بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٢

* ( باب ) *

* ( ( أسمائه عليه‌السلام ، وعللها ، ونقش خواتيمه ) ) *

* ( وحليته صلوات الله عليه ) *

١ ـ ع : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن المغيرة بن محمد ، عن رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر قال : سألت جابر الجعفي فقلت له : ولم سمي الباقر باقرا؟ قال : لانه بقر العلم بقرا أي شقه شقا وأظهره إظهارا (١).

٢ ـ مع : مرسلا مثله (٢).

أقول : سيأتي في خبر جابر أنه قال له عليه‌السلام : يا باقر أنت الباقر حقا ، أنت الذي تبقر العلم بقرا.

٣ ـ ن (٣) لى : أبي عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن الحسن ابن أبي العقبة ، عن الحسين بن خالد ، عن الرضا عليه‌السلام قال : كان نقش خاتم الحسين عليه‌السلام « إن الله بالغ أمره » وكان على بن الحسين يختم بخاتم أبيه الحسين وكان محمد بن علي عليه‌السلام يتختم بخاتم الحسين عليه‌السلام الخبر (٤).

٤ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمدعليه‌السلام قال : كان على خاتم محمد بن علي عليهما‌السلام :

ظني بالله حسن

وبالنبي المؤتمن

وبالوصي ذي المنن

وبالحسين والحسن (٥)

____________________

(١) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٣٣.

(٢) معانى الاخبار ص ٦٥.

(٣) عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ج ٢ ص ٥٦ ضمن حديث.

(٤) أمالى الصدوق ص ٤٥٨ ضمن حديث طويل وأخرجه الطبرسي في مكارم الاخلاق ص ١٠٣.

(٥) لم أعثر عليه عاجلا في العيون.

٢٢١

٥ ـ كشف : عن الثعلبي في تفسيره مثله (١).

٦ ـ شا : عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يوشك أن تبقى حتى تلقى ولدا لي من الحسين عليه‌السلام يقال له : محمد ، يبقر علم الدين بقرا فاذا لقيته فأقرأه مني السلام (٢).

٧ ـ كشف : اسمه محمد ، وكنيته أبو جعفر ، وله ثلاثة ألقاب : باقر العلم ، و الشاكر ، والهادي ، وأشهرها الباقر ، وسمي بذلك لتبقره في العلم ، وهو توسعه فيه (٣).

في الفصول المهمة : كان عليه‌السلام أسمر معتدلا (٤).

وقال الفيروز آبادي (٥) بقره كمنعه شقه ووسعه والباقر محمد بن علي بن الحسين رضي‌الله‌عنه لتبحره في العلم.

٨ ـ مكا : من كتاب اللباس عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان نقش خاتم أبي جعفر عليه‌السلام : العزة لله (٦).

٩ ـ كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان نقش خاتم أبي : العزة لله (٧).

____________________

(١) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٢٢ وأخرجه ابن طلحة في مطالب السؤول ص ٨٠.

(٢) الارشاد ص ٢٨٠ وأخرجه عنه ابن الصباغ المالكى في الفصول المهمة ص ١٩٧.

(٣) كشف الغمة ج ٢ ص ٣١٨.

(٤) الفصول المهمة ص ١٩٧.

(٥) القاموس ج ١ ص ٣٧٥ باقتضاب. وفى الصحاح ص ٥٩٤ « طبع دار الكتاب العربى » والتبقر التوسع في العلم والمال ، وكان يقال لمحمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب رضي‌الله‌عنه « الباقر » لتبقره في العلم.

(٦) مكارم الاخلاق ص ١٠٢ وهو ذيل حديث طبع طهران سنة ١٣٧٦.

(٧) الكافى ج ٦ ص ٣٧٣ وهو ذيل حديث.

٢٢٢

١٠ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن يونس ابن ظبيان وحفص بن غياث [ عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال ] (*) : كان في خاتم أبي محمد بن علي وكان خير محمدي رأيته [ بعيني ] : العزة لله (١).

١١ ـ يب : أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن وهب بن وهب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان نقش خاتم أبي : العزة لله جميعا (٢).

٣.

* ( باب ) *

* ( ( مناقبه صلوات الله عليه وفيه أخبار جابر بن عبدالله ) ) *

* ( الانصارى رضي‌الله‌عنه ) *

١ ـ لى : ابن الوليد ، عن الحميري ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال ذات يوم لجابر بن عبدالله الانصاري : يا جابر إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة بالباقر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام فدخل جابر إلي علي بن الحسين عليه‌السلام فوجد محمد بن علي عليه‌السلام عنده غلاما فقال له : يا غلام أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر. فقال جابر : شمايل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورب الكعبة ، ثم أقبل على علي بن الحسين فقال له : من هذا؟ قال : هذا ابني وصاحب الامر بعدي : محمد الباقر ، فقام جابر فوقع على قدميه يقبلهما ويقول : نفسي لنفسك الفداء يا ابن رسول الله ، اقبل سلام

____________________

(*) مابين العلامتين ساقط من نسخة الكمبانى « ب ».

(١) نفس المصدر ج ٦ ص ٣٧٣ وفيه « رأيته بعينى » وهو جزو حديث.

