بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يكون لبني العباس رايتان مركزهما كفر وأعلاهما ضلالة ، إن أدركتها يا ثوبان فلا تستظل بظلهما (١).

ابي بن كعب : أول الرايات السود نصر وأوسطها غدر وآخرها كفر ، فمن أعانهم كان كمن أعان فرعون على موسى.

تاريخ بغداد قال أبوهريرة : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أقبلت الرايات السود من قبل المشرق فإن أولها فتنة وأوسطها هرج وآخرها ضلالة.

أخبار دمشق عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أبوأمامة في خبر : أولها منشور وآخرها مثبور (٢).

تاريخ الطبري : إن إبراهيم الامام أنفذ إلى أبي مسلم لواء النصرة وظل السحاب ، وكان أبيض طوله أربعة عشر ذراعا ، مكتوب عليها بالحبر « اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير (٣) » فأمر أبومسلم غلامه أرقم أن يتحول بكل لون من الثياب ، فلما لبس السواد قال : معه هيبة ، فاختاره خلافا لبني امية وهيبة للناظر ، وكانوا يقولون : هذا السواد حداد (٤) آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وشهداء كربلاء وزيد ويحيى.

خاتمه عليه‌السلام : سلمان الفارسي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا علي تختم بالعقيق تكن من المقربين ، قال : يا رسول الله وما المقربون؟ قال : جبرائيل وميكائيل ، قال : فبم أتختم يا رسول الله؟ قال بالعقيق الاحمر.

ابن عباس وصعصعة وعائشة أنه هبط جبرئيل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمد ربي يقرؤك السلام ويقول لك : البس خاتمك بيمينك ، واجعل فصه عقيقا ، و قل لان عمك : يلبس خاتمه بيمينه ويجعل فصه عقيقا ، فقال علي : يا رسول الله وما العقيق؟ قال : العقيق جبل في اليمن. والخبر مذكور في فضل الميثاق.

____________________

(١) في المصدر : بظلها.

(٢) أى ملعون ومطرود.

(٣) سورة الحج : ٣٩.

(٤) الحداد ـ بالكسر ـ : ثياب المأتم السود.

٦١

زياد القندي عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم‌السلام قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما كلم الله موسى بن عمران على جبل طور سيناء اطلع على الارض اطلاعة فخلق من نور وجهه العقيق ، وقال : أقسمت على نفسي أن لا اعذب كف لابسك إذا تولى عليا عليه‌السلام بالنار.

ابن عباس والسدي : كان لاميرالمؤمنين عليه‌السلام أربعة خواتيم : ياقوت لنبله (١) فيروزج لنصره ، حديد صيني لقوته ، عقيق لحرزه.

صحيح البخاري وشمائل الترمذي عن عبدالله بن جعفر ، وجامع البيهقي عن جابر وعن أنس ، وتختم. عبدالرحمن السلمي عن ابن المسيب عن زين العابدين عن أبيه عليهما‌السلام ، وتختم محمد بن يحيى بن المحتسب عن هاشم بن عروة عن أبيه عن عائشة ، وعن جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، وعن نافع عن ابن عمر عن أنس وعن جابر ، كلهم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه كان صلى‌الله‌عليه‌وآله يتختم في يمينه وزاد بعضهم في الرواية : وقبض والخاتم في يمينه. وقال أبوأمامة : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يجعل خاتمه في يمينه.

عكرمة والضحاك عن ابن عباس أنه كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يتختم في اليد اليمنى.

شمائل الترمذي وسنن السجستاني : وتختم المحتسب أنه كان علي عليه‌السلام يتختم في يمينه.

جامع البيهقي كان ابن عباس وعبدالله بن جعفر يتختمان في يمينهما.

الراغب في محاضراته : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه يتختمون في أيمانهم ، وأول من تختم في يساره معاوية.

نتف أبي عبدالله السلامي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتختم في يمينه والخلفاء الاربعة بعده ، فنقلها معاوية إلى اليسار ، وأخذ الناس بذلك ، فبقي كذلك أيام المروانية ، فنقلها السفاح إلى اليمين ، فبقي إلى أيام الرشيد

____________________

(١) النبل ـ بضم النون ـ : الذكاء والنجابة والفضل والشوكة.

٦٢

فنقلها إلى اليسار ، وأخذ الناس بذلك ، واشتهر أن عمرو بن العاص عند التحكيم سلها من يده اليمنى وقال : خلعت الخلافة من علي كخلعي خاتمي هذا من يميني وجعلتها في معاوية كما جعلت هذا في يساري.

نقوش الخواتيم عن الجاحظ أنه كان آدم وإدريس وإبراهيم وإسماعيل و إسحاق وإلياس ويعقوب وداود وسليمان ويوسف ودانيال ويوشع وذوالقرنين ويونس ولوط وهود وشعيب وزكريا ويحيى وصالح وعزير وأيوب ولقمان وعيسى ومحمد عليهم‌السلام يتختمون في أيمانهم.

الصعقب (١) بن زهير أنه سئل أميرالمؤمنين عليه‌السلام عن التختم في اليمين فقال عليه‌السلام : إنه لما أنزل الله على نبيه « قل تعالوا ندع أبنائنا (٢) » الآية قال جبرئيل عليه‌السلام : يا رسول الله ما من نبي إلا وأنا بشيره ونذيره ، فما افتخرت بأحد من الانبياء إلا بكم أهل البيت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل أنت منا ، فقال جبرئيل : أنا منكم؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت منا يا جبرئيل ، فقال : يارسول الله بين لي ليكون لي فرج لامتك ، فأخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خاتمه بشماله فقال : أنا رسول الله أولكم ، وثانيكم علي ، وثالثكم فاطمة ، ورابعكم الحسن ، وخامسكم الحسين ، و سادسكم جبرئيل ، وجعل خاتمه في إصبعه اليمنى فقال : أنت سادسنا يا جبرئيل ، فقال جبرئيل : يا رسول الله ما من أحد تختم في يمينه (٣) وأراد بذلك سنتك ورأيته يوم القيامة متحيرا إلا أخذت بيده وأوصلته إليك وإلى أميرالمؤمنين علي بن أبي ـ طالب عليه‌السلام (٤).

