أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي
المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
الصفحات: ٧٩١
١٩٠٧ / ١٥. عَنْهُ (١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا : إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً ، وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدِ ارْتَحَلَتْ مُقْبِلَةً ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ ؛ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا.
أَلَا وَكُونُوا مِنَ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا ، الرَّاغِبِينَ (٢) فِي الْآخِرَةِ.
أَلَا إِنَّ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا اتَّخَذُوا الْأَرْضَ بِسَاطاً ، وَالتُّرَابَ فِرَاشاً ، وَالْمَاءَ طِيباً ، وَقُرِّضُوا مِنَ الدُّنْيَا تَقْرِيضاً (٣)
أَلَا وَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا (٤) عَنِ الشَّهَوَاتِ ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ (٥) ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمَصَائِبُ.
أَلَا إِنَّ لِلّهِ عِبَاداً كَمَنْ رَأى أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ مُخَلَّدِينَ (٦) ، وَكَمَنْ رَأى أَهْلَ النَّارِ فِي النَّارِ مُعَذَّبِينَ ، شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ ، وَقُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ ؛ أَنْفُسُهُمْ (٧) عَفِيفَةٌ ، وَحَوَائِجُهُمْ خَفِيفَةٌ (٨) ؛ صَبَرُوا (٩) أَيَّاماً قَلِيلَةً ، فَصَارُوا بِعُقْبى رَاحَةٍ طَوِيلَةٍ.
أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ (١٠) أَقْدَامَهُمْ ، تَجْرِي دُمُوعُهُمْ عَلى خُدُودِهِمْ ، وَهُمْ
__________________
يسير وزيادة في أوّله. وفي نهج البلاغة ، ص ٤٩٣ ، الحكمة ١٣٢ ؛ وخصائص الأئمّة عليهمالسلام ، ص ١٠٣ ، مرسلاًعن عليّ عليهالسلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٣ ، ح ٢١٧٩ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٦٤ ، ح ٣٢.
(١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى.
(٢) في « ف » : « والراغبين ».
(٣) في حاشية « بف » : « قرضاً ». وفي الوافي : « القرض : القطع ، أي قطعوا أنفسهم من الدنيا تقطيعاً بإقلاع قلوبهم عنها ».
(٤) سلوتُ عنه سُلُوّاً : صبرت ، وسلاه وعنه : نَسِيَه. والاسم : السَّلوة ، ويضمّ. المصباح المنير ، ص ٢٨٧ ؛ القاموسالمحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠٠ ( سلو ).
(٥) في حاشية « بر » والوافي : « الحرمات ».
(٦) في مرآة العقول : « ومن الأفاضل من قرأ : مخلدين ، على بناء الفاعل من الإفعال من قولهم : أخلد إليه ، أي مال. ولا يخفى بعده ».
(٧) في « ف ، بف » : « وأنفسهم ».
(٨) في « ز » : « مقضيّة ».
(٩) في « ف » : « صبّروا » بالتشديد.
(١٠) في الوافي : « فصافّوا ».
يَجْأَرُونَ (١) إِلى رَبِّهِمْ ، يَسْعَوْنَ فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ.
وَأَمَّا النَّهَارَ (٢) فَحُلَمَاءُ (٣) ، عُلَمَاءُ ، بَرَرَةٌ ، أَتْقِيَاءُ ، كَأَنَّهُمْ الْقِدَاحُ (٤) قَدْ بَرَاهُمُ (٥) الْخَوْفُ مِنَ الْعِبَادَةِ ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ ، فَيَقُولُ : مَرْضى (٦) ـ وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ (٧) مَرَضٍ ـ أَمْ (٨) خُولِطُوا فَقَدْ خَالَطَ الْقَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ مِنْ ذِكْرِ النَّارِ وَمَا فِيهَا ». (٩)
__________________
(١) جأر القوم إلى الله جُؤاراً : وهو أن يرفعوا أصواتهم إلى الله متضرّعين. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٥٦ ( جأر ).
(٢) في شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٩١ : « أمّا النهار ، عطف على أمّا الليل ، وكلاهما يجوز فيه الرفع على الابتداءوالنصب على الظرفيّة ».
(٣) في البحار : « فحكماء ».
(٤) « القِداح » : جمع القِدْح ، وهو السهم الذي يُرمى به عن القَوس. يقال للسهم أوّل ما يقطع : قِطْع ، ثمّ يُنْحت ويبرى فيسمّى : بَرْياً ، ثمّ يقوّم فيسمّى : قِدحاً ، ثمّ يُراش ويركّب نصلُه فيسمّى : سهماً. وفي الوافي : « شبّههم في نحافة أبدانهم بالأسهم ، ثمّ ذكر ما يستعمل في السهم ، أغني البري ، وهو النحت من العبادة ، أي من كثرتها ، إن تعلّق بقوله : كأنّهم القداح ؛ أو من قلّتها ، إنّ تعلّق بالخوف ». وراجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٠ ( قدح ).
(٥) في « بر » والوافي : « برأهم ». وبرى السهم يبريه بَرياً : نحته. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٥٨ ( برى ).
(٦) في مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٩٠ : « يحتمل أن يكون قوله : مرضى ، على الاستفهام. وقوله : أم خولطوا ، معادلاًله من كلام الناظر ، فاعترض جوابه عليهالسلام بين أجزاء كلامه. والحاصل : أنّهم لمّا كانوا لشدّة اشتغالهم بحبّ الله وعبادته ، واعتزالهم عن عامّة الخلق ، ومباينة أطوارهم لأطوارهم وأقوالهم لأقوالهم ، ويسمعون منهم ما هو فوق إدراكهم وعقولهم ، فتارة ينسبونهم إلى المرض الجسماني ، وتارة إلى المرض الروحاني وهو الجنون واختلاط العقل بما يفسده ، فأجاب عليهالسلام عن الأوّل بالنفي المطلق ، وعن الثاني بأنّ المخالطة متحقّقة لكن لا بما يفسد العقل ، بل بما يكمله من خوف النار ، وحبّ الملك الغفّار ».
(٧) في « ز » : ـ / « من ».
(٨) في « ز » : ـ / « أم ». وفي « بس ، بف » : « لم ».
(٩) تحف العقول ، ص ٢٨١ ، عن عليّ بن الحسين عليهالسلام ؛ فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٧٠ ، وفيهما مع اختلاف يسير. صفات الشيعة ، ص ١٨ ، ضمن الحديث الطويل ٣٥ ، [ خطبة همّام ] بسند آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام. نهج البلاغة ، ص ٣٠٣ ، الخطبة ١٩٣ ، [ خطبة همّام ] عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وفيهما من قوله : « ألا إنّ للهعباداً كمن رأى أهل الجنّة في الجنّة » مع اختلاف. وورد إلى قوله : « فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا » مع اختلاف يسير في هذه المصادر : كتاب سليم بن قيس ، ص ٧١٨ ، ضمن الحديث الطويل ١٨ ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٨٣٦ ، بسنده عن سليم بن قيس ، عنه عليهالسلام ؛ الخصال ، ص ٥١ ، باب الاثنين ، ح ٦٢ ؛ وص ٥٢ ، نفس الباب ، ح ٦٤ ، وفيهما بسند آخر عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع زيادة في أوّله
١٩٠٨ / ١٦. عَنْهُ (١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمُؤْمِنِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، فَقَالَ (٢) : « يَا جَابِرُ ، وَاللهِ إِنِّي لَمَحْزُونٌ ، وَ (٣) إِنِّي لَمَشْغُولُ الْقَلْبِ ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا شُغُلُكَ (٤)؟ وَمَا حُزْنُ قَلْبِكَ؟
فَقَالَ : « يَا جَابِرُ ، إِنَّهُ مَنْ دَخَلَ قَلْبَهُ صَافِي خَالِصِ (٥) دِينِ اللهِ ، شَغَلَ قَلْبَهُ عَمَّا سِوَاهُ ؛ يَا جَابِرُ ، مَا الدُّنْيَا؟ وَمَا عَسى أَنْ تَكُونَ الدُّنْيَا؟ هَلْ هِيَ إِلاَّ طَعَامٌ أَكَلْتَهُ (٦) ، أَوْ ثَوْبٌ لَبِسْتَهُ ، أَوِ امْرَأَةٌ أَصَبْتَهَا؟
يَا جَابِرُ (٧) ، إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَطْمَئِنُّوا إِلَى الدُّنْيَا بِبَقَائِهِمْ فِيهَا ، وَلَمْ يَأْمَنُوا قُدُومَهُمُ الْآخِرَةَ.
