بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الذي خص بالبلاء من عباده المحبين النجباء ، أفاخم الانبياء وأعاظم الاوصياء ، ثم الاماثل من الاولياء ، والبررة من الاتقياء ، والصلاة على أصفى الازكياء وأزكى الاصفياء ، وأحب أهل الارض إلى أهل السماء محمد وأهل بيته المعصومين السفراء ، المخصوصين بطرف البلاء ، المكرمين بتحف العناء الذين لم يرضوا بمكابدة الليل والنهار في طاعة رب السماء ، حتى رملوا الوجوه في الثرى ، وخضبوا اللحاء ، بالدماء ، ولعنة الله على أعدائهم الفجرة الاشقياء ، ومن ظلمهم من الكفرة الادعياء.

أما بعد : فهذا هو المجلد العاشر من كتاب بحار الانوار ، مما ألفة أحقر خدمة أخبار الائمة الاطهار ، وأفقرالخلق إلى رحمة الكريم الغفار محمد باقربن محمد تقى حشرهما الله مع مواليهما الاخيار ، صلوات الله عليهم ما اختلف الليل والنهار.

١

( أبواب )

( تاريخ سيدة نساء العالمين وبضعة سيد المرسلين ومشكوة أنوار أئمة )

( الدين وزوجة أشرف الوصيين البتول العذراء ، والانسية الحوراء )

( فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ماقامت )

( الارض والسماء )

١

( باب )

( ولادتها وحليتها وشمائلها صلوات الله عليها وجمل تواريخها )

١ ـ لى : أحمد بن محمد الخليلي ، عن محمد بن أبي بكر الفقيه ، عن أحمد بن محمد النوفلي ، عن إسحاق بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن زرعة بن محمد ، عن المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله الصادق عليه‌السلام : كيف كان ولادة فاطمة عليها‌السلام؟ فقال : نعم إن خديجة عليها‌السلام لما تزوج بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هجرتها نسوة مكة فكن لايدخلن عليها ولايسلمن عليها ولايتركن امرأة تدخل عليها فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذرا عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة عليها‌السلام تحدثها من بطنها وتصبرهاوكانت تكتم ذلك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل رسول الله يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة عليها‌السلام فقال لها : يا خديجة من تحدثين؟ قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني ، قال : يا خديجة هذا جبرئيل ( يبشرني ) يخبرني أنها انثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه.

فلم تزل خديجة عليها‌السلام على ذلك إلى أن حضرت ولادتها فوجهت إلى نساء

٢

قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ماتلي النساء من النساء فأرسلن إليها : أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لامال له فلسنا نجئ ولا نلي من أمرك شيئا فاغتمت خديجة عليها‌السلام لذلك فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت إحداهن : لا تحزني يا خديجة فانا رسل ربك إليك ونحن أخواتك أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم اخت موسى بن عمران بعثنا الله إليك لنلي ما تلي النساء من النساء ، فجلست واحدة عن يمينها ، واخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة عليها‌السلام طاهرة مطهرة.

فلما سقطت إلى الارض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الارض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة وإبريق من الجنة وفي الابريق ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها‌السلام بالشهادتين وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الانبياء وأن بعلي سيد الاوصياء وولدي سادة الاسباط ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة منهن باسمها وأقبلن يضحكن إليها وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها‌السلام وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة بورك فيها وفي نسلها. فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها فكانت فاطمة عليها‌السلام تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر وتنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة.

مصباح الانوار : عن أبي المفضل الشيباني ، عن موسى بن محمد الاشعري ابن بنت سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن محمد بن إسماعيل المعروف بابن أبي الشوارب

٣

عن عبيد الله بن علي بن أشيم ، عن يعقوب بن يزيد ، عن حماد مثله.

٢ ـ لى ، ن : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي ، عن الرضا عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل عليه‌السلام فأدخلني الجنة فناولي من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليها‌السلام ففاطمة حوراء إنسية فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة.

ج : مرسلا مثله.

٣ ـ مع : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن يزيد ، عن ابن فضال ، عن عبدالرحمان بن الحجاج ، عن سدير الصيرفي ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خلق نور فاطمة عليها‌السلام قبل أن يخلق الارض والسماء فقال بعض الناس : يا نبي الله فليست هي إنسية؟ فقال : فاطمة حوراء إنسية قالوا : يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية؟ قال : خلقها الله عزوجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الارواح فلما خلق الله عزوجل آدم عرضت على آدم. قيل يا نبي الله وأين كانت فاطمة؟ قال : كانت في حقة تحت ساق العرش ، قالوا : يا نبي الله فما كان طعامها؟ قال : التسبيح والتقديس والتهليل والتحميد ، فلما خلق الله عزوجل آدم وأخرجني من صلبه وأحب الله عزوجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل عليه‌السلام فقال لي : السلام عليك ورحمة الله و بركاته يامحمد! قلت : وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل ، فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام قلت : منه السلام وإليه يعود السلام قال : يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عزوجل إليك من الجنة. فأخذتها وضممتها إلى صدري ، قال : يا محمد يقول الله جل جلاله كلها ففلقتها فرأيت نورا ساطعا وفزعت منه فقال : يا محمد مالك لا تأكل كلها ولا تخف فان ذلك النور للمنصورة في السماء وهي في الارض فاطمة قلت : حبيبي جبرئيل ولم سميت في السماء المنصورة وفي الارض فاطمة؟ قال : سميت في الارض فاطمة لانها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداؤها عن حبها

