بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

اتبعني واقف أثري ، فلما أن صار تحت الشجرة أحذ بيدي وتخيل لي أن الارض يمتد من تحت قدمي ، فلما انفجر عمود الصبح قال لي : ابشر فهذه مكة ، فسمعت الضجة ورأيت الحجة (*) فقلت له : بالذي ترجوه يوم الازفة يوم الفاقة من أنت؟ فقال : إذا أقسمت فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

٣٥ ـ يج : روي عن حماد بن حبيب القطان الكوفي قال : خرجناسنة حجاجا فرحلنا من زبالة واستقبلتنا ريح سوداء مظلمة فتقطعت القافلة فتهت في تلك البراري فانتهيت إلى واد قفر وجنني الليل فأويت إلى شجرة ، فلما اختلط الظلام إذا أنا بشاب عليه أطمار بيض ، قلت : هذا ولي من أولياء الله متى أحس بحركتي خشيت نفاده فأخفيت نفسي ، فدنا إلى موضع فتهيأ للصلاة وقد نبع له ماء فوثب قائما وساق الحديث نحو مامر ، وفيه : ومتى فرح من قصد غيرك بهمته (١).

بيان : تقشع الظلام وانقشع أي تصدع وانكشف.

٣٦ ـ يج : كتاب المقتل قال أحمد بن حنبل : كان سبب مرض زين العابدين عليه‌السلام في كربلا أنه كان لبس درعا ففضل عنه ، فأخذ الفضلة بيده ومزقه (٢) أمالي أبي جعفر الطوسي قال : خرج علي بن الحسين عليه‌السلام إلى مكة حاجا حتى انتهى إلى واد بين مكة والمدينة ، فاذا هو برجل يقطع الطريق قال : فقال لعلي انزل قال : تريد ماذا؟ قال : اريد أن أقتلك وآخذ ما معك ، قال : فأنا اقاسمك ما معي واحللك ، قال : فقال اللص : لا ، قال : فدع معي ما أتبلغ به ، فأبى ، قال فأين ربك؟ قال : نائم ، قال : فإذا أسدان مقبلان بين يديه فأخذ هذا برأسه وهذا برجليه ، قال : زعمت أن ربك عنك نائم (٣).

____________________

(*) كانه اراد جمع الحاج ، اصلهما حاجج وحججة والحديث في المصدر نفسه ص ٢٨٢. « ب »

(١) الخرايج والجرايح ص ١٩٥ بتفاوت.

(٢) ممالم نعثر عليه في الخرايج المطبوعة.

(٣) امالى ابن الشيخ الطوسى الملحق بأمالى أبيه ص ٦٠٥ طبع ايران سنة ١٣١٣.

٤١

٣٧ ـ نبه : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : خرج علي بن الحسين عليه‌السلام وذكر نحوه (١).

٣٨ ـ ما : أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن فضال عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن زرق ، عن يحيى بن العلا ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (٢).

٣٩ ـ قب : روى أبومخنف ، عن الجلودي أنه لما قتل الحسين عليه‌السلام كان علي بن الحسين نائما ، فجعل رجل منهم يدافع عنه كل من أراد به سوءا (٣).

٤٠ ـ نجم : ذكر محمد بن علي مؤلف كتاب الانبياء والاوصياء من آدم عليه‌السلام إلى المهدي عليه‌السلام في حديث علي بن الحسين عليه‌السلام ما هذا لفظه أو معناه : وروي أن رجلا أتى علي بن الحسين عليه‌السلام وعنده أصحابه ، فقال له : ممن الرجل؟ قال : أنا منجم قائف عراف ، فنظر إليه ثم قال : هل أدلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة آلاف عالم قال : من هو؟ قال : أما الرجل فلا أذكره ولكن إن شئت أخبرتك بما أكلت وادخرت في بيتك ، قال : نبئني قال : أكلت في هذا اليوم جبنا ، فأما في بيتك فعشرون دينارا منها ثلاثة دنانير وازنة ، فقال له الرجل : أشهد أنك الحجة العظمى والمثل الاعلى وكلمة التقوى ، فقال له : وأنت صديق امتحن الله قلبك بالايمان وأثبت (٤).

بيان : وازنة أي صحيحة الوزن بها يوزن غيرها.

____________________

(١) تنبيه الخواطر ص ٣٢٦ طبع النجف وفيه يحيى بن العلاء قال : سمعت أبا جعفر يقول خرج على بن الحسين الخ.

(٢) أمالى ابن الشيخ ص ٦٠٥.

(٣) مناقب ابن شهر آشوب ج ٣ ص ٢٨٥.

(٤) فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم ص ١١١ طبع النجف واخرج محمد بن جرير الطبرى في دلائل الامامة ص ٩١ وفيه « عام » بدل « عالم » وسبق برقم « ١٢ » من الباب عن الاختصاص وبصائر الدرجات بتفاوت وبدون الذيل ، فراجع.

٤٢

٤١ ـ نجم : باسنادنا إلى محمد بن جرير الطبري في كتاب الامامة قال : حضر علي بن الحسين عليه‌السلام الموت فقال : يا محمد أي ليلة هذه؟ قال : ليلة كذا وكذا قال : وكم مضى من الشهر؟ قال : كذا وكذا ، قال : إنها الليلة التي وعدتها ودعا بوضوء فقال : إن فيه فارة ، فقال بعض القوم : إنه ليهجر فقال : هاتوا المصباح فجيئ به ، فاذا فيه فارة ، فأمر بذلك الماء فاهريق وأتوه بماء آخر فتوضأ ، وصلى حتى إذا كان آخر الليل توفي عليه‌السلام (١).

٤٢ ـ كشف : من كتاب الدلائل لعبدالله الحميري ، كان علي بن الحسين عليه‌السلام في سفر ، وكان يتغدى وعنده رجل فأقبل غزال في ناحية يتقمم (٢) وكانوا يأكلون على سفرة في ذلك الموضع ، فقال له : علي بن الحسين : ادن فكل فأنت آمن ، فدنا الغزال فأقبل يقتمم من السفرة ، فقام الرجل الذي كان يأكل معه بحصاة فقذف بها ظهره ، فنفر الغزال ومضى ، فقال له علي بن الحسين عليه‌السلام : أخفرت ذمتي؟ لاكلمتك كلمة أبدا (٣).

وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن أبي خرج إلى ماله ومعنا ناس من مواليه وغيرهم فوضعت المائدة ليتغذى وجاء ظبي وكان منه قريبا ، فقال له : يا ظبي أنا علي بن الحسين بن علي بن أبيطالب وامي فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هلم إلى هذا الغذاء ، فجاء الظبي حتى أكل معهم ما شاء الله أن يأكل ، ثم تنحى الظبي فقال بعض غلمانه : رده علينا ، فقال لهم : لاتخفروا ذمتي؟ قالوا : لا ، فقال له : يا ظني أنا على بن الحسين بن على بن أبيطالب وامي فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هلم إلى هذا الغذاء وأنت آمن في ذمتي ، فجاء الظبي حتى قام على المائدة فأكل معهم فوضع رجل من جلسائه يده على ظهره فنفر الظبي ، فقال علي بن الحسين عليهما‌السلام : أخفرت ذمتي؟ لاكلمتك كلمة أبدا.

____________________

(١) فرج المهموم ص ٢٢٨.

(٢) التقمم : هومن قمت الشاة : أكلت ، أو من تقمم : تتبع الكناسات « القاموس ».

(٣) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٠٦.

٤٣

وتلكأت عليه ناقته بين جبال رضوى فأناخها ثم أراها السوط والقضيب ثم قال : لتنطلقن أولا فعلن ، فانطلقت وما تلكأت بعدها (١)

بيان : قال الفيروز آبادي : تلكاء عليه اعتل ، وعنه أبطا (٢).

٤٣ ـ يج (٣) كشف : وروي عن أبي عبدالله أنه التزقت يد رجل وامرأة على الحجر في الطواف ، فجهد كل واحد منهما أن ينزع يده ، فلم يقدرا عليه وقال الناس : اقطعوهما! قال : فبيناهما كذلك إذ دخل علي بن الحسين عليهما‌السلام فأفرجوا له ، فلما عرف أمرهما تقدم فوضع يده عليهما فانحلا وتفرقا (٤).

٤٤ ـ كشف : م عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما ولى عبدالملك بن مروان الخلافة كتب إلى الحجاج بن يوسف : بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالملك ابن مروان أميرالمؤمنين إلى الحجاج بن يوسف أما بعد : فانظر دماء بني عبدالمطلب فاحقنها واجتنبها ، فاني رأيت آل أبى سفيان لما ولعوا فيها لم يلبثوا إلا قليلا والسلام ، قال : وبعث بالكتاب سرا ، وورد الخبر على علي بن الحسين عليه‌السلام ساعة كتب الكتاب وبعث به إلى الحجاج ، فقيل له (*) : إن عبدالملك قد كتب إلى الحجاج كذا وكذا وإن الله قد شكر له ذلك ، وثبت ملكه وزاده برهة ، قال : فكتب علي بن الحسين عليه‌السلام : بسم الله الرحمن الرحيم إلى عبدالملك بن مروان أميرالمؤمنين من علي بن الحسين بن علي أما بعد : « فانك كتبت يوم كذا وكذا من ساعة كذا وكذا من شهر كذا وكذا بكذا وكذا ، وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنبأني وخبرني ، ، وإن الله قد شكر لك ذلك وثبت ملكك وزادك فيه برهة » وطوى الكتاب وختمه وأرسل به مع غلام له على بعيره وأمره أن يوصله إلى عبدالملك ساعة يقدم

____________________

(١) المصدر السابق ج ٢ ص ٣٠٧.

(٢) القاموس ج ١ ص ٢٧ الطبعة الثالثة سنة ١٣٥٢ بمصر.

(٣) ممالم نقف عليه في الخرايج المطبوعة.

(٤) كشف الغمة ج ٢ ص ٣١٠.

(*) والقائل : الهاتف من الملائكة ، أو هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام « ب ».

٤٤

عليه ، فلما قدم الغلام أوصل الكتاب إلى عبدالملك ، فلما نظر في تاريخ الكتاب وجده موافقا لتلك الساعة التي كتب فيها إلى الحجاج ، فلم يشك في صدق علي ابن الحسين عليه‌السلام وفرح فرحا شديدا ، وبعث إلى علي بن الحسين عليه‌السلام بوقر راحلته دراهم ثوابا لما سره من الكتاب (١).

٤٥ ـ طا : من كتاب الدلايل (٢) لمحمد بن جرير الطبري باسناده إلى جابر الجعفي عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : خرج أبومحمد علي بن الحسين عليه‌السلام إلى مكة في جماعة من مواليه وناس من سواهم ، فلما بلغ عسفان ضرب مواليه فسطاطه في موضع منها ، فلما دنا علي بن الحسين عليه‌السلام من ذلك الموضع قال لمواليه : كيف ضربتم في هذا الموضع؟ وهذا موضع قوم من الجن هم لنا أولياء ولنا شيعة وذلك يضر بهم ويضيق عليهم ، فقلنا : ما علمنا ذلك ، وعمدوا إلى قلع الفسطاط ، وإذا هاتف نسمع صوته ولا نرى شخصه وهو يقول : يا ابن رسول الله لا تحول فسطاطك من موضعه فإنا نحتمل لك ذلك ، وهذا الطف قد أهديناه إليك ، ونحب أن تنال منه لنسر بذلك ، فإذا جانب الفسطاط طبق عظيم وأطباق معه فيها عنب ورمان وموز وفاكهة كثيرة ، فدعا أبومحمد عليه‌السلام من كان معه فأكل وأكلوا من تلك الفاكهة (٣).

٤٦ ـ يج : مرسلا مثله (٤).

٤٧ ـ كش : وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عبدالله بن مهران عن محمد بن علي ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن البطائني ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : كان أبوخالد الكابلي بخدم محمد بن الحنفية دهرا ، وما كان

____________________

(١) المصدر السابق ج ٢ ص ٣١١ ، وروى الحديث الراوندى في الخرايج ص ١٩٤ بتفاوت.

(٢) دلائل الامامة ص ٩٣.

(٣) الامان من اخطار الاسفار والازمان ص ١٢٤ طبع النجف بالمطبعة الحيدرية.

