أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٩١
٢٣٠٥ / ٢٦. عَنْهُ (١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ رَفَعَهُ ، قَالَ :
خَطَبَ النَّاسَ (٢) الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، فَقَالَ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، أَنَا (٣) أُخْبِرُكُمْ عَنْ أَخٍ (٤) لِي كَانَ مِنْ (٥) أَعْظَمِ النَّاسِ فِي عَيْنِي ، وَكَانَ رَأْسُ مَا عَظُمَ بِهِ (٦) فِي عَيْنِي صِغَرَ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ ، كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ ؛ فَلَا يَشْتَهِي (٧) مَا لَايَجِدُ ، وَلَا يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ ، كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ فَرْجِهِ ؛ فَلَا يَسْتَخِفُّ (٨) لَهُ عَقْلَهُ وَلَا رَأْيَهُ ، كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ الْجَهَالَةِ ؛ فَلَا يَمُدُّ يَدَهُ إِلاَّ عَلى ثِقَةٍ لِمَنْفَعَةٍ (٩) ، كَانَ لَايَتَشَهّى (١٠) وَلَا يَتَسَخَّطُ وَلَا يَتَبَرَّمُ (١١) ، كَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَمَّاتاً (١٢) ، فَإِذَا قَالَ ، بَذَّ (١٣) الْقَائِلِينَ ، كَانَ
__________________
عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٥ ، ح ١٧٨٦ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ٨٧ ، ح ٢٠٧ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٨٨ ، ح ٢٣.
(١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.
(٢) في « ض ، هـ » : ـ / « الناس ».
(٣) في « ب » : « أما ». وفي « ز ، ف » والبحار : « إنّما ».
(٤) في « ف » وحاشية « ج ، د » : « بأخ ».
(٥) في « هـ » : ـ / « من ».
(٦) في « ض » : ـ / « به ».
(٧) في « بس » : « فلا يشهى ».
(٨) قال في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٦٠ : « هذه الفقرة تحتمل وجوهاً : ... الثالث : أن يقرأ : يستخفّ ، على بناءالمجهول وعقله ورأيه مرفوعين وضمير له إمّا راجع إلى الأخ أو إلى الفرج. وماقيل : إنّ يستخفّ على بناء المعلوم ، وعقله ورأيه مرفوعان ، وضمير له للأخ ، فلا يساعده ما مرّ من معاني الاستخفاف ».
(٩) في مرآة العقول : « فلا يمدّ يده ، أي إلى أخذ شيء ؛ كناية عن ارتكاب الامور « إلاّ على ثقة » واعتماد بأنّه ينفعهنفعاً عظيماً في الآخرة أو في الدنيا أيضاً إذا لم يضرّ بالآخرة ».
(١٠) في « بس » : « لا يشتهي ». وفي المرآة : « لايتشهّى ، أي لايكثر شهوة الأشياء. ولايتسخّط ، أي لايسخط كثيراً لفقد المشتهيات ، أو لايغضب لإيذاء الخلق له أو لقلّة عطائهم ».
(١١) في « هـ » : « لا يبترم و ». وبَرِمت بكذا ، أيضَجِرتُ منه بَرَماً. ومنه التبرّم. وأبرمني فلان : أضجرني. والمعنى : أي لايضجر ولايملّ من حوائج الخلق وكثرة سؤالهم وسوء معاشرتهم. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٧٦ ( برم ).
(١٢) في « هـ » : « صامتاً ». وقال في مرآة العقول : « وقرئ بضمّ الصاد وتخفيف الميم مصدراً ، فالحمل للمبالغة ».
(١٣) أيسبقهم وغلبهم. النهاية ، ج ١ ، ص ١١٠ ( بذذ ).
لَا يَدْخُلُ فِي مِرَاءٍ (١) ، وَلَا يُشَارِكُ فِي دَعْوًى ، وَلَا يُدْلِي بِحُجَّةٍ حَتّى يَرى (٢) قَاضِياً ، وَ (٣) كَانَ لَايَغْفُلُ عَنْ إِخْوَانِهِ ، وَلَايَخُصُّ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ دُونَهُمْ ، كَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً ، فَإِذَا (٤) جَاءَ الْجِدُّ (٥) كَانَ لَيْثاً عَادِياً (٦) ، كَانَ لَايَلُومُ أَحَداً فِيمَا يَقَعُ الْعُذْرُ فِي مِثْلِهِ حَتّى يَرَى اعْتِذَاراً (٧) ، كَانَ (٨) يَفْعَلُ مَا يَقُولُ ، وَيَفْعَلُ مَا لَايَقُولُ ، كَانَ (٩) إِذَا ابْتَزَّهُ (١٠) أَمْرَانِ لَايَدْرِي أَيُّهُمَا أَفْضَلُ ، نَظَرَ إِلى أَقْرَبِهِمَا إِلَى الْهَوى فَخَالَفَهُ ، كَانَ (١١) لَايَشْكُو وَجَعاً إِلاَّ عِنْدَ مَنْ يَرْجُو عِنْدَهُ الْبُرْءَ ، وَلَا يَسْتَشِيرُ إِلاَّ مَنْ يَرْجُو عِنْدَهُ النَّصِيحَةَ ، كَانَ لَايَتَبَرَّمُ وَلَا يَتَسَخَّطُ وَلَا يَتَشَكّى وَلَا يَتَشَهّى وَلَا يَنْتَقِمُ ، وَلَا يَغْفُلُ عَنِ الْعَدُوِّ ؛ فَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ هذِهِ الْأَخْلَاقِ الْكَرِيمَةِ
__________________
(١) ماريته اماريه مماراةً ومِراءً : جادلته. المصباح المنير ، ص ٥٧٠ ( مرى ).
(٢) في : « هـ » : « يعطى ». وقرأه بعض الأفاضل : يُرِي ، على بناء الإفعال ، على ما نقل عنه المجلسي في مرآة العقول ، ثمّ قال : « وفسّر القاضي بالبرهان القاطع الفاصل بين الحقّ والباطل ، أيكان لا يتعرّض للدعوى إلاّ أن يظهر حجّة قاطعة ».
(٣) في « هـ » : ـ / « و ».
(٤) في مرآة العقول : « وإذا ».
(٥) الجِدُّ في الأمر : الاجتهاد. وهو مصدر ، يقال منه : جدّ يجدّ. والاسم : الجِدّ. وجدّ في كلامه جِدّاً : ضدّ هزل. والاسم منه : الجِدّ أيضاً. المصباح المنير ، ص ٩٢ ( جدد ). والمراد به هنا المحاربة والمجاهدة. شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ١٦٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٦٣.
(٦) في « ض ، ف » : « غادياً » بالغين المعجمة ، أيباكراً. وفي شرح المازندراني : « وقرئ : غادياً ، بالغين المعجمة أيضاً ». والسَّبُع العادي ، أيالظالم الذي يفترس الناس. النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٣ ( عدا ). وفي شرح المازندراني : « يعني إن كان وقت المجاهدة مع أعداء الدين فهو بمنزلة الأسد في الهيبة والقوّة والصولة ».
(٧) في شرح المازندراني : « أي كان من عادته الحسنة أن لايسرع بملامة أحد إذا قصّر في حقّه ؛ لإمكان أن يكون له عذر. وليس المقصود اللوم بعد الاعتذار ».
(٨) في مرآة العقول : « وكان ».
(٩) في « ج » : « وكان ».
(١٠) في مرآة العقول : « أي استلبه وغلبه وأخذه قهراً ؛ كناية عن شدّة ميله إليهما وحصول الدواعي في كلّ منهما. ولا يبعد أن يكون في الأصل : انبراه ، بالنون والباء الموحّدة على الحذف والإيصال ، أياعتراض له ». و « البَزّ » : الغلبة ، كالابتزاز. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٩٥ ( بزز ).
(١١) في البحار : « وكان ».
إِنْ أَطَقْتُمُوهَا ، فَإِنْ (١) لَمْ تُطِيقُوهَا كُلَّهَا (٢) ، فَأَخْذُ الْقَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ». (٣)
٢٣٠٦ / ٢٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مِهْزَمٍ ؛ وَبَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَاهِلِيِّ ؛ وَأَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ مِهْزَمٍ الْأَسَدِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « يَا مِهْزَمُ ، شِيعَتُنَا (٤) مَنْ لَايَعْدُو (٥) صَوْتُهُ سَمْعَهُ ، وَلَا شَحْنَاؤُهُ (٦) بَدَنَهُ (٧) ، وَلَا يَمْتَدِحُ (٨) بِنَا مُعْلِناً ، وَلَا يُجَالِسُ لَنَا عَائِباً (٩) ، وَلَا يُخَاصِمُ لَنَا قَالِياً (١٠) ؛ إِنْ لَقِيَ
__________________
(١) في « هـ » : « وإن ».
