بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الذين نزلت فيهم هذه الآية وسيدهم وإمامهم ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أين حلتك التي كسوتكها يا علي؟ فقال : يا رسول الله إن بعض أصحابك أتاني يشكو عراه وعرى أهل بيته ، فرحمته فآثرته بها على نفسي ، وعرفت أن الله سيكسوني خيرا منها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صدقت أما إن جبرئيل قد أتاني يحدثني أن الله اتخذ لك مكانها في الجنة حلة خضراء من استبرق ، وصنفتها من ياقوت وزبرجد ، فنعم الجواز جواز ربك بسخاوة نفسك ، و صبرك على سملتك هذه المنخرقة ، فابشر يا علي ، فانصرف علي عليه‌السلام فرحا مستبشرا بما أخبره به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

بيان : قال الفيروز آبادي سمل الثوب : أخلق فهو ثوب أسمال ، وسملة وسمل ـ محركتين ـ وككتف وأمير وصبور. وقال : صنفة الثوب كفرحة وصنفه وصنفته ـ بسكرهما ـ حاشيته أي جانب كان ، أو جانبه الذي لا هدب له ، أو الذي فيه الهدب ].

٥ ـ فر : بالاسناد إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قوله تعالى : « مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله (٢) « قال نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٣).

٦ ـ كشف : مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : « الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (٤) » قال : كان عند علي عليه‌السلام أربعة دراهم لا يملك غيرها ، فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية ، فنزلت (٥) ، ورواه ابن مردويه عن ابن عباس مثله (٦).

فر : جعفر الفزاري ، عن عباد ، عن نضر ، عن محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن

____________________

(١) مخطوط.

(٢) البقرة : ٢٠٧.

(٣) تفسير فرات : ١٣.

(٤) البقرة : ٢٧٤.

(٥) كشف الغمة : ٩١.

(٦) كشف الغمة : ٩٣.

٦١

أبي صالح ، عن ابن عباس مثله (١).

مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مثله (٢).

أقول : وروى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم ، بإسناده عن عبدالوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عباس مثله. قال الحافظ ، ورواه يحيى بن يمان ويحيى بن ضريس عن عبدالوهاب ، عن أبيه ، ولم يذكر ابن عباس : قال الحافظ : وحدثنا أحمد بن علي ، بالاسناد إلى عبدالوهاب ، عن أبيه (٣).

يف : روى الثعلبي وابن المغازلي ، عن ابن عباس مثله (٤).

فر : الحسين بن الحكم ، عن الحسن بن الحسين ، عن حنان بن علي ، عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله إلا أنه ذكر بدل الدراهم الدنانير (٥).

٧ ـ فر : جعفر بن محمد بن مروان ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن فراسة ، عن مسعر بن كدام ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبدالرحمان السلمي قال : إني لاحفظ لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام أربع مناقب ما يمنعني أن أذكرها إلا الحسد! قال : فقيل له : اذكرها قال : فقرأ هذه الآية (٦) ذات يوم « الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية » قال : وما كان يملك يوم ذلك إلا أربعة دراهم ، فأعطى درهما بالليل ودرهما بالنهار و درهما بالسر ودرهما بالعلانية (٧).

بيان : روى نزول هذه الآية في أمير المؤمنين صلوات الله عليه بهذه الجهة الطبرسي ـ رحمه‌الله ـ والزمخشري (٨) وسائر المفسرين عن ابن عباس ، وقال السيوطي في الدر

____________________

(١) تفسير فرات : ٢.

(٢) العمدة : ١٨٣.

(٣) مخطوط.

(٤) الطرائف : ٢٤.

(٥) تفسير فرات : ٤.

(٦) في المصدر : فقرأ الاية

(٧) تفسير فرات (٨) وفيه : ودرهما سرا ودرهما علانية.

(٨) راجع مجمع البيان ٢ : ٣٨٨ والكشاف ١ : ٢٨٦.

٦٢

المنثور : أخرج عبدالرزاق وعبد بن حميد (١) وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني و ابن عساكر من طريق عبدالوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام كانت له أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما سرا وعلانية (٢) وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن عوف مثله (٣). وقال الطبرسي : وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام (٤).

فهذه الآية تدل على فضله عليه‌السلام في السخاء الذي هو من أشرف مكارم الاخلاق ، وأن الله قد قبل ذلك منه بأحسن القبول ، وأنزلها فيه ، ووصفه بأنه من الآمنين يوم القيامة بحيث لا يعتريه شئ من الخوف والحزن يوم القيامة ، وهذه من صفات الاولياء والاصفياء فبذلك وأمثاله استحق التفضيل على سائر الصحابة ، وقبح تقديم غيره عليه لخلوهم عن أمثال تلك الفضائل ، ولو فرض اتصافهم ببعضها ، فلا شك في اختصاصه عليه‌السلام باستجماعها.

وأقول : سيأتي كثير من الاخبار في ذلك في باب سخائه عليه‌السلام.

