الكافي - ج ٣

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٣

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٩١

عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ شَعِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا مِنْ أَحَدٍ يَتِيهُ (١) إِلاَّ مِنْ ذِلَّةٍ يَجِدُهَا فِي نَفْسِهِ ». (٢)

٢٥٧٧ / ١٨. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ رَجُلٍ تَكَبَّرَ أَوْ تَجَبَّرَ (٣) إِلاَّ لِذِلَّةٍ وَجَدَهَا (٤) فِي نَفْسِهِ ». (٥)

١٢٥ ـ بَابُ الْعُجْبِ‌

٢٥٧٨ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ـ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنْ وُلْدِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَيَّارٍ (٦) ـ يَرْفَعُهُ (٧) :

عَنْ (٨) أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ عَلِمَ أَنَّ الذَّنْبَ خَيْرٌ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْعُجْبِ ، وَلَوْ لَا ذلِكَ مَا ابْتُلِيَ مُؤْمِنٌ (٩) بِذَنْبٍ أَبَداً ». (١٠)

__________________

(١) في « ص » : « ينبه ». و « يتيه » أي يتكبّر. لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٤٨٢ ( تيه ).

(٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٣ ، ح ٣١٩٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٧٩ ، ح ٢٠٨٠٠ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٧.

(٣) في مرآة العقول : « أو تجبّر ، يمكن أن يكون الترديد من الراوي ، وإن كان منه عليه‌السلام فيدلّ على فرق بينهما في المعنى ».

(٤) في « هـ » والوسائل : « يجدها ».

(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٣ ، ح ٣١٩٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٨٠ ، ح ٢٠٨٠١ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٧.

(٦) في « هـ » وحاشية « بر » : « سنان ». وفي الوسائل : ـ / « من أصحابنا ـ إلى ـ بن سيّار ».

(٧) في الوافي والبحار ، ج ٦٩ : « رفعه ».

(٨) في حاشية « بر » : « إلى ».

(٩) في « ص ، هـ » وحاشية « ج ، د » وشرح المازندراني : « مؤمناً ».

(١٠) علل الشرائع ، ص ٥٧٩ ، ح ٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن أسباط ، عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام. الأمالي للطوسي ، ص ٥٧١ ، المجلس ٢٢ ، ح ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي تحف العقول ، ص ٣٦٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٤٢ مرسلاً ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٥ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠٠ ، ح ٢٤٠ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٣٥ ، ح ٢ ؛ وج ٧٢ ، ص ٣٠٦ ، ح ١.

٧٦١

٢٥٧٩ / ٢. عَنْهُ (١) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ أَخِيهِ أَبِي عَامِرٍ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ دَخَلَهُ الْعُجْبُ هَلَكَ ». (٢)

٢٥٨٠ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ (٣) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (٤) عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْعُجْبِ الَّذِي يُفْسِدُ الْعَمَلَ ، فَقَالَ : « الْعُجْبُ دَرَجَاتٌ : مِنْهَا أَنْ يُزَيَّنَ لِلْعَبْدِ سُوءُ عَمَلِهِ ، فَيَرَاهُ (٥) حَسَناً ، فَيُعْجِبَهُ ، وَيَحْسَبَ أَنَّهُ يُحْسِنُ صُنْعاً ؛ وَمِنْهَا أَنْ يُؤْمِنَ الْعَبْدُ بِرَبِّهِ ، فَيَمُنَّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلِلّهِ عَلَيْهِ فِيهِ الْمَنُّ (٦) ». (٧)

٢٥٨١ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ (٨) الذَّنْبَ ، فَيَنْدَمُ عَلَيْهِ ، وَيَعْمَلُ الْعَمَلَ ،

__________________

(١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في السند السابق ؛ فقد روى هو كتابَي سعيد بن جناح ، وتوسّط بينه وبين محمّد بن يحيى في بعض الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ١٩١ ، الرقم ٥١٢ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥١٩ ، وص ٦٧٦.

(٢) الأمالي للصدوق ، ص ٤٤٦ ، المجلس ٦٨ ، ضمن ح ٩ ؛ عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٥٤ ، ضمن ح ٢٠٤ ، وفيهما بسند آخر عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام. تحف العقول ، ص ٤٠٩ ، عن موسى بن جعفر عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٦ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠١ ، ح ٢٤١ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣٠٩ ، ح ٣.

(٣) في « هـ » : « الخلال ». وأحمد هذا ، اختُلف في لقبه ، والغالب في الأسناد وكتب الرجال هو « الحلاّل ». راجع : رجال النجاشي ، ص ٩٩ ، الرقم ٢٤٨ ؛ رجال البرقي ، ص ٥٢ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٥٢ ، الرقم ٥٢١٣ ؛ وص ٤١٢ ، الرقم ٥٩٧٠ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٨٢ ، الرقم ١٠٣ ؛ خلاصة الأقوال ، ص ١٤ ، الرقم ٤ ؛ الرجال لابن داود ، ص ٣٥ ، الرقم ١٠٤ ؛ معجم الحديث ، ج ٢ ، ص ١٧٩ ، الرقم ٧٢٧.

(٤) في المعاني : + / « موسى ».

(٥) في مرآة العقول : « فرآه ».

(٦) في « هـ » : « المنّ فيه ». وفي تحف العقول : « المنّة عليه فيه ».

(٧) معاني الأخبار ، ص ٢٤٣ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن أسباط. تحف العقول ، ص ٤٤٤ ، عن أحمد بن نجم ، عن الرضا عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٧ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠٠ ، ح ٢٣٨ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١٠ ، ح ٤.

(٨) في « ز » : « يذنب ».

٧٦٢

فَيَسُرُّهُ ذلِكَ ، فَيَتَرَاخى عَنْ حَالِهِ (١) تِلْكَ (٢) ، فَلَأَنْ يَكُونَ عَلى حَالِهِ تِلْكَ خَيْرٌ لَهُ (٣) مِمَّا دَخَلَ فِيهِ ». (٤)

٢٥٨٢ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ نَضْرِ (٥) بْنِ قِرْوَاشٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى عَالِمٌ عَابِداً ، فَقَالَ لَهُ : كَيْفَ صَلَاتُكَ؟ فَقَالَ : مِثْلِي يُسْأَلُ عَنْ صَلَاتِهِ (٦) وَأَنَا أَعْبُدُ اللهَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا؟! قَالَ : فَكَيْفَ (٧) بُكَاؤُكَ؟ قَالَ : أَبْكِي حَتّى تَجْرِيَ دُمُوعِي ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ : فَإِنَّ (٨) ضَحِكَكَ ـ وَأَنْتَ خَائِفٌ (٩) ـ أَفْضَلُ (١٠) مِنْ بُكَائِكَ وَأَنْتَ مُدِلٌّ (١١) ؛ إِنَّ الْمُدِلَّ لَايَصْعَدُ مِنْ عَمَلِهِ شَيْ‌ءٌ ». (١٢)

٢٥٨٣ / ٦. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا (١٣) :

عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام ، قَالَ : « دَخَلَ رَجُلَانِ الْمَسْجِدَ (١٤) : أَحَدُهُمَا عَابِدٌ ، وَالْآخَرُ فَاسِقٌ ،

__________________

(١) في حاشية « بس » : + / « فلا يكون على حاله ».

(٢) في « بس » : « ذلك ».

(٣) في مرآة العقول : ـ / « له ».

