بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أكرمنا بسيد أنبيائه. وأشرف أصفيآئه ، محمد والنجبآء من عترته وأوصيائه ، حجج الله في أرضه وسمائه ، صلوات الله عليه وعليهم ما استنارت بحبهم قلوب أحبائه ، وانشرحت بولائهم (١) صدور أوليائه.

أما بعد : فهذا هو المجلد الحادي عشر من كتاب بحار الانوار تأليف الخاطئ الخاسر ، محمد المدعو بباقر عصمه الله في المعاثر ، ورزقه نيل المآثر (٢) ابن مروج ما اندرس من آثار العترة الهادية ، في الاعصار الماضية محمد التقي جعله الله في عيشة راضية ، في جنة عالية.

____________________

(١) في المخطوطة : بولايتهم.

(٢) المآثر : جمع مأثرة وهى المكرمة والمفخرة التى تؤثر وتروى وتذكر.

١

* ( ( أبواب ) ) *

* ( تاريخ سيد الساجدين ، وامام الزاهدين ، على بن الحسين ) *

* ( زين العابدين ، صلوات عليه وعلى آبائه الطاهرين ) *

* ( وأولاده المنتجبين ) *

١

* ( باب ) *

* ( ( أسمائه وعللها ، ونقش خاتمه ، وتاريخ ولادته ) ) *

* ( وأحوال أمه ، وبعض مناقبه ، وجمل أحواله ) *

* ( عليه‌السلام ) *

١ ـ ع : عبدالله بن النضر بن سمعان (١) ، عن جعفر بن محمد المكي ، عن عبدالله (٢) بن محمد (٣) بن عمر الاطروش ، عن صالح بن زياد (٤) ، عن عبدالله بن ميمون (٥) ، عن عبدالله بن معن (٦) ، عن عمران بن سليم ، قال : كان الزهري

____________________

(١) في المصدر : التميمى الخرقانى. قال حدثنا جعفر الخ. وباقى السند كله بلفظ التحديث.

(٢) في المصدر : قال حدثنا أبوالحسن عبدالله الخ وباقى السند بلفظ التحديث.

(٣) في المصدر : عن عمر الاطروش الحرفى.

(٤) في المصدر : قال حدثنا صالح بن زياد أبوسعيد الشونى.

(٥) في المصدر : قال حدثنا أبوعثمان عبدالله بن ميمون السكرى.

(٦) في المصدر : الاودى.

٢

إذا حدث عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال : حدثني زين العابدين علي بن الحسين فقال له سفيان بن عيينة : ولم تقول له زين العابدين؟ قال : لاني سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن ابن عباس : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين؟ فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبيطالب يخطر بين الصفوف (١).

٢ ـ لى : الطالقاني (٢) ، عن أحمد الهمداني ، عن المنذر بن محمد ، عن جعفر بن إسماعيل ، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وذكر نحوه (٣).

بيان : يقال : يخطر في مشيته أي يتمايل ويمشي مشية المعجب.

٣ ـ ع : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن ابن معروف ، عن محمد بن سهل البحراني ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ينادي مناد يوم القيامة : أين زين العابدين؟ فكأني أنظر إلى علي بن الحسين عليه‌السلام يخطر بين الصفوف (٤).

٤ ـ قب : حلية الاولياء (٥) كان الزهري إذا ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول : زين العابدين.

المحاضرات : عن الراغب ، وابن الجوزي في مناقب عمر بن عبدالعزيز أنه قال عمر بن عبدالعزيز يوما وقد قام من عنده علي بن الحسين عليه‌السلام : من أشرف الناس؟ فقالوا : أنتم فقال : كان فإن أشرف الناس هذا القائم من عندي (٦)

____________________

(١) علل الشرايع ص ٨٧.

(٢) في المصدر : سند الحديث مصرح فيه بالتحديث.

(٣) امالى الصدوق ص ٣٣١.

(٤) علل الشرايع ص ٨٧ وفيه سند الحديث بلفظ حدثنا.

(٥) حلية الاولياء : ج ٣ ص ١٣٥.

(٦) مناقب ابن شهر آشوب ج ٣ ص ٣٠٤.

٣

آنفا ، من أحب الناس أن يكونوا منه ، ولم يحب أن يكون من أحد (١).

ربيع الابرار : عن الزمخشري ، روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : لله من عباده خيرتان ، فخيرته من العرب قريش ومن العجم فارس ، وكان يقول علي بن الحسين : أنا ابن الخيرتين لان جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وامه بنت يزدجرد الملك (٢) وأنشأ أبوالاسود :

وإن غلاما بين كسرى وهاشم

لاكرم من نيطت عليه التمائم (٣)

بيان : ناطه علقه ، والتمائم جمع تميمة ، وهي : خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين ، أو الاعم منها ومن العوذ ، والغرض التعميم فإنه يكون في أكثر الخلق.

٥ ـ قب : لقبه عليه‌السلام : زين العابدين ، وسيد العابدين ، وزين الصالحين ووارث علم النبيين ، ووصي الوصيين ، وخازن وصايا المرسلين ، وإمام المؤمنين ومنار القانتين ، والخاشع ، والمتهجد ، والراهد ، والعابد ، والعدل ، والبكاء والسجاد ، وذوالثفنات ، وإمام الامة ، وأبوالائمة ومنه تناسل ولد الحسين عليه‌السلام.

وكنيته : أبوالحسن ، والخاص أبومحمد ، ويقال أبوالقاسم ، وروي أنه كني بأبي بكر (٤).

