الكافي - ج ٣

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٣

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٩١

الْمُسْلِمَ ، فَصَافَحَهُ ، وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ فِي أَصَابِعِهِ (١) إِلاَّ تَنَاثَرَتْ عَنْهُمَا ذُنُوبُهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ (٢) الْوَرَقُ مِنَ (٣) الشَّجَرِ فِي الْيَوْمِ الشَّاتِي (٤) ». (٥)

٢٠٩٧ / ٦ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « يَا مَالِكُ ، أَنْتُمْ شِيعَتُنَا؟! أَلَاتَرى (٦) أَنَّكَ تُفْرِطُ (٧) فِي أَمْرِنَا ، إِنَّهُ لَا يُقْدَرُ (٨) عَلى صِفَةِ اللهِ ، فَكَمَا لَايُقْدَرُ (٩) عَلى صِفَةِ اللهِ ، كَذلِكَ (١٠) لَايُقْدَرُ (١١) عَلى صِفَتِنَا ؛ وَكَمَا لَايُقْدَرُ (١٢) عَلى صِفَتِنَا ، كَذلِكَ لَايُقْدَرُ (١٣) عَلى صِفَةِ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَلْقَى الْمُؤْمِنَ فَيُصَافِحُهُ ، فَلَا يَزَالُ اللهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا وَالذُّنُوبُ تَتَحَاتُّ عَنْ وُجُوهِهِمَا كَمَا يَتَحَاتُّ (١٤) الْوَرَقُ مِنَ (١٥) الشَّجَرِ حَتّى يَفْتَرِقَا ، فَكَيْفَ يُقْدَرُ (١٦) عَلى صِفَةِ مَنْ هُوَ كَذلِكَ ». (١٧)

__________________

(١) في المرآة : « كأنّ المراد بالتشبيك هنا أخذ أصابعه بأصابعه ، فإنّهما تشبهان الشبكة ، لا إدخال الأصابع في‌الأصابع كما زعم ».

(٢) في « ص ، بف » : « تتناثر ». وفي « بر » : « تناثر ».

(٣) في الوسائل : « عن ».

(٤) « الشاتي » ، أي شديد البرد. راجع : المصباح المنير ، ص ٣٠٥ ( شتو ).

(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٠٨ ، ح ٢٦٨٧ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٢٤ ، ح ١٦١٤٧ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٢٥ ، ح ١٥.

(٦) في « ب ، ص ، بس » ومرآة العقول : « لاترى » بدون الهمزة.

(٧) لكلّ من الإفعال والتفعيل وجه. راجع : الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٣ ؛ مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٦٥.

(٨) في « بر » : « لا تقدر ».

(٩) في « بر » : « لا تقدر ».

(١٠) في الوافي : « فكذلك ».

(١١) في « بر » : « لا تقدر ».

(١٢) في « ف ، بر » : « لا تقدر ».

(١٣) في « ف ، بر » : « لا تقدر ».

(١٤) في « بر ، بس ، بف » : « تتحاتّ ».

(١٥) في « ب ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر » والوافي والبحار : « عن ».

(١٦) في « بر » : « تقدر ».

(١٧) المحاسن ، ص ١٤٣ ، كتاب الصفوة ، ح ٤١ ؛ وفضائل الشيعة ، ص ٣٨ ، ح ٣٧ ، بسند آخر عن مالك الجهني. المؤمن ، ص ٣٠ ، ح ٥٦ ، عن مالك الجهني ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. ثواب الأعمال ، ص ٢٢٣ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مع اختلاف. مصادقة الإخوان ، ص ٥٨ ، ح ١ ، مرسلاً عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٢ ، ح ٢٦٩٩ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٢٦ ، ح ١٦.

٤٦١

٢٠٩٨ / ٧ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ (١) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

زَامَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَحَطَطْنَا الرَّحْلَ (٢) ، ثُمَّ مَشى قَلِيلاً ، ثُمَّ جَاءَ فَأَخَذَ (٣) بِيَدِي (٤) ، فَغَمَزَهَا غَمْزَةً شَدِيدَةً ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَوَمَا كُنْتُ مَعَكَ فِي الْمَحْمِلِ؟

فَقَالَ : « أَمَا (٥) عَلِمْتَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا جَالَ جَوْلَةً ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ أَخِيهِ ، نَظَرَ اللهُ إِلَيْهِمَا بِوَجْهِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ مُقْبِلاً عَلَيْهِمَا بِوَجْهِهِ ، وَ (٦) يَقُولُ لِلذُّنُوبِ : تَحَاتَّ (٧) عَنْهُمَا (٨) ، فَتَتَحَاتُّ (٩) يَا أَبَا حَمْزَةَ ، كَمَا يَتَحَاتُّ (١٠) الْوَرَقُ عَنِ (١١) الشَّجَرِ ، فَيَفْتَرِقَانِ وَمَا عَلَيْهِمَا مِنْ ذَنْبٍ ». (١٢)

٢٠٩٩ / ٨ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِّ الْمُصَافَحَةِ (١٣) ، فَقَالَ : « دَوْرُ نَخْلَةٍ ». (١٤)

٢١٠٠ / ٩ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمْرٍ والْأَفْرَقِ (١٥) ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :

__________________

(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والطبعة القديمة. وفي المطبوع : « فضيل ».

(٢) « الرَّحْلُ » : كلّ شي‌ء يعدّ للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير وحِلْس ، وهو ما يوضع على ظهر الدابّة تحت‌السرج أو الرحل. ورحل الشخص : مأواه في الحضر ، ثمّ اطلق على أمتعة المسافر ؛ لأنّها هناك مأواه. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٢٢ ( رحل ).

(٣) في « ب » : « وأخذ ».

(٤) في الوسائل : « يدي ».

(٥) في حاشية « ج » والوسائل والبحار : « أوما ».

(٦) في « بس » : ـ / « و ».

(٧) هكذا في « ج ، ض ، بر » والوسائل والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : « تتحاتّ ».

(٨) في « ب » : ـ / « عنهما ».

(٩) في « ج » : « فيتحاتّ ». وفي حاشية « ض » : « فتحاتّ » بحذف إحدى التاءين.

(١٠) في « ج ، بر ، بس » : « تتحاتّ ».

(١١) في الوسائل : « من ».

(١٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٠٩ ، ح ٢٦٨٨ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٢٤ ، ح ١٦١٤٨ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٢٧ ، ح ١٧.

(١٣) في الوافي : « اريد بحدّ المصافحة حدّ تجديدها ».

(١٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٠٩ ، ح ٢٦٨٩ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٢٣ ، ح ١٦١٤٥ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٢٧ ، ح ١٨.

(١٥) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف ، جر » وحاشية « ص » وهامش المطبوع والوسائل والبحار.

٤٦٢

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا تَوَارى (١) أَحَدُهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ بِشَجَرَةٍ (٢) ، ثُمَّ الْتَقَيَا ، أَنْ يَتَصَافَحَا ». (٣)

٢١٠١ / ١٠ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (٤) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنّى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَيْدٍ (٥) ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ (٦) وَلْيُصَافِحْهُ ، فَإِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَكْرَمَ بِذلِكَ الْمَلَائِكَةَ ؛ فَاصْنَعُوا صُنْعَ (٧) الْمَلَائِكَةِ ». (٨)

٢١٠٢ / ١١ عَنْهُ (٩) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ عَمْرِو‌

__________________

وفي « ص » والمطبوع : « عمرو بن الأفرق ».

وقد روى محمّد بن سنان عن عمرو الأفرق الخيّاط عن أبي عبيدة الحذّاء في المحاسن ، ص ٢٨٣ ، ح ٤١٦. وروى عن عمرو ( عمر ـ خ ل ) الأفرق عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه‌السلام في الأمالي للمفيد ، ص ١٢ ، ح ١٠.

هذا ، وقد عُدَّ عمرو الأفرق في رجال البرقي ، ص ٣٦ من أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام ، كما عُدَّ عمرو بن خالد الأفرق الحنّاط من أصحابه عليه‌السلام في رجال الطوسي ، ص ٢٤٩ ، الرقم ٣٤٩٢. والنجاشي ذكر عُمَرَ بن خالد الحنّاط الأفرق في رجاله ، ص ٢٨٦ ، الرقم ٧٦٤ ، وقال : « روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام ».