( ٣٧ باب )

* ( أنه عليه‌السلام المؤذن بين الجنة والنار وصاحب الاعراف ) *

* ( وسائر ما يدل على رفعة درجاته عليه‌السلام في الاخرة ) *

١ ـ فس : « فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين (٥) » أبي ، عن محمد بن

____________________

(١) في المصدر بعد ذلك : وابن جرير.

(٢) في المصدر : سرا درهما وعلانية درهما.

(٣) الدر المنثور ١ : ٣٦٢.

(٤) مجمع البيان ٢ : ٣٨٨.

(٥) الاعراف : ٤٤.

٦٣

الفضيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : المؤذن أمير المؤمنين عليه‌السلام يؤذن أذانا يسمع الخلائق (١).

٢ ـ قب : الباقر والصادق عليهما‌السلام في قوله : « فلما رأوه زلفة (٢) » نزلت في علي عليه‌السلام وذلك لما رأوا عليا في القيامة (٣) اسودت وجوه الذين كفروا. ولما رأوا منزلته مكانه من الله أكلوا أكفهم على مافرطوا في ولاية علي عليه‌السلام (٤).

٣ ـ كشف : مما أورده الحافظ أبوبكر بن مردويه عن جابر بن عبدالله قال كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فتذاكر أصحابه الجنة فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أول أهل الجنة دخولا إليها علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال أبودجانة الانصاري : يا رسول الله أخبرتنا أن الجنة محرمة على الانبياء حتى تدخلها (٥) وعلى الامم حتى تدخلها امتك ، قال : بلى يا أبا دجانة أما علمت أن لله لواء من نور عمودا من ياقوت مكتوب على ذلك النور « لا إله إلا الله محمد رسول الله (٦) ، آل محمد خير البرية ، صاحب اللواء إمام القيامة » وضرب بيده إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام. قال : فسر رسول الله (ص) بذلك عليا عليه‌السلام فقال : الحمد لله الذي كرمنا وشرفنا بك ، فقال له : أبشر يا علي ما من عبد ينتحل مودتك إلا بعثه الله معنا يوم القيامة ، ثم قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « في مقعد صدق عند مليك مقتدر » (٧).

كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن عمر بن أبي شيبة ، عن زكريا بن يحيى ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن عاصم بن حمزة ، عن جابر مثله (٨).

____________________

تفسير القمى : ٢١٦ ، وفيه : يسمع الخلائق كلها.

(٢) الملك : ٢٧.

(٣) في المصدر : يوم القيامة.

(٣) مناقب آل أبى طالب ٢ : ١٢ و ١٣.

(٥) في المصدر : حتى تدخلها أنت.

(٦) في المصدر : محمد رسولى.

(٧) كشف الغمة : ٩٥ ، والاية الاخيرة في سورة القمر : ٥٥.

(٨) مخطوط.

٦٤

وروى الشيخ الطوسي رحمه‌الله بإسناده إلى جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام يا علي من أحبك وتولاك أسكنه الله معنا في الجنة ، ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر (١).

أقول : روى العلامة رحمه‌الله في كشف الحق نحوه (٢).

٤ ـ ابن مردويه قوله تعالى : « طوبى لهم وحسن مآب (٣) » عن محمد بن سيرين قال : هي شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي عليه‌السلام وليس في الجنة حجرة إلا وفيها غصن من أغصانها.

قوله تعالى : « فأذن مؤذن بينهم » عن أبي جعفر عليه‌السلام قال هو علي عليه‌السلام (٤).

أقول : روى العلامة مثل الخبرين (٥) وقد مر وسيأتي الاخبار فيهما لا سيما في كتاب المعاد ، وكفى بهذين له فضلا واستحقاقا للتقديم على الجاهل اللئيم والعتل الزنيم (٦) والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

[ ٥ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن عبدالله المحمدي ، عن كثير بن عياش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل : « فأما من اوتي كتابه بيمينه » الآية ، نزلت في علي عليه‌السلام وجرت لاهل الايمان مثلا (٧)

٦ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن عمرو بن عثمان ، عن حنان بن سدير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل

____________________

(١) ما نقله عن الشيخ الطوسى غير موجود في تفسير الاية في التبيان ، ولعله رواه في غير هذا الموضع.

(٢) ج ١ ص ٩٧.

(٣) الرعد : ٢٩.

(٤) كشف الغمة : ٩٥.

(٥) راجع كشف الحق ١ : ٩٧ و ٩٨. وكشف اليقين : ١٢٦ ـ ١٢٨.

(٦) قال الطبرسى ( ١٠ : ٣٣١ ) : العتل : الجافى الغليط. والزنيم : الدعى الملصق بالقوم و ليس منهم.

(٧) كنز جامع الفوائد مخطوط.

٦٥

« فأما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه (١) » قال : هذا أمير المؤمنين عليه‌السلام (٢) ].

٧ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن حصين بن مخارق ، عن يعقوب بن شعيب ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية بن ربعي ، عن علي عليه‌السلام أنه كان يمر بالنفر من قريش فيقولون : انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد واختاره من بين أهله ، ويتغامزون (٣) ، فنزل « إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون (٤) » الآيات.

