بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

ثم قال : وفي رواية اخرى إذا كان يوم القيامة قيل : يا أهل الجمع غضوا أبصاركم تمر فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فتمر وعليها ريطتان حمراوان.

بيان : قال الفيروز آبادي : الريطة كل ملاءة غير ذات لفقين كلها نسج واحد وقطعة واحدة أو كل ثوب لين رقيق.

٦ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة قد عجنت بماء الحيوان فينظر إليها الخلائق فيتعجبون منها ، ثم تكسى أيضا من حلل الجنة ألف حلة مكتوب على كل حلة بخط أخضر : أدخلوا بنت محمد الجنة على أحسن الصورة ، وأحسن الكرامة ، وأحسن منظر ، فتزف إلى الجنة كما تزف العروس ، ويوكل بها سبعون ألف جارية.

صح : عنه ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله.

بيان : قوله عليه‌السلام « قد عجنت » في بعض النسخ بالباء الموحدة على بناء المفعول من باب التفعيل أي جعلت عجيبة لغسلها بماء الحيوان وفي بعض النسخ بالنون كناية عن الغسل به أو كونها بحيث لايموت أبدا من يلبسها ، وقال الجزري : في الحديث يزف علي بيني وبين إبراهيم إلى الجنة إن كسرت الزاء فمعناه يسرع من زف في مشيه وأزف إذا أسرع ، وإن فتحت فهو من زففت العروس أزفها إذا أهديتها إلى زوجها.

٧ ـ ثو : ما جيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ذا كان يوم القيامة نصب لفاطمة عليها‌السلام قبة من نور وأقبل الحسين صلوات الله عليه ، رأسه في يده ، فاذا رأته شهقت شهقة لايبقى في الجمع ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن إلا بكى لها ، فيمثل الله عزوجل رجلا لها في أحسن صورة وهو يخاصم قتلته « بلا رأس » فيجمع الله قتلته والمجهزين عليه ، و من شرك في قتله ، فيقتلهم حتى أتى على آخرهم ثم ينشرون فيقتلهم أميرالمؤمنين

٢٢١

عليه‌السلام ، ثم ينشرون فيقتلهم الحسن عليه‌السلام ثم ينشرون فيقتلهم الحسين عليه‌السلام ثم ينشرون فلا يبقى من ذريتنا أحد إلا قتلهم قتلة ، فعند ذلك يكشف الله الغيظ ، و ينسي الحزن.

ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام : رحم الله شيعتنا ، شيعتنا والله هم المؤمنون ، فقدو الله شركونا في المصيبة بطول الحزن والحسرة.

بيان : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « بلا رأس » لعله حال عن الضمير في قوله قتلته.

٨ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن ابن يزيد عن محمد بن منصور ، عن رجل ، عن شريك يرفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة جاءت فاطمة صلوات الله عليها في لمة من نسائها فيقال لها : : ادخلي الجنة فتقول : لا أدخل حتى أعلم ما صنع بولدي من بعدي؟ فيقال لها : انظري في قلب القيامة فتنظر إلى الحسين صلوات الله عليه قائما وليس عليه رأس ، فتصرخ صرخة وأصرخ لصراخها وتصرخ الملائكة لصراخنا ، فيغضب الله عزوجل لنا عند ذلك فيأمر نارا يقال لها : هبهب قد اوقد عليها ألف عام حتى اسودت لايدخلها روح أبدا ولا يخرج منها غم أبدا فيقال لها : التقطي قتلة الحسين صلوات الله عليه وحملة القرآن فتلتقطهم.

فاذا صاروا في حوصلتها ، صهلت وصهلوابها ، وشهقت وشهقوا بها ، وزفرت وزفروا بها ، فينطقون بألسنة ذلقة طلقة : ياربنا أو جبت لنا النار قبل عبدة الاوثان؟ فيأتيهم الجواب عن الله عزوجل أن : من علم ليس كمن لا يعلم.

ايضاح : اللمة بضم اللام وفتح الميم المخففة الجماعة ، وقال الجوهري لمة الرجل تربه وشكله ، والهاء عوض واللمة الاصحاب [ ما ] بين الثلاثة إلى العشرة انتهى. والمراد بحملة القرآن الذين ضيعوه وحرفوه.

٩ ـ ثو : ابن البرقي (١) عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه [ عن ] محمد بن خالد يرفعه

____________________

(١) هو على بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن محمد بن خالد البرقى. راجع المستدرك ج ٣ ص ٦٦٥.

٢٢٢

إلى عنبسة الطائي ، عن أبي خير ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يمثل لفاطمة عليه‌السلام رأس الحسين عليه‌السلام متشحطا بدمه فتصيح واولداه! واثمرة فؤاداه! فتصعق الملائكة لصحية فاطمة عليها‌السلام وينادي أهل القيامة : قتل الله قاتل ولدك يافاطمة.

قال : فيقول الله عزوجل : ذلك أفعل به وبشيعته وأحبائه وأتباعه وإن فاطمة عليها‌السلام في ذلك اليوم على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين ، واضحة الخدين شهلاء العينين ، رأسها من الذهب المصفى ، [ و ] أعناقها من المسك والعنبر ، خطامها من الزبرجد الاخضر ، رحائلها در مفضض بالجوهر ، على الناقة هودج غشاؤها من نور الله ، وحشوها من رحمة الله ، خطامها فرسخ من فراسخ الدنيا يحف بهودجها سبعون ألف ملك بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والثناء على رب العالمين.