(٢) التهذيب ج ١ ص ٣٢ صدر حديث وأخرجه الشيخ أيضا في الاستبصار ج ١ ص ٤٨ ، وفى حلية الاولياء ، ج ٣ ص ١٨٦ عن أبى عبدالله كان في خاتم أبى : القوة لله جميعا.

٢٢٣

أبيك ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقرأ عليك السلام ، قال : فدمعت عينا أبي جعفر عليه‌السلام ثم قال : يا جابر على أبي رسول الله السلام مادامت السماوات والارض وعليك يا جابر بما بلغت السلام (١).

٢ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندى و الحسن بن محمد بن بهرام ، عن سويد بن سعيد ، عن الفضل بن عبدالله ، عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : دخل علي جابر بن عبدالله وأنا في الكتاب ، فقال : اكشف عن بطنك قال : فكشف له ، فألصق بطنه ببطني ، فقال : أمرني رسول الله أن اقرئك السلام (٢).

٣ ـ ما : ابن حمويه ، عن محمد بن محمد بن بكر ، عن الفضل بن حباب ، عن مكي بن مروك الاهوازي ، عن علي بن بحر ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليه‌السلام قال : دخلنا على جابر بن عبدالله ، فلما انتهينا إليه سأل عن القوم حتى انتهي إلى فقلت : أنا محمد بن علي بن الحسين ، فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الاعلى وزري الاسفل ، ثم وضع كفه بين ثديي وقال : مرحبا بك وأهلا يا ابن أخي سل ما شئت ، فسألته وهو أعمى ، فجاء وقت الصلاة فقام في نساجة فالتحف بها فلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ، ورداؤه إلى جنبيه على المشجب ، فصلى بنا فقلت : أخبرني عن حجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال بيده : فعقده تسعا ، الخبر. (٣).

بيان : لعل المراد بالنساجة الملحفة المنسوخة ، والمشجب بكسر الميم خشباب منصوبة تعلق عليها الثياب ، ولعل المراد أنه مع كون الرداء بجنبه لم يرتد به واكتفى بالنساجة الضيقة ، فالغرض بيان جواز الاكتفاء بذلك ، وظاهر قوله عليه‌السلام

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ٣٥٣.

(٢) أمالى ابن الشيخ الطوسى ص ٤٧.

(٣) أمالى الشيخ الطوسى ص ٢٥٦.

٢٢٤

صلى بنا أنه كان إماما وفيه إشكال ولعله إنما فعل ذلك اتقاء عليه عليه‌السلام مع أنه يمكن أن يؤول بأنه عليه‌السلام كان إماما.

٤ ـ ع : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن المغيرة بن محمد ، عن رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر قال : سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له : ولم سمي الباقر باقرا؟ قال : لانه بقر العلم بقرا أي شقه شقا ، وأظهره إظهارا.

ولقد حدثني جابر بن عبدالله الانصاري ، أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : يا جابر إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبيطالب المعروف في التوراة بباقر ، فاذا لقيته فاقرأه مني السلام فلقيه جابر بن عبدالله الانصاري في بعض سكك المدينة ، فقال له : يا غلام من أنت؟ قال : أنا محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ، قال له جابر : يا بني أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر فقال : شمائل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورب الكعبة ،ثم قال : يا بني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقرئك السلام ، فقال : على رسول الله السلام مادامت السماوات والارض وعليك يا جابر بما بلغت السلام فقال له جابر : يا باقر! يا باقر! يا باقر! أنت الباقر حقا أنت الذي تبقر العلم بقرا ، ثم كان جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه ، فربما غلط جابر فيما يحدث به عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيرد عليه ويذكره ، فيقبل ذلك منه ويرجع إلى قوله ، وكان يقول : يا باقر يا باقر يا باقر أشهد بالله أنك قد اوتيت الحكم صبيا (١).

أقول : قد مضى كثير من الاخبار في أبواب النصوص على الاثني عشر عليهم‌السلام.

٥ ـ يج : روي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن جابر بن عبدالله كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت فكان يقعد في مسجد الرسول معتجرا بعمامة ، وكان يقول : يا باقر يا باقر ، فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : لا والله لا أهجر ولكني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي وشمائله شمائلي

____________________

(١) علل الشرايع ج ١ ص ٢٣٣ وقد سبق.

٢٢٥

يبقر العلم بقرا فذلك الذي دعاني إلى ما أقول ، قال : فبينما جابر ذات يوم يتردد في بعض طرق المدينة إذ مر محمد بن علي عليهما‌السلام فلما نظر إليه قال : يا غلام أقبل فأقبل فقال : أدبر فأدبر ، فقال : شمائل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والذي نفس جابر بيده ما اسمك يا غلام؟ قال محمد بن علي بن الحسين بن على بن أبيطالب فقبل رأسه ثم قال : بأبي أنت وامي ، أبوك رسول الله يقرئك السلام فقال : وعلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله السلام فرجع محمد إلى أبيه وهو ذعر فأخبره بالخبر فقال : يا بني قد فعلها جابر؟ قال : نعم ، قال : يا بني الزم بيتك ، فكان جابر يأتيه طرفي النهار فكان أهل المدينة يقولون : واعجبا لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار ، وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين ، فكان محمد بن علي يأتيه على الكرامة لصحبته لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : فجلس الباقر يحدثهم عن الله فقال أهل المدينة : ما رأينا أحدا قط أجرأ من ذا ، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال أهل المدينة : ما رأينا قط أحدا أكذب من هذا يحدث عمن لم يره ، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبدالله فصدقوه ، وكان والله جابر يأ تيه فيتعلم منه (١).