والظاهر أنّ المحكيّ بهذه العناوين ليس إلاّواحداً ، وأنَّ التحريف واقع في أحد العنوانين : « عمرو » و « عمر » ؛ وفي أحد اللقبين : « الخيّاط » و « الحنّاط ».

(١) في « ف » : « يواري ».

(٢) في الوسائل : « شجرة ».

(٣) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٠ ، ح ٢٦٩٠ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٦١٤٩ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٢٨ ، ح ١٩.

(٤) في « ب » : « بعض أصحابنا ».

(٥) في « ج ، د ، بس » وحاشية « ص ، ض ، ف ، بر » : « يزيد ». والظاهر أنّه سهو ؛ فقد روى محمّد بن المثنّى ، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد الجُهني ، في الأمالي للطوسي ، ص ٤١٣ ، المجلس ١٤ ، ح ٩٢٧. وعثمان بن زيد الجُهني مذكور في رجال الطوسي ، ص ٢٥٩ ، الرقم ٣٦٨٧ ؛ وص ٢٩٠ ، الرقم ٤٢١٧.

(٦) في « ب ، ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس » والوافي والبحار : ـ / « عليه ».

(٧) في المصادقة : « بصنع ».

(٨) مصادقة الإخوان ، ص ٥٨ ، ح ٢ ، مرسلاً عن جابر ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٠ ، ح ٢٦٩١ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٦١٣٤ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٢٨ ، ح ٢٠.

(٩) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق.

٤٦٣

بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِذَا (١) الْتَقَيْتُمْ (٢) فَتَلَاقَوْا بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّصَافُحِ ، وَإِذَا (٣) تَفَرَّقْتُمْ فَتَفَرَّقُوا (٤) بِالِاسْتِغْفَارِ ». (٥)

٢١٠٣ / ١٢. عَنْهُ (٦) ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ جَدِّهِ (٧) مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ رَزِينٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا غَزَوْا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَمَرُّوا (٨) بِمَكَانٍ كَثِيرِ الشَّجَرِ ، ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى الْفَضَاءِ (٩) ، نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ فَتَصَافَحُوا ». (١٠)

٢١٠٤ / ١٣. عَنْهُ (١١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْجَهْمِ الْهِلَالِيِّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا صَافَحَ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ ، فَالَّذِي يَلْزَمُ التَّصَافُحَ أَعْظَمُ أَجْراً‌

__________________

(١) في « ص » : « إذ ».

(٢) في الأمالي : « تلاقيتم ».

(٣) في « ض ، ف » : « فإذا ».

(٤) في « ب » : « تفارقوا ». وفي حاشية « بف » : « إذا تفارقتم فتفارقوا ». وقوله : « بالاستغفار » يعني بأن تقولوا : غفر الله لك مثلاً.

(٥) الأمالي للطوسي ، ص ٢١٥ ، المجلس ٨ ، ح ٢٤ ، بسنده عن سيف بن عميرة الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٠ ، ح ٢٦٩٢ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٦١٣٥ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٢٨ ، ح ٢١.

(٦) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

(٧) في « ز ، ف » وحاشية « ص ، بر » : + / « الحسن بن راشد عن ».

ووقوع السهو في هذه النسخ واضح ؛ فإنّ موسى بن القاسم ، هو موسى بن القاسم بن معاوية بن وَهْب البجلي. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٠٥ ، الرقم ١٠٧٣ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٤٥٣ ، الرقم ٧١٨.

وكأنّ قد اشتبه موسى بن القاسم بالقاسم بن يحيى الراوي عن جدّه الحسن بن راشد ، كثيراً ، فتأمّل. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٦٦.

(٨) في « ف » والبحار : « ثمّ مرّوا ».

(٩) « الفضاء » : الخالي الفارغ الواسع من الأرض. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٥٦ ( فضا ).

(١٠) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٠ ، ح ٢٦٩٣ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٢٥ ، ح ١٦١٥٠ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٢٨ ، ح ٢٢.

(١١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد.

٤٦٤

مِنَ الَّذِي يَدَعُ ، أَلَا وَإِنَّ الذُّنُوبَ لَتَتَحَاتُّ (١) فِيمَا بَيْنَهُمْ (٢) حَتّى لَايَبْقى ذَنْبٌ ». (٣)

٢١٠٥ / ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ بِوَجْهٍ قَاطِبٍ (٤) ، فَقُلْتُ : مَا الَّذِي غَيَّرَكَ لِي؟

قَالَ : « الَّذِي غَيَّرَكَ لِإِخْوَانِكَ ، بَلَغَنِي يَا إِسْحَاقُ أَنَّكَ أَقْعَدْتَ بِبَابِكَ بَوَّاباً يَرُدُّ عَنْكَ (٥) فُقَرَاءَ الشِّيعَةِ ».

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي خِفْتُ الشُّهْرَةَ.

فَقَالَ (٦) : « أَفَلَا خِفْتَ (٧) الْبَلِيَّةَ؟ أَوَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا فَتَصَافَحَا ، أَنْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الرَّحْمَةَ عَلَيْهِمَا (٨) ، فَكَانَتْ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ (٩) لِأَشَدِّهِمَا حُبّاً لِصَاحِبِهِ ، فَإِذَا تَوَافَقَا (١٠) غَمَرَتْهُمَا الرَّحْمَةُ ، فَإِذَا (١١) قَعَدَا يَتَحَدَّثَانِ (١٢) ،

__________________

(١) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي « ج » والمطبوع : « ليتحاتّ ».

(٢) في الوافي : « بينهما ».

(٣) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١١ ، ح ٢٦٩٤ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٤٣ ، ح ١٥٨٨٩ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٢٨ ، ح ٢٣.

(٤) قطب يَقْطِبُ قَطْباً وقطوباً فهو قاطب وقَطوب : زوى ما بين عينيه وكلح كما يفعله العَبوس ، كقطّب. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٥ ؛ النهاية ، ج ٤ ، ص ٧٩ ( قطب ).

(٥) في حاشية « ز » : + / « من يرد من ».

(٦) في « د ، ص ، بر ، بف » والوافي والوسائل والبحار ، ج ٧٦ : « قال ».

(٧) في « ف » : « فلا خفت » بدون الهمزة.

(٨) في « ز » : « عليهما الرحمة ». وفي البحار ، ج ٥٩ : « عليها ».

(٩) هكذا في الوافي. وهو الصحيح. وفي النسخ والمطبوع : « تسعين ». وفي مرآة العقول : « كأنّ الأنسب : تسعون ، كما في بعض نسخ الحديث. وفي نسخ الكتاب : وتسعين ، فالواو بمعنى مع. وليس في بعض الروايات : « فكانت » فيستقيم من غير تكلّف ».

(١٠) في الوافي : « تعانقا ». وفي الوسائل والبحار : « تواقفا ».

(١١) في « ب ، ج ، د ، ز ، ض ، ف ، بر » والوافي والوسائل والبحار ، ج ٥٩ و ٧٦ : « وإذا ». وفي البحار ، ج ٥ : « إذا ».

(١٢) في « ب ، ج ، د ، ص » وحاشية « ض » والوسائل : « يتحادثان ».

٤٦٥

قَالَ (١) الْحَفَظَةُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ : اعْتَزِلُوا بِنَا ، فَلَعَلَّ (٢) لَهُمَا سِرّاً وَقَدْ سَتَرَ (٣) اللهُ عَلَيْهِمَا؟ ».

فَقُلْتُ : أَلَيْسَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (٤)؟

فَقَالَ : « يَا إِسْحَاقُ ، إِنْ كَانَتِ الْحَفَظَةُ لَاتَسْمَعُ ، فَإِنَّ عَالِمَ السِّرِّ (٥) يَسْمَعُ وَيَرى ». (٦)

٢١٠٦ / ١٥. عَنْهُ (٧) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ مُحْرِزٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا صَافَحَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رَجُلاً قَطُّ ، فَنَزَعَ (٨) يَدَهُ (٩) حَتّى يَكُونَ (١٠) هُوَ الَّذِي يَنْزِعُ (١١) يَدَهُ (١٢) مِنْهُ (١٣) ». (١٤)

٢١٠٧ / ١٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ لَايُوصَفُ ، وَكَيْفَ يُوصَفُ‌

__________________

(١) في « د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوسائل والبحار : « قالت ».