(٢) في « ز » : ـ / « كلّها ».
(٣) تحف العقول ، ص ٢٣٤ ، عن الحسن بن عليّ عليهالسلام. نهج البلاغة ، ص ٥٢٦ ، الحكمة ٢٨٩ ، وفيهما مع اختلاف الوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٦ ، ح ١٧٨٧ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٢٩٤ ، ح ٢٤.
(٤) في « ص » : « شيعتنا يا مهزم ».
(٥) في « د » وحاشية « بف » : « لا يعلو ». وفي مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٦٧ : « من لا يعدو ، أييتجاوز. وفي بعض النسخ : لا يعلو صوته سمعه ، كأنّه كناية عن عدم رفع الصوت كثيراً ، ويحمل على ما إذا لم يحتج إلى الرفع لسماع الناس ... أو على الدعاء والتلاوة والعبادة ؛ فإنّ خفض الصوت فيها أبعد من الرياء. ويمكن أن يكون المراد بالسمع الإسماع كما ورد في اللغة ، أو يكون بالإضافة إلى المفعول ، أيالسمع منه ، أيلا يرفع الصوت زائداً على إسماع الناس ، أو يكون بضمّ السين وتشديد الميم المفتوحة جمع سامع ، أيلا يتجاوز صوته السامعين منه. وقرئ السمع بضمّتين جمع سموع بالفتح ، أيلا يقول شيئاً إلاّلمن يسمع قوله ويقبل منه ».
(٦) في « ج » : « شحناه » بتخفيف الهمزة. و « الشحناء » : العداوة والبغضاء. وشحِنت عليه شَحْناً : حقدت وأظهرت العداوة. المصباح المنير ، ص ٣٠٦ ( شحن ). وفي مرآة العقول : « أي لا يتجاوز عداوته بدنه ، أييعادي نفسه ولا يعادي غيره ، وإن عادى غيره في الله لا يظهره تقيّة ».
(٧) في « ب ، ج ، د ، ز ، ض ، ف ، بر ، بس » وشرح المازندراني والوسائل : « يديه » ، أي لاتغلب عليه عداوته ، بلهي بيده واختياره.
(٨) في « هـ » : « ولا يمدح ». وفي « بر » وحاشية « ج ، بف » والوافي : « ولا يتمدّح ».
(٩) في « ز » : « غالياً ». وفي الغيبة للنعماني : « ولا يمدح بنا معلناً ، ولايخاصم بنا قالياً ولا يجالس لنا غائباً » بدل « ولا يمتدح ـ إلى ـ قالياً ».
(١٠) في « ز » : ـ / « ولا يخاصم لنا قالياً ». وفي الوسائل : + / « و ». و « القِلى » : البُغض. يقال : قلاه يقليه قِلًى وقَلًى :
مُؤْمِناً أَكْرَمَهُ ، وَإِنْ لَقِيَ جَاهِلاً هَجَرَهُ ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ (١) بِهؤُلَاءِ الْمُتَشَيِّعَةِ؟
قَالَ (٢) : « فِيهِمُ التَّمْيِيزُ (٣) ، وَفِيهِمُ التَّبْدِيلُ ، وَفِيهِمُ التَّمْحِيصُ (٤) ، تَأْتِي (٥) عَلَيْهِمْ سِنُونَ (٦) تُفْنِيهِمْ ، وَطَاعُونٌ يَقْتُلُهُمْ ، وَاخْتِلَافٌ يُبَدِّدُهُمْ ؛ شِيعَتُنَا مَنْ لَايَهِرُّ (٧) هَرِيرَ الْكَلْبِ ، وَلَا يَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ ، وَلَا يَسْأَلُ عَدُوَّنَا وَإِنْ مَاتَ جُوعاً ».
قُلْتُ (٨) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَيْنَ أَطْلُبُ هؤُلَاءِ؟
قَالَ : « فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ ، أُولئِكَ الْخَفِيضُ (٩) عَيْشُهُمْ ، الْمُنْتَقِلَةُ (١٠) دِيَارُهُمْ ؛ إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا ، وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَ (١١) مِنَ الْمَوْتِ لَايَجْزَعُونَ ، وَفِي الْقُبُورِ يَتَزَاوَرُونَ ، وَ (١٢) إِنْ لَجَأَ إِلَيْهِمْ ذُو حَاجَةٍ مِنْهُمْ رَحِمُوهُ ، لَنْ تَخْتَلِفَ (١٣) قُلُوبُهُمْ وَإِنِ اخْتَلَفَ (١٤) بِهِمُ الدَّارُ (١٥) ».
__________________
إذا أبغضه. النهاية ، ج ٤ ، ص ١٠٥ ( قلا ).
(١) في « ب » : « يصنع ».
(٢) في « ز ، ص ، ف » وحاشية « بر » : « فقال ».
(٣) في حاشية « ض » : « التميز ».
(٤) في « ف » : « فيهم التمحيص وفيهم التبديل ».
(٥) في « ص » والوافي : « يأتي ».
(٦) السِنون : جمع السَّنَة ، وهي الجَدْب والقَحْط. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٩٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠١ ( سنو ).
(٧) هرّ الكلبُ إليه يَهِرُّ هَريراً : هو صوتُه دون نُباحه من قلّة صبره على البرد. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٨٧ ( هرر ). وفي مرآة العقول : « أي لا يجزع عند المصائب أو لا يصول على الناس بغير سبب كالكلب ».
(٨) في « ز ، ف » : « فقلت ».
(٩) خَفُضَ عَيشُه : سهل ووَطُؤ ، يخفُض خفضاً ، وهو في خفضٍ من العيش ، ومخفوض وخفيض. أساسالبلاغة ، ص ١١٦ ( خفض ).
(١٠) في « ف » : « المتنقّلة ».
(١١) في « ز » : ـ / « و ».
(١٢) في « هـ » : ـ / « و ».
(١٣) في « ج ، ض ، هـ ، بر » : « لن يختلف ». وفي « ص » : « لن يخلف ». وفي « ف » : « لن يتخلّف ».
(١٤) في « ج ، د ، ض ، هـ ، بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « وإن اختلفت ».
(١٥) في « ب ، هـ ، بر » وحاشية « ف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « الديار ».
ثُمَّ قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَنَا الْمَدِينَةُ (١) وَعَلِيٌّ عليهالسلام الْبَابُ ، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ لَامِنْ قِبَلِ الْبَابِ ، وَكَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي وَيُبْغِضُ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ». (٢)
٢٣٠٧ / ٢٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « مَنْ عَامَلَ النَّاسَ فَلَمْ يَظْلِمْهُمْ (٣) ، وَحَدَّثَهُمْ فَلَمْ يَكْذِبْهُمْ ، وَوَعَدَهُمْ (٤) فَلَمْ يُخْلِفْهُمْ (٥) ، كَانَ مِمَّنْ حُرِّمَتْ غِيبَتُهُ ، وَكَمَلَتْ مُرُوءَتُهُ (٦) ، وَظَهَرَ عَدْلُهُ ، وَوَجَبَتْ أُخُوَّتُهُ ». (٧)
٢٣٠٨ / ٢٩. عَنْهُ (٨) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ (٩) :
__________________
(١) في « ب ، ز » : « أنا مدينة العلم ».
(٢) الغيبة للنعماني ، ص ٢٠٣ ، ح ٤ ، بسند آخر ، مع زيادة. تحف العقول ، ص ٣٧٨ ، وفيهما إلى قوله : « وإن اختلفت بهم الدار » مع اختلاف يسير. صفات الشيعة ، ص ١٧ ، ح ٣٤ ، بسند آخر ؛ وفيه ، ص ١٣ ، ح ٢٥ ، بسند آخر عن أبيجعفر عليهالسلام ، وفيهما إلى قوله : « وفي القبور يتزاورون » مع اختلاف الوافي ، ج ٤ ، ص ١٧٢ ، ح ١٧٨٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٢ ، ح ٢٠٢٥٣ ، إلى قوله : « ولا يسأل عدوّنا وإن مات جوعاً » ؛ البحار ، ج ٦٨ ، ص ١٨٠ ، ح ٣٩.