٤

وهي في السماء المنصورة وذلك قول الله عزوجل « ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء » (١) يعني نصر فاطمة لمحبيها.

بيان : لعل هذا التاويل مبني على أن قوله « من بعد » قبل قوله « يومئذ » إشارة إلى القيامة.

٤ ـ ع : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام عن جابر بن عبدالله قال : قيل يا رسول الله إنك تلثم فاطمة وتلزمها وتدنيها منك وتفعل بها مالا تفعله بأحد من بناتك؟ فقال : إن جبرئيل عليه‌السلام أتاني بتفاحة من تفاح الجنة فأكلتها فتحولت ماء في صلبي ثم واقعت خديجة فحملت بفاطمة فأنا أشم منها رائحة الجنة.

٥ ـ ع : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن عمربن عمران ، عن عبيد الله بن موسى العبسى ، عن جبلة المكي ، عن طاووس اليماني ، عن ابن عباس قال : دخلت عائشة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقبل فاطمة فقالت له : أتحبها يا رسول الله قال : أما والله لو علمت حبي لها لا زددت لها حبا إنه لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل وأقام ميكائيل ثم قيل لي ادن يا محمد فقلت : أتقدم و أنت بحضرتي يا جبرئيل قال : نعم ، إن الله عزوجل فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلك أنت خاصة فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة ثم التفت عن يميني فإذا أنا بابراهيم عليه‌السلام في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفها جماعة من الملائكة.

ثم إني صرت إلى السماء الخامسة ومنها إلى السادسة فنوديت : يا محمد نعم الاب أبوك إبراهيم ونعم الاخ أخوك علي فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل عليه‌السلام بيدي فأدخلني الجنة فإذا أنا بشجرة من نور في أصلها ملكان يطويان الحلل والحلي فقلت : حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة؟ فقال : هذه لاخيك علي ابن أبي طالب عليه‌السلام وهذان الملكان يطويان له الحلي والحلل إلى يوم القيامة.

____________________

(١) الروم : ٤ و ٥.

٥

ثم تقدمت أمامي فاذا أنا برطب ألين من الزبد وأطيب رائحة من المسك وأحلى من العسل فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت الرطبة نطفة في صلبي فلما أن هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسية فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة عليها‌السلام.

٦ ـ فس : أبي ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رسول الله (ص) يكثر تقبيل فاطمة عليها‌السلام فأنكرت ذلك عائشة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعائشة إني لما اسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني من ثمارها فأكلته فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها.

٧ ـ قب : أنس بن مالك قال : سألت امي عن صفة فاطمة عليها‌السلام فقالت : كانت كأنها القمر ليلة البدر أو الشمس كفرت غماما أو خرجت من السحاب وكانت بيضاء بضة.

عطا ، عن أبي رباح قال : كانت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تعجن وإن قصبتها تضرب إلى الجفنة وروي أنها كانت مشرقة الرباعية.

جابربن عبدالله : ما رأيت فاطمة تمشي إلا ذكرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تميل على جانبها الايمن مرة وعلى جانبها الايسر مرة وولدت فاطمة بمكة بعد النبوة بخمس سنين وبعد الاسراء بثلاث سنين في العشرين من جمادي الآخرة وأقامت مع أبيها بمكة ثماني سنين ، ثم هاجرت معه إلى المدينة فزوجها من علي بعد مقدمها المدينة بسنتين أول يوم من ذي الحجة وروي أنه كان يوم السادس ودخل بها يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة بعد بدرو قبض النبي ولها يومئذ ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر وولدت الحسن ولها اثنتا عشرة سنة.

بيان : كفرت على البناء للمجهول أي إن شئت شبهتها بالشمس المستورة بالغمام لسترها وعفافها أولامكان النظر إليها وإن شئت بالشمس الخارجة من تحت

٦

الغمام لنورها ولمعانها ، ويحتمل أن يكون الغرض التشبيه بالشمس في حالتي ابتداء الدخول في الغمام والخروج منها تشبيها لها بالشمس ولقناعها بالسحاب التي أحاطت ببعض الشمس أو يقال : التشبيه بها في الحالتين لجمعها فيهما بين الستر والتمكن من النظر ، وعدم محو الضوء والشعاع ، وعلى التقادير مأخوذ من الكفر بمعنى التغطية يقال : كفرت الشئ أكفره بالكسر كفرا أي سترته. والبضاضة رقة اللون وصفاؤه الذي يؤثر فيه أدنى شئ.