(٢) في الوسائل : « لعلّ ».

(٣) في « ب » : « ستّر » بالتشديد. وفي البحار ، ج ٥٩ : « ستره ».

(٤) ق (٥٠) : ١٨.

(٥) في « ز » ومرآة العقول : + / « يعلم و ».

(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١١ ، ح ٢٦٩٥ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٢٩ ، ح ١٦١٦٢ ؛ وفي البحار ، ج ٥ ، ص ٣٢١ ، ح ١ ، من قوله : « فإذا قعدا يتحدّثان » ؛ وفيه ، ج ٥٩ ، ص ١٨٩ ، ح ٤٢ ، من قوله : « أنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا » ؛ وج ٧٦ ، ص ٢٩ ، ح ٢٤.

(٧) الضمير راجع إلى سهل بن زياد المذكور في السند السابق ؛ فقد روى هو عن إسماعيل بن مهران في عددٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٨ ، ص ٥٠٧ ـ ٥٠٨.

(٨) في « ف » : « فينزع ». ونزع الشي‌ء : جذبه من مقرّه ، كنَزْع القَوس عن كَبِده. ويستعمل ذلك في الأعراض. المفردات للراغب ، ص ٧٩٨ ( نزع ).

(٩) في الكافي ، ح ١٤٩٩٠ : + / « من يده ».

(١٠) في الكافي ، ح ١٤٩٩٠ : + / « الرجل ».

(١١) في حاشية « ج ، ض ، بر » : « هو النازع ». وفي حاشية « ص » : « نزع ».

(١٢) في « د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل : ـ / « يده ».

(١٣) في « ب ، بس » : « عنه ».

(١٤) الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن ح ١٤٩٩٠ ، بسند آخر الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٢ ، ح ٢٦٩٦ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٤٤ ، ح ١٥٨٩٠ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٩ ، ح ٨٢ ؛ وج ٧٦ ، ص ٣٠ ، ح ٢٥.

٤٦٦

وَقَالَ (١) فِي كِتَابِهِ : ( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) (٢)؟ فَلَا يُوصَفُ بِقَدَرٍ (٣) إِلاَّ كَانَ أَعْظَمَ مِنْ ذلِكَ.

وَإِنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَايُوصَفُ ، وَكَيْفَ يُوصَفُ عَبْدٌ احْتَجَبَ اللهُ (٤) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِسَبْعٍ (٥) ، وَجَعَلَ طَاعَتَهُ فِي الْأَرْضِ كَطَاعَتِهِ فِي السَّمَاءِ (٦) ، فَقَالَ : ( وَ (٧) ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (٨) وَمَنْ أَطَاعَ هذَا فَقَدْ أَطَاعَنِي ، وَمَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَانِي ، وَفَوَّضَ إِلَيْهِ؟

وَإِنَّا لَانُوصَفُ ، وَكَيْفَ يُوصَفُ قَوْمٌ رَفَعَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَهُوَ الشَّكُّ (٩)

وَالْمُؤْمِنُ لَايُوصَفُ (١٠) ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَلْقى أَخَاهُ ، فَيُصَافِحُهُ ، فَلَا يَزَالُ اللهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا ، وَالذُّنُوبُ تَتَحَاتُّ عَنْ وُجُوهِهِمَا كَمَا يَتَحَاتُّ (١١) الْوَرَقُ عَنِ (١٢) الشَّجَرِ ». (١٣)

__________________

(١) في « ب ، بف » والكافي ، ح ٢٨٣ : « وقد قال ».

(٢) الأنعام (٦) : ٩١ ؛ الحجّ (٢٢) : ٧٤ ؛ الزمر (٣٩) : ٦٧.

(٣) في « ب ، بس » وحاشية « ص » ومرآة العقول والبحار والتوحيد : « بقدرة ».

(٤) لقوله عليه‌السلام : « احتجب الله » وجوه ، عدّها المجلسي أربعة ، أوّلها ما قاله الفيض في الوافي ، حيث قال : « قد ورد في‌الحديث أنّ لله‌سبعين ألف حجاب من نور وظلمة ، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره. وعلى هذا فيحتمل أن يكون معنى قوله عليه‌السلام : « احتجب الله بسبع » أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد ارتفع الحجب بينه وبين الله سبحانه حتّى بقي من السبعين ألف سبع ». وقال في رابعها : « الرابع أن يقرأ الجلالة بالنصب ، أي احتجب مع الله عن الخلق فوق سبع سماوات ، أو سبعة حجب بعد السماوات فكلّمه الله وناجاه هناك ، وفيه بُعدٌ لفظاً ». راجع : شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٥٧ ؛ الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٤ ؛ مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٧٢.

(٥) في حاشية « ج » : + / « سماوات ».

(٦) في « ب ، ج ، بف » والوافي : ـ / « في السماء ». وفي المؤمن : « كيف يوصف عبد رفعه الله عزّ وجلّ إليه ، وقرّبه‌منه ، وجعل طاعته في الأرض كطاعته » بدل « كيف يوصف ـ إلى ـ في السماء ».

(٧) في « ج ، د ، ز ، ص ، بر ، بف » والوافي : ـ / « و ».

(٨) الحشر (٥٩) : ٧.

(٩) في المؤمن : « الشرك ».

(١٠) في حاشية « ز » : + / « وكيف يوصف ».

(١١) في « ض » : « تتحاتّ ». وفي « بر » : « تحاتّ » بحذف إحدى التاءين.

(١٢) في « بر » : « من ».

(١٣) الكافي ، كتاب التوحيد ، باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى ، ح ٢٨٣ ؛ والتوحيد ، ص ١٢٧ ، ح ٦ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، إلى قوله : « إلاّ كان أعظم من ذلك ». المؤمن ، ص ٣٠ ، ح ٥٥ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٣ ، ح ٢٧٠٠ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢١٨ ، ح ١٦١٢٩ ، من قوله : « المؤمن لا يوصف » ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٣٠ ، ح ٢٦.

٤٦٧

٢١٠٨ / ١٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ (١) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا (٢) الْتَقَى الْمُؤْمِنَانِ فَتَصَافَحَا ، أَقْبَلَ اللهُ بِوَجْهِهِ عَلَيْهِمَا ، وَتَتَحَاتُّ (٣) الذُّنُوبُ عَنْ وُجُوهِهِمَا حَتّى يَفْتَرِقَا ». (٤)

٢١٠٩ / ١٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « تَصَافَحُوا ؛ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِالسَّخِيمَةِ (٥) ». (٦)

٢١١٠ / ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَقِيَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حُذَيْفَةَ ، فَمَدَّ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَدَهُ ، فَكَفَّ (٧) حُذَيْفَةُ يَدَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يَا حُذَيْفَةُ ، بَسَطْتُ يَدِي إِلَيْكَ ، فَكَفَفْتَ يَدَكَ عَنِّي؟ فَقَالَ (٨) حُذَيْفَةُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، بِيَدِكَ الرَّغْبَةُ (٩) ، وَلكِنِّي كُنْتُ جُنُباً ، فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ تَمَسَّ يَدِي يَدَكَ وَأَنَا جُنُبٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ الْمُسْلِمَيْنِ إِذَا (١٠) الْتَقَيَا ، فَتَصَافَحَا ، تَحَاتَّتْ ذُنُوبُهُمَا كَمَا يَتَحَاتُّ (١١)

__________________

(١) في « ز » : + / « الحذّا ».

(٢) في « ص » : « إذ ». وفي « ف » : « إن ».

(٣) في « ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي : « تحاتّت ».

(٤) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٠٨ ، ح ٢٦٨٦ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢١٨ ، ح ١٦١٢٧ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٣٢ ، ح ٢٧.

(٥) « السخيمة » : الحقد والضغينة والموجِدَة في النفس. لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٨٢ ( سخم ).