٦ ـ ختص : ابن الوليد ، عن الصفار ، رفعه عن حريز ، عن أبان بن تغلب عنه عليه‌السلام مثله (٢).

٧ ـ كش : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان عن حريز مثله (٣).

بيان : قال الجزري : الاعتجار : هو أن يلف العمامة على رأسه ويرد طرفها على وجهه ، ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه انتهى (٤) ولعله عليه‌السلام إنما نهاه عن

____________________

(١) لم نعثر عليه في الخرائج المطبوعة ، وأخرجه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٤٦٩.

(٢) الاختصاص ص ٦٢.

(٣) رجال الكشى ص ٢٧.

(٤) النهاية ج ٣ ص ٦٩.

٢٢٦

الخروج بعد ذلك خوفا عليه من أهل المدينة لئلا يؤذوه حسدا.

٨ ـ شا : روى ميمون القداح عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : دخلت على جابر بن عبدالله فسلمت عليه فرد علي السلام ، قال لي : من أنت؟ وذلك بعدما كف بصره فقلت : محمد بن علي بن الحسين ، قال : يا بني ادن مني فدنوت منه فقبل يدي ثم أهوى إلى رجلي يقبلها فتنحيت عنه ثم قال لي : رسول الله يقرئك السلام فقلت : وعلى رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته فكيف ذاك يا جابر؟ فقال : كنت معه ذات يوم فقال لي : يا جابر لعلك تبقى حتى تلقى رجلا من ولدي يقال له محمد بن علي بن الحسين ، يهب الله له النور والحكمة فاقرءه مني السلام (١).

٩ ـ كشف : نقل عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكي أنه قال : كنا عند جابر ابن عبدالله فأتاه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي فقال علي لابنه : قبل رأسه عمك ، فدنا محمد بن جابر فقبل رأسه فقال جابر ، من هذا وكان قد كف بصره فقال له علي عليه‌السلام : هذا ابني محمد فضمه جابر إليه وقال : يا محمد! محمد رسول الله يقرأ عليك السلام فقالوا لجابر : كيف ذلك يا با عبدالله؟ فقال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والحسين في حجره وهو يلاعبه ، فقال : يا جابر يولد لابني الحسين ابن يقال له : علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين ، فيقوم علي بن الحسين ، ويولد لعلي ابن يقال له : محمد ، يا جابر إن رأيته فاقرءه مني السلام واعلم أن بقاءك بعد رؤيته يسير ، فلم يعش بعد ذلك إلا قليلا ومات (٢).

وقال محمد بن سعيد عن ليث ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعت جابر بن عبدالله يقول : أنت ابن خير البرية وجدك سيد شباب أهل الجنة ، وجدتك سيدة نساء العالمين.

وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام قال : دخل علي جابر بن عبدالله وأنا في الكتاب ، فقال : اكشف عن بطنك ، فكشفت له فألصق بطنه ببطني وقال :

____________________

(١) الارشاد ص ٢٧٩.

(٢) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٢١.

٢٢٧

أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أقرئك السلام (١).

١٠ ـ ختص : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن بشير ، عن هشام ابن سالم قال : قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام : إن لابي مناقب ليست لاحد من آبائي إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجابر بن عبدالله : إنك تدرك محمدا ابني فاقرأه مني السلام فأتى جابر علي بن الحسين عليه‌السلام فطلبه منه ، فقال : نرسل إليه فندعوه لك من الكتاب ، فقال : أذهب إليه فأتاه فأقرأه السلام من رسول الله وقبل رأسه والتزمه فقال : وعلي جدي السلام ، وعليك يا جابر ، قال : فسأله جابر أن يضمن له الشفاعة يوم القيامة ، فقال له : أفعل ذلك يا جابر (٢).

١١ ـ كش : جعفر بن معروف ، عن الحسن بن علي بن النعمان ، عن أبيه عن عاصم الحناط ، عن محمد بن مسلم ، عن عليه‌السلام مثله (٣).

أقول : قد مضى كثير من أخبار جابر المناسبة لهذا الباب في باب نصوص الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على الاثني عشر عليهم‌السلام.

____________________

(١) نفس المصدر ص ٣٢٣. وأخرجه ابن طلحة في مطالب السؤول ص ٨١.

(٢) الاختصاص ص ٦٢.

(٣) رجال الكشى ص ٢٨.

٢٢٨

٤.

* ( باب ) *

* ( ( النصوص على امامة محمد بن على الباقر ) ) *

* ( صلوات الله عليه والوصية اليه ) *

١ ـ ير : عمران بن موسى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن عبدالله بن زرارة ، عن عيسى بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده قال : التفت علي بن الحسين إلى ولده وهو في الموت وهم مجتمعون عنده ، ثم التفت إلى محمد بن علي ابنه ، فقال : يا محمد هذا الصندوق فاذهب به إلى بيتك ثم قال : أما إنه لم يكن فيه دينار ولا درهم ولكنه كان مملوءا علما (١).

٢ ـ عم : الكليني : عن محمد بن يحيى ، عن عمران ، عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبدالله بن عيسى ، عن أبيه ، عن جده عيسى مثله (٢).