٢ ـ يف : ابن المغازلي بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : إن المنادي نادى

____________________

(١) في المصدر « الصقعب ». وفي هامشه : بتقديم القاف على العين المهملة ـ وزان جعفر ـ ابن زهير بن عبدالله بن زهير الازدى الكوفى. قال ابن حجر في التقريب : ثقة من السادسة

(٢) سورة آل عمران : ٦١.

(٣) في المصدر : بيمينه.

(٤) مناقب آل ابى طالب ٢ : ٦٩ ـ ٧٥.

٦٣

يوم احد : لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي. وروي أيضا أن المنادي كان قد نادى بذلك يوم البدر. وروى أيضا بإسناده إلى محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام قال : نادى ملك من السماء يوم بدر ويقال له رضوان : لا سيف إلا ذوالفقار ولافتى إلا علي (١).

٣ـقب:كان له عليه‌السلام بغلة يقال له الشهباء ودلدل،أهداها إليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢)

٤ ـ كا : حميد ، عن عبيدالله الدهقان ، عن الطاطري ، عن محمد بن زياد ، عن أبان ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : علي عليه‌السلام شد على بطنه يوم الجمل بعقال أبرق نزل به جبرئيل من السماء ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يشد به على بطنه إذا لبس الدرع (٣).

٥ ـ ن : هاني بن محمد بن محمود العبدي ، عن أبيه رفعه ، عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام فيما ناظر به الرشيد في تفضيل العزة (٤) قال عليه‌السلام : إن العلماء قد أجمعوا على أن جبرئيل قال يوم احد : يا محمد إن هذه لهي المواساة من علي ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لانه مني وأنا منه ، قال جبرئيل عليه‌السلام : وأنا منكما يا رسول الله ، ثم قال : لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي ، فكان كما مدح الله عزوجل به خليله عليه‌السلام إذ يقول « فتى يذكرهم يقال له إبراهيم » إنا معشر بني عمك نفتخر بقول جبرئيل عليه‌السلام إنه منا (٥).

٦ ـ لى ، مع : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن أبي الخطاب وابن يزيد ومحمد ابن أبي الصهبان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن الصادق ، عن أبيه عن جده عليهم‌السلام قال : إن أعرابيا أتى رسول الله فخرج إليه في رداء ممشق ، فقال : يا محمد لقد خرجت إلي كأنك فتى ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم يا أعرابي أنا الفتى ، ابن الفتى أخو الفتى ، فقال : يا محمد أما الفتى فنعم فكيف ابن الفتى وأخو الفتى؟ فقال : أما

____________________

(١) الطرائف : ٢٢.

(٢) مناقب آل ابى طالب ٢ : ٧٧.

(٣) روضة الكافى :

(٤) العترة ظ ٠ ( ب )

(٥) عيون الاخبار : ٤٩ والطبعة الحديثة ج ١ : ٨٥.

٦٤

سمعت الله عزوجل يقول : « قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم (١) » فأنا ابن إبراهيم ، وأما أخو الفتى فإن مناديا نادى من السماء (٢) يوم احد : لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي ، فعلي أخي وأنا أخوه (٣).

قب : مرسلا مثله (٤).

٧ ـ ع ، مع : ابن عصام ، عن الكليني ، عن علان رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : إنما سمي سيف أميرالمؤمنين عليه‌السلام ذا الفقار لانه كان في وسطه خطة في طوله فشبه (٥) بفقار الظهر ، فسمي ذا الفقار لذلك ، وكان سيفا نزل به جبرئيل عليه‌السلام من السماء ، كانت حلقته فضة ، وهو الذي نادى به مناد من السماء : لا سيف إلا ذوا الفقار ولا فتى إلا علي (٦).

أقول : قد مضى بعض أخبار الباب في باب غزوة احد.

٨ ـ ن ، لى : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن اليقطيني ، عن أحمد بن عبدالله قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن ذي الفقار سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أين هو؟ فقال هبط به جبرئيل عليه‌السلام من السماء ، وكان حيلته من فضة وهو عندي (٧).

ير : عبدالله بن جعفر ، عن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن عبدالله مثله (٨).

٩ ـ ع : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن البزنطي وابن أبي عمير معا ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما كان يوم احد انهزم أصحاب

____________________

(١) سورة الانبياء : ٦٠.

(٢) في المعانى : في السماء.

(٣) امالى الصدوق : ١٢٠ و ١٢١. معانى الاخبار : ١١٩.

(٤) لم نظفر به في المناقب.

(٥) في المعانى : تشبه.

(٦) علل الشرائع : ٦٤. معانى الاخبار : ٦٣.

(٧) عيون الاخبار : ٢١٤. امالى الصدوق : ١٧٤.

(٨) بصائر الدرجات : ٤٨.