(٦) تحف العقول ، ص ٣٦٠ الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٠٧ ، ح ٢٦٨١ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢١٩ ، ح ١٦١٣١ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٣٢ ، ح ٢٨.

(٧) في الوسائل : « وكفّ ».

(٨) في البحار ، ج ٧٦ : + / « يا ».

(٩) في المرآة : « بيدك الرغبة ، كأنّ الباء بمعنى « في » أي يرغب جميع الخلق في مصافحة يدك الكريمة. وقيل : الباء للسببيّة ، والرغبة بمعنى المرغوب ، أي يحصل بسبب يدك مرغوب الخلائق ، وهو الجنّة. وهو تكلّف بعيد ».

(١٠) في « ص » : « إذ ».

(١١) في « ج ، ص » : « تتحاتّ ». وفي « ض » : « تحاتّ » بحذف إحدى التاءين.

٤٦٨

وَرَقُ (١) الشَّجَرِ ». (٢)

٢١١١ / ٢٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَايَقْدِرُ أَحَدٌ قَدْرَهُ ، وَكَذلِكَ لَايَقْدِرُ قَدْرَ نَبِيِّهِ ، وَكَذلِكَ لَايَقْدِرُ قَدْرَ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنَّهُ لَيَلْقى أَخَاهُ ، فَيُصَافِحُهُ ، فَيَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمَا ، وَالذُّنُوبُ تَتَحَاتُّ (٣) عَنْ وُجُوهِهِمَا حَتّى يَفْتَرِقَا ، كَمَا يَتَحَاتُّ (٤) الرِّيحَ الشَّدِيدَةَ الْوَرَقُ عَنِ الشَّجَرِ ». (٥)

٢١١٢ / ٢١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ رِفَاعَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مُصَافَحَةُ الْمُؤْمِنِ أَفْضَلُ مِنْ مُصَافَحَةِ الْمَلَائِكَةِ ». (٦)

٧٩ ـ بَابُ الْمُعَانَقَةِ‌

٢١١٣ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ‌

__________________

(١) في « ف » : « الورق عن ».

(٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٢ ، ح ٢٦٩٧ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٦١٣٦ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٩ ، ح ٨٣ ؛ وج ٧٦ ، ص ٣٢ ، ح ٢٩.

(٣) في ثواب الأعمال : « تحاتّ ». وفي المصادقة : « تحاطّ ».

(٤) هكذا في « بس ، بر ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « تتحاتّ ». وفي الوافي : « تحاتّ » بحذف إحدى التاءين. وفي ثواب الأعمال والمصادقة : « تحطّ ». وفي مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : كما تتحاتّ ، الظاهر : كما تحتّ ، كما في ثواب الأعمال ؛ فإنّ التحاتّ لازم ، إلاّ أن يتكلّف بنصب الريح على الظرفيّة الزمانيّة بتقدير مضاف ، أي يوم الريح. ورفع الورق ، بالفاعليّة ».

(٥) ثواب الأعمال ، ص ٢٢٣ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن بكر بن محمّد ، مع اختلاف يسير. مصادقة الإخوان ، ص ٥٨ ، ح ١ ، مرسلاً عن إسحاق بن عمّار الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٢ ، ح ٢٦٩٨ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٢١ ، ح ١٦١٣٧ ، من قوله : « لا يقدر قدر المؤمن إنّه ليلقى أخاه » ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٣٣ ، ح ٣٠.

(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٠٧ ، ح ٢٦٨٠ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢١٩ ، ح ١٦١٣٠ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٣٣ ، ح ٣١.

٤٦٩

بَزِيعٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ (١) أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهما‌السلام ، قَالَا (٢) : « أَيُّمَا مُؤْمِنٍ خَرَجَ (٣) إِلى أَخِيهِ يَزُورُهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ (٤) ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ (٥) حَسَنَةً ، وَمُحِيَتْ (٦) عَنْهُ سَيِّئَةٌ ، وَرُفِعَتْ لَهُ دَرَجَةٌ ، وَإِذَا (٧) طَرَقَ الْبَابَ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، فَإِذَا الْتَقَيَا وَتَصَافَحَا وَتَعَانَقَا ، أَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِمَا بِوَجْهِهِ ، ثُمَّ بَاهى (٨) بِهِمَا الْمَلَائِكَةَ ، فَيَقُولُ : انْظُرُوا إِلى عَبْدَيَّ تَزَاوَرَا وَتَحَابَّا فِيَّ ، حَقٌّ (٩) عَلَيَّ أَلاَّ أُعَذِّبَهُمَا بِالنَّارِ (١٠) بَعْدَ هذَا (١١) الْمَوْقِفِ ، فَإِذَا انْصَرَفَ شَيَّعَهُ (١٢) الْمَلَائِكَةُ (١٣) عَدَدَ (١٤) نَفَسِهِ وَخُطَاهُ وَكَلَامِهِ ، يَحْفَظُونَهُ (١٥) مِنْ (١٦) بَلَاءِ الدُّنْيَا وَبَوَائِقِ (١٧) الْآخِرَةِ إِلى مِثْلِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ (١٨) مِنْ قَابِلٍ ، فَإِنْ مَاتَ فِيمَا بَيْنَهُمَا أُعْفِيَ مِنَ الْحِسَابِ ، وَإِنْ كَانَ الْمَزُورُ يَعْرِفُ‌

__________________

(١) في « ز ، ص ، ض » : « أو ».

(٢) في « ج ، ز ، ص ، ض ، ف » : « قال ».

(٣) في « بس » : « يخرج ».

(٤) في المرآة : « كأنّ المراد بعرفان حقّه أن يعلم فضله وأنّ له حقّ الزيارة والرعاية والإكرام ، فيرجع إلى أنّه زاره‌لذلك وأنّ الله تعالى جعل له حقّاً عليه ، لا للأغراض الدنيويّة ».

(٥) « الخُطوة » بالضمّ : ما بين القدمين. لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٣١ ( خطا ).

(٦) في حاشية « بف » : « ومحا ».

(٧) في « ب ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بف » والوسائل والبحار : « فإذا ».

(٨) في « ص » : + / « الله ».

(٩) يمكن قراءته على بناء الماضي.

(١٠) في « ج ، د ، ف ، بس » : ـ / « بالنار ». وفي « ض » وحاشية « بر » : « في النار ».

(١١) في « ج ، د ، ص ، ف ، بس » وحاشية « ض ، بر » والبحار : « ذا ». وفي الوسائل : « ذلك ».

(١٢) في « ز » : « شيّعته ».

(١٣) في « ب ، ج ، ص ، ض ، ف » والبحار : « ملائكة ».

(١٤) في مرآة العقول : « بعدد ».

(١٥) في « بر » : « تحفظونه ».

(١٦) في البحار : « عن ».

(١٧) « البائقة » : النازلة ، وهي الداهية والشرّ الشديد. وجمعها : بوائق. المصباح المنير ، ص ٦٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٥٦ ( بوق ).

(١٨) في المرآة : « كأنّ ذكر الليلة لأنّ العرب تضبط التواريخ بالليالي ، أو إيماء إلى أنّ الزيارة الكاملة هي أن يتمّ عنده‌إلى الليل ؛ وقيل : لأنّهم كانوا للتقيّة يتزاورون بالليل ».

٤٧٠

مِنْ حَقِّ الزَّائِرِ مَا عَرَفَهُ الزَّائِرُ مِنْ حَقِّ الْمَزُورِ ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ ». (١)

٢١١٤ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا اعْتَنَقَا غَمَرَتْهُمَا (٢) الرَّحْمَةُ ، فَإِذَا الْتَزَمَا (٣) لَايُرِيدَانِ بِذلِكَ إِلاَّ وَجْهَ اللهِ وَلَا يُرِيدَانِ غَرَضاً مِنْ أَغْرَاضِ الدُّنْيَا ، قِيلَ لَهُمَا : مَغْفُوراً (٤) لَكُمَا فَاسْتَأْنِفَا (٥) ، فَإِذَا أَقْبَلَا عَلَى الْمُسَاءَلَةِ ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ : تَنَحَّوْا عَنْهُمَا ؛ فَإِنَّ لَهُمَا سِرّاً ، وَقَدْ (٦) سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِمَا ».