٣ ـ ير : محمد بن عبدالجبار ، عن أبي القاسم الكوفي ومحمد بن إسماعيل القمي ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن عيسى بن عبدالله بن عمر ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : لما حضر علي بن الحسين عليه‌السلام الموت ، قبل ذلك أخرج السفط أو الصندوق عنده فقال : يا محمد احمل هذا الصندوق ، قال فحمل بين أربعة [ رجال ] فلما توفي جاء إخوته يدعون في الصندوق ، فقالوا : أعطنا نصيبنا من الصندوق فقال : والله مالكم فيه شئ ، ولو كان لكم فيه شئ ما دفعه إلي ، وكان في الصندوق سلاح رسول الله وكتبه (٣).

____________________

(١) البصائر ج ٤ ص ٤٤.

(٢) اعلام الورى ص ٢٦٠ وأخرجه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٣٠٥.

(٣) البصائر ج ٤ باب ٤ ص ٤٨.

٢٢٩

٤ ـ عم : الكليني ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن القاسم الكوفي ، عن محمد بن سهل ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن إسماعيل بن محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (١).

توضيح : قوله عليه‌السلام فحمل بين أربعة رجال بيان لثقله وكونه مملوءا من الكتب والآثار.

٥ ـ يج : روي عن أبي خالد قال : قلت لعلي بن الحسين : من الامام بعدك؟ قال : محمد ابني يبقر العلم بقرا (٢).

٦ ـ عم : الكليني ، عن محمد بن الحسن ، عن سهل ، عن محمد بن عيسى ، عن فضالة ، عن الحسين بن أبي العلا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن عمر ابن عبدالعزيز كتب إلى ابن حزم أن يرسل إليه بصدقة علي وعمر وعثمان ، وإن ابن حزم بعث إلى زيد بن الحسين وكان أكبرهم فسأله الصدقة فقال زيد : إن الوالي كان بعد علي الحسن ، وبعد الحسن الحسين ، وبعد الحسين علي بن الحسين وبعد علي بن الحسين محمد بن علي ، فابعث إليه ، فبعث ابن حزم إلى أبي عليه‌السلام فأرسلني أبي بالكتاب فدفعته إلى ابن حزم ، فقال له بعضنا : يعرف هذا ولد الحسن عليه‌السلام ، قال : نعم كما يعرفون أن هذا ليل ، ولكن يحملهم الحسد ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم ، ولكنهم يطلبون الدنيا (٣).

بيان : فسأله الصدقة أي دفتر الصدقات.

٧ ـ نص : أحمد بن محمد بن عبيدالله ، عن عبدالله الواسطي ، عن محمد بن أحمد الجمحي ، عن هارون بن يحيى ، عن عثمان بن عثمان بن خالد ، عن أبيه قال : مرض علي بن الحسين بن علي بن أبيطالب عليه‌السلام في مرضه الذي توفي فيه ، فجمع أولاده محمدا والحسن وعبدالله وعمر وزيدا والحسين ، وأوصى إلى ابنه محمد بن علي ، وكناه

____________________

(١) اعلام الورى ص ٢٦٠ ، وأخرجه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٣٠٥.

(٢) الخرائج والجرائح ص ١٩٥ ضمن حديث.

(٣) اعلام الورى ص ٢٦٠ وأخرجه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٣٠٥.

٢٣٠

الباقر ، وجعل أمرهم إليه ، وكان فيما وعظه في وصيته أن قال : يا بني إن العقل رائد الروح والعلم رائد العقل ، والعقل ترجمان العلم ، واعلم أن العلم أبقى ، و اللسان أكثر هذرا. واعلم يا بني أن صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل لان الانسان لا يتغافل إلا عن شئ قد عرفه ففطن له ، واعلم أن الساعات تذهب عمرك ، وأنك لاتنال نعمة إلا بفراق اخرى ، فإياك والامل الطويل ، فكم من مؤمل أملا لايبلغه وجامع مال لا يأكله ومانع مأسوف يتركه ، ولعله من باطل جمعه ومن حق منعه ، أصابه حراما وورثه ، احتمل إصره ، وباء بوزره ، ذلك هو الخسران المبين (١).

بيان : قال الجزري : أصل الرائد الذي يتقدم القوم يبصر له الكلاء ، و مساقط الغيث ، ومنه الحديث : الحمى رائد الموت أي رسوله الذي يتقدمه كما يتقدم الرائد قومه انتهى (٢) والترجمان المفسر للسان ويقال هذر كلامه كفرح أي كثر في الخطاء والباطل والهذر محركة الكثير الردئ أو سقط الكلام قاله الفيروز آبادي (٣) وقال : أخذه بحذفاره وبحذافيره بأسره أو بجوانبه أو بأعاليه والكلمتان ما ذكر بعده إلى قوله « واعلم » أو إلى قوله « لان الانسان » والتعليل مع عدم كلمة إلا لبيان لزوم التغافل ، وأن أكثر الناس لا يتغافلون عما فطنوا له فيصيبهم لذلك البلايا ، وعلى تقديرها يحتمل أن يكون تعليلا لكل من الجزئين ولهما.

