بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٢٢ ـ يج : روي أن علي بن الحسين عليه‌السلام حج في السنة التي حج فيها هشام بن عبدالملك وهو خليفة فاستجهر الناس منه عليه‌السلام ، وتشوفوا وقالوا لهشام : من هو؟ قال هشام : لا أعرفه لئلا يرغب الناس فيه ، فقال الفرزدق وكان حاضرا أنا أعرفه :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته إلى آخر القصيدة فبعثه هشام وحبسه ومحا اسمه من الديوان ، فبعث إليه علي بن الحسين عليه‌السلام بدنانير فردها ، وقال : ما قلت ذلك إلا ديانة ، فبعث بها إليه أيضا ، وقال : قد شكر الله لك ذلك ، فلما طال الحبس عليه وكان يوعده بالقتل شكا إلى علي بن الحسين عليهما‌السلام ، فدعا له فخلصه الله ، فجاء إليه وقال يا ابن رسول الله : إنه محا اسمي من الديوان فقال : كم كان عطاؤك؟ قال : كذا ، فأعطاه لاربعين سنة وقال عليه‌السلام : لو علمت أنك تحتاج إلى أكثر من هذا لاعطيتك فمات الفرزدق بعد أن مضى أربعون سنة (١).

بيان : قال الفيروز آبادي : جهر الرجل نظر إليه وعظم في عينه وراعه جماله وهيئته كاجتهره وجهر وجهير بين الجهورة والجهارة ذو منظر حسن والجهر بالضم هيئة الرجل وحسن منظره ، وقال : تشوف إلى الخبر تطلع ، ومن السطح تطاول ونظر وأشرف.

٢٣ ـ الفصول المهمة : شاعره الفرزدق وكثير عزة ، بوابه أبوجبلة معاصره مروان ، وعبدالملك ، والوليد ابنه (٢).

٢٤ ـ كا : علي ، عن أبيه ، ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ، عن ابن بزيع جميعا ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماما بالمدينة ، فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا : ممن القوم؟ فقلنا : من أهل العراق فقال : وأي العراق؟ فقلنا : كوفيون فقال : مرحبا بكم يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار ، ثم قال : ما يمنعكم من الازر فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : عورة المؤمن

____________________

(١) الخرائج والجرائح ص ١٩٥ وفيه « فاستخبر الناس عنه ».

(٢) الفصول المهمة ص ١٨٧ طبع النجف.

١٤١

على المؤمن حرام قال : ثم بعث إلى أبي كرباسة فشقها بأربعة ثم أعطى كل واحد منا واحدا فدخلنا فيها ، فلما كنا في البيت الحار صمد لجدي ، فقال : يا كهل ما يمنعك من الخضاب؟ فقال له جدي : أدركت من هو خير مني ومنك لا يختضب قال : فغضب لذلك حتى عرفنا غضبه في الحمام ، قال : ومن ذاك الذي هو خير مني؟! فقال : أدركت علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو لايختضب قال : فنكس رأسه وتصاب عرقا فقال : صدقت وبررت ثم قال : يا كهل إن تختضب فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد خضب وهو خير من علي ، وإن تترك فلك بعلي سنة ، قال : فلما خرجنا من الحمام سألنا عن الرجل فإذا هو علي بن الحسين ، ومعه ابنه محمد بن علي صلوات الله عليهم (١).

٢٥ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن عمرو بن شمر عن جابر قال : قال علي بن الحسين عليه‌السلام : ما ندري كيف نصنع بالناس؟ إن حدثناهم بما سمعنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضحكوا : وإن سكتنا لم يسعنا قال : فقال ضمرة ابن معبد : حدثنا! فقال : هل تدرون ما يقول عدو الله إذا حمل على سريره؟ قال : فقلنا : لا ، فقال : إنه يقول لحملته : ألا تسمعون أني أشكو إليكم عدو الله خدعني وأوردني ثم لم يصدرني ، وأشكو إليكم إخوانا واخيتهم فخذلوني ، وأشكو إليكم أولادا حاميت عنهم فخذلوني ، وأشكو إليكم دارا أنفقت فيها حريبتي (٢) فصار سكانها غيري ، فارفقوا بي ولا تستعجلوا! قال : فقال ضمرة : يا ابا الحسن إن كان هذا يتكلم بهذا الكلام يوشك أن يثب على أعناق الذين يحملونه ، قال : فقال علي ابن الحسين عليه‌السلام : اللهم إن كان ضمرة هزأ من حديث رسولك فخذه أخذ أسف قال : فمكث أربعين يوما ثم مات فحضره مولى له قال : فلما دفن أتي علي بن الحسين عليهما‌السلام فجلس إليه ، فقال له : من أين جئت يا فلان؟ قال : من جنازة ضمرة فوضعت وجهي عليه حين سوي عليه فسمعت صوته والله أعرفه كما كنت أعرفه وهو

____________________

(٤) الكافى ج ٦ ص ٤٩٧.

(٥) الحريبة : مال الرجل الذى يعيش به ، ويقوم به أمره الصحاح النهاية.

١٤٢

حي يقول : ويلك يا ضمرة بن معبد اليوم خذلك كل خليل ، وصار مصيرك إلى الجحيم ، فيها مسكنك ومبيتك والمقيل ، قال : فقال علي بن الحسين عليه‌السلام أسأل الله العافية هذا جزاء من يهزأ من حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

أقول : قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (٢) : كان سعيد ابن المسيب منحرفا عن أميرالمؤمنين ، وجبهه محمد بن علي في وجهه بكلام شديد روى عبدالرحمن بن الاسود ، عن أبي داود الهمداني قال : شهدت سعيد بن المسيب وأقبل عمر بن علي بن أبي طالب ، فقال له سعيد : يا ابن أخي ما أراك تكثر غشيان مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كما تفعل إخوتك وبنو عمك فقال عمر : يا ابن المسيب أكلما دخلت المسجد أجئ فاشهدك؟ فقال : سعيد : ما احب أن تغضب سمعت أباك يقول : إن لي من الله مقاما لهو خير لبني عبدالمطلب مما على الارض من شئ فقال عمر : وأناسمعت أبي يقول : ما كلمة حكمة في قلب منافق فيخرج من الدنيا حتى يتكلم بها ، فقال سعيد : يا ابن أخي جعلتني منافقا؟ فقال : هو ما أقول ثم انصرف.

