بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

على خير قتلى من كهول وفتية

مصاليت أنجاد إذا الخيل كرت

ربيع اليتامى والأرامل فابكها

مدارس للقرآن في كل سحرة

وأعلام دين المصطفى وولاته

وأصحاب قربان وحج وعمرة

ينادون يا جداه أية محنة

تراه علينا من أمية مرت

ضغائن بدر بعد ستين أظهرت

وكانت أجنت في الحشا وأسرت

شهدت بأن لم ترض نفس بهذه

وفيها من الإسلام مثقال ذرة

كأني ببنت المصطفى قد تعلقت

يداها بساق العرش والدمع أذرت

وفي حجرها ثوب الحسين مضرجا

وعنها جميع العالمين بحسرة

تقول أيا عدل اقض بيني وبين من

تعدى على ابني بعد قهر وقسرة

أجالوا عليه بالصوارم والقنا

وكم جال فيهم من سنان وشفرة

على غير جرم غير إنكار بيعة

لمنسلخ من دين أحمد عرة (١)

فيقضي على قوم عليه تألبوا

بسوء عذاب النار من غير فترة

ويسقون من ماء صديد إذا دنا

شوي الوجه والأمعاء منه تهددت

مودة ذي القربى رعوها كما ترى

وقول رسول الله أوصى بعترتي

فكم عجرة قد اتبعوها بعجرة

وكم غدرة قد ألحقوها بغدرة

هم أول العادين ظلما على الورى

ومن سار فيهم بالأذى والمضرة

مضوا وانقضت أيامهم وعهودهم

سوى لعنة باءوا بها مستمرة

لآل رسول الله ودي خالصا

كما لمواليهم ولائي ونصرتي

وها أنا مذ أدركت حد بلاغتي

أصلي عليهم في عشيي وبكرتي

وقول النبي المرء مع من أحبه

يقوي رجائي في إقالة عثرتي

على حبهم يا ذا الجلال توفني

وحرم على النيران شيبي وكبرتي

قال ولعلي بن الحسين الدوادي من قصيدة طويلة انتخبت منها

بنو المصطفى المختار أحمد طهروا

وأثنى عليهم محكم السورات

__________________

(١) يقال : « فلان عرة أهله » : شينهم وعارهم.

٢٨١

بنو حيدر المخصوص بالدرجات

من الله والخواض في الغمرات

فروع النبي المصطفى ووصيه

وفاطم طابت تلك من شجرات

وسائلة لم تسكب الدمع دائبا

وتقذف نارا منك في الزفرات

فقلت على وجه الحسين وقد ذرت

عليه السوافي ثائر الهبوات

فقد غرقت منه المحاسن في دم

وأهدي للفجار فوق قناة

وحلئ عن ماء الفرات وقد صفت

موارده للشاء والحمرات

على أم كلثوم تساق سبية

وزينب والسجاد ذي الثفنات

أصيبوا بأطراف الرماح فأهلكوا

وهم للورى أمن من الهلكات

بهم عن شفير النار قد نجى الورى

فجازوهم بالسيف ذي الشفرات

فيا أقبرا حطت على أنجم هوت

وفرقن في الأطراف مغتربات

وليس قبورا هن بل هي روضة

منورة مخضرة الجنبات

وما غفل الرحمن عن عصبة طغت

وما هتكت ظلما من الحرمات

أمقروعة في كل يوم صفاتكم

بأيدي رزايا فتن كل صفات (١)

فحتام ألقى جدكم وهو مطرق

غضيض وألقى الدهر غير موات

فيا رب غير ما تراه معجلا

تعاليت يا ربي عن الغفلات

قال وللصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد من قصيدة طويلة انتخبت منها هذه الأبيات :

بلغت نفسي مناها بالموالي آل طاها

برسول الله من حاز المعالي وحواها

وببنت المصطفى من أشبهت فضلا أباها

وبحب الحسن البالغ في العليا مداها

والحسين المرتضى يوم المساعي إذ حواها

ليس فيهم غير نجم قد تعالى وتناهى

__________________

(١) كذا في النسخ ، ولعل الصواب « فت » فتحرر.

٢٨٢

عترة أصبحت الدنيا جميعا في حماها

ما يحدث عصب البغي بأنواع عماها

أردت الأكبر بالسم وما كان كفاها

وانبرت تبغي حسينا وعرته وعراها

منعته شربه والطير قد أروت صداها

فأفاتت نفسه يا ليت روحي قد فداها

بنته تدعو أباها أخته تبكي أخاها

لو رأى أحمد ما كان دهاه ودهاها

ورأى زينب إذ شمر أتاها وسباها

لشكا الحال إلى الله وقد كان شكاها

وإلى الله سيأتي وهو أولى من جزاها

وللصاحب أيضا منتخبة من قصيدته :