٨ ـ كشف : ذكر ابن الخشاب ، عن شيوخه يرفعه ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام قال : ولدت فاطمة بعد ما أظهر الله نبوة نبيه وأنزل عليه الوحي بخمس سنين وقريش تبني البيت وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعين يوما وفي رواية صدقة ثماني عشرة سنة وشهر وخمسة عشر يوما وكان عمرها مع أبيها بمكة ثماني سنين ، وهاجرت إلى المدينة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأقامت معه عشر سنين وكان عمرها ثماني عشرة سنة فأقامت مع علي أميرالمؤمنين بعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوما وفي رواية اخرى أربعين يوما.

وقال الذارع : أنا أقول فعمرها على هذه الرواية ثماني عشرة سنة وشهر و عشرة أيام وولدت الحسن ولها إحدى عشر سنة بعد الهجرة بثلاث سنين وفي كتاب مولد فاطمة عليها‌السلام لابن بابويه يرفعه إلى أسماء بنت عميس قالت : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد كنت شهدت فاطمة عليها‌السلام وقد ولدت بعض ولدها فلم أرلها دما فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية.

٩ ـ ضة : ولدت عليها‌السلام بعد النبوة بخمس سنين وبعد الاسراء بثلاث سنين و أقامت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة ثمان سنين ، ثم هاجرت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة فزوجها من علي صلوات الله عليه بعد مقدمهم المدينة بسنة وقبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولفاطمة عليها‌السلام يومئذ ثماني عشرة سنة وعاشت بعد أبيها اثنتين وسبعين يوما.

١٠ ـ كا : ولدت فاطمة عليها‌السلام بعد مبعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بخمس سنين وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوما بقيت بعد أبيها خمسة وسبعين يوما.

٧

١١ ـ عيون المعجزات : روي عن حارثة بن قدامة قال : حدثني سلمان قال : حدثني عمار ، وقال : اخبرك عجبا؟ قلت : حدثني يا عمار قال : نعم شهدت علي بن أبيطالب عليه‌السلام وقد ولج على فاطمة عليها‌السلام فلما أبصرت به نادت ادن لاحدثك بماكان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعة قال عمار : فرأيت أميرالمؤمنين عليه‌السلام يرجع القهقرى فرجعت برجوعه إذ دخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : ادن يا أبا الحسن فدنا فلما اطمأن به المجلس قال له : تحدثني أم احدثك؟ قال : الحديث منك أحسن يارسول الله ، فقال : كأني بك وقد دخلت على فاطمة وقالت لك كيت وكيت فرجعت ، فقال علي عليه‌السلام : نور فاطمة من نورنا؟ فقال عليه‌السلام : أولا تعلم؟ فسجد علي شكرا لله تعالى.

قال عمار : فخرج أمير المؤمنين عليه‌السلام وخرجت بخروجه فولج علي فاطمة عليها‌السلام وولجت معه فقالت : كأنك رجعت إلى أبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبرته بما قلته لك؟ قال : كان كذلك يا فاطمة ، فقالت : اعلم يا أبا الحسن أن الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله جل جلاله ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت فلما دخل أبي الجنة أوحى الله تعالى إليه إلهاما أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك ففعل فأودعني الله سبحانه صلب أبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم أودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني وأنا من ذلك النور أعلم ماكان وما يكون ومالم يكن يا أبا الحسن المؤمن ينظر بنور الله تعالى.

١٢ ـ قل : قال الشيخ المفيد في كتاب حدائق الرياض : يوم العشرين من جمادى الآخرة كان مولد السيدة الزهراء عليها‌السلام سنة اثنتين من المبعث.

من بعض كتب المخالفين باسناده ، عن عبدالله بن محمد بن سليمان الهاشمي عن أبيه ، عن جده قال : ولدت فاطمة سنة إحدى وأربعين من مولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وزعم محمد بن إسحاق أن فاطمة ولدت قبل أن يوحى إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكذلك سائر أولاده من خديجة ، وفي روايتي عن الحافظ أبي المنصور الديلمي بروايته عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم الحافظ في كتاب معرفة الصحابة أن فاطمة كانت أصغر بنات رسول الله سنا ولدت وقريش تبني الكعبة وكانت فيما قبل تكنى ام أسماء.

٨

وقال أبوالفرج في كتاب مقاتل الطالبيين كان مولد فاطمة عليها‌السلام قبل النبوة وقريش حينئذ تبني الكعبة وكان تزويج علي بن أبيطالب إياها في صفر بعد مقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة وبنى بها بعد رجوعه من غزاة بدرولها يومئذ ثماني عشرة سنة حدثني بذلك الحسن بن علي ، عن الحارث ، عن ابن سعد ، عن الواقدى ، عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي سبرة ، عن إسحاق بن عبدالله أبي فروة ، عن جعفر بن محمد ابن علي عليه‌السلام.

