بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الكوفي ، عن إبراهيم بن موسى الانصاري ، عن مصعب ، عن جابر ، عن محمد بن علي عليهما‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : ن سره أن يحيى حياتي ، ويموت مماتي ويدخل جنتي : جنة عدن غرسها ربي بيده ، فليتول عليا ويعرف فضله والاوصياء من بعده ، ويتبرأ من عدوي ، أعطاهم الله فهمي ، وعلمي ، هم عترتي من لحمي ودمي ، أشكوا إليك ربي عدوهم من امتي المنكرين لفضلهم ، القاطعين فيهم صلتي والله ليقتلن ابني ثم لاتنالهم شفاعتي (١).

١٤ ـ مل : الحسن بن عبدالله بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن علي ابن شجرة ، عن عبدالله بن محمد الصنعاني ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان رسول الله (ص) إذا دخل الحسين عليه‌السلام اجتذبه إليه ثم يقول لامير المؤمنين عليه‌السلام : أمسكه ، ثم يقع عليه فيقبله ويبكي ، فيقول : يا أبه لم تبكي؟ فيقول : يا بني أقبل موضع السيوف منك وأبكي قال : يا أبه واقتل؟ قال : إي والله وأبوك و أخوك وأنت قال : يا أبه فمصارعنا شتى؟ قال : نعم ، يابني قال : فمن يزورنا من امتك؟ قال : لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت إلا الصديقون من امتي (٢).

١٥ ـ مل : محمد بن جعفر الرزاز ، عن خاله ابن أبي الخطاب ، عن علي ابن النعمان ، عن عبدالرحمان بن سيابه ، عن أبي داود البصري ، عن أبي عبدالله الجدلي قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه‌السلام والحسين إلى جنبه فضرب بيده على كتف الحسين ثم قال : إن هذا يقتل ولا ينصره أحد ، قال : قلت يا أمير المؤمنين! والله إن تلك لحياة سوء قال : إن ذلك لكائن (٣).

مل : أبي ، عن سعد والحميري ومحمد العطار جميعا ، عن ابن أبي الخطاب مثله.

____________________

(١) كامل الزيارات ب ٢٢ الرقم ٧.

(٢) المصدر ص ٧٠.

(٣) المصدر ص ٧١ وفيه عن ابى داود السبيعى.

٢٦١

١٦ـ مل : محمد بن جعفر ، عن خاله ابن أبي الخطاب ، عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن سعيد ، عن يزيد بن إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، عن علي عليه‌السلام قال : ليقتل الحسين قتلا وإني لاعرف تربة الارض التي يقتل عليها قريبا من النهرين.

مل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب مثله.

١٧ ـ مل : محمد بن جعفر ، عن خاله ابن أبي الخطاب ، وحدثني أبي وجماعة عن سعد ومحمد العطار معا عن ابن أبي الخطاب ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن سعيد ، عن علي بن حماد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال علي للحسين : يا أبا عبدالله اسوة أنت قدما؟ فقال : جعلت فداك ما حالي؟ قال : علمت ما جهلوا وسينتفع عالم بما علم ، يا بني اسمع وأبصر من قبل أن يأتيك فو الذي نفسي بيده ليسفكن بنو امية دمك ثم لا يريدونك عن دينك ، ولا ينسونك. ذكر ربك ، فقال الحسين عليه‌السلام : والذي نفسي بيده حسبي ، وأقررت بما أنزل الله واصدق نبي الله ولا اكذب قول أبي.

بيان : الاسوة ويضم القدوة ، وما يأتسي به الحزين أي ثبت قديما أنك اسوة الخلق يقتدون بك ، أو يأتسي بذكر مصيبتك كل حزين.

قوله عليه‌السلام : « لا يريدونك » أي لا يريدون صرفك عن دينك والاصوب لا يردونك (١).

١٨ ـ شا : روى إسماعيل بن صبيح ، عن يحيى بن المسافر العابدي ، عن إسماعيل بن زياد [ قال ] إن عليا عليه‌السلام قال للبراء بن عازب ذات يوم : يا براء يقتل ابني الحسين وأنت حي لا تنصره ، فلما قتل الحسين عليه‌السلام كان البراء بن عازب يقول : صدق والله علي بن أبي طالب ، قتل الحسين ولم أنصره ، ثم يظهر على ذلك الحسرة والندم (٢).

____________________

(١) بل الصحيح : « لا يزيلونك » كما في المصدر ص ٧٢ ، و « يريدونك » تصحيف منه ظاهر.

(٢) الارشاد : ص ١٥٦.

٢٦٢

١٩ ـ كشف ، شا ، روى عبدالله بن شريك العامري قال : كنت أسمع أصحاب علي إذا دخل عمر بن سعد من باب المسجد يقولون هذا قاتل الحسين ، وذلك قبل أن يقتل بزمان طويل (١).

