بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

مل : محمد بن جعفر الرزاز عن ابن أبي الخطاب مثله (١).

٣ ـ ما : المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن محمد بن عبيد عن ابن أسباط عن ابن عميرة عن محمد بن حمران قال قال أبو عبد الله عليه السلام لما كان من أمر الحسين بن علي ما كان ضجت الملائكة إلى الله تعالى وقالت يا رب يفعل هذا بالحسين صفيك وابن نبيك قال فأقام الله لهم ظل القائم عليه السلام وقال بهذا أنتقم له من ظالميه.

٤ ـ ع : الدقاق وابن عصام معا عن الكليني عن القاسم بن العلاء عن إسماعيل الفزاري عن محمد بن جمهور العمي عن ابن أبي نجران عمن ذكره عن الثمالي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام يا ابن رسول الله ألستم كلكم قائمين بالحق قال بلى قلت فلم سمي القائم قائما قال لما قتل جدي الحسين ضجت الملائكة إلى الله عز وجل بالبكاء والنحيب وقالوا إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك فأوحى الله عز وجل إليهم قروا ملائكتي فو عزتي وجلالي لأنتقمن منهم ولو بعد حين ثم كشف الله عز وجل عن الأئمة من ولد الحسين عليهم السلام للملائكة فسرت الملائكة بذلك فإذا أحدهم قائم يصلي فقال الله عز وجل بذلك القائم أنتقم منهم (٢).

٥ ـ مل : الحسين بن علي الزعفراني عن محمد بن عمر النصيبي عن هشام بن سعد قال أخبرني المشيخة أن الملك الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه واله وأخبره بقتل الحسين بن علي كان ملك البحار وذلك أن ملكا من ملائكة الفردوس نزل على البحر ونشر أجنحته عليها ثم صاح صيحة وقال يا أهل البحار البسوا أثواب الحزن فإن فرخ الرسول مذبوح ثم حمل من تربته في أجنحته إلى السماوات فلم يلق ملكا فيها إلا شمها وصار عنده لها أثر ولعن قتلته

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٨٣.

(٢) علل الشرائع ج ١ ص ١٥٤.

٢٢١

وأشياعهم وأتباعهم (١).

٦ ـ مل : أبي وجماعة مشايخي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما لكم لا تأتونه يعني قبر الحسين عليه السلام فإن أربعة آلاف ملك يبكون عند قبره إلى يوم القيامة (٢).

٧ ـ مل : أبي وجماعة مشايخنا عن سعد عن علي بن إسماعيل عن حماد بن عيسى عن ربعي عن فضيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما لكم لا تأتونه يعني قبر الحسين فإن أربعة آلاف ملك يبكون عنده إلى يوم القيامة.

٨ ـ مل : محمد بن جعفر الرزاز عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السراج عن يحيى بن معمر القطان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال : أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة.

٩ ـ مل : (٣) أبي وعلي بن الحسين معا عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : وكل الله بالحسين بن علي سبعين ألف ملك يصلون عليه كل يوم شعثا غبرا منذ يوم قتل إلى ما شاء الله يعني بذلك قيام القائم عليه السلام.

١٠ ـ مل : بالإسناد عن سعد عن إبراهيم بن هاشم عن ابن فضال عن ثعلبة عن مبارك العطار عن محمد بن قيس قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام عند قبر أبي عبد الله عليه السلام أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون إلى يوم القيامة.

١١ ـ مل : أبي وابن الوليد وعلي بن الحسين جميعا عن سعد عن ابن عيسى عن الأهوازي عن القاسم بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن هارون عن

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٦٧ و ٦٨.

(٢) راجع المصدر الباب ٢٧ وما بعده على الترتيب.

(٣) في النسخ هنا رمز المحاسن : سن وهو سهو ظاهر بقرينة الاسناد ، راجع كامل الزيارات ص ٨٤.

٢٢٢

أبي عبد الله عليه السلام قال : وكل الله به (١) أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة.

١٢ ـ مل : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن صفوان عن حريز عن الفضيل عن أحدهما قال : إن على قبر الحسين أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة قال محمد بن مسلم يحرسونه.

١٣ ـ مل : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام بالمدينة أين قبور الشهداء فقال أليس أفضل الشهداء عندكم والذي نفسي بيده إن حوله أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة.

مل : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف بإسناده مثله.

١٤ ـ مل : محمد بن جعفر الرزاز عن ابن أبي الخطاب عن ابن بزيع عن أبي إسماعيل السراج عن يحيى بن معمر العطار عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال : أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين إلى يوم القيامة فلا يأتيه أحد إلا استقبلوه ولا يمرض أحد إلا عادوه ولا يموت أحد إلا شهدوه.

مل : أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب بإسناده مثله.

١٥ ـ مل : أبي عن سعد عن الحسن بن علي بن المغيرة عن العباس بن عامر عن أبان عن الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله وكل بقبر الحسين أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس وإذا زالت الشمس هبط أربعة آلاف ملك وصعد أربعة آلاف ملك فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر وذكر الحديث.

١٦ ـ مل : أبي ومحمد بن عبد الله عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن أبي القاسم عن القاسم بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن هارون قال : سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام وأنا عنده فقال ما لمن زار قبر الحسين

__________________

(١) يعني قبر الحسين عليه‌السلام.