(٤) الخرايج والجرايح ص ٢٢٨ بتفاوت.

٤٥

يشك في أنه إمام حتى أتاه ذات يوم ، فقال له : جعلت فداك إن لي حرمة ومودة وانقطاعا فأسألك بحرمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأميرالمؤمنين عليه‌السلام إلا أخبرتني أنت الامام الذي فرض الله طاعته على خلقه؟ قال : فقال : يا أبا خالد حلفتني بالعظيم الامام علي بن الحسين عليهما‌السلام علي وعليك وعلى كل مسلم ، فأقبل أبوخالد لما أن سمع ما قاله محمد ابن الحنفية وجاء إلى علي بن الحسين عليهما‌السلام فلما استأذن عليه أخبر أن أبا خالد بالباب ، فأذن له ، فلما دخل عليه ودنا منه ، قال : مرحبا يا كنكر ما كنت لنا بزائر ما بدالك فينا؟ فخر أبوخالد ساجدا شاكرا لله تعالى مما سمع من علي بن الحسين عليهما‌السلام فقال : الحمدلله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي ، فقال له علي عليه‌السلام : وكيف عرفت إمامك يا أبا خالد؟ قال : إنك دعوتني باسمي الذي سمتني به امي التي ولدتني ، وقد كنت في عمياء من أمري ، ولقد خدمت محمد ابن الحنفية عمرا من عمري ولا أشك أنه إمام ، حتى إذا كان قريبا سألته بحرمة الله تعالى وحرمة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبحرمة أميرالمؤمنين عليه‌السلام فأرشدني إليك ، وقال : هو الامام علي وعليك وعلى جميع خلق الله كلهم ، ثم أذنت لي فجئت فدنوت منك وسميتني باسمي الذي سمتني امي ، فعلمت أنك الامام الذي فرض الله طاعته علي وعلى كل مسلم (١)

٤٨ ـ يج : مرسلا مثله وفيه وقال : ولدتني امي فسمتني وردان ، فدخل عليها والدي فقال : سميه كنكر! ووالله ما سماني به أحد من الناس إلى يومي هذا غيرك فأشهد أنك إمام من في الارض ومن في السماء (٢).

أقول : روى الشيخ أبوجعفر بن نما في كتاب شرح الثار مثله ، وقد مر في باب أحوال المختار (٣).

____________________

(١) معرفة اخبار الرجال ص ٧٩ واخرجه السروى في مناقبه ج ٣ ص ٢٨٨ بتفاوت.

(٢) ممالم نمعثر عليه في المطبوعة.

(٣) ذكره في اوائل الرسالة المذكورة المسماة « ذوب النضار في شرح الثار » وقد طبعت في آخر المجلد العاشر من البحار طبع الكمبانى وفي طبع تبريز من ص ٢٩٢ والحديث المذكور فيه في أول ص ٢٩٣ ، وراجع ج ٤٥ الباب ٤٩ من طبعتنا.

٤٦

٤٩ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن مالك ابن عطية ، عن الثمالي ، قال : دخلت على علي بن الحسين فاحتبست في الدار ساعة ثم دخلت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده في وراء الستر فناوله من كان في البيت ، فقلت : جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقط أي شئ هو؟ قال : فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سيا لاولادنا ، فقلت : جعلت فداك وإنهم ليأتونكم؟ فقال : يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على تكأتنا (١).

بيان : السيح عباءة ، ومنهم [ من ] قرأ سبحا بالباء الموحدة جمع السبحة.

أقول : سيأتي في الابواب الآتية كثير من الاخبار المشتملة على المعجزات ورأيت في بعض مؤلفات أصحابنا روي أن رجلا مؤمنا من أكابر بلاد بلخ كان يحج البيت ويزور النبي في أكثر الاعوام ، وكان يأتي علي بن الحسين عليه‌السلام ويزوره ويحمل إليه الهدايا والتحف ويأخذ مصالح دينه منه ، ثم يرجع إلى بلاده فقالت له زوجته : أراك تهدي تحفا كثيرة ولا أراه يجازيك عنها بشئ ، فقال : إن الرجل الذي نهدي إليه هدايانا هو ملك الدنيا والآخرة وجميع ما في أيدي الناس تحت ملكه لانه خليفة الله في أرضه ، وحجته على عباده ، وهو ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإمامنا ، فلما سمعت ذلك منه أمسكت عن ملامته ، ثم إن الرجل تهيأ للحج مرة اخرى في السنة القابلة ، وقصد دار علي بن الحسين عليه‌السلام فاستأذن عليه ، فأذن له فدخل فسلم عليه وقبل يديه ، ووجد بين يديه طعاما فقر به إليه وأمره بالاكل معه فأكل الرجل ، ثم دعا بطست وإبريق فيه مآء ، فقام الرجل ، وأخذ الابريق وصب الماء على يدي الامام عليه‌السلام فقال عليه‌السلام : يا شيخ أنت ضيفنا فكيف تصب على يدي الماء؟ فقال : إني احب ذلك ، فقال الامام عليه‌السلام : لما أحببت ذلك فوالله لارينك ما تحب وترضى وتقر به عيناك ، فصب الرجل على يديه الماء حتى امتلا ثلث الطست ، فقال الامام عليه‌السلام : للرجل ما هذا؟ فقال : مآء ، قال الامام عليه‌السلام : بل

____________________

(١) الكافى ج ١ ص ٣٩٣ وأخرجه الصفار في بصائر الدرجات في الباب السابع عشر من الجزء الثانى وفيه « سنجابا » بدل « سيحا ».

٤٧

هو ياقوت أحمر ، فنظر الرجل ، فاذا هو قد صار ياقوتا أحمر باذن الله تعالى.