٢٠ ـ كشف ، شا : روى سالم بن أبي حفصة قال : قال عمر بن سعد للحسين عليه‌السلام : يا أبا عبدالله إن قبلنا ناسا سفهاء يزعمون أني أقتلك فقال له الحسين : إنهم ليسوا سفهاء ولكنهم حلماء أما إنه يقر عيني أن لا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا (٢).

٢١ ـ قب : ابن عباس : سألت هند عائشة أن تسأل النبي تعبير رؤيا فقال : قولي لها : فلتقصص رؤياها فقالت : رأيت كأن الشمس قد طلعت من فوقي ، والقمر قد خرج من مخرجي ، وكأن كوكبا خرج من القمر أسود فشد على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعها فاسود الافق لابتلاعها ثم رأيت كواكب بدت من السماء وكواكب مسودة في الارض إلا أن المسودة أحاطت بافق الارض من كل مكان.

فاكتحلت عين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بدموعه ثم قال : هي هند اخرجي يا عدوة الله مرتين فقد جددت علي أحزاني ونعيت إلي أحبابي فلما خرجت قال : اللهم العنها والعن نسلها.

فسئل عن تفسيرها فقال عليه‌السلام : أما الشمس التي طلعت عليها فعلي بن أبي طالب عليه‌السلام والكوكب الذي خرج كالقمر أسود فهو معاوية مفتون فاسق جاحد لله ، وتلك الظلمة التي زعمت ، ورأت كوكبا يخرج من القمر أسود فشد على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعها فاسودت فذلك ابني الحسين عليه‌السلام يقتله ابن معاوية فتسود الشمس ويظلم الافق ، وأما الكواكب السود في الارض أحاطت بالارض من كل مكان فتلك بنو امية (٣).

____________________

(١) كشف الغمة : ج ٢ ص ١٧٨ ، ارشاد المفيد : ص ٢٣٥.

(٢) ارشاد المفيد : ص ٢٣٥ ، كشف الغمة : ج ٢ ص ١٧٨.

(٣) مناقب آل أبى طالب : ج ٤ ص ٧٢.

٢٦٣

٢٢ ـ فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان الحسن مع امه تحمله فأخذه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : لعن الله قاتلك ، ولعن الله سالبك وأهلك الله المتوازين عليك ، وحكم الله بيني وبين من أعان عليك.

قالت فاطمة الزهراء : يا أبت أي شئ تقول؟ قال : يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الاذى والظلم والغدر والبغي ، وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء ، ويتهادون إلى القتل ، وكأني أنظر إلى معسكرهم ، وإلى موضع رحالهم وتربتهم.

قالت : يا أبه وأين هذا الموضع الذي تصف؟ قال : موضع يقال له كربلا وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الامة (١) يخرج عليهم شرار امتي لو أن أحدهم شفع له من في السماوات والارضين ما شفعوا فيه ، وهم المخلدون في النار.

قالت : يا أبه فيقتل؟ قال : نعم يا بنتاه ، وما قتل قتلته أحد كان قبله ويبكيه السماوات والارضون ، والملائكة ، والوحش ، والنباتات ، والبحار ، والجبال ولو يؤذن لها ما بقي على الارض متنفس ، ويأتيه قوم من محبينا ليس في الارض أعلم بالله ولا أقوم بحقنا منهم ، وليس على ظهر الارض أحد يلتفت إليه غيرهم اولئك مصابيح في ظلمات الجور ، وهم الشفعاء ، وهم واردون حوضي غدا أعرفهم إذا وردوا علي بسيماهم ، وكل أهل دين يطلبون أئمتهم ، وهم يطلبوننا لا يطلبون غيرنا ، وهم قوام الارض ، وبهم ينزل الغيث.

فقالت فاطمة الزهراء عليها‌السلام : يا أبه إنا لله ، وبكت فقال لها : يا بنتاه! إن أفضل أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا ، بذلوا أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا ، فما عند الله خير من الدنيا وما فيها قتلة أهون من ميتة ، ومن كتب عليه القتل ، خرج إلى مضجعه ، ومن لم يقتل فسوف يموت.

يا فاطمة بنت محمد أما تحبين أن تأمرين غدا بأمر فتطاعين في هذا الخلق عند

____________________

(١) الائمة خ ل.

٢٦٤

الحساب؟ أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش؟ أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة؟ أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه؟ أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار : يأمر النار فتطيعه ، يخرج منها من يشاء ويترك من يشاء.

