الكافي - ج ٣

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

الكافي - ج ٣

المؤلف:

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي


المحقق: مركز بحوث دار الحديث
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-347-5
ISBN الدورة:
978-964-493-340-0

الصفحات: ٧٩١

١٥٨٥ / ٨. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ فُضَيْلِ (١) بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « عَجِبْتُ لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ (٢) ؛ لَايَقْضِي (٣) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ (٤) قَضَاءً إِلاَّ كَانَ خَيْراً لَهُ ؛ وَ (٥) إِنْ قُرِّضَ (٦) بِالْمَقَارِيضِ كَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ مَلَكَ (٧) مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا كَانَ خَيْراً لَهُ ». (٨)

١٥٨٦ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَحَقُّ خَلْقِ اللهِ أَنْ يُسَلِّمَ (٩) لِمَا (١٠) قَضَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَنْ عَرَفَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَمَنْ رَضِيَ بِالْقَضَاءِ ، أَتى عَلَيْهِ الْقَضَاءُ ، وَعَظَّمَ (١١) اللهُ أَجْرَهُ (١٢) ؛ وَمَنْ‌

__________________

(١) في « ص ، بف » : « فضل ». وهذا أيضاً صحيح. راجع : رجال الطوسي ، ص ٢٦٨ ، الرقم ٣٨٥٤ ؛ وص ٢٦٩ ، الرقم ٣٨٧.

(٢) في مرآة العقول : « كأنّ المراد المسلم بالمعنى الأخصّ ، أي المؤمن المنقاد لله. وربّما يقرأ بالتشديد من‌التسليم ».

(٣) في « ف » : « أن لا يقضي ».

(٤) في « ب ، بر ، بف » : « عليه ».

(٥) في « ب ، د ، ص ، ض ، ف » : ـ / « و ».

(٦) في مرآة العقول : « وإن قرض ، على بناء المجهول ، من باب ضرب. أو على بناء التفعيل ، للتكثير والمبالغة ».

(٧) في مرآة العقول : « وإن ملك ، على بناء المجرّد المعلوم ، أو على بناء المفعول من التفعيل ».

(٨) الكافي ، كتاب المعيشة ، باب دخول الصوفيّة على أبي عبد الله عليه‌السلام ... ، ح ٨٣٥٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره. وفي التوحيد ، ص ٤٠١ ، ح ٥ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٥٤٦ ، المجلس ٨١ ، ح ١٥ ، بسندهما عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. المؤمن ، ص ٢٧ ، ح ٤٩ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي الثلاثة الأخيرة : « عجبت للمرء المسلم أنّه ليس من قضاء يقضيه الله عزّ وجلّ إلاّكان خيراً له في عاقبة أمره » مع زيادة في أوّله. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٠ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٧٧ ، ح ١٩٤٠ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٥٠ ، ح ٣٥٤٤ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣٣١ ، ح ١٥.

(٩) في مرآة العقول : « أن يسلّم ، بفتح الهمزة بتقدير الباء ، أي بأن يسلّم ، على بناء التفعيل ، ويحتمل الإفعال ».

(١٠) في مرآة العقول : « بما ».

(١١) في الوسائل : « وأعظم ».

(١٢) في الخصال : « وهو مأجور » بدل « وعظّم الله أجره ».

١٦١

سَخِطَ الْقَضَاءَ ، مَضى عَلَيْهِ الْقَضَاءُ ، وَأَحْبَطَ اللهُ أَجْرَهُ ». (١)

١٥٨٧ / ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

قَالَ (٢) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا : « الزُّهْدُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ ؛ أَعْلى دَرَجَةِ الزُّهْدِ أَدْنى دَرَجَةِ الْوَرَعِ ، وَأَعْلى دَرَجَةِ الْوَرَعِ أَدْنى دَرَجَةِ الْيَقِينِ ، وَأَعْلى دَرَجَةِ الْيَقِينِ أَدْنى دَرَجَةِ الرِّضَا ». (٣)

١٥٨٨ / ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَقِيَ الْحَسَنُ (٤) بْنُ عَلِيٍّ عليهما‌السلام عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ ، فَقَالَ (٥) : يَا عَبْدَ اللهِ (٦) ، كَيْفَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً وَهُوَ يَسْخَطُ قِسْمَهُ (٧) ، وَيُحَقِّرُ مَنْزِلَتَهُ ،

__________________

(١) الخصال ، ص ٢٣ ، باب الواحد ، ح ٨٠ ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، من قوله : « ومن رضي بالقضاء أتى عليه القضاء » مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٧٨ ، ح ١٩٤١ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٥٣ ، ح ٣٥٥٤ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣٣٢ ، ح ١٦.

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل ، ح ٣٥٥٦ والبحار ، ج ٧٢. وفي المطبوع والوسائل ، ح ٢٠٨٣٢ والبحار ، ج ٧٣ : + / « لي ».

(٣) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٨٩٦ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وعليّ بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد. وفي الخصال ، ص ٤٣٧ ، باب العشرة ، ح ٢٦ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٥٢ ، ح ٤ ، بسندهما عن القاسم بن محمّد الإصبهاني ، وفي كلّها مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. وراجع : تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٥٩ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٧٨ ، ح ١٩٤٢ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٥٣ ، ح ٣٥٥٦ ؛ وج ١٦ ، ص ١٢ ، ح ٢٠٨٣٢ ؛ البحار ، ج ٧٣ ، ص ٥٠ ، ح ٢٢ ؛ وج ٧٢ ، ص ٣٣٤ ، ح ٢٢.

(٤) في « ز » : « الحسين ».

(٥) في الوسائل : + / « له ».

(٦) في « ض » : + / « بن جعفر ».

(٧) في « ص ، ف » وحاشية « بر » : « قسمته ». وفي مرآة العقول : « القسم ، بالكسر وهو النصيب ، أو بالفتح مصدر قسمه كضربه ، أو بكسر القاف وفتح السين جمع قسمة بالكسر مصدراً أيضاً. وعلى الأوّل الضمير البارز راجع إلى المؤمن ، وعلى الأخيرين إمّا راجع إليه أيضاً بالإضافة إلى المفعول ، أو إلى الله ».

١٦٢

وَالْحَاكِمُ (١) عَلَيْهِ اللهُ؟ وَأَنَا الضَّامِنُ لِمَنْ لَمْ يَهْجُسْ (٢) فِي قَلْبِهِ إِلاَّ الرِّضَا أَنْ يَدْعُوَ اللهَ ، فَيُسْتَجَابَ لَهُ ». (٣)

١٥٨٩ / ١٢. عَنْهُ (٤) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ (٥) : بِأَيِّ شَيْ‌ءٍ يَعْلَمُ (٦) الْمُؤْمِنُ بِأَنَّهُ (٧) مُؤْمِنٌ؟

قَالَ : « بِالتَّسْلِيمِ لِلّهِ ، وَالرِّضَا فِيمَا (٨) وَرَدَ عَلَيْهِ مِنْ سُرُورٍ أَوْ (٩) سَخَطٍ ». (١٠)

١٥٩٠ / ١٣. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ (١١) ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَقُولُ لِشَيْ‌ءٍ قَدْ مَضى : لَوْ كَانَ‌

__________________

(١) في شرح المازندراني : « والحاكم ... عطف على « منزلته » والله بدل عن الحاكم ، أي ويحقّر الحاكم عليه وهوالله ؛ لأنّ تحقير حكم الحاكم تحقير له » ، واستبعده المجلسي في مرآة العقول.

(٢) يهجس في القلب ، أي ما يخطر به ويدور فيه من الأحاديث والأفكار. النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٤٧ ( هجس ).

(٣) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٧٨ ، ح ١٩٤٣ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٥١ ، ح ٣٥٤٩ ؛ البحار ، ج ٤٣ ، ص ٣٥١ ، ح ٢٥ ؛ وج ٧٢ ، ص ٣٣٥ ، ح ٢٣.

(٤) الضمير راجع إلى « أحمد بن محمّد بن خالد » المذكور في السند السابق ؛ فقد روى الخبر في المحاسن ، ص ٣٢٨ ، ح ٨٥ ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان.

(٥) في المحاسن : ـ / « له ».

(٦) في « ج ، ص ، ف » وحاشية « د ، ز ، بس ، بف » والوسائل والمحاسن : « علم ». وفي « بر » : « أعلم ».

(٧) في « ب ، ج ، د ، ص ، ض ، ف ، بف » والوسائل والمحاسن : « أنّه ».

(٨) في المحاسن : « بما ».

(٩) في المحاسن : « و ».