٦٥

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى لم يبق معه إلا علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأبودجانة (١) وكان علي عليه‌السلام كلما حملت طائفة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله استقبلهم وردهم حتى أكثر فيهم القتل والجراحات ، حتى انكسر سيفه ، فجاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله إن الرجل يقاتل بسلاحه وقد انكسر سيفي ، فأعطاه عليه‌السلام سيفه ذا الفقار ، فما زال يدفع به عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى أثر وأنكر (٢) ، فنزل جبرئيل عليه‌السلام وقال : يا محمد إن هذه لهي المواساة من علي لك ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنه مني وأنا منه ، فقال جبرئيل عليه‌السلام : وأنا منكما ، وسمعوا دويا من السماء : لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي (٣).

١٠ ـ ع : الدقاق وابن عصام معا ، عن الكليني ، عن القاسم بن العلاء ، عن إسماعيل الفزاري ، عن محمد بن جمهور العمي ، عن ابن أبي نجران ، عمن ذكره ، عن الثمالي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام فقلت : يا ابن رسول الله لم سمي سيف أمير ـ المؤمنين عليه‌السلام ذا الفقار؟ فقال عليه‌السلام : لانه ما ضرب به أحد من خلق الله إلا أفقره في هذه الدنيا (٤) من أهله وولده ، وأفقره في الآخرة من الجنة (٥).

أقول : قد مر الاخبار في باب علامات الامام أنه عند الائمة عليهم‌السلام.

١١ ـ ما : المفيد ، عن علي بن محمد بن مالك ، عن أحمد بن عبدالجبار ، عن بشر بن بكر ، عن محمد بن إسحاق ، عن مشيخته قال : سمع يوم احد ـ وقد هاجت ريح عاصف ـ كلام هاتف يهتف وهو يقول :

____________________

(١) في المصدر : وابودجانة سماك بن خرشة ، فقال له النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بادجانة أما ترى قومك؟ قال : بلى ، قال : الحق بقومك ، قال : ما على هذا بايعت الله ورسوله قال : أنت في حل ، قال : والله لا تتحدث قريش بأنى خذلتك وفررت حتى أذوق ما تذوق ، فجزاه النبى خيرا اه.

(٢) كذا في النسخ. وفى المصدر : وانكسر.

(٣) علل الشرايع : ١٤.

(٤) في المصدر : من هذه الدنيا.

(٥) علل الشرايع : ٦٤.

٦٦

لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي

وإذاندبتم هالكا فابكوا الوفي أخا الوفي (١)

١٢ ـ ير : عباد بن سليمان ، عن سعد بن سعد ، عن يحيى ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : قال:آتى أبي بسلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد دخل عمومتي من ذلك فقال كلمة ، فقال صفوان : وذكرنا سيف رسول الله فقال : أتاني إسحاق بن جعفر فعظم علي وسألني له بالحق والحرمة : السيف الذي أخذه هو سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال : فقلت : لا كيف يكون هذا وقد قال أبوجعفر عليه‌السلام : مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيث ما دار دار الامر ، قال : فسألته عن ذي الفقار سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : نزل به جبرئيل من السماء ، وكانت حليته فضة ، وهو عندي (٢).

بيان : « فقال كلمة » أي فقال عليه‌السلام بعد ذلك كلمة نسيتها أولا أرى المصلحة في ذكرها والحاصل أنه عليه‌السلام قال : إن أبي أعطاني سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودخل عمومتي من ذلك حسد علي ، ثم ذكر عليه‌السلام أن إسحاق عمه أتاه وأقسم عليه بالحق والحرمة أن السيف الذي أخذه المأمون منه عليه‌السلام هل هو سيف رسول الله؟ فأجاب عليه‌السلام بأنه لم يكن سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لان سيفه لا يكون إلا عند الامام.

١٣ ـ شف : محمد بن جرير الطبري قال في كتابه ما لفظه : أبوجعفر ، عن داود بن عمر ، عن روح بن عبدالله ، عن أبي الاحوص عبدالله بن يسار ، عن زرارة بن أعين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى أعطاني ذا الفقار ، قال : يا محمد خذه وأعطه خير أهل الارض ، فقلت : من ذلك يا رب؟ فقال : خليفتي في الارض علي بن أبي طالب عليه‌السلام. وأن ذا الفقار كان ينطق مع علي عليه‌السلام ويحدثه حتى أنه هم يوما يكسره (٣) فقال : مه يا أميرالمؤمنين إني مأمور ، وقد بقي في أجل المشرك تأخيرا. أقول : إنما يمكن أن يكون قد سقط بعد

____________________

(١) أمالى الشيخ : ٨٨ و ٨٩.

(٢) بصائر الدرجات : ٥١.

(٣) في المصدر : بكسره.

٦٧

قوله « هم يوم يكسره » : وقد ضرب به مشركا فلم يقتله (١).

١٤ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام أن خاتم رسول الله كان فضة ، ونقشه : محمد رسول الله. وكان نقش خاتم علي عليه‌السلام ، الله الملك. و كان نقش خاتم والدي رضي‌الله‌عنه : العزة لله (٢).

١٥ ـ ب : أبوالبختري ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : كان نقش خاتم علي عليه‌السلام : الملك لله (٣).

١٦ ـ لى ، ن : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن أبي العقبة الصيرفي ، عن الحسين بن خالد ، عن الرضا عليه‌السلام قال : كان نقش خاتم أميرالمؤمنين عليه‌السلام : الملك لله ، تمام الخبر (٤).

١٧ ـ ع ، ل : محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن أحمد بن سعيد ، عن محمد بن مسلم بن زرارة ، عن محمد بن يوسف ، عن سفيان الثوري ، عن إسماعيل السدي ، عن عبد خير قال : كان لعلي عليه‌السلام أربعة خواتيم يتختم بها : ياقوت لنبله وفيروزج لنصرته (٥) والحديد الصيني لقوته ، وعقيق لحرزه ، وكان نقش الياقوت : لا إله إلا الله الملك الحق المبين ، ونقش الفيروزج : الله الملك الحق (٦) ونقش الحديد الصيني : العزة لله جميعا ، ونقش العقيق ثلاثة أسطر : ما شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله (٧).