(٤) الزهد ، ص ١٣٦ ، ح ١٨١ ، عن محمّد بن أبي عمير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٧٩ ، ح ٣٢٠٨ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٩ ، ح ٢٣٧ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١١ ، ح ٥.

(٥) في « ص ، بر ، بس ، بف » : « نصر ». وهو سهو. وابن قِرواش هذا ، هو النضر بن قِرواش الجمّال. راجع : رجال‌البرقي ، ص ٤١ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣١٥ ، الرقم ٤٦٨٥.

(٦) في البحار : « عبادته ».

(٧) في « ز » والبحار والزهد : « كيف ».

(٨) في « هـ ، بف » : « إنّ ».

(٩) في فقه الرضا : « عارف بالله » بدل « خائف ».

(١٠) في « ز » والوافي : « خير ».

(١١) « أنت مدلّ » : واثق بعملك ، من قولهم : هو يدلّ بفلان ، أي يثق به. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٩٩ ( دلل ).

(١٢) الزهد ، ص ١٣٢ ، ح ١٧١ ، عن النضر بن سويد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٨ ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٠ ، ح ٣٢٠٩ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠١ ، ح ٢٤٢ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣٠٧ ، ح ٢.

(١٣) في « د ، هـ » والوافي : « أصحابه ».

(١٤) في « ز » : « المسجد رجلان ».

٧٦٣

فَخَرَجَا مِنَ الْمَسْجِدِ وَالْفَاسِقُ صِدِّيقٌ (١) ، وَالْعَابِدُ فَاسِقٌ ، وَذلِكَ أَنَّهُ يَدْخُلُ الْعَابِدُ الْمَسْجِدَ مُدِلًّا بِعِبَادَتِهِ يُدِلُّ بِهَا ، فَتَكُونُ (٢) فِكْرَتُهُ فِي ذلِكَ ، وَتَكُونُ (٣) فِكْرَةُ الْفَاسِقِ فِي التَّنَدُّمِ عَلى (٤) فِسْقِهِ ، وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِمَّا صَنَعَ (٥) مِنَ الذُّنُوبِ ». (٦)

٢٥٨٤ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ وَهُوَ خَائِفٌ مُشْفِقٌ ، ثُمَّ يَعْمَلُ شَيْئاً (٧) مِنَ الْبِرِّ ، فَيَدْخُلُهُ شِبْهُ الْعُجْبِ بِهِ (٨) ، فَقَالَ : « هُوَ فِي حَالِهِ الْأُولى ـ وَهُوَ خَائِفٌ ـ أَحْسَنُ حَالاً (٩) مِنْهُ فِي حَالِ عُجْبِهِ ». (١٠)

٢٥٨٥ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بَيْنَمَا مُوسى عليه‌السلام جَالِسٌ (١١) إِذْ أَقْبَلَ (١٢)

__________________

(١) في مرآة العقول : « صدّيق ، أي مؤمن صادق في إيمانه كثير الصدق والتصديق قولاً وفعلاً ... وقيل لمن صدّق‌بقوله واعتقاده ، وحقّق صدقه بفعله ».

(٢) في « بر ، بف » : « فيكون ».

(٣) في « ز ، هـ ، بر » والعلل : « ويكون ».

(٤) في « هـ » : « في ».

(٥) في « هـ » بر ، بف » والوافي : « لما ذكر ».

(٦) علل الشرائع ، ص ٣٥٤ ، ح ١ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٠ ، ح ٣٢١٠ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠١ ، ح ٢٤٣ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١١ ، ح ٦.

(٧) في « ص » : « عملاً ».

(٨) في « هـ » : ـ / « به ».

(٩) في « ص ، بس » : ـ / « حالاً ».

(١٠) المحاسن ، ص ١٢١ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٣٥ ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٠ ، ح ٣٢١١ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٩ ، ح ٢٣٥ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣١٢ ، ح ٧.

(١١) هكذا في « ز ، بر ، بف » وحاشية « ب » والوافي. وهو مقتضى القاعدة. وفي سائر النسخ والمطبوع : « جالساً ».

(١٢) في البحار ، ج ٧٢ : + / « عليه ».

٧٦٤

إِبْلِيسُ وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ (١) ذُو أَلْوَانٍ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ مُوسى (٢) عليه‌السلام خَلَعَ الْبُرْنُسَ ، وَقَامَ إِلى مُوسى ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ مُوسى : مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ : أَنَا إِبْلِيسُ ، قَالَ : أَنْتَ؟! فَلَا قَرَّبَ (٣) اللهُ دَارَكَ ، قَالَ : إِنِّي إِنَّمَا جِئْتُ (٤) لِأُسَلِّمَ عَلَيْكَ ؛ لِمَكَانِكَ مِنَ اللهِ ».

قَالَ : « فَقَالَ لَهُ (٥) مُوسى عليه‌السلام : فَمَا (٦) هذَا الْبُرْنُسُ؟ قَالَ : بِهِ أَخْتَطِفُ (٧) قُلُوبَ بَنِي آدَمَ ، فَقَالَ (٨) مُوسى : فَأَخْبِرْنِي بِالذَّنْبِ (٩) الَّذِي (١٠) إِذَا (١١) أَذْنَبَهُ (١٢) ابْنُ آدَمَ ، اسْتَحْوَذْتَ عَلَيْهِ (١٣) قَالَ (١٤) : إِذَا أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ ، وَاسْتَكْثَرَ (١٥) عَمَلَهُ ، وَصَغُرَ فِي عَيْنِهِ (١٦) ذَنْبُهُ ».

وَقَالَ : « قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِدَاوُدَ عليه‌السلام : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ ، وَأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ ، قَالَ : كَيْفَ (١٧) أُبَشِّرُ الْمُذْنِبِينَ وَأُنْذِرُ الصِّدِّيقِينَ؟ قَالَ : يَا دَاوُدُ ، بَشِّرِ الْمُذْنِبِينَ أَنِّي أَقْبَلُ التَّوْبَةَ ، وَأَعْفُو عَنِ (١٨) الذَّنْبِ (١٩) ، وَأَنْذِرِ الصِّدِّيقِينَ أَلاَّ يُعْجَبُوا (٢٠) بِأَعْمَالِهِمْ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ‌

__________________

(١) « البُرْنس » : كلّ ثوب رأسُه منه ملتزق به ، درّاعة كان أو مِمْطراً أو جبّةً. وقيل : قلنسوة طويلة وكان النسّاك‌يلبسونها في صدر الإسلام. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٨٠ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٦ ( برنس ).

(٢) في « ص ، هـ ، بر » : « منه » بدل « من موسى ».

(٣) في « بف » : « قرن ». وفي شرح المازندراني : « فلا قرّب الله دارك ، لعلّه كناية عن حيرته ، أو بعد منزله عن‌المؤمن ». وفي مرآة العقول : « أي لاقرّبك الله منّا ، أو من أحد. وقيل : أي حيّرك الله. وقيل : لاتكون دارك قريبة من المعمورة ؛ كناية عن تخريب داره ».

(٤) في « هـ » : « أحببت ».

(٥) في « بس » : ـ / « له ».

(٦) في « بس » : « ما ».

(٧) في « ز ، بس » : « اختطفت ». والاختطاف : استلاب الشي‌ء وأخذه بسرعة. راجع : النهاية ، ج ٢ : ص ٤٩ ؛ المصباح المنير ، ص ١٧٤ ( خطف ).

(٨) في « ج ، ز ، هـ ، بر ، بف » والبحار ، ج ٦٣ : + / « له ».