ثم قال عليه‌السلام : يا رجل صب الماء فصب حتى امتلا ثلثا الطست فقال عليه‌السلام : ما هذا؟ قال : هذا ماء ، قال عليه‌السلام : بل هذا زمرد أخضر فنظر الرجل فاذا هو زمرد أخضر ، ثم قال عليه‌السلام : صب الماء فصبه على يديه حتى امتلا الطست فقال : ما هذا؟ فقال : هذا ماء ، قال عليه‌السلام : بل هذا در أبيض ، فنظر الرجل إليه ، فاذا هو در أبيض ، فامتلا الطست من ثلاثة ألوان : در وياقوت وزمرد فتعجب الرجل وانكب على يديه عليه‌السلام يقبلهما ، فقال عليه‌السلام : يا شيخ لم يكن عندنا شئ نكافيك على هداياك إلينا ، فخذ هذه الجواهر عوضا عن هديتك ، واعتذر لنا عند زوجتك لانها عتبت علينا ، فأطرق الرجل رأسه وقال : يا سيدي من أنبأك بكلام زوجتي؟ فلا أشك أنك من أهل بيت النبوة ، ثم إن الرجل ودع الامام عليه‌السلام وأخذ الجواهر وساربها إلى زوجته ، وحدثها بالقصة فسجدت لله شكرا وأقسمت على بعلها بالله العظيم أن يحملها معه إليه عليه‌السلام فلما تجهز بعلها للحج في السنة القابلة أخذها معه ، فمرضت في الطريق وماتت قريبا من المدينة ، فأتى الرجل الامام عليه‌السلام باكيا وأخبره بموتها ، فقام الامام عليه‌السلام وصلى ركعتين ودعا الله سبحانه بدعوات ، ثم التفت إلى الرجل ، وقال له : ارجع إلى زوجتك فان الله عزوجل قد أحياها بقدرته وحكمته وهو يحيي العظام وهي رميم ، فقام الرجل مسرعا فلما دخل خيمته وجد زوجته جالسة على حال صحتها ، فقال لها : كيف أحياك الله؟ قالت : والله لقد جاءني ملك الموت وقبض روحي وهم أن يصعد بها ، فاذا أنا برجل صفته كذا وكذا وجعلت تعد أوصافه عليه‌السلام وبعلها يقول : نعم صدقت هذه صفة سيدي ومولاي علي بن الحسين عليه‌السلام قالت : فلما رآه ملك الموت مقبلا انكب على قدميه يقبلهما ويقول : السلام عليك يا حجة الله في أرضه ، السلام عليك يا زين العابدين ، فردعليه‌السلام ، وقال له : يا ملك الموت أعد روح هذه المرأة إلى جسدها ، فانها كانت قاصدة إلينا وإني قد سألت ربي أن يبقيها ثلاثين سنة اخرى

٤٨

ويحييها حياة طيبة لقدومها إلينا زائرة لنا ، فقال الملك : سمعا وطاعة لك يا ولي الله ، ثم أعاد روحي إلى جسدي ، وأنا أنظر إلى ملك الموت قد قبل يده عليه‌السلام وخرج عني ، فأخذ الرجل بيد زوجته وأخلها إليه عليه‌السلام وهو بين أصحابه ، فانكبت على ركبتيه تقبلهما وهي تقول : هذا والله سيدي ومولاي ، وهذا هو الذي أحياني الله ببركة دعائه ، قال : فلم تزل المرأة مع بعلها مجاورين عند الامام عليه‌السلام بقية أعمارهما إلى أن ماتا رحمة الله عليهما.

وروى البرسي في مشارق الانوار أن رجلا قال : لعلي بن الحسين عليهما‌السلام بماذا فضلنا على أعدائنا وفيهم من هو أجمل منا؟ فقال له الامام عليه‌السلام : أتحب أن ترى فضلك عليهم؟ فقال : نعم ، فمسح يده على وجهه وقال : انظر فنظر فاضطرب وقال : جعلت فداك ردني إلى ما كنت فاني لم أر في المسجد إلا دبا وقردا وكلبا فمسح يده على وجهه فعاد إلى حاله (١).

____________________

(١) مشارق انوار اليقين ص ١٠٨ طبع دار الفكر في بيروت سنة ١٣٧٩ وأخرجه الراوندى في الخرايج والجرايح ص ٢٢٨.

٤٩

٤

* ( باب ) *

* ( استجابة دعائه عليه‌السلام ) *

١ ـ ج : عن ثابت البناني (١) قال : كنت حاجا وجماعة عباد البصرة مثل أيوب السجستاني (٢) وصالح المري (٣) وعتبة الغلام (٤) وحبيب الفارسي (٥) ومالك بن

____________________

(١) ثابت البنانى : من التابعين وقد ترجمه أبونعيم في حلية الاولياء ج ٢ من ص ٣١٨ إلى ص ٣٣٣ فقال : ومنهم المتعبد الناحل ، المتهجد الذابل ، أبومحمد ثابت بن أسلم البناني ، وذكر انه أسند عن غير واحد من الصحابة منهم ، ابن عمر ، وابن الزبير ، وشداد وانس. وأكثر الرواية عنه ، وروى عنه جماعة من التابعين منهم : عطاء بن أبى رباح ، وداود ابن أبى هند ، وعلى بن زيد بن جدعان ، والاعمش وغيرهم.

(٢) ايوب السختياني : من التابعين قال أبونعيم في حلية الاولياء وقد ترجمه في ج ٣ من ص ٣ إلى ص ١٤ ومنهم فتى الفتيان ، سيد العباد والرهبان ، المنور باليقين والايمان ، السختيانى أيوب بن كيسان كان فقيها محجاجا ، وناسكا حجاجا ، عن الخلق آيسا ، وبالحق آنسا.

أسند أيوب عن أنس بن مالك ، وعمرو بن سلمة الجرمى ، ومن قدماء التابعين ، عن أبى عثمان النهدى ، وأبى رجاء العطاردى ، وأبى العالية ، والحسن ، وابن سيرين وأبى قلابة.

وذكره الاردبيلى في جامع الرواة ج ١ ص ١١١ فقال : أيوب بن أبى تميمة كيسان السختيانى العنزى البصرى كنيته أبوبكر مولى عمار بن ياسر ، وكان عمار مولى فهو مولى مولى وكان يحلق شعره في كل سنة مرة ، فاذا طال فرق مات بالطاعون بالبصرة سنة ١٣١.

(٣) صالح المرى : هو ابن بشير وصفه أبونعيم في الحلية ج ٦ ص ١٦٥ بقوله : القارى الدرى ، والواعظ التقى ، أبوبشر صالح بن بشير المرى ، صاحب قراءة وشجن ومخافة وحزن ، يحرك الاخيار ، ويفرك الاشرار.