____________________

(١) محاضرات الادباء للراغب الاصبهانى ج ١ ص ١٦٦ بتفاوت.

(٢) ربيع الابرار ، الباب العاشر « باب الملائكة والانس والجن والشيطان وقبيله وما ناسب ذلك من ذكر الانبياء والامم » ج ٢ ورقة ٤٤ مصورة مكتبة الامام أميرالمؤمنين عليه‌السلام العامة في النجف الاشرف تسلسل « ٢٠٥٩ » أدب.

(٣) لم يوجد البيت في ديوان أبى الاسود ، جمع العلامة الشيخ محمد حسن آل يس ولا في ديوانه الاخر جمع عبدالكريم الدجيلى ، وانما نسب اليه مفردا في بعض كتب الاخبار كما في الكافى ج ١ ص ٤٦٧ وغيره.

(٤) مناقب ابن شهر آشوب ج ٣ ص ٣١٠ وفيه « والخاشعين ».

٤

٦ ـ كشف : أما كنيته عليه‌السلام : فالمشهور : أبوالحسن ، ويقال : أبومحمد ، و قيل : أبوبكر.

وأما لقبه : فكان له ألقاب كثيرة كلها تطلق عليه أشهرها : زين العابدين وسيد العابدين ، والزكي ، والامين ، وذوالثفنات ، وقيل : كان سبب لقبه بزين العابدين : أنه كان ليلة في محرابه قائما في تهجده فتمثل له الشيطان في صورة ثعبان ليشغله عن عبادته ، فلم يلتفت إليه ، فجاء إلى إبهام رجله فالتقمها ، فلم يلتفت إليه فآلمه ، فلم يقطع صلاته ، فلما فرغ منهاو قد كشف الله له فعلم أنه شيطان فسبه ولطمه وقال : اخسأ يا ملعون ، فذهب ، وقام إلى إتمام ورده ، فسمع صوتا ولا يرى قائله ، وهو يقول : أنت زين العابدين ثلاثا ، فظهرت هذه الكلامة واشتهرت لقبا له عليه‌السلام (١).

وقال الحافظ عبدالعزيز : يكنى أبا محمد.

وقال أبونعيم : وقيل : علي يكنى أبا الحسن كناه محمد بن إسحاق بن الحارث.

وفي كتاب مواليد أهل البيت لابن الخشاب : كنيته أبومحمد ، وأبوالحسن وأبوبكر ، ولقبه الزكي ، وزين العابدين ، وذوالثفنات ، والامين.

٧ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن يونس بن ظبيان وحفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان في خاتم علي بن الحسين : « الحمدلله العلي » (٢).

٨ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : كان خاتم علي بن الحسين : « خزي وشقي قاتل الحسين بن علي » صلوات الله عليهم (٣).

____________________

(١) كشف الغمة للاربلى ج ٢ ص ٢٦٠ وفيه « فسمع صوت لايرى قائله ».

(٢) الكافى ج ٦ ص ٤٧٣ وفيه « الحمدلله العلى العظيم » وهو جزء من حديث.

(٣) المصدر نفسه ج ٦ ص ٤٧٣.

٥

٩ ـ ن : مرسلا مثله (١).

١٠ ـ ع : ابن عصام ، عن الكليني ، عن الحسين بن الحسن الحسيني ، وعلي ابن محمد بن عبدالله معا ، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله الخزاعي ، عن نصر بن مزاحم المنقري ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، قال : قال أبوجعفر محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام : إن أبي علي بن الحسين ما ذكرلله عزوجل نعمة عليه إلا سجد ، ولا قرأ آية من كتاب الله عزوجل فيها سجود إلا سجد ، ولا دفع الله عزوجل عنه سوءا يخشاه أو كيد كائد إلا سجد ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد ولاوفق لاصلاح بين اثنين إلا سجد ، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده ، فسمي السجاد لذلك (٢).

١١ ـ قب : (٣) حلية الاولياء ، عن جابر مثله.

١٢ ـ ع : عنه عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن الباقر عليهم‌السلام قال : كان لابي عليه‌السلام في موضع سجوده آثار ناتئة وكان يقطعها في السنة مرتين ، في كل مرة خمس ثفنات ، فسمي ذا الثفنات لذلك (٤).

١٣ ـ مع : مرسلا مثله (٥).

بيان : قال الجوهري : الثفنة واحدة ثفنات البعير ، وهو ما يقع على الارض من أعضائه إذا استناخ وغلظ كالركبتين وغيرهما.

١٤ ـ ن (٥) لى : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن علي الكوفي عن الحسن بن أبي العقب الصيرفي ، عن الحسين بن خالد ، عن الرضا عليه‌السلام قال :

____________________

(١) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٥٦.

(٢) علل الشرايع ص ٨٨ بتفاوت يسير في سنده.

(٣) مناقب ابن شهر آشوب ج ٣ ص ٣٠٤ نقلا عن الحلية ، ولم نقف عليه فيها عاجلا.

(٤) علل الشرايع ص ٨٨.

(٥) معانى الاخبار ص ٦٥.

(٦) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٥٦ ضمن حديث.

٦

كان نقش خاتم الحسين عليه‌السلام « إن الله بالغ أمره » وكان علي بن الحسين عليهما‌السلام يتختم بخاتم أبيه الحسين عليه‌السلام الخبر (١).

١٥ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : كان نقش حاتم أبي « العزة لله » (٢).

١٦ ـ شا : الامام بعد الحسين عليه‌السلام ابنه أبومحمد علي بن الحسين ، زين العابدين عليهما‌السلام ، وكان يكنى أيضا بأبي الحسن (٣).