(٩) في البحار ، ج ٦٣ : « عن الذنب ».

(١٠) في « بس » : « بالذي » بدل « بالذنب الذي ».

(١١) في « بف » : « إذ ».

(١٢) في « بس » : « ذنبه ».

(١٣) « استحوذت عليه » ، أي غلبت عليه ، يقال : استحوذ عليه الشيطان ، أي غلبه واستماله إلى ما يريده منه. راجع : المصباح المنير ، ص ١٥٥ ( حوذ ).

(١٤) في « بر ، بف » : « فقال ».

(١٥) في « هـ » : « فاستكثر ». (١٦) في « ج » : « عينيه ».

(١٧) في « ج » : « فكيف ».

(١٨) في « بر » : « أغفر » بدل « أعفو عن ».

(١٩) في « ج » : « الذنوب ».

(٢٠) في مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٢٧ : « أن لايعجبوا ، قيل : « أن » ناصبة ، و « لا » نافية ، أو « أن » مفسّرة و « لا » ناهية.

٧٦٥

أَنْصِبُهُ (١) لِلْحِسَابِ إِلاَّ هَلَكَ ». (٢)

١٢٦ ـ بَابُ حُبِّ الدُّنْيَا وَالْحِرْصِ عَلَيْهَا‌

٢٥٨٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ؛ وَ (٣) هِشَامٍ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (٤) ، قَالَ :

« رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ حُبُّ الدُّنْيَا ». (٥)

__________________

و « يعجبوا » من باب الإفعال على بناء المجهول ، أو على بناء المعلوم ، نحو أغدّ البعير. وأقول : الأوّل أظهر ».

(١) في مرآة العقول : « أنصبه ، كأضربه ، أي اقيمه. وكونه على بناء الإفعال بمعنى الإتعاب بعيد ».

(٢) الأمالي للمفيد ، ص ١٥٦ ، المجلس ١٩ ، ح ٧ ، عن الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى‌اليقطيني ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، إلى قوله : « وصغر في عينه ذنبه » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨١ ، ح ٣٢١٢ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٩٩ ، ح ٢٣٦ ، من قوله : « فقال موسى فأخبرني بالذنب الذي » ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٤٠ ، ح ٢٢ ، من قوله : « قال : قال الله عزّوجلّ لداود عليه‌السلام » ؛ وفيه ، ج ٦٣ ، ص ٢٥٩ ، ح ١٣٤ ، إلى قوله : « وصغر في عينه ذنبه » ؛ وج ٧٢ ، ص ٣١٢ ، ح ٨.

(٣) في السند تحويل بعطف « هشام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام » على « درست بن أبي منصور ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام » ؛ فقد روى الشيخ الطوسي الخبر في الأمالي ، ص ٦٦٢ ، المجلس ٣٥ ، ح ١٣٧ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم. وقد روى ابن أبي عمير كتب هشام بن سالم وأكثر من الرواية عنه. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٣٤ ، الرقم ١١٦٥ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٤٩٣ ، الرقم ٧٨٢ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٣٢ ـ ٤٣٣ ؛ وج ٢٢ ، ص ٣١٥ ـ ٣١٥.

(٤) في « هـ » : ـ / « وهشام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ». ولايخفى ما فيه ؛ من جواز النظر عن « أبي عبدالله عليه‌السلام » إلى « أبي عبدالله عليه‌السلام » الموجب للسقط.

(٥) الخصال ، ص ٢٥ ، باب الواحد ، ح ٨٧ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن درست بن أبي منصور ، عن رجل ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٢ ، المجلس ٣٥ ، ح ٢٢ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث ١٤٩١٨ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط ، عنهم عليهم‌السلام ؛ الأمالي للصدوق ، ص ٥٢١ ، المجلس ٧٨ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

٧٦٦

٢٥٨٧ / ٢. عَلِيٌّ (١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِيرٍ (٢) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ (٣) فِي غَنَمٍ قَدْ فَارَقَهَا (٤) رِعَاؤُهَا (٥) ـ أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا ، وَالْآخَرُ فِي آخِرِهَا ـ بِأَفْسَدَ (٦) فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ (٧) وَالشَّرَفِ (٨) فِي دِينِ الْمُسْلِمِ ». (٩)

٢٥٨٨ / ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ فِي غَنَمٍ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ ـ هذَا فِي أَوَّلِهَا ، وَهذَا فِي آخِرِهَا ـ بِأَسْرَعَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ (١٠) وَالشَّرَفِ فِي دِينِ الْمُؤْمِنِ (١١) ». (١٢)

٢٥٨٩ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى‌

__________________

تحف العقول ، ص ٢١٥ ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله وآخره ؛ فيه ، ص ٥٠٠ ، ضمن مناجاة الله عزّوجلّ لعيسى بن مريم عليه‌السلام ؛ وص ٥٠٧ ، ضمن مواعظ المسيح عليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر ( إلاّ الأمالي للطوسي ) مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٢٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨ ، ح ٢٠٨٢١ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧ ، ح ١.

(١) في « ج » : « عنه ». وفي « هـ ، بر » : + / « بن إبراهيم ».

(٢) في « هـ » : « بشر ».

(٣) الذئب الضاري : الذي اعتاد بالصيد وإهلاكه ؛ من الضراوة بمعنى العادة ، يقال : ضَرِي بالشي‌ء ، إذا اعتاده فلايكاد يصبر عنه ، وضري الكلب بالصيد ، إذا تطعّم بلحمه ودمه. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٨٦ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٨٢ ( ضرا ).

(٤) في الوسائل : « قد غاب عنها » بدل « قد فارقها ».

(٥) « الرعاء » : جمع راعي الغنم ، وقد يجمع على رُعاة. النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٥ ( رعى ).

(٦) في الوسائل : « بأضرّ ».

(٧) في « ص ، هـ ، بر » والوافي : « الدنيا ».

(٨) في البحار : « والثروة ».

(٩) الزهد ، ص ١٢٧ ، ح ١٥٨ ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير ؛ المؤمن ، ص ٥٥ ، ضمن ح ١٤١ ، عن إبراهيم التميمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٣٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٧ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤ ، ح ١٤.

(١٠) في الوافي : « الدنيا ».

(١١) في « ج » : « المسلم ».

(١٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٣٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٧ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤ ، ح ١٥.

٧٦٧

الْخَزَّازِ (١) ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الشَّيْطَانَ يُدِيرُ (٢) ابْنَ آدَمَ فِي كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، فَإِذَا (٣) أَعْيَاهُ (٤) ، جَثَمَ (٥) لَهُ عِنْدَ الْمَالِ ، فَأَخَذَ بِرَقَبَتِهِ ». (٦)

٢٥٩٠ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ (٧) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللهِ (٨) ، تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ حَسَرَاتٍ عَلَى الدُّنْيَا ؛ وَمَنْ أَتْبَعَ (٩) بَصَرَهُ (١٠) مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ ، كَثُرَ هَمُّهُ ، وَلَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ ؛ وَمَنْ لَمْ يَرَ (١١) لِلّهِ (١٢) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْهِ (١٣) نِعْمَةً إِلاَّ فِي مَطْعَمٍ أَوْ مَشْرَبٍ أَوْ مَلْبَسٍ ، فَقَدْ قَصَرَ عَمَلُهُ (١٤) ،

__________________

(١) في « ج ، ز ، ص ، بر ، بس » : « الخرّاز ». وهو سهو. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣٥٩ ، الرقم ٩٦٤ ؛ خلاصة الأقوال ، ص ١٥٨ ، الرقم ١٢٠ ؛ رجال ابن داود ، ص ٣٤٠ ، الرقم ١٤٩٩.