أما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك وإلى ما تأمرين به ، وينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله فما ترين الله صانع بقاتل ولدك وقاتليك وقاتل بعلك إذا أفلجت حجته على الخلائق ، وامرت النار أن تطيعه؟

أما ترضين أن يكون الملائكة تبكي لابنك ، وتأسف عليه كل شئ؟ أما ترضين أن يكن من أتاه زائرا في ضمان الله ويكون من أتاه بمنزلة من حج إلى بيت الله واعتمر ، ولم يخل من الرحمة طرفة عين ، وإذا مات مات شهيدا وإن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي ، ولم يزل في حفظ الله وأمنه حتى يفارق الدنيا. قالت : يا أبه سلمت ، ورضيت وتوكلت على الله ، فمسح على قلبها ومسح عينيها ، وقال : إني وبعلك وأنت وابنيك في مكان تقر عيناك ، ويفرح قلبك (١).

مل : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد عن عبدالله بن حماد البصري ، عن عبدالله بن عبدالرحمان الاصم ، عن مسمع ابن عبدالملك ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله إلى قوله : بهم ينزل الغيث ثم قال : وذكر هذا الحديث بطوله (٢).

بيان : قوله : « يتهادون إلى القتل » إما من الهدية كأنه يهدي بعضهم بعضا إلى القتل ، أو من قولهم : تهادت المرأة : تمايلت في مشيتها ، أو من قولهم هداه أي تقدمه أي يتسابقون ، وعلى التقديرات كناية عن فرحهم وسرورهم بذلك ، والذود الطرد والدفع.

____________________

(١) تفسير فرات : ص ٥٥ و ٥٦.

(٢) كامل الزيارات ص ٦٩.

٢٦٥

أقول : قد مر بعض الاخبار في باب الولادة.

٢٣ ـ وروي في بعض الكتب المعتبرة عن لوط بن يحيى ، عن عبدالله بن قيس قال : كنت مع من غزى مع أمير المؤمنين عليه‌السلام في صفين وقد أخذ أبوأيوب الاعور السلمي (١) الماء وحرزه عن الناس فشكى المسلمون العطش فأرسل فوارس على كشفه فانحرفوا خائبين ، فضاق صدره ، فقال له ولده الحسين عليه‌السلام أمضي إليه يا أبتاه؟ فقال : امض يا ولدي ، فمضى مع فوارس فهزم أبا أيوب عن الماء ، وبنى خيمته وحط فوارسه ، وأتى إلى أبيه وأخبره.

فبكى علي عليه‌السلام فقيل له : ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ وهذا أول فتح ببركة الحسين عليه‌السلام فقال : ذكرت أنه سيقتل عطشانا بطف كربلا ، حتى ينفر فرسه ويحمحم ويقول : « الظليمة لامة قتلت ابن بنت نبيها ».

٢٤ ـ وروى ابن نما ره في مثير الاحزان ، عن ابن عباس قال : لما اشتد برسول الله (ص) مرضه الذي مات فيه ، ضم الحسين عليه‌السلام إلى صدره يسيل من عرقه عليه وهو يجود بنفسه ، ويقول : ما لي وليزيد لا بارك الله فيه اللهم العن يزيد ثم غشي عليه طويلا وأفاق وجعل يقبل الحسين وعيناه تذرفان ، ويقول : أما إن لي ولقاتلك مقاما بين يدي الله عزوجل.

٢٥ ـ في الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام :

حسين إذا كنت في بلدة

غريبا فعاشر بآدابها

فلا تفخرن فيهم بالنهى

فكل قبيل بألبابها

____________________

(١) هو عمرو بن سفيان بن عبد شمس ينتهى نسبه إلى ثعلبة بن بهثة بن سليم ، وهو مشهور بكنيته وهى « أبوالاعور » ولم نرفى أصحاب التراجم من كناه بأبى أيوب ، كان مع معاوية وكان من أشد من عنده على على عليه‌السلام وكان عليه‌السلام يذكره في القنوت في صلاة الغداة ويدعو عليه ، وهو الذى كان لى المشارع يوم صفين حين منعوا الماء عن عسكر على عليه‌السلام ، والمشهور أن الذى طردهم عن المشرعة ، الاشتر في اثنى عشر ألفا من أهل العراق.