ما لعلي العلا أشباه

لا والذي لا إله إلا هو

مبناه مبني النبي تعرفه

وابناه عند التفاخر ابناه

لو طلب النجم ذات أخمصه

أعلاه والفرقدان نعلاه

يا بأبي السيد الحسين وقد

جاهد في الدين يوم بلواه

يا بأبي أهله وقد قتلوا

من حوله والعيون ترعاه

يا قبح الله أمة خذلت

سيدها لا تريد مرضاه

يا لعن الله جيفة نجسا

يقرع من بغضه ثناياه

و للصاحب أيضا منتخبة من قصيدته :

برئت من الأرجاس رهط أمية

لما صح عندي من قبيح غذائهم

ولعنهم خير الوصيين جهرة

لكفرهم المعدود في شردائهم

وقتلهم السادات من آل هاشم

وسبيهم عن جرأة لنسائهم

وذبحهم خير الرجال أرومة

حسين العلا بالكرب في كربلائهم

٢٨٣

وتشتيتهم شمل النبي محمد

لما ورثوا من بغضه في قنائهم

وما غضبت إلا لأصنامها التي

أديلت وهم أنصارها لشقائهم

أيا رب جنبني المكاره واعف عن

ذنوبي لما أخلصته من ولائهم

أيا رب أعدائي كثير فزدهم

بغيظهم لا يظفروا بابتغائهم

أيا رب من كان النبي وأهله

وسائله لم يخش من غلوائهم

حسين توصل لي إلى الله إنني

بليت بهم فادفع عظيم بلائهم

فكم قد دعوني رافضيا لحبكم

فلم ينثني عنكم طويل عوائهم

وللصاحب أيضا من قصيدته منتخبة :

يا أصل عترة أحمد لولاك لم

يك أحمد المبعوث ذا أعقاب

ردت عليك الشمس وهي فضيلة

بهرت فلم تستر بكف نقاب

لم أحك إلا ما روته نواصب

عادتك فهي مباحة الأسلاب

عوملت يا تلو النبي وصنوه

بأوابد جاءت بكل عجاب

قد لقبوك أبا تراب بعد ما

باعوا شريعتهم بكف تراب

أتشك في لعني أمية بعد ما

كفرت على الأحرار والأطياب

قتلوا الحسين فيا لعولي بعده

ولطول حزني أو أصير لما بي

فسبوا بنات محمد فكأنما

طلبوا ذحول الفتح والأحزاب

رفقا ففي يوم القيامة غنية

والنار باطشة بصوت عقاب

وللصاحب أيضا من قصيدته الطويل :

أجروا دماء أخي النبي محمد

فلتجر غزر دموعنا ولتهمل

ولتصدر اللعنات غير مزالة

لعداه من ماض ومن مستقبل

وتجردوا لبنيه ثم بناته

بعظائم فاسمع حديث المقتل

منعوا الحسين الماء وهو مجاهد

في كربلاء فنح كنوح المعول

منعوه أعذب منهل وكذا غدا

يردون في النيران أوخم منهل

أيجز رأس ابن النبي وفي الورى

حي أمام ركابه لم يقتل

٢٨٤

وبنو السفاح تحكموا في أهل حي

على الفلاح بفرصة وتعجل

نكت الدعي بن البغي ضواحكا

هي للنبي الخير خير مقبل

تمضي بنو هند سيوف الهند في

أوداج أولاد النبي وتعتلي

ناحت ملائكة السماء لقتلهم

وبكوا فقد سقوا كئوس الذبل

فأرى البكاء على الزمان محللا

والضحك بعد الطف غير محلل

كم قلت للأحزان دومي هكذا

وتنزلي في القلب لا تترحل

ولزينب بنت فاطمة البتول من قصيدة انتخبت منها هذه :

تمسك بالكتاب ومن تلاه

فأهل البيت هم أهل الكتاب

بهم نزل الكتاب وهم تلوه

وهم كانوا الهداة إلى الصواب

إمامي وحد الرحمن طفلا

وآمن قبل تشديد الخطاب

علي كان صديق البرايا

علي كان فاروق العذاب

شفيعي في القيامة عند ربي

نبيي والوصي أبو تراب

وفاطمة البتول وسيدا من

يخلد في الجنان مع الشباب

على الطف السلام وساكنيه

وروح الله في تلك القباب

نفوسا قدست في الأرض قدما

وقد خلصت من النطف العذاب

فضاجع فتية عبدوا فناموا

هجودا في الفدافد والشعاب

علتهم في مضاجعهم كعاب

بأوراق منعمة رطاب

وصيرت القبور لهم قصورا

مناخا ذات أفنية رحاب

لئن وارتهم أطباق أرض

كما أغمدت سيفا في قراب

كأقمار إذا جاسوا رواض

وآساد إذا ركبوا غضاب

لقد كانوا البحار لمن أتاهم

من العافين والهلكى السغاب

فقد نقلوا إلى جنات عدن

وقد عيضوا النعيم من العقاب

بنات محمد أضحت سبايا

يسقن مع الأسارى والنهاب

مغبرة الذيول مكشفات

كسبي الروم دامية الكعاب

٢٨٥

لئن أبرزن كرها من حجاب

فهن من التعفف في حجاب

أيبخل في الفرات على حسين

وقد أضحى مباحا للكلاب

فلي قلب عليه ذو التهاب

ولي جفن عليه ذو انسكاب

ولدعبل الخزاعي من قصيدته الطويلة :