وكان الزهري من المنحرفين عنه ، وروى جرير بن عبدالحميد عن محمد بن شيبة قال : شهدت مسجد المدينة فاذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليا فنالا منه فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه‌السلام فجاء حتى وقف عليهما ، فقال : أما أنت يا عروة فان أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لابي على أبيك ، وأما أنت يازهري فلو كنت بمكة لاريتك كرامتك.

أقول : ثم ذكر أحوال كثير من أهل زمانه عليه‌السلام ثم قال : روى أبوعمر النهدي قال : سمعت علي بن الحسين عليه‌السلام يقول : ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبنا (٣).

٢٦ ـ ختص : أصحاب علي بن الحسين عليه‌السلام : أبوخالد الكابلي كنكر

____________________

(١) الكافى ج ٣ ص ٢٣٤.

(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٤ ص ١٠١ طبع مصر سنة ١٣٧٩ ه.

(٣) شرح نهج البلاغة ج ٤ ص ١٠٤.

١٤٣

ويقال : اسمه وردان ، يحيى بن ام الطويل (١) سعيد بن المسيب المخزومي ، حكيم ابن جبير (٢).

٢٧ ـ ذ : قال رجل لسعيد بن المسيب : ما رأيت رجلا أورع من فلان قال : فهل رأيت علي بن الحسين؟ قال : لا ، قال : ما رأيت رجلا أورع منه.

٢٨ ـ ختص : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن علي بن سليمان ، وحدثنا أحمد ابن محمد بن يحيى ، عن سعد ، عن محمد بن علي بن سليمان ، عن علي بن أسباط ، عن أبيه ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري علي بن الحسين؟ فيقوم جبير بن مطعم ، ويحيى بن ام الطويل ، وأبوخالد الكابلي وسعيد بن المسيب (٣).

أقول : تمامه في كتاب الفتن في باب أحوال أصحاب أميرالمؤمنين عليه‌السلام.

٢٩ ـ ختص : جعفر بن الحسين ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن جميل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ارتد الناس بعد الحسين عليه‌السلام إلا ثلاثة : أبوخالد الكابلي ، يحيى بن ام الطويل ، وجبير بن مطعم ثم إن الناس لحقوا وكثروا ، وكان يحيى بن ام الطويل يدخل مسجدرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويقول : كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء (٤).

____________________

(١) في المصدر : بعد يحيى بن ام الطويل ، المطعم. والمراد به هو محمد بن جبير ابن مطعم ، فقد ذكر الكشى في رجاله ص ٧٦ طبع بمبئى : قال الفضل بن شاذان : ولم يكن في زمن الامام على بن الحسين عليه‌السلام في أول أمره الاخمسة أنفس : سعيد بن جبير سعيد بن المسيب ، محمد بن جبير بن مطعم ، يحيى بن ام الطويل ، أبوخالد الكابلى واسمه وردان ولقبه كنكر.

(٢) الاختصاص ص ٨.

(٣) الاختصاص ص ٦١ ورواه الكشى في رجاله ص ٧ ضمن حديث طويل.

(٤) نفس المصدر ص ٦٤ وأخرجه الكشى في رجاله ص ٨١.

١٤٤

٩.

* ( باب ) *

* ( نوادر أخباره صلوات الله عليه ) *

١ ـ يج : روى أبوحمزة الثمالي قال : خرجت مع علي بن الحسين عليه‌السلام إلى ظاهر المدينة ، فلما وصل إلى حائط قال : إني انتهيت يوما إلى هذا الحائط فاتكأت عليه ، فاذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في وجهي ، ثم قال لي : ما أزال أراك حزينا أعلى الدنيا؟ فهو رزق حاضر يأكل منه البر والفاجر قلت : ما على الدنيا حزني وإن القول لكما تقول ، قال : أفعلى الآخرة؟ فهي وعد صادق يحكم فيها ملك قاهر فعلام حزنك؟ قلت : الحزن من ابن الزبير فتبسم فقال : هل رأيت أحدا توكل على الله فلم يكفه؟ قلت : لا ، قال : فهل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟ قلت : لا ، قال : فهل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه؟ قلت : لا ، قال عليه‌السلام : فاذا ليس قد امي أحد (١).

٢ ـ كشف : عن الثمالي مثله ، وفي آخره ، فغاب عني فقيل لي : يا علي ابن الحسين هذا الخضر عليه‌السلام ناجاك (٢).

بيان : إنما بعث الله الخضر ليسليه ويذكره عليه‌السلام وهذا لاينافي كونه عليه‌السلام أفضل من الخضر عليه‌السلام كما أن الملائكة يبعثهم الله لتعليم أنبيائه وتذكيرهم مع كونهم أفضل منهم.

٣ ـ شا : الحسن بن محمد بن يحيى ، عند جده ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن المغيرة ، عن أبي حفص الاعشى ، عن الثمالي مثله (٣).

____________________

(١) الخرائج والجرائح ص ١٩٦.

(٢) كشف الغمة ج ٢ ص ٢٦٥.

(٣) ارشاد المفيد ص ٢٧٥.

١٤٥

٤ ـ قب : عن علي بن الحسين عليهما‌السلام :

لكم ما تدعون بغير حق

إذا ميز الصحاح من المراض؟

عرفتم حقنا فجحدتمونا

كما عرف السواد من البياض

كتاب الله شاهدنا عليكم

وقاضينا الاله فنعم قاض (١)

بيان : البيت الاول على الاستفهام الانكاري ويحتمل أن يكون المراد : لكم بغير حق ما تدعون أنه لكم حقا.