يَا جَابِرُ ، الْآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ (٨) ، وَالدُّنْيَا دَارُ فَنَاءٍ وَزَوَالٍ ، وَلكِنْ أَهْلُ الدُّنْيَا أَهْلُ غَفْلَةٍ ، وَكَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ (٩) هُمُ الْفُقَهَاءُ ، أَهْلُ فِكْرَةٍ وَعِبْرَةٍ ، لَمْ يُصِمَّهُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ـ جَلَّ اسْمُهُ ـ مَا سَمِعُوا بِآذَانِهِمْ ، وَلَمْ يُعْمِهِمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ مَا رَأَوْا مِنَ الزِّينَةِ بِأَعْيُنِهِمْ (١٠) ، فَفَازُوا بِثَوَابِ
__________________
وآخره. وفي الإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٣٦ ، ضمن الحديث الطويل ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٩٢ ، المجلس ١١ ، ح ١ ؛ وص ٢٠٧ ، المجلس ٢٣ ، ح ٤١ ؛ وص ٣٤٥ ، المجلس ٤١ ، ح ١ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١١٧ ، المجلس ٤ ، ح ٣٧ ؛ وص ٢٣١ ، المجلس ٩ ، ح ١ ، بسند آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، مع زيادة في أوّله وآخره. خصائص الأئمّة عليهمالسلام ، ص ٩٦ ، مرسلاً عن ابن عبّاس ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، مع زيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٤ ، ح ٢١٨١ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٤٣ ، ح ١٨.
(١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى.
(٢) في « بس » : + / « والله ».
(٣) في « ض » : ـ / « و ».
(٤) في « ص » : « شَغَلَك » على بناء الماضي. وهكذا يجوز في « حزن ». وفي « ض » : « شغل قلبك ».
(٥) في « ص » : + / « في ».
(٦) في مرآة العقول : « أكلته ، واختاها على صيغة الخطاب ، ويحتمل التكلّم ».
(٧) في « بر » : + / « ألا ».
(٨) في « ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » : « القرار ».
(٩) في « ج ، ص » : « وكان المؤمنون ».
(١٠) في البحار : ـ / « بأعينهم ».
الْآخِرَةِ كَمَا فَازُوا بِذلِكَ الْعِلْمِ.
وَاعْلَمْ يَا جَابِرُ ، أَنَّ أَهْلَ التَّقْوى أَيْسَرُ (١) أَهْلِ الدُّنْيَا مَؤُونَةً ، وَأَكْثَرُهُمْ لَكَ مَعُونَةً ، تَذْكُرُ (٢) فَيُعِينُونَكَ ، وَإِنْ نَسِيتَ ذَكَّرُوكَ ، قَوَّالُونَ بِأَمْرِ اللهِ ، قَوَّامُونَ (٣) عَلى أَمْرِ اللهِ ، قَطَعُوا مَحَبَّتَهُمْ بِمَحَبَّةِ رَبِّهِمْ ، وَوَحَشُوا الدُّنْيَا لِطَاعَةِ (٤) مَلِيكِهِمْ ، وَنَظَرُوا إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَإِلى مَحَبَّتِهِ بِقُلُوبِهِمْ ، وَعَلِمُوا أَنَّ ذلِكَ هُوَ الْمَنْظُورُ إِلَيْهِ لِعَظِيمِ (٥) شَأْنِهِ ، فَأَنْزِلِ الدُّنْيَا كَمَنْزِلٍ نَزَلْتَهُ ثُمَّ ارْتَحَلْتَ عَنْهُ ، أَوْ كَمَالٍ (٦) وَجَدْتَهُ فِي مَنَامِكَ ، فَاسْتَيْقَظْتَ (٧) وَلَيْسَ مَعَكَ مِنْهُ (٨) شَيْءٌ ، إِنِّي إِنَّمَا ضَرَبْتُ لَكَ (٩) هذَا مَثَلاً ؛ لِأَنَّهَا عِنْدَ أَهْلِ اللُّبِّ وَالْعِلْمِ بِاللهِ كَفَيْءِ الظِّلَالِ.
يَا جَابِرُ ، فَاحْفَظْ مَا اسْتَرْعَاكَ اللهُ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ مِنْ دِينِهِ وَحِكْمَتِهِ ، وَلَا تَسْأَلَنَّ عَمَّا لَكَ عِنْدَهُ إِلاَّ مَا لَهُ عِنْدَ نَفْسِكَ ، فَإِنْ تَكُنِ الدُّنْيَا عَلى (١٠) غَيْرِ (١١) مَا وَصَفْتُ لَكَ ، فَتَحَوَّلْ إِلى دَارِ الْمُسْتَعْتَبِ (١٢) ، فَلَعَمْرِي لَرُبَّ حَرِيصٍ عَلى أَمْرٍ قَدْ شَقِيَ بِهِ حِينَ أَتَاهُ ، وَلَرُبَّ كَارِهٍ لِأَمْرٍ قَدْ سَعِدَ بِهِ حِينَ أَتَاهُ ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ
__________________
(١) في « بر » : + / « من ».
(٢) في « ج ، ص » : « تذكّر » بحذف إحدى التاءين.
(٣) في « ف » : ـ / « قوّامون ».
(٤) في « د » : « بطاعة ».
(٥) في « ب » : « عظم ».
(٦) الكاف جارّة. وفي مرآة العقول : « كما ».
(٧) في البحار : « واستيقظت ».
(٨) في « ص » : ـ / « منه ».
(٩) في « ز » : ـ / « لك ».
(١٠) في « ب » : ـ / « على ».
(١١) في « ز ، ص » : ـ / « غير ».
(١٢) في الوافي : « لعلّ المراد بقوله : « ولا تسألنّ عمّا لك عنده » أنّك لاتحتاج إلى أحد تسأله عن ثوابك عند الله ، إذليس ذلك إلاّبقدر ماله عند نفسك ، أعني بقدر رعايتك دينه وحكمته ، فاجعله المسؤول وتعرَّف ذلك منه. أو المراد : لاتسأل عن ذاك ، بل سل عن هذا ، فإنّك إنّما تفوز بذلك بقدر رعايتك هذا. ثمّ قال عليهالسلام : « فإن تكن الدنيا عندك على غير ما وصفت لك » فتكون تطمئنّ إليها ، فعليك أن تتحوّل فيها إلى دار ترضى فيها ربّك ، يعني أن تكون في الدنيا ببدنك وفي الآخرة بروحك تسعى في فكاك رقبتك وتحصيل رضا ربّك عنك حتّى يأتيك الموت. وهذا الحديث ممّا ذكره الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول ولم يذكر فيه لفظة « غير » وعلى هذا فلا حاجة إلى التكلّف في معناه ». وذكر في مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٩٥ ـ ٢٩٦ لقوله عليهالسلام : « فإن تكن » وجوهاً ، ومن أراد التفصيل فليراجع.
الْكافِرِينَ ) (١) ». (٢)
١٩٠٩ / ١٧. عَنْهُ (٣) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ :
عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحِمَهُ اللهُ : جَزَى اللهُ الدُّنْيَا عَنِّي مَذَمَّةً بَعْدَ رَغِيفَيْنِ مِنَ الشَّعِيرِ : أَتَغَدّى (٤) بِأَحَدِهِمَا ، وَأَتَعَشّى بِالْآخَرِ ، وَبَعْدَ شَمْلَتَيِ الصُّوفِ (٥) : أَتَّزِرُ بِإِحْدَاهُمَا ، وَأَتَرَدّى (٦) بِالْأُخْرى ». (٧)
١٩١٠ / ١٨. وَعَنْهُ (٨) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْمُثَنّى ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (٩) عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَبُو ذَرٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (١٠) ـ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ : يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ ، كَأَنَّ شَيْئاً (١١) مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ شَيْئاً ، إِلاَّ
__________________
(١) آل عمران (٣) : ١٤١.
(٢) تحف العقول ، ص ٣٧٧ ، عن سفيان الثوري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٥ ، ح ٢١٨٢ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٣٦ ، ح ١٧.
(٣) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في سند الحديث ١٣.
(٤) في « ب ، ف » : « أتغذّى » بالمعجمتين.