جاءوا من الشام المشومة أهلها

للشوم يقدم جندهم إبليس

لعنوا وقد لعنوا بقتل إمامهم

تركوه وهم مبضع مخموس

وسبوا فوا حزني بنات محمد

عبرى حواسر ما لهن لبوس

تبا لكم يا ويلكم أرضيتم

بالنار ذل هنالك المحبوس

بعتم بدنيا غيركم جهلا بكم

عز الحياة وإنه لنفيس

أخسر بها من بيعة أموية

لعنت وحظ البائعين خسيس

بؤسا لمن بايعتم وكأنني

بأمامكم وسط الجحيم حبيس

يا آل أحمد ما لقيتم بعده

من عصبة هم في القياس مجوس

كم عبرة فاضت لكم وتقطعت

يوم الطفوف على الحسين نفوس

صبرا موالينا فسوف نديلكم

يوما على آل اللعين عبوس

ما زلت متبعا لكم ولأمركم

وعليه نفسي ما حييت أسوس

ومن قصيدة لجعفر بن عفان الطائي رحمه‌الله :

ليبك على الإسلام من كان باكيا

فقد ضيعت أحكامه واستحلت

غداة حسين للرماح ذرية

وقد نهلت منه السيوف وعلت

وغودر في الصحراء لحما مبددا

عليه عناق الطير باتت وظلت

فما نصرته أمة السوء إذ دعا

لقد طاشت الأحلام منها وضلت

ألا بل محوا أنوارهم بأكفهم

فلا سلمت تلك الأكف وشلت

وناداهم جهدا بحق محمد

فإن ابنه من نفسه حيث حلت

فما حفظوا قرب الرسول ولا رعوا

وزلت بهم أقدامهم واستزلت

أذاقته حر القتل أمة جده

هفت نعلها في كربلاء وزلت

٢٨٦

فلا قدس الرحمن أمة جده

وإن هي صامتا للإله وصلت

كما فجعت بنت الرسول بنسلها

وكانوا حماة الحرب حين استقلت

ومن قصيدة طويلة انتخبت منها أبياتا :

بكى الحسين لركن الدين حين وها

وللأمور العظيمات الجليلات

هل لامرئ عاذر في حزن دمعته

بعد الحسين ومسبى الفاطميات

أم هل لمكتئب حران فقده

لذاذة العيش تكرار الفجيعات

مثل النجوم الدراري في مراتبها

إن غاب نجم بدا نجم لميقات

يا أمة السوء هاتوا ما حجاجكم

إذا برزتم لجبار السماوات

وأحمد خصمكم والله منصفه

بالحق والعدل منه لا المحابات

ألم أبين لكم ما فيه رشدكم

من الحلال ومن ترك الخبيثات

فما صنعتم أضل الله سعيكم

فيما عهدت إليكم في وصايات

أما بني فمقتول ومكبول

وهارب في رءوس المشمخرات

وقد أخفتم بناتي بين أظهركم

ما ذا أردتم شفيتم من بنياتي

ينقلن من عند جبار يعاهده

إلى جبابر أمثال السبيات

أكان هذا جزائي لا أبا لكم

في أقربائي وفي أهل الحرمات

ردوا الجحيم فحلوها بسعيكم

ثم أخلدوا في عقوبات أليمات

قال ومن مرثية زينب بنت فاطمة أخت الحسين عليه السلام حين أدخلوا دمشق :

أما شجاك يا سكن قتل الحسين والحسن

ظمآن من طول الحزن وكل وغد ناهل

يقول يا قوم أبي علي البر الوصي

وفاطم أمي التي لها التقى والنائل

منوا على ابن المصطفى بشربة يحيا بها

أطفالنا من الظماء حيث الفرات سائل

قالوا له لا ماء لا إلا السيوف والقنا

فانزل بحكم الأدعيا فقال بل أناضل

حتى أتاه مشقص رماه وغد أبرص

من سقر لا يخلص رجس دعي واغل

فهللوا بختله واعصوصبوا لقتله

وموته في نضله قد أقحم المناضل

وعفروا جبينه وخضبوا عثنونه (١)

بالدم يا معينة ما أنت عنه غافل

__________________

(١) العثنون : اللحية أو ما فضل منها بعد العارضين.