ثم ينادي مناد من بطنان العرش : يا أهل القيامة غضوا أبصاركم فهذه فاطمة بنت محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تمر على الصراط ، فتمر فاطمة عليها‌السلام وشيعتها على الصراط كالبرق الخاطف. قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ويلقي أعداءها وأعداء ذريتها في جهنم.

توضيح : « ذلك أفعل به » أي بالحسين عليه‌السلام أي أقتل قاتليه وقاتلي شيعته وأحبائه ، ويحتمل إرجاع الضمائر جميعا إلى القاتل وقال الجوهري : الشهلة في العين أن يشوب سوادها زرقة ، وعين شهلاء ، قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « رحائلها » الاصوب رحالها جمع رحل وكأنه جمع رجالة ككتابة وهي السرج.

١٠ ـ قب : السمعاني في الرسالة القوامية والزعفراني في فضائل الصحابة والاشنهي في اعتقاد أهل السنة والعكبري في الابانة وأحمد في الفضائل وابن المؤذن في الاربعين بأسانيدهم عن الشعبي ، عن أبي جحيفة وعن ابن عباس والاصبغ ، عن أبي أيوب ، وقد روي حفص بن غياث ، عن القزويني ، عطاء عن أبي هريرة كلهم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا كان يوم القيامة ووقف الخلائق بين يدي الله تعالى نادى مناد من وراء الحجاب : أيها الناس غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم ، فان فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله تحوز على الصراط. وفي حديث أبي أيوب : فتمر معها سبعون جارية

٢٢٣

من الحور العين كالبرق اللامع.

١١ ـ جا : الصدوق ، عن أبيه ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والاخرين في صعيد واحد فينادي مناد : غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله الصراط.

قال : فتغض الخلائق أبصارهم فتأتي فاطمة عليها‌السلام على نجيب من نجب الجنة يشيعها سبعون ألف ملك ، فتقف موقفا شريفا من مواقف القيامة ، ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن علي عليه‌السلام بيدها مضمخا بدمه وتقول يارب هذا قميص ولدي وقد علمت ما صنع به ، فيأتيها النداء من قبل الله عزوجل : يا فاطمة لك عندي الرضا فتقول : يارب انتصرلي من قاتله فيأمر الله تعالى عنقا من النار فتخرج من جهنم فتلتقط قتلة الحسين بن علي عليه‌السلام كما يلتقط الطير الحب ، ثم يعود العنق بهم إلى النار فيعذبون فيا بأنواع العذاب ثم تركب فاطمة عليها‌السلام نجيبها حتى تدخل الجنة ومعها الملائكة المشيعون لها وذريتها بين يديها وأولياؤهم من الناس عن يمينها وشمالها.

بيان : قال الجزري فيه يخرج عنق من النار أي طائفة منها.

١٢ ـ فر : أبوالقاسم العلوي الحسني منعنا ، عن ابن عباس : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فتكون أول من تكسى ويستقبلها من الفردوس اثنتا عشرة ألف حوراء لم يستقبلوا أحدا قبلها ولا أحدا بعدها ، على نجائب من ياقوت أحنحتها وأزمتها اللؤلؤ ، عليها رحائل من در على كل رحالة منها نمرقة من سندس ، وركائبها زبرجد ، فيجوزون بها الصراط حتى ينتهون بها إلى الفردوس فيتباشربها أهل الجنان.

وفي بطنان الفردوس قصور بيض ، وقصور صفر ، من لؤلؤ ة من غرزواحد وإن في القصور البيض لسبعين ألف دار منازل محمد وآله صلوات الله عليهم وإن في القصور الصفر لسبعين ألف دار مساكن إبراهيم وآله عليهم‌السلام فتجلس على كرسي من نور فيجلسون

٢٢٤

حولها ويبعث إليها ملك لم يبعث إلى أحد قبلها ولا يبعث إلى أحد بعدها فيقول : إن ربك يقرئك السلام ، ويقول : سليني اعطك فتقول : قد أتم علي نعمته وهنأني كرامته ، وأباحني جنته أسأله ولدي وذريتي ومن ودهم ، فيعطيها الله ذريتها وولدها ومن ودهم لها وحفظهم فيها ، فيقول : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأقربعيني.

قال جعفر : كان أبي يقول : كان ابن عباس إذا ذكر هذا الحديث تلاهذه الاية : « والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم » (١).

تبيين : قال الفيروز آبادي : النمرقة مثلثة الوسادة الصغيرة أو الميثرة أو الطنفسة فوق الرحل ، وقال الجزري : فيه ينادي مناد من بطنان العرش أي من وسطه ، وقيل من أصله ، وقيل : البطنان جمع بطن وهو الغامض من الارض يريد من دواخل العرش انتهى ، قوله « من غرز واحد » أي من محل واحد من قولهم غرزت الشئ بالابرة.