(٥) في « ص ، ض » : « شملتين من ». وفي حاشية « ض » : « شملتي صوف ». و « الشَّملة » : كساء صغير يُؤتَزر به. المصباح المنير ، ص ٣٢٣ ( شمل ).
(٦) في « ب ، ج ، بر » وحاشية « ف » والبحار والأمالي : « أرتدي ».
(٧) الأمالي للطوسي ، ص ٧٠٢ ، المجلس ٤٠ ، ح ٥ ، عن موسى بن بكر ، عن العبد الصالح عليهالسلام ، عن أبي ذرّ الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٦ ، ح ٢١٨٣ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٤٠١ ، ح ١٠ ؛ وج ٧٣ ، ص ٦٤ ، ح ٣٣.
(٨) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى المذكور في سند الحديث ١٣.
(٩) الخبر رواه البرقي في المحاسن ، ص ٢٢٨ ، ح ١٦٠ ـ باختلاف في بعض الأجزاء ـ بسنده عن مثنّى بن الوليد ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول. والشيخ المفيد أيضاً أورد الخبر أكثر تفصيلاً في الأمالي ، ص ١٧٩ ، المجلس ٢٣ ، ح ١ ، بسنده عن عاصم ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام.
والظاهر أنّ الصواب في ما نحن فيه « أبي جعفر عليهالسلام » ؛ يؤيّد ذلك ما تقدّم في ح ١٨٢٩ ، من رواية مثنّى ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام بعض أجزاء الخبر المفصّل.
(١٠) في « ض ، ف » : « رحمهالله ».
(١١) في « ج ، ف » : « كان شيء ».
مَا (١) يَنْفَعُ خَيْرُهُ وَيَضُرُّ شَرُّهُ ، إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ.
يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ ، لَايَشْغَلْكَ أَهْلٌ وَلَا مَالٌ عَنْ نَفْسِكَ ، أَنْتَ يَوْمَ تُفَارِقُهُمْ كَضَيْفٍ بِتَّ فِيهِمْ ، ثُمَّ غَدَوْتَ عَنْهُمْ (٢) إِلى غَيْرِهِمْ ، وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ كَمَنْزِلٍ تَحَوَّلْتَ مِنْهُ (٣) إِلى غَيْرِهِ ، وَمَا بَيْنَ الْمَوْتِ وَالْبَعْثِ إِلاَّ كَنَوْمَةٍ نِمْتَهَا ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتَ مِنْهَا.
يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ ، قَدِّمْ لِمَقَامِكَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ فَإِنَّكَ مُثَابٌ (٤) بِعَمَلِكَ ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ يَا مُبْتَغِيَ الْعِلْمِ (٥) ». (٦)
١٩١١ / ١٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَا لِي وَلِلدُّنْيَا (٧) ، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُهَا
__________________
(١) في الأمالي للمفيد : « عملاً » بدل « ما ». وقيل : « ألا » حرف تنبيه ، و « ما » نافية ، والضميران راجعان إلى « شيئاً » ، والجملة بيان لما قبلها. كذا في شرح المازندراني والوافي. وهذا أحد الوجوه الخمسة التي ذكرها في مرآة العقول.
(٢) في الأمالي للمفيد : « من عندهم » بدل « عنهم ».
(٣) في حاشية « ض » : « عنه ». وفي الأمالي للمفيد : « نزلته ثمّ عدلت عنه » بدل « تحوّلت منه ».
(٤) في حاشية « ف » : « تثاب ». وفي الأمالي للمفيد : « مرتهن ».
(٥) في مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٠١ : « يا مبتغي العلم ، قيل : هذا افتتاح كلام آخر تركه المصنّف ، وإنّما ذكر ليعلم أنّ ما ذكره ليس جميع الخطبة ، كما مرّ بعضه في باب الصمت ، [ ح ١٨٢٩ ] ؛ حيث قال رضى الله عنه : يا مبتغي العلم ، إنّ هذا اللسان مفتاح الخير ، إلخ ».
(٦) الأمالي للمفيد ، ص ١٧٩ ، المجلس ٢٣ ، صدر الحديث الطويل ١ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ٥٤٣ ، المجلس ٢٠ ، ذيل الحديث الطويل ٢ ، وفيهما بسند آخر عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام ؛ المحاسن ، ص ٢٢٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٦٠ ، عن الوشّاء ، عن مثنّى بن الوليد ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام. الأمالي للطوسي ، ص ٥٤٣ ، المجلس ٢٠ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهماالسلام ، وفيهما من قوله : « يا مبتغي العلم لا يشغلك أهل ولا مال » ، إلى قوله : « ثم استيقظت منها » ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٧ ، ح ٢١٨٤ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٤٠١ ، ح ١١ ؛ وج ٧٣ ، ص ٦٥ ، ح ٣٤.
(٧) في « ض ، بر » وحاشية « بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والبحار : + / « وما أنا والدنيا ». وفيهامش المطبوع عن بعض النسخ : « ما أنا والدنيا ». وفي البحار : « الدنيا » بدل « للدنيا ». قال في المرآة : « مالي
كَمَثَلِ الرَّاكِبِ (١) ، رُفِعَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ (٢) ، فَقَالَ (٣) تَحْتَهَا ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ». (٤)
١٩١٢ / ٢٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقْبَةَ الْأَزْدِيِّ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « مَثَلُ الْحَرِيصِ عَلَى الدُّنْيَا كَمَثَلِ (٥) دُودَةِ الْقَزِّ ، كُلَّمَا ازْدَادَتْ (٦) عَلى نَفْسِهَا لَفّاً ، كَانَ أَبْعَدَ لَهَا مِنَ الْخُرُوجِ حَتّى تَمُوتَ غَمّاً ».
قَالَ : وَ (٧) قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (٨) عليهالسلام : « كَانَ فِيمَا وَعَظَ بِهِ لُقْمَانُ ابْنَهُ (٩) : يَا بُنَيَّ ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا قَبْلَكَ لِأَوْلَادِهِمْ ، فَلَمْ يَبْقَ (١٠) مَا جَمَعُوا (١١) ، وَلَمْ يَبْقَ مَنْ جَمَعُوا لَهُ (١٢) ، وَإِنَّمَا أَنْتَ عَبْدٌ مُسْتَأْجَرٌ (١٣) قَدْ أُمِرْتَ بِعَمَلٍ ، وَوُعِدْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ، فَأَوْفِ عَمَلَكَ ، وَاسْتَوْفِ أَجْرَكَ ، وَلَا تَكُنْ فِي هذِهِ الدُّنْيَا بِمَنْزِلَةِ شَاةٍ وَقَعَتْ (١٤) فِي زَرْعٍ أَخْضَرَ ، فَأَكَلَتْ حَتّى سَمِنَتْ (١٥) ، فَكَانَ حَتْفُهَا (١٦) عِنْدَ سِمَنِهَا ، وَلكِنِ اجْعَلِ الدُّنْيَا بِمَنْزِلَةِ قَنْطَرَةٍ (١٧) عَلى نَهَرٍ
__________________
وللدنيا ، أي أيّ شغل لي مع الدنيا؟ وقيل : « ما » نافية ، أي مالي محبّة مع الدنيا. أو للاستفهام ، أي أيّ محبّة لي معها حتّى أرغب فيها؟ ذكره الطيبي في شرح بعض رواياتهم ».
(١) في « د ، ص ف ، بر ، بس ، بف » والبحار : « راكب ». وفي الوسائل : « كراكب » بدل « ومثلها كمثل الراكب ».
(٢) في حاشية « ض » : « في الصيف ». و « يوم صائف » : يوم حارّ.
(٣) في حاشية « ج ، ص » : « فقعد ». وقال يقيل قَيْلاً وقَيلولةً : نام نصف النهار. المصباح المنير ، ص ٥٢١ ( قيل ).
(٤) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٧ ، ح ٢١٨٥ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٧ ، ح ٢٠٨٤٣ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٦٧ ، ح ٣٥.
(٥) في الكافي ، ح ٢٥٩٢ : « مثل ».
(٦) في البحار ، ص ٢٣ والكافي ، ح ٢٥٩٢ : + / « من القزّ ».
(٧) في « ز ، ص » : ـ / « و ».
(٨) في « ف » : « أبو جعفر ».
(٩) في « ص » : « لابنه ».
(١٠) في « ز » : « فلم يبقوا ».
(١١) في « ج ، د ، ز » : + / « له ». وفي مرآة العقول : « في بعض النسخ : ما جمعوا له ، وكأنّه زيد « له » من النسّاخ ». ثمّ ذكر معنى العبارة على تقديره.