٢٢٣

فقال إن الحسين لما أصيب بكته حتى البلاد فوكل الله به أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة وذكر الحديث.

١٧ ـ مل : محمد الحميري عن أبيه عن علي بن محمد بن سالم عن محمد بن خالد (١) عن عبد الله بن حماد البصري عن عبد الله الأصم قال وحدثنا الهيثم بن واقد عن عبد الله بن حماد البصري عن عبد الملك بن مقرن (٢) عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا زرتم أبا عبد الله عليه السلام فالزموا الصمت إلا من خير وإن ملائكة الليل والنهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين بالحائر فتصافحهم فلا يجيبونها من شدة البكاء فينتظرونهم حتى تزول الشمس وحتى ينور الفجر ثم يكلمونهم ويسألونهم عن أشياء من أمر السماء فأما ما بين هذين الوقتين فإنهم لا ينطقون ولا يفترون عن البكاء والدعاء ولا يشغلونهم في هذين الوقتين عن أصحابهم فإنهم شغلهم بكم إذا نطقتم.

قلت جعلت فداك وما الذي يسألونهم عنه وأيهم يسأل صاحبه الحفظة أو أهل الحائر قال أهل الحائر يسألون الحفظة لأن أهل الحائر من الملائكة لا يبرحون والحفظة تنزل وتصعد قلت فما ترى يسألونهم عنه قال إنهم يمرون إذا عرجوا بإسماعيل صاحب الهواء فربما وافقوا النبي صلى الله عليه واله عنده وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من مضى منهم فيسألونهم عن أشياء وعمن حضر منكم الحائر ويقولون بشروهم بدعائكم فتقول الحفظة كيف نبشرهم وهم لا يسمعون كلامنا فيقولون لهم باركوا عليهم وادعوا لهم عنا فهي البشارة منا وإذا انصرفوا فحفوهم بأجنحتكم حتى يحسوا مكانكم وإنا نستودعهم الذي لا تضيع ودائعه.

__________________

(١) ما بين العلامتين ساقط من الأصل راجع المصدر ص ٨٦ و ٨٧.

(٢) قيل : الظاهران المروى عنه هو مقرن لا ولده حيث انه هو الذي يروى عنه الهيثم ابن واقد ، وهو الراوي عن الإمام عليه‌السلام وليس في كتب الرجال والحديث ، عن ابنه هذا عين ولا أثر ، فتحرر.

٢٢٤

ولو يعلموا ما في زيارته من الخير ويعلم ذلك الناس لاقتتلوا على زيارته بالسيوف ولباعوا أموالهم في إتيانه.

وإن فاطمة عليها السلام إذا نظرت إليهم ومعها ألف نبي وألف صديق وألف شهيد ومن الكروبيين ألف ألف يسعدونها على البكاء وإنها لتشهق شهقة فلا تبقى في السماوات ملك إلا بكى رحمة لصوتها وما تسكن حتى يأتيها النبي فيقول يا بنية قد أبكيت أهل السماوات وشغلتهم عن التقديس والتسبيح فكفى حتى يقدسوا فـ ( إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ ) وإنها لتنظر إلى من حضر منكم فتسأل الله لهم من كل خير ولا تزهدوا في إتيانه فإن الخير في إتيانه أكثر من أن يحصى.

١٨ ـ مل : بالإسناد المتقدم عن الأصم عن أبي عبيدة البزاز (١) عن حريز قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك ما أقل بقاءكم أهل البيت وأقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة هذا الخلق إليكم فقال إن لكل واحد منا صحيفة فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدته فإذا انقضى ما فيها مما أمر به عرف أن أجله قد حضر وأتاه النبي صلى الله عليه واله ينعى إليه نفسه وأخبره بما له عند الله.

وإن الحسين عليه السلام قرأ صحيفته التي أعطيها وفسر له ما يأتي وما يبقى وبقي منها أشياء لم تنقض فخرج إلى القتال وكانت تلك الأمور التي بقيت أن الملائكة سألت الله في نصرته فأذن لهم فمكثت تستعد للقتال وتتأهب لذلك حتى قتل فنزلت وقد انقطعت مدته وقتل صلوات الله عليه فقالت الملائكة يا رب أذنت لنا في الانحدار وأذنت لنا في نصرته فانحدرنا وقد قبضته فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم أن الزموا قبته حتى ترونه وقد خرج فانصروه وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته وإنكم خصصتم بنصرته والبكاء عليه فبكت الملائكة تقربا وجزعا على ما فاتهم من نصرته فإذا خرج عليه السلام يكونون أنصاره.

كا : علي عن أبيه عن الأصم عن أبي عبد الله البزاز عن حريز مثله (٢).

__________________

(١) الظاهر أبو عبد الله البزاز كما في الكافي.

(٢) أصول الكافي ج ١ ص ٢٨٣.