(٢) في « ص » : « يريد ». وفي البحار : « يدبّر ». وفي مرآة العقول : « أي يبعثه على ارتكاب كلّ ضلالة ومعصية ، أويكون معه ويلازمه عند عروض كلّ شبهة أو شهوة ، لعلّه يضلّه أو يزلّه ».

(٣) في « هـ » : « فإذ ».

(٤) « أعياه » : أعجزه ، من قولهم : داءٌ عياء ، أي صعب لا دواء له ، كأنّه أعيا الأطبّاء. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٣ ( عيى ).

(٥) جَثَم يجثِم جُثوماً ، أي لزم مكاناً لايبرح. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٦٢ ( جثم ).

(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٠ ، ح ٣٢٣٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٨ ؛ البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٦٠ ، ح ١٣٥ ؛ وج ٧٣ ، ص ٢٢ ، ح ١١.

(٧) في « هـ ، بر » : ـ / « زيد ».

(٨) في « بر » : « لله ». وفي الوافي : « العزاء : الصبر والسلوة ، أو حسن الصبر ». وراجع أيضاً : المصباح المنير ، ص ٤٠٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٨ ( عزا ).

(٩) في « ب » : « اتّبع ».

(١٠) في مرآة العقول : « نظره ».

(١١) في « ص ، بر ، بف » وحاشية « ج » : + / « بأنّ ». وفي « هـ » ومرآة العقول والوافي : + / « أنّ ».

(١٢) في « ص » : « الله ».

(١٣) في « بس » : ـ / « عليه ».

(١٤) في « هـ » وحاشية « بر » : « قضي عليه » بدل « قصر عمله ».

٧٦٨

وَدَنَا عَذَابُهُ (١) ». (٢)

٢٥٩١ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ (٣) يَعْقُوبَ بْنِ يزِيدَ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ أَبِي وَكِيعٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ :

عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ (٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ (٥) الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ أَهْلَكَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ ». (٦)

٢٥٩٢ / ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقْبَةَ الْأَزْدِيِّ :

__________________

(١) في الوافي : « معنى الحديث أنّ من لم يصبر ولم يسلُ ، أو لم يحسن الصبر والسلوة على ما رزقه الله من الدنيا ، بل أراد الزيادة في المال أو الجاه ممّا لم يرزقه إيّاه ، تقطّعت نفسه متحسّراً حسرة بعد حسرة على ما يراه في يدي غيره ممّن فاق عليه في العيش ، فهو لم يزل يتبع بصره ما في أيدي الناس ، ومن أتبع بصره ما في أيدي الناس كثر همّه ولم يشف غيظه ، فهو لم ير أنّ لله‌عليه نعمة إلاّنعم الدنيا ، وإنّما يكون كذلك من لايوقن بالآخرة ، ومن لم يوقن بالآخرة قصر عمله ، وإذ ليس له من الدنيا بزعمه إلاّقليل مع شدّة طمعه في الدنيا وزينتها ، فقد دنا عذابه ؛ نعوذ بالله من ذلك ، ومنشأ ذلك كلّه الجهل وضعف الإيمان.

وأيضاً لمّا كان عمل أكثر الناس على قدر ما يرون من نعم الله عليهم عاجلاً وآجلاً ، لاجرم من لم ير من النعم عليه إلاّ القليل فلا يصدر عنه من العمل إلاّ القليل ، وهذا يوجب قصور العمل ودنوّ العذاب ».

(٢) الزهد ، ص ١١٤ ، ح ١٢٨ ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٤٩٠ ، المجلس ١٧ ، ح ٤٥ ، بسند آخر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من قوله : « ومن لم ير لله عزّ وجلّ » ؛ الخصال ، ص ٦٤ ، باب الاثنين ، ح ٩٥ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيه إلى قوله : « حسرات على الدنيا » ، مع زيادة في آخره ؛ تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٨١ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيه ، ج ٢ ، ص ٦٦ ، مرسلاً ، مع زيادة في أوّله ؛ تحف العقول ، ص ٥١ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع زيادة ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٠ ، ح ٣٢٣٤ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧ ، ح ٢.

(٣) في « ب ، ج ، د ، ز ، بس ، بف » وحاشية « بر » والوسائل : « و » بدل « عن ». وهو سهو ؛ فقد أكثر أحمد بن أبي‌عبدالله من الرواية عن يعقوب بن يزيد ، قد توسّط يعقوب بن يزيد في بعضها بين أحمد وبين زياد القندي. انظر على سبيل المثال : المحاسن ، ص ٢٤٩ ، ح ٦٠ ؛ وص ٤٢١ ، ح ٢٠٠ ؛ وص ٤٦٥ ، ح ٤٣٢ ؛ وص ٤٧٦ ، ح ٤٨٢ ؛ وص ٤٨١ ، ح ٥٠٧ ؛ وص ٤٩٩ ، ح ٦١٤ ؛ وص ٥٢٠ ، ح ٧٣٠ ؛ وص ٥٣٣ ، ح ٧٩١ ؛ وص ٥٣٥ ، ح ٨٠٢.

(٤) في « هـ » : « النبيّ ».

(٥) في الخصال : ـ / « إنّ ».

(٦) الخصال ، ص ٤٣ ، باب الاثنين ، ح ٣٧ ، بسنده عن يعقوب بن يزيد ، عن زياد بن مروان ، عن أبي وكيع الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩١ ، ح ٣٢٣٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢١ ، ح ٢٠٨٥٩ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٣ ، ح ١٢.

٧٦٩

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : مَثَلُ الْحَرِيصِ عَلَى الدُّنْيَا مَثَلُ (١) دُودَةِ الْقَزِّ ، كُلَّمَا ازْدَادَتْ مِنَ الْقَزِّ (٢) عَلى نَفْسِهَا لَفّاً ، كَانَ أَبْعَدَ لَهَا مِنَ الْخُرُوجِ حَتّى تَمُوتَ غَمّاً ».

وَقَالَ (٣) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَغْنَى الْغِنى مَنْ لَمْ يَكُنْ لِلْحِرْصِ أَسِيراً ».

وَقَالَ : « لَا تُشْعِرُوا (٤) قُلُوبَكُمُ الِاشْتِغَالَ بِمَا (٥) قَدْ فَاتَ ؛ فَتَشْغَلُوا (٦) أَذْهَانَكُمْ عَنِ (٧) الِاسْتِعْدَادِ لِمَا لَمْ يَأْتِ ». (٨)

٢٥٩٣ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً (٩) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ (١٠) مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (١١) ، قَالَ :

سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ (١٢)؟

قَالَ (١٣) : « مَا مِنْ عَمَلٍ بَعْدَ مَعْرِفَةِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَمَعْرِفَةِ‌

__________________

(١) في الكافي ، ح ١٩١٢ : « كمثل ».

(٢) في الكافي ، ح ١٩١٢ والوسائل : ـ / « من القزّ ». وفي « هـ » : ـ / « من ».

(٣) في « ج » : + / « قال ».

(٤) في « ب ، ص » : « لاتشغلوا ».

(٥) في « ب » : « بالاشتغال بما ». وفي « ز » : « لاشتغال ما ».

(٦) في « هـ ، بر » : « فتشتغلوا ».

(٧) في الوافي : « من ».