١٨ ـ ع : ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير قال : قلت لابي الحسن موسى عليه‌السلام : أخبرني عن تختم أميرالمؤمنين عليه‌السلام بيمينه

____________________

(١) اليقين في امرة اميرالمؤمنين : ٤٨.

(٢) قرب الاسناد : ٣١.

(٣) قرب الاسناد : ٧٢.

(٤) امالى الصدوق : ٢٧٤. عيون الاخبار : ٢١٨.

(٥) في العلل : لبصره.

(٦) في العلل : الله الملك الحق المبين.

(٧) علل الشرائع : ٦٣ و ٦٤ الخصال ١ : ٩٣.

٦٨

لاي شئ كان؟ فقال : إنما كان يتختم بيمينه لانه إمام أصحاب اليمين بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد مدح الله عزوجل أصحاب اليمين وذم أصحاب الشمال ، وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتختم بيمينه ، وهو علامة لشيعتنا ، يعرفون به وبالمحافظة على أوقات الصلاة وإيتاء الزكاة ومواساة الاخوان والامر بالمعروف والنهي عن المنكر (١).

قب : عن ابن أبي عمير مثله.

١٩ ـ ع : عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي ، عن منصور بن عبدالله الاصفهاني ، عن علي بن عبدالله ، عن عباس بن العباس ، عن سعيد الكندي ، عن عبدالله بن حازم الخزاعي ، عن إبراهيم بن موسى الجهني ، عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : يا علي تختم باليمين تكن من المقربين ، قال : يا رسول الله وما المقربون؟ قال : جبرئيل وميكائيل ، قال بما أتختم يا رسول الله؟ قال : بالعقيق الاحمر ، فإنه أفر لله عزوجل بالوحدانية ، ولي بالنبوة ، ولك يا علي بالوصية ، ولولدك بالامامة ، ولمحبيك بالجنة ، ولشيعة ولدك بالفردوس (٢).

٢٠ ـ ثو : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن يوسف بن السخت عن الحسن بن سهل ، عن ابن مهزيار قال : دخلت على أبي الحسن موسى عليه‌السلام فرأيت في يده خاتما فصه فيروزج نقشه : الله الملك ، فقال : هذا (٣) حجر أهداه جبرئيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الجنة ، فوهبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام ، الخبر (٤).

٢١ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن الحسن (٥) بن علي العقيلي ، عن علي بن أبي علي اللهبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : عمم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام بيده ، فسد لها من بين يديه وقصرها من خلفه قدر أربع أصابع ، ثم قال : أدبر فأدبر ، ثم قال : أقبل فأقبل ، فقال (٦) : هكذا تيجان

____________________

(١ و ٢) علل الشرايع : ٦٤.

(٣) في المصدر : فأدمت النظر اليه فقال : مالك تنظر فيه؟ هذا حجر اه.

(٤) ثواب الاعمال : ١٦٩ و ١٧٠.

(٥) في المصدر : الحسن.

(٦) في المصدر : ثم قال

٦٩

الملائكة (١).

٢٢ ـ كا : علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر ، عن الحسن ابن سهل ، عن الحسن بن علي بن مهران قال : دخلت على أبي الحسن موسى عليه‌السلام وفي إصبعه خاتم فصه فيروزج نقشه « الله الملك » فأدمت النظر إليه فقال لي : ما لك تديم النظر إليه؟ فقلت : بلغني أنه كان لعلي أميرالمؤمنين عليه‌السلام خاتم فصه فيروزج نقشه « الله الملك » فقال : أتعرفه؟ فقلت : لا ، قال : هذا هو ، تدري ما سببه؟ قلت : لا ، قال:هذا حجر أهداه جبرئيل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فوهبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لاميرالمؤمنين عليه‌السلام ، أتدري ما اسمه؟ قلت : فيروزج ، قال : هذا بالفارسية ، فما اسمه بالعربية؟ قلت : لا أدري ، قال : اسمه الظفر (٢).

٢٣ ـ كا : العدة ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن العرزمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أميرالمؤمنين صلوات الله عليه يتختم في يمينه (٣).

٢٤ ـ كا : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان نقش خاتم أميرالمؤمنين عليه‌السلام : الله الملك (٤).

٢٥ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن ابن ظبيان و حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان في خاتم أميرالمؤمنين عليه‌السلام : الله الملك (٥).

كا : العدة ، عن سهل ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن خالد ، عن الرضا عليه‌السلام مثله (٦).

____________________

(١) فروع الكافى ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : ٤٦١.

(٢) فروع الكافى ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : ٤٧٢.

(٣) فروع الكافى ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : ٤٧٠.

(٤) فروع الكافى ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : ٤٧٣. وفيه وفى ( خ ) : الملك لله.

(٥) فروع الكافى ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : ٤٧٣.

(٦) فروع الكافى ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : ٤٧٤.

٧٠

٢٦ ـ كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن محمد بن إسماعيل عن أبي الصباح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان علي عليه‌السلام يحلي ولده ونساءه بالذهب والفضة (١).

١١٩

( باب )

* ( صدقاته ومواليه عليه‌السلام ) *

١ ـ كا : علي ، عن أبيه أو قال : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن عبدالرحمن ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أوصى أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقال : إن أبا نيزر ورباحا وجبيرا عتقوا على أن يعملوا في المال خمس سنين (٢).