٨ ـ وروى أيضا عن محمد بن محمد الواسطي بإسناده عن مجاهد قال : إن نفرا من قريش كانوا من الذين يقعدون بفناء الكعبة فيتغامزون بأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويسخرون بهم فمر بهم يوما علي عليه‌السلام في نفر من أصحاب رسول الله (ص) فضحكوا منهم وتغامزوا عليهم وقالوا : هذا أخو محمد! فأنزل الله تعالى هذه الآيات ، فإذا كان يوم القيامة ادخل علي عليه‌السلام ومن كان معه الجنة ، فأشرفوا على هؤلاء الكفار ونظروا إليهم فسخروا منهم وضحكوا ، وذلك قوله تعالى : « فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون » وأحسن ما قيل في هذا التأويل ما رواه محمد بن القاسم ، عن أبيه ، بإسناده عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة اخرجت أريكتان (٥) من الجنة فبسطتا على شفير (٦) جهنم ، ثم يجئ علي عليه‌السلام حتى يقعد عليهما ، فإذا قعد ضحك ، وإذا ضحك انقلبت جهنم فصار عاليها سافلها ، ثم يخرجان فيوقفان بين يديه فيقولان : يا أمير المؤمنين يا وصي رسول الله ألا ترحمنا؟ ألا تشفع لنا عند ربك؟ قال : فيضحك منهما ثم يقوم

____________________

(١) الحاقة : ١٩.

(٢) كنز جامع الفوائد مخطوط.

(٣) تغامز القوم : اشار بعضهم إلى بعض بأعينهم.

(٤) المطففين : ٢٩.

(٥) الاريكة : سرير مزين فاخر.

(٦) الشفير : الناحية من كل شئ.

٦٦

فيدخل ، وترفع الاريكتان ، ويعادان إلى موضعهما ، فذلك قول تعالى : « فاليوم الذين آمنوا » الآيات (١).

٩ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن قوله تعالى : « فأما من اوتي كتابه بيمينه » فقال : هو علي وشيعته ، يؤتون كتابهم بأيمانهم (٢).

١٠ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن الحسن بن علي بن عاصم ، عن الهيثم بن عبد الرحمان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام في قوله تعالى : « فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية (٣) » قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام « وأما من خفت موازينه فامه هاوية (٤) » قال : نزلت في الثلاثة (٥).

١١ ـ فر : أبوالقاسم العلوي ، معنعنا عن داود بن سرحان قال : سألت جعفر بن محمد عليه‌السلام عن قول الله تعالى : « فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون (٦) » قال أمير المؤمنين عليه‌السلام ، إذا رأوا منزلته من الله أكلوا أكفهم على ما فرطوا في ولايته. وقال : إذا رأوا صورة أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم القيامة سيئت (٧) وجوه الذين كفروا ، وقال : إذا دفع (٨) لواء الحمد إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله تحته كل ملك مقرب ونبي مرسل (٩) حتى يدفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام سيئت وجوه الذين كفروا وقيل : هذا الذي كنتم به تدعون. وقال مغيرة : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول لما رأوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام عند الحوض مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زلفة سيئت وجوه الذين كفروا (١٠).

____________________

(١ و ٢ و ٥) مخطوط.

(٣ و ٤) القارعة ٦ ـ ٩.

(٦) الملك : ٢٧.

(٧) في المصدر : سيئت واسودت.

(٨) في المصدر : اذا دفع الله.

(٩) في المصدر : وكل نبى مرسل.

(١٠) تفسير فرات : ١٨٦ و ١٨٧ وهذه ثلاثة روايات ذكرت في المصدر بأسانيد مستقلة ، وقد ادخل المصنف بعضها في بعض.

٦٧

[ ١٢ ـ محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن مغيرة بن محمد ، عن أحمد بن محمد ابن يزيد ، عن إسماعيل بن عامر ، عن شريك ، عن الاعمش في قوله عزوجل : « فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون » قال : نزلت في علي بن أبي طالب (١).

١٣ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن زكريا بن يحيى ، عن عبدالله بن الحسين الاشقر ، عن ربيعة الخياط ، عن شريك ، عن الاعمش في قوله عزوجل : « فلما رأوه زلفة سيئت » الآية قال : لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من القرب والمنزلة سيئت وجوه الذين كفروا (٢).

١٤ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد ، عن صالح بن خالد ن عن منصور ، عن حريز ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : تلا هذه الآية « فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا » الآية ثم قال : أتدري مارأوا؟ رأوا والله عليا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقربه منه « وقيل هذا الذي كنتم به تدعون » أي يتسمون بأمير المؤمنين ، يا فضيل لم يتسم بهذا أحد غير أمير المؤمنين عليه‌السلام إلا مفتر كذاب إلى يوم الناس هذ (٣) ].

بيان : قال المفسرون : « فلما رأوه » أي الوعد بالعذاب « زلفة » ذا زلفة أي قرب منهم « سيئت وجوه الذين كفروا » بان عليها الكأبة وساءتها رؤية العذاب « وقيل هذا الذي كنتم به تدعون » تطلبون وتستعجلون ، تفتعلون من الدعاء أو تدعون أن لا بعث ، فهو من الدعوى.