١٣ ـ فر : سليمان بن محمد معنعنا عن ابن عباس قال : سمعت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام [ يقول ] دخل رسول الله (ص) ذات يوم على فاطمة عليها‌السلام وهي حزينة فقال لها : ما حزنك يا بنية؟ قالت : يا أبه ذكرت المحشر ووقوف الناس عراة يوم القيامة قال : يا بنية إنه ليوم عظيم ولكن قد أخبرني جبرئيل عن الله عزوجل أنه قال : أول من تنشق عنه الارض يوم القيامة أنا ثم أبي إبراهيم ثم بعلك علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

ثم يبعث الله إليك جبرئيل في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك سبع قباب من نور ثم يأتيك إسرافيل بثلاث حلل من نور فيقف عند رأسك فينادينك يا فاطمة بنت محمد! قومي إلى محشرك ، فتقومين آمنة روعتك ، مستورة عورتك ، فيناولك إسرافيل الحلل فتلبسينها ويأتيك زوقائيل بنجيبة من نور ، زمامها من لؤلؤ رطب عليها محفة من ذهب ، فتركبينها ويقود زوقائيل بزمامها ، وبين يديك سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التسبيح.

____________________

(١) الطور : ٢١. راجع المصدر ص ١٦٩.

٢٢٥

فإذا جد بك السير استقبلتك سبعون ألف حوراء ، يستبشرون بالنظر إليك بيد كل واحدة منهن مجمرة من نور يسطع منها ريح العود من غير نار ، وعليهن أكاليل الجوهر المرصع بالزبرجد الاخضر ، فيسرن عن يمينك ، فاذاسرت مثل الذي سرت من قبرك إلى أن لقينك ، استقبلتك مريم بنت عمران ، في مثل من معك من الحور فتسلم عليك وتسير هي ومن معها عن يسارك.

ثم تستقبلك امك خديجة بنت خويلد أول المؤمنات بالله ورسوله ، ومعها سبعون ألف ملك بأيديهم ألويه التكبير فاذا قربت من الجمع استقبلتك حواء في سبعين ألف حوراء ومعها آسية بنت مزاحم فتسير هي ومن معها معك.

فإذا توسطت الجمع وذلك أن الله يجمع الخلائق في صعيد واحد ، فيستوي بهم الاقدام ثم ينادي مناد من تحت العرش يسمع الخلائق : غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة الصديقة بنت محمد ومن معها ، فلا ينظر إليك يومئذ إلا إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله وسلامه عليه وعلي بن أبي طالب ، ويطلب آدم حوا فيراها مع امك خديجة أمامك.

ثم ينصب لك منبر من النور فيه سبع مراقي بين المرقاة إلى المرقاة صفوف الملائكة ، بأيديهم ألويه النور ، ويصطف الحور العين عن يمين المنبر وعن يساره وأقرب النساء معك عن يسارك حواء وآسية فاذا صرت في أعلي المنبر أتاك جبرئيل عليه‌السلام فيقول لك : يا فاطمة سلي حاجتك ، فتقولين : يارب أرني الحسن والحسين فيأتيانك وأوداج الحسين تشخب دما ، وهو يقول : يارب خذ لي اليوم حقي ممن ظلمني.

فيغضب عند ذلك الجليل ، ويغضب لغضبه جهنم والملائكة أجمعون ، فتزفر جهنم عند ذلك زفرة ثم يخرج فوج من النار ويلتقط قتلة الحسين وأبناءهم وأبناء أبنائهم ويقولون : يارب إنا لم نحضر الحسين ، فيقول الله لزبانية جهنم : خذوهم بسيماهم بزرقة الاعين وسواد الوجود ، خذوا بنواصيهم فألقوهم في الدرك الاسفل من النار فانهم كانوا أشد على أولياء الحسين من آبائهم الذين حاربوا الحسين فقتلواه.

٢٢٦

ثم يقول جبرئيل عليه‌السلام : يا فاطمة سلي حاجتك فتقولين : يارب شيعتي ، فيقول الله عزوجل : قد غفرت لهم فتقولين يارب شيعة ولدي فيقول الله قد غفرت لهم فتقولين : يارب شيعة شيعتى فيقول الله : انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة ، فعند ذلك يود الخلائق أنهم كانوا فاطميين فتسيرين ومعك شيعتك ، وشيعة ولدك ، وشيعة أميرالمؤمنين آمنة روعاتهم ، مستورة عوراتهم ، قد ذهبت عنهم الشدائد ، وسهلت لهم الموارد ، يخاف الناس وهم لا يخافون ، ويظمأ الناس وهم لا يظمأون.

فاذا بلغت باب الجنة ، تلقتك اثنتا عشر ألف حوراء ، لم يلتقين أحدا قبلك ولا يتلقين أحدا كان بعدك ، بأيديهم حراب من نور ، على نجائب من نور رحائلها من الذهب الاصفر والياقوت ، أزمتها من لؤلؤ رطب ، على كل نجيب نمرقة من سندس منضود.