قَالَ إِسْحَاقُ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَلَا يُكْتَبُ عَلَيْهِمَا لَفْظُهُمَا ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (٧)؟

قَالَ : فَتَنَفَّسَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام الصُّعَدَاءَ (٨) ، ثُمَّ بَكى حَتَّى اخْضَلَّتْ دُمُوعُهُ لِحْيَتَهُ ، وَقَالَ : « يَا إِسْحَاقُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِنَّمَا أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ تَعْتَزِلَ عَنِ (٩) الْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا إِجْلَالاً لَهُمَا (١٠) ، وَإِنَّهُ وَإِنْ (١١) كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ لَاتَكْتُبُ لَفْظَهُمَا ، وَلَا تَعْرِفُ كَلَامَهُمَا ؛ فَإِنَّهُ يَعْرِفُهُ وَيَحْفَظُهُ عَلَيْهِمَا عَالِمُ السِّرِّ وَأَخْفى (١٢) ». (١٣)

__________________

(١) راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب السعي في حاجة المؤمن ، ح ٢١٦٢ ومصادره الوافي ، ج ٥ ، ص ٥٨٩ ، ح ٢٦٣٠ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٣١ ، ح ١٦١٦٦ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٣٤ ، ح ٣٢.

(٢) أي عَلَتْهما الرحمة وغَطَّتْهُما ، من قولهم : غَمرَه الماء يغمُره ، أي علاه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٧٢ ( غمر ).

(٣) « الالتزام » : الاعتناق. الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٢٩ ( لزم ).

(٤) في « ص ، ف » : « مغفور ». وقوله : « مغفوراً » منصوب بمقدّر ، أي ارجعا ، أو كونا مغفوراً.

(٥) في « بس » : + / « فاستأنفا ».

(٦) في « ف » : ـ / « وقد ».

(٧) ق (٥٠) : ١٨.

(٨) « الصعداء » : تنفُّسٌ ممدود وبتوجّع. ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ٩٨٩ ؛ الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٩٨ ( صعد ).

(٩) في البحار : « من ».

(١٠) في « ف » : ـ / « لهما ».

(١١) في « ج » : ـ / « وإن ».

(١٢) في حاشية « ج » : « والخفيّ ».

(١٣) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٥ ، ح ٢٧٠٢ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢١٣ ، ح ١٦١٦٧ ، إلى قوله : « فإنّ لهما سرّاً وقد ستر الله عليهما » ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٣٥ ، ح ٣٣.

٤٧١

٨٠ ـ بَابُ التَّقْبِيلِ‌

٢١١٥ / ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لَكُمْ لَنُوراً تُعْرَفُونَ بِهِ فِي الدُّنْيَا ، حَتّى أَنَّ (١) أَحَدَكُمْ إِذَا لَقِيَ أَخَاهُ ، قَبَّلَهُ فِي مَوْضِعِ النُّورِ مِنْ جَبْهَتِهِ ». (٢)

٢١١٦ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يُقَبَّلُ رَأْسُ أَحَدٍ وَلَا يَدُهُ إِلاَّ يَدُ (٣) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أَوْ مَنْ أُرِيدَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) ». (٥)

٢١١٧ / ٣. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ زَيْدٍ النَّرْسِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَزْيَدٍ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَتَنَاوَلْتُ يَدَهُ ، فَقَبَّلْتُهَا ، فَقَالَ : « أَمَا إِنَّهَا لَاتَصْلُحُ إِلاَّ لِنَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ ». (٦)

٢١١٨ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ‌

__________________

(١) يجوز كسر الهمزة وفتحها باعتبارين.

(٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٦ ، ح ٢٧٠٣ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٣٤ ، ح ١٦١٧٦ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٣٧ ، ح ٣٤.

(٣) في « ج ، د ، ز ، ص ، بف » والوافي والوسائل والبحار : ـ / « يد ».

(٤) في الوافي : « لعلّ المراد بمن اريد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأئمّة المعصومون عليهم‌السلام كما يستفاد من الحديث [ الآتي ]. ويحتمل شمول الحكم العلماء بالله وبأمر الله معاً العاملين بعلمهم الهادين للناس ممّن وافق قوله فعله ؛ لأنّ العلماء الحقّ ورثة الأنبياء ، فلا يبعد دخولهم فيمن يراد به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٥) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٧ ، ح ٢٧٠٧ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٣٤ ، ح ١٦١٧٣ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٣٧ ، ح ٣٥.

(٦) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٧ ، ح ٢٧٠٦ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٣٤ ، ح ١٦١٧٤ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٣٩ ، ح ٣٦.

٤٧٢

يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : نَاوِلْنِي يَدَكَ أُقَبِّلْهَا ، فَأَعْطَانِيهَا ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، رَأْسَكَ (١) ، فَفَعَلَ ، فَقَبَّلْتُهُ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، رِجْلَاكَ (٢) ، فَقَالَ : « أَقْسَمْتُ ، أَقْسَمْتُ (٣) ،

__________________

(١) في « ف » : « فرأسك ».

(٢) في « ب ، ج ، ض ، ف » وحاشية « ص » والبحار : « فرجلاك ». وفي الوسائل : « رجلك ». وقوله : « رجلاك » فاعل لغفل محذوف عند المازندراني ؛ أي بقي رجلاك ، ومبتدأ لخبر محذوف عند المجلسي ؛ أي رجلاك اريد اقبّلهما ، أو رجلاك ما حالهما ، أي أيجوز لي تقبيلهما. راجع : شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٦١ ؛ مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٨٢.

(٣) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٨١ : « قوله عليه‌السلام : أقسمت ، يحتمل وجوهاً :

الأوّل : أن يكون على صيغة المتكلّم ويكون إخباراً ، أي حلفت أن لا اعطي رجلي أحداً يقبّلها ، إمّا لعدم جوازه ، أو عدم رجحانه ، أو للتقيّة. وقوله : « بقي شي‌ء » استفهام على الإنكار ، أي هل بقي احتمال الرخصة والتجويز بعد القسم؟

الثاني : أن يكون إنشاءاً للقسم ومناشدة ، أي اقسم عليك أن تترك ذلك للوجوه المذكورة ، وهل بقي بعد مناشدتي إيّاك من طلبك التقبيل شي‌ء؟ أو لم يبق بعد تقبيل اليد والرأس شي‌ء تطلبه؟

الثالث : ما كان يقوله بعض الأفاضل ، وهو أن يكون المعنى : أقسمت قسمة بيني وبين خلفاء الجور ، فاخترت اليد والرأس وجعلت الرجل لهم. « بقي شي‌ء » أي ينبغي أن يبقى لهم شي‌ء ؛ لعدم التضرّر منهم.

الرابع : ما قال بعضهم أيضاً : إنّه أقسمت ، بصيغة الخطاب على الاستفهام للإنكار ، أي أقسمت أن تفعل ذلك قتبالغ فيه؟ و « بقي شي‌ء » على الوجه السابق.

الخامس : ما ذكره بعض أفاضل الشارحين ، وهو أنّ « أقسمت » على صيغة الخطاب ، و « ثلاثاً » كلام الإمام عليه‌السلام ، أي أقسمت قسماً لتقبيل اليد ، وآخر لتقبيل الرأس ، وآخر لتقبيل الرجلين ، وفعلت اثنين وبقي الثالث ، وهو تقبيل الرجلين فافعل ؛ فإنّه يجب عليك.

السادس : ما قيل : إنّ « أقسمت » بصيغة الخطاب من القسم بالكسر ، وهو الحظّ والنصيب ، أي أخذت حظّك ونصيبك ، وليبق شي‌ء ممّا يجوز أن يقبّل للتقيّة.