٢ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن أيوب بن عطية الحذاء قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الفئ ، فأصاب علي عليه‌السلام أرضا (٣) فاحتفر فيها عينا فخرج ماء ينبع في السماء كهيئة عنق البعير ، فسماها ينبع ، فجاء البشير يبشر فقال عليه‌السلام : بشر الوارث هي صدقة بتة بتلا في حجيج بيت الله وعابر (٤) سبيل الله ، لا تباع ولا توهب ولا تورث ، فمن باعها أو وهبها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا (٥).

٣ ـ كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : بعث إلي

____________________

(١) فروع الكافى ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : ٤٧٥.

(٢) فروع الكافى ( الجزء السادس من الطبعة الحديثة ) : ١٧٩.

(٣) في المصدر : فاصاب عليا ارضا.

(٤) في المصدر : وعابرى.

(٥) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٥٤ و ٥٥. وقد اوردها بعينها في باب سخائه عليه‌السلام راجع ج ٤١ ص ٣٩ و ٤٠.

٧١

أبوالحسن عليه السللام بوصية أميرالمؤمنين عليه‌السلام وهي :

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به وقضى به في ماله عبدالله علي ابتغاء وجه الله ، ليولجني به الجنة ويصرفني به عن النار ويصرف النار عني يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، إن ما كان لي من ينبع (١) مال يعرف لي فيها وما حولها صدقة ورقيقها ، غير أن رباحا وأبا نيزر وجبيرا عتقاء ليس لاحد فيهم سبيل ، فهم موالي يعملون في المال خمس حجج وفيه نفقتهم ورزقهم وأرزاق أهاليهم ، ومع ذلك ما كان لي بوادي القرى من مال بني فاطمة (٢) ورقيقها صدقة ، وما كان لي بديمة وأهلها صدقة ، غير أن زريقا له مثل ما كتبت لاصحابه ، وما كان لي بادينه وأهلها والعفرتين (٣) كما قد علمتم صدقة في سبيل الله ، وإن الذي كتبت من أموالي هذه صدقة واجبة بتلة حيا أنا أو ميتا ، ينفق في كل نفقة يبتغي بها وجه الله في سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد ، فإنه يقوم على ذلك الحسن بن علي ، يأكل منه بالمعروف وينفقه حيث يراه الله عزوجل في حل محلل لا حرج عليه فيه ، فإن أراد أن يبيع نصيبا من المال فيقضي به الدين فليفعل إن شاء ، لا حرج عليه فيه ، وإن شاء جعله سرى الملك ، وإن ولد علي ومواليهم وأموالهم إلى الحسن بن علي ، وإن كانت دار الحسن بن علي غير دار الصدقة فبدا له أن يبيعها فليبع إن شاء لا حرج عليه فيه ، وإن باع فإنه يقسم ثمنها ثلاثة أثلاث فيجعل ثلثها (٤) في سبيل الله ، ويجعل ثلثا في بني هاشم وبني المطلب ويجعل الثلث في آل أبي طالب ، وإنه يضعه فيهم حيث يراه الله ، وإن حدث بحسن

____________________

(١) في المصدر : من مال ينبع.

(٢) في المصدر : بوادى القرى كله من مال لبنى فاطمة.

(٣) كذا في النسخ وفى المصدر : وما كان لى باذينة وأهلها صدقة ، والفقيرين اه. قال في المراصد ( ٣ : ١٠٣٩ ) : الفقير الحفيرة للنخلة تغرس فيها ، وهو ركى بعينه. وفقير ـ بالتصغير موضع قرب خيبر.

(٤) في المصدر : ثلثا.

٧٢

حدث وحسين حي فإنه إلى حسين بن علي ، وإن حسينا يفعل فيه مثل الذي أمرت به حسنا ، له مثل الذي كتبت للحسن وعليه مثل الذي على حسن ، وإن ( الذي ) لبني ابني فاطمة (١) من صدقة علي مثل الذي لبني علي ، وإني إنما جعلت الذي جعلت لابني فاطمة ابتغاء وجه الله عزوجل وتكريم حرمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتعظيمها وتشريفها (٢) ورضاهما ، وإن حدث بحسن وحسين حدث فإن الآخر منهما ينظر في بني علي ، فإن وجد فيهم من يرضى بهديه (٣) وإسلامه وأمانته فإنه يجعل إليه إن شاء ، فإن لم ير فيهم بعض الذي يريده فإنه يجعله إلى رجل من آل أبي طالب يرضى به ، فإن وجد آل أبي طالب قد ذهب كبراؤهم وذوو آرائهم فإنه يجعله إلى رجل يرضاه من بني هاشم ، وإنه يشترط على الذي يجعله إليه أن يترك المال على اصوله وينفق ثمره حيث أمرته به من سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد ، لا يباع منه شئ ولا يوهب ولا يورث وإن مال محمد بن علي على ناحيته وهو إلى ابني فاطمة ، وإن رقيقي الذين في صحيفة صغيرة التي كتبت لي عتقاء.

هذا ما قضى به علي بن أبي طالب في أمواله هذه الغد من يوم قدم مسكن ابتغاء وجه الله والدار الآخرة والله المستعان على كل حال ، ولا يحل لامرئ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يغير شيئا مما أوصيت به في مالي (٤) ولا يخالف فيه أمري من قريب ولا بعيد.

أما بعد فإن ولائدي اللاتي أطوف عليهن السبعة عشر منهن امهات أولاد معهن أولادهن ، ومنهن حبالى ومنهن من لا ولد له ، فقضائي فيهن إن حدث بي

____________________

(١) في المصدر : لبنى فاطمة.