(٣) في « هـ » : « فلن يظلمهم ». وفي حاشية « بس » : « فلا يظلمهم ».
(٤) في الوسائل ، ح ١٠٧٧٢ : « وواعدهم ».
(٥) في « هـ » : « فلن يخلفهم ».
(٦) في حاشية « بر » : « مودّته ».
(٧) الخصال ، ص ٢٠٨ ، باب الأربعة ، ح ٢٩ ، بسند آخر. وفيه ، ص ٢٠٨ ، ح ٢٨ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٣٠ ، ح ٣٤ ؛ وصحيفة الرضا عليهالسلام ، ص ٤٧ ، ح ٣٠ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. تحف العقول ، ص ٥٧ ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٥٦٩ ، ح ٢٥٨٩ ؛ الوسائل ، ج ٨ ، ص ٣١٥ ، ح ١٠٧٧٢ ؛ وج ١٢ ، ص ٢٧٨ ، ح ١٦٣٠١ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ٢٣٦.
(٨) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.
(٩) في « هـ » : « الحسين ». وهو سهو ؛ فإنّ عبدالله هذا ، هو عبدالله المحض ابن الحسن بن الحسن بن عليّ بن
عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ (١) الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (٢) عليهماالسلام ، قَالَ (٣) : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَكْمَلَ (٤) خِصَالَ الْإِيمَانِ (٥) : إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ (٦) ، وَإِذَا (٧) غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ الْغَضَبُ (٨) مِنَ الْحَقِّ ، وَإِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ (٩) مَا لَيْسَ لَهُ ». (١٠)
٢٣٠٩ / ٣٠. عَنْهُ (١١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : إِنَّ لِأَهْلِ الدِّينِ عَلَامَاتٍ
__________________
أبيطالب ، وامّه هي فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبيطالب. راجع : تهذيب الأنساب ، ص ٣٤.
(١) في « هـ » : « ابنة ».
(٢) الظاهر سقوط الواسطة من السند ؛ فقد روى الصدوق الخبر في الخصال ، ص ١٠٥ ، ح ٦٦ ، بسنده عن فاطمة بنت الحسين بن عليّ عليهاالسلام ، عن أبيها عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وكذا الشيخ الطوسي رواه في أماليه ، ص ٦٠٣ ، المجلس ٢٧ ، ح ١٢٤٩ ، بسنده عن فاطمة بنت الحسين عليهاالسلام ، عن أبيها الحسين ، عن أبيه عليهماالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٣) كذا في النسخ. وهو يؤيّد أنّ الناقل عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم غيرها. وفي المحاسن : « قالت ».
(٤) في المحاسن : « ليستكمل ».
(٥) في « بس » : + / « إيمانه ». وفي المحاسن والخصال والاختصاص والأمالي للطوسي وتحف العقول : + / « الذي ».
(٦) في الخصال : « في إثم ولا باطل ».
(٧) في حاشية « ف » : « وإن ».
(٨) في المحاسن والاختصاص : « غضبه ».
(٩) التعاطي : تناول ما لا يحقّ ولايجوز تناوله. لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٦٩ ( عطا ).
(١٠) المحاسن ، ص ٦ ، كتاب القرائن ، ح ١٢ ، عن ابن فضّال ، عن عاصم بن حمزة ، عن عبدالله بن الحسن ، عن امّه فاطمة بنت الحسين ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. الخصال ، ص ١٠٥ ، باب الثلاثة ، ح ٦٦ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، ... عن امّه فاطمة بنت الحسين بن علي ، عن أبيها عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٦٠٣ ، المجلس ٢٧ ، ح ٥ ، بسنده عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عاصم بن حميد الحنّاط ، عن أبيحمزة ثابت بن أبيصفيّة ، عن أبيجعفر محمّد بن عليّ ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال عاصم : وحدّثني أبوحمزة عن عبدالله بن الحسن بن الحسن ، عن امّه فاطمة بنت الحسين عليهالسلام عن أبيها الحسين ، عن أبيه عليهماالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ الاختصاص ، ص ٢٣٣ ، مرسلاً عن أبيحمزة ، عن فاطمة بنت الحسين عليهالسلام. الخصال ، ص ١٠٦ ، باب الثلاثة ح ٦٧ ، بسند آخر عن أبيعبدالله عليهالسلام. تحف العقول ، ص ٤٣. راجع : الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٧ ، ح ٥٨٨٢ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٢٠ ، المجلس ٦ ، ح ٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٦٦ ، ح ١ الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٤ ، ح ١٧٦٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٠ ، ح ٢٠٢٤٦ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٠٠ ، ذيل ح ٢٨.
(١١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.
يُعْرَفُونَ بِهَا : صِدْقَ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءَ الْأَمَانَةِ ، وَوَفَاءً بِالْعَهْدِ (١) ، وَصِلَةَ الْأَرْحَامِ ، وَرَحْمَةَ الضُّعَفَاءِ ، وَقِلَّةَ الْمُرَاقَبَةِ (٢) لِلنِّسَاءِ ـ أَوْ قَالَ (٣) : قِلَّةَ الْمُوَاتَاةِ (٤) لِلنِّسَاءِ (٥) ـ وَبَذْلَ الْمَعْرُوفِ ، وَحُسْنَ الْخُلُقِ (٦) ، وَسَعَةَ الْخُلُقِ ، وَاتِّبَاعَ الْعِلْمِ وَمَا يُقَرِّبُ (٧) إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ زُلْفى (٨) ، طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ؛ وَطُوبى (٩) شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِي دَارِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ (١٠) صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَلَيْسَ مِنْ (١١) مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَفِي دَارِهِ غُصْنٌ مِنْهَا ، لَايَخْطُرُ (١٢) عَلى قَلْبِهِ شَهْوَةُ شَيْءٍ إِلاَّ أَتَاهُ بِهِ ذلِكَ (١٣) ، وَلَوْ أَنَّ رَاكِباً مُجِدّاً سَارَ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ ، مَا خَرَجَ مِنْهُ (١٤) ؛ وَلَوْ طَارَ مِنْ أَسْفَلِهَا غُرَابٌ ، مَا بَلَغَ أَعْلَاهَا حَتّى يَسْقُطَ هَرِماً ، أَلَا فَفِي هذَا فَارْغَبُوا ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ (١٥) نَفْسِهِ (١٦)
__________________
(١) في الوافي والوسائل : « العهد ».
(٢) في « هـ » : « المنافثة ». وفي الوسائل : « المواقعة ».
(٣) في الأمالي وصفات الشيعة : ـ / « قلّة المراقبة للنساء ، أو قال ». وفي الوسائل : + / « و ».
(٤) في « بر » : « المواساة ». والمواتاة : المطاوعة والموافقة.
(٥) في « بس » : ـ / « للنساء ».
(٦) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٧٥ : « الظاهر أنّ الخلق بالضمّ في الموضعين ... وربّما يقرأ الأوّل بالفتح ؛ فإنّالظاهر عنوان الباطل ، لكن هذا ليس كلّيّاً ؛ فإنّ حسن الخلق قد يوجد في غير أهل الدين ... وقيل : المراد حسن الأعضاء الظاهرة بالأعمال الفاضلة ؛ فإنّه من علامات أهل الدين ». وفي الوسائل : « الجوار ».
(٧) في « ز » : « تقرّب » باعتبار المعنى المراد من الموصول. وفي مرآة العقول : « يقرّبهم ».
(٨) في الأمالي وصفات الشيعة : ـ / « زلفى ».
(٩) في الوافي : « تأويل طوبى : العلم ؛ فإنّ لكلّ نعيم من الجنّة مثالاً في الدنيا ، ومثال طوبى شجرة العلوم الدينيّةالتي أصلها في دار النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي هو مدينة العلم ، وفي دار كلّ مؤمن غصن منها ، وإنّما شهوات المؤمن ومثوباته في الآخرة فروع معارفه وأعماله الصالحة في الدنيا ، فإنّ المعرفة بذر المشاهدة ، والعمل الصالح غرس النعيم ، إلاّ أنّ من لم يذق لم يعرف ، ولا يذوق إلاّمن أخلص دينه للهوقوي إيمانه بالله بأن يتّصف بصفات المؤمن المذكورة في هذا الباب ».
(١٠) في « ب ، ص ، هـ » والوافي والأمالي وصفات الشيعة : ـ / « محمّد ».