٨ ـ نص : أبوالمفضل الشيباني ، عن أبي بشر الاسدي ، عن خاله أبي عكرمة ابن عمران الضبي ، عن محمد بن المفضل الضبي ، عن أبيه المفضل بن محمد ، عن مالك ابن أعين الجهني قال : أوصى علي بن الحسين عليه‌السلام ابنه محمد بن علي عليه‌السلام فقال : بني إني جعلتك خليفتي من بعدي لايعدي فيما بيني وبينك أحد إلا قلده الله

____________________

(١) كفاية الاثر ص ٣١٩.

(٢) النهاية لابن الاثير ج ٢ ص ١١٠ باقتضاب.

(٣) القاموس ج ٢ ص ١٥٩.

٢٣١

يوم القيامة طوقا من نار ، فاحمدالله على ذلك واشكره ، يا بني اشكر لمن أنعم عليك ، وأنعم على من شكرك ، فانه لا تزول نعمة إذا شكرت ، ولابقاء لها إذا كفرت والشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه بها الشكر ، وتلا علي بن الحسين عليه‌السلام (١) « لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد » (٢).

٩ ـ نص : الحسين بن علي ، عن محمد بن الحسين البزوفري ، عن محمد بن علي ابن معمر ، عن عبدالله بن معبد ، عن محمد بن علي بن طريف ، عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد ، عن معمر ، عن الزهري قال : دخلت على علي بن الحسين عليه‌السلام في المرض الذي توفي فيه ، إذ قدم إليه طبق فيه خبز والهندباء فقال لي : كله قلت : قد أكلت يا ابن رسول الله قال : إنه الهندبا قلت : وما فضل الهندباء قال : ما من ورقة من الهند با إلا وعليها قطرة من ماء الجنة ، فيه شفاء من كل داء ، قال : ثم رفع الطعام واتي بالدهن فقال : ادهن يا با عبدالله قلت : قد ادهنت قال : إنه هو البنفسج قلت ، وما فضل البنفسج على سائر الادهان؟ قال : كفضل الاسلام على سائر الاديان ، ثم دخل عليه محمد ابنه فحدثه طويلا بالسر فسمعته يقول فيما يقول : عليك بحسن الخلق قلت : يا ابن رسول الله إن كان من أمر الله ما لابدلنا منه ووقع في نفسي أنه قد نعى نفسه فإلى من يتخلف بعدك؟ قال : يا باعبدالله إلى ابني هذا وأشار إلى محمد ابنه إنه وصيي ووارثي وعيبة علمي ، معدن العلم ، وباقر العلم ، قلت : يا ابن رسول الله ما معنى باقر العلم؟ قال : سوف يختلف إليه خلاص شيعتي ، ويبقر العلم عليهم بقرا ، قال : ثم أرسل محمدا ابنه في حاجة له إلى السوق ، فلما جاء محمد قلت : يا ابن رسول الله هلا أوصيت إلى أكبر أولادك؟ قال : يا أبا عبدالله ليست الامامة بالصغر والكبر ، هكذا عهد إلينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهكذا وجدناه مكتوبا في اللوح والصحيفة ، قلت : يا ابن رسول الله فكم عهد إليكم

____________________

(١) سورة ابراهيم ، الاية : ٧.

(٢) كفاية الاثر ص ٣١٩ بتفاوت.

٢٣٢

نبيكم أن يكون الاوصياء من بعده؟ قال : وجدنا في الصحيفة واللوح اثنا عشر أسامي مكتوبة بإمامتهم وأسامي آبائهم وامهاتهم ثم قال : يخرج من صلب محمد ابني سبعة من الاوصياء فيهم المهدي صلوات الله عليهم (١).

٥.

* ( باب ) *

* ( ( معجزاته ومعالى اموره وغرائب ) ) *

* ( شأنه صلوات الله عليه ) *

١ ـ ما : ابن شبل ، عن ظفر بن حمدون ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمد ابن سليمان ، عن أبيه قال : كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر عليه‌السلام وكان مركزه بالمدينة ، يختلف إلى مجلس أبي جعفر يقول له : يا محمد ألا تري أني إنما أغشى مجلسك حياء مني منك ولا أقول إن أحدا في الارض أبغض إلي منكم أهل البيت ، وأعلم أن طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أميرالمؤمنين في بغضكم ولكن أراك رجلا فصيحا لك أدب وحسن لفظ ، فانما اختلافي إليك لحسن أدبك وكان أبوجعفر يقول له خيرا ويقول : لن تخفى على الله خافية ، فلم يلبث الشامي إلا قليلا حتى مرض واشتد وجعه فلما ثقل دعا وليه وقال له : إذا أنت مددت علي الثوب فائت محمد بن علي عليه‌السلام وسله أن يصلي علي ، وأعلمه أني أنا الذي أمرتك بذلك ، قال : فلما أن كان في نصف الليل ظنوا أنه قد برد وسجوه ، فلما أن أصبح الناس خرج وليه إلى المسجد ، فلما أن صلى محمد بن علي عليه‌السلام وتورك وكان إذا صلى عقب في مجلسه ، قال له : يا أبا جعفر إن فلان الشامي قد هلك وهو يسألك أن تصلي عليه ، فقال أبوجعفر : كلا إن بلاد الشام بلاد صرد (٢) والحجاز

____________________

(١) كفاية الاثر ص ٣١٩ بتفاوت يسير.

(٢) الصرد : قال في النهاية : الصريد البرد.