١٧ ـ كشف : قال أبوعمر الزاهد ، في كتاب اليواقيت في اللغة : قالت الشيعة إنما سمي علي بن الحسين سيد العابدين لان الزهري رأي في منامه كأن يده مخضوبة غمسة ، قال : فعبرها فقيل : إنك تبتلى بدم خطأ ، قال : وكان عاملا لبني امية فعاقب رجلا فمات في العقوبة فخرج هاربا وتوحش ودخل إلى غار وطال شعره ، قال : وحج علي بن الحسين عليهما‌السلام فقيل له : هل لك في الزهري؟ قال : إن لي فيه قال أبوالعباس : هكذا كلام العرب إن لي فيه لايقال غيره قال : فدخل عليه فقال له : إني أخاف عليك من قنوطك ما لا أخاف عليك من ذنبك فابعث بدية مسلمة إلى أهله ، واخرج إلى أهلك ومعالم دينك ، قال : فقال : فرجت عني يا سيدي ، والله عزوجل وتبارك وتعالى أعلم حيث يجعل رسالاته. وكان الزهري بعد ذلك يقول : ينادي مناد في القيامة ليقم سيد العابدين في زمانه ، فيقوم علي بن الحسين عليهما‌السلام (٤).

١٨ ـ كشف : ولد علي عليه‌السلام بالمدينة في الخميس الخامس من شعبان من سنة ثمان وثلاثين من الهجرة في أيام جده أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قبل وفاته بسنتين ، وأمه ام ولد إسمها غزالة ، وقيل : بل كان اسمها شاه زنان بنت يزدجرد

____________________

(١) أمالى الصدوق ٤٥٨ ذيل حديث ، وفى سنده « الحسن بن ابى العقبة »

(٢) قرب الاسناد ص ٤٤ طبع النجف بتفاوت يسير.

(٣) ارشاد المفيد ٢٦٩.

(٤) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٠٢ طبع المكتبة الاسلامية بطهران سنة ١٣٨١.

٧

وقيل : غير ذلك (١).

وقال الحافظ عبدالعزيز : امه يقال : لها سلامة ، وقال إبراهيم بن إسحاق امه غزالة ام ولد.

وفي كتاب مواليد أهل البيت رواية ابن الخشاب النحوي : بالاسناد عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ولد علي بن الحسين عليهما‌السلام في سنة ثمان وثلاثين من الهجرة قبل وفات علي بن أبيطالب عليه‌السلام بسنتين ، وأقام مع أميرالمؤمنين سنتين ، ومع أبي محمد الحسن عليه‌السلام عشر سنين ، وأقام مع أبي عبدالله عليه‌السلام عشر سنين ، وكان عمره سبعا وخمسين سنة.

وفي رواية اخرى : إنه ولد سنة سبع وثلاثين ، وقبض وهو ابن سبع وخمسين سنة في سنة أربع وتسعين ، وكان بقاؤه بعد أبي عبدالله عليه‌السلام ثلاثا وثلاثين سنة ويقال : في سنة خمس وتسعين. امه خولة بنت يزد جرد ملك فارس ، وهي التي سماها أميرالمؤمنين عليه‌السلام شاه زنان ، ويقال : بل كان اسمها برة بنت النوشجان ، ويقال : كان اسمها شهربانو بنت يزدجرد ، وكان يقال له عليه‌السلام : ابن الخيرتين لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن لله من عباده خيرتين فخيرته من العرب قريش ، ومن العجم فارس ، وكانت امه بنت كسرى.

١٩ ـ ن : الحسين بن محمد البيهقي ، عن محمد بن يحيى الصولي ، عن عون بن محمد ، عن سهل بن القاسم النوشجاني ، قال : قال لي الرضا عليه‌السلام بخراسان : إن بيننا وبينكم نسب ، قلت : وما هو أيها الامير؟ قال : إن عبدالله بن عامر بن كريز لما افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد بن شهريار ملك الاعاجم ، فبعث بهما إلى عثمان بن عفان فوهب إحداهما للحسن والاخرى للحسين عليه‌السلام فماتتا عندهما نفساوين ، وكانت صاحبة الحسين عليه‌السلام نفست بعلي بن الحسين عليهما‌السلام فكفل عليا بعض امهات ولد أبيه فنشأ وهو لايعرف اما غيرها ثم علم أنها مولاته ، وكان الناس يسمونها امه ، وزعموا أنه زوج امه ، ومعاذ الله إنما زوج هذه على ما

____________________

(١) نفس المصدر السابق ج ٢ ص ٢٦٠ بتفاوت.

٨

ذكرناه ، وكان سبب ذلك أنه واقع بعض نسائه ثم خرج يغتسل فلقيته امه هذه فقال لها : إن كان في نفسك في هذا الامر شئ فاتقي الله وأعلميني؟ فقالت : نعم فزوجها ، فقال ناس : زوج علي بن الحسين عليهما‌السلام امه ، قال عون : قال لي سهل ابن القاسم : با بقي طالبي عندنا إلا كتب عني هذا الحديث عن الرضا عليه‌السلام (١).