(٨) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٩١٢ ، إلى قوله : « حتّى تموت غمّاً » مع زيادة في آخره. الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٩٤ ، ضمن ح ٥٨٤٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتمام الرواية فيه : « أغنى الناس من لم يكن للحرص أسيراً » الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩١ ، ح ٣٢٣٦ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩ ، ح ٢٠٨٥٣ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٣ ، ح ١٣.

(٩) في الكافي ، ح ١٩٠٣ : « عن عليّ بن محمّد القاساني » بدل « وعليّ بن محمّد جميعاً ». وتقدّم أنّه سهو ، فلاحظ.

(١٠) في « ب ، ج ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوسائل : + / « عن ». وهو سهو ؛ والزُّهري هذا ، هو محمّد بن مسلم بن‌عبيدالله بن عبدالله بن شهاب الزهري. راجع : تهذيب الكمال ، ج ٢٦ ، ص ٤١٩ ، الرقم ٥٦٠٦.

(١١) في « ز ، هـ ، بر » وحاشية « بف » : « مسلم بن عبدالله ». وفي الكافي ، ح ١٩٠٣ : « مسلم بن شهاب ».

(١٢) في الوسائل : ـ / « عندالله ».

(١٣) في الكافي ، ح ١٩٠٣ : « فقال ».

٧٧٠

رَسُولِهِ (١) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَفْضَلَ مِنْ بُغْضِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ (٢) لِذلِكَ لَشُعَباً (٣) كَثِيرَةً ، وَلِلْمَعَاصِي شُعَبٌ (٤) :

فَأَوَّلُ مَا عُصِيَ اللهُ بِهِ الْكِبْرُ (٥) ، مَعْصِيَةُ إِبْلِيسَ (٦) حِينَ (٧) ( أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ ) (٨)

ثُمَّ الْحِرْصُ ، وَهِيَ (٩) مَعْصِيَةُ آدَمَ وَحَوَّاءَ عليهما‌السلام حِينَ قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُمَا : ( فَكُلا (١٠) مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَ ) (١١) فَأَخَذَا مَا لَاحَاجَةَ بِهِمَا إِلَيْهِ ، فَدَخَلَ ذلِكَ عَلى ذُرِّيَّتِهِمَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَذلِكَ (١٢) أَنَّ أَكْثَرَ مَا يَطْلُبُ ابْنُ آدَمَ مَا لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَيْهِ.

ثُمَّ الْحَسَدُ ، وَهِيَ مَعْصِيَةُ ابْنِ آدَمَ حَيْثُ حَسَدَ أَخَاهُ ، فَقَتَلَهُ ، فَتَشَعَّبَ مِنْ ذلِكَ : حُبُّ النِّسَاءِ ، وَحُبُّ الدُّنْيَا ، وَحُبُّ الرِّئَاسَةِ ، وَحُبُّ الرَّاحَةِ ، وَحُبُّ الْكَلَامِ ، وَحُبُّ الْعُلُوِّ وَالثَّرْوَةِ ؛ فَصِرْنَ سَبْعَ خِصَالٍ ، فَاجْتَمَعْنَ كُلُّهُنَّ فِي حُبِّ الدُّنْيَا ، فَقَالَتِ (١٣) الْأَنْبِيَاءُ وَالْعُلَمَاءُ بَعْدَ مَعْرِفَةِ ذلِكَ : حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ ؛ وَالدُّنْيَا دُنْيَاءَانِ : دُنْيَا بَلَاغٍ (١٤) ،

__________________

(١) في « ب ، ج » والوسائل : « رسول الله ».

(٢) في « هـ ، بر » والكافي ، ح ١٩٠٣ : « وإنّ » ، واستظهره في مرآة العقول.

(٣) في « ب ، د ، ز ، بس ، بف » : « شعباً ». في الوافي : « المشارإليه في قوله عليه‌السلام : « فإنّ لذلك لشعباً » يعني أنّ للأعمال الصالحة لشعباً يرجع كلّها إلى بغض الدنيا ، وللمعاصي شعباً يرجع كلّها إلى حبّ الدنيا. ثمّ اكتفى ببيان أحدهما عن الآخر. وأراد بحبّ الدنيا أوّلاً حبّ المال ، وثانياً حبّ كلّ ما لا حاجة به في تحصيل الآخرة ».

(٤) في « ز » وحاشية « بف » والوسائل : « شعباً ». وفي « بر » : « لشعباً ».

(٥) في الكافي ، ح ١٩٠٣ : + / « وهي ».

(٦) في « ز ، ص ، بر ، بف » : + / « لعنه الله ».

(٧) في حاشية « ص » : « حيث ».

(٨) البقرة (٢) : ٣٤.

(٩) في حاشية « بف » : « فهو ».

(١٠) هكذا في القرآن و « د ، ص ». وفي « ز » : « وكلا ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « كلا ».

(١١) الأعراف (٧) : ١٩.

(١٢) في « ص ، هـ ، بر ، بف » والوافي : « فلذلك ». وفي مرآة العقول : « فذلك ».

(١٣) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، هـ ، بر ، بس » والوافي والبحار. وفي قليل من النسخ والمطبوع والكافي ، ح ١٩٠٣ : « فقال ».

(١٤) « بَلاغ » : الكفاية. لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٤١٩ ( بلغ ).

٧٧١

وَدُنْيَا مَلْعُونَةٍ ». (١)

٢٥٩٤ / ٩. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « فِي مُنَاجَاةِ مُوسى عليه‌السلام : يَا مُوسى ، إِنَّ (٢) الدُّنْيَا دَارُ عُقُوبَةٍ ، عَاقَبْتُ فِيهَا (٣) آدَمَ عِنْدَ خَطِيئَتِهِ (٤) ، وَجَعَلْتُهَا مَلْعُونَةً ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ مَا كَانَ فِيهَا لِي ؛ يَا مُوسى ، إِنَّ عِبَادِيَ الصَّالِحِينَ زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا بِقَدْرِ عِلْمِهِمْ ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ رَغِبُوا فِيهَا بِقَدْرِ جَهْلِهِمْ ؛ وَمَا مِنْ أَحَدٍ عَظَّمَهَا فَقَرَّتْ عَيْنَاهُ (٥) فِيهَا (٦) ، وَلَمْ يُحَقِّرْهَا أَحَدٌ إِلاَّ انْتَفَعَ بِهَا ». (٧)

٢٥٩٥ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ (٨) فِي غَنَمٍ قَدْ فَارَقَهَا رِعَاؤُهَا (٩) ـ وَاحِدٌ فِي أَوَّلِهَا ، وَهذَا (١٠) فِي آخِرِهَا ـ بِأَفْسَدَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ (١١) وَالشَّرَفِ فِي دِينِ الْمُسْلِمِ ». (١٢)

__________________

(١) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٩٠٣ الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٢ ، ح ٣٢٣٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨ ، ح ٢٠٨٢٢ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٩ ، ح ٩.

(٢) في حاشية « ب » : + / « في ».

(٣) في « د » : « بها ».

(٤) في « ص » : « خطيئة ».

(٥) في « ب ، ز ، ص ، بس ، بف » وحاشية « بر » وشرح المازندراني ومرآة العقول والوسائل والبحار والأمالي : « عينه ».

(٦) في الوسائل : « بها ».