فاذا دخلت الجنة تباشربك أهلها ، ووضع لشيعتك موائد من جوهر على أعمدة من نور ، فيأكلون منها والناس في الحساب ، وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون وإذا استقر أولياء الله في الجنة زارك آدم ومن دونه النبيين وإن في بطنان الفردوس لؤلوء تان من عرق واحد لؤلوءة بيضاء ولؤلوءة صفراء فيهما قصور ودور في كل واحدة سبعون ألف دار فالبيضاء منازل لنا ولشيعتنا ، والصفراء منازل لابراهيم وآل إبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين.

قالت : يا أبه فما كنت احب أن أرى يومك ولا أبقى بعدك ، قال : يا ابنتي لقد أخبرني جبرئيل عن الله عزوجل أنك أول من تلحقني من أهل بيتي فالويل كله لمن ظلمك ، والفوز العظيم لمن نصرك.

قال عطاء : كان ابن عباس إذا ذكر هذا الحديث تلاهذه الاية « والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ كل امرئ بما كسب رهين » (١).

بيان : وما ألتناهم أي وما نقصناهم.

____________________

(١) الطور : ٢١. راجع المصدر ص ١٧١.

٢٢٧

٩

( باب )

* ( أولادها وذريتها وأحوالهم وفضلهم وانهم من اولاد الرسول ) *

* ( صلى‌الله‌عليه‌وآله حقيقة ) *

١ ـ وجدت في بعض كتب المناقب أخبرنا علي بن أحمد العاصمي ، عن إسماعيل ابن أحمد البيهقي ، عن أبيه أحمد بن الحسين ، عن أبي عبدالله الحافظ ، عن أبي محمد الخراساني ، عن أبي بكر بن أبي العوام ، عن أبيه ، عن حريز بن عبدالحميد عن شيبة بن نعامة ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كل بني ام ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة ، فاني أنا أبوهم وعصبتهم.

وأخبرنا أبوالحسن بن بشر ان العدل ببغداد ، عن أبي عمروبن السماك عن حنبل بن إسحاق ، عن داود بن عمرو ، عن صالح بن موسى ، عن عاصم بن بهدلة عن يحيى بن يعمر العامري قال : بعث إلي الحجاج فقال : يا يحيى أنت الذي تزعم أن ولد علي من فاطمة ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قلت له : إن أمنتني تكلمت قال : فأنت آمن ، قلت له : نعم أقرء عليك كتاب الله إن الله يقول : « ووهبنا له إسحق ويعقوب كلا هدينا إلى أن قال : ـ زكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين » (١) وعيسى كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول ، وقد نسبه الله تعالى إلى إبراهيم عليه‌السلام.

قال : ما دعاك إلى نشر هذا وذكره؟ قالت : ما استوجب الله عزوجل على أهل العلم في علمهم « لتبيننه للناس ولا تكتمونه » الاية (٢) قال : صدقت ولا تعودن

____________________

(١) الانعام : ٨٥.

(٢) آل عمران : ١٨٧.

٢٢٨

لذكر هذا ولانشره.

وجاء الحديث مرسلا أطول من هذا ، عن عامر الشعبي أنه قال : بعث إلي الحجاج ذات ليلة فخشيت فقمت فتوضأت وأوصيت ثم دخلت عليه فنظرت فإذا نطلع منشور والسيف مسلول ، فسلمت عليه فرد علي السلام فقال : لا تخف فقد أمنتك الليلة وغدا إلى الظهر وأجلسني عنده ثم أشار فاتي برجل مقيد بالكبول والاغلال فوضعوه بين يديه فقال : إن هذا الشيخ يقول : إن الحسن والحسين كانا ابني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليأتيني بحجة من القرآن وإلا لاضربن عنقه.

فقلت : يجب أن تحل قيده فانه إذا احتج فانه لا محالة يذهب وإن لم يحتج فان السيف لا يقطع هذا الحديد ، فحلوا قيوده وكبوله فنظرت فاذا هو سعيد بن جبير فحزنت بذلك وقلت : كيف يجد حجة على ذلك من القرآن فقال له الحجاج : ائتني بحجة من القرآن على ما ادعيت وإلا أضرب عنقك فقال له : انتظر فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك فقال : انتظر! فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك فقال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ثم قال : « ووهبناله إسحاق ويعقوب ـ إلى قوله ـ وكذلك نجزي المحسنين » ثم سكت وقال للحجاج : اقرء ما بعده فقرأ « وزكريا ويحيى وعيسى » فقال سعيد : كيف يلبق ههنا عيسى؟ قال : إنه كان من ذريته ، قال : إن كان عيسى من ذرية إبراهيم ولم يكن له أب بل كان ابن ابنته فنسب إليه معه بعده ، فالحسن والحسين أولى أن ينسبا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع قربهما منه فأمر له بعشرة آلاف دينار وأمر بأن يحملوها معه إلى داره وأذن له في الرجوع.

قال الشعبي : فلما أصبحت قلت في نفسي : قد وجب على أن آتى هذا الشيخ فأتعلم منه معاني القرآن لاني كنت أظن أني أعرفها فاذا أنا لا أعرفها فأتيته فإذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه يفرقها عشرا عشرا ويتصدق بها ثم قال : هذا كله ببركة الحسن والحسين عليهما‌السلام ، لئن كنا أغممنا واحدا لقد أفرحنا ألفا وأرضينا الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢٢٩

كتاب الدلائل لمحمد بن جرير الطبرى : عن إبراهيم بن أحمد الطبري عن محمد بن أحمد القاضي التنوخي ، عن إبراهيم بن عبدالسلام ، عن عثمان بن أبي شيبة ، عن جرير ، عن شيبة بن نعامة ، عن فاطمة الصغرى ، عن فاطمة الكبرى قالت : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لكل نبي عصبة ينتمون إليه وإن فاطمة عصبتي التي تنتمي [ إلى ] (١).