(٢) في المصدر : وتعظيمهما وتشريفهما.

(٣) الهدى : الطريقة والسيرة. وفي المصدر و ( م ) و ( خ ) : بهداه.

(٤) كذا في ( ك ) وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : أن يقول في شئ قضيته من مالى ولا يخالف اه.

٧٣

حدث أن من كانت (١) منهن ليس لها ولد وليست بحبلى فهي عتيق لوجه الله عز وجل ، ليس لاحد عليهن سبيل ، ومن كانت منهن لها ولد أو حبلى فتمسك على ولدها وهي من حظه ، فإن مات ولدها وهي حية فهي عتيق ، ليس لاحد عليها سبيل ، هذا ما قضى به علي في ماله ، الغد من يوم قدم مسكن ، شهد أبوسمر بن أبرهة وصعصعة بن صوحان ويزيد بن قيس وهياج بن أبي هياج ، وكتب علي بن أبي طالب عليه‌السلام بيده لعشر خلون من جمادى الاولى سنة سبع وثلاثين. وكانت الوصية الآخرى مع الاولى (٢).

١٢٠

( باب )

* ( أحوال أولاده وأزواجه وامهات أولاده صلوات الله عليه ) *

* ( وفيه بعض الرد على الكيسانية ) *

١ ـ د : كان له عليه‌السلام سبعة وعشرون ذكرا وانثى : الحسن والحسين و زينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بام كلثوم من فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبوالقاسم محمد امه خولة بنت جعفر بن الحنفية ، وعمر ورقية كانا توأمين امهما الصهباء ويقال : ام حبيب التغلبية ، والعباس وجعفر وعثمان وعبدالله الشهداء بكربلاء امهم ام البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة الكلابية ، وله من أسماء بنت عميس الخثعمية يحيى وعون ، وكان له من ليلى ابنة مسعود الدارمية محمد الاصغر المكنى أبابكر وعبيدالله ، وكان له خديجة وام هانئ وميمونة وفاطمة لام ولد وكان له من ام شعيب الدارمية ـ وقيل ام مسعود المخزومية ـ ام الحسن ورملة.

____________________

(١) في المصدر : انه من كان.

(٢) فروع الكافى ( الجزء السابع من الطبعة الحديثة ) : ٤٩ ـ ٥١ : وقد أوردها المصنف بعينها في باب سخائه عليه‌السلام مع بيان في ذيلها : راجع ج ٤١ ص ٤٠ ـ ٤٢.

٧٤

وأعقب لاميرالمؤمنين عليه‌السلام من البنين خمسة : الحسن والحسين عليهما‌السلام ومحمد والعباس وعمر رضي‌الله‌عنهم (١).

٢ ـ من كتاب تذكرة الخواص لابن الجوزي : النسل من ولد مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام لخمسة : الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعمر الاكبر والعباس وأما عمر الاكبر فعاش خمسا وثمانين سنة حتى حاز نصف ميراث أميرالمؤمنين ، و روى الحديث ، وكان فاضلا ، وتزوج أسماء بنت عقيل بن أبي طالب عليه‌السلام فأولدها محمد [اً] واُمّ موسى وام حبيب ، وأما العباس فأول من استشهد مع الحسين عليه‌السلام ، قال الزبير بن بكار : كان للعباس ولد اسمه عبيدالله ، كان من العلماء ، فمن ولده عبيدالله بن علي بن إبراهيم بن الحسن بن عبيدالله بن عباس بن أميرالمؤمنين عليه‌السلام وكان عالما فاضلا جوادا ، طاف الدنيا وجمع كتبا تسمى الجعفرية ، فيها فقه أهل البيت عليهم‌السلام ، قدم بغداد فأقام بها وحدث ، ثم سافر إلى مصر فتوفي بها سنة اثني عشر وثلاثمائة ، ومن نسل العباس بن أميرالمؤمنين العباس بن الحسن بن عبيدالله بن العباس ، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ، فقال : قدم إليها في أيام الرشيد و صحبه ، وكان يكرمه ، ثم صحب المأمون بعده ، وكان فاضلا شاعرا فصيحا ، وتزعم العلوية أنه أشعر ولد أبي طالب (٢).

٣ ـ ع : المفسر ، عن علي بن محمد بن سنان ، عن محمد بن يزيد المنقري ، عن سفيان بن عيينة قال : قيل للزهري : من أزهد الناس في الدنيا؟ قال : علي بن الحسين عليهما‌السلام حيث كان ، وقد قيل له ـ فيما بينه وبين محمد بن الحنفية من المنازعة في صدقات علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ : لو ركبت إلى الوليد بن عبدالملك ركبة لكشف عنك من غرر (٣) شره وميله عليك بمحمد ، فإن بينه وبينه خلة ، قال :

____________________

(١) كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية من مولفات الشيخ رضى الدين على بن سديد الدين يوسف بن على بن مطهر الحلى مخطوط لم نظفر بنسخته قال المصنف في الفصل الثانى من مقدمه الكتاب وقد اتفق لنا منه نصفه.

(٢) وجدناها ص ٣٢ من طبعته الحجرية مع تقديم وتأخير واختلاف كثير والكتاب كما عرفت إنما هو للشيخ جمال الدين يوسف ابن أبى الفرج عبدالرحمن بن الجوزى.

(٣) الغرر : التعريض للهلاك.

٧٥

وكان هو بمكة والوليد بها ـ فقال : ويحك أفي حرم الله أسأل غير الله عزوجل؟ إني أنف إذ أسأل الدنيا خالقها (١) فكيف أسأل مخلوقا مثلي؟ وقال الزهري : لا جرم إن الله عزوجل ألقى هيبته في قلب الوليد حتى حكم له على محمد بن الحنفية (٢).