(٧) تفسير القمّي ، ج ١ ص ٢٤٢ ، ضمن الحديث ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٦٦٦ ، المجلس ٩٤ ، ضمن ح ٢ ؛ وثواب الأعمال ، ص ٢٦٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن القاسم بن محمّد ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٣ ، ح ٣٢٣٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٩ ، ح ٢٠٨٢٣ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢١ ، ح ١٠.

(٨) في « ز ، بس » : ـ / « ضاريان ».

(٩) في « د ، بر » : « رعاتها ».

(١٠) في « ص ، هـ ، بر ، بف » وحاشية « د » : « وآخر ». وفي الوافي : « والآخر ».

(١١) في « ج » والوافي : « الدنيا ».

(١٢) راجع : ح ٢ و ٣ ، من هذا الباب الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٩ ، ح ٣٢٣١.

٧٧٢

٢٥٩٦ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَنَاحٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ (١) بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ مُهَاجِرٍ الْأَسَدِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَرَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عليه‌السلام عَلى قَرْيَةٍ قَدْ مَاتَ أَهْلُهَا وَطَيْرُهَا وَدَوَابُّهَا ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَمُوتُوا إِلاَّ بِسَخْطَةٍ (٢) ، وَلَوْ مَاتُوا (٣) مُتَفَرِّقِينَ لَتَدَافَنُوا.

فَقَالَ الْحَوَارِيُّونَ : يَا رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُحْيِيَهُمْ لَنَا ، فَيُخْبِرُونَا مَا كَانَتْ (٤) أَعْمَالُهُمْ؟ فَنَجْتَنِبَهَا (٥)

فَدَعَا عِيسى عليه‌السلام رَبَّهُ (٦) ، فَنُودِيَ مِنَ الْجَوِّ : أَنْ نَادِهِمْ ، فَقَامَ عِيسى عليه‌السلام بِاللَّيْلِ عَلى شَرَفٍ مِنَ الْأَرْضِ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ هذِهِ (٧) الْقَرْيَةِ ، فَأَجَابَهُ مِنْهُمْ مُجِيبٌ : لَبَّيْكَ يَا رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ (٨) ، فَقَالَ : وَيْحَكُمْ ، مَا كَانَتْ أَعْمَالُكُمْ؟ قَالَ : عِبَادَةَ (٩) الطَّاغُوتِ ، وَحُبَّ الدُّنْيَا مَعَ خَوْفٍ قَلِيلٍ ، وَأَمَلٍ بَعِيدٍ (١٠) ، وَغَفْلَةٍ فِي لَهْوٍ (١١) وَلَعِبٍ.

فَقَالَ : كَيْفَ كَانَ حُبُّكُمْ لِلدُّنْيَا (١٢)؟ قَالَ : كَحُبِّ الصَّبِيِّ لِأُمِّهِ ، إِذَا أَقْبَلَتْ عَلَيْنَا فَرِحْنَا وَسُرِرْنَا ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنَّا (١٣) بَكَيْنَا وَحَزِنَّا.

قَالَ : كَيْفَ (١٤) كَانَتْ (١٥) عِبَادَتُكُمْ لِلطَّاغُوتِ؟ قَالَ : الطَّاعَةُ لِأَهْلِ الْمَعَاصِي.

__________________

(١) في « بس » : « عبدالرحمن ».

(٢) في « بر » : « بسخط ». والسخط : الغضب. راجع : لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣١٢ ( سخط ).

(٣) في « ب » : « كانوا ».

(٤) في « بر » والوافي : « كان ».

(٥) في « هـ ، بر ، بف » والوافي : « فنتجنّبها ».

(٦) في الوسائل : ـ / « ربّه ».

(٧) في البحار : ـ / « هذه ».

(٨) في الوسائل : ـ / « يا روح الله وكلمته ».

(٩) يقتضي السياق لزوم نصب « عبادة » أو ترجيحه. وجواز الرفع لايخلو من وجه.

(١٠) في « هـ » : « طويل ».

(١١) في البحار : « في غفلة ولهو ».

(١٢) في « ج ، ز » : « الدنيا ».

(١٣) في « بس » : ـ / « عنّا ». وفي شرح المازندراني : « علينا ».

(١٤) في الوافي : « فكيف ».

(١٥) في الوسائل : ـ / « كانت ».

٧٧٣

قَالَ : كَيْفَ كَانَ (١) عَاقِبَةُ أَمْرِكُمْ؟ قَالَ : بِتْنَا لَيْلَةً (٢) فِي عَافِيَةٍ ، وَأَصْبَحْنَا فِي الْهَاوِيَةِ ، فَقَالَ : وَمَا الْهَاوِيَةُ؟ فَقَالَ (٣) : سِجِّينٌ (٤)

قَالَ : وَمَا (٥) سِجِّينٌ (٦)؟ قَالَ : جِبَالٌ مِنْ جَمْرٍ تُوقَدُ عَلَيْنَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

قَالَ : فَمَا قُلْتُمْ ، وَمَا قِيلَ لَكُمْ؟ قَالَ : قُلْنَا : رُدَّنَا إِلَى الدُّنْيَا فَنَزْهَدَ فِيهَا ، قِيلَ لَنَا :

كَذَبْتُمْ (٧)

قَالَ : وَيْحَكَ ، كَيْفَ (٨) لَمْ يُكَلِّمْنِي غَيْرُكَ مِنْ بَيْنِهِمْ؟ قَالَ : يَا رُوحَ اللهِ (٩) ، إِنَّهُمْ (١٠) مُلْجَمُونَ (١١) بِلِجَامٍ (١٢) مِنْ نَارٍ بِأَيْدِي مَلَائِكَةٍ غِلَاظٍ شِدَادٍ ، وَإِنِّي (١٣) كُنْتُ فِيهِمْ وَلَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ (١٤) ، فَلَمَّا نَزَلَ الْعَذَابُ عَمَّنِي مَعَهُمْ ، فَأَنَا مُعَلَّقٌ بِشَعْرَةٍ عَلى شَفِيرِ جَهَنَّمَ (١٥) لَا أَدْرِي أُكَبْكَبُ (١٦) فِيهَا ، أَمْ أَنْجُو مِنْهَا؟

فَالْتَفَتَ عِيسى عليه‌السلام إِلَى الْحَوَارِيِّينَ ، فَقَالَ : يَا أَوْلِيَاءَ اللهِ ، أَكْلُ الْخُبْزِ الْيَابِسِ بِالْمِلْحِ‌

__________________

(١) في « بر » والبحار : « كانت ».

(٢) في الوسائل : ـ / « ليلة ».

(٣) في « ب ، د ، ز ، ص ، هـ ، بر ، بف » والوسائل والبحار : « قال ».

(٤) في « هـ » : « سجّيل ».

(٥) في شرح المازندراني : « ما » بدون الواو.

(٦) في « هـ » : « سجّيل ».

(٧) في « ج » : « كذّبتم » بالتشديد. وفي مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٤٠ : « وربّما يقرأ بالتشديد ، أي كذّبتم الرسل فلا محيص عن عذابكم ».

(٨) في « بر » : « لِمَ » بدل « كيف ».

(٩) في « ج ، د ، هـ » : + / « وحكمته ». وفي « بر » والوافي : + / « وكلمته بقدس الله ». وفي البحار : + / « وكلمته ».

(١٠) في « ب » : « هم ».

(١١) في « ب » وحاشية « ج » : « ملجّمون ». وفي « ج ، هـ » وحاشية « ب » : « ملجومون ».

(١٢) في « د ، هـ ، بر » والوافي والوسائل : « بلُجُم ».