٢ ـ مع : الحسين بن أحمد العلوي ومحمد بن علي بن بشار معا ، عن المظفربن أحمد القزويني ، عن صالح بن أحمد ، عن الحسن بن زياد ، عن صالح بن أبي حماد عن الحسن بن موسى الوشاء البغدادي قال : كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام في مجلسه وزيد بن موسى حاضر وقد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول : نحن ونحن وأبوالحسن عليه‌السلام مقبل على قوم يحدثهم.

فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال : يازيد أغرك قول بقالي الكوفة إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ، والله ما ذلك إلا للحسن والحسين وولد بطنها خاصة.

فأما أن يكون موسى بن جعفر عليهما‌السلام يطيع الله ، ويصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه أنت ثم تجيئان يوم القيامة سواء لانت أعز على الله عزوجل منه إن علي ابن الحسين عليهما‌السلام كان يقول : لمحسننا كفلان من الاجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب.

وقال الحسن الوشاء : ثم التفت إلي وقال : يا حسن كيف تقرؤون هذه الاية : « قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح » (٢) فقلت من الناس من يقرء « إنه عمل غير صالح » ومنهم من يقرء « إنه عمل غير صالح » نفاه عن أبيه فقال عليه‌السلام : كلا لقد كان ابنه ، ولكن لما عصى الله عزوجل نفاه الله عن أبيه ، كذا من كان منا لم يطع الله فليس منا وأنت إذا أطعت الله فأنت منا أهل البيت.

____________________

(١) هكذا في النسخة المطبوعة. ويحتمل أن يكون الفظ هكذا : عصبتى إلى تنتمى وقد مرالخبر عن المناقب تحت الرقم ١ وفيه : كل بنى أم. فراجع.

(٢) هود : ٤٦.

٢٣٠

ن : السناني ، عن الاسدي ، عن صالح بن أحمد مثله.

٣ ـ مع : أبي ، عن سعد : عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن محمد بن مروان قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : هل قال رسول الله صلى عليه واله : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار؟ قال : نعم ، عنى بذلك الحسن والحسين وزينب وام كلثوم عليهم‌السلام.

٤ ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن الوشاء ، عن محمد بن القاسم بن الفضيل (١) ، عن حماد بن عثمان قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك ما معنى قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار فقال : المعتقون من النار هم ولد بطنها الحسن والحسين وزينب وام كلثوم.

٥ ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار.

مصباح الانوار : عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

٦ ـ ن : ما جيلويه وابن المتوكل والهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ياسر قال : خرج زيد بن موسى أخوأبي الحسن عليه‌السلام بالمدينة وأحرق وقتل وكان يسمى زيد النار ، فبعث إليه المأمون فأسر وحمل إلى المأمون فقال المأمون : اذهبوا به إلى أبي الحسن ، قال ياسر : فلما ادخل إليه قال له أبوالحسن : يا زيد أغرك قول سفلة أهل الكوفة : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ، ذاك للحسن والحسن خاصة إن كنت ترى أنك تعصي الله وتدخل الجنة ، وموسى بن جعفر أطاع الله ودخل الجنة فأنت إذا أكرم على الله عزوجل من موسى بن جعفر ، والله ما ينال أحد ما عندالله عزوجل إلا بطاعته ، وزعمت أنك تناله بمعصيته فبئس ما زعمت.

____________________

(١) هذا هو الصحيح ، راجع المصدر ص ١٠٩ ، رجال النجاشى ص ٢٨٠ وفى المطبوعة محمد بن القاسم بن المفضل.

٢٣١

فقال له زيد : أنا أخوك وابن أبيك ، فقال له أبوالحسن عليه‌السلام : أنت أخي ما أطعت الله عزوجل إن نوحا عليه‌السلام قال : « رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين » ( ١) فقال الله عزوجل « يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح » فأخرجه الله عزوجل من أن يكون من أهله بمعصيته.

٧ ـ قب : تاريخ بغداد وكتاب السمعاني وأربعين المؤذن ومناقب فاطمة عن ابن شاهين بأسانيدهم عن حذيفة وابن مسعود قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار قال ابن منده : خاص بالحسن والحسين ويقال : أي من ولدته بنفسها ، وهو المروي عن الرضا عليه‌السلام والاولى كل مؤمن منهم.

٨ ـ ج : عن أبي الجارود قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : يا أبا الجارود ما يقولون في الحسن والحسين؟ قلت : ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : فبأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت : بقول الله في عيسى بن مريم « ومن ذريته داود ـ إلى قوله ـ وكل من الصالحين » فجعل عيسى من ذرية إبراهيم واحتججنا عليهم بقوله تعالى « قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناء كم ونساء نا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم » (٢) قال : فأي شئ قالوا؟ قال : قلت : قالوا : قد يكون ولد البنت من الولد ولايكون من الصلب.

