَرَضَ عَلَى الرِّجْلَيْنِ أَنْ لَايَمْشِيَ بِهِمَا إِلى شَيْ‌ءٍ مِنْ مَعَاصِي اللهِ ، وَفَرَضَ (٦) عَلَيْهِمَا الْمَشْيَ إِلى مَا يُرْضِي (٧) اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ : ( وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً ) (٨) وَقَالَ : ( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) (٩) وَقَالَ (١٠) ـ فِيمَا شَهِدَتِ (١١) الْأَيْدِي (١٢) وَالْأَرْجُلُ عَلى (١٣) أَنْفُسِهِمَا (١٤) ، وَعَلى أَرْبَابِهِمَا (١٥) مِنْ تَضْيِيعِهِمَا (١٦) لِمَا أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ ، وَفَرَضَهُ عَلَيْهِمَا (١٧) ـ : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) (١٨) فَهذَا أَيْضاً (١٩) مِمَّا فَرَضَ اللهُ عَلَى الْيَدَيْنِ وَعَلَى الرِّجْلَيْنِ ، وَهُوَ عَمَلُهُمَا (٢٠) ، وَهُوَ مِنَ الْإِيمَانِ.

__________________

(١) في حاشية « ص » : « الأرحام ».

(٢) في « ص ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار : « للصلوات ».

(٣) المائدة (٥) : ٦.

(٤) في « ز ، ص » : « فقال ».

(٥) محمّد (٤٧) : ٤.

(٦) في « ف » : + / « الله ».

(٧) يجوز فيه التجريد أيضاً مع رفع الجلالة.

(٨) الإسراء (١٧) : ٣٧.

(٩) لقمان (٣١) : ١٩.

(١٠) في « ص » : « فقال ».

(١١) في الوسائل : + / « به ».

(١٢) في حاشية « ض ، بف » : « الأيادي ».

(١٣) في الوافي : « في ».

(١٤) في الوسائل : « أنفسها ».

(١٥) في الوسائل : « أربابها ».

(١٦) في الوسائل : « تضييعها ».

(١٧) في الوسائل : « عليها ».

(١٨) يس (٣٦) : ٦٥.

(١٩) في « بر » : ـ / « أيضاً ».

(٢٠) في « ج » والوسائل : « عملها ».

٩٦

وَفَرَضَ (١) عَلَى الْوَجْهِ السُّجُودَ لَهُ (٢) بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ ، فَقَالَ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (٣) فَهذِهِ (٤) فَرِيضَةٌ جَامِعَةٌ عَلَى الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : ( وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) (٥) وَقَالَ (٦) فِيمَا فَرَضَ (٧) عَلَى الْجَوَارِحِ مِنَ الطَّهُورِ وَالصَّلَاةِ بِهَا وَذلِكَ أَنَّ‌

__________________

(١) في « ز » : + / « الله ».

(٢) في الوافي : ـ / « له ».

(٣) الحجّ (٢٢) : ٧٧.

(٤) في « ج ، د ، ز ، ف ، بر » والوافي : « وهذه ».

(٥) الجنّ (٧٢) : ١٨.

(٦) في شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ١٠٩ : « قوله : وقال فيما فرض ، إلى آخره ، كأنّ المراد : وقال : هذه الآية ـ يعني « أَنَّ الْمَسجِدَ لِلَّهِ » ـ فيما فرض الله على الجوارح السبعة من الطهور والصلاة بها ، فهذه أيضاً فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين كالسابقة ، ولعلّ « ذلك » في قوله : « وذلك أنّ الله عزّوجلّ » إلى آخره ، إشارة إلى كون القرآن دليلاً على بثّ الإيمان على الجوارح ، وتفصيل القول فيه أنّ الآيات المذكورة إنّما دلّت على أنّه تعالى فرض على كلّ جارحة شيئاً غير ما فرضه على الاخرى ، ولم يثبت بهذا القدر من جهة القرآن ما ذكره أوّلاً من أنّه تعالى فرض الإيمان على جوارج ابن آدم وقسمه عليها وفرّقه فيها ، فأشار هنا إلى إثبات ذلك بالقرآن ، وحاصله أنّ الآية ، وهي قوله عزّوجلّ : « وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمنَكُمْ » دلّت على أنّ الصلاة إيمان ، ولاريب في أنّ الصلاة مركّبة من أفعال جميع الجوارح ، فقد ثبت أنّ الإيمان مركّب منها. هذا ما خطر بالبال على سبيل الاحتمال ، والله أعلم ».