٢٠ ـ ير : إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن أحمد ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله الخزاعي ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما قدم بابنة يزدجرد على عمر ، وادخلت المدينة أشرف لها عذارى المدينة وأشرق المسجد بضوء وجهها ، فلما دخلت المسجد ورأت عمر غطت وجهها وقالت : اه بيروج بادا هرمز (٢) قال : فغضب عمر وقال : تشتمني هذه وهم بها ، فقال له أميرالمؤمنين : ليس لك ذلك أعرض عنها ، إنها تختار رجلا من المسلمين ثم احسبها بفيئه عليه ، فقال عمر : اختاري قال : فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين بن علي عليهما‌السلام فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : ما اسمك؟ فقالت : جهان شاه فقال : بل شهر بانويه ، ثم نظر إلى الحسين عليه‌السلام فقال : يا أبا عبدالله ليلدن لك منها غلام خير أهل الارض (٣)

تبيين : يزجرد آخر ملوك الفرس ، وهو ابن شهريار بن أبرويز بن هرمز بن أنوشيروان ، وكأن إشراق المسجد بضوئها كناية عن ابتهاج أهل المسجد برؤيتها وعجبهم من صورتها وصباحتها.

وفي الكافي (٤) اف بيروج بادا هرمز ، واف كلمة تضجر ، وبيروج معرب بيروز أي سود يوم هرمز وأساء الدهر إليه وانقلب الزمان عليه حيث صارت

____________________

(١) عيون اخبار الرضا ج ٢ ص ١٢٨ بتفاوت يسير.

(٢) خ ل « أف بيروز » « كلام فارسى مشتمل على تأفيف ودعاء على أبيها هرمز » تعنى : لا كان لهرمز يوم ، فان ابنته أسرت بصفر ونظر اليها الرجال ، الوافى ج ٢ ص ١٧٦.

(٣) بصار الدرجات في الباب الحادى عشر من الجزء السابع.

(٤) الكافى ج ١ ص ٤٦٦.

٩

أولاده اسارى تحت حكم مثل هذا أو دعاء على جدها هرمز ، يعني لا كان لهرمز يوم حتى تصير أولاده كذلك. « وهم بها » أي أراد إيداءها أو أن يأخذها لنفسه قوله عليه‌السلام : بل شهر بانويه كأنه عليه‌السلام غير اسمها للسنة ، أو لانه من أسماء الله تعالى لما ورد في الخبر في النهي عن اللعب بالشطرنج إنه يقول مات شاهه وقتل شاهه والله شاهه مامات وما قتل ، أو أنه عليه‌السلام أخبر أنه ليس اسمها جهانشاه بل اسمها شهر بانويه ، وإنما غيرته للمصلحة ، كما يدل عليه رواية صاحب العدد أو المعنى لم ينبغ لك هذا الاسم ، بل كان ينبغي تسميتك بشهر بانويه « ليلدن » كأنه إشارة إلى أن أولاده عليه‌السلام يحصل من ولد هو خير أهل الارض ، وفي بعض النسخ بالتاء كأنه تم الكلام عند قوله : لك ، وقوله : منها غلام ، جملة اخرى.

ثم إن هذا الخبر يخالف الخبر السابق ، وذاك أقرب إلى الصواب إذ أسر أولاد يزجرد الظاهر أنه كان بعد قتله أو استئصاله ، وذلك كان في زمن عثمان وإن أمكن أن يكون بعد فتح القادسية أو نهاوند أخذ بعض أولاده هناك لكنه بعيد وأيضا لا ريب في أن تولد علي بن الحسين عليه‌السلام منها كان في أيام خلافة أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، ولم يولد منها غيره كما نقل ، وكون الزواج في زمن عمر وعدم تولد ولد منها إلا بعد أكثر من عشرين سنة بعيد ، ولايبعد أن يكون عمر في هذه الرواية تصحيف عثمان والله يعلم.

٢١ ـ يج : روي عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما قدمت ابنة يزدجرد ابن شهريار آخر ملوك الفرس وخاتمتهم على عمر ، وادخلت المدينة استشرفت لها عذاري المدينة ، وأشرق المجلس بضوء وجها ، ورأت عمر فقالت : آه بيروز باد هرم ، فغضب عمر وقال : شتمتني هذه العلجة (١) وهم بها فقال له علي عليه‌السلام : ليس لك إنكار على ما لا تعلمه ، فأمر أن ينادي عليها ، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : لايجوز بيع بنات الملوك وإن كن كافرات ، ولكن اعرض عليها أن تختار رجلا من

____________________

(١) العلج : بالكسر فالسكون وجيم في الاخر : الرجل الضخم من كفار العجم وبعضهم يطلقه على الكافر مطلقا « المجمع ».

١٠

المسلمين حتى تتزوج منه ، وتحسب صداقها عليه من عطائه من بيت المال يقوم مقام الثمن ، فقال عمر : أفعل ، وعرض عليها أن تختار فجالت فوضعت يدها على منكب الحسين عليه‌السلام فقال : « جه نام داري أي كنيزك » يعني : ما اسمك يا صبية؟ قالت جهان شاه ، فقال بل شهربانويه ، قالت : تلك اختي قال : « راست كفتى » أي صدقت ثم التفت إلى الحسين فقال : احتفظ بها وأحسن إليها ، فستلد لك خير أهل الارض في زمانه بعدك ، وهي ام الاوصياء الذرية الطيبة ، فولدت علي بن الحسين زين العابدين عليهما‌السلام (١).

ويروى أنها ماتت في نفاسها به ، وإنما اختارت الحسين عليه‌السلام لانها رأت فاطمة عليها‌السلام وأسلمت قبل أن يأخذها عسكر المسلمين ، ولها قصة وهي أنها قالت : رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين كأن محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دخل دارنا وقعد مع الحسين عليه‌السلام وخطبني له وزوجني منه ، فلما أصبحت كان ذلك يؤثر في قلبي وما كان لي خاطر غير هذا ، فلما كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أتتني وعرضت علي الاسلام فأسلمت ثم قالت : إن الغلبة تكون للمسلمين ، وإنك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين سالمة لايصيبك بسوء أحد قالت : وكان من الحال أني خرجت إلى المدينة ما مس يدي إنسان.