قال : فقال أبوجعفر عليه‌السلام : والله يا أبا الجارو لاعطينكها من كتاب الله آية تسمي لصلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لايردها إلا كافر ، قال : قلت : جعلت فداك وأين؟ قال : حيث قال الله : « حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم وأخواتكم ـ إلى قوله ـ وحلائل أبناءكم الذين من أصلابكم » (٣) فسلهم يا أبا الجارود هل يحل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نكاح حليلتهما فان قالوا : نعم فكذبوا والله ، وإن قالوا : لا ، فهما والله ابنا رسول الله لصلبه وما حرمت عليه إلا للصلب.

بيان : أقول : إطلاق الابن والولد عليهم كثير وقد مضى الاخبار المفصلة

____________________

(١) هود : ٤٥.

(٢) آل عمران : ٦١.

(٣) النساء : ٢٢.

٢٣٢

في باب احتجاج الرضا عليه‌السلام عند المأمون في الامامة وسيأتي في احتجاج موسى بن جعفر عليه‌السلام مع خلفاء زمانه ولعل وجه الاحتجاج بالاية الاخيرة هو اتفاقهم على دخول ولد البنت في هذه الاية والاصل في الاطلاق الحقيقة أوأنهم يستدلون بهذه الاية على حرمة حليلة ولد البنت ، ولا يتم إلا بكونه ولدا حقيقة للصلب ، وسيأتي تمام القول في ذلك في أبواب الخمس إنشاء الله.

٩ ـ فس : أبي ، عن ظريف بن ناصح ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال لي أبوجعفر : يا أبا الجارود ما يقولون في الحسن والحسين عليهما‌السلام؟ قلت : ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله (ص) قال : فبأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت : بقول الله عزوجل في عيسى بن مريم « ومن ذريته داود وسليمان ـ إلى قوله ـ وكذلك نجزي المحسنين » وجعل عيسى من ذرية إبراهيم ، قال : فأي شئ قالوا لكم؟ قلت : قالوا : قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب قال : فبأي شئ احتججتم عليهم؟ قال : قلت : احتججنا عليهم بقول الله تعالى « قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم » الاية قال : فأي شئ قالوا لكم؟ قلت : قالوا : قد يكون في كلام العرب ابني رجل واحد فيقول أبناءنا وإنما هما ابن واحد قال : فقال أبوجعفر عليه‌السلام : والله يا أبا الجارود لاعطينكها من كتاب الله تسمي لصلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لايردها إلا كافر قال : قلت : جعلت فداك وأين؟ قال : حيث قال الله « حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم ـ إلى أن ينتهى إلى قوله ـ وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم » فسلهم يا أبا الجارود هل حل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نكاح حليلتهما ، فإن قالوا : نعم فكذبوا والله وفجروا وإن قالوا : لا ، فهما والله ابناه لصلبه وما حرمتا عليه إلا للصلب.

كا : العدة ، عن البرقي ، عن الحسن بن ظريف ، عن عبدالصمد مثله.

١٠ ـ قب : ولدت الحسن عليه‌السلام ولها اثنتى عشرة سنة وأولادها : الحسن والحسين والمحسن سقط وفي معارف القتيبي أن محسنا فسد من زخم قنفذ العدوي. وزينب وام كلثوم.

٢٣٣

تذنيب : قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح قول أميرالمؤمنين عليه‌السلام في بعض أيام صفين حين رأى ابنه الحسن عليه‌السلام يتسرع إلى الحرب :

املكوا عني هذا الغلام لا يهدني فاني أنفس بهذين يعني ـ الحسن والحسين ـ عن الموت لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فان قلت : أيجوز أن يقال للحسن والحسين وولدهما أبناء رسول الله ، وولد رسول الله وذرية رسول الله ، ونسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قلت : نعم لان الله سماهم أبناءه في قوله تعالى « ندع أبناءنا وأبناءكم » وإنما عنى الحسن والحسين ولو أوصى لولد فلان بمال دخل فيه أولاد البنات وسمى الله تعالى عيسى ذرية إبراهيم ولم يختلف أهل اللغة في أن ولد البنات من نسل الرجل.

فان قلت : فما تصنع بقوله تعالى « ما كان محمد أبا أحد من رجالكم » (١) قلت : أسألك عن ابوته لابراهيم بن مارية فكلما تجيب به عن ذلك فهو جوابي عن الحسن والحسين عليهما‌السلام ، والجواب الشامل للجميع أنه عنى زيد بن الحارثة لان العرب كانت تقول : زيد بن محمد على عادتهم في تبني العبيد ، فأبطل الله تعالى ذلك ونهى عن سنة الجاهلية وقال : إن محمدا ليس أبا لواحد من الرجال البالغين المعروفين بينكم وذلك لا ينفي كونه أبا لاطفال لم يطلق عليهم لفظة الرجال كابراهيم وحسن وحسين عليه‌السلام.

أقول : ثم ذكر بعض الاعتراضات والاجوبة التي ليس هذا الباب موضع ذكرها.