٢٦٦

ولو عمل ابن أبي طالب

بهذا الامور كأسبابها

ولكنه اعتام أمر الا له

فأحرق فيهم بأنيابها

عذيرك من ثقة بالذي

ينيلك دنياك من طابها

فلا تمرحن لاوزارها

ولا تضجرن لاوصابها

قس الغد بالامس كى تستريح

فلا تبتغي سعي رغابها

كأني بنفسي وأعقابها

وبالكربلاء ومحرابها

فتخضب منا اللحى بالدما

ءخضاب العروس بأثوابها

أراها ولم يك رأي العيان

واوتيت مفتاح أبوابها

مصائب تأباك من أن ترد

فأعدد لها قبل منتابها

سقى الله قائمنا صاحب

القيامة والناس في دأبها

هو المدرك الثأر لي يا حسين

بل لك فاصبر لاتعابها

لكل دم ألف ألف وما

يقصر في قتل أحزابها

هناك لا ينفع الظالمين

قول بعذر وإعتابها

حسين فلا تضجرن للفراق

فديناك أضحت لتخرابها

سل الدور تخبر وأفصح بها

بأن لا بقاء لاربابها

أنا الدين لا شك للمؤمنين

بآيات وحي وإيجابها

لناسمة الفخر في حكمها

فصلت علينا باعرابها

فصل على جدك المصطفى

وسلم عليه لطلابها

بيان : « ولو عمل » « لو » للتمني ، وقال الجوهري : العيمة بالكسر خيار المال واعتام الرجل إذا أخذ العيمة ، وقال : حرقت الشئ حرقا بردته وحككت بعضه ببعض ، ومنه قولهم حرق نابه يحرقه ويحرقه أي سحقه حتى سمع له صريف.

وقال : « عذيرك من فلان » أي هلم من يعذرك منه ، بل يلومه ولا يلومك.

وقال الرضي : معنى من فلان : من أجل الاساءة إليه وإيذائه أي أنت ذو عذر

٢٦٧

فيما تعامله به من المكروه ، وإضافة الدنيا إلى المخاطب للاشعار بأن لا علاقة بينه عليه‌السلام وبين الدنيا.

وقال الجوهري : الطاب الطيب ، وقال : المرح شدة الفرح ، وقال : الوصب المرض.

وقوله « سعي » إما مفعول به لقوله « لا تبتغي » أو مفعول مطلق من غير اللفظ والمحراب محل الحرب ، والعروس نعت يستوي فيه الرجل والمرأة ، والمنتاب مصدر ميمي من قولهم انتاب فلان القوم أي أتاهم مرة بعد اخرى.

ووصف القائم عليه‌السلام بصاحب القيامة لاتصال زمانه بها أو لرجعة بعض الاموات في زمانه ، والدأب مصدر دأب في عمله أي جد وتعب أو العادة والشأن ، والاتعاب بالفتح جمع التعب والاعتاب الارضاء ، والتخراب بالفتح مبالغة في الخراب وتخبر على بناء الفاعل أو المفعول ، وأفصح بها للتعجب ، والحمل في أنا الدين للمبالغة ، وإشارة إلى قوله تعالى : « اليوم أكملت لكم دينكم » (١) وإلى أن الاسلام لا يتم إلا بولايته لقوله تعالى « إن الدين عند الله الاسلام » (٢).

وقوله عليه‌السلام : للمؤمنين متعلق بالنسبة بين أنا والدين أو خبر « لا » وبآيات متعلق بالنسبة أو بالمؤمنين قوله « وإيجابها » أي إيجاب الآيات طاعتي وولايتي على الناس والمصراع بعده إشارة إلى ما نزل في شأن أهل البيت عليهم‌السلام عموما وإسناد الصلاة إلى الآيات مجاز ، والاعراب الاظهار والبيان.

وقال شارح الديوان : المصراع الذي بعده إشارة إلى قراءة نافع وابن عامر ويعقوب « آل ياسين » بالاضافة وإلى ما روي أن « يس » اسم محمد (ص) أو إلى قوله تعالى : « وسلام على عباده الذين اصطفى » ولطف « إعرابها » على التوجيه الاول غير خفي انتهى.

أقول : لا وجه للتخصيص غير التعصب ، بل ربع القرآن نازل فيهم عليهم‌السلام كما عرفت وستعرفه.

____________________

(١) المائدة : ٧.

(٢) آل عمران : ١٨.

٢٦٨

٣٢

* ( باب ) *

* « ( أن مصيبته صلوات الله عليه كان أعظم المصائب ، وذل الناس ) » *

* « ( بقتله ، ورد قول من قال انه عليه‌السلام لم يقتل ) » *

* « ( ولكن شبه لهم ) » *

١ ـ ع : محمد بن علي بن بشار القزويني ، عن المظفر بن أحمد ، عن الاسدي عن سهل ، عن سليمان بن عبدالله ، عن عبدالله بن الفضل قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : يا ابن رسول الله كيف صار يوم عاشورا يوم مصيبة وغم وجزع وبكاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله (ص)؟ واليوم الذي ماتت فيه فاطمة عليها‌السلام؟ واليوم الذي قتل فيه أمير المؤمنين عليه‌السلام؟ واليوم الذي قتل فيه الحسن عليه‌السلام بالسم؟.

فقال : إن يوم قتل الحسين عليه‌السلام أعظم مصيبة من جميع سائر الايام ، وذلك أن أصحاب الكساء الذين كانوا أكرم الخلق على الله كانوا خمسة فلما مضى عنهم النبي ، بقي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام فكان فيهم للناس عزاء وسلوة ، فلما مضت فاطمة عليها‌السلام كان في أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم‌السلام للناس عزاء وسلوة ، فلما مضى منهم أمير المؤمنين كان للناس في الحسن والحسين عليهما‌السلام عزاء وسلوة فلما مضى الحسن عليه‌السلام كان للناس في الحسين عزاء وسلوة.