٢٢ ـ شا : سأل أميرالمؤمنين صلوات الله عليه شاه زنان بنت كسرى حين اسرت : ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل؟ قالت : حفظت عنه إنه كان يقول : إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه ، وإذا انقضت المدة كان الحتف (٢) في

____________________

(١) لم نعثر عليه في الخرايج المطبوعة رغم البحث عنه. وسيأتى كذلك بعض الاحاديث ، وقد ذكر الحجة المتتبع شيخنا الرازى في الذريعة ج ٧ ص ١٤٦ انه رأى نسخة بعنوان « الخرايج » في مكتبة سلطان العلماء وهي تخالف المطبوع. أقول ولعل الخرايج المطبوعة فيها نقص وربما كانت المخطوطة أكمل ، ويحتمل أن يكون « يج » رمز الخرايج مصحفا عن « ير » رمز البصائر والحديث فيه في باب ١١ ج ٧.

(٢) التحتف الموت والجمع الحتوف ، ولم يأت منه فعل ، يقال : مات حتف أنفه أى على فراشه من غير قتل ولاضرب ولا غرق ولا حرق ، وخص الانف لما يقال : ان روحه تخرج من أنفه ، المجمع.

١١

الحيلة ، فقال عليه‌السلام : ما أحسن ما قال أبوك ، تذل الامور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير (١).

٢٣ ـ شا : الامام بعد الحسين بن على بن أبي طالب عليه‌السلام ابنه أبومحمد علي بن الحسين زين العابدين عليهما‌السلام وكان يكنى أيضا بأبي الحسن وامه شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار كسرى ، ويقال : إن اسمها شهربانو ، وكان أميرالمؤمنين عليه‌السلام ولى حريث بن جابر جانبا من المشرق ، فبعث إليه بنتي يزدجرد بن شهريار ، فنحل ابنه الحسين عليه‌السلام شاه زنان منهما فأولدها زين العابدين عليه‌السلام ونحل الاخرى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فهما ابنا خالة ، وكان مولد علي بن الحسين عليهما‌السلام بالمدينة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة ، فبقي مع جده أميرالمؤمنين عليه‌السلام سنتين ومع عمه الحسن عليه‌السلام اثني عشر سنة ، ومع أبيه الحسين عليه‌السلام ثلاثا وعشرين سنة ، وبعد أبيه أربعا وثلاثين سنة وتوفي بالمدينة سنة خمس وتسعين من الهجرة وله يومئذ سبع وخمسون سنة ، و كان إمامته أربعا وثلاثين سنة ودفن بالبقيع مع عمه الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام (٢).

٢٤ ـ قب : مولد علي بن الحسين عليهما‌السلام بالمدينة يوم الخميس في النصف من جمادى الاخرة ، ويقال : يوم الخميس لتسع خلون من شعبان سنة ثمان وثلاثين من الهجرة قبل وفاة أميرالمؤمنين عليه‌السلام بسنتين ، وقيل : سنة سبع ، وقيل : سنة ست فبقي مع جده أميرالمؤمنين عليه‌السلام أربع سنين ، ومع عمه الحسن عشر سنين ، ومع أبيه عشر سنين ، ويقال : بقي مع جده سنتين ، ومع عمه اثنتي عشرة سنة ، ومع أبيه ثلاث عشرة سنة ، وأقام بعد أبيه خمسا وثلاثين سنة ، وتوفي بالمدينة يوم السبت لاحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم ، أو لاثنتي عشرة ليلة ، سنة خمس وتسعين من الهجرة ، وله يومئذ سبع وخمسون سنة ، ويقال : تسع وخمسون سنة ، ويقال :

____________________

(١) ارشاد المفيد ص ١٦٠

(٢) ارشاد المفيد ص ٢٦٩.

١٢

أربع وخمسون ، وكانت إمامته أربعا وثلاثين سنة ، وكان في سني إمامته بقية ملك يزيد ، وملك معاوية بن يزيد ، وملك مروان ، وعبدالملك ، وتوفي في ملك الوليد ودفن في البقيع مع عمه الحسن عليه‌السلام (١).

وقال أبوجعفر بن بابويه : سمه الوليد بن عبدالملك. وامه شهربانويه بنت يزدجرد بنت شهريار الكسرى ، ويسمونها أيضا بشاه زنان ، وجهان بانويه ، وسلافة وخولة ، وقالوا : هي شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى أبرويز ، ويقال : هي برة بنت النوشجان ، والصحيح هو الاول ، وكان أميرالمؤمنين عليه‌السلام سماها مريم ، ويقال : سماها فاطمة وكانت تدعى سيدة النساء (٢).

٢٥ ـ كا : ولد عليه‌السلام في سنة ثمان وثلاثين ، وقبض في سنة خمس وتسعين وله سبع وخمسون سنة ، وامه سلامة بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى أبرويز (٣).

٢٦ ـ ضه : كان مولده عليه‌السلام يوم الجمعة ، ويقال : يوم الخميس لتسع خلون من شعبان سنة ثمان وثلاثين من الهجرة (٤) ويقال : سنة سبع وثلاثين من الهجرة ويقال : سنة ست وثلاثين.

٢٧ ـ عم : ولد عليه‌السلام بالمدينة يوم الجمعة ، ويقال : يوم الخميس في النصف من جمادى الاخرة ، وقيل : لتسع خلون من شعبان سنة ثمان وثلاثين من الهجرة وقيل : سنة ست وثلاثين ، وقيل : سنة سبع وثلاثين ، واسم امه شهزنان وقيل : شهربانويه (٥).