١٣ ـ كا : عبدالله بن جعفر وسعد بن عبدالله جميعا ، عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : ولدت فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد مبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بخمس سنين وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوما.

١٤ ـ كف : ولدت [ فاطمة عليها‌السلام ] في العشرين من جمادى الآخرة يوم الجمعة سنة اثنتين من المبعث وقيل : سنة خمس من المبعث وكان نقش خاتمها أمن المتوكلون وبوابها فضة أمتها.

١٥ ـ مصبا : في اليوم العشرين من جمادى الآخرة [ يوم الجمعة ] سنة اثنتين من المبعث كان مولد فاطمة عليها‌السلام في بعض الروايات وفي رواية اخرى سنة خمس من المبعث والعامة تروي أن مولدها قبل المبعث بخمس سنين.

١٦ ـ كتاب دلائل الامامة لمحمد بن جرير الطبري الامامي ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن محمد بن همام ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبدالرحمان بن أبي نجران ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ولدت فاطمة في جمادى الآخرة اليوم العشرين منها سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأقامت بمكة ثمان سنين وبالمدينة عشر سنين وبعد وفات أبيها خمسا وسبعين يوما وقبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرد من الهجرة.

وعنه ، عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، عن أحمد بن محمد الضبي ، عن

٩

محمد بن زكريا الغلابي ، عن شعيب بن واقد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عن ابن عباس قال : لم تزل فاطمة تشب في اليوم كالجمعة وفي الجمعة كالشهر وفي الشهر كالسنة فلما هاجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من مكة إلى المدينة وابنتى بها مسجدا وأنس أهل المدينة به وعلت كلمته وعرف الناس بركته وسار إليه الركبان وظهر الايمان ودرس القرآن وتحدث الملوك والشراف وخاف سيف نقمته الاكابر و الاشراف وهاجرت فاطمة مع أمير المؤمنين ونساء المهاجرين وكانت عائشة فيمن هاجر معها فقدمت المدينة فانزلت [ مع ] النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على ام أبي أيوب الانصاري وخطب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله النساء وتزوج سودة أول دخوله المدينة ونقل فاطمة إليها ثم تزوج ام سلمة فقالت ام سلمة : تزوجني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفوض أمر ابنته إلي فكنت اودبها وكانت والله أدأب مني وأعرف بالاشياء كلها.

٢

* ( باب ) *

* ( أسمائها وبعض فضائلها عليها‌السلام ) *

١ ـ لى ، ع ، ل : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن الحسن بن عبدالله بن يونس ، عن يونس بن ظبيان ، قال قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لفاطمة عليها‌السلام تسعة أسماء عند الله عزوجل فاطمة ، والصديقة والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية ، والمرضية ، والمحدثة ، والزهراء ثم قال عليه‌السلام : أتدري أي شئ تفسير فاطمة؟ قلت : أخبرني ياسيدي قال : فطمت من الشر قال : ثم قال : لو لا أن أميرالمؤمنين عليه‌السلام تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة على وجه الارض آدم فمن دونه.

كتاب دلائل الامامة للطبرى : عن الحسن بن أحمد العلوي ، عن الصدوق مثله.

بيان : يمكن أن يستدل به على كون علي وفاطمة عليهما‌السلام أشرف من سائر

١٠

اولي العزم سوى نبينا صلى الله عليهم أجمعين لايقال لايدل على فضلهما على نوح وإبراهيم عليهما‌السلام لا حتمال كون عدم كونهما كفوين لكونهما من أجدادها عليهم‌السلام لانا نقول ذكر آدم عليه‌السلام يدل على أن المراد عدم كونهم أكفاءها مع قطع النظر عن الموانع الاخر على أنه يمكن أن يتشبث بعدم القول بالفضل ، نعم يمكن أن يناقش في دلالته على فضل فاطمة عليهم بأنه يمكن أن يشترط في الكفاءة كون الزوج أفضل ، ولايبعد ذلك من متفاهم العرف والله يعلم.

٢ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن جعفر بن سهل الصيقل ، عن محمد بن إسماعيل الدارمي ، عمن حدثه ، عن محمد بن جعفر الهرمزاني ، عن أبان بن تغلب قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام يابن رسول الله لم سميت الزهراء زهراء؟ فقال : لانها تزهر لامير المؤمنين عليه‌السلام في النهار ثلاث مرات بالنور ، كان يزهر نور وجهها صلاة الغداة والناس في فراشهم فيدخل بياض ذلك النور إلى حجراتهم بالمدينة فتبيض حيطانهم فيعجبون من ذلك فيأتون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيسألونه عما رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة عليها‌السلام فيأتون منزلها فيرونها قاعدة في محرابها تصلي والنور يسطع من محرابها من وجهها فيعلمون أن الذي رأوه كان من نور فاطمة فاذا انتصف النهار وترتبت للصلاة زهر نور وجهها عليها‌السلام بالصفرة فتدخل الصفرة في حجرات الناس فتصفر ثيابهم وألوانهم فيأتون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيسألونه عمارأو افيرسلهم إلى منزل فاطمة عليها‌السلام فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها ـ صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ـ بالصفرة فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجهها فإذا كان آخر النهار وغربت الشمس احمر وجه فاطمة فأشرق وجهها بالحمرة فرحا وشكرا لله عزوجل فكان تدخل حمرة وجهها حجرات القوم وتحمر حيطانهم فيعجبون من ذلك ويأتون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويسألونه عن ذلك فيرسلهم إلى منزل فاطمة فيرونها جالسة تسبح الله وتمجده ونور وجهها يزهر بالحمرة فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجه فاطمة عليها‌السلام فلم يزل ذلك النور في وجهها حتى ولد الحسين عليه‌السلام فهو يتقلب في وجوهنا إلى يوم القيامة في الائمة منا أهل البيت إمام بعد إمام.