وقال الطبرسي رحمه‌الله : روى الحاكم أبوالقاسم الحسكاني بالاسانيد الصحيحة عن شريك ، عن الاعمش قال : لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام عند الله من الزلفى سيئت وجوه الذين كفروا.

وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : فلما رأوا مكان علي عليه‌السلام من النبي (ص) « سيئت وجوه

____________________

(١ ـ ٣) مخطوط.

٦٨

الذين كفروا » يعني الذين كذبوا بفضله (١).

١٥ ـ فر : أبوالقاسم العلوي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى : « إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون (٢) » قال فهو حارث بن قيس واناس معه ، كانوا إذا مر عليهم أمير المؤمنين عليه‌السلام قالوا : انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد واختاره من أهل بيته ، وكانوا يسخرون منه ، فإذا كان يوم القيامة فتح بين الجنة والنار باب ، فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام على الاريكة متكئ فيقول : هل لكم (٣)؟ فإذا جاؤوا سد بينهم الباب ، فهو كذلك يسخر منهم ويضحك ، قال الله عزوجل : « فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الارائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون (٤) ».

١٦ ـ كنز الكراجكى : بإسناده مرفوعا إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة يقبل قوم على نجائب من نور ينادون بأعلى أصواتهم : « الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا أرضه نتبوء من الجنة حيث نشاء » قال : فتقول الخلائق : هذه زمرة الانبياء ، فإذا النداء من قبل الله عزوجل : هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب عليه‌السلام فهم صفوتي من عبادي وخيرتي من بريتي ، فتقول الخلائق : إلهنا وسيدنا بما نالوا هذه الدرجة؟ فاذا النداء من الله تعالى : بتختمهم في اليمين ، وصلاتهم إحدى وخمسين ، وإطعامهم المسكين وتعفيرهم الجبين ، وجهرهم ببسم الله الرحمان الرحيم (٥).

١٧ ـ يف : الثعلبي رفعه إلى ابن عباس في قوله تعالى : « طوبى لهم وحسن مآب » قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى شجرة أصلها في دار علي ، وفي دار كل مؤمن منها غصن ،

____________________

(١) مجمع البيان : ١٠ : ٣٣٠.

(٢) المطففين : ٢٩.

(٣) كذا في نسخ الكتاب. وفى المصدر : هلم لكم.

(٤) تفسير فرات : ٢٠٤ ، والايات في سورة المطفيين.

(٥) لم نجده في المطبوع من المصدر المذكور في المتن ، والظاهر ان مصدر الرواية » كنز جامع الفوائد « لا كنز الكراجكى ، يؤيده ما سيجئ في الباب التاسع والثلاثين تحت رقم ١٤١ إنشاء الله تعالى.

٦٩

فقال : « طوبى لهم وحسن مآب » يعني حسن مرجع ، وروى في حديث آخر بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه سئل عن الآية فقال : شجرة في الجنة ، أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة ، فقيل له : يا رسول الله سألناك عنها فقلت : شجرة في الجنة أصلها في دار علي علي عليه‌السلام وفرعها على أهل الجنة ، ثم سألناك عنها فقلت : شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة؟! فقال : لان داري ودار علي غدا واحدة في مكان واحد.

وروى ابن المغازلي في كتابه نحو هذا (١).

مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن عبدالله بن أحمد (٢) ، عن محمد بن عثمان ، عن محمد بن الحسين بن صالح ، عن علي بن محمد الدهقان ، والحسين بن إبراهيم الجصاص ، عن الحسين ابن الحكم ، عن حسن بن حسين ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس مثل الحديث الاول.

وعن أبي صالح ، عن عبدالله بن سواد ، عن جندل بن والق ، عن إسماعيل بن امية عن داود بن عبدالجبار ، عن جابر ، عن أبي جعفر مثل الحديث الثاني (٣).

١٨ ـ كشف : ابن مردويه : قوله تعالى : « فأما من اوتي كتابه بيمينه (٤) » قال ابن عباس : هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٥).

أقول : رواه العلامة في كشف الحق (٦) ، وروى في قول تعالى : « وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما (٧) » عن ابن عباس قال : سأل قوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فيم نزلت هذه الآية؟ قال : إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ،

____________________

(١) الطرائف : ٢٤.

(٢) في المصدر : عبدالله بن محمد.

(٣) العمدة : ١٨٣ و ١٨٤.

(٤) الحاقة : ١٩.

(٥) كشف الغمة : ٩٦.

(٦) ج ١ ص ٩٩.

(٧) الفتح : ٢٩.