____________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب ج ٣ ص ٣١٠.

(٢) المصدر السابق ج ٣ ص ٣١١.

(٣) الكافى ج ١ ص ٤٦٦ وفي آخره : وكان يزجرد آخر ملوك الفرس.

(٤) روضة الواعظين ص ١٧٦ إلى هنا الموجود من الحديث ، ولم يذكر الترديد من القولين الاتيين.

(٥) اعلام الورى ص ١٥.

١٣

٢٨ ـ كف : في نصف جمادى الاولى كان مولد السجاد عليه‌السلام (١).

وذكر في اللوح الذي وضعه أنه عليه‌السلام ولد يوم الاحد خامس شعبان لثمان وثلاثين.

أقول : وفي تاريخ الغفاري أنه عليه‌السلام ولد يوم الجمعة منتصف شهر جمادى الثانية.

٢٩ ـ الفصول المهمة : ولد بالمدينة ، نهار الخميس ، الخامس من شعبان سنة ثمان وثلاثين ، كنيته أبوالحسن ، وقيل : أبوبكر ، وله ألقاب كثيرة أشهرها زين العابدين ، وسيد العابدين ، والزكي ، والامين ، وذوالثفنات ، صفته : أسمر قصير ، دقيق ، نقش خاتمه : وما توفيقي إلا بالله (٢).

٣٠ ـ مصبا : في النصف من جمادى الاولى سنة ست وثلاثين كان مولد أبي محمد علي بن الحسين عليهما‌السلام (٣).

٣١ ـ د ، قل : باسنادنا إلى المفيد في كتاب حدائق الرياض : النصف من جمادى الاولى سنة ست وثلاثين كان مولد أبي محمد علي بن الحسين عليهما‌السلام (٤).

٣٢ ـ الدروس : ولد عليه‌السلام بالمدينة يوم الاحد خامس شعبان سنة ثمان وثلاثين ، وقبض بها يوم السبت ثاني عشر المحرم سنة خمس وتسعين ، عن سبع وخمسين سنة ، وامه شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى أبرويز ، وقيل : ابنة يزدجرد (٥).

____________________

(١) مصباح المتهجد للشيخ الطوسى ص ٥٥٤ طبع سنة ١٣٤٨ ومصباح الكفعى ص ٥١١ طبع ايران سنة ١٣٢١.

(٢) الفصول المهمة لابن الصباع المالكى ص ١٨٧ طبع النجف بتفاوت فيه ، وفى المصدر : كنيته عليه‌السلام المشهور أبوالحسن ، وقيل أبومحمد ، وقيل أبوبكر.

(٣) مصباح الكفعمي ص ٥١١.

(٤) الاقبال ص ٩٥ طبع ايران سنة ١٣١٤.

(٥) كتاب الدروس للهشيد ره في كتاب المزار ، طبع سنة ١٢٦٩ بايران.

١٤

٣٣ ـ د : في كتاب الدر : ولد عليه‌السلام بالمدينة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة وكذا في كتاب مواليد الائمة قبل وفات جده أميرالمؤمنين عليه‌السلام بسنتين ، وفي رواية اخرى بست سنين.

في كتاب الذخيرة مولده : سنة ست وثلاثين وقيل : ثمان وثلاثين ، وقيل : ولد يوم الخميس ثامن شعبان ، وقيل سابعه سنة ثمان وثلاثين بالمدينة في خلافة جده أميرالمؤمنين عليه‌السلام.

في كتاب التذكرة : ولد علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام سنة ثمان وثلاثين وامه شاه زنان بنت ملك قاشان ، وقيل : بنت كسرى يزدجرد بن شهريار ، ويقال اسمها شهربانويه.

وقال أبوجعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري : (١) ليس التاريخي لما ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطاب بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيدا (٢) فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أكرموا كريم كل قوم ، فقال عمر : قد سمعته يقول : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وإن خالفكم فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام (٣) هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلم ورغبوا في الاسلام ولابد أن يكون لي فيهم ذرية ، وأنا أشهدالله واشهدكم أني قد أعتقت نصيبي منهم لوجه الله تعالى ، فقال جميع بني هاشم : قد وهبنا حقنا أيضا لك ، فقال : اللهم اشهد أني قد أعتقت ما وهبوا لي لوجه الله ، فقال المهاجرون والانصار : وقد وهبنا حقنا لك يا أخا رسول الله ، فقال : اللهم اشهد انهم قد وهبوا لي حقهم وقبلته واشهدك أني قد أعتقتهم لوجهك ، فقال عمر : لم نقضت علي عزمي في الاعاجم؟ وما الذي رغبك عن رأيي فيهم ، فأعاد عليه ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في إكرام الكرماء (٤)

____________________

(١) في كتابه دلائل الامامة ص ٨١ طبع النجف.

(٢) في المصدرالسابق : عبيدا للعرب ، وأن يرسم عليهم أن يحملوا العليل والضعيف والشيخ الكبير في الطواف على ظهورهم حول الكعبة ، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : الخ

(٣) في المصدر السابق : فمن أين لك أن تفعل بقوم كرماء ما ذكرت ، ان هؤلاء الخ.

(٤) في المصدر السابق : ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الحديث ، وما هم عليه من الرغبة في الاسلام.