(١٠) المحاسن ، ص ٣٢٨ ، كتاب العلل ، ح ٨٥ ، مع زيادة في أوّله. وفي بصائر الدرجات ، ص ٥٢٢ ، ح ١٥ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٧٩ ، ح ١٩٤٤ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٥٢ ، ح ٣٥٥٠ ؛ البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣٣٦ ، ح ٢٤.

(١١) في « ز ، ص ، ض ، بس ، بف » : ـ / « عن أبيه ». هذا ، وعلى فرض صحّة هذه النسخ ضمير « عنه » في صدر السندراجع إلى « أبيه » ـ والمراد منه محمّد بن خالد ـ في السند السابق ؛ فإنّا لم نجد سنداً روى فيه أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن سنان ، ـ وهو المراد من ابن سنان ـ عن الحسين بن المختار ، إلاّ أن توسَّط والد أحمد بينه وبين ابن سنان. راجع : المحاسن ، ص ٢٤٩ ، ح ٢٦١ ؛ وص ٢٥٥ ، ح ٢٨٥ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٥٥ ، ح ١.

١٦٣

غَيْرُهُ ». (١)

٣٢ ـ بَابُ التَّفْوِيضِ إِلَى اللهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ‌

١٥٩١ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُفَضَّلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى دَاوُدَ عليه‌السلام : مَا اعْتَصَمَ بِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي دُونَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِي عَرَفْتُ ذلِكَ (٢) مِنْ نِيَّتِهِ ، ثُمَّ تَكِيدُهُ (٣) السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ (٤) فِيهِنَّ ، إِلاَّ جَعَلْتُ لَهُ الْمَخْرَجَ مِنْ بَيْنِهِنَّ ؛ وَمَا اعْتَصَمَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي (٥) بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِي (٦) عَرَفْتُ ذلِكَ (٧) مِنْ نِيَّتِهِ ، إِلاَّ قَطَعْتُ (٨) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ (٩) مِنْ يَدَيْهِ ، وَأَسَخْتُ (١٠) الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِ ، وَلَمْ أُبَالِ بِأَيِّ وَادٍ هَلَكَ (١١) ». (١٢)

١٥٩٢ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي‌

__________________

(١) فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٩ ، وفيه : « ولا تقل لشي‌ء قد مضى : لو كان غيره » الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٧٩ ، ح ١٩٤٥ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٥٢ ، ح ٣٥٥١.

(٢) في « ف » : + / « منه ».

(٣) في الوسائل : « يكيده ». وفي فقه الرضا : « يكيده أهل ».

(٤) في فقه الرضا : « وما ».

(٥) في حاشية « ص » : « المؤمنين ».

(٦) في فقه الرضا : + / « دوني ».

(٧) في « ف » : + / « منه ».

(٨) في « ج » : « فقطعت ».

(٩) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، بر ، بس ، بف ». وفي « ف » والمطبوع : + / « والأرض ».

(١٠) ساخت بهم الأرض : خسفت. ويعدّى بالهمزة ، فيقال : أساخه الله. المصباح المنير ، ص ٢٩٤ ( سوخ ). وقال في مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ١٦ : « وأسختّ ، بالخاء المعجمة وتشديد التاء ، من السَخْت وهو الشديد. وهو من اللغات المشتركة بين العرب والعجم. أي لا ينبت له زرع ولا يخرج له خير من الأرض. أو من السوخ ، وهو الانخساف ، على بناء الإفعال ، أي خسفت الأرض به. وربّما يقرأ بالحاء المهملة من السياحة ، كناية عن الزلزلة ». والوجه الأوّل هو الظاهر من شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ١٩٨.

(١١) في « ج ، د ، ز ، ض ، بس » والبحار ، ج ١٤ : « تهالك ». وفي الوسائل : « يهلك ».

(١٢) فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٨ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨١ ، ح ١٩٤٦ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١١ ، ح ٢٠٣٠٤ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٤١ ، ح ٢٩ ؛ وج ٧١ ، ص ١٢٥ ، ح ٢.

١٦٤

حَفْصٍ (١) الْأَعْشى ، عَنْ عَمْرِو (٢) بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ : « خَرَجْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلى هذَا الْحَائِطِ ، فَاتَّكَأْتُ (٣) عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَجُلٌ (٤) عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ ، يَنْظُرُ فِي تُجَاهِ وَجْهِي ، ثُمَّ قَالَ (٥) : يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، مَا لِي أَرَاكَ كَئِيباً حَزِيناً (٦)؟ أَعَلَى الدُّنْيَا (٧)؟ فَرِزْقُ اللهِ حَاضِرٌ لِلْبَرِّ (٨) وَالْفَاجِرِ. قُلْتُ : مَا عَلى هذَا أَحْزَنُ ، وَإِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُ. قَالَ (٩) : فَعَلَى الْآخِرَةِ؟ فَوَعْدٌ صَادِقٌ يَحْكُمُ فِيهِ مَلِكٌ قَاهِرٌ ـ أَوْ قَالَ : قَادِرٌ (١٠) ـ قُلْتُ : مَا عَلى هذَا أَحْزَنُ ، وَإِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُ. فَقَالَ (١١) : مِمَّ (١٢) حُزْنُكَ؟ قُلْتُ (١٣) : مِمَّا (١٤)

__________________

(١) في « ض ، بر » : « حفض ». وهو سهو ؛ فقد ورد الخبر في التوحيد للصدوق ، ص ٣٧٣ ، ح ١ ، بسنده عن أبي حفص الأعشى ، عن أبي حمزة ؛ وورد في الإرشاد للمفيد ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ، بسنده عن أبي جعفر الأعشى ، عن أبي حمزة الثمالي. والمذكور في البحار ، ج ٧١ ، ص ١٤٨ ، ح ٤٣ ـ نقلاً من الإرشاد ـ أبي حفص الأعشى ؛ وورد الخبر في الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٤ ، بسنده عن أبي حفص الأعشى ومحمّد بن سنان ، عن رجل من بني أسد ، جميعاً عن أبي حمزة الثمالي. ولا يخفى ما في سند الأمالي من التحويل ، ورواية أبي حفص الأعشى ، عن أبي حمزة الثمالي في الطريق الأوّل.

هذا. وأبو حفص الأعشى هو عمرو بن خالد ، ترجم له في تهذيب الكمال ، ج ٢١ ، ص ٦٠٧ ، الرقم ٤٣٥٨ ، وعدّ من مشايخه أبا حمزة الثمالي. انظر أيضاً : الفهرست للطوسي ، ص ٣١٨ ، ح ٤٩١ ؛ ورجال الطوسي ، ص ٢٥٠ ، الرقم ٣٤٥٩.

فعليه ، الظاهر وقوع التحريف في السند. والصواب أبي حفص الأعشى عمرو بن خالد.

(٢) في « د ، ز ، ص ، بف » والوسائل والبحار : « عمر ». وهو سهوٌ ، كما ظهر ممّا تقدّم آنفاً.

(٣) في « ض » : « فاتّكلت ». وفي « ف » والتوحيد : « فاتّكيت » بقلب الهمزة ياءً.

(٤) في الوافي : « لعلّ الرجل كان هو الخضر على نبيّنا وآله وعليه السلام ».

(٥) في « ب » وحاشية « ز ، بس » والتوحيد : + / « لي ».

(٦) في « بس » : « حزيناً كئيباً ».

(٧) في التوحيد والإرشاد : + / « حزنك ».

(٨) في حاشية « ف » : « للبارّ ».

(٩) في « ب » : « فقال ».

(١٠) في التوحيد والإرشاد والأمالي : ـ / « أو قال قادر ».

(١١) في « ج ، ص ، ف » : « قال ».

(١٢) في « ج ، بر » وحاشية « ز ، بر » : « ممّا ».

(١٣) في « د » : « فقلت ».

(١٤) في حاشية « بر » : « ممّ ».

١٦٥

نَتَخَوَّفُ (١) مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ (٢) وَمَا فِيهِ‌

__________________

(١) في البحار : « يتخوّف ».

(٢) في مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ١٨ ـ ٢٠ : « ابن الزبير هو عبدالله ، وكان أعدى عدوّ أهل البيت عليهم‌السلام ، وهو صار سبباً لعدول الزبير عن ناحية أميرالمؤمنين عليه‌السلام ؛ حيث قال عليه‌السلام : لازال الزبير معنا حتّى أدرك فرخه.