(١٣) في « ز ، بر ، بف » والوافي : « وأنا ».

(١٤) في البحار : « عنهم ».

(١٥) « شفير جهنّم » : جانبها وحرفها. وشفير كلِّ شي‌ء : حَرْفه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ( شفر ).

(١٦) « اكبكب » أي اطْرَح فيها على وجهي. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٥٩ ( كبب ).

٧٧٤

الْجَرِيشِ (١) ، وَالنَّوْمُ عَلَى الْمَزَابِلِ (٢) خَيْرٌ كَثِيرٌ مَعَ عَافِيَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ». (٣)

٢٥٩٧ / ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا فَتَحَ (٤) اللهُ عَلى عَبْدٍ بَاباً مِنْ أَمْرِ (٥) الدُّنْيَا إِلاَّ فَتَحَ اللهُ (٦) عَلَيْهِ مِنَ الْحِرْصِ مِثْلَهُ (٧) ». (٨)

٢٥٩٨ / ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ (٩) الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ عَمَلٍ ، وَلَاتَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَأَنْتُمْ لَاتُرْزَقُونَ فِيهَا إِلاَّ بِالْعَمَلِ ، وَيْلَكُمْ عُلَمَاءَ سَوْءٍ ، الْأَجْرَ تَأْخُذُونَ (١٠) ، وَالْعَمَلَ تُضَيِّعُونَ ، يُوشِكُ رَبُّ الْعَمَلِ أَنْ يُقْبَلَ (١١)

__________________

(١) جَرْش الشي‌ء : أن يُدقّ ولايُنْعَم دقُّه. يقال : جرشه وهو جريش. معجم مقاييس اللغة ، ج ١ ، ص ٤٤٢ ( جرش ).

(٢) في « بر » والوافي : « التراب ».

(٣) ثواب الأعمال ، ص ٣٠٣ ، ح ١ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٤٦٦ ، ح ٢١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٤١ ، ح ١ ، بسند آخر مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٣ ، ح ٣٢٤٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٥٥ ، ح ٢١٥٠٢ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٠ ، ح ٣.

(٤) في « بف » : « فسح ».

(٥) في « ص ، هـ » والوافي وتحف العقول : ـ / « أمر ».

(٦) في « هـ » والوافي وتحف العقول : ـ / « الله ».

(٧) في تحف العقول : « مثليه ».

(٨) تحف العقول ، ص ٣٧٠ الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٦ ، ح ٣٢٤٣ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٦ ، ح ٤.

(٩) في البحار : ـ / « عن ». وهو سهو ، والقاسم بن محمّد هذا هو الأصفهاني ، روى إبراهيم بن هاشم عنه عن [ سليمان بن داود ] المنقري في أسنادٍ عديدة. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٤٣ ؛ وص ٣٥٩ ـ ٣٦٠ ؛ وص ٣٦٥.

(١٠) في مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٤٢ : « الأجر تأخذون ، بحذف حرف الاستفهام وهو على‌الإنكار. ويحتمل أن‌يكون المراد أجر الدنيا ، أي نعم الله سبحانه. وعلى هذا يحتمل أن يكون توبيخاً لا استفهاماً ، وأن يكون المراد أجر الآخرة ، فالاستفهام متعيّن ».

(١١) في الوافي : « اريد بربّ العمل : العابد الذي تقلّد أهل العلم في عبادته ، أعني يعمل بما يأخذ عنهم. وفيه توبيخ لأهل العلم الغير العامل ». وفي مرآة العقول : « قرأ بعضهم : يقيل ، بالياء المثنّاة من الإقالة ، أي يردّ عمله ؛ فإنّ المقيل يردّ المتاع ».

٧٧٥

عَمَلُهُ ، وَيُوشِكُ (١) أَنْ يُخْرَجُوا (٢) مِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا إِلى ظُلْمَةِ الْقَبْرِ ، كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ هُوَ فِي مَسِيرِهِ إِلى آخِرَتِهِ وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلى دُنْيَاهُ ، وَمَا يَضُرُّهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِمَّا يَنْفَعُهُ؟! ». (٣)

٢٥٩٩ / ١٤. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو (٤) ـ فِيمَا أَعْلَمُ ـ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَذَّاءِ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَبْعَدُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ : إِذَا (٥) لَمْ يُهِمَّهُ (٦) إِلاَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ ». (٧)

٢٦٠٠ / ١٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسى (٨) وَالدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ ، جَعَلَ اللهُ تَعَالَى الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَشَتَّتَ أَمْرَهُ ، وَلَمْ يَنَلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُسِمَ (٩) لَهُ ؛ وَمَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسى وَالْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ ، جَعَلَ اللهُ (١٠) الْغِنى (١١) فِي قَلْبِهِ ، وَجَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ (١٢) ». (١٣)

__________________

(١) في « هـ » : « ويوشكوا ».

(٢) في « ب ، د ، ص ، بس » والوافي : « أن تخرجوا ».

(٣) الأمالي للطوسي ، ص ٢٠٧ ، المجلس ٨ ، ح ٦ ، بسند عن القاسم بن محمّد ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٥ ، ح ٣٢٤١ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٦ ، ح ٥.

(٤) في البحار : « عمر ».

(٥) في « ص » : « إذ ».

(٦) في حاشية « ب » : « لايهمّه ».

(٧) الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٦ ، ح ٣٢٤٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠ ، ح ٢٠٨٥٤ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٨ ، ح ٧.

(٨) في « ز » : « أمسي وأصبح ».

(٩) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، هـ ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والبحار. وفي‌المطبوع : + / « الله ».

(١٠) في « ب ، بس » : + / « له ».

(١١) في الوافي : « الغناء ».

(١٢) في « هـ » وحاشية « بف » : « المسرّة ».

(١٣) ثواب الأعمال ، ص ٢٠١ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن سنان

٧٧٦

٢٦٠١ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ كَثُرَ (١) اشْتِبَاكُهُ (٢) بِالدُّنْيَا (٣) ، كَانَ أَشَدَّ لِحَسْرَتِهِ عِنْدَ فِرَاقِهَا ». (٤)

٢٦٠٢ / ١٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِالدُّنْيَا (٥) تَعَلَّقَ قَلْبُهُ (٦) بِثَلَاثِ خِصَالٍ : هَمٍّ لَايَفْنى (٧) ، وَأَمَلٍ لَايُدْرَكُ ، وَرَجَاءٍ لَايُنَالُ ». (٨)

__________________

وعبدالعزيز بن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الزهد ، ص ١١٧ ، ح ١٣٥ ، بسند آخر. تحف العقول ، ص ٤٨ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٦ ، ح ٣٢٤٤ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧ ، ح ٦.

(١) في « ب » : « أكثر ».

(٢) في « هـ » : « استيكاله ». وفي « بر ، بف » : « اشتكاله ». و « الاشتكال » : الالتباس. واشتبك الظلام : اختلط. واشتبكت النجوم : إذا تداخلت واتّصل بعضها ببعض. ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٨٨٥ ( شبك ). وهو هنا كناية عن كثرة تعلّق القلب بالدنيا والاشتغال بها. راجع : مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٤٥.

(٣) في « ص » والوسائل : « في الدنيا ». وفي « هـ » : « للدنيا ».