وأقول : لا يخفى ما في الوجوه الأخيرة من البعد والركاكة ، ثمّ إنّه يحتمل على بعض الوجوه المتقدّمة أن يكون المراد بقوله : « بقي شي‌ء » التعريض بيونس وأمثاله ، أي بقي شي‌ء آخر سوى هذه التواضعات الرسميّة والتواضعات الظاهريّة ، وهو السعي في تصحيح العقائد القلبيّة ومتابعتنا في جميع أعمالنا وأقوالنا ، وهي أهمّ من هذا الذي تهتمّ به ؛ لأنّه عليه‌السلام كان يعلم أنّه سيضلّ ويصير فطحيّاً. وأمّا قوله : « رأسك » فيحتمل الرفع والنصب ، والأخير أظهر ، أي ناولني رأسك. وقوله : « فرجلاك » مبتدأ ، وخبره محذوف ، أي اريد أن اقبّلها ، أو ما حالها؟

٤٧٣

أَقْسَمْتُ ـ ثَلَاثاً ـ وَبَقِيَ شَيْ‌ءٌ ، وَبَقِيَ شَيْ‌ءٌ ، وَبَقِيَ شَيْ‌ءٌ ». (١)

٢١١٩ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ قَبَّلَ لِلرَّحِمِ ذَا قَرَابَةٍ ، فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْ‌ءٌ (٢) ، وَقُبْلَةُ الْأَخِ (٣) عَلَى الْخَدِّ ، وَقُبْلَةُ الْإِمَامِ (٤) بَيْنَ عَيْنَيْهِ ». (٥)

٢١٢٠ / ٦. وَعَنْهُ (٦) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ (٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ‌

__________________

أي يجوز لي تقبيلها؟ ».

واعلم أنّ العلاّمة المازندراني قال بأوّل الوجوه ، كالعلاّمة الفيض ، واحتمل السادس ونقل الخامس عن خليل الفضلاء.

(١) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٧ ، ح ٢٧٠٨ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٣٤ ، ح ١٦١٧٥ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٣٩ ، ح ٣٧.

(٢) في الوافي : « فليس عليه شي‌ء ، أي ذنب وحرج ، يعني إذا كان الباعث على التقبيل المحبّة الطبيعيّة ؛ فأمّا إذا كان‌لله وفي الله فهو مثاب عليه ».

(٣) في الوافي : « لعلّ المراد بالأخ ، اللأخ في النسب ؛ إذ الأخ في الدين إنّما يقبّل جبهته كما مرّ. ويحتمل الأخ في الدين أو ما يشملهما ، فيكون رخصةً ».

(٤) في حاشية « ج ، بر » : « الامّ ».

(٥) تحف العقول ، ص ٤٥٠ ، عن الرضا عليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « قبلة الامّ على الفم ، وقبلة الاخت على الخدّ ، وقبلة الإمام بين عينيه » الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٦ ، ح ٢٧٠٤ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٣٣ ، ح ١٦١٧١ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٤٠ ، ح ٣٨.

(٦) في « ض ، ف » : « عنه » بدون الواو.

(٧) المراد من أحمد بن محمّد بن خالد في هذه الطبقة هو البرقي ، ويروي عنه المصنّف بواسطة واحدة. فعليه ، الظاهر رجوع الضمير الواقع في صدر السند إلى محمّد بن يحيى المذكور في السند السابق ، لكن لم يثبت رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن خالد في أسناد الكافي. والمراد من أحمد بن محمّد في مشايخ محمّد بن يحيى ـ شيخ المصنّف ـ هو أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ فقد روى محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى قريباً من ٦٨٠ مورداً ، وقد روى أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان في خمسة وخمسين مورداً منها.

والظاهر أنّ المراد من أحمد بن محمّد المتوسّط بين محمّد بن يحيى ومحمّد بن سنان في تسعة وثمانين مورداً من أسناد الكافي ، هو أحمد بن محمّد بن عيسى.

هذا ، وقد ورد في بعض أسناد الكافي ما يوهم خلاف ذلك ؛ فقد وردت في الكافي ، ح ٣٢٣٩ ، رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عيسى بن عبدالله القمّي ، وفي ح ٣٣٩٨ ، رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عمر بن يزيد ، وفي ح ٣٨٣٩ ، رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن

٤٧٤

أَبِي (١) الصَّبَّاحِ مَوْلى آلِ سَامٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْسَ الْقُبْلَةُ عَلَى الْفَمِ إِلاَّ لِلزَّوْجَةِ ، أَوِ (٢) الْوَلَدِ الصَّغِيرِ ». (٣)

٨١ ـ بَابُ تَذَاكُرِ (٤) الْإِخْوَانِ‌

٢١٢١ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ‌

__________________

خالد والحسين بن سعيد ، وفي ح ٤٠٦٦ ، رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسين بن سعيد ، وفي ح ١٠٦٢٤ ، رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن سعد بن سعد الأشعري ، وفي ح ١٢٣٧٢ ، رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن بكير. لكن يأتي أنّ هذه الأسناد الستّة كلّها مختلّة ونبيّن وجه الاختلال في مواضعها ، إن شاء الله.

إذا تبيّن ذلك فنقول : الظاهر في سندنا هذا إمّا زيادة « بن خالد » وأنّه زيادة تفسيريّة ادرجت في المتن سهواً ، ويؤيّد هذا الاحتمال خلوّ نسخة « ص » من هذه العبارة ؛ أو أنّ الأصل في السند كان هكذا « أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد » لكن جواز النظر من « محمّد » الأوّل إلى « محمّد » الثاني أوجب السقط في السند. ويؤيّد هذا الاحتمال ما ورد في الكافي ، ح ٣٨١٣ ، من رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد عن البرقي المراد به محمّد بن خالد عن ابن سنان المراد به محمّد بن سنان ؛ وما ورد في الكافي ، ح ١٥٢٥٢ ، من رواية على بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد عن محمّد بن سنان ؛ والله هو العالم.

أضعف إلى ذلك ، أنّه لم يرد في شي‌ءٍ من أسناد الكافي في رواية محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي عبدالله » وهو عنوان آخر لأحمد بن محمّد بن خالد.

(١) في « ب ، ج ، د ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » : ـ / « أبي ».

والظاهر أنّ أبا الصبّاح هذا ، هو صبيح أبو الصبّاح مولى بسّام بن عبد الله الصيرفي المذكور في رجال النجاشي ، ص ٢٠٢ ، الرقم ٥٤٠ ، ورجال الطوسي ، ص ٢٢٦ ، الرقم ٣٠٥١. وبسّام بن عبد الله الصيرفي مذكور في رجال النجاشي ، ص ١١٢ ، الرقم ٢٨٨ ؛ ورجال الطوسي ، ص ١٢٨ ، الرقم ١٣٠٠ ، وص ١٧٣ ، الرقم ٢٠٣٣ ، كما ذكر بسّام الصيرفي ، في رجال البرقي ، ص ١٥.

فعليه ، الظاهر وقوع التحريف في ما نحن فيه ، وكذا ما ورد في رجال البرقي ، ص ٣٨ ؛ من أبي الصبّاح العبدي مولى سام ، وما ورد في الفهرست للطوسي ، ص ٥٤١ ، ٨٩٩ من أبي الصبّاح مولى آل سام.

(٢) في الوافي والوسائل والبحار وتحف العقول : « و ».

(٣) تحف العقول ، ص ٤٠٩ ، عن الكاظم عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٦١٦ ، ح ٢٧٠٥ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٣٤ ، ح ١٦١٧٢ ؛ البحار ، ج ٧٦ ، ص ٤١ ، ح ٣٩.

(٤) في « د ، ز » : « تذكّر ».

٤٧٥

أَيُّوبَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « شِيعَتُنَا الرُّحَمَاءُ بَيْنَهُمُ ، الَّذِينَ إِذَا خَلَوْا ذَكَرُوا اللهَ ، إِنَّ ذِكْرَنَا مِنْ ذِكْرِ اللهِ (١) ، إِنَّا (٢) إِذَا ذُكِرْنَا ذُكِرَ اللهُ ، وَإِذَا ذُكِرَ عَدُوُّنَا ذُكِرَ الشَّيْطَانُ ». (٣)

٢١٢٢ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « تَزَاوَرُوا ؛ فَإِنَّ فِي (٤) زِيَارَتِكُمْ إِحْيَاءً لِقُلُوبِكُمْ ، وَذِكْراً لِأَحَادِيثِنَا ؛ وَأَحَادِيثُنَا تُعَطِّفُ (٥) بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ ، فَإِنْ أَخَذْتُمْ بِهَا رَشَدْتُمْ (٦) وَنَجَوْتُمْ ، وَإِنْ تَرَكْتُمُوهَا ضَلَلْتُمْ وَهَلَكْتُمْ ، فَخُذُوا بِهَا ، وَأَنَا (٧) بِنَجَاتِكُمْ زَعِيمٌ (٨) ». (٩)

٢١٢٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ح ، د ، ز ، ف ، بس ، بف » والوسائل والبحار : ـ / « إنّ ذكرنا من ذكر الله ».