فلما قتل الحسين صلى الله عليه لم يكن بقي من أصحاب الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة ، فكان ذهباه كذهاب جميعهم ، كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه أعظم الايام مصيبة.

قال عبدالله بن الفضل الهاشمي : فقلت له : يا ابن رسول الله فلم لم يكن للناس في علي بن الحسين عليهما‌السلام عزاء وسلوة ، مثل ما كان لهم في آبائه عليهم‌السلام؟ فقال : بلى

٢٦٩

إن علي بن الحسين كان سيد العابدين ، وإماما وحجة على الخلق بعد آبائه الماضين ، ولكنه لم يلق رسول الله (ص) ، ولم يسمع منه ، وكان علمه وراثة عن أبيه عن جده عن النبي (ص) ، وكان أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام قد شاهدهم الناس مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أحوال تتوالى ، فكانوا متى نظروا إلى أحد منهم تذكروا حاله من رسول الله (ص) وقول رسول الله (ص) له وفيه ، فلما مضوا فقد الناس مشاهدة الاكرمين على الله عز وجل ، ولم يكن في أحد منهم فقد جميعهم إلا في فقد الحسين عليه‌السلام لانه مضى في آخرهم ، فلذلك صار يومه أعظم الايام مصيبة.

قال عبدالله بن الفضل الهاشمي : فقلت له : يا ابن رسول الله فكيف سمت العامة يوم عاشورا يوم بركة؟ فبكى عليه‌السلام ثم قال : لما قتل الحسين عليه‌السلام تقرب الناس بالشام إلى يزيد ، فوضعوا له الاخبار وأخذوا عليها الجوائز من الاموال ، فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم ، وأنه يوم بركة ، ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن ، إلى الفرح والسرور والتبرك والاستعداد فيه ، حكم الله بيننا وبينهم.

قال : ثم قال عليه‌السلام : يا ابن عم وإن ذلك لاقل ضررا على الاسلام وأهله مما وضعه قوم انتحلوا مودتنا وزعموا أنهم يدينون بموالاتنا ويقولون بامامتنا : زعموا أن الحسين عليه‌السلام لم يقتل وأنه شبه للناس أمره كعيسى بن مريم فلا لائمة إذا على بني امية ولا عتب على زعمهم ، يا ابن عم من زعم أن الحسين لم يقتل فقد كذب رسول الله وعليا وكذب من بعده من الائمة عليهم‌السلام في إخبارهم بقتله ، ومن كذبهم فهو كافر بالله العظيم ، ودمه مباح لكل من سمع ذلك منه.

قال عبد الله بن الفضل : فقلت له : يا ابن رسول الله فما تقول في قوم من شيعتك يقولون به؟ فقال عليه‌السلام : ما هؤلاء من شيعتي ، وأنا برئ منهم ، قال : فقلت : فقول الله عزوجل : « ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا

٢٧٠

قردة خاسئين » (١) قال : إن اولئك مسخوا ثلاثة أيام ثم ماتوا ولم يتناسلوا ، وإن القردة اليوم مثل اولئك وكذلك الخنزير وسائر المسوخ ، ما وجد منها اليوم من شئ فهو مثله لا يحل أن يؤكل لحمه.

ثم قال عليه‌السلام : لعن الله الغلاة والمفوضة فانهم صغروا عصيان الله ، وكفروا به وأشركوا وضلوا وأضلوا فرارا من إقامة الفرائض وأداء الحقوق (٢).

٢ ـ ل : الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، عن جده ، عن داود ، عن عيسى ابن عبدالرحمن بن صالح ، عن أبي مالك الجهني ، عن عمر بن بشر الهمداني قال : قلت لابي إسحاق : متى ذل الناس؟ قال : حين قتل الحسين بن علي عليهما‌السلام وادعي زياد ، وقتل حجر بن عدي.

٣ ـ ج : الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب قال : ورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه‌السلام علي ، على يد محمد بن عثمان العمري بخطه عليه‌السلام : أما قول من زعم أن الحسين لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال (٣).

٤ ـ ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الانصاري ، عن الهروي قال : قلت للرضا عليه‌السلام : إن في سواد الكوفة قوما يزعمون أن النبي لم يقع عليه سهو في صلاته ، فقال : كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو قال : قلت : يا ابن رسول الله وفيهم قوم يزعمون أن الحسين بن علي لم يقتل وأنه القي شبهه على حنظة بن أسعد الشامي وأنه رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم عليه‌السلام ، ويحتجون بهذه الآية « ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا » (٤).

فقال : كذبوا عليهم غضب الله ولعنته ، وكفروا بتكذيبهم لنبي الله في إخباره بأن الحسين بن علي عليهما‌السلام سيقتل والله لقد قتل الحسين وقتل من كان خيرا من

____________________

(١) البقرة : ٦٢.