وفي مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٢٣٨ : « قوله : وقال فيما فرض على الجوارح من الطهور والصلاة بها ، أي بالجوارح ، وكأنّ مفعول القول محذوف ، أي ما قال ، أو « من الطهور » مفعوله بزيادة « من » ، أو بتقدير « شيئاً » أو « كثيراً » ، أو المراد : قال ذلك ، أي آية المساجد ، فيما فرض الله على هذه الجوارح من الطهور والصلاة ؛ لأنّ الطهور أيضاً يتعلّق بالمساجد. وعلى التقادير قوله : « وذلك » إشارة إلى كون الآيات السابقة دليلاً على كون الإيمان مبثوثاً على الجوارح ؛ لأنّها إنّما دلّت على أنّ الله تعالى فرض أعمالاً متعلّقة بتلك الجوارح ، ولم تدلّ على أنّها إيمان ، فاستدلّ عليه‌السلام على ذلك بأنّ الله تعالى سمّى الصلاة المتعلّقة بجميع الجوارح إيماناً ، فتمّ به الاستدلال بالآيات المذكورة على المطلوب.

والظاهر أنّ في العبارة سقطاً أو تحريفاً أو اختصاراً مخلًّا من الرواة ، أو من المصنّف ... ويحتمل أن يكون مفعول القول ( وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ ) ، أو مبهماً يفسّره ذلك ، حذف لدلالة التعليل عليه ، وقوله : « ذلك » تعليل للقول ، أي النزول ، وقوله : « فأنزل الله » ليس جوابَ « لمّا » ؛ لعدم جواز دخول الفاء عليه ، بل الجواب محذوف بتقدير : أنزل وجه الحكمة في الصرف فأنزل ».

(٧) في « ص » : + / « الله ».

٩٧

اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمَّا صَرَفَ نَبِيَّهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلَى الْكَعْبَةِ عَنْ (١) بَيْتِ الْمَقْدِسِ (٢) ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ) (٣) فَسَمَّى الصَّلَاةَ إِيمَاناً ، فَمَنْ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَافِظاً لِجَوَارِحِهِ ، مُوفِياً كُلَّ جَارِحَةٍ مِنْ جَوَارِحِهِ مَا فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مُسْتَكْمِلاً لِإِيمَانِهِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؛ وَمَنْ خَانَ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْهَا أَوْ تَعَدّى مَا (٤) أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ نَاقِصَ الْإِيمَانِ ».

قُلْتُ : قَدْ فَهِمْتُ نُقْصَانَ الْإِيمَانِ وَتَمَامَهُ ، فَمِنْ أَيْنَ جَاءَتْ زِيَادَتُهُ؟

فَقَالَ : « قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ ) (٥) وَقَالَ : ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً ) (٦) وَلَوْ كَانَ كُلُّهُ وَاحِداً ، لَازِيَادَةَ فِيهِ وَلَا نُقْصَانَ ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ فَضْلٌ عَلَى الْآخَرِ ، وَلَاسْتَوَتِ النِّعَمُ فِيهِ ، وَلَاسْتَوَى النَّاسُ ، وَبَطَلَ التَّفْضِيلُ ، وَلكِنْ (٧) بِتَمَامِ الْإِيمَانِ دَخَلَ الْمُؤْمِنُونَ الْجَنَّةَ ، وَبِالزِّيَادَةِ فِي الْإِيمَانِ تَفَاضَلَ الْمُؤْمِنُونَ بِالدَّرَجَاتِ عِنْدَ اللهِ (٨) ، وَبِالنُّقْصَانِ دَخَلَ الْمُفَرِّطُونَ النَّارَ ». (٩)

__________________

(١) في « ف » : « من ».