٢٢٥

١٩ ـ مل : أبي وأخي معا عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى معا عن العمركي قال حدثنا يحيى وكان في خدمة أبي جعفر الثاني عليه السلام عن علي عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته في طريق المدينة ونحن نريد مكة فقلت يا ابن رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا منكسرا فقال لو تسمع ما أسمع لشغلك عن مساءلتي فقلت وما الذي تسمع قال ابتهال الملائكة إلى الله جل وعز على قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين عليه السلام ونوح الجن وبكاء الملائكة الذين حوله وشدة جزعهم فمن يتهنأ مع هذا بطعام أو شراب أو نوم وذكر الحديث (١).

٢٠ ـ مل : أبي عن سعد عن بعض أصحابه عن أحمد بن قتيبة الهمداني عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام إني كنت بالحيرة ليلة عرفة وكنت أصلي وثم نحو من خمسين ألفا من الناس جميلة وجوههم طيبة أرواحهم وأقبلوا يصلون بالليل أجمع فلما طلع الفجر سجدت ثم رفعت رأسي فلم أر منهم أحدا فقال لي أبو عبد الله عليه السلام إنه مر بالحسين بن علي خمسون ألف ملك وهو يقتل فعرجوا إلى السماء فأوحى الله إليهم مررتم بابن حبيبي وهو يقتل فلم تنصروه فاهبطوا إلى الأرض فاسكنوا عند قبره شعثا غبرا إلى أن تقوم الساعة (٢).

٢١ ـ مل : محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن عمر بن أبان الكلبي عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله عليه السلام هبط أربعة آلاف ملك يريدون القتال مع الحسين فلم يؤذن لهم في القتال فرجعوا في الاستئمار فهبطوا وقد قتل الحسين رحمة الله عليه ولعن قاتله ومن أعان عليه ومن شرك في دمه فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة رئيسهم ملك يقال له منصور فلا يزوره زائر إلا استقبلوه ولا يودعه مودع إلا شيعوه ولا يمرض إلا عادوه ولا يموت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته فكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم عليه السلام (٣).

__________________

(١) المصدر ص ٩٢.

(٢) المصدر ص ١١٥.

(٣) المصدر ص ١٩٢.

٢٢٦

٢٢ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب جامع الترمذي وكتاب السدي وفضائل السمعاني أن أم سلمة قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه واله في المنام وعلى رأسه التراب فقلت ما لك يا رسول الله فقال شهدت قتل الحسين آنفا.

ابن فورك في فصوله وأبو يعلى في مسنده والعامري في إبانته من طرق منها عن عائشة وعن شهر بن حوشب أنه دخل الحسين بن علي على النبي وهو يوحى إليه فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه واله وهو منكب على ظهره فقال جبرئيل تحبه فقال ألا أحب ابني فقال إن أمتك ستقتله من بعدك فمد جبرئيل يده فإذا بتربة بيضاء فقال في هذه التربة يقتل ابنك هذه يا محمد اسمها الطف الخبر : وفي أخبار سالم بن الجعد : أنه كان ذلك ميكائيل وفي مسند أبي يعلى أن ذلك ملك القطر.

أحمد في المسند عن أنس والغزالي في كيمياء السعادة وابن بطة في كتابه الإبانة من خمسة عشر طريقا وابن حبيش التميمي واللفظ له قال ابن عباس بينا أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت أم سلمة وهي تقول يا بنات عبد المطلب أسعديني وابكين معي فقد قتل سيدكن فقيل ومن أين علمت ذلك قالت رأيت رسول الله الساعة في المنام شعثا مذعورا فسألته عن ذلك فقال قتل ابني الحسين وأهل بيته فدفنتهم.

قالت فنظرت فإذا بتربة الحسين الذي أتى بها جبرئيل من كربلاء وقال إذا صارت دما فقد قتل ابنك فأعطانيها النبي فقال اجعليها في زجاجة فلتكن عندك فإذا صارت دما فقد قتل الحسين عليه السلام فرأيت القارورة الآن قد صارت دما عبيطا يفور (١).

أمالي المفيد النيسابوري أن زرة النائحة رأت فاطمة عليها السلام فيما يرى النائم أنها وقفت على قبر الحسين تبكي وأمرتها أن تنشد :

أيها العينان فيضا

واستهلا لا تغيظا

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ج ٤ ص ٥٥.

٢٢٧

وابكيا بالطف ميتا

ترك الصدر رضيضا

لم أمرضه قتيلا

لا ولا كان مريضا (١)

بيان : تهللت دموعه أي سالت واستهل المطر اشتد انصبابه وغاض الماء قل.

٢٣ ـ كا : علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن شمون عن الأصم عن كرام قال : حلفت فيما بيني وبين نفسي أن لا آكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد فدخلت على أبي عبد الله قال فقلت له رجل من شيعتكم جعل الله عليه أن لا يأكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد قال فصم إذا يا كرام ولا تصم العيدين ولا ثلاثة التشريق ولا إذا كنت مسافرا ولا مريضا فإن الحسين عليه السلام لما قتل عجت السماوات والأرض ومن عليهما والملائكة فقالوا يا ربنا ائذن لنا في هلاك الخلق حتى نجدهم من جديد الأرض بما استحلوا حرمتك وقتلوا صفوتك فأوحى الله إليهم يا ملائكتي ويا سماواتي ويا أرضي اسكنوا ثم كشف حجابا من الحجب فإذا خلفه محمد واثنا عشر وصيا له عليهم السلام ثم أخذ بيد فلان القائم من بينهم فقال يا ملائكتي ويا سماواتي ويا أرضي بهذا أنتصر لهذا قالها ثلاث مرات (٢).