(١١) في صفات الشيعة : ـ / « من ».
(١٢) في الأمالي : « لا تخطر ».
(١٣) في الأمالي وصفات الشيعة : + / « الغُصن ».
(١٤) في « بر » وحاشية « ف » والأمالي : « منها ».
(١٥) قال في مرآة العقول : « من ، بكسر الميم ، وقد يقرأ بالفتح اسم موصول ، أيمشغول بإصلاح نفسه لا يلتفت إلىعيوب غيره ، ولا إلى التعرّض لضررهم ».
(١٦) في الوسائل والأمالي وصفات الشيعة : « نفسه منه » بدل « من نفسه ».
فِي شُغُلٍ وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ ؛ إِذَا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ افْتَرَشَ وَجْهَهُ ، وَسَجَدَ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِمَكَارِمِ بَدَنِهِ ، يُنَاجِي الَّذِي خَلَقَهُ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِهِ ، أَلَا (١) فَهكَذَا كُونُوا (٢) ». (٣)
٢٣١٠ / ٣١. عَنْهُ (٤) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو (٥) النَّخَعِيِّ ؛ قَالَ (٦) : وَحَدَّثَنِي (٧) الْحُسَيْنُ بْنُ سَيْفٍ ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيٍّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « سُئِلَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَنْ خِيَارِ الْعِبَادِ ، فَقَالَ : الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا ، وَإِذَا أَسَاؤُوا اسْتَغْفَرُوا ، وَإِذَا أُعْطُوا شَكَرُوا ، وَإِذَا ابْتُلُوا صَبَرُوا ،
__________________
(١) في « هـ » : ـ / « ألا ».
(٢) في « ج ، د ، ض ، هـ ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل : « فكونوا ».
(٣) الأمالي للصدوق ، ص ٢٢١ ، المجلس ٥٩ ، ح ٧ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن عبدالله بن قاسم ؛ صفات الشيعة ، ص ٤٦ ، ح ٦٦ ، بسنده عن أبي بصير ، وفيهما : « عن أبيعبدالله ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين عليهمالسلام ». الخصال ، ص ٤٨٣ ، ح ٥٦ ، بسند آخر عن أبيبصير ، عن أبيجعفر ، عن أميرالمؤمنين عليهماالسلام. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢١٣ ، ح ٥٠ ، عن أبيبصير ، عن أبيجعفر ، عن أميرالمؤمنين عليهماالسلام. تحف العقول ، ص ٢١١ ، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام ، إلى قوله : « طوبى لهم وحسن مآب » ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٥ ، ح ١٧٦٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٠ ، ح ٢٠٢٤٧ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٦٤ ، ح ١.
(٤) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.
(٥) في « ز ، ص ، ف ، هـ » والوسائل : « عمر ». إلاّ أنّ في الوسائل بإسقاط « النخعي ». وهو سهو ؛ فإنّ المذكور في كتب الرجال هو سليمان بن عمرو النخعي. راجع : رجال البرقي ، ص ٣٢ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢١٧ ، الرقم ٢٨٦٤. وتبيّن بذلك وقوع التصحيف في ماورد في الأمالي للصدوق ، ص ١٩ ، المجلس ٣ ، ح ٤ ؛ والخصال ، ص ٣١٧ ، ح ٩٩ ؛ من نقل الصدوق الخبر بسنده عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن سليمان بن جعفر النخعي.
(٦) الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد ؛ فقد روى هو عن الحسين بن سيف في كتابهالمحاسن ، ص ٢٧ ، ح ٧ ؛ وص ٣٥٦ ، ح ٥٩ ؛ وص ٤٨٥ ، ح ٥٣٣ ؛ وص ٤٨٦ ، ح ٥٤٢. ووردت روايته عن الحسين بن سيف ، عن أخيه عليّ ، عن سليمان بن عمرو في المحاسن ، ج ٢ ، ص ٤٨٦ ، ح ٥٤٣. فعليه ، في السند تحويل.
(٧) في « هـ » : + / « به ».
وَإِذَا غَضِبُوا غَفَرُوا ». (١)
٢٣١١ / ٣٢. وَبِإِسْنَادِهِ (٢) :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ خِيَارَكُمْ (٣) أُولُو النُّهى ، قِيلَ : يَا (٤) رَسُولَ اللهِ ، وَمَنْ (٥) أُولُو النُّهى؟ قَالَ : هُمْ أُولُو الْأَخْلَاقِ الْحَسَنَةِ ، وَالْأَحْلَامِ الرَّزِينَةِ (٦) ، وَصَلَةُ الْأَرْحَامِ (٧) ، وَالْبَرَرَةُ بِالْأُمَّهَاتِ وَالْآبَاءِ ، وَالْمُتَعَاهِدُونَ (٨) لِلْفُقَرَاءِ وَ (٩) الْجِيرَانِ وَالْيَتَامى ، وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ ، وَيُفْشُونَ (١٠) السَّلَامَ فِي الْعَالَمِ ، وَيُصَلُّونَ وَالنَّاسُ نِيَامٌ غَافِلُونَ ». (١١)
__________________
(١) الأمالي للصدوق ، ص ١٠ ، المجلس ٣ ، ح ٤ ؛ والخصال ، ص ٣١٧ ، باب الخمسة ، ح ٩٩ ، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن أبيعبدالله البرقي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن سليمان بن جعفر النخعي ، عن محمّد بن مسلم وغيره ، عن أبيجعفر عليهالسلام. صفات الشيعة ، ص ٤٥ ، ح ٦٤ ، بسند آخر ومع اختلاف يسير. تحف العقول ، ص ٤٤٥ ، عن الرضا عليهالسلام ؛ فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٥٤. وفي الكافي ، كتاب الصيام ، باب كراهية الصوم في السفر ، ح ٦٤٩٩ ؛ والفقيه ، ج ٢ ، ص ١٤١ ، ح ١٩٧٨ ، بسند آخر هكذا : « خيار امّتي الذين إذا سافروا أفطروا وقصّروا ، وإذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساؤوا استغفروا » مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٦ ، ح ١٧٦٦ ؛ الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠٦ ، ح ٢٦٠ ؛ وج ١٥ ، ص ١٩١ ، ح ٢٠٢٤٨ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٠٥ ، ح ٢٦.
(٢) الظاهر أنّ المراد من « بإسناده » ، هو الإسناد المتقدّم في الحديث السابق ، إلى أبيجعفر عليهالسلام.
(٣) في « هـ » : « أخياركم ».
(٤) في « ف » : ـ / « يا ».
(٥) في « ب ، ج ، د ، بف » والوافي والوسائل : « من » بدون الواو. وفي « ف » : « وما ».
(٦) « الأحلام الرزينة » أي العقول المتينة.
(٧) في مرآة العقول : « وصلة الأرحام ، عطف على الأحلام. ويمكن أن تكون الواو جزء الكلمة ، والصاد مفتوحةجمع واصل ... ويمكن على الاحتمال الثاني ... نصب « الوصلة » على المدح ».
(٨) هكذا في « د ، ض » والوافي والوسائل ، وهو مقتضى السياق. وفي سائر النسخ والمطبوع : « والمتعاهدين ». وقال في مرآة العقول : « والمتعاهدين ، في أكثر النسخ بالنصبِ ، فيكون نصباً على المدح ».
(٩) في الوسائل : ـ / « للفقراء و ».
(١٠) فَشَت ، أي كَثُرت وانتشرت. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٤٩ ( فشا ).
(١١) الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل إطعام الطعام ، ح ٦١٩٧ ، بسنده آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، من قوله : « ويطعمون الطعام » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٦ ، ح ١٧٦٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩١ ، ح ٢٠٢٤٩ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٠٥ ، ح ٢٧.