والمشهور أنّه بويع له بالخلافة بعد شهادة الحسين عليه‌السلام لسبع بقين من رجب سنة أربع وستّين في أيّام يزيد ، وقيل : لمّا استشهد الحسين عليه‌السلام في سنة ستّين من الهجرة دعا ابن الزبير بمكّة إلى نفسه وعاب يزيد بالفسوق والمعاصي وشرب الخمور ، فبايعه أهل تهامة والحجاز ، فلمّا بلغ يزيد ذلك ندب له الحصين بن نمير وروح بن زنباع ، وضمّ إلى كلّ واحد جيشاً ، واستعمل على الجميع مسلم بن عقبة ، وجعله أميرالامراء ، ولمّا ودّعهم قال : يا مسلم لاتردّ أهل الشام عن شي‌ء يريدونه لعدوّهم ، واجعل طريقك على المدينة ، فإن حاربوك فحاربهم ، فإن ظفرت بهم فأبحهم ثلاثاً ، فسار مسلم حتّى نزل الحرّة ، فخرج أهل المدينة فعسكروا بها وأميرهم عبدالله بن حنظلة الراهب غسيل الملائكة ، فدعاهم مسلم ثلاثاً فلم يجيبوا ، فقاتلهم فغلب أهل الشام وقتل عبدالله وسبعمائة من المهاجرين والأنصار ، ودخل مسلم المدينة وأباحها ثلاثة أيّام.

ثمّ شخص بالجيش إلى مكّة وكتب إلى يزيد بما صنع بالمدينة ، ومات مسلم لعنه الله في الطريق ، فتولّى أمر الجيش الحصين بن نمر حتّى وافى مكّة ، فتحصّن منه ابن الزبير في المسجد الحرام في جميع من كان معه ، ونصب الحصين المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة ، فبينما هم كذلك إذ ورد الخبر على الحصين بموت يزيد لعنة الله عليهما ، فأرسل إلى ابن الزبير يسأله الموادعة ، فأجابه إلى ذلك ، وفتح الأبواب واختلط العسكران يطوفون بالبيت ، فبينما الحصين يطوف ليلة بعد العشاء إذ استقبله ابن الزبير ، فأخذ الحصين بيده وقال له سرّاً : هل لك في الخروج معي إلى الشام ، فأدعو الناس إلى بيعتك ؛ فإنّ أمرهم قد مرج ، ولا أدري أحداً أحقّ بها اليوم منك ، ولست اعصى هناك ، فاجتذب ابن الزبير يده من يده وهو يجهر : دون أن أقتل بكلّ واحد من أهل الحجاز عشرة من الشام ، فقال الحصين : لقد كذب الّذي زعم أنّك من دهاة العرب ، اكلّمك سرّاً وتكلّمني علانية ، وأدعوك إلى الخلافة وتدعوني إلى الحرب.

ثمّ انصرف بمن معه إلى الشام وقالوا : بايعه أهل العراق وأهل مصر وبعض أهل الشام إلى أن بايعوا لمروان بعد حروب ، واستمرّ له العراق إلى سنة إحدى وسبعين ، وهي الّتي قتل فيها عبدالملك بن مروان أخاه مصعب بن الزبير ، وهدم قصر الإمارة بالكوفة.

ولمّا قتل مصعب انهزم أصحابه ، فاستدعى بهم عبدالملك ، فبايعوه وسار إلى الكوفة ودخلها واستقرّ له الأمر بالعراق والشام ومصر ، ثمّ جهّز الحجّاج في سنة ثلاث وسبعين إلى عبدالله بن الزبير ، فحصره بمكّة ، ورمى البيت بالمنجنيق ، ثمّ ظفر به وقتله واجتزّ الحجّاج رأسه وصلبه منكّساً ، ثمّ أنزله ودفنه في مقابر اليهود.

وكانت خلافته بالحجاز والعراق تسع سنين واثنين وعشرين يوماً ، وله من العمر ثلاث وسبعون سنة ، وقيل : اثنان وسبعون سنة ، وكانت امّه أسماء بنت أبي بكر.

١٦٦

النَّاسُ (١)».

قَالَ : « فَضَحِكَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، هَلْ (٢) رَأَيْتَ (٣) أَحَداً دَعَا (٤) اللهَ (٥) فَلَمْ يُجِبْهُ (٦)؟ قُلْتُ : لَا. قَالَ (٧) : فَهَلْ رَأَيْتَ أَحَداً تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ فَلَمْ يَكْفِهِ؟ قُلْتُ : لَا. قَالَ : فَهَلْ رَأَيْتَ أَحَداً سَأَلَ اللهَ فَلَمْ يُعْطِهِ؟ قُلْتُ : لَا ، ثُمَّ غَابَ عَنِّي (٨) ». (٩)

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، مِثْلَهُ.

١٥٩٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْغِنى وَالْعِزَّ يَجُولَانِ ، فَإِذَا ظَفِرَا بِمَوْضِعِ التَّوَكُّلِ أَوْطَنَا (١٠) ». (١١)

عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‌

__________________

وأقول : الظاهر أنّ خوفه عليه‌السلام كان من ابن الزبير عليه وعلى شيعته ، ويحتمل أن يكون من الحجّاج وغيره ممّن حاربه. وكان الفرق بين الدعاء والسؤال أنّ الدعاء لدفع الضرر ، والسؤال لجلب النفع ».

(١) في التوحيد والإرشاد والأمالي : ـ / « وما فيه الناس ».

(٢) في « ب » : « فهل ».

(٣) في الأمالي : + / « قطّ ».

(٤) في التوحيد والأمالي : « خاف ».

(٥) في « ف » : ـ / « الله ».

(٦) في التوحيد : « فلم ينجه ».

(٧) في « ب » : ـ / « قال ». وفي « ص » : « فقال ».

(٨) في التوحيد والإرشاد والأمالي : « ثمّ نظرت فإذا ليس قدّامي أحد » بدل « ثمّ غاب عنّي ».

(٩) التوحيد ، ص ٣٧٣ ، ح ١٧ ؛ والإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ، بسندهما عن أبي حفص الأعشى ، عن أبي حمزة الثمالي ، مع اختلاف يسير ؛ الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٤ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٤ ، بسنده عن أبي حفص الأعشى ومحمّد بن سنان ، عن رجل من بني أسد ، جميعاً عن أبي حمزة الثمالي ، مع اختلاف يسير. كمال الدين ، ص ٣٨٦ ، ح ٢ ، بسند آخر عن الصادق عليه‌السلام ، وفيه : « خرج أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما‌السلام بالمدينة فتضجّر واتّكأ على جدار ... » مع اختلاف وزيادة في آخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨١ ، ح ١٩٤٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٢ ، ح ٢٠٣٠٥ ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ١٢٢ ، ح ١.

(١٠) في « ص » وتحف العقول : « أوطناه ».

(١١) فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٥٨ ؛ تحف العقول ، ص ٣٧٣ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٢ ، ح ١٩٤٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٢ ، ح ٢٠٣٠٦ ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ١٢٦ ، ح ٣.

١٦٧

حَسَّانَ ، مِثْلَهُ.

١٥٩٤ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَيُّمَا عَبْدٍ أَقْبَلَ قِبَلَ (١) مَا يُحِبُّ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَقْبَلَ اللهُ قِبَلَ مَا يُحِبُّ ؛ وَمَنِ اعْتَصَمَ بِاللهِ عَصَمَهُ اللهُ (٢) ؛ وَمَنْ أَقْبَلَ اللهُ قِبَلَهُ وَ (٣) عَصَمَهُ لَمْ يُبَالِ لَوْ سَقَطَتِ السَّمَاءُ عَلَى الْأَرْضِ ، أَوْ كَانَتْ (٤) نَازِلَةٌ نَزَلَتْ عَلى أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَشَمِلَتْهُمْ بَلِيَّةٌ (٥) ، كَانَ فِي حِزْبِ اللهِ بِالتَّقْوى مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ ، أَلَيْسَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ ) (٦)؟ ». (٧)

١٥٩٥ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) (٨) فَقَالَ : « التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ دَرَجَاتٌ : مِنْهَا أَنْ تَتَوَكَّلَ (٩) عَلَى اللهِ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا ، فَمَا فَعَلَ بِكَ كُنْتَ عَنْهُ رَاضِياً ، تَعْلَمُ أَنَّهُ لَايَأْلُوكَ خَيْراً وَفَضْلاً ، وَتَعْلَمُ أَنَّ الْحُكْمَ فِي ذلِكَ لَهُ ؛ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ بِتَفْوِيضِ ذلِكَ إِلَيْهِ ، وَثِقْ (١٠)‌ به فيها وفي غَيرِها ». (١١)

__________________

(١) « قبل » إمّا بكسر القاف وفتح الباء ، وإمّا بضمّ الكاف وسكون الباء. والنسخ مختلفة.