بيان : جددت الشيء أجده جدا قطعته وجد النخل يجده أي صرمه والجديد وجه الأرض.

٢٤ ـ أقول : روى الحسن بن سليمان من كتاب المعراج بإسناده عن الصدوق بإسناده عن بكر بن عبد الله عن سهل بن عبد الوهاب عن أبي معاوية عن الأعمش عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال : قال النبي صلى الله عليه واله ليلة أسري بي إلى السماء فبلغت السماء الخامسة نظرت إلى صورة علي بن أبي طالب فقلت حبيبي جبرئيل ما هذه الصورة فقال جبرئيل يا محمد اشتهت الملائكة أن ينظروا إلى صورة علي فقالوا ربنا إن بني آدم في دنياهم يتمتعون غدوة وعشية بالنظر إلى

__________________

(١) المصدر ص ٦٣.

(٢) أصول الكافي ج ١ ص ٥٣٤.

٢٢٨

علي بن أبي طالب حبيب حبيبك محمد صلى الله عليه واله وخليفته ووصيه وأمينه فمتعنا بصورته قدر ما تمتع أهل الدنيا به فصور لهم صورته من نور قدسه عز وجل فعلي عليه السلام بين أيديهم ليلا ونهارا يزورونه وينظرون إليه غدوة وعشية.

قال : فأخبرني الأعمش عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال فلما ضربه اللعين ابن ملجم على رأسه صارت تلك الضربة في صورته التي في السماء فالملائكة ينظرون إليه غدوة وعشية يلعنون قاتله ابن ملجم فلما قتل الحسين بن علي صلوات الله عليه هبطت الملائكة وحملته حتى أوقفته مع صورة علي في السماء الخامسة فكلما هبطت الملائكة من السماوات من علا وصعدت ملائكة السماء الدنيا فمن فوقها إلى السماء الخامسة لزيارة صورة علي عليه السلام والنظر إليه وإلى الحسين بن علي متشحطا بدمه لعنوا يزيد وابن زياد وقاتل الحسين بن علي صلوات الله عليه إلى يوم القيامة.

قال الأعمش قال لي الصادق عليه السلام هذا من مكنون العلم ومخزونه لا تخرجه إلا إلى أهله (١).

__________________

(١) كتاب المحتضر ص ١٤٦ و ١٤٧.

٢٢٩

٤٢

باب

رؤية أم سلمة وغيرها رسول الله صلى الله عليه واله في المنام

وإخباره بشهادة الكرام

١ ـ جا ، ما : المفيد عن محمد بن عمران عن أحمد بن محمد الجوهري عن الحسن بن عليل العنزي عن عبد الكريم بن محمد عن حمزة بن القاسم العلوي عن عبد العظيم بن عبد الله العلوي عن الحسن بن الحسين العربي عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : أصبحت يوما أم سلمة رضي الله عنها تبكي فقيل لها مم بكاؤك فقالت لقد قتل ابني الحسين الليلة وذلك أنني ما رأيت رسول الله منذ مضى إلا الليلة فرأيته شاحبا كئيبا فقالت قلت ما لي أراك يا رسول الله شاحبا كئيبا قال ما زالت [ زلت ] الليلة أحفر القبور ـ للحسين وأصحابه عليه وعليهم السلام.

لي : أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن وهب بن وهب عنه عليه السلام مثله (١).

بيان : شحب جسمه أي تغير.

٢ ـ ما : ابن حشيش عن أبي المفضل الشيباني عن علي بن محمد بن مخلد عن محمد بن سالم بن عبد الرحمن عن عون بن مبارك الخثعمي عن عمرو بن ثابت عن أبيه أبي المقدام عن ابن جبير عن ابن عباس قال : بينا أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه واله فخرجت يتوجه بي قائدي إلى منزلها وأقبل أهل المدينة إليها الرجال والنساء.

فلما انتهيت إليها قلت يا أم المؤمنين ما لك تصرخين وتغوثين فلم تجبني وأقبلت على النسوة الهاشميات وقالت يا بنات عبد المطلب أسعديني وابكين معي

__________________

(١) أمالي الصدوق المجلس ٢٩ تحت الرقم ١.

٢٣٠

فقد قتل والله سيدكن وسيد شباب أهل الجنة قد والله قتل سبط رسول الله وريحانته الحسين فقلت يا أم المؤمنين ومن أين علمت ذلك قالت رأيت رسول الله في المنام الساعة شعثا مذعورا فسألته عن شأنه ذلك فقال قتل ابني الحسين عليه السلام وأهل بيته اليوم فدفنتهم والساعة فرغت من دفنهم.

قالت فقمت حتى دخلت البيت وأنا لا أكاد أن أعقل فنظرت فإذا بتربة الحسين التي أتى بها جبرئيل من كربلاء فقال إذا صارت هذه التربة دما فقد قتل ابنك وأعطانيها النبي فقال اجعل [ اجعلي ] هذه التربة في زجاجة أو قال في قارورة ولتكن عندك فإذا صارت دما عبيطا فقد قتل الحسين فرأيت القارورة الآن وقد صارت دما عبيطا تفور.