١١

بيان : ترتبت أي ثبتت في محرابها كما في اللغة أو تهيأت من الترتيب العرفي بمعنى جعل كل شئ في مرتبته ويحتمل أن يكون تصحيف تزينت.

٣ ـ ن : بالاسناد إلى دارم قال : حدثنا على بن موسى الرضا ومحمد بن علي عليهما‌السلام قالا : سمعنا المأمومن يحدث عن الرشيد ، عن المهدي ، عن المنصور ، عن أبيه ، عن جده قال : قال ابن عباس لمعوية : أتدري لم سميت فاطمة فاطمة؟ قال : لا ، قال : لانها فطمت هي وشيعتها من النار سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقوله.

٤ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني سميت ابنتي فاطمة لان الله عزوجل فطمها وفطم من أحبها من النار.

صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله.

٥ ـ ع : أبي ، عن محمد بن معقل القرميسيني ، عن محمد بن يزيد الجزري ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : لم سميت فاطمة الزهراء زهراء فقال : لان الله عزوجل خلقها من نور خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات والارض بنورها وغشيت أبصار الملائكة وخرت الملائكة الله ساجدين وقالوا : إلهنا وسيدنا ما هذا النور فأوحى الله إليهم هذا نور من نوري وأسكنته في سمائي خلقته من عظمتي اخرجه من صلب نبي من أنبيائي افضله على جميع الانبياء واخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري يهدون إلى حقي وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي.

مصباح الانوار : عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله.

بيان : قال الفيروز آبادي : قرميسين بالكسر بلد قرب الدينور معرب كرمانشاهان.

٦ ـ مع ، ع : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة عن أبيه قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن فاطمة لم سميت زهراء؟ فقال : لانها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لاهل المساء كمايزهر نور الكواكب لاهل

١٢

الارض.

٧ ـ ع : أبي ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن محمد بن زياد مولى بني هاشم قال : حدثنا شيخ لنا ثقة يقال له : نجية بن إسحاق الفزاري ، قال : حدثنا عبدالله بن الحسن بن حسن قال : قال أبوالحسن عليه‌السلام : لم سميت فاطمة فاطمة؟ قلت : فرقا بينه وبين الاسماء قال : إن ذلك لمن الاسماء ولكن الاسم الذي سميت به أن الله تبارك وتعالى علم ما كان قبل كونه فعلم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتزوج في الاحياء وأنهم يطمعون في وراثة هذا الامر من قبله فلما ولدت فاطمة سماها الله تبارك وتعالى فاطمة لما أخرج منها وجعل في ولدها ففطمهم عما طمعوا فبهذا سميت فاطمة فاطمة لانها فطمت طمعهم ومعنى فطمت قطعت.

بيان : قوله فرقا بينه وبين الاسماء لعلة توهم أن هذا الاسم مما لم يسبقها إليه أحد فلذا سميت به لئلا يشاركها فيه امرأة ممن مضى فأجاب عليه‌السلام بأنه كان من الاسماء التي كانوايسمون بها قبل ، قوله : « إن الله » أي لان الله.

٨ ـ مع ، ع : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن مخدج بن عمير الحنفي ، عن بشير بن إبراهيم الانصاري ، عن الاوزاعي ، عن يحيى بن [ أبي ] كثير عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : إنما سميت فاطمة فاطمة لان الله عزوجل فطم من أحبها من النار.

٩ ـ ع : ما جيلويه ، عن محمد العطار ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبدالملك ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما ولدت فاطمة عليها‌السلام أوحى الله عزوجل إلى ملك فانطلق به لسان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فسماها فاطمة ثم قال : إني فطمتك بالعلم وفطمتك عن الطمث ثم قال أبوجعفر عليه‌السلام : والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق.

مصباح الانوار : عنه عليه‌السلام مثله.