(٢) في « ض » : ـ / « إنّا ».

(٣) الكافي ، كتاب الدعاء ، باب ذكر الله عزّ وجلّ كثيراً ، ح ٣١٩٩ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « شيعتنا الذين إذا خلوا ذكروا الله كثيراً » ؛ وفيه ، باب ما يجب من ذكر الله عزّ وجلّ في كلّ مجلس ، ح ٣١٨٦ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « إنّ ذكرنا من ذكر الله وذكر عدوّنا من ذكر الشيطان » الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٤٩ ، ح ٢٧٨٩ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٥ ، ح ٢١٧٢٢ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٥٨ ، ح ٥٥.

(٤) في « ض » : ـ / « في ».

(٥) يجوز فيه الثلاثيّ المجرّد أيضاً. وعطفت عليه وتعطّف ، أي أشفقت. وعطف الناقة على ولدها : حنّت عليه‌ودرّ لبنُها. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٠٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٤١٦ ( عطف ).

(٦) « الرشد » : الصلاح ، وهو خلاف الغيّ والضلال ، وهو إصابة الصواب. المصباح المنير ، ص ٢٢٧ ( رشد ).

(٧) في « ض » : « فأنا ».

(٨) زعمت بالمال زَعْماً : كَفَلْت به. والزَّعَم والزَّعامة اسم منه ، فأنا زعيم به. المصباح المنير ، ص ٢٥٣ ( زعم ).

(٩) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٤٩ ، ح ٢٧٨٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٦ ، ح ٢١٧٢٤ ؛ وفيه ، ج ٢٧ ، ص ٨٧ ، ح ٣٣٢٨٣ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٥٨ ، ح ٥٦.

٤٧٦

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنِّي مَرَرْتُ بِقَاصٍّ (١) يَقُصُّ وَهُوَ يَقُولُ : هذَا الْمَجْلِسُ الَّذِي (٢) لَا يَشْقى بِهِ جَلِيسٌ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، أَخْطَأَتْ أَسْتَاهُهُمُ الْحُفْرَةَ (٣) ؛ إِنَّ لِلّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ (٤) سِوَى الْكِرَامِ (٥) الْكَاتِبِينَ (٦) ، فَإِذَا مَرُّوا بِقَوْمٍ يَذْكُرُونَ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، قَالُوا (٧) : قِفُوا ، فَقَدْ (٨) أَصَبْتُمْ حَاجَتَكُمْ (٩) ؛ فَيَجْلِسُونَ ، فَيَتَفَقَّهُونَ (١٠) مَعَهُمْ ، فَإِذَا قَامُوا عَادُوا مَرْضَاهُمْ ، وَشَهِدُوا جَنَائِزَهُمْ ، وَتَعَاهَدُوا غَائِبَهُمْ ؛ فَذلِكَ الْمَجْلِسُ الَّذِي لَايَشْقى بِهِ جَلِيسٌ ». (١١)

٢١٢٤ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ النَّخَعِيِّ (١٢) ، عَمَّنْ (١٣) رَوَاهُ :

__________________

(١) « القاصّ » : من يأتي بالقِصَّة. والمراد هنا القصص الكاذبة الموضوعة. راجع : مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٨٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٥١ ( قصص ).

(٢) في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، بس » والوسائل : ـ / « الذي ».

(٣) « الخَطَأ » : نقيض الصواب. و « السَّتْه » ويحرّك : الإست ، وجمعه : أستاه : الْعَجُزُ أو حَلَقَة الدبُر. الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٧ ( خطأ ) ؛ القاموس‌المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٣٧ ( سته ).

وفي مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٨٥ : « والإخطاء عند أبي عبيد : الذهاب إلى خلاف الصواب مع قصد الصواب ، وعند غيره : الذهاب إلى غير الصواب مطلقاً ... والمراد بالحُفرة : الكنيف الذي يتغوّط فيه. وكأنّ هذا كان مثلاً سائراً يضرب لمن استعمل كلاماً في غير موضعه ، أو أخطأ خطأ فاحشاً ».

(٤) يقال : ساح في الأرض يسيح سياحة : إذا ذهب فيها. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٣٢ ( سيح ).

(٥) في « ض » : + / « البَرَرة ».

(٦) في حاشية « ز » : « البررة ».

(٧) في « د ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس » والبحار : « فقالوا ».

(٨) في « ب ، ض » : « قد ».

(٩) في الوسائل : ـ / « فقد أصبتم حاجتكم ».

(١٠) في الوافي : « ويتفقّهون ».

(١١) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٤٩ ، ح ٢٧٩٠ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٥ ، ح ٢١٧٢٣ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٥٩ ، ح ٥٧.

(١٢) ورد الخبر ـ مع زيادة ـ في الكافي ، ح ١٥٣٣٦ ، عن محمّد بن يحيى ـ قد عبِّر عنه بالضمير ـ عن أحمد ، عن عليّ بن المستورد النخعي. وهو سهوٌ ظاهراً ؛ فإنّ المراد من المستورد النخعي هو المستورد بن نهيك النخعي المعدود من أصحاب أبي عبدالله عليه‌السلام في رجال الطوسي ، ص ٣١٢ ، الرقم ٤٦٢٦. وظهر ممّا ذكرنا وقوع السهو في ما ورد في تأويل الآيات ، ص ٦٦٧ ، من نقل الخبر مع الزيادة عن محمّد بن يعقوب عن أحمد بن عليّ المستورد النخعي.

(١٣) في « ز » : + / « ذكره و ».

٤٧٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ (١) لَيَطَّلِعُونَ (٢) إِلَى (٣) الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ وَهُمْ يَذْكُرُونَ فَضْلَ آلِ مُحَمَّدٍ ».

قَالَ (٤) : « فَتَقُولُ (٥) : أَمَا تَرَوْنَ إِلى (٦) هؤُلَاءِ فِي قِلَّتِهِمْ وَكَثْرَةِ عَدُوِّهِمْ يَصِفُونَ فَضْلَ آلِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ » قَالَ (٧) : « فَتَقُولُ (٨) الطَّائِفَةُ الْأُخْرى مِنَ الْمَلَائِكَةِ : ( ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (٩) ». (١٠)

٢١٢٥ / ٥. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مُيَسِّرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام (١١) ، قَالَ : قَالَ لِي : « أَتَخْلُونَ وَتَتَحَدَّثُونَ (١٢) ، وَتَقُولُونَ مَا شِئْتُمْ؟ » فَقُلْتُ : إِي وَاللهِ (١٣) ، إِنَّا لَنَخْلُو وَنَتَحَدَّثُ ، وَنَقُولُ مَا شِئْنَا ، فَقَالَ : « أَمَا وَاللهِ ، لَوَدِدْتُ أَنِّي مَعَكُمْ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَوَاطِنِ ؛ أَمَا وَاللهِ ، إِنِّي لَأُحِبُّ رِيحَكُمْ وَأَرْوَاحَكُمْ ، وَ (١٤) إِنَّكُمْ عَلى‌

__________________

(١) في الكافي ، ح ١٥٣٣٦ : « في سماء الدنيا ». وفي الوافي : + / « الدنيا ».

(٢) في « ص ، ف » : « ليطلّعون » بتشديد اللام. ويجوز على بناء الإفعال.

(٣) في الكافي ، ح ١٥٣٣٦ : « على ».

(٤) في « ف » والكافي ، ح ١٥٣٣٦ : ـ / « قال ».

(٥) في « ب ، د ، ز ، ض ، ف ، بس ، بف » والوافي : « فيقول ». وفي « ج » والكافي ، ح ١٥٣٣٦ : « فتقولون ». وفي حاشية « ج ، بر » : « فيقولون ».

(٦) في الكافي ، ح ١٥٣٣٦ : ـ / « إلى ».