٤ ـ جا ، ما : المفيد ، عن محمد بن عمران ، عن علي بن عبدالرحيم السجستاني عن أبيه ، عن الحسين بن إبراهيم ، عن عبدالله بن عاصم ، عن محمد بن بشر قال : لما سير ابن الزبير ابن عباس إلى الطائف كتب إليه محمد بن الحنفية : أما بعد فقد بلغني أن ابن الجاهلية سيرك إلى الطائف ، فرفع الله ـ عزوجل اسمه ـ بذلك لك ذكرا وعظم (٣) لك أجرا وحط به عنك وزرا ، يا ابن عم إنما يبتلى الصالحون وإنما تهدى (٤) الكرامة للابرار ، ولو لم توجر إلا فيما تحب إذا قل أجرك ، قال الله تعالى : « وعسى أن تكرهوا شيئاو هو خير لكم » (٥) وهذا مالست أشك أنه خير لك عند بارئك ، عزم الله لك على الصبر في البلوى (٦) والشكر في النعماء إنه على كل شئ قدير.

فلما وصل الكتاب إلى ابن عباس أجاب عنه وقال : أما بعد فقد أتاني كتابك تعزيني فيه على تسييري ، وتسأل ربك جل اسمه أن يرفع لي به ذكرا ، وهو تعالى قادر على تضعيف الاجر والعائدة بالفضل والزيادة من الاحسان ، أما احب أن الذي ركب مني ابن الزبير كان ركبه مني أعداء خلق الله لي احتسابا وذلك في حسناتي ولما أرجوا أن أنال به رضوان ربي ، يا أخي! الدنيا قد ولت وإن الآخرة قد أظلت ، فاعمل صالحا جعلنا الله وإياك ممن يخافه بالغيب ويعمل لرضوانه في السر والعلانية إنه على كل شئ قدير (٧).

____________________

(١) أى انى اكره السؤال من الله تعالى في النعم الفانية الدنياوية وهو خالقها اه.

(٢) علل الشرايع : ٨٧ و ٨٨.

(٣) في امالى الطوسى : وأعظم.

(٤) في امالى الطوسى: تهتدى.

(٥) سورة البقرة : ٢١٦.

(٦) في امالى المفيد : عظم الله لك الصبر على البلوى.

(٧) امالى المفيد : ٢٠٥ و ٢٠٦. امالى الطوسى : ٧٤ و ٧٥.

٧٦

٥ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن نضر بن شعيب ، عن خالد بن ماد ، عن الثمالي عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : أتى محمد بن الحنفية الحسين بن علي عليهما‌السلام فقال : أعطني ميراثي من أبي ، فقال له الحسين عليه‌السلام : ما ترك أبوك إلا سبع مائة درهم فضلت من عطاياه ، قال : فإن الناس يزعمون فيأتون فيسألوني فلا أجد بدا من أن اجيبهم ، قال : فأعطني من علم أبي ، فقال : (١) فدعا الحسين عليه‌السلام قال : فذهب فجاء بصحيفة تكون أقل من شبر أو أكبر من أربع أصابع ، قال : فملات شجرة ونحوه علما (٢).

٦ ـ خص : سعد بن عبدالله ، عن أحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة وزرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما قتل الحسين بن علي عليهما‌السلام أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين عليهما‌السلام فخلا به ثم قال : يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كانت الوصية منه والامامة من بعده إلى علي بن أبي طالب ثم إلى الحسن بن علي ثم إلى الحسين عليهم‌السلام وقد قتل أبوك ولم يوص ، وأنا عمك وصنو أبيك ، وولادتي من علي عليه‌السلام في سني وقد متى و أنا أحق بها منك في حداثتك ، لا تنازعني في الوصية والامامة ولا تجانبني ، فقال له علي بن الحسين عليهما‌السلام : ياعم اتق الله ولا تدع ما ليس لك بحق ، إني أعظك أن تكون من الجاهلين ، إن أبي عليه‌السلام يا عم أوصى إلي في ذلك قبل أن يتوجه إلى العراق ، وعهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندي ، فلا تتعرض لهذا ، فإني أخاف عليك نقص العمر وتشتت الحال ، إن الله تبارك وتعالى لما صنع الحسن مع معاوية (٣) أبى أن يجعل الوصية والامامة إلا في عقب الحسين عليه‌السلام فإن رأيت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الاسود حتى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك ، قال أبوجعفر عليه‌السلام : وكان الكلام بينهما بمكة ،

____________________

(١) في المصدر : قال.

(٢) بصائر الدرجات : ٤٢ و ٤٣.

(٣) في المصدر بعد ذلك : ما صنع.

٧٧

فانطلقا حتى أتيا الحجر ، فقال علي بن الحسين عليهما‌السلام لمحمد بن علي : آته يا عم وابتهل إلى الله تعالى أن ينطق لك الحجر ، ثم سله عما ادعيت ، فابتهل في الدعاء وسأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه ، فقال علي بن الحسين عليهما‌السلام : أما إنك يا عم لو كنت وصيا وإماما لاجابك ، فقال له محمد : فادع أنت يا ابن أخي فاسأله ، فدعا الله علي بن الحسين عليهما‌السلام بما أراده ثم قال : أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الانبياء والاوصياء وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا : من الامام والوصي بعد الحسين عليه‌السلام؟ فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ، ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين فقال : اللهم إن الوصية والامامة بعد الحسين بن علي عليهما‌السلام إلى علي بن الحسين بن علي ، ابن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فانصرف محمد بن علي ، ابن الحنفية وهو يقول : (١) علي بن الحسين (٢).