بيان : فطمتك بالعلم أي أرضعتك بالعلم حتى استغنيت وفطمت ، أو قطعتك عن الجهل بسبب العلم أو جعلت فطامك من اللبن مقرونا بالعلم كناية عن كونها في

١٣

بدو فطرتها عالمة بالعلوم الربانية. وعلى التقادير كان الفاعل بمعنى المفعول كالدافق بمعنى المدفوق أو يقرء على بناء التفعيل أي جعلتك قاطعة الناس من الجهل أو المعنى : لما فطمها من الجهل فهي تفطم الناس منه ، والوجهان الاخيران يشكل إجراؤهما في قوله : فطمتك عن الطمث إلا بتكلف ، بأن يجعل الطمث كناية عن الاخلاق والافعال الذميمة ، أو يقال على الثالث : لما فطمتك عن الادناس الروحانية والجمسانية فأنت تفطم الناس عن الادناس المعنوية.

١٠ ـ ع : ابن الوليد ، عن أحمد بن علوية الاصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن جندل بن والق ، عن محمد بن عمر البصري ، عن جعفر بن محمد بن على عن أبيه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة أتدرين لم سميت فاطمة؟ فقال علي عليه‌السلام : يارسول الله لم سميت؟ قال : لانها فطمت هي وشيعتها من النار.

مصباح الانوار : عنه عليه‌السلام مثله.

بيان : لا يقال : المناسب على ما ذكر في وجه التمسية أن تسمى مفطومة إذا لفطم بمعنى القطع ، يقال : فطمت الام صبيها وفطمت الرجل عن عادته و فطمت الحبل. لانا نقول : كثيرا ما يجئ فاعل بمعنى مفعول كقولهم سركاتم و مكان عامر ، وكما قالوا في قوله تعالى : « عيشة راضية » و « ماء دافق » ويحتمل أن يكون ورد الفطم لازما أيضا.

قال الفيروز آبادي : أفطم السخلة : حان أن تفطم فاذا فطمت فهي فاطم ومفطومة وفطيم انتهى ويمكن أن يقال إنها فطمت نفسها وشيعتها عن النار وعن الشرور ، وفطمت نفسها عن الطمث لكون السبب في ذلك ما علم الله من محاسن أفعالها ومكارم خصالها فالاسناد مجازي.

١١ ـ ع : ابن المتوكل ، عن سعد ، عن ابن عيسى عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن محمد بن مسلم الثقفي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لفاطمة عليها‌السلام وقفة على باب جهنم ، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار فتقرأ فاطمة بين عينيه محبا فتقول :

١٤

إلهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ووعدك الحق وأنت لاتخلف الميعاد فيقول الله عزوجل : صدقت يا فاطمة إني سميتك فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار ووعدي الحق وأنا لا اخلف الميعاد وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فاشفعك وليتبين ملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك مني ومكانتك عندي فمن قرأت بين عينيه مؤمنا فخذي بيده وأدخليه الجنة.

١٢ ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن الثالث ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنما سميت ابنتي فاطمة لان الله عزوجل فطمها وفطم من أحبها من النار.

١٣ ـ مع ، ع : باسناد العلوي ، عن علي عليه‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل ما البتول؟ فانا سمعناك يا رسول الله تقول : إن مريم بتول وفاطمة بتول ، فقال عليه‌السلام : البتول : التي لم ترحمرة قط أي لم تحض فان الحيض مكروه في بنات الانبياء.

مصباح الانوار : عن علي عليه‌السلام مثله.

بيان : البتل القطع أي إنها منقطعة عن نساء زمانها بعدم رؤية الدم ، قال في النهاية : امرأة بتول منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم ، وبها سميت مريم ام عيسى عليه‌السلام وسميت فاطمة عليها‌السلام البتول لا نقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا و حسبا ، وقيل لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى ونحو ذلك قال الفيروز آبادي.

أقول : قد مضت وسيأتي الاخبار في أنه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة : شق [ الله ] لك يا فاطمة اسما من أسمائه فهو الفاطر وأنت فاطمة وشبهه.

١٤ ـ قب : ابن بابويه في كتاب مولد فاطمة ، والخر كوشي في شرف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وابن بطة في الابانة ، عن الكلبي ، عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : هل تدري لم سميت فاطمة؟ قال علي : لم سميت فاطمة يا رسول الله؟ قال : لانها فطمت هي وشيعتها من النار.

أبوعلي السلامي في تاريخه باسناده عن الاوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير

١٥

عن أبي هريرة : قال علي عليه‌السلام : إنما سميت فاطمة لان الله فطم من أحبها عن النار.

شيرويه في الفردوس ، عن جابر الانصاري قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنما سميت ابنتي فاطمة لان الله فطمها وفطم محبيها عن النار.

الصادق عليه‌السلام : تدري أي شئ تفسير فاطمة قال : فطمت من الشر ويقال إنما سميت فاطمة لانها فطمت عن الطمث.

أبوصالح المؤذن في الاربعين : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما البتول؟ قال : التي لم ترحمرة قط ولم تحض فان الحيض مكروه في بنات الانبياء وقال عليه‌السلام : لعائشة ياحميرا إن فاطمة ليست كنساء الآدميين لا تعتل كما تعتلن.