أسند عن الحسن ، وثابت ، وقتادة ، وبكر بن عبدالله المزنى ، ومنصور بن زاذان وجعفر بن زيد ، ويزيد الرقاشى ، وميمون بن سياه ، وأبان بن أبى عياش ، ومحمد بن زياد ، وهشام بن حسان ، والجريرى ، وقيس بن سعد ، وخليد بن حسان في آخرين.

(٤) عتبة الغلام : هو الحر الهمام ، المجلومن الظلام ، المكلوء بالشهادة والكلام قال عبيدالله بن محمد : عتبة الغلام هو عتبة بن أبان بن صمعة ، مات قبل أبيه. وسئل رباح القيسى عن سبب تسمية عتبة بالغلام فقال : كان نصفا من الرجال ، ولكنا كنا نسميه الغلام لانه كان في العبادة غلام رهان. استشهد وقتل في قرية الحباب في غزو الروم. ترجمه مفصلا أبونعيم في الحلية ج ٦ من ص ٢٢٦ إلى ٢٣٨.

(٥) حبيب الفارسى : قال أبونعيم في الحليلة ج ٦ ص ١٤٩ : أبومحمد الفارسى من

٥٠

دينار (١) فلما أن دخلنا مكة رأينا الماء ضيقا ، وقد اشتد بالناس العطش لقلة الغيث ففزع إلينا أهل مكة والحجاج يسألونا أن نستسقي لهم ، فأتينا الكعبة وطفنا بها ثم سألنا الله خاضعين متضرعين بها ، فمنعنا الاجابة ، فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل قد أكربته أحزانه ، وأقلقته أشجانه ، فطاف بالكعبة أشواطا ، ثم أقبل علينا فقال : يا مالك بن دينار ، ويا ثبات البناني ، ويا أيوب السجستاني ، ويا صالح المري ، ويا عتبة الغلام ، ويا حبيب الفارسي ، وياسعد ، وياعمر ، ويا صالح الاعمى ويارابعة ، ويا سعدانة ، وياجعفر بن سليمان ، فقلنا : لبيك وسعديك يافتى فقال : أما فيكم أحد يحبه الرحمان؟ فقلنا : يا فتى علينا الدعاء وعليه الاجابة ، فقال : ابعدوا من الكعبة ، فلو كان فيكم أحد يحبه الرحمان لاجابه ، ثم أتى الكعبة فخر ساجدا فسمعته يقول في سجوده : سيدي بحبك لي إلا سقيتهم الغيث ، قال : فما استتم الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب ، فقلت يا فتى : من أين علمت أنه يحبك؟ قال : لو لم يحبني لم يستزرني ، فلما استزارني علمت أنه يحبني فسألته بحبه لي فأجابني ثم ولى عنا وأنشأ يقول :

من عرف الرب فلم تغنه

معرفة الرب فذاك الشقي

ما ضر في الطاعة ما ناله

في طاعة الله وماذا لقي

ما يصنع العبد بغيرالتقى

والعز كل العز لمتقي

فقلت : يا أهل مكة من هذا الفتى؟ قالوا : علي بن الحسين عليهما‌السلام ابن علي

____________________

ساكنى البصرة ، كان صاحب المكرمات ، مجاب الدعوات وكان سبب اقباله على الاجلة وا؟ تقاله عن العاجلة ، حضوره مجلس الحسن بن أبى الحسن فوقعت موعظته من قلبه ..

وتصدق بأربعين ألفا في أربع دفعات.

(١) مالك بن دينار أبويحيى وصفه أبونعيم في الحليلة بقوله : العارف النظار ، الخائف الجبار .. كان لشهوات الدنيا تاركا ، وللنفس عند غلبتها مالكا. وقد اطال في ذكره ج ٢ من ص ٣٥٧ إلى ص ٣٨٩.

٥١

ابن أبي طالب عليهما‌السلام (١).

بيان : الشجن محركة الهم والحزن.

٢ ـ قب (*) : المنهال بن عمرو في خبر قال : حججت فلقيت علي بن الحسين عليهما‌السلام فقال : ما فعل حرملة بن كاهل؟ قلت : تركته حيا بالكوفة ، فرفع يديه ثم قال عليه‌السلام : اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر النار ، فتوجهت نحو المختار ، فإذا بقوم يركضون ويقولون البشارة أيها الامير ، قد اخذ حرملة وقد كان توارى عنه فأمر بقطع يديه ورجليه وحرقه بالنار (٢).

واصيب بالحسين عليه‌السلام وعليه دين بضعة وسبعون ألف دينار ، فاهتم علي بن الحسين عليهما‌السلام بدين أبيه حتى امتنع من الطعام والشراب والنوم في أكثر أيامه ولياليه ، فأتاه آت في المنام فقال : لاتهتم بدين أبيك فقد قضاه الله عنه بمال بجنس (*) فقال عليه‌السلام : ما أعرف في أموال أبي مالا يقال له مال بجنس ، فلما كان من الليلة الثانية رأى مثل ذلك ، فسأل عنه أهله فقالت : امرأة من أهله كان لابيك عبد رومي يقال له : بجنس استنبط له عينا بذي خشب ، فسأل عن ذلك فاخبر به فما مضت بعد ذلك إلا أيام قلائل حتى أرسل الوليد بن عتبة بن أبي سفيان إلى علي بن الحسين عليهما‌السلام يقول له : إنه قد ذكرت لي عين لابيك بذي خشب تعرف ببجنس ، فاذا أحببت بيعها

____________________

(١) الاحتجاج ص ١٧٢ طبع النجف.

(*) قد سقط من نسخة الكمباني رمز قب ، راجع مناقب آل أبى طالب طبعة قم ج ٤ ص ١٤٣ و ١٤٤ « ب ».

(٢) خبر المنهال بن عمرو الاسدى ، ذكره كثير من المؤرخين بالفاظ متقاربة ، منهم أبومخنف في أخذ الثار ، والشيخ الطوسى في أماليه ، وابن شهر آشوب في المناقب ، وابن نما في ذوب النضار ، وغيرهم وقد مر في ج ٤٥ باب ٤٩.

(*) كذا في النسخة والمصدر ، والظاهر أنه تصحيف « ماء بجيس » قال الفيروزآبادى : ماء بجس : منبجس ، وبجسة موضع أو عين باليمامة ، والبجيس : الغريزة ، وقال : ذو خشب محركة موضع باليمن ، فتحرر « ب ».