٧٠

ونادى مناد : ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (١) ، فيقوم علي بن أبي طالب عليه‌السلام فيعطى اللواء من النور الابيض بيده ، وتحته جميع السابقين الاولين من المهاجرين والانصار ، لا يخالطهم غيرهم ، يجلس (٢) على منبر من نور رب العزة ، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطي أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم : قد عرفتم صفتكم ومنازلكم في الجنة ، إن ربكم يقول : إن لكم عندي مغفرة وأجرا عظيما يعني الجنة فيقوم علي والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل بهم الجنة ، ثم يرجع إلى منبره فلا يزال إلى أن يعرض عليه جميع المؤمنين ، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ، ويترك أقواما على النار ، وذلك قوله تعالى : « والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم ونورهم (٣) يعني السابقين وأهل الولاية له (٤) » والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك أصحاب الجحيم (٥) يعني بالولاية بحق علي ، وحقه واجب على العالمين (٦).

أقول : قال صاحب إحقاق الحق : الرواية موجودة في شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم الحسكاني (٧).

١٩ ـ فس : « يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا (٨) » ، أي علويا ، وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كنى أمير المؤمنين أبا تراب (٩).

٢٠ ـ كنز : روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن رجاله ، عن جابر

____________________

في المصدر : آمنوا ببعث محمد.

(٢) في المصدر : حتى يجلس.

(٣) كأن التحريف وقع في الاية عند النسخ ، وأصلها كذلك : « والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم » الحديد : ١٩.

(٤) في المصدر : يعنى السابقين الاولين وأهل الولاية.

(٥) الحديد : ١٩.

(٦) كشف الحق : ١ : ٩٩. وفيه : وحق على الواجب اه.

(٧) احقاق الحق ٣ : ٤٧٣.

(٨) البنأ : ٤٠.

(٩) تفسير القمى : ٧١٠.

٧١

بن يزيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : « وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد (١) » قال : السائق أمير المؤمنين عليه‌السلام والشهيد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

٢١ ـ كشف : روى أبوبكر بن مردويه بإسناده إلى أبي هريرة قال : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحب إلي منك ، وأنت أعز علي منها ، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس ، وإن عليه لاباريق مثل عدد نجوم السماء وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة إخوانا على سرر متقابلين ، أنت معي ، وشيعتك في الجنة. ثم قرأ رسول الله (ص) « إخوانا على سرر متقابلين ».

لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه (٣)

٢٢ ـ فر : محمد بن إبراهيم بن زكريا معنعنا عن عبدالله بن أبي أوفى ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : يا علي أنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة بنتي ، وهي زوجتك في الدنيا والآخرة ، وأنت رفيقي ، ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله « إخوانا على سرر متقابلين (٤) » المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض (٥).

أقول : قال العلامة رفع الله مقامه في قوله تعالى : « إخوانا على سرر متقابلين » في مسند أحمد بن حنبل أنها نزلت في علي عليه‌السلام وروى أيضا عن أبي هريرة مثله سواء (٦).

٢٣ ـ كنز : روي عن محمد بن حمران قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قوله تعالى : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد (٧) » فقال : إذا كان يوم القيامة وقف محمد وعلي صلوات الله عليهما على الصراط ، فلا يجوز عليه إلا من كان معه براءة ، قلت : وما براءة؟ قال :

____________________

(١) ق : ٢١.

(٢) مخطوط.

(٣) كشف الغمة : ٩٦.

(٤) الحجر : ٤٧.

(٥) تفسير فرات : ٨٢.

(٦) راجع كشف الحق ١ : ٩٨. وكشف اليقين : ١٢٩ و ١٣٠.

(٧) ق : ٢٤.

٧٢

ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام والائمة من ولده ، وينادي مناد : يامحمد ياعلي ألقيا في جهنم كل كفار عنيد لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

٢٤ ـ وروي عن عبدالله بن مسعود قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلمت وقلت يارسول الله أرني الحق أنظر إليه بيانا ، فقال : يا ابن مسعود لج المخدع (٢) فانظر ماذا ترى؟ قال : فدخلت فاذا علي بن أبي طالب عليه‌السلام راكعا وساجدا وهو يخشع في ركوعه وسجوده ويقول : اللهم بحق نبيك محمد إلا ما غفرت للمذنبين من شيعتي ، فخرجت لاخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ، فوجدته راكعا وساجدا وهو يخشع في ركوعه وسجوده ويقول اللهم بحق علي وليك إلا ما غفرت للمذنبين من أمتي ، فأخذني الهلع (٣) ، فأوجز صلى‌الله‌عليه‌وآله في صلاته وقال يا ابن مسعود أكفرا بعد إيمان؟ فقلت : لا وعيشك يارسول الله غير أني نظرت إلى علي وهو يسأل الله تعالى بجاهك ، ونظرت إليك وأنت تسأل الله تعالى بجاهه ، فلا أعلم أيكما أوجه عند الله تعالى من الآخر؟ فقال : يا ابن مسعود إن الله تعالى خلقني وخلق عليا والحسن والحسين من نور قدسه ، فلما أراد أن ينشئ خلقه فتق نوري وخلق منه السماوات والارض ، وأنا والله أجل من السماوات والارض ، وفتق نور علي وخلق منه العرش والكرسي ، وعلي والله أجل من العرش والكرسي ، وفتق نور الحسن وخلق منه الحور العين والملائكة ، والحسن والله أجل من الحور العين والملائكة ، وفتق نور الحسين وخلق منه اللوح والقلم ، والحسين والله أجل من اللوح والقلم ، فعند ذلك أظلمت المشارق والمغارب.