٢٨٧

وهتكوا حريمه وذبحوا فطيمه

وآثروا كلثومه وسقيت الحلائل

يسقن بالتنايف بضجة الهواتف

وأدمع ذوارف عقولها زوائل

يقلن يا محمد يا جدنا يا أحمد

قد أسرتنا الأعبد وكلنا ثواكل

تهدى سبايا كربلاء إلى الشئام والبلاء

قد انتعلن بالدماء ليس لهن ناعل

إلى يزيد الطاغية معدن كل داهية

من نحو باب الجابية بجاحد وخالل

حتى دنا بدر الدجى رأس الإمام المرتجى

بين يدي شر الورى ذاك اللعين القاتل

يظل في بنانه قضيب خيزرانه

ينكت في أسنانه قطعت الأنامل

أنامل بجاحد وحافد مراصد

مكابد معاند في صدره غوائل

طوائل بدرية غوائل كفرية

شوهاء جاهلية ذلت لها الأفاضل

فيا عيوني اسكبي على بني بنت النبي

بفيض دمع ناضب كذاك يبكي العاقل

روي أن أبا يوسف عبد السلام بن محمد القزويني ثم البغدادي قال لأبي العلاء المعري هل لك شعر في أهل بيت رسول الله فإن بعض شعراء قزوين يقول فيهم ما لا يقول شعراء تنوخ فقال له المعري وما ذا تقول شعراؤهم فقال يقولون :

رأس ابن بنت محمد ووصيه

للمسلمين على قناة يرفع

والمسلمون بمنظر وبمسمع

لا جازع منهم ولا متوجع

أيقظت أجفانا وكنت لها كرى

وأنمت عينا لم تكن بك تهجع

كحلت بمنظرك العيون عماية

وأصم نعيك كل أذن تسمع

ما روضة إلا تمنت أنها

لك مضجع ولخط قبر موضع

فقال المعري وأنا أقول :

مسح الرسول جبينه فله بريق في الخدود

أبواه من عليا قريش جده خير الجدود

ولبعض التابعين :

يا حسين بن علي يا قتيل ابن زياد

يا حسين بن علي يا صريعا في البوادي

٢٨٨

لو رأت فاطم بكت بدموع كالعهاد (١)

لو رأت فاطم ناحت نوح ورقاء بوادي

ولقامت وهي ولهاء وتبكي وتنادي

ولدي سبط نبي قد بالسمر الشداد

آه من شمر بغي كافر وابن زياد

لعن الله يزيدا وابن حرب لعن عاد

هم أعادي لرسول الله أبناء أعادي

ولهم عاجل خزي وعذاب في التناد

ومهاد في الجحيم إنها شر مهاد

ولبعض الشيعة :

متى يشفيك دمعك من همول

ويبرد ما بقلبك من غليل

قتيل ما قتيل بني زياد

ألا بأبي ونفسي من قتيل

أريق دم الحسين فلم يراعوا

وفي الأحياء أموات العقول

فدت نفسي جبينك من جبين

جرى دمه على خد أسيل

أيخلو قلب ذي ورع تقي

من الأحزان والألم الطويل

وقد شرقت رماح بني زياد

بري من دماء بني الرسول

فؤادك والسلو فإن قلبي

سيأبى أن يعود إلى ذهول

فيا طول الأسى من بعد قوم

أدير عليهم كأس الأفول

تعاورهم أسنة آل حرب

وأسياف قليلات الفلول

بتربة كربلاء لهم ديار

ينام الأهل دارسة السلول (٢)

تحيات ومغفرة وروح

على تلك المحلة والحلول

وأوصال الحسين ببطن قاع

ملاعب للدبور وللقبول

__________________

(١) العهاد جمع العهد : المطر الذي يكون بعد المطر.

(٢) كأنه تصحيف « الطلول » وهو جمع طلل : الشاخص من الدار.

٢٨٩

برئنا يا رسول الله ممن

أصابك بالأذاء وبالذحول

ولمنصور بن النمري :

يقتل ذرية النبي ويرجون

جنان الخلود للقاتل

ما الشك عندي في كفر قاتله

لكنني قد أشك في الخاذل (١)

وللصاحب رحمه‌الله :

لا يشتفي إلا بسبي بناته

وجدانها التخويف والإبعاد

إن لم أكن حربا لحرب كلها

فنفاني الآباء والأجداد

إن لم أفضل أحمدا ووصيه

لهدمت مجدا شأوه عباد

يا كربلاء تحدثي ببلايا

وبكربنا أن الحديث يعاد

أسد نماه أحمد ووصيه

أرداه كلب قد نماه زياد

فالدين يبكي والملائك تشتكي

والجو أكلف والسنون جماد (٢)

ولسليمان بن قتة :

مررت على أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها حين حلت

__________________

(١) ذكر أشعاره ابن عبد البر في الاستيعاب بذيل الإصابة ج ١ ص ٣٨٠ وابن الأثير في أسد الغابة ج ٢ ص ٢٢ وهى :

ويلك يا قاتل الحسين لقد

بؤت بحمل ينوء بالحامل

أى حباء حبوت أحمد في

حفرته من حرارة الثاكل

تعال فاطلب غدا شفاعته

وانهض فرد حوضه مع الناهل

ما الشك عندي في حال قاتله

لكننى قد أشك في الخاذل

كأنما أنت تعجبين ألا

تنزل بالقوم نقمة العاجل

لا يعجل الله ان عجلت وما

ربك عما ترين بالغافل

ما حصلت لامرئ سعادته

حقت عليه عقوبة الأجل

(٢) يقال وجه أكلف : إذا على بشرته حمرة كدرة والجماد من السنين : ما لم يصبها مطر.