٥ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن يوسف بن السخت ، عن علي ابن محمد بن سليمان ، عن الفضل بن سليمان ، عن العباس بن عيسى قال : ضاق علي بن الحسين عليه‌السلام ضيقة فأتى مولى له فقال له : اقرضنني عشرة آلاف درهم إلى ميسرة ، فقال : لالانه ليس عندي ، ولكني اريد وثيقة قال : فنتف له من ردائه هدبة (٢) فقال : هذه الوثيقة قال : فكأن مولاه كره ذلك فغضب وقال : أنا أولى بالوفاء أم حاجب بن زرارة؟ (٣) فقال : أنت أولى بذلك منه قال : فكيف صار حاجب يرهن قوسا وإنما هي خشبة على مائة حمالة (٤) وهو كافر فيفي وأنا لا أفي

____________________

(١) المناقب ج ٣ ص ٣١٠.

(٢) الهدبة : بالضم وبضمتين خمل الثوب ، وطرف الثوب مما يلى طرته.

(٣) حاجب بن زرارة هو ذو القوس ، أتى كسرى في جدب أصابهم بدعوة النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله يستأذنه لقومه أن يصيروا في ناحية من بلاده حتى يحيوا ، فقال : انكم معاشر العرب غدر حرص فان أذنت لكم أفسدتم البلاد وأغرتم على العباد ، قال حاجب : انى ضامن للملك أن لايفعلوا ، قال فمن لى بأن تقى؟ قال : أرهنك قوسى ، فضحك من حوله فقال كسرى : ما كان ليسلمها أبدا ، فقبلها منه وأذن لهم ، ثم احيى الناس بدعوة النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد مات حاجب ، فارتحل عطارد ابنه إلى كسرى يطلب قوس أبيه فردها عليه وكساه حلة ، فلما رجع أهداها للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يقبلها فباعها من يهودى بأربعة آلاف درهم.

(٤) الحمالة : بالفتح ما يتحمله عن القوم من الغرامة.

١٤٦

بهدبة ردائي قال : فأخذها الرجل منه وأعطاه الدراهم ، وجعل الهدبة في حق (١) فسهل الله جل ذكره المال فحمله إلى الرجل ، ثم قال له : قدأحضرت مالك فهات وثيقتي فقال له : جعلت فداك ضيعتها ، قال : إذا لاتأخذ مالك مني ليس مثلي يستخف بذمته ، قال : فأخرج الرجل الحق فاذا فيه الهدبة فأعطاه علي بن الحسين عليهما‌السلام الدراهم وأخذ الهدية فرمى بها وانصرف (٢).

١٠

* ( باب ) *

* ( وفاته عليه‌السلام ) *

١ ـ فس : أبي ، عن إسماعيل بن همام ، عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال : لما حضر علي بن الحسين عليه‌السلام الوفاة اغمي عليه ثلاث مرات فقال في المرة الاخيرة : الحمدلله الذي صدقنا وعده ، وأورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ، ثم مات صلوات الله عليه (٣).

٢ ـ ير : أحمد بن الحسن بن فضال ، وأحمد بن محمد معا ، عن ابن فضال عن ابن بكير ، عن زرارة قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : كانت لعلي بن الحسين ناقة قد حج عليها اثنين وعشرين حجة ، ما قرعها بمقرعة قط ، قال : فجاءت بعد موته ، فما شعرت بها حتى جاءني بعض الموالي فقال : إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين فبركت عليه ودلكت بجرانها وترغو فقلت : أدركوها

____________________

(١) الحقة : وعاء من خشب والجمع حق وحقوق وحقق وأحقاق وحقاق.

(٢) الكافى ج ٥ ص ٩٦.

(٣) تفسير على بن ابراهيم القمى ص ٥٨٢.

١٤٧

فجاؤني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها فقال أبوجعفرعليه‌السلام : وما كانت رأت القبر قط (١).

بيان : جران البعير بالكسر مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره.

٣ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري عمن ذكره ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما مات علي بن الحسين كانت ناقة له في الرعي جاءت حتى ضربت بجرانها على القبر وتمرغت عليه فأمرت بها فردت إلى مرعاها وإن أبي كان يحج عليها ويعتمر ، وما قرعا قرعة قط (٢).

٤ ـ خص (٣) ير : محمد بن أحمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عمران ، عن رجل ، عن أبي عبدالله قال : لما كان الليلة التي وعدها علي بن الحسين قال لمحمد : يا بني أبغني وضوءا قال : فقمت فجئت بوضوء فقال : لاينبغي هذا فان فيه شيئا ميتا قال : فجئت بالمصباح فاذا فيه فارة ميتة ، فجئته بوضوء غيره ، قال : فقال : يا بني هذه الليلة التي وعدتها ، فأوصى بناقته أن يحضر لها عصام ، ويقام لها علف فجعلت فيه ، فلم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها ، فاتي محمد بن علي فقيل : إن الناقة قد خرجت إلى القبر فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها ، فأتاها فقال : مه الآن قومي بارك الله فيك فثارت ودخلت موضعها فلم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها فاتي محمد بن علي فقيل له : إن الناقة قد خرجت ، فأتاها فقال : مه الآن قومي فلم تفعل قال : دعوها فانها مودعة ، فلم تلبث إلا ثلاثة حتي نفقت ، وإن كان ليخرج عليها إلى مكة فيعلق السوط بالرحل فما يقرعها

____________________

(١) بصائر الدرجات ج ٧ باب ١٥ ، وأخرجه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٤٦٧ والمفيد في الاختصاص ص ٣٠٠.

(٢) بصائر الدرجات ج ٧ باب ١٥ ، وأخرجه الكلينى في الكافى ج ١ ص ٤٦٧ والمفيد في الاختصاص ص ٣٠١.

(٣) مختصر بصائرالدرجات ص ٧.

١٤٨

قرعة حتى يدخل المدينة (١).

٥ ـ خص : وروي أنه حج عليها أربعين حجة.