أبوعبدالله قال : حرم الله النساء على علي ما دامت فاطمة حية لانها طاهرة لاتحيض وقال عبيد الهروي في الغريبين سميت مريم بتولا لانها بتلت عن الرجال وسميت فاطمة بتولا لانها بتلت عن النظير.

أبوهاشم العسكري : سألت صاحب العسكر عليه‌السلام لم سميت فاطمة الزهراء عليها‌السلام؟ فقال : كان وجهها يزهر لامير المؤمنين عليه‌السلام من أول النهار كالشمس الضاحية ، و عند الزوال كالقمر المنير وعند غروب الشمس كالكوكب الدري.

الحسن بن يزيد قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : لم سميت فاطمة الزهراء؟ قال : لان لها في الجنة قبة من ياقوت حمراء ارتفاعها في الهواء مسيرة سنة معلقة بقدرة الجبار لا علاقة لها من فوقها فتمسكها ، ولا دعامة لها من تحتها فتلزمها لها مأة ألف باب على كل باب ألف من الملائكة ، يراها أهل الجنة كمايرى أحدكم الكوكب الدري الزاهر في افق السماء ، فيقولون : هذه الزهراء لفاطمة عليها‌السلام.

١٥ ـ قب : كناها ام الحسن وام الحسين وام المحسن وام الائمة وام أبيها وأسماؤها على ما ذكره أبوجعفر القمي : فاطمة ، البتول ، الحصان ، الحرة السيدة ، العذراء ، الزهراء ، الحوراء ، المباركة ، الطاهرة ، الزكية ، الراضية المرضية ، المحدثة ، مريم الكبرى ، الصديقة الكبرى ، ويقال لها في السماء النورية

١٦

السماوية ، الحانية.

بيان : الحانية أي المشفقة على زوجها وأولادها ، قال الجزري : الحانية التي تقيم على ولدها لا تتزوج شفقة وعطفا ومنه الحديث في نساء قريش : أحناه على ولد وأرعاه على زوج.

١٦ ـ ارشاد القلوب : مرفوعا إلى سلمان الفارسى ـ ره ـ قال : كنت جالسا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المسجد إذ دخل العباس بن عبدالمطلب فسلم فرد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ورحب به فقال : يارسول الله بما فضل الله علينا أهل البيت علي بن أبي طالب والمعادن واحدة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذن اخبرك ياعم إن الله خلقتني وخلق عليا ولا سماء ولا أرض ولا جنة ولانار ولا لوح ولا قلم.

فلما أراد الله عزوجل بدو خلقنا تكلم بكلمة فكانت نورا ثم تكلم كلمة ثانية فكانت روحا فمزح فيما بينهما واعتدلا فخلقني وعليا منهما ثم فتق من نوري نور العرش فأنا أجل من العرش ثم فتق من نور علي نور السماوات فعلي أجل من السماوات ثم فتق من نور الحسن نور الشمس ومن نور الحسين نور القمر فهما أجل من الشمس والقمر وكانت الملائكة تسبح الله تعالى وتقول في تسبيحها : سبوح قدوس من أنوارما أكرمها على الله تعالى ، فلما أراد الله تعالى أن يبلوا الملائكة أرسل عليهم سحابا من ظلمه وكانت الملائكة لا تنظر أولها من آخرها ولا آخرها من أولها فقالت الملائكة : إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا ما رأينا مثل ما نحن فيه فنسألك بحق هذه الانوار إلا ما كشفت عنا فقال الله عزوجل : وعزتي وجلالي لافعلن فخلق نور فاطمة الزهراء عليها‌السلام يومئذ كالقنديل وعلقه في قرط العرش فزهرت السماوات السبع والارضون السبع ، من أجل ذلك سميت فاطمة الزهراء.

وكانت الملائكة تسبح الله وتقدسه فقال الله : وعزتي وجلالي لاجعلن ثواب تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمحبي هذه المرأة وأبيها وبعلها ، وبنيها قال سلمان : فخرج العباس فلقيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام فضمه إلى صدوره وقبل مابين عينيه ، وقال : بأبي عترة المصطفى من أهل بيت ما أكرمكم على الله تعالى.

١٧

بيان : القرط بالضم الذي يعلق في شحمة الاذن.

١٧ ـ فر : موسى بن علي بن موسى بن عبدالرحمن المحاربي معنعنا عن أبي عبدالله جعفر بن محمد بن على عليهم‌السلام ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : معاشر الناس تدرون لما خلقت فاطمة؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : خلقت فاطمة حوراء إنسية لا إنسية [ و ] قال : خلقت من عرق جبرئيل ومن زغبه ، قالوا : يا رسول الله استشكل ذلك علينا تقول : حوراء إنسية لا إنسية ثم تقول : من عرق جبرئيل ومن زغبه قال : إذا انبئكم أهدى إلى ربي تفاحة من الجنة أتاني بها جبرئيل عليه‌السلام فضمها إلى صدره فعرق جبرئيل عليه‌السلام وعرقت التفاحة فصار عرقهما شيئا واحدا ثم قال : السلام عليك يارسول الله ورحمة الله وبركاته قلت : وعليك السلام ياجبرئيل فقال : إن الله أهدى إليك تفاحة من الجنة فأخذتها وقبلتها ووضعتها على عيني وضممتها إلى صدري.