٢٣٣

بلاد حر ولهبها شديد ، فانطلق فلا تعجلن على صاحبك حتى آتيكم ، ثم قام عليه‌السلام من مجلسه فأخذ عليه‌السلام وضوءا ثم عاد فصلى ركعتين ، ثم مديده تلقاء وجهه ما شاء الله ، ثم خر ساجدا حتى طلعت الشمس ، ثم نهض عليه‌السلام فانتهى إلى منزل الشامي فدخل عليه فدعاه فأجابه ، ثم أجلسه وأسنده ودعا له بسويق فسقاه وقال لاهله : املؤا جوفه وبردوا صدره بالطعام البارد ، ثم انصرف عليه‌السلام فلم يلبث إلا قليلا حتى عوفي الشامي فأتى أبا جعفر عليه‌السلام ، فقال : أخلني فأخلاه فقال : أشهد أنك حجة الله على خلقه ، وبابه الذي يؤتي منه فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضل ضلالا بعيدا قال له أبوجعفر : وما بدالك؟ قال : أشهد أني عهدت بروحي وعاينت بعيني فلم يتفا جأني إلا ومناد ينادي ، أسمعه باذني ينادي وما أنا بالنائم : ردوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمد بن علي فقال له أبوجعفر : أما علمت أن الله يحب العبد ويبغض عمله ، ويبغض العبد ويحب عمله؟ قال : فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر عليه‌السلام (١).

٢ ـ قب : محمد بن شبل الوكيل بالاسناد عن محمد بن سليمان مثله (٢).

٣ ـ ير : علي بن خالد ، عن ابن يزيد ، عن عباس الوراق ، عن عثمان ابن عيسى ، عن ابن مسكان ، عن ليث المرادي أنه حدثه ، عن سدير بحديث فأتيته فقلت : إن ليثا المرادي حدثني عنك بحديث فقال : وما هو؟ قلت : جعلت فداك حديث اليماني قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام فمر بنا رجل من أهل اليمن فسأله أبوجعفر عن اليمن ، فأقبل يحدث فقال له أبوجعفر عليه‌السلام : هل تعرف دار كذا وكذا؟ قال : نعم ورأيتها قال : فقال له أبوجعفر عليه‌السلام : هل تعرف صخرة عندها في موضع كذا وكذا؟ قال : نعم ورأيتها فقال الرجل : ما رأيت رجلا أعرف بالبلاد منك ، فلما قام الرجل قال لي أبوجعفر عليه‌السلام : يا أبا الفضل تلك الصخرة التي غضب موسى فألقى الالواح فما ذهب من التوراة التقمته الصخرة فلما بعث الله رسوله

____________________

(١) أمالى الطوسى ص ٢٦١.

(٢) المناقب ج ٣ ص ٣٢٠.

٢٣٤

أدته إليه وهي عندنا (١).

٤ ـ ير : الحسن بن علي بن عبدالله ، عن ابن فضال ، عن داود بن أبي يزيد عن بعض أصحابنا ، عن عمر بن حنظلة قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : إني أظن أن لي عندك منزلة؟ قال : أجل قال : قلت : فإن لي إليك حاجة قال : وماهي؟ قلت تعلمني الاسم الاعظم قال : وتطيقه؟ قلت : نعم ، قال : فادخل البيت قال : فدخل البيت فوضع أبوجعفر يده على الارض فأظلم البيت ، فأردعت فرائص عمر فقال : ما تقول اعلمك؟ فقال : لا ، قال : فرفع يده فرجع البيت كما كان (٢).

٥ ـ قب : عن عمر مثله مع اختصار (٣).

٦ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير قال : قدم بعض أصحاب أبي جعفر عليه‌السلام فقال لي : لا ترى والله أبا جعفر عليه‌السلام أبدا قال : فلقفت صكا فأشهدت شهودا في الكتاب في غير إبان (٤) الحج ، ثم إني خرجت إلى المدينة فاستأذنت على أبي جعفر عليه‌السلام فلما نظر إلي قال : يا أبا بصير ما فعل الصك؟ قال : قلت : جعلت فداك إن فلانا قال لي : والله لا ترى أبا جعفر أبدا (٥).

بيان : لقفه تناوله بسرعة.

٧ ـ ير : ابن يزيد ، عن الوشاء ، عن عبدالله ، عن موسى بن بكر ، عن عبدالله بن عطا المكي ، قال : اشتقت إلى أبي جعفر عليه‌السلام وأنا بمكة فقدمت المدينة ، وما قدمتها إلا شوقا إليه فأصابني تلك الليلة مطر وبرد شديد ، فانتهيت إلى بابه نصف الليل فقلت : ما أطرقه هذه الساعة ، وأنتظر حتى أصبح ، فاني لافكر في ذلك

____________________

(١) البصائر ج ٣ باب ١٠ ص ٣٦.

(٢) نفس المصدر ج ٤ باب ١٢ ص ٥٦.

(٣) المناقب ج ٣ ص ٣٢٢.

(٤) ابان الشئ : بالكسر حينه أو أوله.

(٥) البصائر ج ٥ باب ١١ ص ٦٧.

٢٣٥

إذ سمعته يقول : يا جارية افتحي الباب لابن عطا ، فقد أصابه في هذه الليلة برد وأذى ، قال : فجاءت ففتحت الباب فدخلت عليه (١).

٨ ـ كشف : من دلائل الحميري مثله (٢).

٩ ـ قب : عن عبدالله مثله (٣).