بيان : بغيت الشئ طلبته وبغيتك الشئ طلبته لك ، والعصام رباط القربة أي حبل ونحوه تربط به ، وفي بعض النسخ كما في الكافي حظار وهو الحظيرة تعمل للابل من شجر لتقيها البرد والريح (٢).

٦ ـ ضا : نروى أن علي بن الحسين عليه‌السلام لما أن مات قال أبوجعفر : لقد كنت أكره أن أنظر إلى عورتك في حياتك فما أنا بالذي أنظر إليها بعد موتك فأدخل يده وغسل جسده ثم دعا ام ولد له فأدخلت يدها ، فغسلت عورته ، وكذلك فعلت أنا بأبي (٣).

٧ ـ يج : روي أن الباقر روى عن أبيه علي بن الحسين عليهم‌السلام أنه اتي في الليلة التي قبض فيها بشراب فقيل له : اشرب فقال : هذه الليلة وعدت أن اقبض فيها (٤).

٨ ـ كش : روي عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، وعبدالرزاق ، عن معمر ، عن علي بن زيد قال : قلت لسعيد بن المسيب إنك أخبرتني أن علي بن الحسين النفس الزكية وأنك لاتعرف له نظيرا قال : كذلك ، وما هو مجهول ما أقول فيه ، والله ما رؤي مثله قال علي بن زيد : فقلت : والله إن هذه الحجة الوكيدة عليك يا سعيد فلم لم تصل على جنازته؟ فقال : إن القراء كانوا لايخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين عليه‌السلام فخرج وخرجنا معه ألف راكب ، فلما صرنا بالسقيا نزل فصلى وسجد سجدة الشكر فقال فيها.

____________________

(١) بصائر الدرجات ج ١٠ باب ٩ ، وأخرجه الكليني في الكافى ج ١ ص ٤٦٨ وفى سنده « عن أبى عمارة » بدل ابن عمران.

(٢) مختصر بصائر الدرجات ص ٧.

(٣) فقه الرضا في « باب آخر في الصلاة على الميت » طبع ايران سنة ١٢٧٤ ه.

(٤) لم نعثر عليه في الخرائج والجرائح.

١٤٩

وفي رواية الزهري ، عن سعيد بن المسيب قال : كان القوم لايخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين سيد العابدين ، فخرج عليه‌السلام فخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين فسبح في سجوده ، فلم يبق شجر ولا مدر إلا سبحوا معه ففزعنا فرفع رأسه وقال : يا سعيد أفزعت؟ فقلت : نعم يا ابن رسول الله فقال : هذا التسبيح الاعظم حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : لاتبقى الذنوب مع هذا التسبيح فقلت : علمنا.

وفي رواية علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب أنه سبح في سجوده فلم يبق حوله شجرة ولا مدرة إلا سبحت بتسبيحه ، ففزعت من ذلك وأصحابي ، ثم قال : يا سعيد إن الله جل جلاله لما خلق جبرئيل ألهمه هذا التسبيح فسبحت السماوات ومن فيهن لتسبيحه الاعظم وهو اسم الله عزوجل الاكبر ، يا سعيد أخبرني أبي الحسين ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل ، عن الله جل جلاله أنه قال : ما من عبد من عبادي آمن بي وصدق بك وصلى في مسجدك ركعتين على خلاء من الناس إلا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم أر شاهدا أفضل من علي بن الحسين عليه‌السلام حيث حدثني بهذا الحديث ، فلما أن مات شهد جنازته البر والفاجر وأثنى عليه الصالح والطالح ، وانهال يتبعونه حتى وصضعت الجنازة فقلت : إن أدركت الركعتين يوما من الدهر فاليوم هو ، ولم يبق إلا رجل وامرأة ، ثم خرجا إلى الجنازة وثبت لاصلي فجاء تكبير من السماء فأجابه تكبير من الارض ، وأجابه تكبير من السماء فأجابه تكبير من الارض ، ففزعت وسقطت على وجهي فكبر من في السماء سبعا ومن في الارض سبعا وصلى على علي بن الحسين صلوات الله عليهما ودخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة على علي بن الحسين صلوات الله عليهما ، فقلت : يا سعيد لو كنت أنا لم أختر إلا الصلاة على علي بن الحسين ، إن هذا لهو الخسران المبين ، فبكى سعيد ، ثم قال : ما أردت إلا الخير ليتني كنت صليت عليه ، فانه ما رؤي مثله (١).

____________________

(١) رجال الكشى ص ٧٦.

١٥٠

٩ ـ قب : المسترشد (١) عن ابن جرير بالاسناد عن علي بن زيد ، وعن الزهري مثله (٢).

١٠ ـ كشف : توفي عليه‌السلام في ثامن عشر المحرم من سنة أربع وتسعين وقيل خمس وتسعون وكان عمره عليه‌السلام سبعا وخمسين سنة كان منها مع جده سنتين ، ومع عمه الحسن عليه‌السلام عشر سنين وأقام مع أبيه بعد عمه عشر سنين ، وبقي بعد قتل أبيه تتمة ذلك ، وقبر بالبقيع بمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في القبة التي فيها العباس (٣).

وقال أبونعيم : اصيب على سنة اثنتين وسبعين ، وقال بعض أهل بيته : سنة أربعين وتسعين.

وروى عن عبدالرحمن بن يونس ، عن سفيان ، عن جعفر بن محمد قال : مات علي بن الحسين عليه‌السلام وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وعن أبي فروة قال : مات علي ابن الحسين عليه‌السلام بالمدينة ودفن بالبقيع سنة أربع وتسعين ، وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها : حدثني حسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : مات أبي علي بن الحسين عليه‌السلام سنة أربع وتسعين ، وصلينا عليه بالبقيع ، وقال غيره : مولده سنة ثمان وثلاثين من الهجرة ، ومات سنة خمس وتسعين (٤).

١١ ـ عم (٥) ضه : توفي عليه‌السلام بالمدينة يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة خمس وتسعين من الهجرة ، وله يومئذ سبع وخمسون سنة (٦).