١٥

فقال عمر : قد وهبت لله ولك يا أبا الحسن يا يخصني وسائر مالم يوهب لك ، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام اللهم اشهد على ما قالوه وعلى عتقي إياهم ، فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء ، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : هن لايكرهن على ذلك ولكن يخيرن ما اخترنه عمل به ، فأشار جماعة إلى شهربانويه بنت كسرى فخيرت وخوطبت من وراء الحجاب والجمع حضور فقيل لها : من تختارين من خطابك؟ وهل أنت ممن تريدين بعلا؟ فسكتت فقال أميرالمؤمنين قد أرادت وبقي الاختيار ، فقال عمر : وما علمك بإرادتها البعل؟ فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا أتته كريمة قوم لا ولي لها وقد خطبت يأمر أن يقال لها : أنت راضية بالبعل؟ فإن استحيت وسكتت جعل إذنها صماتها وأمر بتزويجها ، وإن قالت : لا لم يكرهها على ما تختاره ، وإن شهر بانويه اريت الخطاب فأو مأت بيدها واختارت الحسين بن علي عليهما‌السلام ، فاعيد القول عليها في التخيير فأشارت بيذها ، وقالت : هذا إن كنت مخيرة ، وجعلت أميرالمؤمنين عليه‌السلام وليها ، وتكلم حذيفة بالخطبة ، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : ما اسمك؟ فقالت : شاه زنان بنت كسرى ، قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : أنت شهربانويه واختك مرواريد بنت كسرى قالت : آريه.

قال المبرد : كان اسم ام علي بن الحسين عليهما‌السلام سلافة من ولد يزدجرد معروفة النسب من خيرات النساء ، وقيل : خولة ، ولقبه عليه‌السلام : ذوالثفنات والخالص ، والزاهد ، والخاشع ، والبكاء ، والمتهجد ، والرهباني ، وزين العابدين وسيد العابدين ، والسجاد ، وكنيته : أبومحمد ، وأبوالحسن ، بابه : يحيى بن أم الطويل المدفون بواسط ، قتله الحجاج لعنه الله (١).

____________________

(١) الكامل للمبرد ج ٢ ص ٩٣ طبح محمد على صبيح بمصر سنة ١٣٤٧ هـ.

١٦

٢

* ( باب ) *

* ( النصوص على الخصوص على امامته والوصية اليه ، وأنه دفع ) *

* ( اليه الكتب والسلاح ، غيرها ، وفيه بعض الدلائل والنكت ) *

١ ـ لى : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أبي نجران عن المثنى ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألت الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام عن خاتم الحسين بن علي عليهما‌السلام إلى من صار؟ وذكرت له أني سمعت أنه اخذ من إصبعه فيما اخذ ، قال عليه‌السلام : ليس كما قالوا ، إن الحسين عليه‌السلام أوصى إلى ابنه علي بن الحسين عليه‌السلام ، وجعل خاتمه في إصبعه ، وفوض إليه أمره ، كما فعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأميرالمؤمنين عليه‌السلام ،وفعله أميرالمؤمنين بالحسن عليهما‌السلام،وفعله الحسن بالحسين عليهما‌السلام ، ثم صار ذلك الخاتم إلى أبي عليه‌السلام بعد أبيه ، ومنه صار إلي فهو عندي وإني لالبسه كل جمعة واصلي فيه ، قال محمد بن مسلم : فدخلت إليه يوم الجمعة وهو يصلي ، فلما فرغ من الصلاة مد إلي يده فرأيت في إصبعه خاتما نقشه : لا إله إلا الله عدة للقاء الله ، فقال : هذا خاتم جدي أبي عبدالله الحسين بن علي عليه‌السلام (١).

٢ ـ ير : محمد بن أحمد ، عن محمد بن الحسين ، عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الحسين عليه‌السلام لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة ، فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة ووصية باطنة ، وكان علي بن الحسين مبطونا لايرون إلا أنه لما به ، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ثم صار ذلك الكتاب إلينا ، فقلت : فما في ذلك الكتاب؟ فقال : فيه والله جميع ما يحتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا (٢).

____________________

(١) أمالى الصدوق ص ١٤٤.

(٢) بصائر الدرجات في الباب الثالث عشر من الجزء الثالث.

١٧

٣ ـ غط : الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي ، عن الفضيل قال : قال لي أبوجعفر عليه‌السلام : لما توجه الحسين عليه‌السلام إلى العراق ، دفع إلى ام سلمة زوج النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله الوصية والكتب وغير ذلك ، وقال لها : إذا أتاك أكبر ولدي فادفعي إليه ما دفعت إليك ، فلما قتل الحسين عليه‌السلام أتى علي بن الحسين ام سلمة فدفعت إليه كل شئ أعطاها الحسين عليه‌السلام (١).

٤ ـ قب : الدليل على إمامته عليه‌السلام ما ثبت أن الامام يجب أن يكون منصوصا عليه ، فكل من قال بذلك قطع على إمامته ، وإذا ثبت أن الامام لابد أن يكون معصوما يقطع على أن الامام بعد الحسين ابنه علي عليه‌السلام لان كل من ادعيت إمامته بعده من بني امية والخوارج اتفقوا على نفي القطع على عصمته وأما الكيسانية وإن قالوا : بالنص فلم يقولوا بالنص صريحا.

ووجدنا ولد علي بن الحسين عليهما‌السلام اليوم على حداثة عصره وقرب ميلاده أكثر عددا من قبايل جاهلية ، وعماير قديمة (*) حتى طبقوا الارض ، وملؤا البلاد وبلغوا الاطراف ، فعلمنا أن ذلك من دلائله (٢).