٢٣١٢ / ٣٣. عَنْهُ ، عَنِ الْهَيْثَمِ النَّهْدِيِّ (١) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (٢) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَيُّ الْخِصَالِ بِالْمَرْءِ أَجْمَلُ؟
فَقَالَ : « وَقَارٌ بِلَا مَهَابَةٍ ، وَسَمَاحٌ بِلَا طَلَبِ مُكَافَأَةٍ ، وَتَشَاغُلٌ بِغَيْرِ مَتَاعِ الدُّنْيَا ». (٣)
٢٣١٣ / ٣٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي وَلاَّدٍ الْحَنَّاطِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام يَقُولُ : إِنَّ الْمَعْرِفَةَ بِكَمَالِ دِينِ الْمُسْلِمِ تَرْكُهُ الْكَلَامَ فِيمَا لَايَعْنِيهِ ، وَقِلَّةُ مِرَائِهِ (٤) ، وَحِلْمُهُ ، وَصَبْرُهُ ، وَحُسْنُ خُلُقِهِ ». (٥)
٢٣١٤ / ٣٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْبَهِكُمْ بِي؟ قَالُوا : بَلى
__________________
(١) الهيثم النهدي هو الهيثم بن أبيمسروق عبدالله النهدي ، كما في رجال النجاشي ، ص ٤٣٧ ، الرقم ١١٧٥. وروى أحمد بن محمّد بن خالد في المحاسن ، ص ١٤٤ ، ح ٤٧ عن الهيثم بن عبدالله النهدي ، فالضمير في « عنه » راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المصرّح باسمه في سند الحديث ٢٨.
(٢) في « بف » : « أصحابنا ».
(٣) الأمالي للصدوق ، ص ٢٨٩ ، المجلس ٤٨ ، ح ٨ ؛ والخصال ، ص ٩٢ ، باب الثلاثة ، ح ٣٦ ، بسند آخر عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن عبدالعزيز بن عمر ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبيعبدالله عليهالسلام. فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٥٤ الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٧ ، ح ١٧٦٨ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٦٧ ، ح ٢.
(٤) « المراء » : الجدال. والتماري والمماراة : المجادلة على مذهب الشكّ والريبة. ويقال للمناظرة : مماراة ؛ لأنّ كلّ واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمتري الحالبُ اللبن من الضرع. النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٢٢ ( مرا ). وفي الوافي : « المراء : المجادلة والاعتراض على كلام من غير غرض ديني ».
(٥) الخصال ، ص ٢٩٠ ، باب الخمسة ، ح ٥٠ ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن عيسى. الأمالي للمفيد ، ص ٣٤ ، المجلس ٤ ، ح ٩ ، بسند آخر عن أبيعبدالله ، عن أبيه ، عن عليّ بن الحسين عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتمام الرواية فيه : « من حسن إسلام المرء تركه الكلام فيما لا يعنيه ». تحف العقول ، ص ٢٧٩ ، عن عليّ بن الحسين عليهالسلام الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٧ ، ح ١٧٦٩ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩١ ، ح ٢٠٢٥٠ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٦١ ، ح ٦٤.
يَا رَسُولَ اللهِ (١) ، قَالَ : أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً ، وَأَلْيَنُكُمْ كَنَفاً (٢) ، وَأَبَرُّكُمْ بِقَرَابَتِهِ ، وَأَشَدُّكُمْ حُبّاًلِإِخْوَانِهِ فِي دِينِهِ ، وَأَصْبَرُكُمْ عَلَى الْحَقِّ ، وَأَكْظَمُكُمْ لِلْغَيْظِ ، وَأَحْسَنُكُمْ عَفْواً ، وَأَشَدُّكُمْ مِنْ نَفْسِهِ إِنْصَافاً فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ ». (٣)
٢٣١٥ / ٣٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، قَالَ : « مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِ الْإِنْفَاقُ عَلى قَدْرِ الْإِقْتَارِ ، وَالتَّوَسُّعُ (٤) عَلى قَدْرِ التَّوَسُّعِ ، وَإِنْصَافُ النَّاسِ (٥) ، وَابْتِدَاؤُهُ (٦) إِيَّاهُمْ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ ». (٧)
٢٣١٦ / ٣٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ أَصْلَبُ مِنَ الْجَبَلِ ، الْجَبَلُ (٨)
__________________
(١) هكذا في جميع النسخ والمصادر والشروح. وفي المطبوع : ـ / « رسول الله ».
(٢) « الكنف » : الجانب. وكنفا الطائر : جناحاه. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٢٤ ( كنف ).
قال في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٧٩ : « والينكم كنفاً ، أيلا يتأذّى من مجاورتهم ومجالستهم ومن ناحيتهم أحد ... وفي النهاية ، فيه : ألا اخبركم بأحبّكم إليّ وأقربكم منّي مَجالِسَ يوم القيامة؟ احاسنكم أخلاقاً ، الموطّؤون أكنافاً ، الذين يألفون ويؤلفون. هذا مثل ، وحقيقته من التوطئة ، وهي التمهيد والتذليل. وفراش وَطيء : لا يؤذي جنب النائم. والأكناف : الجوانب. أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكّن فيها من يصاحبهم ولا يتأذّى ». راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٠١ ( وطأ ) ، وراجع أيضاً : أساس البلاغة ، ص ٤١٩ ( لين ).
(٣) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ، ح ٥٧٦٢ ، ضمن وصايا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهمالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. تحف العقول ، ص ٤٨ ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفيهما مع اختلاف الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٧ ، ح ١٧٧٠ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٣ ، ح ٢٠٢٥٤ ؛ البحار ، ج ٦٩ ، ص ٣٠٦ ، ح ٢٨.
(٤) في « هـ » : « والوسع ».
(٥) في « ب ، ض ، هـ » وحاشية « ف ، بر » والوافي : + / « من نفسه ».
(٦) في « ب » : « وابتداء ».
(٧) تحف العقول ، ص ٢٨٢ الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٨ ، ح ١٧٧١ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٥٥ ، ح ١٥٦٣٢ ؛ وج ١٥ ، ص ١٩٢ ، ح ٢٠٢٥١ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٦١ ، ح ٦٥.
(٨) في البحار : ـ / « الجبل ».
يُسْتَقَلُّ (١) مِنْهُ ، وَالْمُؤْمِنُ لَايُسْتَقَلُّ مِنْ دِينِهِ شَيْءٌ ». (٢)
٢٣١٧ / ٣٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْمُؤْمِنُ حَسَنُ الْمَعُونَةِ ، خَفِيفُ الْمَؤُونَةِ ، جَيِّدُ التَّدْبِيرِ لِمَعِيشَتِهِ (٣) ، لَايُلْسَعُ (٤) مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ ». (٥)
٢٣١٨ / ٣٩. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَارِثِ (٦) :
__________________
(١) في « هـ » والوافي : « يستفلّ » في الموضعين. وفي البحار : « تستقلّ ». وفي مرآة العقول : « من القلّة ، أيينقص ويؤخذ منه بعضاً بالفأس والمعول ونحوهما ».
(٢) الكافي ، كتاب الجهاد ، باب كراهة التعرّض لما لا يطيق ، ح ٨٣٤٦ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٩ ، ح ٣٦٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. وفي صفات الشيعة ، ص ٣٠ ، ذيل ح ٤٢ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٥٥٧ ، ذيل ح ١ ، بسند آخر عن أبيعبدالله عليهالسلام. تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٠١ ، ذيل ح ١١١ ، عن أبيعبدالله عليهالسلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف الوافي ، ج ٥ ، ص ٨١٩ ، ح ٣٠٨٨ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٦٢ ، ح ٦٦.
(٣) في « ج » : « لعيشه ». وفي « هـ » : « للمعيشة ».
(٤) في الوسائل : + / « ولايلسع ». ولَسَعتْه العقرب والزنبور : وهو الضرب بالذَنَب واللَّدغ بالفم. و « الجُحْر » : ثقب الحيّة. وهو استعارة هاهنا ، أيلا يُدهى المؤمن من جهة واحدة مرّتين ؛ فإنّه بالاولى يعتبر. أساس البلاغة ، ص ٤٠٨ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٤٨ ( لسع ).
(٥) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٧٨ ، ح ٥٧٨٥ ؛ علل الشرائع ، ص ٤٩ ، ذيل الحديث الطويل ١ ، وفيهما مرسلاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هكذا : « لا يلسع المؤمن من جحر مرّتين » ؛ تنزيه الأنبياء عليهمالسلام ، ص ٧٤ ، مرسلاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتمام الرواية فيه : « لن يلدغ المؤمن من جحر مرّتين » ؛ الاختصاص ، ص ٢٤٥ ، مرسلاً عن الصادق عليهالسلام ، وتمام الرواية فيه : « لا يلسع العاقل من جحر مرّتين » الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٨ ، ح ١٧٧٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٣ ، ح ٢٠٢٥٥ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ٣٦٢ ، ح ٦٧.