٥٢

ابتعتها منك ، قال له علي بن الحسين عليهما‌السلام : خذها بدين الحسين وذكره له قال : قد أخذتها ، فاستثني فيها سقي ليلة السبت لسكينة. وكان زين العابدين عليه‌السلام يدعو في كل يوم أن يريه الله قاتل أبيه مقتولا ، فلما قتل المختار قتلة الحسين صلوات الله وسلامه عليه بعث برأس عبيدالله بن زياد ورأس عمر بن سعد مع رسول من قبله إلى زين العابدين ، وقال لرسوله : إنه يصلي من الليل ، وإذا أصبح وصلى صلاة الغداة هجع ، ثم يقوم فيستاك ويؤتى بغدائه ، فاذا أتيت بابه فاسأل عنه فاذا قيل لك : إن المائدة وضعت بين يديه فاستأذن عليه وضع الرأسين على مائدته ، وقل له : المختار يقرأ عليك السلام ويقول لك : يا ابن رسول الله قد بلغك الله ثأرك ، ففعل الرسول ذلك ، فلما رأى زين العابدين عليه‌السلام الرأسين على مائدته ، خر ساجدا وقال : الحمدلله الذي أجاب دعوتي وبلغني ثاري من قتلة أبي ، ودعا للمختار وجزاه خيرا.

٢ ـ كشف : من كتاب الدلائل للحميري ، عن المنهال بن عمرو قال : حججت فدخلت على علي بن الحسين ، فقال لي : يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الاسدي؟ قلت : تركته حيا بالكوفة ، قال : فرفع يديه ثم قال : اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر النار ، قال : فانصرفت إلى الكوفة وقد خرج بها المختار بن أبي عبيد وكان لي صديقا ، فركبت لاسلم عليه ، فوجدته قد دعا بدابته فركب وركبت معه حتى أتى الكناسة فوقف وقوف منتظر لشئ وقد كان وجه في طلب حرملة بن كاهل فاحضر فقال : الحمدلله الذي مكنني منك ، ثم دعا بالجزار فقال : اقطعوا يديه فقطعتا ، ثم قال : اقطعوا رجليه ، فقطعتا ، ثم قال : النار النار فاتي بطن قصب ثم جعل فيها ، ثم ألهبت فيه النار حتى احترق ، فقلت : سبحان الله سبحان الله فالتفت إلي المختار ، فقال : مم سبحت؟ فقلت له : دخلت على علي بن الحسين فسألني عن حرملة فأخبرت أني تركته بالكوفة حيا ، فرفع يديه وقال : اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر النار ، فقال المختار : الله الله أسمعت علي بن الحسين عليه‌السلام يقول هذا؟ فقلت : الله الله لقد سمعته يقول هذا ، فنزل المختار وصلى

٥٣

ركعتين ثم أطال ثم سجد وأطال ، ثم رفع رأسه وذهب ، ومضيت معه حتى انتهى إلى باب داري فقلت له : إن رأيت أن تكرمني بأن تنزل وتتغدى عندي ، فقال : يا منهال تخبرني أن علي بن الحسين دعا الله بثلاث دعوات فأجابه الله فيها على يدي ثم تسألني الاكل عندك ، هذا يوم صوم شكرا لله على ما وفقني له (١).

بيان : قد مر في باب أحوال المختار نقلا من مجالس الشيخ انه عليه‌السلام قال مرتين : اللهم أذقه حر الحديد ، ثم قال اللهم أذقه حر النار ، فأشار بالمرتين إلى قطع اليد ثم الرجل فتتم ثلاث دعوات ، وعلى ماهنا يمكن أن تكون الثلاث لتضمن الدعائين القتل أيضا.

٥

* ( باب ) *

* ( ( مكارم أخلاقه وعلمه ، واقرار المخالف والمؤالف بفضله ) ) *

* ( ( وحسن خلقه وخلقه وصوته وعبادته ) ) *

* ( صلوات الله وسلامه عليه ) *

١ ـ عم (٢) شا : أبومحمد الحسن بن محمد ، عن جده ، عن محمد بن جعفر ، وغيره قالوا : وقف على علي بن الحسين رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه ، فلم يكلمه فلما انصرف قال : لجلسائه : لقد سمعتم ما قال هذا الرجل ، وأنا احب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا مني ردي عليه ، قال : فقالوا له : نفعل ولقد كنا نحب أن يقول له ويقول : فأخذ نعليه ومشى وهو يقول : « والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين » فعلمنا أنه لايقول له شيئا. قال : فخرج حتى أتى منزل الرجل فصرخ به فقال : قولوا له : هذا علي بن الحسين ، قال : فخرج إلينا متوثبا للشر وهو لايشك أنه

____________________

(١) كشف الغمة ج ٢ ص ٣١٢.

(٢) اعلام الورى ص ١٥٤.

٥٤

إنما جاء مكافئا له على بعض ما كان منه ، فقال له علي بن الحسين : يا أخي إنك كنت قد وقفت علي آنفا فقلت وقلت ، فإن كنت قلت ما في فأستغفر الله منه ، وإن كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك ، قال : فقبل الرجل بين عينيه وقال : بل قلت فيك ما ليس فيك وأنا أحق به (١).

قال الراوي للحديث : والرجل هو الحسن بن الحسن رضي‌الله‌عنه.

٢ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مر علي بن الحسين صلوات الله عليهما على المجذومين وهو راكب حماره وهم يتغدون فدعوه إلى الغداء فقال : أما إني لو لا أني صائم لفعلت ، فلما صار إلى منزله أمر بطعام فصنع ، وأمر أن يتنو قوا فيه ، ثم دعاهم فتغدوا عنده وتغدى معهم (٢).

٣ ـ كا : علي بن محمد بن عبدالله القمي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن إسماعيل القصير ، عمن ذكره ، عن الثمالي قال : ذكر عند علي بن الحسين غلاء السعر فقال : وما علي من غلائه ، إن غلا فهو عليه ، وإن رخص فهو عليه (٣).