(١٢) في « ز ، ض » : ـ / « ولم يبق من جمعوا له ».
(١٣) في حاشية « ف » : « مستأمر ».
(١٤) في « ز » : « وقفت ».
(١٥) هكذا في « ب ، د ، ز ، ص ، بر ، بس ، بف » والبحار. وفي « ج ، ض ، ف » والمطبوع : « سمن ».
(١٦) في حاشية « ض » : « هلاكها ». والحتف : الهلاك.
(١٧) « القَنْطرة » : الجِسْر. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٤٩ ( قنطر ).
جُزْتَ عَلَيْهَا وَتَرَكْتَهَا ، وَلَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهَا (١) آخِرَ الدَّهْرِ ، أَخْرِبْهَا وَلَا تَعْمُرْهَا (٢) ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُؤْمَرْ (٣) بِعِمَارَتِهَا.
وَاعْلَمْ أَنَّكَ سَتُسْأَلُ غَداً إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَنْ أَرْبَعٍ : شَبَابِكَ فِيمَا أَبْلَيْتَهُ؟ وَعُمُرِكَ فِيمَا أَفْنَيْتَهُ؟ وَمَالِكَ مِمَّا اكْتَسَبْتَهُ (٤) وَفِيمَا أَنْفَقْتَهُ؟ فَتَأَهَّبْ لِذلِكَ ، وَأَعِدَّ لَهُ جَوَاباً ، وَلَا تَأْسَ (٥) عَلى مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ قَلِيلَ الدُّنْيَا لَايَدُومُ بَقَاؤُهُ ، وَكَثِيرَهَا لَا يُؤْمَنُ بَلَاؤُهُ ، فَخُذْ حِذْرَكَ ، وَجِدَّ فِي أَمْرِكَ ، وَاكْشِفِ الْغِطَاءَ عَنْ وَجْهِكَ ، وَتَعَرَّضْ لِمَعْرُوفِ رَبِّكَ ، وَجَدِّدِ التَّوْبَةَ فِي قَلْبِكَ ، وَاكْمُشْ (٦) فِي فَرَاغِكَ ، قَبْلَ أَنْ يُقْصَدَ قَصْدُكَ (٧) ، وَيُقْضى قَضَاؤُكَ ، وَيُحَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَا تُرِيدُ ». (٨)
١٩١٣ / ٢١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « فِيمَا نَاجَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ (٩) مُوسى عليهالسلام : يَا مُوسى ، لَاتَرْكَنْ إِلَى الدُّنْيَا رُكُونَ الظَّالِمِينَ ، وَرُكُونَ مَنِ اتَّخَذَهَا أَباً وَأُمّاً.
__________________
(١) في « ف » : + / « إلى ».
(٢) في « ف » : « لا تعمّرها » على بناء التفعيل. و « أخربها » أي دعها خراباً بترك ما لاتحتاج إليه من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح والمساكن ، والاقتصار على القدر الضروري في كلّ منها. كذا في المرآة.
(٣) في « ز » : « لم تؤمن ».
(٤) في « ف » : « اكسبته ».
(٥) « الأسى » : الحزن. وحقيقته : اتّباع الفائت بالغمّ. المفردات للراغب ، ص ٧٧ ( أسا ).
(٦) « اكمش » أي اسرع وعجّل. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٤٣ ( كمش ).
(٧) في المرآة : « قصدك ، أي نحوك ، كناية عن توجّه ملك الموت إليه لقبض روحه ، أو توجّه الأمراض والبلايا من الله إليه ».
(٨) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب حبّ الدنيا والحرص عليها ، ح ٢٥٩٢ ، إلى قوله : « حتّى تموت غمّاً » مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٨ ، ح ٢١٨٦ ؛ وج ٥ ، ص ٨٩١ ، ح ٣٢٣٦ ؛ وفي البحار ، ج ٧٣ ، ص ٢٣ ، ح ١٣ ؛ وفيه ، ص ٦٨ ، ح ٣٦ ، إلى قوله : « أبعد لها من الخروج حتّى تموت غمّاً ».
(٩) في « ز » : ـ / « به ».
يَا مُوسى ، لَوْ وَكَلْتُكَ إِلى نَفْسِكَ لِتَنْظُرَ لَهَا (١) ، إِذاً لَغَلَبَ (٢) عَلَيْكَ حُبُّ الدُّنْيَا وَزَهْرَتُهَا.
يَا مُوسى ، نَافِسْ (٣) فِي الْخَيْرِ أَهْلَهُ (٤) ، وَاسْتَبِقْهُمْ (٥) إِلَيْهِ ؛ فَإِنَّ الْخَيْرَ كَاسْمِهِ (٦) ، وَاتْرُكْ مِنَ الدُّنْيَا مَا بِكَ الْغِنى عَنْهُ ، وَلَا تَنْظُرْ (٧) عَيْنُكَ إِلى كُلِّ مَفْتُونٍ بِهَا وَ (٨) مُوكَلٍ (٩) إِلى نَفْسِهِ.
وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ فِتْنَةٍ بَدْؤُهَا حُبُّ الدُّنْيَا ، وَلَا تَغْبِطْ أَحَداً بِكَثْرَةِ الْمَالِ ؛ فَإِنَّ مَعَ كَثْرَةِ الْمَالِ تَكْثُرُ (١٠) الذُّنُوبُ لِوَاجِبِ الْحُقُوقِ (١١) ، وَلَا تَغْبِطَنَّ (١٢) أَحَداً بِرِضَى النَّاسِ عَنْهُ حَتّى تَعْلَمَ أَنَّ اللهَ رَاضٍ عَنْهُ (١٣) ، وَلَا تَغْبِطَنَّ مَخْلُوقاً (١٤) بِطَاعَةِ النَّاسِ لَهُ ؛ فَإِنَّ طَاعَةَ النَّاسِ لَهُ وَاتِّبَاعَهُمْ إِيَّاهُ عَلى غَيْرِ الْحَقِّ هَلَاكٌ لَهُ وَلِمَنِ اتَّبَعَهُ (١٥) ». (١٦)
__________________
(١) في « ز » والبحار : « عليها ».
(٢) في حاشية « ض » : « لغلبك ».
(٣) « نافس في الخير أهله » ، أي سابقهم فيه ، والمنافسة : الرغبة في الشيء على وجه المباراة في الكرم ، والمباراة : المسابقة. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٨٥ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٣٨ ( نفس ).
(٤) في البحار : ـ / « أهله ».
(٥) في « ب ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : « واسبقهم ».
(٦) في الوافي : « كاسمه ؛ يعني أنّ الخير خير كلّه كما أنّ اسمه خير ».
(٧) قال في مرآة العقول : « ولا تنظر ، على بناء المجرّد. عينك ، بالرفع أو بالنصب بنزع الخافض ، أي بعينك. وربّما يقرأ : تُنظر ، على بناء الإفعال ، أي لاتجعلها ناظرة إلى كلّ مفتون بها ، أي مبتلى مخدوع بها ».
(٨) في « ز ، ص » : ـ / « و ».
(٩) في « ب ، ج » : « موكّل » بالتشديد. وفي مرآة العقول : « المتبادر أنّه على بناء المفعول ، لكن كأنّ الظاهر حينئذٍ : وموكول ؛ إذ لم يأت « أوكله » فيما عندنا من كتب اللغة ، لكن كثير من الأبنية المتداولة كذلك. ويمكن أن يقرأ على بناء الفاعل من الإيكال بمعنى الاعتماد ».
(١٠) في « ز » : « كثرة ». وقال في مرآة العقول : « تكثر الذنوب ، بصيغة المضارع من باب حسن ، أو مصدر بابالتفعّل ». والأنسب هو الأخير ؛ لأنّه اسم « إنّ ».
(١١) في حاشية « ض » : « الحقّ ».
(١٢) « الغِبْطَة » : أن تتمنَّى مثل حال المغبوطِ من غيرِ أن تريد زوالَها عنه ، وليس بحسد. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٤٦ ( غبط ).
(١٣) في « ج » : ـ / « عنه ».
(١٤) في « ج » وحاشية « ض ، ف ، بر » والبحار : « أحداً ».
(١٥) في « بر » : « تبعه ».