____________________

(١) المسترشد ص ١١ طبع النجف وفيه صدر الحديث عن الواقدى ، عن أبى معشر ، عن سعد المقرى.

(٢) المناقب ج ٣ ص ٢٧٧.

(٣) كشف الغمة ج ٢ ص ٢٧٥.

(٤) كشف الغمة ج ٢ ص ٢٨٥.

(٥) اعلام الورى ص ٢٥١ طبع طهران نشر المكتبة العلمية الاسلامية وفيه « خلت » بدل « بقيت » وكذا في طبعة ايران القديمة.

(٦) روضة الواعظين ص ١٧٢.

١٥١

١٢ ـ عم : كانت مدة إمامته بعد أبيه أربعا وثلاثين سنة وكان في أيام إمامته بقية ملك يزيد بن معاوية ، وملك معاوية بن يزيد ، ومروان بن الحكم ، وعبدالملك ابن مروان ، وتوفي عليه‌السلام في ملك الوليد بن عبدالملك (١).

١٣ ـ كا : محمد بن أحمد ، عن عمه عبدالله بن الصلت ، عن الحسن بن علي ابن بنت الياس ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سمعته يقول. إن علي بن الحسين عليه‌السلام لما حضرته الوفاة اغمي عليه ثم فتح عينيه وقرأ إذا وقعت الواقعة وإنا فتحنا لك وقال : الحمدلله الذي صدقنا وعده وأورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجرالعاملين ، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا (٢).

١٤ ـ كا : سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قبض علي بن الحسين عليه‌السلام وهو ابن سبع وخمسين سنة في عام خمس وتسعين سنة ، وعاش بعد الحسين خمسا وثلاثين سنة (٣).

أقول : قال ابن الاثير في الكامل (٤) : انه توفي عليه‌السلام في أول سنة أربع وتسعين.

وقال صاحب كفاية الطالب (٥) توفي عليه‌السلام في ثمان عشر المحرم من سنة أربع وتسعين ، وقيل : خمس وتسعون.

وقال الكفعمي (٦) في الخامس والعشرين من المحرم كانت وفاة السجاد عليه‌السلام وذكر في الجدول (٧) انه عليه‌السلام توفي يوم السبت في الثاني والعشرين من

____________________

(١) اعلام الورى ص ٢٥٢.

(٢ و ٣) الكافى ج ١ ص ٤٦٨.

(٤) الكامل لابن الاثير ج ٤ ص ٢٣٨.

(٥) كفاية الطالب ص ٣٠٦ طبع النجف سنة ١٣٥٦ والموجود فيه : توفى بالمدينة سنة ٩٥ وله يومئذ ٥٧ سنة.

(٦) مصباح الكفعمي ص ٥٠٩.

(٧) ص ٥٢١ من المصباح.

١٥٢

المحرم لخمس وتسعين ، سمه هشام بن عبدالملك وكان في ملك الوليد بن عبدالملك.

وذكر السيد ابن طاوس رحمه‌الله في كتاب الاقبال (١) في الصلاة الكبيرة التي أوردها فيه : وضاعف العذاب على من قتله وهو الوليد.

وقال ابن طلحة في الفصول (٢) : ويقال : إن الذي سمه الوليد بن عبدالملك.

وقال الشيخ في المصباح (٣) في اليوم الخامس والعشرين من المحرم سنة أربع وتسعين كانت وفاة زين العابدين عليه‌السلام.

١٥ ـ كا : العدة ، عن سهل بن زياد رفعه قال : لما حضر علي بن الحسين عليهما‌السلام الوفاة اغمي عليه فبقي ساعة ، ثم رفع عنه الثوب ثم قال : الحمدلله الذي أورثنا الجنة نتبوء منها حيث نشاء فنعم أجرالعاملين ثم قال : احفروالي وابغلوا إلى الرسخ قال : ثم مد الثوب عليه فمات عليه‌السلام (٤).

١٦ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن درست ، عن عيسى بن بشير ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما حضر علي بن الحسين عليهما‌السلام الوفاة ضمني إلى صدره وقال : يا بني اوصيك ما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة ، ومما ذكر أن أباه أوصاه به قال : يا بني إياك وظلم من لايجد

____________________

(١) الاقبال ص ٣٤٥ في اعمال شهر رمضان. طبع سنة ١٣١٤.

(٢) الفصول المهمة ص ١٩٤ وهو تأليف على بن محمد بن أحمد المالكى المكى الشهير بابن الصباغ المتوفى سنة ٨٥٥ وليس لابن طلحة ، والذي لابن طلحة هو مطالب السؤول وهو مطبوع مكررا ، وليس فيه ما نقله المجلسى ره عنه.

(٣) مصباح المتهجد ٥٥١.

(٤) الكافى ج ٣ ص ١٦٥ وأخرجه الشيخ في التهذيب ج ١ ص ٤٥٣ ، وفيه « الرشح » بدل « الرسخ » والرشح يعنى عرق الارض ونداوتها ، والرسخ. بمعنى الثابت من الارض لا الرخو الهيال.

١٥٣

عليك ناصرا إلا الله (١).

١٧ ـ د : في تاريخ المفيد في اليوم الخامس والعشرين من المحرم سنة أربع وتسعين كانت وفاة مولانا الامام السجاد زين العابدين أبي محمد وأبي الحسن علي ابن الحسين عليهما‌السلام.

وفي كتاب تذكرة الخواص توفي سنة أربع وتسعين ذكره ابن عساكر ، وسنة اثنتين وتسعين قاله أبونعيم ، وسنة خمس وتسعين ، والاول أصح لانها تسمى سنة الفقهاء لكثرة من مات من العلماء ، وكان علي سيد الفقهاء مات في أولها وتتابع الناس بعده ، سعيدبن المسيب ، وعروة بن الزبير ، وسعيد بن جبير ، وعامة فقهاء المدينة ، وقيل توفي عليه‌السلام يوم السبت ثامن عشر المحرم سنة خمس وسبعين بالمدينة ، سمه الوليد بن عبدالملك بن مروان (٢).