(٢) في « بس » : ـ / « الله ».

(٣) في « بر ، بف » : + / « من ».

(٤) في « ب » : « وكانت ». وفي حاشية « ض » : « ولو كان » كلاهما بدل « أو كانت ».

(٥) في مرآة العقول : « فشملتهم بليّة ، بالنصب على التميز. أو بالرفع ، أي شملتهم بليّة بسبب النازلة. أو يكون من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر ».

(٦) الدخان (٤٤) : ٥١.

(٧) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٢ ، ح ١٩٤٩ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١١ ، ح ٢٠٣٠٣ ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ١٢٧ ، ح ٤.

(٨) الطلاق (٦٥) : ٣. وفي « ص ، ف ، بس » : + / « إِنَّ اللهَ بلِغُ أَمْرِهِ ».

(٩) في « ب ، د » : « أن يتوكّل ».

(١٠) في « ب » : « ووثق ». وفي « د ، ص ، ض ، بر ، بف » وحاشية « ج ، ز » : « ووثقت ».

(١١) تحف العقول ، ص ٤٤٣ ، عن الرضا عليه السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره ؛ فقه الرضا عليه السلام ، ص ٣٥٨ ، وفيه

١٦٨

١٥٩٦ / ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ (١) : « مَنْ أُعْطِيَ ثَلَاثاً لَمْ يُمْنَعْ (٢) ثَلَاثاً : مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ أُعْطِيَ (٣) الْإِجَابَةَ ، وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ أُعْطِيَ الزِّيَادَةَ ، وَمَنْ أُعْطِيَ التَّوَكُّلَ أُعْطِيَ الْكِفَايَةَ ».

ثُمَّ قَالَ : « أَتَلَوْتَ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) وَقَالَ : ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) (٤) وَقَالَ : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (٥)؟ ». (٦)

١٥٩٧ / ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ (٧) ، عَنِ الْحُسَيْنِ (٨) بْنِ‌

__________________

(١) في المحاسن والخصال ، ص ١٠١ : + / « يا معاوية ».

(٢) في المحاسن والخصال ، ص ١٠١ : « لم يحرم ».

(٣) في « ب » وحاشية « د » : « لم يمنع ».

(٤) إبراهيم (١٤) : ٧.

(٥) غافر (٤٠) : ٦٠.

(٦) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكر ، ح ١٧٢٢ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن يحيى بن مبارك ، وتمامه فيه هكذا : « من اعطي الشكر أعطي الزيادة ، يقول الله عزّ وجلّ ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ». وفي المحاسن ، ص ٣ ، كتاب القرائن ، ح ١ ؛ والخصال ، ص ١٠١ ، باب الثلاثة ، ح ٥٦ ، بسندهما عن معاوية بن وهب. راجع : معاني الأخبار ، ص ٣٢٣ ، ح ١ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٤٥٢ ، المجلس ١٦ ، ح ١٤ ؛ وص ٦٩٣ ، المجلس ٣٩ ، ح ١٦ ؛ وخصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠٣ ؛ ونهج البلاغة ، ص ٤٩٤ ، الحكمة ١٣٥ ؛ وتحف العقول ، ص ٤١ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٣ ، ح ١٩٥١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٣ ، ح ٢٠٣٠٨ ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ١٢٩ ح ٦.

(٧) في « ب » : « عن أبي الحسن ». وفي « بر ، بف » : « عن محمّد بن الحسين ». والرجل مجهول لم نعرفه.

(٨) الظاهر وقوع التحريف في العنوان ، وأنّ الصواب هو « الحسن ». فقد وردت في المحاسن ، ص ١٤١ ، ح ٣٤ ، رواية القاسم بن يحيى ، عن الحسن بن راشد ، عن الحسين بن علوان.

والقاسم بن يحيى ، هو القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد ، روى كتاب جدّه الحسن. وتكرّرت روايته عنه

١٦٩

رَاشِدٍ (١)، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ ، قَالَ :

كُنَّا فِي مَجْلِسٍ نَطْلُبُ (٢) فِيهِ الْعِلْمَ ، وَقَدْ نَفِدَتْ (٣) نَفَقَتِي فِي بَعْضِ الْأَسْفَارِ (٤) ، فَقَالَ لِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا : مَنْ (٥) تُؤَمِّلُ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ؟ فَقُلْتُ : فُلَاناً ، فَقَالَ : إِذاً وَاللهِ لَاتُسْعَفُ (٦) حَاجَتُكَ ، وَلَا يَبْلُغُكَ (٧) أَمَلُكَ ، وَلَا تُنْجَحُ (٨) طَلِبَتُكَ ، قُلْتُ : وَمَا عَلَّمَكَ (٩) رَحِمَكَ اللهُ؟

قَالَ : إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام حَدَّثَنِي أَنَّهُ قَرَأَ (١٠) فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَقُولُ : « وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَمَجْدِي وَارْتِفَاعِي عَلى عَرْشِي ، لَأَقْطَعَنَّ أَمَلَ (١١) كُلِّ مُؤَمِّلٍ (١٢) مِنَ النَّاسِ (١٣) غَيْرِي بِالْيَأْسِ (١٤) ، وَلَأَكْسُوَنَّهُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ (١٥) عِنْدَ (١٦) النَّاسِ ، وَلَأُنَحِّيَنَّهُ مِنْ‌

__________________

في الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص ٣١٦ ، الرقم ٨٦٦ ؛ الفهرست للطوسي ، ص ١٣٧ ، الرقم ٢٠٠ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ١٤ ، ص ٦٦.

(١) في « ج » وحاشية « د ، ز ، ف » والوسائل : « أسد ».

(٢) في الوسائل : « يطلب ».

(٣) في « بس » وحاشية « ض ، ف » : « نفقت ». وفي حاشية « ز » : « تفقّدت ».

(٤) في « د » : « أسفاري ».

(٥) في « ض » : « ومن ».

(٦) في « ص ، ف » : « لا يقضى ». وفي حاشية « ف » : « لا تسبغ ». وفي مرآة العقول : « في أكثر النسخ : لا تعسف ، ولا تنجح ، بالتاء ، فهما على بناء المفعول. وفي بعضها بالياء ، فهما على بناء الفاعل. وحينئذٍ « لا يبلغك » على التفعيل أو الإفعال ، والضمائر المستترة لفلان ».

(٧) في « ب ، ص ، ف » : « ولا تبلغ ». وفي « ج » : « ولا يبلّغك ». وفي « ض » : « ولا تبلغك ». وفي حاشية « ز » : « ولا يبلغ ». وفي حاشية « ف » : « ولا يبالغ ».

(٨) في « ب ، بر » : « ولاينجح ».

(٩) في « ف » : « عِلمك ».

(١٠) في « بر » : ـ / « أنّه قرأ ».

(١١) في الوسائل : ـ / « أمل ».

(١٢) في « بر » : ـ / « مؤمّل ».

(١٣) في « ب » : « عند الناس أمّل » بدل « من الناس ». وفي « ض » : ـ / « من الناس ». وفي « ف » : + / « يؤمّل » بالتشديد. وفي « بس » : والبحار : + / « أمّل ».

(١٤) في « ض » : + / « من الناس ».

(١٥) في « ض » : « الذلّة ».

(١٦) في « ج » : « عن ».

١٧٠

قُرْبِي (١)، وَلَأُبَعِّدَنَّهُ مِنْ فَضْلِي (٢) ، أَيُؤَمِّلُ (٣) غَيْرِي فِي الشَّدَائِدِ وَالشَّدَائِدُ بِيَدِي ، وَيَرْجُو غَيْرِي ، وَيَقْرَعُ بِالْفِكْرِ بَابَ غَيْرِي (٤) وَبِيَدِي مَفَاتِيحُ الْأَبْوَابِ ، وَهِيَ مُغْلَقَةٌ (٥) ، وَبَابِي مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِي؟!