(١٦) الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن الحديث الطويل ١٤٨٢٣ ، بسنده عن عليّ بن عيسى رفعه ، من دون الإسناد
١٩١٤ / ٢٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : إِنَّمَا مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْحَيَّةِ ، مَا أَلْيَنَ مَسَّهَا (١) وَفِي جَوْفِهَا السَّمُّ النَّاقِعُ (٢) ، يَحْذَرُهَا الرَّجُلُ الْعَاقِلُ ، وَيَهْوِي إِلَيْهَا الصَّبِيُّ الْجَاهِلُ ». (٣)
١٩١٥ / ٢٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام إِلى بَعْضِ أَصْحَابِهِ يَعِظُهُ (٤) : أُوصِيكَ وَنَفْسِي بِتَقْوى (٥) مَنْ لَاتَحِلُّ (٦) مَعْصِيَتُهُ ، وَلَا يُرْجى غَيْرُهُ ، وَلَا الْغِنى إِلاَّ بِهِ ؛ فَإِنَّ مَنِ اتَّقَى اللهَ ، جَلَّ وَعَزَّ وَقَوِيَ (٧) وَشَبِعَ (٨) وَرَوِيَ وَرُفِعَ عَقْلُهُ عَنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، فَبَدَنُهُ مَعَ (٩) أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَقَلْبُهُ وَعَقْلُهُ مُعَايِنُ (١٠) الْآخِرَةِ ، فَأَطْفَأَ بِضَوْءِ (١١) قَلْبِهِ مَا أَبْصَرَتْ عَيْنَاهُ مِنْ حُبِّ (١٢) الدُّنْيَا ، فَقَذَّرَ حَرَامَهَا ، وَجَانَبَ شُبُهَاتِهَا ، وَأَضَرَّ (١٣) ـ وَاللهِ ـ بِالْحَلَالِ الصَّافِي إِلاَّ مَا لَابُدَّ لَهُ مِنْ
__________________
إلى المعصوم عليهالسلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٨ ، ح ٢١٨٧ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧٣ ، ح ٣٧.
(١) في « ز » : « لمسها ». وفي حاشية « ج » : « متنها ».
(٢) « سمّ ناقع » ، أي بالغ. وقيل : قاتِل. الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٩٢ ؛ مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٣٩٨ ( نقع ).
(٣) نهج البلاغة ، ص ٤٨٩ ، الحكمة ١١٩ ؛ تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن الكاظم عليهالسلام ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٩ ، ح ٢١٨٨ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٧ ، ح ٢٠٨٤٥.
(٤) في « ف » : ـ / « يعظه ».
(٥) في « ز ، ص بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي : + / « الله ».
(٦) في « د ، ز ، بر ، بف » والوافي : « لا يحلّ ».
(٧) في « ب ، ز ، ض ، ف ، بر ، بف » : « عزّ وجلّ قوي ». وعليه فقوله : « عزّ وجلّ » معترض بين الشرط والجزاء. وفي « ج ، بس » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول والبحار : « عزّ وقوي » بدل « جلّ وعزّ وقوي ».
(٨) في « ز » : ـ / « وشبع ».
(٩) في « ب » : « من ».
(١٠) في « ف » : « مغاير ».
(١١) في حاشية « بف » : « بنور ».
(١٢) قرأ الفيض : « حِبّ » بكسر الحاء ، بمعنى المحبوب. وهو المحتمل عند المجلسي.
(١٣) قال في مرآة العقول : « وأضرّ ، على بناء المعلوم ، كناية عن تركه ... أو على بناء المجهول ، أي يعدّ نفسهمتضرّرة ، أو يتضرّر به لعلوّ حاله ».
كِسْرَةٍ (١) مِنْهُ (٢) يَشُدُّ بِهَا صُلْبَهُ (٣) ، وَثَوْبٍ يُوَارِي (٤) بِهِ عَوْرَتَهُ مِنْ أَغْلَظِ مَا يَجِدُ (٥) وَأَخْشَنِهِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ فِيمَا لَابُدَّ لَهُ (٦) مِنْهُ ثِقَةٌ وَلَا رَجَاءٌ ، فَوَقَعَتْ ثِقَتُهُ وَرَجَاؤُهُ عَلى خَالِقِ الْأَشْيَاءِ ، فَجَدَّ وَاجْتَهَدَ وَأَتْعَبَ بَدَنَهُ (٧) حَتّى بَدَتِ الْأَضْلَاعُ ، وَغَارَتِ الْعَيْنَانِ ، فَأَبْدَلَ (٨) اللهُ لَهُ (٩) مِنْ ذلِكَ قُوَّةً فِي بَدَنِهِ وَشِدَّةً فِي عَقْلِهِ ، وَمَا ذُخِرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ أَكْثَرُ ، فَارْفُضِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ حُبَّ الدُّنْيَا يُعْمِي وَيُصِمُّ (١٠) وَيُبْكِمُ (١١) وَيُذِلُّ الرِّقَابَ ؛ فَتَدَارَكْ مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ ، وَلَا تَقُلْ
غَداً أَوْ (١٢) بَعْدَ غَدٍ ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ (١٣) بِإِقَامَتِهِمْ عَلَى الْأَمَانِيِّ وَالتَّسْوِيفِ حَتّى (١٤) أَتَاهُمْ أَمْرُ اللهِ بَغْتَةً وَهُمْ غَافِلُونَ ، فَنُقِلُوا عَلى أَعْوَادِهِمْ (١٥) إِلى قُبُورِهِمُ الْمُظْلِمَةِ الضَّيِّقَةِ وَقَدْ أَسْلَمَهُمُ (١٦) الْأَوْلَادُ وَالْأَهْلُونَ ، فَانْقَطِعْ إِلَى اللهِ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ مِنْ رَفْضِ الدُّنْيَا
__________________
(١) في « ف » : « كسوة ». و « الكِسْرَة » : القطعة من الشيء المكسور. ومنه : الكسرة من الخُبْز. المصباح المنير ، ص ٥٣٣ ( كسر ).
(٢) في « ب ، ج ، ض » : « ما لابدّ له منه من كسرة ». وفي « ص ، بر » : « ما لابدّ منه له من كسرة ». وفي البحار : « ما لابدّ منه من كسرة » كلّها بدل « ما لابدّ له من كسرة منه ». وفي « ز ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي : ـ / « منه ». وفي المطبوع : « [ منه ] ».
(٣) في « ف » : « أصلبة ». و « الصُلب » من الظَّهر ، وكلّ شيء من الظَّهر فيه فَقارٌ فذلك الصُّلْب. الصحاح ، ج ١ ، ص ١٦٣ ( صلب ).
(٤) في « ض » : « تواري ».
(٥) في « ب » : « يجده ».
(٦) في « ض » والبحار : ـ / « له ».
(٧) في « ز ، بس » : ـ / « وأتعب بدنه ».
(٨) في « ض » وحاشية « بف » : « فأبدأ ».
(٩) في « ز » : ـ / « له ».
(١٠) « الصَّمم » : انسداد الاذُن وثقل السَّمع. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٨٨ ( صمم ).
(١١) « الأبكم » : الأخرس الذي لا يتكلّم ، وإذا امتنع الرجل من الكلام جهلاً أو تعمّداً فقد بَكِمَ عنه. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٨٦ ( بكم ).
(١٢) في « ب ، ز ، ص ، ض ، بس » وشرح المازندراني والوافي والبحار : « و » بدل « أو ».
(١٣) في حاشية « د » : « قبلكم ».
(١٤) في « ز » : « من حيث » بدل « حتّى ».
(١٥) في الوافي : « الأعواد ، جمع عود ، والمراد بها ما يحمل عليه الموتى إلى قبورهم ».
(١٦) « أسلمهم » : خذلهم ، أو تركهم. راجع : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٩٤ ـ ٢٩٥ ( سلم ).
وَعَزْمٍ لَيْسَ فِيهِ انْكِسَارٌ وَلَا انْخِزَالٌ (١) ؛ أَعَانَنَا اللهُ (٢) وَإِيَّاكَ عَلى طَاعَتِهِ ، وَوَفَّقَنَا اللهُ (٣) وَإِيَّاكَ لِمَرْضَاتِهِ ». (٤)
١٩١٦ / ٢٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَغَيْرِهِ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَثَلُ (٥) الدُّنْيَا كَمَثَلِ مَاءِ الْبَحْرِ (٦) ، كُلَّمَا شَرِبَ (٧) مِنْهُ الْعَطْشَانُ ازْدَادَ عَطَشاً حَتّى (٨) يَقْتُلَهُ ». (٩)
١٩١٧ / ٢٥. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ الرِّضَا عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ لِلْحَوَارِيِّينَ : يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لَاتَأْسَوْا عَلى مَا فَاتَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا ، كَمَا لَايَأْسى أَهْلُ الدُّنْيَا عَلى مَا فَاتَهُمْ مِنْ دِينِهِمْ (١٠) إِذَا أَصَابُوا دُنْيَاهُمْ ». (١١)
__________________
(١) الخزل والتخزّل والانخزال : مشية في تثاقل ، وتخزّل السحاب كأنّه يتراجع تثاقلاً. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣١٢ ( خزل ).