٢٩٠

فلا يبعد الله الديار وأهلها

وإن أصبحت منهم بزعمي تخلت

ألا إن قتلى الطف من آل هاشم

أذلت رقاب المسلمين فذلت

وكانوا غياثا ثم أضحوا رزية

ألا عظمت تلك الرزايا وجلت

وأنشدني الإمام الأجل ركن الإسلام أبو الفضل الكرماني رحمه‌الله أنشدني الإمام الأجل الأستاذ فخر القضاة محمد بن الحسين الأرسايندي لواحد من الشعراء :

عين جودي بعبرة وعويل

واندبي إن بكيت آل الرسول

واندبي تسعة لصلب علي

قد أصيبوا وخمسة لعقيل

واندبي كلهم فليس إذا ما

ضن بالخير كلهم بالبخيل

واندبي إن ندبت عونا أخاهم

ليس فيما ينوبهم بخذول

وسمي النبي غودر فيهم

قد علوه بصارم مسلول

قال فخر القضاة وأنشدني القاضي الإمام محمد بن عبد الجبار السمعاني من قيله :

بمحمد سلوا سيوف محمد

رضخوا بها هامات آل محمد

ولغيره :

محن الزمان سحائب مترادفة

هي بالفوادح والفواجع ساجمة

وإذا الهموم تعاورتك فسلها

بمصاب أولاد البتولة فاطمة

وللصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد رحمه‌الله :

عين جودي على الشهيد القتيل

واترك الخد كالمحيل المحيل

كيف يشفي البكاء في قتل مولاي

إمام التنزيل والتأويل

ولو أن البحار صارت دموعي

ما كفتني لمسلم بن عقيل

قاتلوا الله والنبي ومولاهم

عليا إذ قاتلوا ابن الرسول

صرعوا حوله كواكب دجن (١)

قتلوا حوله ضراغم خيل

إخوة كل واحد منهم ليث

عرين وحد سيف صقيل

__________________

(١) هو سواد الليل.

٢٩١

أوسعوهم ضربا وطعنا ونحرا

وانتهابا يا ضلة من سبيل

والحسين الممنوع شربة ماء

بين حر الظبي وحر الغليل

مثكلا بابنه وقد ضمه وهو

غريق من الدماء الهمول

فجعوه من بعده برضيع

هل سمعتم بمرضع مقتول

ثم لم يشفهم سوى قتل نفس

هي نفس التكبير والتهليل

هي نفس الحسين نفس رسول الله

نفس الوصي نفس البتول

ذبحوه ذبح الأضاحي فيا قلب

تصدع على العزيز الذليل

وطئوا جسمه وقد قطعوه

ويلهم من عقاب يوم وبيل

أخذوا رأسه وقد بضعوه

إن سعي الكفار في تضليل

نصبوه على القنا فدمائي

لا دموعي تسيل كل مسيل

واستباحوا بنات فاطمة الزهراء

لما صرخن حول القتيل

حملوهن قد كشفن على الأقتاب

سبيا بالعنف والتهويل

يا لكرب بكربلاء عظيم

ولرزء على النبي ثقيل

كم بكى جبرئيل مما دهاه

في بنيه صلوا على جبرئيل

سوف تأتي الزهراء تلتمس

الحكم إذ حان محشر التعديل

وأبوها وبعلها وبنوها

حولها والخصام غير قليل

وتنادي يا رب ذبح أولادي

لما ذا وأنت خير مديل

فينادي بمالك ألهب النار

وأجج وخذ بأهل الغلول

يا بني المصطفى بكيت وأبكيت

ونفسي لم تأت بعد بسؤل

ليت روحي ذابت دموعا فأبكي

للذي نالكم من التذليل

فولائي لكم عتادي وزادي

يوم ألقاكم على سلسبيل

لي فيكم مدائح ومراثي

حفظت حفظ محكم التنزيل

قد كفاها في الشرق والغرب فخرا

أن يقولوا هي من قيل إسماعيل

ومتى كادني النواصب فيكم

حسبي الله وهو خير وكيل

٢٩٢

وللصاحب أيضا رحمه‌الله من قصيدة طويلة :

هم وكدوا أمر الدعي يزيد ملفوظ السفاح

فسطا على روح الحسين وأهله جم الجماح (١)

صرعوهم قتلوهم نحروهم نحر الأضاحي

يا دمع حي على انسجام ثم حي على انسفاح

في أهل حي على الصلاة وأهل حي على الفلاح

يحمي يزيد نساءه بين النضائد والوشاح

وبنات أحمد قد كشفن على حريم مستباح

ليت النوائح ما سكتن عن النياحة والصياح

يا سادتي لكم ودادي وهو داعية امتداحي

وبذكر فضلكم اغتباقي كل يوم واصطباحي (٢)