فَمَنْ ذَا الَّذِي أَمَّلَنِي لِنَوَائِبِهِ (٦) ، فَقَطَعْتُهُ دُونَهَا؟ وَمَنْ ذَا (٧) الَّذِي رَجَانِي لِعَظِيمَةٍ ، فَقَطَعْتُ رَجَاءَهُ مِنِّي؟ جَعَلْتُ آمَالَ عِبَادِي عِنْدِي مَحْفُوظَةً ، فَلَمْ يَرْضَوْا بِحِفْظِي ، وَمَلَأْتُ سَمَاوَاتِي مِمَّنْ لَايَمَلُّ مِنْ تَسْبِيحِي (٨) ، وَأَمَرْتُهُمْ أَنْ لَايُغْلِقُوا الْأَبْوَابَ (٩) بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِي ، فَلَمْ يَثِقُوا بِقَوْلِي ، أَلَمْ يَعْلَمْ (١٠) مَنْ (١١) طَرَقَتْهُ نَائِبَةٌ مِنْ نَوَائِبِي أَنَّهُ (١٢) لَايَمْلِكُ كَشْفَهَا أَحَدٌ غَيْرِي إِلاَّ مِنْ (١٣) بَعْدِ إِذْنِي؟ فَمَا لِي أَرَاهُ لَاهِياً عَنِّي؟

أَعْطَيْتُهُ بِجُودِي مَا لَمْ يَسْأَلْنِي ، ثُمَّ انْتَزَعْتُهُ عَنْهُ (١٤) ، فَلَمْ يَسْأَلْنِي رَدَّهُ وَسَأَلَ (١٥) غَيْرِي ، أَفَيَرَانِي (١٦) أَبْدَأُ (١٧) ‌بَالعَطَاءِ (١٨) قَبلَ المسألةِ ، ثُمَّ أُسأَلُ فَلَا .....

__________________

(١) في « ز » : « عن قربي ». وفي حاشية « ف » : « عن بعدي ». و « لُانحّينّه » أي لُابعدنّه وازيلنّه. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣١٠ ( نحا ).

(٢) في « ب ، ز ، ض ، ف ، بر ، بف » وحاشية « بس » والبحار : « من وصلي ». وفي « ز » : « عن فضلي ».

(٣) في « ف » : « يؤمّل » بدون همزة الاستفهام.

(٤) في شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٠٢ : « تشبيه الفكر باليد مكنيّة ، وإثبات القرع لها تخييليّة ، وذكر الباب‌ترشيح. والمقصود ذمّه بصرف قلبه وفكره عند الحاجة إلى غيره تعالى ».

(٥) في « ز ، بر » : « مغلّقة » بالتشديد.

(٦) في الوسائل : « لنائبة ». و « النوائب » : جمع نائبة ، وهي ما ينوب الإنسان ، أي ينزل به من المهمّات والحوادث. النهاية ، ج ٥ ، ص ١٢٣ ( نوب ).

(٧) في الوسائل : ـ / « ذا ».

(٨) في « بس » : ـ / « من ». وفي شرح المازندراني : « بتسبيحي ».

(٩) في « ب » : + / « التي ».

(١٠) في « ج » : « لم يعلم » بدون الهمزة.

(١١) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : « [ أنّ ] من ».

(١٢) في « ز » : « أن ».

(١٣) في شرح المازندراني : ـ / « من ».

(١٤) في « ج » : ـ / « عنه ». وفي « ض » : « منه ».

(١٥) في « ص ، ف » : « ويسأل ».

(١٦) في « ج ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » : « أفتراني ».

(١٧) في « ب » : « أبدؤه ».

(١٨) في حاشية « ز » : « بالعطايا ـ بالعطيّة ». وف البحار : « بالعطايا ».

١٧١

أُجِيبُ (١) سَائِلِي؟ أَبَخِيلٌ أَنَا ؛ فَيُبَخِّلَنِي عَبْدِي؟ أَوَلَيْسَ الْجُودُ وَالْكَرَمُ (٢) لِي؟ أَوَلَيْسَ الْعَفْوُ وَالرَّحْمَةُ بِيَدِي؟ أَوَلَيْسَ أَنَا مَحَلَّ الْآمَالِ؟ فَمَنْ يَقْطَعُهَا دُونِي؟ أَفَلَا (٣) يَخْشَى الْمُؤَمِّلُونَ أَنْ يُؤَمِّلُوا غَيْرِي؟ فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ سَمَاوَاتِي وَأَهْلَ أَرْضِي أَمَّلُوا جَمِيعاً ، ثُمَّ أَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا أَمَّلَ الْجَمِيعُ ، مَا انْتَقَصَ (٤) مِنْ مُلْكِي مِثْلَ عُضْوِ ذَرَّةٍ (٥) ، وَكَيْفَ يَنْقُصُ مُلْكٌ أَنَا قَيِّمُهُ؟!

فَيَا بُؤْساً (٦) لِلْقَانِطِينَ مِنْ رَحْمَتِي! وَيَا بُؤْساً لِمَنْ عَصَانِي وَلَمْ يُرَاقِبْنِي! ». (٧)

١٥٩٨ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ (٨) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، قَالَ :

كُنْتُ مَعَ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بِيَنْبُعَ (٩) ، وَقَدْ نَفِدَتْ (١٠) نَفَقَتِي فِي بَعْضِ الْأَسْفَارِ ، فَقَالَ لِي بَعْضُ وُلْدِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام : مَنْ تُؤَمِّلُ (١١) لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ؟ فَقُلْتُ : مُوسَى بْنَ عَبْدِ اللهِ ، فَقَالَ : إِذاً لَاتُقْضى (١٢) حَاجَتُكَ ، ثُمَّ لَاتُنْجَحُ طَلِبَتُكَ ، قُلْتُ : وَلِمَ ذَاكَ (١٣)؟ قَالَ : لِأَنِّي‌

__________________

(١) في « ز » : « فلم اجب ».

(٢) في « ف » : « الكرم والجود ».

(٣) في « ص ، بف » : « فلا » بدون الهمزة.

(٤) في « ض » : « ما ينتقض ».

(٥) « الذرّ » : صغار النمل. الواحدة : ذَرَّة. المصباح المنير ، ص ٢٠٧ ( ذرّ ).

(٦) في « ف » : « ويا بؤساً ». والبؤس والبأس والبأساء : الشدّة والفقر والحزن. وكأنّه كان غير متعيّن وقت ندائه لعظمته. راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٠ ( بأس ).

(٧) الأمالي للطوسي ، ص ٥٨٤ ، المجلس ٢٤ ، ح ١٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف. وراجع : صحيفة الرضا عليه‌السلام ، ص ٩٣ ، ح ٢٨ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٣ ، ح ١٩٥٢ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٤ ، ح ٢٠٣٠٩ ، من قوله : « أنّه قرأ في بعض الكتب أنّ الله تبارك وتعالى » ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ١٣٠ ، ح ٧.

(٨) في « ض » والوسائل والبحار : « محمّد بن الحسين ».

(٩) « ينبع » على ما قال عرّام بن الأصبغ السلمي : قرية غنّاء عن يمين رضوى لمن كان منحدراً من المدينة إلى‌البحر ، على ليلة من رضوى من المدينة على سبع مراحل. وقال غيره : ينبع : حِصن به نخيل وماء وزرع ، وبها وقوف لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام. راجع : معجم البلدان ، ج ٥ ، ص ٤٥٠ ( ينبع ).

(١٠) في « ف » : « نفقت ».

(١١) في « ز » : « لمن تأمل ».

(١٢) في « ف » : « لا يقضى ».

(١٣) في « ز ، ص » : « ذلك ».

١٧٢

وَجَدْتُ (١) فِي بَعْضِ كُتُبِ آبَائِي : أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ ؛ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.

فَقُلْتُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، أَمْلِ (٢) عَلَيَّ ، فَأَمْلَاهُ (٣) عَلَيَّ ، فَقُلْتُ : لَاوَاللهِ ، مَا أَسْأَلُهُ حَاجَةً (٤) بَعْدَهَا. (٥)

٣٣ ـ بَابُ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ‌

١٥٩٩ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَوْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا كَانَ فِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ؟

قَالَ : « كَانَ فِيهَا الْأَعَاجِيبُ ، وَكَانَ (٦) أَعْجَبَ مَا كَانَ (٧) فِيهَا أَنْ قَالَ لِابْنِهِ : خَفِ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خِيفَةً لَوْ جِئْتَهُ بِبِرِّ الثَّقَلَيْنِ لَعَذَّبَكَ ، وَارْجُ اللهَ رَجَاءً لَوْ جِئْتَهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَرَحِمَكَ (٨) ».

__________________

(١) هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي « ب » والمطبوع والوسائل : « قد وجدت ».

(٢) في « ز ، ض ، ف ، بر » : « أمْلي » على لغة من لا يحذف الياء في حالة الجزم ، أو بقلب اللام الثانية من « أمّل » ياءً. ويمكن قراءته بتشديد اللام بصيغة الأمر من أملّ.