١٠ ـ ير : عبدالله ، عن أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن علي ابن حسان ، عن عبدالرحمان بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : نزل أبوجعفر عليه‌السلام بواد فضرب خباه ، ثم خرج أبوجعفر بشئ حتى انتهى إلى النخلة فحمدالله عندها بمحامد لم أسمع بمثلها ثم قال : أيتها النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك ، قال : فتساقط رطب أحمر وأصفر ، فأكل عليه‌السلام ومعه أبوامية الانصاري ، فأكل منه ، فقال : هذه الآية فينا كالآية في مريم إذ هزت إليها بجذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا (٤).

١١ ـ قب : عن عبدالرحمان مثله (٥).

١٢ ـ ير : محمد بن أحمد ، عن أحمد بن هلال ، ومحمد بن الحسين ، عن الحسن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن أبي كهمس ، عن عبدالله بن عطا قال : دخلت إلى مكة في الليل ففرغت من طوافي وسعيي ، وبقي علي ليل فقلت : أمضي إلى أبي جعفر فأتحدث عنده بقية ليلي فجئت إلى الباب فقرعته فسمعت أبا جعفر يقول : إن كان عبدالله بن عطا فأدخله ، قال : من هذا؟ قلت : عبدالله بن عطا قال : ادخل (٦).

____________________

(١) البصائر ج ٥ باب ١٤ ص ٧٠ وأخرجه الراوندى في الخرائج والجرائح ص ٢٣٠.

(٢) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٤٩.

(٣) المناقب ج ٣ ص ٣٢١.

(٤) البصائر ج ٥ باب ١٣ ص ٦٩.

(٥) المناقب ج ٣ ص ٣٢١.

(٦) البصائر ج ٥ باب ١٤ ص ٧١.

٢٣٦

١٣ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله وأبي جعفر عليهما‌السلام فقتل لهما : أنتما ورثة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : نعم ، قلت : فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وارث الانبياء علم كلما علموا؟ فقال لي : نعم ، فقلت : أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى؟ وتبرؤا الاكمه والابرص؟ فقال لي : نعم بإذن الله ثم قال : ادن مني يا أبا محمد ، فمسح يده على عيني ووجهي فأبصرت الشمس والسماء والارض والبيوت ، وكل شئ في الدار ، قال : أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس ، و عليك ما عليهم يوم القيامة ، أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا؟ قلت : أعود كما كنت قال : فمسح على عيني فعدت كما كنت. قال علي : فحدثت به ابن أبي عمير فقال : أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق (١).

١٤ ـ عم (٢) قب (٣) يج : عن أبي بصير مثله (٤).

١٥ ـ كش : محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد القمي ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن علي بن الحكم مثله (٥).

١٦ ـ ير : إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد يرفعه قال : دخلت حبابة الوالبية على أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام قال : يا حبابة ما الذي أبطأبك؟ قالت : قلت : بياض عرض في مفرق رأسي ، كثرت له همومي فقال : يا حبابة أرينيه قالت : فدنوت منه ، فوضع يده في مفرق رأسي ثم قال : أئتوالها بالمرأة فاتيت بالمرآة

____________________

(١) نفس المصدرج ٦ باب ٣ ص ٧٥ ، وأخرجه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٤٧٠ وأخرجه عن الصفار ابن الصباغ في الفصول المهمة ص ٢٠٤.

(٢) اعلام الورى ص ٢٦٢.

(٣) المناقب ج ٣ ص ٣١٨.

(٤) الخرائج والجرائح ص ١٩٦ بتفاوت.

(٥) رجال الكشى ص ١١٦ بتفاوت.

٢٣٧

فنظرت فاذا شعر مفرق رأسي قداسود ، فسررت بذلك وسر أبوجعفر عليه‌السلام بسروري (١).

١٧ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن علي ، عن علي بن محمد الحناط ، عن عاصم ، عن محمد بن مسلك ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كنت عنده يوما إذ وقع عليه زوج ورشان فهدلا هديلهما فرد عليهما أبوجعفر عليه‌السلام كلامهما ساعة ، ثم نهضا فلما صارا على الحائط هدل الذكر على الانثى ساعة ثم نهضا فقلت : جعلت فداك ما حال الطير؟ فقال : يا ابن مسلم كل شئ خلقه الله من طير أو بهيمة أو شئ فيه روح ، هو أسمع لنا وأطوع من ابن دم ، إن هذا الورشان ظن بانثاه ظن السوء فحلفت له ما فعلت فلم يقبل ، فقالت : ترضى بمحمد بن علي؟ فرضيا بي وأخبرته أنه لها ظالم فصدقها (٢).

١٨ ـ قب : عن محمد بن مسلم مثله (٣).

بيان : قال الفيروز آبادي : (٤) الهديل صوت الحمام أو خاص بوحشيها هدل يهدل.

١٩ ـ ير : أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن علي بن حسان عن عبدارلرحمان بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال مر أبوجعر بالهجين ومعه أبوامية الانصاري زميله في محمله ، قال : فبينا هو كذلك إذا نظر إلى ورشان في جانب المحمل معه فرفع أبوامية يده ليذبه عنه فقال : يا أبا امية إن هذا طائر جاء يستجير بأهل البيت وإني دعوت الله فانصرفت عنه حية كانت تأتيه كل سنة فتأكل فراخه (٥).