وعمره عليه‌السلام تسعة وخمسون سنة وأربعة أشهر وأيام ، وروي أن عمره سبعة وخمسون سنة مثل عمر أبيه : أقام مع جده سنتين ، ومع عمه عشر سنين ، ومع أبيه عشر سنين وبعد وفاة أبيه خمسا وثلاثين سنة.

وروى في الدر : عمره عليه‌السلام سبع وخمسون سنة ، وقيل : ثمان وخمسون سنة ، ودفن بالبقيع مع عمه الحسن عليهما‌السلام.

____________________

(١) الكافى ج ٢ ص ٣٣١.

(٢) تذكرة الخواص ص ١٨٧ طبع ايران.

١٥٤

١١

* ( باب ) *

* ( أحوال أولاده وأزواجه صلوات الله عليه ) *

ونورد فيه تفاصيل ما ورد في زيد بن علي المقتول وما ورد في أمثاله وأضرابه ممن انتسب إلى أهل هذا البيت من غير المعصومين عليهم‌السلام مجملا.

١ ـ قب : أبناؤه اثنا عشر من امهات الاولاد إلا اثنين محمد الباقر ، وعبدالله الباهر امهما ام عبدالله بنت الحسن بن علي ، وأبوالحسين زيد الشهيد بالكوفة وعمر توأم ، والحسين الاصغر ، وعبدالرحمن وسليمان توأم ، والحسن والحسين وعبيدالله توأم ، ومحمد الاصغر فرد ، وعلي وهو أصغر ولده ، وخديجة فرد ، ويقال : لم تكن له بنت ، ويقال : ولدت له فاطمة ، وعلية ، وام كلثوم. أعقب منهم : محمد الباقر ، وعبدالله الباهر ، وزيد بن علي ، وعمر بن علي ، وعلي بن علي ، والحسين الاصغر (١).

٢ ـ كشف : قيل : كان له تسعة أولاد ذكور ، ولم يكن له انثى ، وقال ابن الخشاب في كتاب مواليد أهل البيت عليهم‌السلام : ولد له ثمان بنين ولم يكن له انثى اسماء ولده : محمد الباقر ، وزيد الشهيد بالكوفة ، وعبدالله ، وعبيدالله ، والحسن والحسين ، وعلي ، وعمر (٢).

٣ ـ د : قيل : كان له من الاولاد عشر رجال وأربع نسوة ، في الدر : ولد علي بن الحسين عليه‌السلام خمسة عشر ولدا : مولانا محمد الباقر عليه‌السلام امه ام الحسن بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، وعبدالله ، والحسن والحسين ، وامهم ام ولد ، وزيد وعمر ، لام ولد ، والحسين الاصغر وعبدالرحمن وسليمان

____________________

(١) المناقب ج ٣ ص ٣١١.

(٢) كشف الغمة ج ٢ ص ٢٧٤.

١٥٥

لام ولد ، وعلي وكان أصغر ولده ، وخديجة امهما ام ولد ، ومحمد الاصغر امه ام ولد ، وفاطمة ، وعلية ، وام كلثوم امهن ام ولد.

والعقب من ولد زين العابدين عليه‌السلام في ستة رجال : مولانا الباقر ، وعبدالله الارقط وعمر ، وعلي ، والحسين الاصغر ، وزيد.

والعقب من ولد عبدالله (١) : من محمد الارقط (٢) ومنه : من إسماعيل (٣)

____________________

(١) عبدالله هو المعروف بالباهر لقب بذلك لجماله ، قالوا : ما جلس مجلسا الا بهرجماله وحسنه من حضر ، قال الشيخ المفيد في الارشاد ص ٢٨٥ كان يلى صدقات النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله وصدقات أميرالمؤمنين عليه‌السلام وكان فاضلا فقيها روى عن آبائه عن رسول الله أخبارا كثيرة وحدت الناس ، وحملوا عنه الاثار.

وذكر أبونصر البخارى في سر السلسلة العلوية ص ٥٠ أن امه ام أخيه الامام محمد الباقر وهى ام عبدالله بنت الحسن السبط عليه‌السلام توفى وهو ابن سبع وخمسين سنة ، لاحظ عمدة الطالب ص ٢٥٢ طبع النجف ومشجر العميدى ص ١١٠.

(٢) محمد هو المعروف بالارقط قال أبونصر البخارى في سر السلسلة العلوية ص ٥٠ : ومن يطعن في الارقط فلا يطعن من حيث النسب والعقب ، وانما يطعنون لشئ جرى بينه وبين الامام الصادق عليه‌السلام يقال : بصق في وجه الصادق عليه‌السلام فدعا عليه الصادق عليه‌السلام فصار أرقط الوجه به نمس كريه المنظر ، وأما نسبه فلا يطعن فيه اه. قال العمرى : كان محمد محدثا من أهل المدينة أقطعه السفاح عين سعيد بن خالد ، وانما لقب بالارقط لانه كان مجدورا ، اه وذكرأبوالفرج انه كان رسول الصادق عليه‌السلام إلى الهاشميين حين دعوه لحضور مؤتمرهم بالابواء لبيعة محمد النفس الزكية.

وأظن قويا انه من الوهم تلقيب أبيه عبدالله بالارقط كما في المتن وجمهرة ابن حزم ص ٥٣ ومقاتل الطالبيين ص ٢٠٧ خاصة بعد ملاحظة ان عبدالله كان يعرف بالباهر لجماله كما سق وهو ينافى انه ارقط ، ويؤكد ذلك ما ذكره أبونصر البخارى والشيخ العمرى النسابة في ترجمة محمد المترجم له فلاحظ.

(٣) امه ام سلمة بنت الامام محمد الباقر خرج مع أبى السرايا ذكره ابن عنبة في العمدة ص ٢٥٢ والعميدى في مشجره ص ١١٠.

١٥٦

ابن محمد في رجلين محمد (١) بن إسماعيل ، والحسين بن إسماعيل.