(٧) في الكافي ، ح ١٥٣٣٦ : ـ / « قال ».

(٨) في « ب » : « فيقول ».

(٩) الحديد (٥٧) : ٢١ ؛ الجمعة (٦٢) : ٤.

(١٠) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٣٣٦ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن المستورد النخعي الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٠ ، ح ٢٧٩١ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٦ ، ح ٢١٧٢٥ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٦٠ ، ح ٥٨.

(١١) ورد الخبر في مصادقة الإخوان بسنده عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عبدالله بن مسكان ، عن ميسّر ، عن‌أبي جعفر الثاني عليه‌السلام. وهو سهو ؛ فإنّ المراد من ميسّر ، ميسّر بن عبدالعزيز ، وهو مات في حياة أبي عبدالله عليه‌السلام. راجع : رجال الكشّي ، ص ٢٤٤ ، الرقم ٤٤٦ ـ ٤٤٨ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٠٩ ، الرقم ٤٥٧٢.

(١٢) في « ب » والمصادقة : « وتحدّثون ».

(١٣) في « ب » : + / « و ».

(١٤) في « ض » : ـ / « و ».

٤٧٨

دِينِ اللهِ وَدِينِ مَلَائِكَتِهِ ، فَأَعِينُوا (١) بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ ». (٢)

٢١٢٦ / ٦. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ (٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَصَاعِداً إِلاَّ حَضَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مِثْلُهُمْ ، فَإِنْ دَعَوْا بِخَيْرٍ ، أَمَّنُوا ؛ وَإِنِ اسْتَعَاذُوا مِنْ شَرٍّ ، دَعَوُا اللهَ لِيَصْرِفَهُ عَنْهُمْ ؛ وَإِنْ سَأَلُوا حَاجَةً ، تَشَفَّعُوا (٤) إِلَى اللهِ وَسَأَلُوهُ قَضَاءَهَا.

وَمَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْجَاحِدِينَ إِلاَّ حَضَرَهُمْ عَشَرَةُ (٥) أَضْعَافِهِمْ مِنَ الشَّيَاطِينِ ، فَإِنْ (٦) تَكَلَّمُوا ، تَكَلَّمَ الشَّيْطَانُ (٧) بِنَحْوِ كَلَامِهِمْ ؛ وَإِذَا ضَحِكُوا ، ضَحِكُوا مَعَهُمْ ، وَإِذَا نَالُوا مِنْ أَوْلِيَاءِ اللهِ ، نَالُوا مَعَهُمْ ، فَمَنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِمْ ، فَإِذَا خَاضُوا فِي ذلِكَ (٨) ، فَلْيَقُمْ ، وَلَا يَكُنْ (٩) شِرْكَ (١٠) شَيْطَانٍ وَلَا جَلِيسَهُ ؛ فَإِنَّ غَضَبَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَايَقُومُ لَهُ شَيْ‌ءٌ ،

__________________

(١) في « ف » والمصادقة : « فأعينونا ».

(٢) مصادقة الإخوان ، ص ٣٢ ، ح ٢ ، بسنده عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عبد الله بن مسكان ، عن ميسّر ، عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥٠ ، ح ٢٧٩٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٧ ، ح ٢١٧٢٦ ؛ البحار ، ج ٧٤ ، ص ٢٦٠ ، ح ٥٩.

(٣) في « ب ، ز ، ص ، ض » وحاشية « ف ، بر » : « سعيد ». وفي « ف » : « إسماعيل ». وفي البحار : + / « بن إسماعيل ».

وتقدّم الكلام في الكافي ، ح ١٦٤٢ حول رواية الحسين بن محمّد ، عن عليّ بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن مسلم ، وقلنا : إنّ الصواب هو « عليّ بن محمّد بن سعد ، عن محمّد بن سالم » ، فراجع.

(٤) في الوسائل : « شفعوا ».

(٥) في « ض » : ـ / « عشرة ».

(٦) في « ض » : « وإن ».

(٧) في « ب ، ج ، ض » وحاشية « بر » : « الشياطين ».

(٨) في « ب » وحاشية « بس » : « تلك ».

(٩) في « ض » : « فلا يكن ». وفي « ف » : « ولا تكن ».

(١٠) احتمل المازندراني في لفظ « شرك » ثلاث احتمالات : فتح الشين وكسر الراء مصدر شركه في الأمر ، أو كسر الأوّل وسكون الثاني بمعنى النصيب والشريك أيضاً ، أو فتحهما بمعنى حبالة الصيد وما ينصب للطير. والمجلسي اختار الأوّل ونسب الأخير إلى التصحيف لفظاً ومعنى. راجع : شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ٦٥ ؛ مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٨٨.

٤٧٩

وَلَعْنَتَهُ لَايَرُدُّهَا شَيْ‌ءٌ ».

ثُمَّ قَالَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ، فَلْيُنْكِرْ بِقَلْبِهِ ، وَلْيَقُمْ وَلَوْ حَلْبَ شَاةٍ أَوْ فُوَاقَ نَاقَةٍ (١) ». (٢)

٢١٢٧ / ٧. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْفُوظٍ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَيْسَ شَيْ‌ءٌ أَنْكى (٤) لِإِبْلِيسَ (٥) وَجُنُودِهِ مِنْ (٦) زِيَارَةِ الْإِخْوَانِ فِي اللهِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ ».

قَالَ (٧) : « وَإِنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ، فَيَذْكُرَانِ اللهَ ، ثُمَّ يَذْكُرَانِ فَضْلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَلَا يَبْقى عَلى وَجْهِ إِبْلِيسَ (٨) مُضْغَةُ (٩)

__________________

(١) « فواق الناقة » : رجوع اللبن في ضرعها بعد حَلبِها. تقول العرب : ما أقام عندي فواق ناقة. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤٢٥ ( فوق ).

(٢) الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٥١ ، ح ٢٧٩٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٧ ، ح ٢١٧٢٨ ، إلى قوله : « تشفعوا إلى الله وسألوه قضاءها » ؛ البحار ، ج ٦٣ ، ص ٢٥٨ ، ح ١٣٠ ؛ وج ٧٤ ، ص ٢٦١ ، ح ٦٠.

(٣) لم يتقدّم في الأسناد المتقدّمة ذكرٌ لمحمّد بن سليمان حتّى يظهر المراد من « بهذا الإسناد » ، لكن تأتي في‌الكافي ، ح ٢٧١٤ رواية الحسين بن محمّد ، عن عليّ بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن مسلم ، عن محمّد بن محفوظ ، وعرفنا آنفاً أنّ الصواب في مثل السند هو : « عليّ بن محمّد بن سعد ، عن محمّد بن سالم ».

والظاهر أنّ محمّد بن سليمان أيضاً ، في سندنا هذا مصحّف من « محمّد بن سالم » ، كما كان الأمر في محمّد بن مسلم المتقدّم هكذا. والمراد من « بهذا الإسناد » هو الطريق المتقدّم إلى محمّد بن مسلم.

هذا ، ولا يخفى عليك أنّ الوجه في تحريف « سالم » ببعض الألفاظ ، هو حذف « الألف » في بعض الخطوط القديمة ، وهذا الأمر قد أوجب تحريف « سالم » ببعض الألفاظ المشابهة له بعد حذف « الألف » ، منها : مسلم ، سلمة ، مسلمة وسليمن.

(٤) في « بس » : « أبكى ». يقال : نكيت في العدوّ أنكِى نكايةً فأنا ناكٍ ، إذا أكثرتَ فيهم الجِراحَ والقتل فوهنوا لذلك. وقد يهمز لغة فيه. يقال : نكأت القَرْحةَ أنكَؤُها ، إذا قَشَرتها. النهاية ، ج ٥ ، ص ١١٧ ( نكا ).

(٥) في « ض » : + / « لعنه الله ».

(٦) في البحار ، ج ٧٤ : « عن ».

(٧) في البحار : « وقال ».

(٨) في « ض » : + / « لعنه الله ».

(٩) « المُضْغَة » : القطعة من اللحم قَدْرَ ما يمضغ. وجمعها : مُضَغ. النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٣٩ ( مضغ ).

٤٨٠