(٣) في « ز » : « فأملى ».

(٤) في « ب ، ض » : + / « أبداً ».

(٥) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٥ ، ح ١٩٥٣ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٤ ، ذيل ح ٢٠٣٠٩ ؛ البحار ، ج ٧١ ، ص ١٣٣ ، ح ٨.

(٦) في « ص » : « وقال ». وفي تحف العقول : + / « من ».

(٧) في « ف » : ـ / « كان ».

(٨) في مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٩ : « يدلّ على أنّه ينبغي أن يكون الخوف والرجاء كلاهما كاملين في النفس ، ولاتنافي بينهما ، فإنّ ملاحظة سعة رحمة الله وغنائه وجوده ولطفه على عباده سبب للرجاء ، والنظر إلى شدّة بأس الله وبطشه وما أوعد العاصين من عباده موجب للخوف ، مع أنّ أسباب الخوف ترجع إلى نقص العبد وتقصيره وسوء أعماله وقصوره عن الوصول إلى مراتب القرب والوصال وانهماكه فيما يوجب الخسران والوبال ، وأسباب الرجاء تؤول إلى لطف الله ورحمته وعفوه وغفرانه ووفور إحسانه ، وكلّ منهما في أعلى مدارج الكمال ».

١٧٣

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « كَانَ أَبِي يَقُولُ : إِنَّهُ (١) لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَ (٢) فِي قَلْبِهِ نُورَانِ : نُورُ خِيفَةٍ ، وَنُورُ رَجَاءٍ ، لَوْ وُزِنَ (٣) هذَا لَمْ يَزِدْ عَلى هذَا ، وَلَوْ وُزِنَ (٤) هذَا لَمْ يَزِدْ عَلى هذَا ». (٥)

١٦٠٠ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا إِسْحَاقُ ، خَفِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ؛ وَإِنْ كُنْتَ لَاتَرَاهُ (٦) فَإِنَّهُ يَرَاكَ (٧) ،

__________________

(١) في الوسائل : ـ / « إنّه ».

(٢) في « ب ، د ، بس » : ـ / « و ».

(٣) في « بر » : « ولو وزن ». وفي « ز » : « وزنت ».

(٤) في « ز » : « وزنت ».

(٥) الأمالي للصدوق ، ص ٦٦٨ ، المجلس ٩٥ ، ح ٥ ، بسند آخر ، وفيه : « يا بنيّ خف الله خوفاً لو وافيته ببرّ الثقلين خفت أن يعذّبك الله ، وارج الله رجاءاً لو وافيته بذنوب الثقلين رجوت أن يغفر الله لك » مع زيادة في أوّله وآخره. تحف العقول ، ص ٣٧٥ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٧ ، ح ١٩٥٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٦ ، ح ٢٠٣١١ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٥٢ ، ح ١.

(٦) في مرآة العقول : « فإن لم تكن تراه » بدل « وإن كنت لا تراه ».

(٧) في « ب » : ـ / « وإن كنت لا تراه فإنّه يراك ». وفي مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٢ ـ ٣٣ : « واعلم أنّ الرؤية تطلق على‌الرؤية بالبصر وعلى الرؤية القلبيّة ، وهي كناية عن غاية الانكشاف والظهور ، والمعنى الأوّل هنا أنسب ، أي خف الله خوف من يشاهده بعينه وإن كان محالاً. ويحتمل الثاني أيضاً ؛ فإنّ المخاطب لمّا لم يكن من أهل الرؤية القلبيّة ولم يرتق إلى تلك الدرجة العليّة ـ فإنّها مخصوصة بالأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام ـ قال : « كأنّك تراه » ، وهذه مرتبة عين اليقين وأعلى مراتب السالكين.

وقوله : « فإن لم تكن تراه » ، أي إن لم تحصل لك هذه المرتبة من الانكشاف والعيان ، فكن بحيث تتذكّر دائماً أنّه يراك ، وهذه مقام المراقبة ، كما قال تعالى : ( أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ ) [ الرعد (١٣) : ٣٣ ] ؛ ( إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) [ النساء (٤) : ١ ] ، والمراقبة : مراعاة القلب للرقيب واشتغاله به ، والمثمر لها هو تذكّر أنّ الله تعالى مطّلع على كلّ نفس بما كسبت ، وأنّه سبحانه عالم بسرائر القلوب وخطراتها ، فإذا استقرّ هذا العلم في القلب جذَبه إلى مراقبة الله سبحانه دائماً وترك معاصيه خوفاً وحياءً ، والمواظبة على طاعته وخدمته دائماً.

وقوله : « وإن كنت ترى » تعليم لطريق جعل المراقبة ملكة للنفس ، فتصير سبباً لترك المعاصي. والحقّ أنّ هذه شبهة عظيمة للحكم بكفر أرباب المعاصي ، ولايمكن التفصّي عنها إلاّبالاتّكال على عفوه وكرمه سبحانه ، ومن هنا يظهر أنّه لايجتمع الإيمان الحقيقي مع الإصرار على المعاصي ، كما مرّت الإشارة إليه.

١٧٤

فَإِنْ (١) كُنْتَ تَرى أَنَّهُ لَايَرَاكَ فَقَدْ كَفَرْتَ ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَرَاكَ ثُمَّ بَرَزْتَ (٢) لَهُ بِالْمَعْصِيَةِ (٣) ، فَقَدْ جَعَلْتَهُ مِنْ (٤) أَهْوَنِ النَّاظِرِينَ عَلَيْكَ (٥) ». (٦)

١٦٠١ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ (٧) بْنِ وَاقِدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ خَافَ اللهَ ، أَخَافَ اللهُ مِنْهُ كُلَّ شَيْ‌ءٍ ؛ وَمَنْ لَمْ يَخَفِ اللهَ ، أَخَافَهُ اللهُ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ». (٨)

١٦٠٢ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجَعْفَرِيِّ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ (٩) ، قَالَ :

__________________

(١) في « ب ، ف ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول والوسائل والبحار وفقه الرضا : « وإن ».

(٢) في « ض » : « برّزت ».

(٣) في فقه الرضا وثواب الأعمال : « ثمّ استترت عن المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها » بدل « ثمّ برزت له بالمعصية ».

(٤) في « فقه الرضا » : ـ / « من ». وفي ثواب الأعمال : « في حدّ » بدل « من ».

(٥) في « بر » وحاشية « ج ، د ، بف » وفقه الرضا وثواب الأعمال : « إليك ».

(٦) ثواب الأعمال ، ص ١٧٦ ، ذيل الحديث الطويل ١ ، بسنده عن إسحاق بن عمّار. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٢ ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٩٥٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٢٠ ، ح ٢٠٣٢٤ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٥٥ ، ح ٢.

(٧) في « بر » : « الهثيم ». وهو سهو. والهيثم هذا ، هو الهيثم بن واقد الجزري. راجع : رجال النجاشي ، ص ٤٣٦ ، الرقم ١١٧١ ؛ رجال البرقي ، ص ٤٠.

(٨) الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ، ح ٥٨٩٠ ، معلقاً عن الحسن بن محبوب ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيه ، ص ٣٥٧ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير ؛ الأمالي للطوسي ، ص ١٤٠ ، المجلس ٥ ، ح ٤١ ؛ وص ٢٠١ ، المجلس ٧ ، ح ٤٦ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله ؛ وفيه ، ص ٧٢١ ، المجلس ٤٣ ، ح ٥ ، بسند آخر. تحف العقول ، ص ٥٧ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٩٥٨ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٩ ، ح ٢٠٣٢٢.

(٩) في « ف » : + / « الثمالي ».

١٧٥

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَنْ عَرَفَ اللهَ خَافَ اللهَ ، وَمَنْ خَافَ اللهَ سَخَتْ (١) نَفْسُهُ عَنِ الدُّنْيَا ». (٢)

١٦٠٣ / ٥. عَنْهُ (٣) ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : قَوْمٌ يَعْمَلُونَ بِالْمَعَاصِي (٤) ، وَيَقُولُونَ : نَرْجُو ، فَلَا يَزَالُونَ كَذلِكَ حَتّى يَأْتِيَهُمُ الْمَوْتُ (٥)؟

فَقَالَ : « هؤُلَاءِ قَوْمٌ يَتَرَجَّحُونَ (٦) فِي الْأَمَانِيِّ ، كَذَبُوا ، لَيْسُوا بِرَاجِينَ ؛

__________________

(١) « سَخَتْ » ، أي تركت ، يقال : سَخَتْ نفسي عن الشي‌ء وسَخِيَتْ ، إذا تركته. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٧٣ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٧٠ ( سخا ).