قال فأخذت أم سلمة من ذلك الدم فلطخت به وجهها وجعلت ذلك اليوم مأتما ومناحة على الحسين عليه السلام فجاءت الركبان بخبره وأنه قتل في ذلك اليوم.

قال عمرو بن ثابت إني دخلت على أبي جعفر محمد بن علي منزله فسألته عن هذا الحديث وذكرت له رواية سعيد بن جبير هذا الحديث عن عبد الله بن عباس فقال أبو جعفر عليه السلام حدثنيه عمر بن أبي سلمة عن أمه أم سلمة.

قال ابن عباس في رواية سعيد بن جبير عنه قال : فلما كانت الليلة القابلة رأيت رسول الله صلى الله عليه واله في منامي أغبر أشعث فذكرت له ذلك وسألته عن شأنه فقال لي ألم تعلم أني فرغت من مدفن الحسين وأصحابه.

قال عمرو بن أبي المقدام فحدثني سدير عن أبي جعفر عليه السلام أن جبرئيل جاء إلى النبي صلى الله عليه واله بالتربة التي يقتل عليها الحسين عليه السلام قال أبو جعفر عليه السلام فهي عندنا.

٣ ـ في بعض كتب المناقب روي عن الحسن بن أحمد الهمداني عن هبة الله بن محمد الشيباني عن الحسن بن علي التميمي عن أحمد بن جعفر القطيفي عن إبراهيم بن عبد الله عن سليمان بن حرب عن حماد عن عمار أن ابن عباس رأى النبي صلى الله عليه واله في منامه يوما بنصف النهار وهو أشعث أغبر في يده قارورة فيها دم

٢٣١

فقال يا رسول الله ما هذا الدم قال دم الحسين لم أزل ألتقطه منذ اليوم فأحصي ذلك اليوم فوجد أنه قتل في ذلك اليوم (١).

وروي عن أبي الحسن العاصمي عن إسماعيل بن أحمد عن والده عن علي بن أحمد بن عبدان عن أحمد بن عبيد عن تمتام عن أبي سعيد عن أبي خالد الأحمر عن زر بن حبيش عن سلمى قالت دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت لها ما يبكيك قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه واله في المنام وعلى رأسه ولحيته أثر التراب فقلت ما لك يا رسول الله مغبرا قال شهدت قتل الحسين آنفا (٢).

وجاء في المراسيل أن سلمى المدنية قالت دفع رسول الله صلى الله عليه واله إلى أم سلمة قارورة فيها رمل من الطف وقال لها إذا تحول هذا دما عبيطا فعند ذلك يقتل الحسين قالت سلمى فارتفعت واعية من حجرة أم سلمة فكنت أول من أتاها فقلت ما دهاك يا أم المؤمنين قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه واله في المنام والتراب على رأسه فقلت ما لك فقال وثب الناس على ابني فقتلوه وقد شهدته قتيلا الساعة فاقشعر جلدي فوثبت إلى القارورة فوجدتها تفور دما قالت سلمى فرأيتها موضوعة بين يديها.

٤ ـ يف : من كتاب الجمع بين الصحاح الستة قال : إن النبي رئي في المنام وهو يبكي فقيل له ما لك يا رسول الله قال قتل الحسين عليه السلام آنفا.

__________________

(١) أخرجه في مشكاة المصابيح ص ٥٧٢ قال : رواها البيهقي في دلائل النبوة وأحمد.

ورواه ابن حجر في الإصابة ج ١ ص ٣٣٤ ، وابن عبد البر في الاستيعاب بذيله ص ٣٨٠ وهكذا ابن الأثير في أسد الغابة ج ٢ ص ٢٢.

(٢) رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب كما في مشكاة المصابيح ص ٥٧٠ وسلمى هي زوجة أبى رافع مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقد روى هذا الخبر والذي قبله في أسد الغابة لابن الأثير ج ٢ ص ٢٢.

٢٣٢

٤٣

باب

نوح الجن عليه صلوات الله عليه

١ ـ أقول : وجدت في بعض كتب المناقب المعتبرة أنه روي عن سيد الحفاظ أبي منصور الديلمي عن الرئيس أبي الفتح الهمداني عن أحمد بن الحسين الحنفي عن عبد الله بن جعفر الطبري عن عبد الله بن محمد التميمي عن محمد بن الحسن العطار عن عبد الله بن محمد الأنصاري عن عمارة بن زيد عن بكر بن حارثة عن محمد بن إسحاق عن عيسى بن عمر عن عبد الله بن عمر الخزاعي عن هند بنت الجون قالت نزل رسول الله صلى الله عليه واله بخيمة خالتها أم معبد ومعه أصحاب له فكان من أمره في الشاة ما قد عرفه الناس فقال في الخيمة هو وأصحابه حتى أبرد وكان يوم قائظ شديد حره.

فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما ثم مضمض فاه ومجه على عوسجة كانت إلى جنب خيمة خالتها ثلاث مرات واستنشق ثلاثا وغسل وجهه وذراعيه ثم مسح برأسه ورجليه وقال لهذه العوسجة شأن ثم فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك ثم قام فصلى ركعتين فعجبت وفتيات الحي من ذلك وما كان عهدنا ولا رأينا مصليا قبله.