٤ ـ تم : من كتاب زهرة المهج بإسناده عن ابن محبوب ، عن عبدالعزيز العبدي عن ابن أبي يعفور ، عن الصادق عليه‌السلام قال : كان علي بن الحسين عليه‌السلام إذا حضر الصلاة اقشعر جلده ، واصفر لونه ، وارتعد كالسعفة (٤).

٥ ـ شا : روى الواقدي ، عن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي عليه‌السلام قال : كان هشام بن إسماعيل (٥) يسيئ جواري فلقي منه علي بن الحسين عليه‌السلام أذى شديدا

____________________

(١) الارشاد ص ٢٧٣.

(٢) أخرج الحديث الامير ورام في تنبيه الخواطر ص ٤٢٢ طبع النجف.

(٣) الكافى ج ٥ ص ٨١.

(٤) فلاح السائل ص ١٠١ طبعة ايران سنة ١٢٨٢ ه.

(٥) هو هشام بن اسماعيل المخزومى ولى المدينة سنة ٨٤ ولاه عبدالملك بن مروان وبقى واليا عليها حتى سنة ٨٧ فعزله الوليد بن عبدالملك عن المدينة وورد عزله فيما ذكر ليلة الاحد لسبع ليال خلون من شهر ربيع الاول « عن الطبرى باختصار »



٥٥

فلما عزل أمر به الوليد أن يوقف للناس قال : فمر به علي بن الحسين عليه‌السلام وقد اوقف عند دار مروان ، قال : قال : فسلم عليه ، قال : وكان علي بن الحسين عليه‌السلام قد تقدم إلى خاصته ألا يعرض له أحد (١).

٦ ـ عم (٢) شا (٣) قب : روى أن علي بن الحسين عليه‌السلام دعا مملوكه مرتين فلم يجبه ، فلما أجابه في الثالثة فقال له : يا بني أما سمعت صوتي؟ قال : بلى : قال : فمالك لم تجبني؟ قال : أمنتك ، قال الحمدلله الذي جعل مملوكي يأمنني (٤).

٧ ـ شا : أبومحمد الحسن بن محمد بن يحيى ، عن جده ، عن أبي نصر ، عن عبدالرحمن بن صالح ، عن يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، قال : كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه ، لايدرون من أين يأتيهم ، فلما مات علي بن الحسين عليه‌السلام فقدوا ذلك (٥).

٨ ـ شا : الحسن بن محمد ، عن جده ، عن أبي نصر ، عن محمد بن علي بن عبدالله عن أبيه ، عن جده عبدالله بن هارون ، عن عمرو بن دينار قال : حضرت زيد بن اسامة بن زيد الوفاة فجعل يبكي ، فقال له علي بن الحسين : ما يبكيك؟ قال : يبكيني أن علي خمسة عشر ألف دينار ، ولم أترك لها وفاء فقال له علي بن الحسين لاتبك فهي علي وأنت بري منها فقضاها عنه (٦).

٩ ـ قب : الحلية مرسلا مثله ، وفيه : محمد بن اسامة (٧).

١٠ ـ فتح : محمد بن الحسن بن داود الخراجي ، عن أبيه ، ومحمد بن علي بن حسن المقري ، عن علي بن الحسين بن أبي يعقوب الهمداني ، عن جعفر بن محمد

____________________

(١) ارشاد المفيد ص ٢٧٤.

(٢) اعلام الورى ص ١٥٤.

(٣) الارشاد ص ٢٧٥.

(٤) مناقب ابن شهر آشوب ج ٣ ص ٢٩٦.

(٥ و ٦) الارشاد ص ٢٧٥.

(٧) مناقب ابن شهر آشوب ج ٣ ص ٣٠١ بتفاوت. وفى الحلية ج ٣ ص ١٤١.

٥٦

الحسيني ، عن الآمدي ، عن عبدالرحمن بن قريب ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال : دخلت مع علي بن الحسين عليهما الصلاة والسلام على عبدالملك ابن مروان ، قال. فاستعظم عبدالملك ما رأى من أثر السجود بين عيني علي بن الحسين عليه‌السلام فقال : يا أبا محمد لقد بين عليك الاجتهاد ، ولقد سبق لك من الله الحسنى وأنت بضعة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قريب النسب وكيد السبب ، وإنك لذو فضل عظيم على أهل بيتك وذوي عصرك ، ولقد أوتيت من الفضل والعلم والدين والورع ما لم يؤته أحد مثلك ولا قبلك إلا من مضى من سلفك ، وأقبل يثني عليه ويطريه ، قال : فقال علي بن الحسين عليه‌السلام : كلما ذكرته ووصفته من فضل الله سبحانه وتأييده وتوفيقه فأين شكره على ما أنعم يا أميرالمؤمنين؟ كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقف في الصلاة حتى ترم قدماه ، ويظمأ في الصيام حتى يعصب فوه ، فقيل له : يا رسول الله ألم يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفلا أكون عبدا شكورا ، الحمدلله على ما أولى وأبلى ، وله الحمد في الآخرة والاولى ، والله لو تقطعت أعضائي ، وسالت مقلتاي على صدري ، لن أقوم لله جل جلاله بشكر عشر العشير من نعمة واحدة من جميع نعمه التي لايحصيها العادون ، ولا يبلغ حد نعمة منها على جميع حمد الحامدين ، لا والله أو يراني الله لا يشغلني شئ عن شكره وذكره ، في ليل ولانهار ، ولاسر ولاعلانية ، ولو لا أن لاهلي علي حقا ، ولسائر الناس من خاصهم وعامهم علي حقوقا لايسعني إلا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتى أوديها إليهم لرميت بطرفي إلى السماء ، وبقلبي إلى الله ، ثم لم أرددهما حتى يقضي الله على نفسي وهو خير الحاكمين ، وبكى عليه‌السلام وبكى عبدالملك وقال : شتان بين عبد طلب الآخرة وسعى لها سعيها ، وبين من طلب الدنيا من أين جاءته ماله في الآخرة من خلاق ، ثم أقبل يسأله عن حاجاته وعما قصد له فشفعه فيمن شفع ، ووصله بمال.

٥٧

بيان : قال الفيروز آبادي : بينته أوضحته وعرفته فبان وبين وتبين وأبان واستبان كلها لازمة متعدية (١) وقال : العصب جفاف الريق في الفم والفعل كضرب (٢) انتهى وكلمة « أو » في قوله أويراني الله ، بمعني إلى أن ، أو إلا أن أي لا والله لا أترك الاجتهاد إلى أن يراني الله على تلك الحال.