(٢) تحف العقول ، ص ٣٦٢ ؛ فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨١ ، وفيه هكذا : « من خاف الله سخت نفسه عن الدنيا » الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٩٥٩ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٢٠ ، ح ٢٠٣٢٥ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٥٦ ، ح ٣.

(٣) الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد ـ بعناوينه المختلفة ـ عن [ عبد الرحمن ] بن أبي‌نجران. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ٣٠١ ـ ٣٠٢ ؛ وج ٢٢ ، ص ١٤١ ـ ١٤٢.

وأمّا ما ورد في المحاسن ، ص ٣١ ، ح ١٩ ، من رواية البرقي عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عبد العزيز العبدي ، فالظاهر وقوع التحريف فيه. والصواب « وابن أبي نجران » ؛ فقد وردت في المحاسن ، ص ١٣٣ ، ح ٩ ، وص ١٤٧ ، ح ٥٥ ، رواية البرقي ، عن أبيه وابن أبي نجران ، متعاطفين.

ويؤيّد ما استظهرناه من وقوع التحريف ما وردت في المحاسن ، ص ٤٩٥ ، ح ٥٩٥ ؛ وص ٤٩٧ ، ح ٦٠٤ ؛ وص ٥٠٠ ، ح ٦٢٢ ؛ وص ٥٤٠ ، ح ٨٢٤ ، من رواية البرقي عن عبد العزيز العبدي بواسطة واحدة.

(٤) في « ب » : « المعاصي ».

(٥) في « ز » : « أجلهم ».

(٦) في « ب » : « يترجّجون » بالجيمين. والترجّح : الميل ، وتذبذب الشي‌ء المعلّق في الهواء والتميّل من جانب إلى‌جانب. ومنه الارجوحة ، وهو حبل يشدّ طرفاه في موضع عال ، ثمّ يركبه الإنسان ويُحرَّك ، وهو فيه ؛ سمّي به لتحرّكه ومجيئه وذهابه. أو هي التي يلعب بها ، وهي خشبة تؤخذ فيوضع وسطها على تلّ ، ثمّ يجلس غلام على أحد طرفيها وغلام آخر على الطرف الآخر فترجّحُ الخشبة بهما ويتحرّكان فيميل أحدهما بصاحبه الآخر. و « في » للسببيّة ، أو للظرفيّة ، أو بمعنى على ؛ يعني مالت بهم عن الاستقامة أمانيّهم الكاذبة ، وبعبارة اخرى : يميلون عن الحقّ بسبب الأمانيّ ، أو فيها ، أو عليها باعتبار أنّها تميل بهم ، كما تميل الارجوحة بمن فيها ، أو عليها. فكأنّه عليه‌السلام شبّه أمانيّهم بارجوحة يركبه الصبيان ، يتحرّك بأدنى نسيم وحركة ، فكذا هؤلاء يميلون بسبب الأمانيّ من الخوف إلى الرجاء بأدنى وهم. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٩٨ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٤٦ ( رجح ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٠٩ ؛ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٩.

١٧٦

إِنَّ (١) مَنْ رَجَا شَيْئاً طَلَبَهُ ، وَمَنْ خَافَ مِنْ شَيْ‌ءٍ (٢) هَرَبَ مِنْهُ ». (٣)

١٦٠٤ / ٦. وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قُلْتُ (٤) لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّ قَوْماً مِنْ مَوَالِيكَ يُلِمُّونَ بِالْمَعَاصِي ، وَيَقُولُونَ : نَرْجُو؟

فَقَالَ : « كَذَبُوا لَيْسُوا لَنَا بِمَوَالٍ ، أُولئِكَ قَوْمٌ (٥) تَرَجَّحَتْ بِهِمُ (٦) الْأَمَانِيُّ ؛ مَنْ رَجَا شَيْئاً عَمِلَ لَهُ ، وَمَنْ خَافَ مِنْ شَيْ‌ءٍ (٧) هَرَبَ مِنْهُ ». (٨)

١٦٠٥ / ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ مِنَ الْعِبَادَةِ شِدَّةَ الْخَوْفِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) (٩) وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : ( فَلا تَخْشَوُا النّاسَ وَاخْشَوْنِ ) (١٠) وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ) (١١) قَالَ : وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ‌

__________________

(١) في « د ، ز ، ص ، ف » والوسائل : ـ / « إنّ ».

(٢) في « بر » : « شيئاً » بدل « من شي‌ء ».

(٣) تحف العقول ، ص ٣٦٢ الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٨ ، ح ١٩٦٠ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٦ ، ح ٢٠٣١٢ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٥٧ ، ح ٤.

(٤) في « ص » : « قال ».

(٥) في « ب » : « أقوام ».

(٦) في « ز » : « لهم ».

(٧) في « د ، ز ، ص ، بس ، بف » وحاشية « ض » : « شيئاً » بدل « من شي‌ء ». وفي مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٣٦ : « الأحاديث الواردة في سعة عفو الله سبحانه وجزيل رحمته ووفور مغفرته كثيرة جدّاً ، ولكن لابدّ لمن يرجوها ويتوقّعها من العمل الخالص المعدّ لحصولها ، وترك الانهماك في المعاصي المفوّت لهذا الاستعداد ، فاحذر أن يغرّك الشيطان ويثبّطك عن العمل ويقنعك بمحض الرجاء والأمل ، وانظر إلى حال الأنبياء والأولياء واجتهادهم في الطاعات وصرفهم العمر في العبادات ليلاً ونهاراً ، أما كانوا يرجون عفو الله ورحمته؟ بلى والله ، إنّهم كانوا أعلم بسعة رحمته ، وأرجى لها منك ومن كلّ أحد ، ولكن علموا أنّ رجاء الرحمة من دون العمل غرورٌ محض وسفهٌ بحت ؛ فصرفوا في العبادات أعمارهم ، وقصروا على الطاعات ليلهم ونهارهم ».

(٨) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٩٦١ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٦ ، ح ٢٠٣١٣ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٥٧ ، ذيل ح ٤.

(٩) فاطر (٣٥) : ٢٨.

(١٠) المائدة (٥) : ٤٤.

(١١) الطلاق (٦٥) : ٢. وفي « ج » : + / « وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَايَحْتَسِبُ ».

١٧٧

حُبَّ الشَّرَفِ وَالذِّكْرِ لَايَكُونَانِ فِي قَلْبِ الْخَائِفِ الرَّاهِبِ ». (١)

١٦٠٦ / ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، قَالَ (٢) : « إِنَّ رَجُلاً رَكِبَ الْبَحْرَ بِأَهْلِهِ ، فَكُسِرَ بِهِمْ ، فَلَمْ يَنْجُ مِمَّنْ كَانَ فِي السَّفِينَةِ إِلاَّ امْرَأَةُ الرَّجُلِ ؛ فَإِنَّهَا نَجَتْ عَلى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ حَتّى أَلْجَأَتْ (٣) عَلى (٤) جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ ، وَكَانَ فِي تِلْكَ الْجَزِيرَةِ رَجُلٌ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ ، وَلَمْ يَدَعْ لِلّهِ (٥) حُرْمَةً إِلاَّ انْتَهَكَهَا ، فَلَمْ يَعْلَمْ إِلاَّ وَالْمَرْأَةُ قَائِمَةٌ عَلى رَأْسِهِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا ، فَقَالَ (٦) : إِنْسِيَّةٌ أَمْ جِنِّيَّةٌ؟ فَقَالَتْ : إِنْسِيَّةٌ ، فَلَمْ يُكَلِّمْهَا كَلِمَةً (٧) حَتّى جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ ، فَلَمَّا أَنْ هَمَّ بِهَا اضْطَرَبَتْ ، فَقَالَ لَهَا : مَا لَكِ تَضْطَرِبِينَ؟ فَقَالَتْ : أَفْرَقُ (٨) مِنْ هذَا ، وَأَوْمَأَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ.

قَالَ (٩) : فَصَنَعْتِ مِنْ هذَا شَيْئاً؟ قَالَتْ (١٠) : لَاوَعِزَّتِهِ ، قَالَ : فَأَنْتِ تَفْرَقِينَ مِنْهُ (١١) هذَا الْفَرَقَ وَلَمْ تَصْنَعِي مِنْ هذَا شَيْئاً وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهْتُكِ (١٢) اسْتِكْرَاهاً ، فَأَنَا وَاللهِ أَوْلى بِهذَا الْفَرَقِ وَالْخَوْفِ وَأَحَقُّ مِنْكِ.