(٤) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٨١ ، ح ٥٨٣٣ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ٣٩٣ ، المجلس ٦٢ ، ح ٤ ؛ معاني الأخبار ، ص ١٩٧ ، ح ٤ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٤٣٤ ، المجلس ١٥ ، ح ٣١ ، وفي كلّها ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهم‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٧ ، ح ٣٢٤٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠ ، ح ٢٠٨٥٥ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٩ ، ح ٨.

(٥) في حاشية « ص » : « في الدنيا ».

(٦) في الخصال : « منها » بدل « قلبه ».

(٧) في البحار : « لايغنى » وفي شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٣٣٢ : « لايغنى ، بالغين ، أي لاينفع. أو بالفاء ، أي لايزول ؛ لبقائه بعد الموت ».

(٨) الخصال ، ص ٨٨ ، باب الثلاثة ، ح ٢٢ ، بسنده عن عبدالعزيز العبدي. تحف العقول ، ص ٣٦٧ ؛ نهج البلاغة ، ص ٥٠٨ ، ذيل الحكمة ٢٢٨ ؛ خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠٣ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٧ ، ح ٣٢٤٦ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٤ ، ح ١٦.

٧٧٧

١٢٧ ـ بَابُ الطَّمَعِ‌

٢٦٠٣ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا أَقْبَحَ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ تَكُونَ (١) لَهُ رَغْبَةٌ تُذِلُّهُ ». (٢)

٢٦٠٤ / ٢. عَنْهُ (٣) ، عَنْ أَبِيهِ :

عَمَّنْ ذَكَرَهُ بَلَغَ بِهِ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ (٤) لَهُ طَمَعٌ يَقُودُهُ ، وَبِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ لَهُ رَغْبَةٌ تُذِلُّهُ ». (٥)

٢٦٠٥ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ (٦) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : « رَأَيْتُ الْخَيْرَ كُلَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ فِي قَطْعِ الطَّمَعِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ (٧) ». (٨)

__________________

(١) في « د ، ز ، ص ، بر ، بس » : « أن يكون ».

(٢) صفات الشيعة ، ص ٣٢ ، ح ٤٥ ، بسند آخر. تحف العقول ، ص ٤٨٩ ، عن العسكري عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٤٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٤ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧١ ، ح ١١.

(٣) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

(٤) في « ب » والوسائل : + / « يكون ».

(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٤٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٥ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٠ ، ح ٩.

(٦) في البحار : ـ / « عن أبيه ». وهو سهو. كما يعلم ممّا قدّمناه ذيل ح ٢٥٩٨.

(٧) في مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ٢٥٨ : « لأنّ الطمع يورث الذلّ والحقارة والحسد والحقد والعداوة والغيبة والوقيعة وظهور الفضائح والظلم والمداهنة والنفاق والرياء والصبر على باطل الخلق والإعانة عليه وعدم التوكّل على الله والتضرّع عليه والرضا بقسمته والتسليم لأمره ، إلى غير ذلك من المفاسد التي لا تحصى ، وقطع الطمع يورث أضداد هذه الامور التي كلّها خيرات ».

(٨) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الاستغناء عن الناس ، ح ١٩٦٩ ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٥٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٦ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧١ ، ح ١٠.

٧٧٨

٢٦٠٦ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ (١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (٢) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ رُشَيْدٍ (٣) ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلاَّمٍ ، عَنْ سَعْدَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا (٤) الَّذِي يُثْبِتُ الْإِيمَانَ فِي الْعَبْدِ؟ قَالَ : « الْوَرَعُ ». وَالَّذِي يُخْرِجُهُ (٥) مِنْهُ؟ قَالَ (٦) : « الطَّمَعُ ». (٧)

١٢٨ ـ بَابُ الْخُرْقِ‌

٢٦٠٧ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ قُسِمَ لَهُ الْخُرْقُ (٨) ، حُجِبَ (٩) عَنْهُ الْإِيمَانُ ». (١٠)

٢٦٠٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

__________________

(١) في « جر » وهامش المطبوع عن بعض النسخ : « أحمد بن محمّد ».

(٢) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، هـ ، بر ، بس » وحاشية « بف » والوافي والوسائل والبحار. وفي « بف ، جر » والمطبوع : « أصحابنا ».

(٣) في « جر » : « راشد ».

(٤) في « ب ، د ، ز ، ص ، هـ ، بر ، بف » والوافي والوسائل والبحار : ـ / « ما ». وفي « ج ، بس » : ـ / « له ما ».

(٥) في « بر » : « يخرج ».

(٦) في « د ، هـ » والوسائل والخصال : ـ / « قال ».

(٧) الخصال ، ص ٩ ، باب الواحد ، ح ٢٩ ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن أبي‌عبدالله الرازي ، عليّ بن سليمان بن رشيد ، عن موسى بن سلام ، عن أبان بن سويد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٩٩ ، ح ٣٢٥١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٤ ، ح ٢٠٨٦٧ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧١ ، ح ١٢.

(٨) « الخُرق » : الجهل والحُمق ، ونقيض الرفق. وقد خَرِق يخرق خَرَقاً ، فهو أخرق. راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٧٤ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦ ( خرق ).

(٩) في البحار : « يحجب ».

(١٠) الأمالي للصدوق ، ص ٢٠٥ ، المجلس ٣٧ ، ح ٤ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن محمّد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. تحف العقول ، ص ٢٩٦ الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٧ ، ح ٣٢٢٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٦ ، ح ٢٠٨٧٣ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٩٨ ، ح ٤.

٧٧٩

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَوْ كَانَ الْخُرْقُ خَلْقاً يُرى ، مَا كَانَ شَيْ‌ءٌ (١) مِمَّا خَلَقَ (٢) اللهُ أَقْبَحَ مِنْهُ ». (٣)

١٢٩ ـ بَابُ سُوءِ الْخُلُقِ‌

٢٦٠٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ (٤) الْعَمَلَ ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ ». (٥)

٢٦١٠ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ (٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَبَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِصَاحِبِ الْخُلُقِ السَّيِّئِ بِالتَّوْبَةِ ، قِيلَ : وَكَيْفَ ذَاكَ (٧) يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ : لِأَنَّهُ (٨) إِذَا تَابَ مِنْ ذَنْبٍ ، وَقَعَ فِي ذَنْبٍ أَعْظَمَ مِنْهُ ». (٩)

٢٦١١ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ (١٠) الْإِيمَانَ ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ‌

__________________

(١) في « ب » : + / « منه ».

(٢) في الوسائل : « ما كان في شي‌ء من خلق ».

(٣) الزهد ، ص ٨٨ ، ح ٦٠ ، عن على بن النعمان ، مع زيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٧ ، ح ٣٢٢٣ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٧ ، ح ٢٠٨٧٤.

(٤) في « ب » : « يفسد ».

(٥) الزهد ، ص ٩٣ ، ح ٧٥ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله. راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الغضب ، ح ٢٥٣٢ ؛ والجعفريّات ، ص ١٦٣ الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٧ ، ح ٣٢٢٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٧ ، ح ٢٠٨٧٥ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٩٦ ، ح ١.

(٦) في « بر ، بف » : « رسول الله ».

(٧) في « ز ، هـ ، بر » : « فكيف ذلك ».

(٨) في « ب ، ص ، هـ ، بس » والوسائل : ـ / « لأنّه ».

(٩) علل الشرائع ، ص ٤٩٢ ، ح ١ الوافي ، ج ٥ ، ص ٨٨٨ ، ح ٣٢٢٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٧ ، ح ٢٠٨٧٦.

(١٠) في « ب ، هـ ، بر » : « يفسد ».

٧٨٠