____________________

(١) الاحزاب : ٤٠.

٢٣٤

١٠

* ( باب ) *

* « ( أوقافها وصدقاتها صلوات الله عليها ) » *

١ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن أحمد بن عمر عن أبيه ، عن أبي مريم قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن صدقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصدقة علي عليه‌السلام فقال : هي لنا حلال ، وقال : إن فاطمة عليها‌السلام جعلت صدقتها لبني هاشم وبني المطلب.

٢ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : ألا اقرئك وصية فاطمة؟ قال : قلت : بلى فأخرج حقا أو سفطا فأخرج منه كتابا فقرأ :

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أوصت بحوائطها السبعة العواف والدلال والبرقة والمبيت والحسني والصافية وما لام إبراهيم إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فان مضى علي فإلى الحسن ، فان مضى الحسن فإلى الحسين ، فان مضى الحسين ، فإلى الاكبر من ولدي شهد الله على ذلك والمقداد بن الاسود والزبير بن العوام وكتب علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عاصم بن حميد مثله ولم يذكر حقا ولا سفطا وقال : إلى الاكبر من ولدي دون ولدك.

٣ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ألا أقرئك وصية فاطمة؟ قلت : بلى قال : فأخرج إلي صحيفة :

هذا ما عهدت فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في أموالها إلى علي بن أبي طالب فان مات فإلى الحسن ، فان مات فإلى الحسين ، فان مات فإلى الاكبر من ولدي دون ولدك : الدلال والعواف والمبيت والبرقة والحسني والصافية ما لام إبراهيم.

٢٣٥

شهد الله عزوجل على ذلك والمقداد بن الاسود والزبير بن العوام.

٤ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن إبراهيم بن أبي يحيى المزني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : المبيت هو الذي كاتب عليه سلمان فأفاءه الله على رسوله فهو في صدقتها.

٥ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي الحسن الثاني عليه‌السلام قال : سألته عن الحيطان السبعة التي كانت ميراث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة عليها‌السلام فقال : إنما كانت وقفا فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأخذ إليه منها ما ينفق على أضيافه والتابعة تلزمه فيها ، فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة فيها فشهد علي وغيره أنها وقف على فاطمة عليها‌السلام وهي : الدلال والعواف والحسني والصافية وما لام إبراهيم والمبيت والبرقة.

٢٣٦

* « ( أبواب ) » *

* « ( تاريخ الامامين الهمامين قرتى عين رسول الثقلين الحسن ) » *

* « ( والحسين سيدى شباب أهل الجنة اجمعين ) » *

* « ( صلوات الله عليهما أبد الابدين ولعنة الله ) » *

* « ( على اعدائهما في كل حين ) » *

١١

* ( باب ) *

* « ( ولادتهما وأسمائهما وعللها ونقش خواتيمهما ) » *

* « ( صلوات الله عليهما ) » *

١ ـ قب : ولد الحسين عليه‌السلام عام الخندق بالمدينة يوم الخميس أو يوم الثلثا لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة بعد أخيه بعشرة أشهر وعشرين يوما واسمه : الحسين وفي التوراة شبير ، وفي الانجيل طاب وكنيته : أبوعبدالله ، والخاص أبوعلي وألقابه : الشهيد السعيد ، والسبط الثاني ، والامام الثالث.

٢ ـ كشف : قال كمال الدين بن طلحة : كنية الحسين عليه‌السلام أبوعبدالله لا غير وأما ألقابه فكثيرة : الرشيد ، والطيب ، والوفي ، والسيد ، والزكي ، والمبارك والتابع لمرضاة الله ، والسبط ، وأشهرها الزكي ولكن أعلاها رتبة ما لقبه به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله عنه وعن أخيه : أنهما سيدا شباب أهل الجنة فيكون السيد أشرفها وكذلك السبط فانه صح عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : حسين سبط من الاسباط.ذ

وقال ابن الخشاب : يكنى بأبي عبدالله لقبه : الرشيد ، والطيب ، والوفي والسيد ، والمبارك ، والتابع لمرضاة الله ، والدليل على ذات الله عزوجل والسبط.

٢٣٧

٣ ـ ع ، لى : [ أحمد بن الحسن ] القطان ، عن [ الحسن بن علي ] السكري ، عن الجوهري ، عن الضبي ، عن حرب بن ميمون ، عن الثمالي ، عن زيد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : لما ولدت فاطمة الحسن عليهما‌السلام قالت لعلي عليه‌السلام : سمه فقال : ما كنت لاسبق باسمه رسول الله فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاخرج إليه في خرقة صفراء فقال : ألم أنهكم أن تلفوه في [ خرقة ] صفراء ثم رمى بها وأخذ خرقة بيضاء فلفه فيها ثم قال لعلي عليه‌السلام : هل سميته؟ فقال : ما كنت لاسبقك باسمه ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : وما كنت لاسبق باسمه ربي عزوجل.

فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط فأقرئه السلام وهنئه وقل له : إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون فهبط جبرئيل عليه‌السلام فهنأه من الله عزوجل ثم قال : إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تسميه باسم ابن هارون ، قال : وماكان اسمه؟ قال : شبر قال : لساني عربي قال : سمه الحسن فسماه الحسن.