ثم قال : يا محمد كلها ، قلت : يا حبيبي ياجبرئيل هدية ربي تؤكل؟ قال : نعم ، قد امرت بأكلها فأفلقتها فرأيت منها نورا ساطعا ففزعت من ذلك النور ، قال : كل فان ذلك نور المنصورة فاطمة قلت : ياجبرئيل ومن المنصورة؟ قال : جارية تخرج من صلبك واسمها في السماء منصورة ، وفي الارض فاطمة ، فقلت : يا جبرئيل ولم سميت في السماء منصورة وفي الارض فاطمة؟ قال : سميت فاطمة في الارض [ لانه ] فطمت شيعتها من النار وفطموا أعداؤها عن حبها وذلك قول الله في كتابه « ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله » (١) بنصر فاطمة عليها‌السلام.

بيان : الزغب الشعيرات الصغرى على ريش الفرخ وكونها من زغب جبرئيل إما لكون التفاحة فيها وعرقت من بينها ، أولانه التصق بها بعض ذلك الزغب فأكله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٨ ـ ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن محمد بن علي ابن الحسين بن زيد ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [ يقول : ] سميت فاطمة لان الله فطمها وذريتها من النار ، من لقي الله

____________________

(١) الروم : ٤. راجع المصدر ص ١١٩.

١٨

منهم بالتوحيد والايمان بما جئت به.

١٩ ـ أقول : روى في مقاتل الطالبيين بإسناده إلى جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام أن فاطمة عليها‌السلام كانت تكنى ام أبيها.

٢٠ ـ مصباح الانوار : عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : إنما سميت فاطمة بنت محمد الطاهرة ، لطهارتها من كل دنس ، وطهارتها من كل رفث ، وما رأت قط يوما حمرة ولا نفاسا.

٣

* ( باب ) *

* ( مناقبها وفضائلها وبعض أحوالها ومعجزاتها صلوات الله عليها ) *

١ ـ أقول : قد مر في باب الركبان يوم القيامة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله برواية ابن عباس أنه قال : لن يركب يومئذ إلا أربعة : أنا وعلي وفاطمة وصالح نبي الله فأما أنا فعلى البراق ، وأما فاطمة ابنتي فعلى ناقتي العضباء تمام الخبر.

٢ ـ جا : عمر بن محمد الصيرفي ، عن محمد بن همام ، عن محمد بن القاسم. عن إسماعيل بن إسحاق ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن الثمالي ، عن الباقر ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.

٣ ـ ل : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تعالى اختار من النساء أربع : مريم وآسية وخديجة وفاطمة الخبر.

٤ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن الله ليغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها.

صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله.

٥ ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

١٩

الحسن والحسين خير أهل الارض بعدي وبعد أبيهما ، وامهما أفضل نساء أهل الارض.

٦ ـ ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار.

٧ ـ لى : الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي ، عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي ، عن محمد بن علي بن خلف ، عن حسن بن صالح بن أبي الاسود ، عن أبي معشر ، عن محمد بن قيس قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة عليها‌السلام فدخل عليها فأطال عندها المكث فخرج مرة في سفر فصنعت فاطمة عليها‌السلام مسكتين من ورق وقلادة وقرطين (١) وسترا لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها عليهما‌السلام فلما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دخل عليها فوقف أصحابه على الباب لا يدرون يقفون أو ينصرفون لطول مكثه عندها فخرج عليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر فظنت فاطمة عليها‌السلام أنه إنما فعل ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما رأى من المسكتين والقلادة والقرطين والستر ، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها : ونزعت الستر ، فبعثت به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالت للرسول : قل له : تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول : اجعل هذا في سبيل الله ، فلما أتاه قال : فعلت فداها أبوها ثلاث مرات ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما أسقى فيها كافرا شربة ماء ثم قام فدخل عليها.

٨ ـ ج : عن الحسين بن زيد ، عن جعفر الصادق عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة : يا فاطمة إن الله عزوجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك قال : فقال المحدثون بها ، قال : فأتاه ابن جريج فقال : يا أبا عبدالله حدثنا اليوم حديثا استشهره الناس ، قال : وماهو؟ قال : حدثت أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة : إن الله ليغضب

____________________

(١) المسكة ـ بالتحريك ـ السوار والخلخال والورق : الفضة ، والقلادة ـ بالكسر ـ ما يجعل في العنق من الحلى ، والقرط ـ بالضم ـ ما يعلق في شحمة الاذن من الجواهر وغيرها.

٢٠