(٦) لم نجد عنوان سهل بن الحارث في ما تتبّعنا من الأسناد وكتب الرجال ، والخبر رواه الشيخ الصدوق في الخصال ، ص ٨٢ ، ح ٧ ؛ وفي عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٥٢ ، ح ٩ ، بسنده عن محمّد بن أحمد [ بن يحيى بن عمران الأشعري ] قال : حدّثني سهل بن زياد ، عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا عليهالسلام ، قال : سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول.
فعليه ، الظاهر وقوع التحريف في ما نحن فيه ، والصواب « سهل ، عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا ».
عَنِ الدِّلْهَاثِ مَوْلَى الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُ الرِّضَا عليهالسلام يَقُولُ : « لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتّى يَكُونَ (١) فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ : سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ ، وَسُنَّةٌ مِنْ نَبِيِّهِ ، وَسُنَّةٌ مِنْ وَلِيِّهِ.
فَأَمَّا (٢) السُّنَّةُ (٣) مِنْ رَبِّهِ ، فَكِتْمَانُ (٤) سِرِّهِ ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) (٥)
وَأَمَّا السُّنَّةُ (٦) مِنْ نَبِيِّهِ ، فَمُدَارَاةُ النَّاسِ ؛ فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَمَرَ نَبِيَّهُ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِمُدَارَاةِ النَّاسِ ، فَقَالَ : ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ ) (٧)
وَأَمَّا السُّنَّةُ (٨) مِنْ وَلِيِّهِ ، فَالصَّبْرُ فِي (٩) الْبَأْسَاءِ (١٠) وَالضَّرَّاءِ (١١) ». (١٢)
__________________
يؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه الشيخ الصدوق في معاني الأخبار ، ص ١٨٤ ، ح ١ ؛ وفي الأمالي ، ص ٢٧٠ ، المجلس ٥٣ ، ح ٨ ، بسند آخر عن سهل بن زياد الآدمي عن مبارك مولى الرضا.
(١) في « ص ، هـ ، بر » : « تكون ».
(٢) في « بر » : « وأمّا ».
(٣) في « ض ، هـ » : + / « التي ».
(٤) في الخصال وصفات الشيعة والعيون : « كتمان ».
(٥) الجنّ (٧٢) : ٢٦ و ٢٧.
(٦) في « ض ، هـ » : + / « التي ».
(٧) الأعراف (٧) : ١٩٩. وفي « ب ، ج ، بس » ومرآة العقول : « بالمعروف ». قال في المرآة : « وأقول : روى الصدوق ـ قدسسره ـ في العيون هذا الخبر عن هذا الراوي ( وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) موجود فيه. وزاد في آخره أيضاً : قال الله عزّ وجلّ : ( وَالصّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرّاءِ ) [ البقرة (٢) : ١٧٧ ] وكأنّه سقط من النسّاخ ». وفي الأمالي والخصال وصفات الشيعة والعيون والمعاني : + / ( وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ).
(٨) في « ض ، هـ » : + / « التي ».
(٩) في « هـ » : « على ».
(١٠) « البأساء » : الشدّة. الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٠٧ ( بأس ).
(١١) في الأمالي والمعاني : + / « يقول الله عزّ وجلّ : ( وَالصّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرّاءِ ... وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ». وفي الخصال وصفات الشيعة والعيون : + / « فإنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( وَالصّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرّاءِ ) ». و « الضرّاء » : الزَّمانة والشدّة ، والنقص في الأموال والأنفس. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٠١ ( ضرر ).
(١٢) الخصال ، ص ٨٢ ، باب الثلاثة ، ح ٧ ؛ وصفات الشيعة ، ص ٣٧ ، ح ٦١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ، ح ٩ ، بسند آخر عن سهل بن زياد ، عن الحارث بن الدلهاث. وفي الأمالي للصدوق ، ص ٣٢٩ ، المجلس ٥٣ ، ح ٨ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٨٤ ، ح ١ ، بسند آخر عن سهل بن زياد الآدمي ، عن مبارك مولى الرضا عليهالسلام. تحف العقول ، ص ٤٤٢ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ١٦٨ ، ح ١٧٧٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٣ ، ح ٢٠٢٥٦ ؛ البحار ، ج ٢٤ ، ص ٣٩ ، ذيل ح ١٧ ؛ وج ٦٧ ، ص ٢٨٠ ، ذيل ح ٥.
١٠٠ ـ بَابٌ فِي (١) قِلَّةِ عَدَدِ الْمُؤْمِنِينَ (٢)
٢٣١٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشى ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « الْمُؤْمِنَةُ أَعَزُّ (٣) مِنَ الْمُؤْمِنِ ، وَ (٤) الْمُؤْمِنُ أَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ (٥) ؛ فَمَنْ رَأى مِنْكُمُ الْكِبْرِيتَ الْأَحْمَرَ؟ ». (٦)
٢٣٢٠ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « النَّاسُ كُلُّهُمْ بَهَائِمُ ـ ثَلَاثاً ـ إِلاَّ قَلِيلاً (٧) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْمُؤْمِنُ غَرِيبٌ (٨) ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ ». (٩)
٢٣٢١ / ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ (١٠)
__________________
(١) في « ض » ومرآة العقول : ـ / « في ».
(٢) في شرح المازندراني : « باب في قلّة المؤمن ».
(٣) عزّ الشيء : قلّ فلا يكاد يوجد ، فهو عزيز. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧١٢ ( عزز ).
(٤) في « ض » : ـ / « و ».
(٥) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٨٥ : « المشهور أنّ الكبريت الأحمر هو الجوهر الذي يطلبه أصحاب الكيميا ، وهو الإكسير ».
(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٧ ، ح ٢٩٣٧ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٩ ، ح ٣.
(٧) هكذا في حاشية « بج » ومرآة العقول عن بعض النسخ ، وهو الصواب. وفي معظم النسخ والمطبوع والمصادر : « قليل » ، ولاتساعده القواعد النحويّة. وفي « هـ » وحاشية « ض » : « القليل ».
(٨) في « ب ، ج ، د ، هـ ، بس » وحاشية « ض ، ف ، بف » وشرح المازندراني : « عزيز ».
(٩) بصائر الدرجات ، ص ٥٢٢ ، ذيل ح ١٣ ، بسنده آخر عن كامل التمّار ، مع اختلاف يسير. راجع : المحاسن ، ص ٢٧١ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٦٦ ؛ وص ٢٧٢ ، ح ٣٦٧ الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٧ ، ح ٢٩٣٨ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٩ ، ح ٤.
(١٠) في « هـ » : ـ / « عن ابن محبوب ». وهو سهو ؛ فقد توسّط [ الحسن ] بن محبوب بين إبراهيم بن هاشم
عَنِ (١) ابْنِ رِئَابٍ قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ لِأَبِي بَصِيرٍ : « أَمَا وَاللهِ ، لَوْ أَنِّي أَجِدُ مِنْكُمْ ثَلَاثَةَ (٢) مُؤْمِنِينَ يَكْتُمُونَ حَدِيثِي ، مَا اسْتَحْلَلْتُ أَنْ أَكْتُمَهُمْ (٣) حَدِيثاً ». (٤)
٢٣٢٢ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (٥) وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَقُلْتُ لَهُ : وَاللهِ (٦) مَا يَسَعُكَ الْقُعُودُ ، فَقَالَ (٧) : « وَ (٨) لِمَ يَا سَدِيرُ؟ » قُلْتُ : لِكَثْرَةِ مَوَالِيكَ وَشِيعَتِكَ وَأَنْصَارِكَ ؛ وَاللهِ لَوْ كَانَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام مَا لَكَ مِنَ الشِّيعَةِ وَالْأَنْصَارِ وَالْمَوَالِي ، مَا طَمِعَ فِيهِ تَيْمٌ وَلَا عَدِيٌّ ، فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، وَكَمْ عَسى (٩) أَنْ يَكُونُوا » (١٠) قُلْتُ : مِائَةَ أَلْفٍ ، قَالَ : « مِائَةَ أَلْفٍ؟! » قُلْتُ : نَعَمْ ، وَمِائَتَيْ أَلْفٍ ، قَالَ (١١) : « مِائَتَيْ أَلْفٍ؟! » قُلْتُ : نَعَمْ ، وَنِصْفَ الدُّنْيَا.