____________________

(١) بصائر الدرجات ج ٦ باب ٣ ص ٧٥.

(٢) نفس المصدر ج ٦ باب ٣ ص ٩٨ ، وأخرجه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٤٧٠.

(٣) المناقب ج ٣ ص ٣٢٤.

(٤) القاموس ج ٤ ص ٦٦.

(٥) بصائر الدرجات ج ٧ باب ١٤ ص ٩٩.

٢٣٨

٢٠ ـ ختص (١) ير : محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله ابن القاسم ، عن هشام الجواليقي ، عن محمد بن مسلم قال : كنت مع أبي جعفر عليه‌السلام بين مكة والمدينة وأنا أسير على حمار لي وهو على بغلته إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى أبي جعفر ، فحبس عليه‌السلام البغلة ودنا الذئب حتى وضع يده على قربوس السرج ومد عنقه إلى اذنه ، وأدنى أبوجعفر أذنه منه ساعة ، ثم قال : امض ، فقد فعلت ، فرجع مهر ولا ، قال : قلت : جعلت فداك لقد رأيت عجبا قال : وتدري ما قلت؟ قال : قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم قال : انه قال لي : يا ابن رسول الله إن زوجتي في ذاك الجبل وقد تعسر عليها ولادتها فادع الله أن يخلصها ولا يسلط أحدا من نسلي على أحد من شيعتكم ، قلت : فقد فعلت (٢).

٢١ ـ كشف : من دلائل الحميري ، عن محمد بن مسلم مثله (٣).

٢٢ ـ قب : عن محمد بن مسلم مثله ، ثم قال : وقد روى الحسن بن علي بن أبي حمزة في الدلالات هذا الخبر عن الصادق عليه‌السلام وزاد فيه أنه عليه‌السلام مر وسكن في ضيعته شهرا ، فلما رجع فاذا هو بالذئب وزوجته وجرو عووا في وجه الصادق عليه‌السلام فأجابهم بمثل عوائهم بكلام يشبهه ، ثم قال لنا عليه‌السلام : قد ولد له جرو ذكر ، وكانوا يدعون الله لي ولكم بحسن الصحابة ، ودعوت لهم بمثل ما دعوا لي وأمرتهم أن لايؤذوا لي وليا ولا لاهل بيتي ففعلوا وضمنوا لي ذلك (٤).

بيان : الجرو : صغير كل شئ ، وولد الكلب ، والاسد.

٢٣ ـ ختص (٥) ير : الحسن بن محمد بن سلمة ، عن محمد بن المثني عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : دخلت عليه

____________________

(١) الاختصاص ص ٣٠٠ وأخرجه الطبري في دلائل الامامة ص ٩٨.

(٢) بصائر الدرجات ج ٧ باب ١٥ ص ١٠١.

(٣) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٤٨.

(٤) المناقب ج ٣ ص ٣٢٢.

(٥) الاختصاص ص ٢٧١.

٢٣٩

فشكوت إليه الحاجة قال فقال : يا جابر ما عندنا درهم ، فلم ألبث أن دخل عليه الكميت فقال له : جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي حتى انشدك قصيدة؟ قال : فقال أنشد ، فأنشده قصيدة فقال : يا غلام أخرج من ذاك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت قال : فقال له : جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي انشدك قصيدة اخرى قال : أنشد فأنشده اخرى ، فقال : يا غلام أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت قال : فأخرج بدرة فدفعها إليه ، قال : فقال له : جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي انشدك ثالثة ، قال له : أنشد [ فأنشده ] (*) فقال : يا غلام أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إليه قال : فأخرج بدرة فدفعها إليه ، فقال الكميت : جعلت فداك والله ما احبكم لغرض الدنيا ، وما أردت بذلك إلا صلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وما أوجب الله علي من الحق ، قال : فدعا له أبوجعفر عليه‌السلام ، ثم قال : يا غلام ردها مكانها قال : فوجدت في نفسي وقلت : قال : ليس عندي درهم ، وأمر للكميت بثلاثين ألف درهم قال : فقام الكميت وخرج ، قلت له : جعلت فداك قلت : ليس عندي درهم ، وأمرت للكميت بثلاثين ألف درهم! فقال لي : يا جابر قم وادخل البيت ، قال : فقمت ودخلت البيت فلم أجد منه شيئا قال : فخرجت إليه فقال لي : يا جابر ما سترنا عنكم أكثر مما أظهرنا لكم ، فقام وأخذ بيدي وأدخلني البيت ثم قال : وضرب برجله الارض فإذا شبيه بعنق البعير قد خرجت من ذهب ، ثم قال لي : يا جابر انظر إلى هذا ولاتخبر به أحدا إلا من تثق به من إخوانك إن الله أقدرنا على ما نريد ، ولو شئنا أن نسوق الارض بأزمتها (١) لسقناها (٢).

٢٤ ـ قب : عن جابر مثله (٣).

٢٥ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن ابن

____________________

(*) سقطت الكلمة من نسخة البصائر ، وهى موجودة في الاختصاص « ب ».

(١) الازمة : جمع زمام وهو ما يشد به أو هو المقود. المنجد.

(٢) بصائر الدرجات ج ٨ باب ٢ ص ١٠٩.

(٣) لم أجده في مظانه في المصدر.

٢٤٠