(٢) علل الشرائع : ج ١ ص ١٢٥ ١٢٧ باب ١٦٢.

(٣) الاحتجاج : ص ٢٤٣.

(٤) النساء : ص ١٤١

٢٧١

الحسين أمير المؤمنين والحسن بن علي ، وما منا إلا مقتول ، وأنا والله لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني ، أعرف ذلك بعهد معهود إلي من رسول الله ، أخبره به جبرئيل عن رب العالمين.

وأما قول الله عزوجل : « ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا » فانه يقول : ولن يجعل الله لكافر على مؤن حجة ، ولقد أخبر الله عزوجل من كفار قتلوا النبيين بغير الحق ، ومع قتلهم إياهم لم يجعل الله لهم على أنبيائه سبيلا من طريق الحجة (١).

أقول : قد مضى كلام من الصدوق رحمه‌الله في باب علامات الامام في ذلك لا نعيده.

___________________

عيون أخبار الرضا : ج ٢ ص ٢٠٣ ، باب ٤٦ الرقم ٥.

٢٧٢

٣٣

* ( باب ) *

« ( العلة التى من أجلها لم يكف الله قتلة الائمة عليهم‌السلام ) » *

* « ( ومن ظلمهم عن قتلهم وظلمهم ، وعلة ابتلائهم ) » *

* ( صلوات الله عليهم أجمعين ) *

١ ـ ك ، ج ، ع : محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال : كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري فقام إليه رجل فقال له : اريد أن أسألك عن شئ ، فقال له : سل عما بدالك فقال الرجل : أخبرني عن الحسين بن علي عليهما‌السلام أهو ولي الله؟ قال : نعم ، قال : أخبرني عن قاتله أهو عدو الله؟ قال : نعم ، قال الرجل : فهل يجوز أن يسلط الله عدوه على وليه؟.

فقال له أبوالقاسم قدس الله روحه : افهم عني ما أقول لك اعلم أن الله عزوجل لا يخاطب الناس بشهادة العيان ، ولا يشافههم بالكلام ، ولكنه عزوجل بعث إليهم رسولا ، من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم ، فلو بعث إليهم رسلا من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ، ولم يقبلوا منهم ، فلما جاؤهم وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام ، ويمشون في الاسواق قالوا لهم : أنتم مثلنا فلا نقبل منكم حتى تأتونا بشي ء نعجز أن نأتي بمثله ، فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه ، فجعل الله عزوجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها ، فمنهم من جاء بالطوفان بعد الانذار والاعذار فغرق جميع من طغى وتمرد ، ومنهم من القي في النار ، فكانت عليه بردا وسلاما ومنهم من أخرج من الحجر الصلد ناقة وأجرى في ضرعها لبنا ، ومنهم من فلق له البحر وفجر له من الحجر العيون ، وجعل له العصا اليابسة ثعبانا فتلقف ما يأفكون ومنهم من أبرأ الاكمه والابرص وأحيى الموتى بإذن الله عزوجل وأنبأهم

٢٧٣

بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ، ومنهم من انشق له القمر وكلمه البهائم مثل البعير والذئب وغير ذلك.

فلما أتوا بمثل هذه المعجزات ، وعجز الخلق من اممهم عن أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله عزوجل ، ولطفه بعباده وحكمته ، أن جعل أنبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين ، وفي اخرى مغلوبين ، وفي حال قاهرين ، وفي حال مقهورين ، ولو جعلهم عزوجل في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين ، ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لاتخذهم الناس آلهة من دون الله عزوجل ، ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن الاختبار.

ولكنه عزوجل جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ، ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين ، وفي حال العافية والظهور على الاعداء شاكرين ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين ، غير شامخين ولا متجبرين ، وليعلم العباد أن لهم عليهم‌السلام إلها هو خالقهم ومدبرهم ، فيعبدوه ويطيعوا رسله وتكون حجة الله تعالى ثابتة على من تجاوز الحد فيهم ، وادعى لهم الربوبية ، أو عاند وخالف وعصى وجحد بما أتت به الانبياء والرسل ، وليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة.

قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق : فعدت إلى الشيخ أبي القاسم بن الحسين ابن روح قدس الله روحه من الغد وأنا أقول في نفسي : أتراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه؟ فابتدأني فقال لي : يا محمد بن إبراهيم لان أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين الله تعالى ذكره برأيي ومن عند نفسي ، بل ذلك عن الاصل ، ومسموع عن الحجة صلوات الله عليه (١).

بيان : فتخطفني : أي تأخذني بسرعة ، والسحيق : البعيد.