فلما ولد الحسين عليه‌السلام أوحى الله عزوجل إلى جبرئيل عليه‌السلام أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط إليه فهنئه وقل له إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون قال : فهبط جبرئيل عليه‌السلام فهنأه من الله تبارك وتعالى ثم قال : إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون قال : وما اسمه؟ قال : شبير قال : لساني عربي قال : سمه الحسين فسماه الحسين.

بيان : قال الفيروز آبادي : شبر كبقم وشبير كقمير ومشبر كمحدث أبناء هارون عليه‌السلام قيل وبأسمائهم سمي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الحسن والحسين والمحسن.

٤ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين عليهم‌السلام عن أسماء بنت عميس قالت قبلت (١) جدتك فاطمة عليها‌السلام بالحسن والحسين عليهما‌السلام فلما ولد الحسن عليه‌السلام جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا أسماء هاتي ابني فدفعته إليه في

____________________

(١) يقال : قبل المرأة ـ كعلم ـ قبالة ، كانت قابلة وهى المرأة التى تأخذ الولد عند الولادة.

٢٣٨

خرقة صفراء ، فرمى بها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا أسماء ألم أعهد إليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء ، فلففته في خرقة بيضاء ودفعته إليه فأذن في اذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم قال لعلي عليه‌السلام : بأي شئ سميت ابني؟ قال : ما كنت أسبقك باسمه يارسول الله ، قد كنت احب أن اسميه حربا فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ولا أسبق أنا باسمه ربي.

ثم هبط جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد العلي الاعلى يقرئك السلام ويقول : علي منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك سم ابنك هذا باسم ابن هارون قال النبي (ص) : وما اسم ابن هارون؟ قال : شبر ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لساني عربي قال جبرئيل عليه‌السلام : سمه الحسن.

قالت أسماء : فسماه الحسن فلما كان يوم سابعة عق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عنه بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذا ودينارا وحلق رأسه ، وتصدق بوزن الشعر ورقا وطلى رأسه بالخلوق ثم قال : يا أسماء الدم فعل الجاهلية.

قالت أسماء : فلما كان بعد حول ولد الحسين عليه‌السلام وجاءني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا أسماء هلمي ابني ، فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذن في اذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى ، ووضعه في حجره فبكى ، فقالت أسماء : قلت : فداك أبي وامي مم بكاؤك قال : على ابني هذا قلت : إنه ولد الساعة يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي.

ثم قال : يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فانها قريبة عهد بولادته ثم قال لعلي عليه‌السلام : أي شئ سميت ابني؟ قال : ما كنت لاسبقك باسمه يارسول الله ، وقد كنت احب أن اسميه حربا فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا أسبق باسمه ربي عزوجل.

ثم هبط جبرئيل عليه‌السلام فقال : يامحمد العلي الاعلى يقرئك السلام ، ويقول لك : على منك كهارون من موسى ، سم ابنك هذا باسم ابن هارون قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وما اسم ابن هارون؟ قال : شبير قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لساني عربي قال جبرئيل : سمه الحسين فسماه الحسين فلما كان يوم سابعة عق عنه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بكبشين أملحين

٢٣٩

وأعطى القابلة فخذا ودينارا ثم حلق رأسه ، وتصدق بوزن الشعر ورقا وطلى رأسه بالخلوق ، فقال : يا أسماء الدم فعل الجاهلية.

صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله.

قب : الواعظ في شرف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والسمعاني في فضائل الصحابة وجماعة من أصحابنا في كتبهم عن هانئ بن هانئ عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام وعن علي بن الحسين عليهما‌السلام وعن أسماء بنت عميس وذكر نحوه.

بيان : الملحة : بياض يخالطه سواد ، والخلوق : طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة.

٥ ـ ن : بهذا الاسناد عن الحسن بن علي عليهما‌السلام أنه سمي حسنا يوم السابع واشتق من اسم الحسن حسينا وذكر أنه لم يكن بينهما إلا الحمل.

صح : عنه عليه‌السلام مثله.

٦ ـ ن (١)بهذا الاسناد عن علي بن الحسين عليهما‌السلام[ أنه ]قال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أذن في اذن الحسين بالصلاة يوم ولد.

صح : عنه عليه‌السلام مثله.

٧ ـ ن : بهذا الاسناد ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : إن فاطمة عليها‌السلام عقت عن الحسن والحسين عليهما‌السلام وأعطت القابلة رجل شاة ودينارا.

صح : عنه عليه‌السلام مثله.

٨ ـ مع ، ع : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن الضبي ، عن عباد بن كثير وأبي بكر الهذلي ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : لما حملت فاطمة بالحسن فولدت وقد كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أمرهم أن يلفوه في خرقة بيضاء فلفوه في صفراء وقالت فاطمة : يا علي سمه فقال : ماكنت لاسبق باسمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجاء النبي فأخذه وقبله وأدخل لسانه في فيه فجعل الحسن عليه‌السلام يمصه.

____________________

(١) في النسخة المطبوعة ب وهو سهو ظاهر ، راجع عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ٢ ص ٤٣.

٢٤٠