١١ ـ قب : كتاب الانوار إن إبليس تصور لعلي بن الحسين عليه‌السلام وهو قائم يصلي في صورة أفعى له عشرة رؤس محددة الانياب ، متقلبة الاعين بحمرة ، فطلع عليه من جوف الارض من موضع سجوده ، ثم تطاول في محرابه ، فلم يفزعه ذلك ، ولم يكسر طرفه إليه ، فانقض على رؤس أصابعه يكدمها بأنيابه ، وينفخ عليها من نار جوفه ، وهو لايكسر طرفه إليه ، ولا يحول قدميه عن مقامه ، ولا يختلجه شك ولاوهم في صلاته ولا قراءته؟ فلم يلبث إبليس حتى انقض إليه شهاب محرق من السماء ، فلما أحس به صرخ ، وقام إلى جانب علي بن الحسين في صورته الاولى ، ثم قال : يا علي أنت سيد العابدين كما سميت وأنا إبليس ، والله لقد رأيت عبادة النبيين من عند أبيك آدم إليك ، فما رأيت مثلك ولا مثل عبادتك ، ثم تركه وولى وهو في صلاته لا يشغله كلامه ، حتى قضى صلاته على تمامها (٣).

بيان : كدمه يكدمه عضه بأدنى فمه.

١٢ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن ابن يزيد ، عن عبدالله بن الفضل النوفلي عن أبيه ، عن أبيه ، عن عمه إسحاق بن عبدالله ، عن أبيه عبدالله (*) بن الحارث قال : كانت لعلي بن الحسين عليه‌السلام قارورة مسك في مسجده ، فاذا دخل إلى الصلاة أخذ منه وتمسح به (٤).

____________________

(١) القاموس المحيط ج ٤ ص ٢٠٤.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ١٠٥.

(٣) مناقب ابن شهر آشوب ج ٣ ص ٢٧٧.

(*) في نسخة الكمباني « عن عمه اسحاق بن الفضل عن أبيه عمه ، عن عبدالله بن الحارث » وهو تصحيف (ب)

(٤) الكافى ج ٦ ص ٥١٥ وفيه قال حدثنى أبى عن أبيه.

٥٨

١٣ ـ كا : العدة ، عن سهل ، عن الحسين بن يزيد ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن علي بن الحسين صلوات الله عليهما استقبله مولى له في ليلة باردة ، وعليه جبة خز ، ومطرف (١) خز ، وعمامة خز وهو متغلف بالغالية (٢) فقال له : جعلت فداك في مثل هذه الساعة على هذه الهيئة إلى أين؟ قال : فقال : إلى مسجد جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخطب الحور العين إلى الله عزوجل (٣).

١٤ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن مولى لبني هاشم ، عن محمد بن جعفر ، والعدة ، عن سهل ، عن ابن اسباط ، عن مولى لبني هاشم مثله (٤).

١٥ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن ذكره ، عن الثمالي قال : رأيت علي بن الحسين عليه‌السلام قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه ، فقلت : إن الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون : إنها جلسة الرب ، فقال : إني إنما جلست هذه الجلسة للملالة ، والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولانوم (٥).

١٦ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم ، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدائني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام إن علي بن الحسين صلوات الله عليه كان يركب على قطيفة (٦) حمراء (٧).

١٧ ـ كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن عبدالله بن سنان عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : مرض علي بن الحسين عليه‌السلام ثلاث

____________________

(١) المطرف ، كمكرم رداء من خز مربع ذى اعلام جمع مطارف « القاموس ».

(٢) الغالية : طيب معروف « القاموس ».

(٣) الكافى ج ٦ ص ٥١٧.

(٤) نفس المصدر ج ٦ ص ٥١٦ بتفاوت يسير.

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ٦٦١.

(٦) القطيفة : دثار مخمل جمع قطائف وقطف بضمتين « القاموس ».

(٧) الكافى ج ٦ ص ٥٤١ ، وأخرجه البرقى في المحاسن ص ٦٢٩.

٥٩

مرضات في كل مرضة يوصي بوصية ، فاذا أفاق أمضى وصيته (١).

١٨ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن أحمد بن عبدالمنعم ، عن حسين بن شداد ، عن أبيه شداد بن رشيد ، عن عمرو بن عبدالله بن هند ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام إن فاطمه بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى ما يفعل إبن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة ، أتت جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الانصاري فقالت له : يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا ، من حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه ، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه ، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه ، إدعابا منه لنفسه في العبادة ، فأتى جابر بن عبدالله باب علي بن الحسين عليه‌السلام ، وبالباب أبوجعفر محمد بن علي عليه‌السلام في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك ، فنظر جابر إليه مقبلا فقال : هذه مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسجيته ، فمن أنت يا غلام؟ قال : فقال : أنا محمد بن علي بن الحسين ، فبكى جابر رضي‌الله‌عنه ، ثم قال : أنت والله الباقر عن العلم حقا ادن مني بأبي أنت ، فدنا منه فحل جابر أزراره ، ووضع يده على صدره فقبله ، وجعل عليه خده ووجهه وقال له : اقرئك عن جدك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله السلام وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت وقال لي : يوشك أن تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرا ، وقال لي : إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك ، ثم قال لي : ائذن لي على أبيك ، فدخل أبوجعفر على أبيه فأخبره الخبر ، وقال : إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت ، فقال : يا بني ذلك جابر بن عبدالله ، ثم قال : أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال ، وفعل بك ما فعل؟ قال : نعم ، قال : إنا لله إنه لم يقصدك فيه بسوء ، ولقد أشاط بدمك ، ثم أذن لجابر فدخل عليه ، فوجده في محرابه قد أنضته العبادة ، فنهض علي عليه‌السلام فسأله عن حاله سؤالا حفيا (*) ثم

____________________

(١) نفس المصدر ج ٧ ص ٥٦.

(*) يقال : حفى عنه : أكثر السؤال عن حاله ، وفى النسخة « خفيا » وهو تصحيف. « ب ».

٦٠