فلما كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة (١) حتى صارت كأعظم دوحة عادية وأبهى وخضد الله شوكها وساخت عروقها وكثرت أفنانها واخضر ساقها وورقها ثم أثمرت بعد ذلك وأينعت بثمر كأعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق ورائحة العنبر وطعم الشهد والله ما أكل منها جائع إلا شبع ولا ظمآن إلا روي ولا سقيم إلا برأ ولا ذو حاجة وفاقة إلا استغنى ولا أكل من ورقها

__________________

(١) العوسج : من شجر الشوك له جناة حمراء ويكون غالبا في السباخ ، الواحدة عوسجة.

٢٣٣

بعير ولا ناقة ولا شاة إلا سمنت ودر لبنها ورأينا النماء والبركة في أموالنا منذ يوم نزل وأخصبت بلادنا وأمرعت (١) فكنا نسمي تلك الشجرة المباركة وكان ينتابنا من حولنا من أهل البوادي يستظلون بها ويتزودون من ورقها في الأسفار ويحملون معهم في الأرض القفار فيقوم لهم مقام الطعام والشراب.

فلم تزل كذلك وعلى ذلك أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمارها واصفر ورقها فأحزننا ذلك وفرقنا له فما كان إلا قليل حتى جاء نعي رسول الله فإذا هو قد قبض ذلك اليوم فكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك في العظم والطعم والرائحة فأقامت على ذلك ثلاثين سنة فلما كانت ذات يوم أصبحنا وإذا بها قد تشوكت من أولها إلى آخرها فذهبت نضارة عيدانها وتساقط جميع ثمرها فما كان إلا يسيرا حتى وافى مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فما أثمرت بعد ذلك لا قليلا ولا كثيرا وانقطع ثمرها ولم نزل ومن حولنا نأخذ من ورقها ونداوي مرضانا بها ونستشفي به من أسقامنا.

فأقامت على ذلك برهة طويلة ثم أصبحنا ذات يوم فإذا بها قد انبعثت من ساقها دما عبيطا جاريا وورقها ذابلة تقطر دما كماء اللحم فقلنا أن قد حدث عظيمة فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية فلما أظلم الليل علينا سمعنا بكاء وعويلا من تحتها وجلبة شديدة ورجة وسمعنا صوت باكية تقول :

أيا ابن النبي ويا ابن الوصي

ويا من بقية ساداتنا الأكرمينا

ثم كثرت الرنات والأصوات فلم نفهم كثيرا مما كانوا يقولون فأتانا بعد ذلك قتل الحسين عليه السلام ويبست الشجرة وجفت فكسرتها الرياح والأمطار بعد ذلك فذهبت واندرس أثرها.

قال عبد الله بن محمد الأنصاري فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينة الرسول فحدثته بهذا الحديث فلم ينكره و ـ قال حدثني أبي عن جدي عن أمه سعيدة بنت مالك الخزاعية أنها أدركت تلك الشجرة فأكلت من ثمرها على عهد علي بن

__________________

(١) يقال : أمرعت الأرض : شبع غنمها وأكلأت في الشجر والبقر.

٢٣٤

أبي طالب عليه السلام وأنها سمعت تلك الليلة نوح الجن فحفظت من جنية منهن :

يا ابن الشهيد ويا شهيدا عمه

خير العمومة جعفر الطيار

عجبا لمصقول أصابك حده

في الوجه منك وقد علاه غبار

قال دعبل فقلت في قصيدتي :

زر خير قبر بالعراق يزار

واعص الحمار فمن نهاك حمار

لم لا أزورك يا حسين لك الفدا

قومي ومن عطفت عليه نزار

ولك المودة في قلوب ذوي النهى

وعلى عدوك مقتة ودمار

يا ابن الشهيد ويا شهيدا عمه

خير العمومة جعفر الطيار (١)

بيان : خضدت الشجر قطعت شوكها.

٢ ـ وقال ابن نما رحمه الله في مثير الأحزان ناحت عليه الجن وكان نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه واله منهم المسور بن مخرمة يستمعون النوح ويبكون وذكر صاحب الذخيرة عن عكرمة أنه سمع ليلة قتله بالمدينة مناد يسمعونه ولا يرون شخصه :

أيها القاتلون جهلا حسينا

أبشروا بالعذاب والتنكيل

كل أهل السماء يدعو عليكم

من نبي وملأك وقبيل

قد لعنتم على لسان ابن داود

وموسى وصاحب الإنجيل (٢)

وروي أن هاتفا سمع بالبصرة ينشد ليلا :

إن الرماح الواردات صدورها

نحو الحسين تقاتل التنزيلا

ويهللون بأن قتلت وإنما

قتلوا بك التكبير والتهليلا

فكأنما قتلوا أباك محمدا

صلى عليه الله أو جبريلا

وذكر ابن الجوزي في كتاب النور في فضائل الأيام والشهور نوح الجن عليه فقالت :

__________________

(١) ترى حديث دعبل في مقتل الخوارزمي ج ٢ ص ١٠٠.

(٢) تراها في تاريخ ابن عساكر ج ٤ ص ٣٤١.