فضجت الملائكة ونادت : إلهنا وسيدنا بحق الاشباح التي خلقتها إلا ما فرجت عنا هذه الظلمة ، فعند ذلك تكلم الله بكلمة اخرى فخلق منها روحا ، فاحتمل النور الروح ، فخلق منه الزهراء فاطمة فأقامها أمام العرش ، فأزهرت المشارق والمغارب ، فلاجل ذلك سميت الزهراء. يا ابن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لي ولعلي

____________________

(١) مخلوط.

(٢) ولج البيت : دخل. المخدع : بيت داخل البيت الكبير.

(٣) الهلع : الجبن.

٧٣

أدخلا الجنة من أحببتما وألقيا في النار من أبغضتما ، والدليل على ذلك قوله تعالى : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد » فقلت : يا رسول الله من الكفار العنيد؟ قال : الكفار من كفر بنبوتي والعنيد من عاند علي بن أبي طالب (١).

٢٥ ـ فر : أبوالقاسم الحسني ، عن فرات بن إبراهيم ، عن الحسن بن علي بن بزيع والحسين بن سعيد ، عن إسماعيل بن إسحاق ، عن يحيى بن سالم الفراء ، عن قطر ، عن موسى بن طريف ، عن عباية بن ربعي في قوله تعالى : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد » فقال : النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي بن أبي طالب (٢).

٢٦ ـ فر : جعفر بن محمد بن مروان ، عن أبيه ، عن عبيدالله بن محمد بن مهران الثوري عن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام في قوله تعالى : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد » قال : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت (٣) يومئذ عن يمين العرش ، فقال لي ولك فألقيا (٤) من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النار (٥).

٢٧ ـ فر : علي بن الحسين بن زيد ، عن علي بن يزيد الباهلي ، عن محمد بن الحجال السلمي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : يا محمد يا علي ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ، فهما الملقيان في النار (٦).

٢٨ ـ فر : جعفر بن أحمد معنعنا ، عن الحسن بن راشد قال : قال لي شريك القاضي أيام المهدي ، يابا علي اريد أن احدثك بحديث اوثرك (٧) به على أن تجعل الله عليك أن لا تحدث به حتى أموت ، قال : قلت : أنت امرؤ (٨) تحدث بما شئت ، قال : كنت

____________________

(١) كنز جامع الفوائد : مخلوط.

(٢ و ٥ و ٦) تفسير فرات : ١٦٦.

(٣) في المصدر : أنا وأنت يا على :

(٤) في المصدر : فيقول الله لى ولك : قوما فألقيا.

(٧) في المصدر : اتبرك به والظاهر « اسرك » أى افرحك.

(٨) أى أنت امرؤ ذو مقام ووجاهة عند الناس فلا تخف وتحدث بما شئت ، قد يستظهر أن « امرؤ » مصحف « آمن » وليس بشئ ( ب ).

٧٤

على باب الاعمش وعليه جماعة من أصحاب الحديث ، قال : ففتح الاعمش الباب فنظر إليهم ثم رجع وأغلق الباب ، فانصرفوا وبقيمت أنا ، فخرج فرءاني فقال : أنت ههنا؟ لو علمت لادخلتك أو خرجت إليك ، قال : ثم قال لي : أتدرى ما كان ترددي في الدهليز هذا اليوم؟ فقلت : لا ، قال : إنى ذكرت آية في كتاب الله ، قلت : ما هي؟ قال : قول الله : يا محمد يا علي ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ، قال : قلت : وهكذا نزلت؟ قال : فقال : إي والذي بعث محمدا بالنبوة لهكذا نزلت (١).

٢٩ ـ فر : علي بن محمد الزهري ، عن صباح المزني ، قال : كنا نأتي الحسن بن صالح ، وكان يقرء القرآن ، فإذا فرغ من القرآن سأله (٢) أصحاب المسائل ، حتى إذا فرغوا قام إليه شاب فقال له : قول الله تعالى في كتابه : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد »؟ فمكث ينكت (٣) في الارض طويلا ثم قال : عن « العنيد » تسألني؟ قال : لا ، أسألك عن « ألقيا » قال : فمكث الحسن ساعة ينكت في الارض ، ثم قال : إذا كان يوم القيامة يقوم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام على شفير جهنم ، فلا يمر به أحد من شيعته إلا قال : هذا لي وهذا لك. وذكره الحسن بن صالح عن الاعمش (٤).

بيان : أوردنا مضمون الخبر بأسانيد في كتاب المعاد. وروى الشيخ أبوعلي الطبرسي في مجمع البيان عن أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن الاعمش أنه قال : حدثنا أبو المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى لي ولعلي : ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا في الجنة من أحبكما ، و ذلك قوله : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد (٥) ».

وقال رحمه‌الله : قيل فيه أقوال :

____________________

(١) تفسير فرات : ١٦٧.

(٢) في المصدر : سألوه.