٥ ـ عم : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، وأحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل ، عن منصور بن يونس ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : إن الحسين عليه‌السلام لما حضره الذي حضره دعا ابنته فاطمة الكبرى فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة ، وكان على بن الحسين مريضا لايرون أنه يبقى بعده ، فلما قتل الحسين عليه‌السلام ورجع أهل بيته إلى المدينة دفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ، ثم صار ذلك الكتاب والله إلينا يا زياد (٣).

____________________

(١) غيبة الشيخ الطوسى ص ١٢٨ طبع تبريز سنة ١٣٢٣ ه.

(*) العماير : جمع عميرة : البطن من القبائل ، وقيل ، حى عظيم يطيق الانفراد وفى النسخة ( غمائر ) وهو تصحيف ( ب ).

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ج ٢ ص ٢٧٥.

(٣) اعلام الورى ص ١٥٢ واخرجه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٣٠٣ بزيادة في آخره.

١٨

٦ ـ وعنه : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم عن ابن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الحسين عليه‌السلام لما سار إلى العراق استودع ام سلمة رضي‌الله‌عنها الكتب والوصية ، فلما رجع علي بن الحسين دفعتها إليه (١).

٧ ـ قب : عن الحضرمي مثله (٢).

٨ ـ نص : محمد بن وهبان ، عن أحمد بن محمد الشرقي ، عن أحمد بن الازهر عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة ، قال : كنت عند الحسين بن علي عليهما‌السلام إذ دخل علي بن الحسين الاصغر ، فدعاه الحسين عليه‌السلام وضمه إليه ضما ، وقبل ما بين عينيه ثم قال : بأبي أنت ما أطيب ريحك؟ وأحسن خلقك؟ فتداخلني من ذلك فقلت : بأبي أنت وامي يا ابن رسول الله إن كان ما نعوذ بالله أن نراه فيك فالى من؟ قال : علي ابني هذا هو الامام أبوالائمة قلت : يا مولاي هو صغير السن؟ قال : نعم ، إن ابنه محمد يؤتم به وهو ابن تسع سنين ثم يطرق قال : ثم يبقر العلم بقرا (٣).

بيان : كون علي الامام أصغر لايخلو من منافرة لاكثر الاخبار الدالة على أنه عليه‌السلام كان أكبر من الشهيد رضي‌الله‌عنه. قوله عليه‌السلام إن ابنه محمد أي ليس بصغير وله الآن ولد مسمى بمحمد يؤتم به وهو ابن تسع سنين بيان لحال الابن والمراد به الائتمام به قبل الامامة ، ولعله إشارة إلى قصة جابر كما سيأتي.

ثم يطرق ، أي يسكت ولا يتكلم حتى يصير إماما وبعده يبقر العلم بقرا.

٩ ـ ك : ابن شاذويه ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن جعفر ، عن أحمد بن إبراهيم ، قال : دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا اخت أبي الحسن صاحب العسكر عليهم‌السلام فقلت : إلى من تفزع الشيعة؟ فقالت إلى الجدة ام أبي

____________________

(١) اعلام الورى ص ١٥٢ واخرجه الكليني في الكافى ج ١ ص ٣٠٤.

(٢) مناقب ابن شهر آشوب ج ٢ ص ٣٠٨.

(٣) كفاية الاثر ص ٣١٨ بتفاوت.

١٩

محمد عليه‌السلام ، فقلت لها : أقتدي بمن وصيته إلى امرأة؟ فقالت : اقتداء بالحسين بن علي عليه‌السلام والحسين بن علي عليه‌السلام أوصى إلى اخته زينب بنت علي في الظاهر وكان ما يخرج عن علي بن الحسين عليه‌السلام من علم ينسب إلى زينب ، سترا على علي ابن الحسين عليه‌السلام (١).

اقول : تمامه في كتاب الغيبة.

٣

* ( باب ) *

* ( معجزاته ومعالى اموره وغرائب شأنه صلوات الله عليه ) *

١ ـ لى : المفسر ، عن جعفر بن أحمد ، عن محمد بن عبدالله بن يزيد المقري ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، قال : كنت عند علي بن الحسين عليه‌السلام فجاءه رجل من أصحابه ، فقال له علي بن الحسين عليه‌السلام : ما خبرك أيها الرجل؟ فقال الرجل : خبري يا ابن رسول الله أني أصبحت وعلي أربعمائة دينار دين لاقضاء عندي لها ، ولي عيال ثقال ليس لي ما أعود عليهم به ، قال : فبكى علي بن الحسين عليه‌السلام بكاءا شديدا ، فقلت له : ما يبكيك يا ابن رسول الله؟ فقال : وهل يعد البكاء إلا للمصائب والمحن الكبار؟! قالوا : كذلك يابن رسول الله ، قال : فأية محنة ومصيبة أعظم على حر مؤمن من أن يرى بأخيه المؤمن خلة فلا يمكنه سدها ويشاهده على فاقة فلا يطيق رفعها ، قال : فتفرقواعن مجلسهم ذلك ، فقال بعض المخالفين وهو يطعن على علي بن الحسين عليه‌السلام : عجبا لهؤلاء يدعون مرة أن السمآء والارض وكل شي ء يطيعهم ، وأن الله لايرد هم عن شئ من طلباتهم ، ثم يعترفون اخرى بالعجز عن إصلاح حال خواص إخوانهم ، فاتصل ذلك بالرجل صاحب القصة ، فجاء إلى علي بن الحسين عليه‌السلام فقال له : يا ابن رسول الله بلغني عن

____________________

(١) كمال الدين وتمام النعمة ص ٢٧٥ ضمن حديث بتفاوت.

٢٠