(٢) في « ف » : ـ / « الله ».
(٣) في « ف ، بر » والوافي : ـ / « الله ».
(٤) الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٩ ، ح ٢١٨٩ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧٥ ، ح ٣٩.
(٥) في « بس » : + / « إنّما مثل ».
(٦) في الزهد : « البحر المالح » بدل « ماء البحر ».
(٧) في « ف » : « اشْرب ».
(٨) في « ف » : ـ / « حتّى ».
(٩) الزهد ، ص ١١٦ ، ح ١٣٢ ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن طلحة بن زيد ، مع زيادة في أوّله. تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن الكاظم عليهالسلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٠ ، ح ٢١٩٠ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٧٩ ، ح ٤٠.
(١٠) في الزهد : « آخرتهم ».
(١١) الزهد ، ص ١١٩ ، ح ١٤٠ ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبي الحسن عليهالسلام. الأمالي للصدوق ، ص ٤٩٦ ، المجلس ٧٥ ، ح ٢ ، بسنده عن الحسن بن عليّ ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ، ح ٢١٩١ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٨٠ ، ح ٤١.
٦٢ ـ بَابٌ (١)
١٩١٨ / ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي (٢) وَعَظَمَتِي وَعُلُوِّي (٣) وَارْتِفَاعِ مَكَانِي ، لَايُؤْثِرُ عَبْدٌ (٤) هَوَايَ عَلى هَوى نَفْسِهِ إِلاَّ (٥) كَفَفْتُ عَلَيْهِ (٦) ضَيْعَتَهُ (٧) ، وَضَمَّنْتُ (٨) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ رِزْقَهُ (٩) ، وَكُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ (١٠) ». (١١)
١٩١٩ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ (١٢) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
__________________
(١) في مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣١٦ : « إنّما لم يعنون هذا الباب لأنّه قريب من الباب الأوّل ، فكأنّه داخل في عنوانه ؛ لأنّه فيه المنع عن إيثار هوى الأنفس وشهواتها على رضا الله تعالى ، وليس هذا الإيثار إلاّلحبّ الدنيا وشهواتها ، لكن لمّا لم تذكر في الخبرين ذكر الدنيا صريحاً أفرد لهما باباً وألحقه بالباب السابق ».
(٢) في « د ، ز ، ص ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل : ـ / « وجلالي ».
(٣) في حاشية « ض » : « وعلوّ ارتفاعي ».
(٤) في « ض » : + / « مؤمن ».
(٥) في الخصال : + / « جعلتُ غناه في نفسه وهمّه في آخرته و ».
(٦) في حاشية « د » والخصال : « عنه ».
(٧) في « بف » : « صنيعته ». ويكفّ عنه ضَيْعتَه : أي يجمع عليه معيشته ويضمّها إليه. النهاية ، ج ٤ ، ص ١٩٠ ( كفف ).
(٨) يجوز في « ضمنت » تخفيف الميم ، أي يقرأ بصيغة الغائب على بناء المجرّد ورفع السماوات والأرض. واستبعده المجلسي.
(٩) في « بر » : « برزقه ».
(١٠) في المرآة : « أي كنت له عوضاً من تجارة كلّ تاجر ، فإنّ كلّ تاجر يتّجر لمنفعة دنيويّة أو اخرويّة ، ولمّا أعرض عن جميع ذلك كنت أنا ربح تجارته. وهذا معنى رفيع دقيق خطر بالبال ».
(١١) الخصال ، ص ٣ ، باب الواحد ، ح ٥ ، بسند آخر عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٥ ، ص ٩٠٢ ، ح ٣٢٥٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٨ ، ح ٢٠٥٠٩ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٧٩ ، ح ١٥.
(١٢) المراد من ابن سنان في رواة أبي حمزة هو عبد الله بن سنان ، وروى محمّد بن يحيى عن أحمد بن
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (١) عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَعَظَمَتِي وَبَهَائِي وَعُلُوِّ ارْتِفَاعِي لَايُؤْثِرُ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ (٢) هَوَايَ عَلى هَوَاهُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا إِلاَّ جَعَلْتُ غِنَاهُ فِي نَفْسِهِ ، وَهِمَّتَهُ (٣) فِي آخِرَتِهِ ، وَضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ رِزْقَهُ ، وَكُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلِّ تَاجِرٍ ». (٤)
٦٣ ـ بَابُ الْقَنَاعَةِ
١٩٢٠ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ :
__________________
محمّد [ بن عيسى ] عن [ الحسن ] بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي حمزة في عددٍ من الأسناد ، منها ما ورد في الكافي ، ح ١٨٢١ و ٢٣٣٤ و ٣١٨٨ و ٣١٩٢. وراجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢١ ، ص ١٣٢ ، الرقم ١٤١٩٠ ؛ وص ١٣٥ ، الرقم ١٤١٩٢. ولم نجد رواية العلاء بن رزين عن عبد الله بن سنان في غير هذا المورد. والعلاء وابن سنان كلاهما من مشايخ الحسن بن محبوب وروى هو عنهما في كثيرٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٥٤ ـ ٣٥٨ ؛ وج ٢٣ ، ص ٢٦٤ ـ ٢٦٦ ؛ وص ٢٦٧ ـ ٢٦٩.
والظاهر وقوع خلل في سندنا هذا. والمحتمل قويّاً أنّ ابن سنان معطوف على العلاء بن رزين ، وأنّ الصواب في السند هو : « العلاء بن رزين وابن سنان عن أبي حمزة ».
ويؤيّد ذلك ما ورد في بعض الأسناد من رواية العلاء بن رزين عن أبي حمزة مباشرة. راجع : المختار من كتاب علاء بن رزين المطبوع ضمن الاصول الستّة عشر ، ص ٣٦٢ ، ح ٦١٧ ؛ وص ٣٦٣ ، ح ٦١٨ ؛ وص ٣٦٤ ، ح ٦٢٤ و ٦٢٥ ؛ الخصال ، ص ٢٧٧ ، ح ٢١.
(١) في « ج » : « أبي عبد الله ».
(٢) في « ب » والمحاسن والزهد : ـ / « مؤمن ».
(٣) في « بر » والزهد : « وهمّه ».
(٤) المحاسن ، ص ٢٨ ، كتاب ثواب الأعمال ، ح ١ ، عن ابن بنت إلياس ، عن عبد الله بن سنان ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ الزهد ، ص ٨٦ ، ح ٥٧ ، عن النضر ، عن ابن سنان ؛ الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب اتّباع الهوى ، ح ٢٦٧٤ ، بسند آخر عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ ثواب الأعمال ، ص ٢٠١ ، ح ١ ، بسنده عن أبي حمزة الثمالي ، عن زين العابدين عليهالسلام. فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٥٩ ؛ تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، عن موسى بن جعفر عليهالسلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ، ح ٢١٩٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٩ ، ح ٢٠٥١٠.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « إِيَّاكَ أَنْ تُطْمِحَ (١) بَصَرَكَ (٢) إِلى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ ، فَكَفى بِمَا قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِنَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣) : ( فَلا (٤) تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ ) (٥) وَقَالَ (٦) : ( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا ) (٧) فَإِنْ دَخَلَكَ مِنْ ذلِكَ (٨) شَيْءٌ (٩) ، فَاذْكُرْ عَيْشَ (١٠) رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فَإِنَّمَا كَانَ (١١) قُوتُهُ الشَّعِيرَ ، وَحَلْوَاهُ التَّمْرَ ، وَوَقُودُهُ السَّعَفَ (١٢) إِذَا (١٣) وَجَدَهُ ». (١٤)
__________________
(١) في « ز » : « أن يطمح ». وفي مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٢٠ : « أن تطمح بصرك ... يحتمل أن يكون على بناء المجرّدورفع البصر ». وطمح ببصره نحو الشيء يطمح طموحاً : استشرف له. المصباح المنير ، ص ٣٧٨ ( طمح ).