لزم ابن عباد ولاءكم الصريح بلا براح

أقول : وقال ابن نما رحمه‌الله رويت إلى ابن عائشة قال مر سليمان بن قتة العدوي مولى بني تيم بكربلاء بعد قتل الحسين عليه السلام بثلاث فنظر إلى مصارعهم فاتكأ على فرس له عربية وأنشأ :

مررت على أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها يوم حلت (٣)

ألم تر أن الشمس أضحت مريضة

لفقد حسين والبلاد اقشعرت

وكانوا رجاء ثم أضحوا رزية

لقد عظمت تلك الرزايا وجلت

وتسألنا قيس فنعطي فقيرها

وتقتلنا قيس إذا النعل زلت

__________________

(١) الجم : الكثير من كل شيء ، والجماح كأنه جمع جموح أو جامح : الفرس الذي يركب رأسه لا يثنيه شيء.

(٢) الاغتباق : شرب الغبوق : وهو ما يشرب بالعشى والاصطباح : شرب الصبوح : ما يشرب بالصباح.

(٣) في أسد الغابة « حين حلت » وفي الاستيعاب « حين خلت ».

٢٩٣

وعند غني قطرة من دمائنا (١)

سنطلبهم يوما بها حيث حلت

فلا يبعد الله الديار وأهلها

وإن أصبحت منهم بزعمي تخلت

وإن قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقاب المسلمين فذلت

وقد أعولت تبكي السماء لفقده

وأنجمها ناحت عليه وصلت (٢)

وقيل الأبيات لأبي الرمح الخزاعي حدث المرزباني قال دخل أبو الرمح (٣) إلى فاطمة بنت الحسين بن علي عليه السلام فأنشدها مرثية في الحسين عليه السلام :

أجالت على عيني سحائب عبرة

فلم تصح بعد الدمع حتى ارمعلت (٤)

تبكى على آل النبي محمد

وما أكثرت في الدمع لا بل أقلت

أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم

وقد نكأت أعداؤهم حين سلت (٥)

وإن قتيل الطف من آل هاشم

أذل رقابا من قريش فذلت

فقالت فاطمة يا أبا رمح هكذا تقول قال فكيف أقول جعلني الله فداك قالت قل أذل رقاب المسلمين فذلت فقال لا أنشدها بعد اليوم إلا هكذا.

أقول : ما قيل من المراثي في مصيبته صلوات الله عليه جمة لا تحصى ولا يناسب إيرادها ما نحن بصدده في هذا الكتاب وإنما أوردنا قليلا منها رجاء أن يشركني الله تعالى مع من يبكي وينوح بها في ثوابه ولذلك عدونا ما التزمناه في صدر الكتاب بذكر بعض القصص عن التواريخ والكتب التي لم تكن في درجة ما أوردته في الفهرست في الوثوق والاعتماد وتأسينا بذلك بسنة علمائنا الماضين رضوان الله عليهم فإنهم في إيراد تلك القصص الهائلة اعتمدوا على التواريخ لقلة ورود خصوصياتها في الأخبار على أن أكثرها مؤيدة بالأخبار المعتبرة التي أوردتها والله الموفق وعليه التكلان.

__________________

(١) في النسخ « غبى » وهو تصحيف ، والغنى : بطن من قيس عيلان.

(٢) في النسخ « تبكى النساء » و « انجمنا ».

(٣) في الاستيعاب : أبى الزميج.

(٤) أي تتابع قطرة.

(٥) في أسد الغابة والاستيعاب : « ولم تنك في أعدائهم حين سلت ».

٢٩٤

٤٥

باب

العلة التي من أجلها أخر الله العذاب عن قتلته صلوات الله عليه

والعلة التي من أجلها يقتل أولاد قتلته عليه السلام

وإن الله ينتقم له في زمن القائم عليه السلام

١ ـ ع ، ن : الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق عليه السلام أنه قال إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام بفعال آبائها فقال عليه السلام هو كذلك فقلت وقول الله عز وجل ( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) (١) ما معناه قال صدق الله في جميع أقواله ولكن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضي شيئا كان كمن أتاه ولو أن رجلا قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عز وجل شريك القاتل وإنما يقتلهم القائم عليه السلام إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم قال قلت له بأي شيء يبدأ القائم منكم إذا قام قال يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم لأنهم سراق بيت الله عز وجل.

٢ ـ م ، ج : بالإسناد إلى أبي محمد العسكري عن آبائه عليه السلام أن علي بن الحسين عليه السلام كان يذكر حال من مسخهم الله قردة من بني إسرائيل ويحكي قصتهم فلما بلغ آخرها قال إن الله تعالى مسخ أولئك القوم لاصطياد السمك فكيف ترى عند الله يكون حال من قتل أولاد رسول الله صلى الله عليه واله وهتك حريمه إن الله تعالى وإن لم يمسخهم في الدنيا فإن المعد لهم من عذاب الآخرة أضعاف أضعاف عذاب المسخ فقيل له يا ابن رسول الله فإنا قد سمعنا منك هذا الحديث فقال لنا بعض

__________________

(١) الأنعام : ١٦٤ ، والحديث في العيون ج ١ ص ٢٧٣ ، علل الشرائع ج ١ ص ٢١٩.