٢٣٥

لقد جئن نساء الجن يبكين شجيات

ويلطمن خدودا كالدنانير نقيات

ويلبسن الثياب السود بعد القصبيات

٣ ـ قب : قال دعبل حدثني أبي عن جدي عن أمه سعدى بنت مالك الخزاعية أنها سمعت نوح الجن على الحسين عليه السلام :

يا ابن الشهيد ويا شهيدا عمه

خير العمومة جعفر الطيار

عجبا لمصقول أصابك حده

في الوجه منك وقد علاك غبار

إبانة ابن بطة أنه سمع من نوحهم :

أيا عين جودي ولا تجمدي

وجودي على الهالك السيد

فبالطف أمسى صريعا فقد

رزئنا الغداة بأمر بدي

ومن نوحهم :

نساء الجن يبكين من الحزن شجيات

وأسعدن بنوح للنساء الهاشميات

ويندبن حسينا عظمت تلك الرزيات

ويلطمن خدودا كالدنانير نقيات

ويلبسن ثياب السود بعد القصبيات

ومن نوحهم :

احمرت الأرض من قتل الحسين كما

اخضر عند سقوط الجونة العلق

يا ويل قاتله يا ويل قاتله

فإنه في سعير النار يحترق

و من نوحهم :

أبكى ابن فاطمة الذي من قتله شاب الشعر

ولقتله زلزلتم ولقتله خسف القمر

وسمع نوح جن قصدوه لموازرته :

والله ما جئتكم حتى بصرت به

بالطف منعفر الخدين منحورا

قال الطبري وسمع نوح الملائكة في أول منزل نزلوا قاصدين إلى الشام ـ

أيها القاتلون جهلا حسينا

أبشروا بالعذاب والتنكيل

كل أهل السماء يدعو عليكم

من نبي ومرسل وقتيل

٢٣٦

قد لعنتم على لسان ابن داود

وموسى وصاحب الإنجيل (١)

بيان : بأمر بدي أي بأمر بديع غريب وقال الجوهري الجونة عين الشمس وإنما سميت جونة عند مغيبها لأنها تسود حين تغيب والعلق القطعة من الدم أي كما يخضر الأفق عند سقوط الشفق ولعل الأظهر كما احمر.

٤ ـ مل : أبي عن سعد عن محمد بن الحسين عن نصر بن مزاحم عن عبد الرحمن بن أبي حماد عن أبي ليلى الواسطي عن عبد الله بن حسان الكناني قال : بكت الجن على الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام فقالت :

ما ذا تقولون إذ قال النبي لكم

ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

بأهل بيتي وإخواني ومكرمتي

من بين أسرى وقتلى ضرجوا بدم(٢)

٥ ـ مل : حكيم بن داود بن حكيم عن سلمة عن علي بن الحسين عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : بينا الحسين عليه السلام يسير في جوف الليل وهو متوجه إلى العراق وإذا رجل يرتجز ويقول ـ وحدثني أبي عن سعد عن ابن عيسى عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السلام مثل ألفاظ سلمة قال : وهو يقول :

يا ناقتي لا تذعري من زجري

وشمري قبل طلوع الفجر

بخير ركبان وخير سفر

حتى تحلي بكريم البحر

بماجد الجد رحيب الصدر

أثابه الله لخير أمر (٣)

ثمت أبقاه بقاء الدهر

فقال الحسين بن علي عليه السلام :

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ج ٤ ص ٦٢ و ٦٣. وزاد ابن الجوزى في التذكرة ص ١٥٣ عن هشام بن محمد الكلبى : فكانوا يرون أنه بعض الملائكة ، وقد أكثر الناس فيها.

(٢) كامل الزيارات ص ٩٥.

(٣) في الأصل وكذا المصدر ص ٩٦ : أبانه الله ، والصحيح ما في الصلب ويحتمل « أنابه الله ».

٢٣٧

سأمضي وما بالموت عار على الفتى

إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما

وواسى الرجال الصالحين بنفسه

وفارق مثبورا وخالف مجرما

فإن عشت لم أندم وإن مت لم ألم

كفى بك موتا أن تذل وتغرما

٦ ـ مل : أبي وجماعة مشايخي عن سعد عن محمد بن يحيى المعاذي عن عباد بن يعقوب عن عمرو بن ثابت عن عمرو بن عكرمة قال : أصبحنا ليلة قتل الحسين بالمدينة فإذا مولى لنا يقول سمعنا البارحة مناديا ينادي ويقول :

أيها القاتلون جهلا حسينا

أبشروا بالعذاب والتنكيل

كل أهل السماء يدعو عليكم

من نبي ومرسل وقتيل

قد لعنتم على لسان بن داود

وذي الروح حامل الإنجيل (١)

٧ ـ مل : حكيم بن داود بن حكيم عن سلمة عن عبد الله بن محمد بن سنان عن عبد الله بن القاسم بن الحارث عن داود الرقي قال حدثتني جدتي أن الجن لما قتل الحسين عليه السلام بكت عليه بهذه الأبيات :

يا عين جودي بالعبر وابكي فقد حق الخبر

ابكي ابن فاطمة الذي ورد الفرات فما صدر

الجن تبكي شجوها لما أتى منه الخبر

قتل الحسين ورهطه تعسا لذلك من خبر

فلأبكينك حرقة عند العشاء وبالسحر

ولأبكينك ما جرى عرق وما حمل الشجر

٨ ـ لي : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن نصر بن مزاحم عن عمر بن سعد عن عمرو بن ثابت عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه واله قالت ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي إلا الليلة ولا أراني إلا وقد أصبت بابني قال وجاءت الجنية منهم تقول :

ألا يا عين فانهملي بجهدي

فمن يبكي على الشهداء بعدي

__________________

(١) كامل الزيارات ص ٩٧ وهكذا ما بعده.