____________________

(١) راجع الاحتجاج ص ٢٤٣. علل الشرائع ج ١ ص ٢٣٠ : باب ١٧٧ تحت الرقم ١ ، كمال الدين ج ٢ ص ١٨٤.

٢٧٤

٢ ـ ب : محمد بن الوليد ، عن ابن بكير قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل « وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم » (١) قال : فقال : هو ويعفو عن كثير قال : قلت له : ما أصاب عليا وأشباهه من أهل بيته من ذلك؟ قال : فقال : إن رسول الله (ص) كان يتوب إلى الله عزوجل كل يوم سبعين مرة من غير ذنب (٢).

٣ ـ ل : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : إن أيوب عليه‌السلام ابتلي سبع سنين من غير ذنب وإن الانبياء لا يذنبون لانهم معصومون مطهرون ، لا يذنبون ولا يزيغون ولا يرتكبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا.

وقال عليه‌السلام : إن أيوب عليه‌السلام من جميع ما ابتلي به لم تنتن له رائحة ولا قبحت له صورة ، ولا خرجت منه مدة من دم ولا قيح ، ولا استقذره أحد رآه ولا استوحش منه أحد شاهده ، ولا تدود (٣) شئ من جسده وهكذا يصنع الله عزوجل بجميع من يبتليه من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه وإنما اجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمره ، بجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره ، من التأييد والفرج ، وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أعظم الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل.

وإنما ابتلاه الله عزوجل بالبلاء العظيم الذي يهون معه على جميع الناس لئلا يدعوا له الربوبية إذا شاهد واما أراد الله أن يوصله إليه من عظائم نعمه تعالى متى شاهدوه ، ليستدلوا بذلك على أن الثواب من الله تعالى ذكره على ضربين : استحقاق واختصاص ، ولئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه ، ولا فقيرا لفقره ، ولا مريضا لمرضه ، وليعلموا أنه يسقم من يشاء ، ويشفي من يشاء ، متى شاء ، كيف شاء بأي سبب شاء ، ويجعل ذلك عبرة لمن شاء ، وشقاوة لمن شاء ، وسعادة لمن شاء ، وهو

____________________

(١) الشورى : ٣٠.

(٢) قرب الاسناد ص ١٠٣.

(٣) يقال : داد الطعام يدادا دودا وتدود واداد : صار فيه الدود فهو مدود.

٢٧٥

عزوجل في جميع ذلك عدل في قضائه ، وحكيم في أفعاله : لا يفعل بعباده إلا الاصلح لهم ولا قوة لهم إلا به.

٤ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير » أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته هو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصوصمون؟ فقال : إن رسول الله (ص) كان يتوب إلى الله عزوجل ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب ، إن الله عزوجل يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب (١).

بيان : أي كما أن الاستغفار يكون في غالب الناس لحط الذنوب وفي الانبياء لرفع الدرجات ، فكذلك المصائب.

٥ ـ ير : أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب عن ضريس قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول واناس من أصحابه حوله : وأعجب من قوم يتولوننا ويجعلوننا أئمة ، ويصفون بأن طاعتنا عليهم مفترضة كطاعة الله ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم ، فينقصون حقنا ويعيبون بذلك علينا من أعطاه الله برهان حق معرفتنا ، والتسليم لامرنا ، أترون أن الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ، ثم يخفي عنهم أخبار السماوات والارض ، ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم؟

فقال له حمران : جلعت فداك يا أبا جعفر أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب عليه‌السلام والحسن والحسين وخروجهم وقيامهم بدين الله وما اصيبوا به من قتل الطواغيت إياهم والظفر بهم ، حتى قتلوا أو غلبوا؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام : يا حمران إن الله تبارك تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه ، ثم أجراه ، فبتقدم علم من رسلو الله إليهم في ذلك قام علي والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، وبعلم صمت من صمت منا.

____________________

(١) معانى الاخبار ص ٣٨٣ و ٣٨٤.

٢٧٦

ولو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله وإظهار الطواغيت عليهم ، سألوا الله دفع ذلك عنهم ، وألحوا عليه في طلب إزالة ملك الطواغيت ، إذا لاجابهم ودفع ذلك عنهم ، ثم كان انقضاء مده الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد ، وما كان الذي أصابهم من ذلك يا حمران لذنب اقترفوه ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها ، ولكن لمنازل وكرامة من الله أراد أن يبلغوها فلا تذهبن فيهم المذاهب.

٢٧٧

٣٤

( باب )

* ( ثواب البكاء على مصيبته ، ومصائب سائر ) *

« ( الائمة عليهم‌السلام ، وفيه أدب المأتم يوم عاشورا ) »

١ ـ لى : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال : قال الرضا عليه‌السلام : من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا ، كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب (١).