(٣) نكت الارض بقضيب أو باصبعه : ضربها به حال التفكر فأثر فيها.

(٤) تفسير فرات : ١٦٩.

(٥) مجمع البيان ٩ : ١٤٧.

٧٥

أحدها أن العرب تأمر الواحد والقوم بما تأمر به الاثنين ، ويروى (١) أن ذلك منهم لاجل أن أدنى أعوان الرجل في إبله وغنمه اثنان ، وكذلك الرفقة أدنى ما تكون ثلاثة ، فجرى كلام الواحد على صاحبيه ، ألا ترى أن الشعراء أكثر شئ قيلا : يا صاحبي ويا خليلي؟.

الثاني أنه إنما ثني ليدل على التكثير ، كأنه قال : ألق ألق ، فثني الضمير ليدل على تكرير الفعل ، وهذا لشدة ارتباط الفاعل بالفعل ، حتى إذا كرر أحدهما فكأن الثاني كرر ، وحمل عليه قول امرء القيس : « قفانبك » كأنه قال : قف قف.

الثالث أن الامر يتناول السائق والشهيد.

الرابع أنه يريد النون الخفيفة ، فكأنه كان « ألقين » فاجري الوصل مجرى الوقف فابدل من النون ألفا. انتهى (٢).

وزاد البيضاوي أن يكون خطابا إلى ملكين من خزنة النار (٣).

أقول : لا يخفى أن ما ورد في تلك الاخبار المعتبرة المستفيضة أظهر لفظا ومعنى من جميع تلك الوجوه التي لم تستند إلى رواية وخبر.

٢٨

(باب )

* ( قوله تعالى : وقفوهم انهم مسؤولون ) *

١ ـ مع : محمد بن عمر الحافظ ، عن عبدالله بن محمد بن سعيد ، عن أبيه ، عن حفص بن العمر العمري ، عن عصام بن طليق ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(١) في المصدر : بما يؤمر به الاثنان ونروى.

(٢) مجمع البيان ٩ : ١٤٥ و ١٤٦.

(٣) تفسير البيضاوى ٢ : ١٩٣.

* الصافات : ٢٤.

٧٦

في قول الله عزوجل : « وقفوهم إنهم مسؤولون » قال : عن ولاية علي عليه‌السلام ماصنعوا في أمره؟ وقد أعلمهم الله عزوجل أنه الخليفة بعد رسوله (١).

٢ ـ فس : « وقفوهم إنهم مسؤولون » قال : عن ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام (٢).

٣ ـ ن : بإسناد التميمي عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قول الله عزوجل : « وقفوهم إنهم مسؤولون » قال : عن ولاية علي عليه‌السلام (٣).

٤ ـ ن : الدقاق ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي الحسن الثالث ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أبا بكر مني لبمنزلة (٤) السمع ، وإن عمر مني لبمنزلة البصر ، وإن عثمان مني لبمنزلة الفؤاد ، فلما (٥) كان من الغد دخلت إليه وعنده أمير المؤمنين عليه‌السلام وأبوبكر و عمر وعثمان ، فقلت له : يا أبه سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم ، ثم أشار إليهم فقال : هم السمع والبصر والفؤاد ، وسيسألون عن وصيي هذا ـ وأشار إلى علي عليه‌السلام ـ ثم قال : إن الله عزوجل يقول : « إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا (٦) » ثم قال : وعزة ربي إن جميع أمتي لموقفون يوم القيامة ومسؤولون عن ولايته ، وذلك قوله الله عزوجل : « وقفوهم إنهم مسؤولون (٧) ».

بيان : لعل مراده في تأويل بطن الآية أنهم لشدة خلطتهم ظاهرا واطلاعهم على ما أبداه في أمير المؤمنين عليه‌السلام بمنزلة السمع والبصر والفؤاد ، فتكون الحجة عليهم أتم ، ولذا خصوا بالذكر في تلك الآية مع عموم السؤال لجميع المكلفين.

٥ ـ مد : أبونعيم بإسناده عن الشعبي ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « وقفوهم

____________________

(١) معانى الاخبار : ٦٧.

(٢) تفسير القمى : ٥٥٥.

(٣) عيون اخبار الرضا : ٢٢٠.

(٤) في المصدر و ( د ) : « بمنزلة » في المواضع.

(٥) في المصدر : قال : فلما.

(٦) بنى اسرائيل : ٣٦.

(٧) عيون اخبار الرضا : ١٧٤.

٧٧

إنهم مسؤولون » قال عن ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

يف : ابن شيرويه في الفردوس ، عن أبي سعيد الخدري مثله.

كشف : العز المحدث الحنبلي ، عن الخدري ، وأبوبكر بن مردويه في المناقب عن ابن عباس مثله (٢).

فر : الحسين بن الحكم ، وعبيد بن كثير بإسنادهما إلى ابن عباس مثله (٣).

بيان : روى الطبرسي رحمه‌الله عن أبي سعيد الخدري وعن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس من كتاب الحكم أبي القاسم الحسكاني مثله (٤).

قال العلامة رحمه‌الله في كشف الحق : روى الجمهور عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : عن ولاية علي بن أبي طالب (٥).