٢٣٨

على رهط تقودهم المنايا

إلى متجبر في ملك عبد (١)

مل : محمد بن جعفر القرشي عن ابن أبي الخطاب مثله.

قب : المناقب لابن شهرآشوب أمالي النيسابوري والطوسي مثله (٢)

وروي في المناقب القديم عن شهردار الديلمي عن محمود بن إسماعيل عن أحمد بن فازشاه قال وأخبرني أبو علي مناولة عن أبي نعيم الحافظ قالا أخبرنا الطبراني عن القاسم بن عباد الخطابي عن سويد بن سعيد عن عمرو بن ثابت مثله وفيه ألا يا عين فاحتفلي بجهد (٣)

٩ ـ جا ، ما : المفيد عن عمر بن محمد عن علي بن العباس عن عبد الكريم بن محمد عن سليمان بن مقيل الحارثي عن المحفوظ بن المنذر قال حدثني شيخ من بني تميم كان يسكن الرابية قال سمعت أبي يقول ما شعرنا بقتل الحسين حتى كان مساء ليلة عاشوراء فإني لجالس بالرابية ومعي رجل من الحي فسمعنا هاتفا يقول :

والله ما جئتكم حتى بصرت به

بالطف منعفر الخدين منحورا

وحوله فتية تدمى نحورهم

مثل المصابيح يطفون الدجى نورا

وقد حثثت قلوصي كي أصادفهم

من قبل أن تتلاقى الحرد الحورا (٤)

فعاقني قدر والله بالغه

وكان أمرا قضاه الله مقدورا

كان الحسين سراجا يستضاء به

الله يعلم أني لم أقل زورا

__________________

(١) أمالي الصدوق المجلس ٢٩ الرقم ٢.

(٢) كامل الزيات ص ٩٣ ، مناقب آل أبي طالب ج ٤ ص ٦٢.

(٣) ترى الحديث مسندا ومرسلا في تاريخ ابن عساكر ج ٤ ص ٣٤١. والخصائص للسيوطي ج ٢ ص ١٢٧ مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٩٩ ، تذكرة الخواص ص ١٥٢ وفيه « الى متجبر في ثوب عبد ».

(٤) في تذكرة الخواص ص ١٥٤ عن المدائنى : « من قبل ما ينكحون الخرد الحورا ».

٢٣٩

صلى الإله على جسم تضمنه

قبر الحسين حليف الخير مقبورا

مجاورا لرسول الله في غرف

وللوصي وللطيار مسرورا

فقلنا له من أنت يرحمك الله قال أنا وآلي من جن نصيبين أردنا مؤازرة الحسين عليه السلام ومواساته بأنفسنا فانصرفنا من الحج فأصبناه قتيلا.

بيان : حرد جمع حارد من قولهم أسد حارد أي غضبان أو من حرد الرجل حرودا إذا تحول عن قومه وفيما سيأتي من رواية ابن قولويه من قبل ما أن يلاقوا الخرد الحورا وهو أظهر قال الفيروزآبادي الخريد وبهاء والخرود البكر لم تمسس أو الخفرة الطويلة السكوت الخافضة الصوت المتسترة والجمع خرائد وخرد خرد.

١٠ ـ مل : أبي عن سعد بن يزيد عن إبراهيم بن عقبة عن أحمد بن عمرو بن مسلم عن الميثمي قال : خمسة من أهل الكوفة أرادوا نصر الحسين بن علي عليه السلام فعرسوا (١) بقرية يقال لها شاهي إذ أقبل عليهم رجلان شيخ وشاب وسلما عليهم قال فقال الشيخ أنا رجل من الجن وهذا ابن أخي أراد نصر هذا الرجل المظلوم قال فقال لهم الشيخ الجني قد رأيت رأيا قال فقال الفتية الإنسيون وما هذا الرأي الذي رأيت قال رأيت أن أطير فآتيكم بخبر القوم فتذهبون على بصيرة فقالوا له نعم ما رأيت قال فغاب يوم [ يوما ] وليلته فلما كان من الغد إذا هم بصوت يسمعونه ولا يرون الشخص وهو يقول :

والله ما جئتكم حتى بصرت به إلى آخر ما مر من الأبيات سوى بيتين مصدرين بقوله فعاقني وبقوله فصلى فأجابه بعض الفتية من الإنسيين يقول :

اذهب فلا زال قبر أنت ساكنه

إلى القيامة يسقى الغيث ممطورا

وقد سلكت سبيلا كنت سالكه

وقد شربت بكأس كان مغزورا

__________________

(١) في المصدر ص ٩٢ : « فمروا » والتعريس نزول القوم في السفر من آخر الليل يقعون فيه وقعة للاستراحة ثم يرتحلون وشاهى موضع قرب القادسية.

٢٤٠