قَالَ : فَسَكَتَ عَنِّي ، ثُمَّ قَالَ : « يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ تَبْلُغَ مَعَنَا إِلى يَنْبُعَ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، فَأَمَرَ بِحِمَارٍ وَبَغْلٍ أَنْ يُسْرَجَا (١٢) ، فَبَادَرْتُ ، فَرَكِبْتُ الْحِمَارَ ، فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ،
__________________
وبين [ عليّ ] بن رئاب في غير واحدٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٣٩ ، ص ٣٥٩ ـ ٣٦١ ؛ وج ٢٣ ، ص ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ؛ وص ٢٧٠ ـ ٢٧١.
(١) في حاشية « بر » : + / « عليّ ».
(٢) في مرآة العقول : « ثلاثة ، إمّا بالتنوين و « مؤمنين » صفتها أو بالإضافة ، فمؤمنين تميز ».
(٣) في « ب » : « أن أكتم ».
(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٧ ، ح ٢٩٣٩ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٦٠ ، ح ٥.
(٥) في حاشية « بف » : + / « الصفّار » ، والظاهر أنّه تفسير لمحمّد بن الحسن.
(٦) في « ف » : ـ / « والله ».
(٧) في « ف ، بف » والبحار : « وقال ».
(٨) في البحار ، ج ٦٧ : ـ / « و ».
(٩) في « هـ » : « ترى ».
(١٠) في « ج ، ز » والوافي والبحار ، ج ٤٧ : « أن تكونوا ».
(١١) في « ج ، ز ، ف ، بر » والوافي : « فقال ». وفي « ض » والبحار : « فقال و ».
(١٢) في « ج » : « أن يسرّجا » بالتشديد.
تَرى (١) أَنْ تُؤْثِرَنِي بِالْحِمَارِ؟ » قُلْتُ : الْبَغْلُ أَزْيَنُ وَأَنْبَلُ (٢) ، قَالَ : « الْحِمَارُ أَرْفَقُ بِي (٣) ». فَنَزَلْتُ ، فَرَكِبَ الْحِمَارَ ، وَرَكِبْتُ (٤) الْبَغْلَ ، فَمَضَيْنَا ، فَحَانَتِ (٥) الصَّلَاةُ ، فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، انْزِلْ بِنَا نُصَلِّ (٦) ».
ثُمَّ قَالَ : « هذِهِ أَرْضٌ سَبِخَةٌ (٧) لَاتَجُوزُ (٨) الصَّلَاةُ فِيهَا » فَسِرْنَا حَتّى صِرْنَا إِلى أَرْضٍ حَمْرَاءَ ، وَنَظَرَ إِلى غُلَامٍ يَرْعى جِدَاءً ، فَقَالَ : « وَاللهِ يَا سَدِيرُ (٩) ، لَوْ كَانَ لِي شِيعَةٌ بِعَدَدِ هذِهِ الْجِدَاءِ ، مَا (١٠) وَسِعَنِي الْقُعُودُ » وَنَزَلْنَا وَصَلَّيْنَا ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الصَّلَاةِ ، عَطَفْتُ عَلَى (١١) الْجِدَاءِ ، فَعَدَدْتُهَا ، فَإِذَا هِيَ سَبْعَةَ عَشَرَ. (١٢)
٢٣٢٣ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :
قَالَ لِي عَبْدٌ صَالِحٌ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « يَا سَمَاعَةُ ، أَمِنُوا (١٣) عَلى فُرُشِهِمْ وَأَخَافُونِي (١٤) ، أَمَا وَاللهِ ، لَقَدْ كَانَتِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا (١٥) إِلاَّ وَاحِدٌ يَعْبُدُ اللهَ ، وَلَوْ كَانَ مَعَهُ غَيْرُهُ لَأَضَافَهُ اللهُ
__________________
(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « أترى ».
(٢) النُّبل ـ بالضمّ ـ : الذكاء والنجابة. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٩٩ ( نبل ).
(٣) في « هـ » : « لي ».
(٤) في « ف » : « فركبت ».
(٥) في « ج ، ز ، بف » وحاشية « بر » : « فجاءت ».
(٦) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع والبحار : « نصلّي ».
(٧) قال الخليل : « أرضٌ سَبِخَةٌ ، أي ذات ملح ونزّ » ، والنزّ : ما يتحلّب من الأرض من الماء ، وقال ابن الأثير : « هيالأرض التي تعلوها المُلُوحة ولا تكاد تنبت إلاّبعض الشجر ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٧٨٢ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣٣ ( سبخ ).
(٨) في « ص ، هـ ، بر » والبحار : « لا يجوز ».
(٩) في « هـ » : ـ / « يا سدير ».
(١٠) في « ز ، بف » : « لما ».
(١١) في « ب » : ـ / « على ». وفي « ج ، د ، ز ، ص ، ف ، هـ ، بر » والوافي والبحار : « إلى ».
(١٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٨ ، ح ٢٩٤٠ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٧٢ ، ح ٩٣ ؛ وج ٦٧ ، ص ١٦٠ ، ح ٦.
(١٣) في « ز » : « آمنوا ».
(١٤) في المرآة : « وأخافوني ، أي بالإذاعة وترك التقيّة. والضمير في « آمنوا » راجع إلى المدّعين للتشيّع الذين لم يطيعوا أئمّتهم ».
(١٥) « وما فيها » ، الواو حاليّة ، و « ما » نافية ، و « كانت » تامّة.
ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَيْهِ حَيْثُ يَقُولُ (١) : ( إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (٢) فَغَبَرَ (٣) بِذلِكَ مَا شَاءَ اللهُ.
ثُمَّ إِنَّ اللهَ آنَسَهُ بِإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ، فَصَارُوا ثَلَاثَةً ، أَمَا وَاللهِ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَقَلِيلٌ ، وَإِنَّ أَهْلَ الْكُفْرِ (٤) لَكَثِيرٌ (٥) ، أَتَدْرِي لِمَ ذَاكَ (٦)؟ » فَقُلْتُ : لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ : « صُيِّرُوا أُنْساً لِلْمُؤْمِنِينَ (٧) ، يَبُثُّونَ إِلَيْهِمْ مَا (٨) فِي صُدُورِهِمْ ، فَيَسْتَرِيحُونَ إِلى ذلِكَ ، وَيَسْكُنُونَ إِلَيْهِ ». (٩)
٢٣٢٤ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنِ النَّضْرِ ، عَنْ يَحْيى ، عَنْ (١٠) أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
__________________
(١) في « بر » : « قال ».
(٢) النحل (١٦) : ١٢٠.
(٣) في « ج » وحاشية « ب ، ص ، ض ، ف ، بر » والبحار وتفسير العيّاشي : « فصبر ». وفي « ز » : « فصير ». وفي « هـ » : « فعمل ». وفي مرآة العقول عن بعض النسخ : « فعبر ». و « غبر » ، أي مضى ، فهو الغابر ، أي الماضي وقد يكون بمعنى الباقي ، فهو من الأضداد ، وعن الأزهري : المعروف الكثير أنّ الغابر الباقي ، وقال غير واحد من الأئمّة : إنّه يكون بمعنى الماضي. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٥ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣٧ ( غبر ).
(٤) في الوافي : « يعني بهم من كان في زيّ المؤمنين وفي عدادهم ». وفي المرآة : « الكفر هنا مقابل الإيمانالكامل ».
(٥) في « ب ، د ، ص ، ض ، بس ، بف » ومرآة العقول والبحار : « كثير ».
(٦) في « ز ، ض ، هـ » ومرآة العقول : « ذلك ».
(٧) في شرح المازندراني : « للمؤمن ».
(٨) في « بف » : « عمّا ».
(٩) تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٧٤ ، ح ٨٤ ، عن سماعة بن مهران ، إلى قوله : « فصاروا ثلاثة » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٨ ، ح ٢٩٤١ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٣٧٣ ، ح ٩٤ ؛ وج ٦٧ ، ص ١٦٢ ، ح ٧.
(١٠) هكذا في حاشية « ض ، ف ». وفي النسخ والمطبوع : « بن ».
والصواب ما أثبتناه. والمراد من « النضر ، عن يحيى » هو « النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي » ؛ فإنّ النضر بن سويد روى كتاب يحيى الحلبي ، وروايته عنه في الأسناد كثيرة. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٥٠١ ، الرقم ٧٩٠ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٣٨٧ ـ ٣٨٩.
هذا ، وقد روى النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أبيخالد القمّاط ، عن حمران بن أعين ، في
قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَقَلَّنَا؟! لَوِ اجْتَمَعْنَا عَلى شَاةٍ مَا أَفْنَيْنَاهَا ، فَقَالَ : «أَلَا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذلِكَ؟ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ذَهَبُوا إِلاَّ ـ وَ (١) أَشَارَ بِيَدِهِ (٢) ـ ثَلَاثَةً».