(٢) في « بس » والزهد : ـ / « بصرك ». وفي الكافي ، ح ١٥٠٠٤ : « نفسك ».
(٣) في الوسائل : ـ / « لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
(٤) هكذا في القرآن. وفي جميع النسخ والمطبوع : « ولا ». وفي مرآة العقول : « كذا في النسخ التي عندنا ، والظاهر : « فلا » ؛ إذ الآية في سورة التوبة في موضعين ... وما ذكر هنا لا يوافق شيئاً منهما ، وإن احتمل أن يكون نقلاً بالمعنى إشارة إلى الآيتين معاً ».
(٥) التوبة (٩) : ٥٥.
(٦) في الكافي ، ح ١٥٠٠٤ : + / « الله عزّوجلّ لرسوله ».
(٧) طه (٢٠) : ١٣١.
(٨) في الوسائل : ـ / « من ذلك ».
(٩) في الكافي ، ح ١٥٠٠٤ والزهد : « فإن خفت شيئاً من ذلك » بدل « فإن دخلك من ذلك شيء ».
(١٠) في حاشية « ف » : « فتذكّر تعيّش ».
(١١) في مرآة العقول : ـ / « كان ».
(١٢) السَّعَف : أغصان النخل ، وأكثر ما يقال إذا يبست ، وإذا كانت رطبة فهي الشطبة ، هذا ما دامت بالخوص ، فإذا زال الخوص عنها قيل : جريدة ؛ أو السعف : الورق ، والواحدة : سَعَفة. وكلاهما يمكن أن يراد هنا. راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٥١ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٧٧ ( سعف ).
(١٣) في مرآة العقول : « إن ».
(١٤) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٠٠٤ ؛ والزهد ، ص ٧٢ ، ح ٢٤ ، بسنده عن زيد الشحّام ، عن عمرو بن سعيد بن هلال ، عن أبي عبد الله عليهالسلام. وفي الأمالي للمفيد ، ص ١٩٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٥ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٦٨١ ، المجلس ٣٨ ، ح ١ ، بسندهما عن عمرو بن سعيد بن هلال ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره. وفيه ، ص ٦٦٣ ، المجلس ٣٥ ، ح ٢٧ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وتمام الرواية فيه : « كان طعام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الشعير إذا وجده ، وحلواه التمر ، ووقوده السعف » ، مع زيادة في أوّله. فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٦٥ ، وتمام الرواية فيه : « إن دخل نفسك شيء من القناعة فاذكر معاش رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٥ ، ح ٢٢٠١ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٠ ، ح ٢٧٧٧٣ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٢ ، ح ١٣.
١٩٢١ / ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (١) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ ـ سَالِمِ بْنِ مُكْرَمٍ ـ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَمَنِ اسْتَغْنى أَغْنَاهُ اللهُ ». (٢)
١٩٢٢ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ رَضِيَ مِنَ اللهِ بِالْيَسِيرِ مِنَ الْمَعَاشِ (٣) ، رَضِيَ اللهُ مِنْهُ (٤) بِالْيَسِيرِ (٥) مِنَ الْعَمَلِ ». (٦)
__________________
(١) هكذا في النسخ والطبعة القديمة من الكافي والوسائل. وفي المطبوع : ـ / « وعليّ بن محمّد ». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى المصنّف عن شيخه عليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد في كثيرٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٢ ، ص ٣٣١ ـ ٣٣٢. فعليه في السند تحويل بعطف « عليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد » على « الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد » ، ويروي عن الوشّاء ، معلّى بن محمّد وصالح بن أبي حمّاد معاً.
يؤكّد ذلك مضافاً إلى وجود لفظة « جميعاً » في السند الدالّ على تعدّد الراوي عن الوشّاء ، ما ورد في الكافي ، ح ٢٠٢٣ و ٢٥٤١ و ٢٦٨٧ و ١٢٦٩٥ ، من رواية الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد وعليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد جميعاً عن الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة [ سالم بن مكرم ].
هذا ، ويظهر وجه سقوط « وعليّ بن محمّد » من المطبوع ؛ من الشباهة الكثيرة بين معلّى بن محمّد وعليّ بن محمّد في الكتابة الموجب لجواز النظر من أحدهما إلى الآخر ، كما أشرنا إليه غير مرّةٍ.
(٢) فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٦٥ الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ، ح ٢٢١١ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٠ ، ذيل ح ٢٧٧٧٤ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٤ ، ح ١٤.
(٣) في « ض » وفقه الرضا والخصال والمعاني وتحف العقول : « الرزق ».
(٤) في « ز ، ض ، ف » : « عنه ».
(٥) في فقه الرضا والخصال وتحف العقول ، ص ٦٠ : « بالقليل ».
(٦) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ، ح ٥٨٩٠ ، بإسناده عن الحسن بن محبوب. الأمالي للطوسي ، ص ٧٢١ ، المجلس ٤٣ ،
١٩٢٣ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ : ابْنَ آدَمَ ، كُنْ كَيْفَ شِئْتَ ؛ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ ، مَنْ رَضِيَ مِنَ اللهِ بِالْقَلِيلِ مِنَ الرِّزْقِ ، قَبِلَ اللهُ مِنْهُ الْيَسِيرَ (١) مِنَ الْعَمَلِ (٢) ؛ وَمَنْ رَضِيَ (٣) بِالْيَسِيرِ مِنَ الْحَلَالِ ، خَفَّتْ (٤) مَؤُونَتُهُ ، وَزَكَتْ مَكْسَبَتُهُ (٥) ، وَخَرَجَ (٦) مِنْ حَدِّ الْفُجُورِ (٧) ». (٨)
١٩٢٤ / ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : « مَنْ لَمْ يُقْنِعْهُ مِنَ الرِّزْقِ إِلاَّ الْكَثِيرُ ، لَمْ يَكْفِهِ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ الْكَثِيرُ ؛ وَمَنْ كَفَاهُ مِنَ الرِّزْقِ الْقَلِيلُ ، فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ مِنَ الْعَمَلِ الْقَلِيلُ ». (٩)
__________________
ح ٥ ، بسند آخر ؛ الخصال ، ص ٦١٦ ، أبواب المائة فما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام ؛ معاني الأخبار ، ص ٢٦٠ ، ح ١ ، بسند آخر ، وفيه : « سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن معنى الحديث من رضي ... قال : يطيعه في بعض ويعصيه في بعض ». فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٦٥ ؛ تحف العقول ، ص ٥٧ ، وص ٦٠ ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ وفيه ، ص ١٠٧ ، ضمن الحديث الطويل ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وفي كلّ المصادر مع زيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٥ ، ح ٢٢٠٢ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣٠ ، ح ٢٧٧٧٢ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٥ ، ح ١٥.
(١) في الوسائل : « القليل ».
(٢) في « ف » : ـ / « من العمل ».
(٣) في حاشية « ج » : + / « من الله ».
(٤) في « ز » : « خفّفت ».
(٥) في « ب ، ج ، بس » ومرآة العقول : « مكسبه ». وفي حاشية « ف » : « مكتسبه ».
(٦) في « ف » : + / « به ».
(٧) في تحف العقول ، ص ٣٧٧ : « العجز ». و « الفجور » : الريبة والانبعاث في المعاصي. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٣٧٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٣٤ ( فجر ).
(٨) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٣٦١ ، بسند آخر عن الرضا عليهالسلام. تحف العقول ، ص ٤٤٨ ، عن الرضا عليهالسلام ، وفيهما مع اختلاف وزيادة ؛ وفيه ، ص ٣٧٧ ، من قوله : « من رضي من الله بالقليل » الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٥ ، ح ٢٢٠٣ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣١ ، ح ٢٧٧٧٧ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٥ ، ح ١٦.
(٩) الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٦ ، ح ٢٢٠٤ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣١ ، ح ٢٧٧٧٦ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٦ ، ح ١٧.