__________________

(١) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٢ ، ح ١٩٦٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٢٠ ، ح ٢٠٣٢٦ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٥٩ ، ح ٥.

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : + / « [ قال ] ».

(٣) في « ص ، بر » : « الجئت » مبنيّاً للمفعول.

(٤) في « ب ، ج ، د ، ز ، ف ، بر » والبحار : « إلى ».

(٥) في « بس » : ـ / « لله ».

(٦) في « ض » : « وقال ».

(٧) في حاشية « ز » : « بكلمة ».

(٨) « الفَرَق » : الخَوف والفزع. يقال : فَرِق يَفْرَق فَرَقاً. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٣٨ ( فرق ).

(٩) في « ب » : « فقال ».

(١٠) في « ض » : « فقالت ».

(١١) في « ب ، ج ، د ، ز ، ض ، بس » : ـ / « منه ».

(١٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « أستكرهك ».

١٧٨

قَالَ : فَقَامَ وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئاً ، وَرَجَعَ إِلى أَهْلِهِ ، وَلَيْسَتْ (١) لَهُ هِمَّةٌ إِلاَّ التَّوْبَةُ وَالْمُرَاجَعَةُ ، فَبَيْنَا (٢) هُوَ يَمْشِي إِذْ صَادَفَهُ (٣) رَاهِبٌ يَمْشِي فِي الطَّرِيقِ ، فَحَمِيَتْ عَلَيْهِمَا الشَّمْسُ ، فَقَالَ الرَّاهِبُ لِلشَّابِّ : ادْعُ اللهَ يُظِلَّنَا (٤) بِغَمَامَةٍ ، فَقَدْ حَمِيَتْ (٥) عَلَيْنَا الشَّمْسُ ، فَقَالَ الشَّابُّ : مَا أَعْلَمُ أَنَّ (٦) لِي عِنْدَ رَبِّي حَسَنَةً فَأَتَجَاسَرَ عَلى أَنْ أَسْأَلَهُ شَيْئاً ، قَالَ : فَأَدْعُو أَنَا وَتُؤَمِّنُ أَنْتَ ، قَالَ : نَعَمْ (٧) ، فَأَقْبَلَ الرَّاهِبُ يَدْعُو (٨) وَالشَّابُّ يُؤَمِّنُ ، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ (٩) أَظَلَّتْهُمَا غَمَامَةٌ ، فَمَشَيَا تَحْتَهَا مَلِيّاً (١٠) مِنَ النَّهَارِ ، ثُمَّ تَفَرَّقَتِ (١١) الْجَادَّةُ جَادَّتَيْنِ ، فَأَخَذَ الشَّابُّ فِي وَاحِدَةٍ ، وَأَخَذَ (١٢) الرَّاهِبُ فِي وَاحِدَةٍ ، فَإِذَا السَّحَابَةُ (١٣) مَعَ الشَّابِّ.

فَقَالَ الرَّاهِبُ : أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي ، لَكَ اسْتُجِيبَ (١٤) وَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي ، فَخَبِّرْنِي (١٥) مَا قِصَّتُكَ (١٦)؟ فَأَخْبَرَهُ بِخَبَرِ الْمَرْأَةِ ، فَقَالَ : غُفِرَ (١٧) لَكَ مَا مَضى حَيْثُ دَخَلَكَ الْخَوْفُ ، فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ فِيمَا تَسْتَقْبِلُ (١٨) ». (١٩)

__________________

(١) في البحار : « وليس ».

(٢) في « ب » والبحار : « فبينما ».

(٣) في « ج ، بس » وحاشية « ز ، ض » : « إذ جاءه ». وفي « د » وحاشية « ز » : « إذ ضامّه ».

(٤) في « ص » : « يظللنا ».

(٥) في « بر » : « حَمَت ».

(٦) في « ب ، ج ، د ، ز ، بس » : ـ / « أنّ ».

(٧) في « ص ، بر » : + / « قال ».

(٨) في « ب » : « ويدعو ».

(٩) في « ج » : ـ / « أن ».

(١٠) « المَلِيّ » : الطائفة من الزمان لا حدّ لها. يقال : مضى مليّ من النهار ، ومليّ من الدهر ، أي طائفة منه. النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٣ ( ملا ).

(١١) في « د ، ز ، ض ، بس ، بف » والبحار ، ج ٧٠ : « ثمّ انفرقت ». وفي « بر » وحاشية « ز » والبحار ، ج ١٤ : « ثمّ انفرجت ».

(١٢) في « ف » : ـ / « أخذ ».

(١٣) في البحار : « السحاب ».

(١٤) في « ز » : « استجيب لك ».

(١٥) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « فأخبرني ».

(١٦) في « بس » وحاشية « د ، ض ، بر » : « قضيّتك ».

(١٧) في « ب ، ص ، ض ، ف » وحاشية « ج » : + / « الله ».

(١٨) في « بس » : « يستقبل ».

(١٩) الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩١ ، ح ١٩٦٤ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٥٠٧ ، ح ٣٢ ؛ وج ٧٠ ، ص ٣٦١ ، ح ٦.

١٧٩

١٦٠٧ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ مِمَّا حُفِظَ مِنْ خُطَبِ النَّبِيِّ (١)صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَنَّهُ قَالَ : أَيُّهَا (٢) النَّاسُ ، إِنَّ لَكُمْ مَعَالِمَ ، فَانْتَهُوا إِلى مَعَالِمِكُمْ ، وَإِنَّ لَكُمْ نِهَايَةً ، فَانْتَهُوا إِلى نِهَايَتِكُمْ (٣) ، أَلَا إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَعْمَلُ (٤) بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ : بَيْنَ أَجَلٍ (٥) قَدْ مَضى لَايَدْرِي مَا اللهُ صَانِعٌ فِيهِ ، وَبَيْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ (٦) لَايَدْرِي (٧) مَا اللهُ قَاضٍ فِيهِ (٨) ، فَلْيَأْخُذِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ (٩) مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ ، وَمِنْ دُنْيَاهُ لآِخِرَتِهِ ، وَفِي (١٠) الشَّبِيبَةِ (١١) قَبْلَ الْكِبَرِ ، وَفِي (١٢) الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَمَاتِ (١٣) ، فَوَ الَّذِي (١٤) نَفْسُ مُحَمَّدٍ (١٥) بِيَدِهِ ، مَا بَعْدَ الدُّنْيَا مِنْ مُسْتَعْتَبٍ (١٦) ، وَمَا بَعْدَهَا مِنْ (١٧) دَارٍ إِلاَّ الْجَنَّةُ أَوِ النَّارُ (١٨) ». (١٩)

__________________

(١) في الوسائل : « رسول الله ».

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوسائل والبحار. وفي المطبوع : « يا أيّها ».

(٣) في حاشية « بر » : « نهاياتكم ».

(٤) في تحف العقول : ـ / « يعمل ».

(٥) في « ص » : « أجله ».

(٦) في « ز » : « آت ». وفي « بف » : ـ / « قد بقي ».

(٧) في « ب ، ز » : « ما يدري ».

(٨) في « ض » : « به ».

(٩) في مرآة العقول : ـ / « المؤمن ».

(١٠) في « بر » وتحف العقول : « ومن ».

(١١) هكذا في « د ، ض ، بس » وشرح المازندراني والوسائل والبحار والمحاسن ، وجعله في مرآة العقول أظهر. وفي سائر النسخ والمطبوع وتحف العقول : « الشيبة ».

(١٢) في « بر » وتحف العقول : « ومن ».

(١٣) في « ز ، ص » : « الموت ».

(١٤) في « بر » : « والذي ». وفي البحار : « فوالله الذي ».

(١٥) في « ص ، ف » : « نفسي ».

(١٦) « المستعتب » إمّا مصدر على زنة المفعول ، بمعنى طلب الرضا ، أو اسم مكان ، أو اسم فاعل على احتمال ، بمعنى طالبة.

(١٧) في « ص » : ـ / « من ».

(١٨) في « بر » والبحار وتحف العقول : « والنار ».

(١٩) المحاسن ، ص ٢٧٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٧٦ ، بسند آخر ، وتمامه فيه هكذا : « إنّ لكم معالم فاتّبعوها ونهاية فانتهوا إليها ». تحف العقول ، ص ٢٧ ، ذيل الحديث الطويل ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٤ ، ص ٢٩٤ ، ح ١٩٦٧ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢١٨ ، ح ٢٠٣١٩ ؛ البحار ، ج ٧٠ ، ص ٣٦٢ ، ح ٧.

١٨٠