والعقب من ولد عمر (٢) بن علي : من علي ابن عمر وفيه العدد ، ومحمد ابن عمر.

ومن علي بن عمر : في الحسن بن علي بن عمر الاشرف ، والقاسم (٣) ابن علي ، وعمر بن علي ، ومحمد بن علي.

ومن محمد بن عمر أخي علي بن عمر من رجلين : من أبي عبدالله الحسين بالكوفة والقاسم بن محمد بطبرستان ، وعمر وجعفر لهما عقب بخراسان.

والعقب من ولد زيد بن علي عليهما‌السلام من ثلاثة نفر : الحسين (٤)

____________________

(١) ذكره أبونصر البخارى في كتابه ص ٥١ وقال : امه وام أخيه الحسن زينب بنت عبدالله الاعرج وكان محمد بن اسماعيل أحد الشجعان ، خرج محمد بن محمد بن زيد ابن على بالكوفة ومعه محمد بن اسماعيل بن محمد بن عبدالله فوجهه إلى المدائن ونواحيها فتوجه إلى أحمد بن عمر في ألف من الخراسانية ، فليقيه ابن الارقط محمد بن اسماعيل بن محمد بساباط فهزمه وقتل أكثر رجاله ، اه وذكر نحو ذلك أبوالفرج الاصبهانى في مقاتله ص ٥٣٦ وقال واستولى محمد بن اسماعيل على البلاد ، وذكر ان الذى أرسله هو ابوالسرايا.

(٢) سيأتى عن الارشاد بعض ترجمته تحت الرقم ١٠.

(٣) يكنى أبا على ، كان شاعرا واختفى ببغداد ، وهو لام ولد ، أشخصه الرشيد من الحجاز ومات في الحبس ، كذا في حواشى المشجر الكشاف ص ١١٣. والقاسم هذا هو والد محمد القائم بالطالقان أيام المعتصم ، واعتقد به طائفة من الجارودية انه حى لم يمت ولا قتل ولا يموت حتى يملا الارض عدلا كما ملئت جورا. « الفصل لابن حزم الظاهرى ج ٤ ص ١٢٧ ».

(٤) الحسين بن زيد ، يلقب بذى الدمعة ، وذى العبرة لبكائه ، ذكر أبوالفرج في مقاتله ص ٣٨٨ عن يحيى بن الحسين بن زيد قال قالت امى لابى ما أكثر بكاءك؟ فقال : وهل ترك السهمان والنار سرورا يمنعنى من البكاء ، يعنى السهمين اللذين قتل بهما أبوه زيد وأخوه يحيى.

١٥٧

وعيسى (١) ومحمد (٢) ومن الحسين بن زيد : ..

____________________

ولد الحسين بالشام ، وامه ام ولد ، ويكنى أبا عبدالله ، مات أبوه وهو صغير فرباه الامام الصادق عليه السلام وعلمه ، عده الشيخ الطوسى في رجاله ١٦٨ من أصحاب الامام الصادق عليه السلام ، شهد الحرب مع محمد وابراهيم ابنى عبدالله المحض ، ثم توارى قال أبوالفرج : وكان مقيما في منزل جعفر بن محمد ، وكان جعفر رباه ونشأ في حجره منذ قتل أبوه ، وأخذ عنه علما كثيرا. ونحوه في المجدى للعمرى وسر السلسلة للبخارى ، عمى في آ خر عمره .. مات سنة ١٣٥ وقيل ١٤٠ وهو الصحيح. ووصفه صاحب غاية الاختصار ص ١٢١ بقوله : كان سيدا جليلا شيخ أهله وكريم قومه ، وكان من رجال بنى هاشم لسانا وبيانا وعلما وزهدا وفضلا واحاطة بالنسب وأيام الناس اه ذكر في المنتقلة والعمدة والمشجر الكشاف وغيرها.

(١) امه ام ولد نوبية ولد في المحرم سنة ١٠٩ ، ليلة عيد الميلاد في دير للنصارى حيث كان أبوزيد أشخص إلى هشام بن عبدالملك ، وكانت ام عيسى معه فضربها المخاض في الطريق فنزل ديرا للنصارى فولدت له تلك الليلة « عيسى » سماه باسم المسيح ، شهد عيسى الحرب مع محمد النفس الزكية وكان على ميمنته أو على شرطه كما في الكافى وبعده لحق بابراهيم بن عبدالله بالبصرة فشهد الحرب معه وكان على ميمنته وكان وصيه وحامل رايته.

ولما قتل ابراهيم بباخمرى انصرف عيسى إلى الكوفة فعرضت له لبوة معها اشبالها فجعلت تحمل على الناس فأخذ عيسى سيفه وترسه ثم نزل اليها فقتلها ، فقال له مولى له : أيتمت أشبالها يا سيدى ، فصحك وقال : نعم أنا ميتم الاشبال ، فكان أصحابه بعد ذلك اذا ذكروه كنوا عنه وقالوا : قال مؤتم الاشبال كذا ، وفعل مؤتم الاشبال كذا فيخفى أمره اختفى ايام المنصور والمهدى والهادى وفى أيامه مات بالكوفة سنة ١٦٩ وله ستون سنة قالوا : وكان عيسى أفضل من بقى من أهله دينا وعلما وورعا وزهدا وتقشفا وأشدهم بصيرة في أمره ومذهبه مع علم كثير ورواية للحديث وطلب له ، وكان شاعرا وقد ذكرت بعض شعره في « معجم شعراء الطالبيين ».

(٢) يكنى أبا جعفر وقيل أبوعبدالله وهو أصغر ولد أبيه ، امه ام ولد سندية وكان في غاية الفضل ونهاية النبل ، وقصته مع محمد بن هشام المروانى تشهد على غاية نبله وسمو



١٥٨

في يحيى (١) بن الحسين ، وفيه البيت وعلي (٢) بن الحسين ..