٧ ـ أقول : ذكر الصدوق في كتاب إكمال الدين في بيان خطاء الكيسانية أن السيد بن محمد الحميري رضي‌الله‌عنه اعتقد ذلك وقال فيه :

ألا إن الائمة من قريش

ولاة الامر أربعة سواء

علي والثلاثة من بنيه

هم أسباطنا والاوصياء

فسبط سبط إيمان وبر

وسبط قد حوته كربلاء

وسبط لا يذوق الموت حتى

يقود الجيش يقدمه اللواء

يغيب فلا يرى عنا زمانا

برضوى عنده عسل وماء

وقال فيه السيد أيضا :

أيا شعيب رضوى ما لمن بك لا يرى

فحتى متى تخفى وأنت قريب؟

فلو غاب عنا عمر نوح لايقنت

منا النفوس بأنه سيؤوب

وقال فيه السيد أيضا :

ألا حي المقيم بشعب رضوى

وأهد له بمنزله سلاما

____________________

(١) أى يقول : الامام على بن الحسين. وفي المصدر : وهو يتولى.

(٢) مختصر البصائر : ١٤ و ١٥.

٧٨

وقل : يا ابن الوصي فدتك نفسي

أطلت بذلك الجبل المقاما

أضر بمعشر والوك منا (١)

وسموك الخليفة والاماما

فما ذاق ابن خولة طعم موت

ولا وارت له أرض عظاما

فلم يزل السيد ضالا في أمر الغيبة يعتقدها في محمد بن علي ابن الحنفية حتى لقي الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، ورأى منه علامات الامامة ، وشاهد منه دلالات الوصية ، فسأله عن الغيبة وذكر له أنها حق وأنها (٢) تقع بالثاني عشر من الائمة عليهم‌السلام وأخبره بموت محمد بن علي ، ابن الحنفية ، وأن أباه شاهد دفنه ، فرجع السيد عن مقالته واستغفر من اعتقاده ، ورجع إلى الحق عند اتضاحه ، ودان بالامامة (٣).

٨ ـ حدثنا ابن عبدوس ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان : عن محمد بن إسماعيل بن روح (٤) عن حيان السراج قال : سمعت السيد بن محمد الحميري يقول : كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي ابن الحنفية رضي‌الله‌عنه ، قد ضللت في ذلك زمانا ، فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام وأنقذني به من النار ، وهداني إلى سواء الصراط ، فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي وعلى جميع أهل زمانه وأنه الامام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به فقلت له : يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم‌السلام في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن يقع (٥)؟ فقال : عليه‌السلام : ستقع (٦) بالسادس من ولدي ، وهو الثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أولهم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب و آخرهم القائم بالحق بقية الله في الارض وصاحب الزمان ، والله لو بقي في غيبة ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملا الارض قسطا وعدلا كما

____________________

(١) في المصدر : فمر بمعشر.

(٢) في المصدر : فذكر له انها حق ولكنها.

(٣) اكمال الدين : ٢٠.

(٤) في المصدر : بزيع.

(٥) في المصدر : تقع.

(٦) في المصدر : ان الغيبة ستقع.

٧٩

ملئت ظلما وجورا (١) ، قال السيد : فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه (٢).

٩ ـ أقول : أورد قصيدة عن السيد في ذلك ، وقد أوردنا ها في باب أحوال مداحي الصادق عليه‌السلام ثم قال : وكان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من الكيسانية ، ومتى صح موت محمد بن علي ابن الحنفية بطل أن تكون الغيبة التي رويت في الاخبار واقعة به ، فمما روي في وفاة محمد بن الحنفية رضي‌الله‌عنه ما حدثنا به محمد بن عصام ، عن الكليني ، عن القاسم بن العلاء ، عن إسماعيل بن علي القزويني عن علي بن إسماعيل ، عن حماد بن عيسى ، عن جعفر بن مختار قال : دخل حيان السراج على الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام فقال له : يا حيان ما يقول أصحابك في محمد ابن الحنفية؟ قال : يقولون : حي (٣) يرزق ، فقال الصادق عليه‌السلام : حدثني أبي عليه‌السلام أنه كان فيمن عاداه في مرضه وفيمن غمضه وأدخله حفرته وزوج نساؤه وقسم ميراثه ، فقال : يا با عبدالله إنما مثل محمد في هذه الامة كمثل عيسى بن مريم شبه أمره للناس ، فقال الصادق عليه‌السلام : شبه أمره على أوليائه أو على أعدائه؟ قال : بل على أعدائه قال : أتزعم أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر عدو عمه محمد بن الحنفية؟ فقال : لا ثم قال الصادق عليه‌السلام : يا حيان إنكم صدفتم عن آيات الله ، وقد قال الله تبارك و تعالى : « سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون (٤) ».

١٠ ـ كش : الحسين بن الحسن بن بندار ، عن سعد ، عن ابن عيسى ومحمد بن عبدالجبار ، عن ابن معروف ، عن عبدالله بن الصلت ، عن حماد بن عيسى ، قال : وحدثني علي بن إسماعيل ويعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن عبدالله بن مسكان قال : دخل حيان السراج ، وذكر نحوه

____________________

(١) في المصدر : و ( م ) و ( خ ) : جورا وظلما.

(٢) اكمال الدين : ٢٠ و ٢١.

(٣) في المصدر : انه حى.

(٤) اكمال الدين : ٢١ و ٢٢. والاية في سورة الانعام : ١٥٧.

٨٠