٢٩٥

النصاب فإن كان قتل الحسين باطلا فهو أعظم من صيد السمك في السبت أفما كان يغضب على قاتليه كما غضب على صيادي السمك قال علي بن الحسين قل لهؤلاء النصاب فإن كان إبليس معاصيه أعظم من معاصي من كفر بإغوائه فأهلك الله من شاء منهم كقوم نوح وفرعون ولم يهلك إبليس وهو أولى بالهلاك فما باله أهلك هؤلاء الذين قصروا عن إبليس في عمل الموبقات وأمهل إبليس مع إيثاره لكشف المخزيات ألا كان ربنا عز وجل حكيما بتدبيره وحكمه فيمن أهلك وفيمن استبقى فكذلك هؤلاء الصائدون في السبت وهؤلاء القاتلون للحسين عليه السلام يفعل في الفريقين ما يعلم أنه أولى بالصواب والحكمة ـ ( لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ ) وعباده يسألون.

وقال الباقر عليه السلام لما حدث علي بن الحسين بهذا الحديث قال له بعض من في مجلسه يا ابن رسول الله كيف يعاتب الله ويوبخ هؤلاء الأخلاف على قبائح أتى بها أسلافهم وهو يقول ( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) فقال زين العابدين عليه السلام إن القرآن نزل بلغة العرب فهو يخاطب فيه أهل اللسان بلغتهم يقول الرجل التميمي قد أغار قومه على بلد وقتلوا من فيه أغرتم على بلد كذا ويقول العربي أيضا ونحن فعلنا ببني فلان ونحن سبينا آل فلان ونحن خربنا بلد كذا لا يريد أنهم باشروا ذلك ولكن يريد هؤلاء بالعذل وأولئك بالافتخار أن قومهم فعلوا كذا وقول الله عز وجل في هذه الآية إنما هو توبيخ لأسلافهم وتوبيخ العذل على هؤلاء الموجودين لأن ذلك هو اللغة التي أنزل بها القرآن ولأن هؤلاء الأخلاف أيضا راضون بما فعل أسلافهم مصوبون ذلك لهم فجاز أن يقال لهم أنتم فعلتم أي إذ رضيتم قبيح فعلهم (١).

٣ ـ ثو : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول القائم والله يقتل ذراري قتلة الحسين بفعال آبائها.

٤ ـ مل : محمد بن جعفر الرزاز عن محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى

__________________

(١) كتاب الاحتجاج ص ١٦٠.

٢٩٦

عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى ( فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ) (١) قال أولاد قتلة الحسين عليه السلام.

مل : أبي عن سعد عن ابن هاشم وابن أبي الخطاب عن عثمان بن عيسى مثله (٢)

بيان : لعل المراد بالعدوان ما يسمى ظاهرا عدوانا وإن كان في الواقع موافقا للعدل.

٤ ـ مل : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف عن صفوان عن حكم الحناط (٣) عن ضريس عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول في قول الله عز وجل ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) (٤) قال علي والحسن والحسين عليهم السلام.

٥ ـ مل : محمد بن جعفر القرشي الرزاز عن ابن أبي الخطاب عن موسى بن سعدان الحناط عن عبد الله بن القاسم الحضرمي عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل ( وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ) (٥) قال قتل أمير المؤمنين وطعن الحسن بن علي عليهما السلام ( وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً ) قتل الحسين بن علي عليه السلام ( فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما ) قال إذا جاء نصر الحسين بن علي( بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ ) قوما يبعثهم الله قبل قيام القائم ـ لا يدعون وترا لآل محمد إلا أحرقوه وكان وعد الله مفعولا.

__________________

(١) البقرة : ١٩٣.

(٢) كامل الزيارات ص ٦٤.

(٣) يظهر من حديث في الكافي ج ٥ ص ٢٧٤ أنه كان خياطا ، قال : قلت لابى عبد الله عليه‌السلام انى اتقبل الثوب بدرهم وأسلمه بأكثر من ذلك الحديث.

(٤) الحج : ٣٩ ، راجع المصدر ص ٦٣.

(٥) أسرى : ٤ و ٥ ، راجع المصدر ص ٦٢.

٢٩٧

٦ ـ مل : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال : تلا هذه الآية ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ ) (١) قال الحسين بن علي منهم ولم ينصر بعد ثم قال والله لقد قتل قتلة الحسين ولم يطلب بدمه بعد.

٧ ـ مل : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن محمد بن سنان عن رجل قال سألت عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى ( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) (٢) قال ذلك قائم آل محمد يخرج فيقتل بدم الحسين بن علي فلو قتل أهل الأرض لم يكن سرفا وقوله تعالى ( فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) لم يكن ليصنع شيئا يكون سرفا.