وروى ابن حجر في صواعقه عن الديملي والواحدي قال : وأخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « وقفوهم إنهم مسؤولون » عن ولاية علي عليه‌السلام و كأن هذا مراد الواحدي بقوله : روي في قوله تعالى : « وقفوهم إنهم مسؤولون » أي عن ولاية علي وأهل البيت عليهم‌السلام لان الله تعالى أمر نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يعرف الخلق أن لا يسأل عن تبليغ الرسالة أجرا (٦) إلا المودة في القربى ، والمعنى أنهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أم أضاعوها وأهملوها؟ فتكون عليهم المطالبة والتبعة ، انتهى (٧).

أقول : استدل به على إمامته عليه‌السلام بأن هذه الولاية التي خص السؤال و

____________________

(١) العمدة : ١٥٧.

(٢) كشف الغمة ٩٢ و ٩٣.

(٣) تفسير فرات : ١٣١.

(٤) مجمع البيان ٨ : ٤٤١.

(٥) كشف الحق : ٩٠.

(٦) في المصدر : أنه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا

(٧) الصواعق المحرقة : ١٤٧.

٧٨

التوقيف بها في القيامة من بين سائر العقائد والاعمال ليس إلا ما هو من أعظم أركان الايمان وهو الاعتقاد بإمامته وخلافته عليه‌السلام. وأيضا لزوم هذه الولاية العظيمة التي يسأل عنها في القيامة يدل على فضيلة له من بين الصحابة ، وتفضيل المفضول قبيح عقلا ، وقد مر الكلام في الولاية مرارا.

[ وأقول : يؤيد الاخبار المتقدمة ما رواه الحافظ أبونعيم في كتاب منقبة المطهرين بإسناده عن نافع بن الحارث ، عن أبي بردة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم ونحن حوله : والذي نفسي بيده لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه؟ وعن جسده فيما أبلاه؟ وعن ماله مما كسبه وفيما أنفقه؟ وعن حبنا أهل البيت؟ فقال عمر يا رسول الله وما آية حبكم من بعدك؟ قال : فوضع يده على رأس علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ وهو إلى جنبه ـ فقال : آية حبنا من بعدي حب هذا. وروى بإسناده آخر عن عبدالله بن بريدة عن أبيه نحوه ، وقال في آخره : حب هذا ـ ووضع يده على كتف علي عليه‌السلام ـ ثم قال : من أحبه فقد أحبنا ، ومن أبغضه فقد أبغضنا (١). ]

٣٩

(باب )

* ( جامع في سائر الايات النازلة في شأنه صلوات الله عليه ) *

١ ـ فس : « مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف (٢) » قال : من لم يقر بولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام بطل عمله مثل الرماد الذي تجئ الريح فتحمله (٣).

٢ ـ فس : الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي السفاتج ، عن

____________________

(١) توجد الروايتان في هامش ( ك ) و ( د ) فقط.

(٢) ابراهيم : ١٨.

(٣) تفسير القمى : ٣٤٥.

٧٩

أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى « ائت بقرآن غير هذا أو بدله (١) » يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام « قل ما يكون لي أن ابدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إلي » يعني في علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه‌السلام (٢).

بيان : الخبر يحتمل وجهين : الاول أن يكون على تأويله عليه‌السلام ضمير « بدله » راجعا إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أي ائت بقرآن لا يشمل على نعوته عليه‌السلام وأوصافه و فضائله ، أو بدله من قبل نفسك واجعل مكانه غيره. الثاني أن يكون الضمير راجعا إلى القرآن أيضا ، أي ارفع هذا القرآن رأسا وائتنا بقرآن آخر لا يكون مشتملا على فضائله والنصوص عليه ، أو بدل من هذا القرآن ما يشتمل على تلك الامور ، والاول أظهر في الخبر والثاني في الآية.

٣ ـ فس : « فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا انزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شئ وكيل (٣) » فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن عمارة بن سويد عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : سبب نزول هذه الآية أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج ذات يوم فقال لعلي عليه‌السلام يا علي إني سألت الله الليلة أن يجعلك وزيري ففعل ، وسألته أن يجعلك وصيي ففعل ، وسألته أن يجعلك خليفتي في امتي ففعل ، فقال رجل من أصحابه (٤) : والله لصاع من تمر في شن (٥) بال أحب إلي مما سأل محمد ربه ، ألا سأله ملكا يعضده ، أو مالا يستعين به على فاقته (٦)؟! فوالله ما دعا عليا قط إلى حق أو إلى باطل (٧) إلا أجابه! فأنزل الله على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله « فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك » الآية.

____________________

(١) يونس : ١٥ ، وما بعدها ذيلها.

(٢) تفسير القمى : ٢٨٥.

(٣) هود : ١٢.

(٤) في المصدر : من الصحابة.

(٥) الشن ـ بفتح الشين ـ القربة الخلق الصغيرة ، والمراد هنا الخوان.

(٦) في المصدر : على ما فيه.

(٧) في المصدر : إلى الحق أو إلى الباطل.

٨٠