____________________

نفسه ورفعة شأنه ، وذلك حين طلب المنصور محمد بن هشام وجد في طلبه حتى اذا حج في بعض السنين أحس به في المسجد الحرام فوكل الربيع بغلق الابواب الا بابا واحدا وأن لا يخرج منه الا من عرفه ، فأحس المروانى بالشرو تحير ، فلمحه محمد بن زيد المترجم له وهو لا يعرفه فقال له أراك متحيرا فمن أنت؟ قال ولى الامان؟ فأمنه فعرفه المروانى بنفسه وقال له : من أنت؟ فقال أنا محمد بن زيد ، فأسقط في يد المروانى وقال : عندالله أحتسب نفسى اذن ، فقال له محمد بن زيد : لا بأس عليك فانك لست بقاتل زيد ولا في قتلك درك بثاره ، الان خلاصك أولى منى باسلامك. ثم احتال في خلاصه حتى أخرجه معه من الجامع وخلى سبيله ، والقصة طريفة مذكورة في عمدة الطالب ص ٢٩٩ وغيرها.

وترجمه الخطيب البغدادى وقال : ورد بغداد أيام المهدى وحدث بها. وذكر ان محمد بن عبدالله بن الحسن المثنى النفس الزكية أوصى فقال : ان حدث بى حدث فالامر إلى أخى ابراهيم بن عبدالله ، فان اصيب ابراهيم بن عبدالله فالامر إلى عيسى بن زيد بن على ومحمد بن زيد بن على قال الحسن بن محمد بن يحيى العلوى قال جدى : وكان محمد بن زيد من رجالات بنى هاشم لسانا وبيانا.

(١) عده الشيخ الطوسى في رجاله ص ٢٦٤ من أصحاب وقال : واقفى اه. وقال أبوالغنائم محمد بن على بن محمد العمرى : امه حسينية وتوفى ببغداد سنة ٢٢٠ وصلى عليه المأمون وكانت له نباهة ، وسئل الشيخ أبوالحسن من كانت امه يحيى بن الحسين فقال خديجة بنت الامام الباقر عليه‌السلام ، يكنى أبا الحسين ، وترجمه الخطيب في تاريخه ج ١٤ ص ١٨٩ وقال : سكن بغداد وحدث عن أبيه ، كما ذكر انه توفى يوم الاربعاء لاربع خلون من شهر ربيع الاخر من سنة ٣٧ أى بعد المأتين ودفن في مقابر قريش وصلى عليه عبدالله بن هارون ودخل قبره اه. وفى النفس من تاريخ الوفاة شئ وذلك ان عبدالله بن هارون المأمون مات بطرسوس سنة ٢١٨ فكيف يكون صلى ببغداد على من مات سنة ٢٢٠ أو ٢٣٧ فلاحظ.

(٢) كان ببغداد وقتل بالاهواز ذكره في المنتقلة والعمدة والمشجر الكشاف ووصفه العميدى في كتابه بالشبيه ، مع أن الذهبى في المشتبه ص ٤٠٣ نص على أن الشبيه لقب



١٥٩

والحسين (١) بن الحسين ، والقاسم بن الحسين ، ومحمد بن الحسين ، وإسحاق بن الحسين ، وعبدالله.

ومن ولد محمد بن زيد بن علي بن الحسين في رجل واحد ، وهو جعفر (٢) بن محمد ومنه في ثلاثة : محمد ، وأحمد (٣) والقاسم.

____________________

محمد بن على المترجم له ابن الحسين بن زيد بن على وأنه الشبيه الصغير ، أما الكبير فهو القاسم بن محمد بن جعفر الصادق ، وأن اللقب لهما ولاولادهما.

(١) هو المعروف بالقعدد قال أبوالفرج في المقاتل : ص ٦٩٨ حدثنى حكيم بن يحيى قال : كان الحسين بن الحسين بن زيد شيخ بنى هاشم وذاقعددهم ، وكانت الاموال تحمل اليه من الافاق ، قال : فاجتمعنا يوما عند جدك أبى الحسن محمد بن أحمد الاصبهانى وجماعة من الطالبيين ، فيهم الحسين بن الحسين بن زيد بن على ، ومحمد بن على بن حمزة العلوى العباسى ، وأبوهاشم داود بن القاسم الجعفرى ، فقال جدك للحسين : يا أبا عبدالله أنت أقعد ولد رسول الله كلهم ، وأبوهاشم أقعد ولد جعفر ، وأنتما شيخا آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجعل يدعولهما بالبقاء قال : فنفس محمد بن على بن حمزة ذلك عليهما فقال له : يا أبا الحسن وما ينفعهما من القعدد في هذا الزمان ولو طلبا عليه من أهل العصر باقة بقل ما أعطياها. « تنبيه » ورد في المقاتل المطبوعة « الحسن » والصواب « الحسين ».

(٢) يلقب بالشاعر ، امه عنادة كما في انساب مصعب ص ٧١ وقيل سهادة بنت خلف المخزومى كما في مشجر العميدى ص ٧٩ قال أبوالحسن العمرى : وكان جعفر شاعرا أديبا ولاه أخو محمد أيام أبى السرايا واسط. وقال أبوطالب المروزى : أما محمد بن زيد فعقبه الصحيح من رجل واحد وهو جعفر الرئيس الشاعر ، خرج بخراسان وقتل بمرو ، وقبره بها في سكة ساسان وذكر العميدى ان قبره وقبر أخيه محمد الملقب بالمعتز بالله في مكان واحد.

(٣) كان من أصحاب الامام الرضا عليه‌السلام مقربا عنده للغاية ولاجله كتب الكتاب المسمى بالفقه الرضوى فيما يروى صاحب رياض العلماء واليه ينتهى نسب السيد عليخان المدنى الشيرازى صاحب شرح الصحيفة وأنوار الربيع والسلافة والدرجات الرفيعة والطراز وغيرها من المؤلفات الممتعة.

ويعرف المترجم له بالسكين وهو لقبه وبه يعرف ولده قال لعمرى : من ولده بنو سكين بالبصرة لهم موضع وحشمة.

١٦٠