ثم قال أبو عبد الله عليه السلام يقتل والله ذراري قتلة الحسين بفعال آبائها.

٨ ـ شي : عن الحسن بياع الهروي يرفعه عن أحدهما عليه السلام في قوله ( فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ) قال إلا على ذرية قتلة الحسين (٣).

٩ ـ شي : عن إبراهيم عمن رواه عن أحدهما قال : قلت ( فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ) قال لا يعتدي الله على أحد إلا على نسل ولد قتلة الحسين عليه السلام.

١٠ ـ قب : تاريخ بغداد وخراسان والإبانة والفردوس قال ابن عباس أوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه واله أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وأقتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.

الصادق عليه السلام قتل بالحسين مائة ألف وما طلب بثأره وسيطلب بثأره (٤).

علي بن الحسين قال : خرجنا مع الحسين فما نزل منزلا ولا ارتحل عنه إلا وذكر يحيى بن زكريا وقال يوما من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى

__________________

(١) غافر : ٥١ ، راجع كامل الزيارات ص ٦٣.

(٢) أسرى : ٣٣ ، راجع المصدر ص ٦٣.

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ٨٦ وهكذا ما يليه ص ٨٧.

(٤) المناقب ج ٤ ص ٨١.

٢٩٨

أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.

وفي حديث مقاتل عن زين العابدين عن أبيه أن امرأة ملك بني إسرائيل كبرت وأرادت أن تزوج بنتها منه للملك فاستشار الملك يحيى بن زكريا فنهاه عن ذلك فعرفت المرأة ذلك وزينت بنتها وبعثتها إلى الملك فذهبت ولعبت بين يديه فقال لها الملك ما حاجتك قالت رأس يحيى بن زكريا فقال الملك يا بنية حاجة غير هذا قالت ما أريد غيره وكان الملك إذا كذب فيهم عزل عن ملكه فخير بين ملكه وبين قتل يحيى فقتله ثم بعث برأسه إليها في طست من ذهب فأمرت الأرض فأخذتها وسلط الله عليهم بختنصر فجعل يرمي عليهم بالمناجيق ولا تعمل شيئا فخرجت إليه عجوز من المدينة فقالت أيها الملك إن هذه مدينة الأنبياء لا تنفتح إلا بما أدلك عليه قال لك ما سألت قالت ارمها بالخبث والعذرة ففعل فتقطعت فدخلها فقال علي بالعجوز فقال لها ما حاجتك قالت في المدينة دم يغلي فاقتل عليه حتى يسكن فقتل عليه سبعين ألفا حتى سكن يا ولدي يا علي والله لا يسكن دمي حتى يبعث الله المهدي فيقتل على دمي من المنافقين الكفرة الفسقة سبعين ألفا (١).

__________________

(١) المصدر ص ٨٥.

٢٩٩

٤٦

باب

ما عجل الله به قتلة الحسين صلوات الله عليه

من العذاب في الدنيا وما ظهر من إعجازه واستجابة دعائه

في ذلك عند الحرب وبعده

١ ـ قب : روي أن الحسين صلوات الله عليه قال لعمر بن سعد إن مما يقر لعيني أنك لا تأكل من بر العراق بعدي إلا قليلا فقال مستهزئا يا أبا عبد الله في الشعير خلف فكان كما قال لم يصل إلى الري وقتله المختار.

تاريخ النسوي وتاريخ بغداد وإبانة العكبري قال سفيان بن عيينة حدثتني جدتي أن رجلا ممن شهد قتل الحسين عليه السلام كان يحمل ورسا فصار ورسه دما ورأيت النجم كأن فيه النيران يوم قتل الحسين يعني بالنجم النبات.

محمد بن الحكم عن أمه قال : انتهب الناس ورسا (١) من عسكر الحسين عليه السلام فما استعملته امرأة إلا برصت.

أمالي أبي سهل القطان يرويه عن ابن عيينة قال : أدركت من قتلة الحسين رجلين أما أحدهما فإنه طال ذكره حتى كان يلفه وفي رواية كان يحمله على عاتقه وأما الآخر فإنه كان يستقبل الراوية فيشربها إلى آخرها ولا يروى وذلك أنه نظر إلى الحسين وقد أهوى إلى فيه بماء وهو يشرب فرماه بسهم فقال الحسين عليه السلام ـ لا أرواك الله من الماء في دنياك ولا في آخرتك.

وفي رواية أن رجلا من كلب رماه بسهم فشك شدقه فقال الحسين عليه السلام : لا أرواك الله فعطش الرجل حتى ألقى نفسه في الفرات وشرب حتى مات (٢).

بيان : الشك اللزوم واللصوق.

__________________

(١) الورس : نبت يكون باليمن يتخذ منه الغمرة للوجه.

(٢) مناقب آل أبي طالب ج ٤ ص ٥٥ و ٥٦.

٣٠٠