٢ ـ ن : القطان والنقاش والطالقاني جميعا ، عن أحمد الهمداني ، عن ابن فضال ، عن أبيه قال : قال الرضا عليه‌السلام : من تذكر مصابنا فبكى وأبيك لم تبك إلى آخر الخبر (٢).

٣ ـ فس : أبي ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر (٣).

٤ ـ جا ، ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن سليمان بن مسلم الكندي ، عن ابن غزوان ، عن عيسى بن أبي منصور ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمه لنا عبادة وكتمام سرنا جهاد في سبيل الله.

ثم قال أبوعبدالله : يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب.

____________________

(١) أمالى الصدوق المجلس ١٧ الرقم ٤.

(٢) عيون أخبار الرضا ج ١ ص ٢٩٤.

(٣) تفسير القمى ص ٦١٦.

٢٧٨

٥ ـ مل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عن أبان الاحمر ، عن محمد بن الحسين الخزاز ، عن ابن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كنا عنده فذكرنا الحسين بن علي عليه‌السلام وعلى قاتله لعنة الله فبكى أبوعبدالله عليه‌السلام وبكينا قال : ثم رفع رأسه فقال : قال الحسين بن علي عليه‌السلام : أنا قتيل العبرة لا يذكر مؤمن إلا بكى ، وذكر الحديث (١).

٦ ـ مل : السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن مسكان ، عن ابن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال قال الحسين بن علي : أنا قتيل العبرة قتلت مكروبا ، وحقيق على [ الله ] أن لا يأتيني مكروب [ قط ] إلا رده الله أو أقلبه إلى أهله مسرورا (٢).

مل : حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن ابن خارجة مثله. بيان : قوله : « أنا قتيل العبرة » أي قتيل منسوب إلى العبرة والبكاء ، وسبب لها ، أو اقتل مع العبرة والحزن وشدة الحال ، والاول أظهر.

٧ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن عبدالحميد عن محمد بن عمرو بن عتبة ، عن الحسين الاشقر ، عن محمد بن أبي عمارة الكوفي قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما‌السلام يقول : من دمعت عينه فينا دمعة لدم سفك لنا أو حق لنا نقصناه ، أو عرض انتهك لنا ، أو لاحد من شيعتنا ، بواه الله تعالى بها في الجنة حقبا (٣).

جا : الجعابي مثله.

٨ ـ جا ، ما : المفيد ، عن أبي عمرو عثمان الدقاق ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن أحمد بن يحيى الاودي ، عن مخول بن إبراهيم ، عن الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، عن الحسين بن علي عليهما‌السلام قال : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا.

____________________

(١ و ٢) راجع كامل الزيارات ص ١٠٨ و ١٠٩.

(٣) أمالى الشيخ الطوسى : ص ١٢١.

٢٧٩

قال أحمد بن يحيى الاودي : فرأيت الحسين بن علي عليهما‌السلام في المنام فقلت : حدثني مخول بن إبراهيم ، عن الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، عنك أنك قلت : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا؟ قال : نعم ، قلت : سقط الاسناد بيني وبينك (١).

بيان : الحقب كناية عن الدوام قال الفيروز آبادي : الحقبة بالكسر من الدهر مدة لا وقت لها ، والسنة والجمع كعنب وحبوب و [ الحقب ] بالضم وبضمتين ثمانون سنة أو أكثر والدهر والسنة والسنون والجمع أحقاب وأحقب.

٩ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي محمد الانصاري ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كل الجزع والبكاء مكروه ، سوى الجزع والبكاء على الحسين عليه‌السلام.

١٠ ـ مل : أبي ، وعلي بن الحسين وابن الوليد ، جميعا ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن سعيد بن جناح ، عن أبي يحيى الحذاء ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : نظر أمير المؤمنين إلى الحسين عليهما‌السلام فقال : يا عبرة كل مؤمن ، فقال : أنا يا أبتاه؟ فقال : نعم ، يا بني (٢).

١١ ـ مل : جماعة مشايخي ، عن محمد العطار ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن ابن أبي عثمان ، عن الحسن بن علي بن عبدالله ، عن أبي عمارة المنشد قال : ما ذكر الحسين بن علي عند أبي عبدالله في يوم قط فرئي أبوعبدالله عليه‌السلام متبسما في ذلك اليوم إلى الليل ، وكان أبوعبدالله عليه‌السلام يقول : الحسين عبرة كل مؤمن.

مل : محمد بن جعفر ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي ، عن ابن أبي عمير عن علي بن المغيرة ، عن أبي عمارة مثله إلى قوله : في ذلك اليوم والليل.

١٢ ـ مل : أبي ، عن سعد ، عن الخشاب ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل ابن جابر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال الحسين عليه‌السلام : أنا قتيل العبرة.

____________________

(١) كتاب المجالس : ص ٧٢.

(٢) المصدر ب ٣٦ تحت الرقم ١ وما بعده الرقم ٢ و ٤.

٢٨٠