قَالَ حُمْرَانُ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ (٣) ، مَا حَالُ عَمَّارٍ؟
قَالَ (٤) : « رَحِمَ اللهُ عَمَّاراً (٥) أَبَا الْيَقْظَانِ بَايَعَ وَقُتِلَ شَهِيداً ». فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : مَا شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنَ الشَّهَادَةِ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : « لَعَلَّكَ تَرى أَنَّهُ مِثْلُ الثَّلَاثَةِ ، أَيْهَاتَ أَيْهَاتَ (٦) ». (٧)
٢٣٢٥ / ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام يَقُولُ : « لَيْسَ كُلُّ مَنْ قَالَ (٨) بِوَلَايَتِنَا مُؤْمِناً ، وَلكِنْ جُعِلُوا (٩) أُنْساً لِلْمُؤْمِنِينَ (١٠) ». (١١)
__________________
المحاسن ، ص ٢٣٢ ، ح ١٨٣ ، والخبر تقدّم في الكافي ، ح ٢٢٢٤ بنفس السند. فراجع. وأمّا رواية محمّد بن اورمة عن النضر بن سويد ، فقد وردت في الكافي ، ح ٣٠٠٦ ؛ وكامل الزيارات ، ص ٣٢٢ ، ح ١٣.
(١) في حاشية « بر » : « وقد ».
(٢) يعني أشار عليهالسلام بثلاث أصابع من يده. والمراد بالثلاثة : سلمان وأبوذرّ ومقداد. وللمزيد راجع : رجال الكشّي ، ص ٨ ، ح ١٧ ؛ وص ١١ ، ح ٢٤.
(٣) في « ب » : « قلت » بدل « قال حمران : فقلت : جعلت فداك ».
(٤) في « د ، هـ » : « فقال ». وفي « ف » : + / « فقال ».
(٥) في « هـ » : + / « رضياللهعنه ».
(٦) في « ج » : « هيهات هيهات ». و « أيهات » : لغة في هيهات. ومعناها البعد. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٣٢ و ١٦٤٩ ( أيه ) و ( هيه ).
(٧) راجع : رجال الكشّي ، ص ١١ ، ح ٢٤ الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٩ ، ح ٢٩٤٣ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٣٤٤ ، ح ٥٤ ؛ وج ٦٧ ، ص ١٦٤ ، ح ٨.
(٨) في حاشية « ض ، بر » والبحار : « يقول ».
(٩) في « ز » : « جعل ».
(١٠) في « ف » : « للمسلمين ».
(١١) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٢٩ ، ح ٢٩٤٢ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٦٥ ، ح ٩.
١٠١ ـ بَابُ الرِّضَا بِمَوْهِبَةِ الْإِيمَانِ وَالصَّبْرِ عَلى كُلِّ شَيْءٍ بَعْدَهُ
٢٣٢٦ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (١) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « يَا عَبْدَ الْوَاحِدِ ، مَا يَضُرُّ (٢) رَجُلاً ـ إِذَا كَانَ عَلى ذَا (٣) الرَّأْيِ ـ مَا قَالَ النَّاسُ لَهُ وَلَوْ قَالُوا : مَجْنُونٌ ؛ وَمَا (٤) يَضُرُّهُ وَلَوْ كَانَ عَلى رَأْسِ جَبَلٍ يَعْبُدُ اللهَ حَتّى يَجِيئَهُ الْمَوْتُ ». (٥)
٢٣٢٧ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَاحِدٌ ، لَاسْتَغْنَيْتُ بِهِ (٦) عَنْ جَمِيعِ خَلْقِي ، وَلَجَعَلْتُ لَهُ مِنْ إِيمَانِهِ أُنْساً لَايَحْتَاجُ (٧) إِلى أَحَدٍ ». (٨)
٢٣٢٨ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
__________________
(١) في البحار : « العدّة ، عن البرقي ، عن أحمد بن محمّد ». وهو سهو واضح.
(٢) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٩٢ : « ما يضرّ ، ما نافية ، ويحتمل الاستفهام على الإنكار » ، وكذا في « ما يضرّه » حيث قال : « وهو أيضاً يحتمل الاستفهام ».
(٣) في « ذ ، هـ » : « هذا ». وفي المرآة : « على ذا الرأي ، أي على هذا الرأي ، وهو التشيّع ».
(٤) في « ز » : « ولا ».
(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤١ ، ح ٢٩٥٧ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٣ ، ح ١٢.
(٦) في « هـ » : ـ / « به ».
(٧) في المحاسن : + / « معه ». وفي المؤمن : + / « فيه ».
(٨) المحاسن ، ص ١٥٩ ، كتاب الصفوة ، ح ٩٩ ، بسند آخر عن أبيعبدالله عليهالسلام ؛ المؤمن ، ص ٣٦ ، ح ٨٠ ، عن أبيجعفر عليهالسلام ، وفيهما مع زيادة في أوّله. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من آذى المسلمين واحتقرهم ، ح ٢٧٣٥ ، بسند آخر عن أبيعبدالله عليهالسلام ، مع اختلاف ، وفي كلّها من دون الإسناد إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤١ ، ح ٢٩٥٦ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٤ ، ح ١٣.
أَبِي نَصْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسى ، عَنِ الْفُضَيْلِ (١) بْنِ يَسَارٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « مَا يُبَالِي (٢) مَنْ عَرَّفَهُ اللهُ هذَا الْأَمْرَ أَنْ يَكُونَ عَلى قُلَّةِ جَبَلٍ يَأْكُلُ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ حَتّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ ». (٣)
٢٣٢٩ / ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَا يَنْبَغِي (٤) لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَسْتَوْحِشَ إِلى أَخِيهِ فَمَنْ دُونَهُ (٥) ، الْمُؤْمِنُ عَزِيزٌ فِي دِينِهِ ». (٦)
٢٣٣٠ / ٥. عَنْهُ (٧) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ وَسَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلاَّ رَأْسُهُ عليهالسلام ، فَقَالَ : « يَا فُضَيْلُ ، إِنَّنِي (٨) كَثِيراً مَا أَقُولُ : مَا عَلى رَجُلٍ (٩) عَرَّفَهُ اللهُ هذَا الْأَمْرَ لَوْ كَانَ فِي (١٠)
__________________
(١) هكذا في النسخ والطبعة القديمة. وفي المطبوع : « فضيل ».
(٢) في « هـ » : « ماضرّ ». وفي المرآة : « ما يبالي ، خبر. أو المعنى : ينبغي أن لايبالي من عرّفه الله هذا الأمر ، أي دينالإماميّة ».
(٣) الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤١ ، ح ٢٩٥٨ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٤ ، ح ١٤.
(٤) في « ص ، ض ، هـ » : « لا ينبغي ».
(٥) في المرآة : « وأقول : في بعض النسخ : عمّن دونه ، وفي بعضها : عن دونه ، فهو صلة للاستيحاش ، أييأنس بأخيه مستوحشاً عمّن هو غيره ». وفي الوافي : « ضمَّن الاستيحاش معنى الاستيناس ، فعدّاه بـ « إلى ». وإنّما لاينبغي له ذلك لأنّه ذلّ ، فلعلّ أخاه الذي ليس في مرتبته لايرغب في صحبته ».
(٦) مصادقة الإخوان ، ص ٤٨ ، وفيه : « عن يونس بن عبدالرحمن ، عن كليب بن معاوية ، قال : سمعته يقول ... » الوافي ، ج ٥ ، ص ٧٤٣ ، ح ٢٩٦٣ ؛ البحار ، ج ٦٧ ، ص ١٥٠ ، ح ١٠.
(٧) الظاهر رجوع الضمير إلى عليّ بن إبراهيم المذكور في السند السابق ؛ فقد روى عليّ بن إبراهيم ، عن أحمدبن محمّد ، عن محمّد بن خالد في الكافي ، ح ١١٣٤ و ٥٧٣٦ و ١٥٢٥٢.
(٨) في « هـ » : « إنّي ».
(٩) في مرآة العقول : « ما ، في قوله : ما على رجل ، نافية ، أو استفهاميّة للإنكار. وحاصلهما واحد ، أيلا ضرر أو لا وحشة عليه ».
(١٠) في « ب » : « على ».