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « البيت المقدّس ».

(٣) البقرة (٢) : ١٤٣.

(٤) في الوسائل : « ممّا ».

(٥) التوبة (٩) : ١٢٤ ـ ١٢٥.

(٦) الكهف (١٨) : ١٣.

(٧) في الوسائل : ـ / « لكن ».

(٨) في الوسائل : ـ / « وبالزيادة ـ إلى ـ عندالله ».

(٩) تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٦٣ ، ح ١١٥ ؛ وص ١٥٧ ، ح ٥٢٩ ؛ وص ٢٨٢ ، ح ٢٩٢ ؛ وج ٢ ، ص ٢٩٣ ، ح ٧٧ ؛ وص ٣٢٣ ، ح ١٢ ، وفي كلّها عن أبي عمرو الزبيري ، قطعة منه ، مع اختلاف يسير. الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٢٦ ، ح ٣٢١٥ ، مرسلاً عن عليّ عليه‌السلام في وصيّته لابنه محمّد بن الحنفيّة ، مع اختلاف الوافي ، ج ٤ ، ص ١١٥ ، ح ١٧١٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٦٤ ، ح ٢٠٢١٨ ، من قوله : « قال : لأنّ الله تبارك وتعالى فرض الإيمان على جوارح » ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٣ ، ح ٦ ، مع زيادة في آخره ؛ وفيه ، ج ٨٥ ، ص ١٢٧ ، قطعة منه.

٩٨

١٥٢٢ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ الْبَرْقِيِّ (١)، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (٢) بْنِ الْحَسَنِ (٣) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ ، قَالَ :

قَالَ لِي (٤) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) (٥) » قَالَ : « يُسْأَلُ السَّمْعُ عَمَّا سَمِعَ ، وَالْبَصَرُ عَمَّا (٦) نَظَرَ إِلَيْهِ (٧) ، وَالْفُؤَادُ عَمَّا عَقَدَ عَلَيْهِ ». (٨)

١٥٢٣ / ٣. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ أَوْ (٩) غَيْرِهِ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ (١٠) : « شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ (١١) ،

__________________

(١) في السند تحويل كما هو ظاهرٌ من وقوع « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى » بعد العاطف ، والبرقي هذا هو محمّد بن خالد البرقي والد أحمد بن محمّد بن خالد ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى في كثيرٍ من الأسناد ، وروى هو كتاب النضر بن سويد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٦٩٣ ـ ٦٩٤ ؛ وص ٧٠٢ ـ ٧٠٣ ؛ والفهرست للطوسي ، ص ٤٨١ ، الرقم ٧٧٢. فالظاهر إمّا زيادة « عن أبيه » بعد « أحمد بن محمّد بن خالد » ، أو زيادة لفظة « جميعاً » في السند ، ولعلّ زيادة الثاني أولى. فتأمّل.

هذا ، وما ورد في الوافي والوسائل والبحار من عدم ذكر « عن أبيه » بعد « أحمد بن محمّد بن خالد » ، احتمال التصحيح الاجتهادي فيه قويّ جدّاً ؛ فإنّ جميع النسخ ـ من التي قوبلت وغيرها ـ متّفقة على ثبوت هذه العبارة.

(٢) في « ج ، د ، بس » وحاشية « بر ، بف » والبحار : « عبد الله ».

(٣) في « ب ، بس » : « الحسين ».

(٤) في « ز » : ـ / « لي ».

(٥) الإسراء (١٧) : ٣٦.

(٦) في « ب » : « عمّن ».

(٧) في تفسير العيّاشي ، ح ٧٥ : « يطرف » بدل « نظر إليه ».