١٩٢٥ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ : ابْنَ (١) آدَمَ ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مِنَ الدُّنْيَا مَا يَكْفِيكَ ، فَإِنَّ أَيْسَرَ مَا فِيهَا يَكْفِيكَ ؛ وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا (٢) تُرِيدُ مَا لَايَكْفِيكَ ، فَإِنَّ كُلَّ مَا فِيهَا لَايَكْفِيكَ ». (٣)
١٩٢٦ / ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ (٤) بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ مُكْرَمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « اشْتَدَّتْ حَالُ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : لَوْ (٥) أَتَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فَسَأَلْتَهُ ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قَالَ : مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَمَنِ اسْتَغْنى أَغْنَاهُ اللهُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : مَا يَعْنِي غَيْرِي ، فَرَجَعَ (٦) إِلَى امْرَأَتِهِ ، فَأَعْلَمَهَا ، فَقَالَتْ (٧) : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بَشَرٌ ، فَأَعْلِمْهُ ، فَأَتَاهُ ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قَالَ : مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَمَنِ اسْتَغْنى أَغْنَاهُ اللهُ ، حَتّى فَعَلَ الرَّجُلُ ذلِكَ ثَلَاثاً ، ثُمَّ ذَهَبَ الرَّجُلُ ، فَاسْتَعَارَ مِعْوَلاً (٨) ، ثُمَّ أَتَى الْجَبَلَ ، فَصَعِدَهُ فَقَطَعَ حَطَباً ،
__________________
(١) في « ص ، ف ، بر ، بف » والوافي : « يا ابن ».
(٢) في « ف » ومرآة العقول والوسائل : ـ / « إنّما ».
(٣) الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٦ ، ح ٢٢٠٥ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣١ ، ح ٢٧٧٧٥ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٦ ، ح ١٨.
(٤) في « ض » : « عبد الله ». وربّما يتوهّم كونه عبد الله بن محمّد الحجّال الأسدي الذي روى عنه محمّد بن الحسينبعناوينه المختلفة. لكنّ الظاهر عدم صحّة هذه النسخة ، وعبد الرحمن هذا ، هو عبد الرحمن بن محمّد بن أبي هاشم ، الذي روى محمّد بن الحسين عنه بعنوان عبد الرحمن بن أبي هاشم البزّاز كتاب سالم بن مكرم. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٣٦ ، الرقم ٦٢٣ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ٢٢٦ ، الرقم ٣٣٧.
يؤيّد ذلك مضافاً إلى عدم ثبوت رواية الحجّال ـ بعناوينه المختلفة ـ عن سالم بن مكرم ـ بعناوينه المختلفة ـ في موضع ، ما ورد في الكافي ، ح ٨٣٢١ من رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن محمّد ، عن أبي خديجة. وأبو خديجة كنية سالم بن مكرم.
(٥) « لو » للتمنّي.
(٦) في « ب » : + / « الرجل ». وفي « ز » : « فراح ».
(٧) في « ض » : + / « امرأته ».
(٨) « المِعْوَل » : حديدة ينقربها الجبال.
ثُمَّ جَاءَ بِهِ ، فَبَاعَهُ بِنِصْفِ مُدٍّ (١) مِنْ دَقِيقٍ ، فَرَجَعَ بِهِ ، فَأَكَلَهُ ، ثُمَّ ذَهَبَ مِنَ الْغَدِ ، فَجَاءَ بِأَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ ، فَبَاعَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يَعْمَلُ وَيَجْمَعُ حَتَّى اشْتَرى مِعْوَلاً ، ثُمَّ جَمَعَ حَتَّى اشْتَرى بَكْرَيْنِ (٢) وَغُلَاماً ، ثُمَّ أَثْرى (٣) حَتّى أَيْسَرَ ، فَجَاءَ إِلَى (٤) النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَأَعْلَمَهُ كَيْفَ جَاءَ يَسْأَلُهُ (٥) ، وَكَيْفَ سَمِعَ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : قُلْتُ لَكَ : مَنْ سَأَلَنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَمَنِ اسْتَغْنى أَغْنَاهُ اللهُ ». (٦)
١٩٢٧ / ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفُرَاتِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (٧) عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ ، فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ (٨) اللهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِ (٩) غَيْرِهِ ». (١٠)
١٩٢٨ / ٩. عَنْهُ (١١) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
__________________
(١) في « ب » : « منّ ».
(٢) « البَكر » : الفتيّ من الإبل. والانثى : بَكرة. والجمع : بِكار. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٩٥ ( بكر ).
(٣) « أثرى » من الثروة ، أي كثر ماله. لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١١١ ( ثرا ).
(٤) في « ب » : ـ / « إلى ».
(٥) في « ف » : ـ / « يسأله ».
(٦) فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٦٥ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٩ ، ح ٢٢١٠ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٢٨ ، ح ١٠٢ ؛ وج ٧٣ ، ص ١٧٧ ، ح ١٩.
(٧) في « ب » : « أبي عبد الله ».
(٨) في « ز ، ص ض ، ف » : « يدي ».
(٩) في « ف ، بر » : « يدي ».
(١٠) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٠ ، ح ٥٨٥٨ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٣٠٥ ، المجلس ٥٠ ، ح ١١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٩٦ ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. تحف العقول ، ص ٢٧ ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي كلّها مع زيادة في أوّله وآخره ؛ فقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٦٤ ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. راجع : الأمالي للمفيد ، ص ٣٥٠ ، المجلس ٤٢ ، ح ١ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٢٠ ، المجلس ٤ ، ح ١٨٧ ؛ وفقه الرضا عليهالسلام ، ص ٣٦٤ الوافي ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ، ح ٢٢١٢ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣١ ، ح ٢٧٧٧٨ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٧ ، ح ٢٠.
(١١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد بن محمّد بن خالد ،
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَوْ (١) أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام ، قَالَ : « مَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللهُ ، فَهُوَ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ ». (٢)
١٩٢٩ / ١٠. عَنْهُ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ ، قَالَ :
شَكَا رَجُلٌ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَنَّهُ يَطْلُبُ فَيُصِيبُ وَلَا يَقْنَعُ ، وَتُنَازِعُهُ نَفْسُهُ إِلى مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْهُ؟ وَقَالَ : عَلِّمْنِي شَيْئاً أَنْتَفِعُ بِهِ.
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام (٣) : « إِنْ كَانَ مَا يَكْفِيكَ يُغْنِيكَ ، فَأَدْنى مَا فِيهَا يُغْنِيكَ ؛ وَإِنْ كَانَ مَا يَكْفِيكَ لَايُغْنِيكَ ، فَكُلُّ مَا فِيهَا لَايُغْنِيكَ ». (٤)
١٩٣٠ / ١١. عَنْهُ (٥) ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :
__________________
عن ابن فضّال في كثيرٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٣٩٥ ؛ وص ٦٣١ ـ ٦٣٢. فظهر أنّ مرجع الضمير في هذا السند والسند الآتي واحدٌ.
(١) في « ب » وحاشية « بر » : « و ». وفي « ف » : + / « عن ».
(٢) الزهد ، ص ٧٩ ، ح ٤١ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ١٨٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٩ ، بسند آخر عن أبي حمزة ، عن عليّ بن الحسين عليهالسلام ، مع زيادة في أوّله. وفي الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٥٨ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٥ ؛ والخصال ، ص ١٢٥ ، باب الثلاثة ، ضمن الحديث الطويل ١٢٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهمالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. الأمالي للطوسي ، ص ٥٣٥ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ١ ، بسند آخر عن أبي ذرّ ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ الأمالي للصدوق ، ص ٢٠١ ، المجلس ٣٦ ، ح ١٣ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهمالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفيه : « وارض بقسم الله تكن أغنى الناس » مع زيادة في أوّله وآخره. تحف العقول ، ص ٦ ، ضمن الحديث الطويل ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ وفيه ، ص ٢٧٨ ، عن عليّ بن الحسين عليهالسلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٨ ، ح ٢٢٠٧ ؛ الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٣١ ، ح ٢٧٧٧٩ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٨ ، ح ٢١.
(٣) في « ف » : + / « له ».
(٤) تحف العقول ، ص ٣٨٧ ، ضمن الحديث الطويل ، عن موسى بن جعفر عليهالسلام ، من قوله : « إن كان ما يكفيك يغنيك » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٠٨ ، ح ٢٢٠٨ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٢.
(٥) في « ب ، ف » وحاشية « بر ، بف » : « وعنه ». ثمّ إنّ الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد ؛ فقد روى هو عن عدّة من أصحابنا عن حنان [ بن سدير ] في المحاسن ، ص ٥٠٧ ، ح ٢٥٢ ؛ وص ٥٢٤ ، ح ٧٤٨ ؛ وص ٥٣٨ ، ح ٨١٦ ؛ وص ٥٨٠ ، ح ٥٢.