(٨) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٩٢ ، ح ٧٥ ، عن الحسين بن هارون ؛ وح ٧٤ ، عن الحسن ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مع اختلاف وزيادة في أوّله ؛ فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٨١ ، مع زيادة في أوّله وآخره. تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٩ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام بزيادة في أوّله ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ١٢٠ ، ح ١٧١٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٦٧ ، ح ٢٠٢١٩ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٢ ، ح ٣.

(٩) في « ز » : « و ».

(١٠) في « ص ، ف » : « قال ».

(١١) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول. وفي المطبوع : + / « [ وأنّ محمّداً

٩٩

وَالْإِقْرَارُ (١) بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَمَا اسْتَقَرَّ فِي الْقُلُوبِ مِنَ التَّصْدِيقِ بِذلِكَ ».

قَالَ : قُلْتُ : الشَّهَادَةُ أَلَيْسَتْ (٢) عَمَلاً؟ قَالَ : « بَلى ». قُلْتُ : الْعَمَلُ (٣) مِنَ الْإِيمَانِ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، الْإِيمَانُ لَايَكُونُ إِلاَّ بِعَمَلٍ ، وَالْعَمَلُ مِنْهُ ، وَلَا يَثْبُتُ الْإِيمَانُ إِلاَّ بِعَمَلٍ ». (٤)

١٥٢٤ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (٥) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ (٦) : مَا الْإِسْلَامُ؟

فَقَالَ (٧) : « دِينُ اللهِ اسْمُهُ الْإِسْلَامُ ، وَهُوَ دِينُ اللهِ قَبْلَ أَنْ تَكُونُوا حَيْثُ كُنْتُمْ ، وَبَعْدَ أَنْ تَكُونُوا ، فَمَنْ (٨) أَقَرَّ بِدِينِ اللهِ فَهُوَ مُسْلِمٌ ؛ وَمَنْ عَمِلَ بِمَا أَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ (٩) فَهُوَ مُؤْمِنٌ ». (١٠)

١٥٢٥ / ٥. عَنْهُ (١١) ، عَنْ‌

__________________

رسول الله ] ».

(١) في « ص ، ف » : « وإقرار ».

(٢) في « ص ، ف » : « أليست الشهادة ».

(٣) في « ف » : « فالعمل ».

(٤) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب دعائم الإسلام ، ح ١٤٩١ ، بسند آخر. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١٧ ، ح ١٥٧ ، عن هشام بن عجلان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وفيهما إلى قوله : « والإقرار بما جاء من عند الله » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٨١ ، ح ١٦٨٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٦٨ ، ح ٢٠٢٢٠ ، من قوله : « الإيمان لايكون إلاّ بعمل » ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٢ ، ح ٤.

(٥) في حاشية « بف » : « أصحابنا ».

(٦) في « ض » : ـ / « له ».

(٧) في « ب » وشرح المازندراني : « قال ».

(٨) في الوسائل والبحار ، ج ٧٥ : « من ».

(٩) في « ب ، بر » والبحار ، ج ٧٥ : ـ / « به ».

(١٠) الوافي ، ج ٤ ، ص ٧٩ ، ح ١٦٨١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٦٨ ، ح ٢٠٢٢١ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ٢٣٦ ، وفيهما من قوله : « فمن أقرّ بدين الله » ؛ وج ٦٨ ، ص ٢٥٩ ، ح ١٦.

(١١) ضمير « عنه » راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند المتقدّم. فقد روى محمّد بن خالد البرقي ـ والد أحمد ـ عن النضر بن سويد كتاب يحيى بن عمران الحلبي ، وتوسّط النضر بن سويد بينه وبين يحيى بن عمران [ الحلبي ] في عددٍ من الأسناد ، منها سند الحديث الثاني من الباب. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٣٨٧ ـ ٣٨٨.

فيظهر ممّا تقدّم وقوع التحريف في ما ورد في « بر » من « عليّ » بدل « عنه » ، وكذا وقوع السهو في ما ورد في « ص » من « عدّة من أصحابنا » بدل « عنه عن أبيه ».

١٠٠