بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وثانيها أنه دين الله والاسلام (١) ، وثالثها ما وراه أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : نحن حبل الله الذي قال : « واعتصموا بحبل الله جميعا » والاولى حمله على الجميع ويؤيده (٢) ما رواه أبوسعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه أنه قال : أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين ، إن اتخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، انتهى (٣).

أقول : وفسر الاكثر الحبل في الآية الاخرى (٤) بالعهد والايمان.

٢٨

( باب )

* ( بعض ما نزل في جهاده عليه‌السلام زائدا على ما سيأتى ) *

* ( في باب شجاعته عليه‌السلام ) *

١ ـ فس : أبي ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « فإما نذهبن بك (٥) » يا محمد من مكة إلى المدينة « فإنا » رادوك إليها و « منتقمون » منهم بعلي بن أبي طالب (٦).

٢ ـ شى : عن البرقي ، عمن رواه رفعه إلى أبى بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام « لينذر بأسا شديدا من لدنه (٧) » قال البأس الشديد علي عليه‌السلام وهو لدن رسول الله (ص) قاتل معه عدوه ، فذلك قوله : « لينذر بأسا شديدا من لدنه » (٨).

____________________

(١) في المصدر : دين الله الاسلام.

(٢) في المصدر : والذى يؤيده.

(٣) مجمع البيان ٢ : ٤٨٢.

(٤) وهى « الا بحبل من الله وحبل من الناس » آل عمران : ١١٢.

(٥) الزخرف : م ٤١. وما بعدها ذيلها.

(٦) تفسير القمى : ٦١٠.

(٧) الكهف : ٢.

(٨) مخطوط.

٢١

بيان على التفاسير المشهورة ، الضمير في قوله : « من لدنه » راجع إلى الله تعالى ، وعلى هذا التأويل راجع إلى قوله تعالى : « عبده » (١).

٣ ـ كشف : من سورة الحج في البخاري ومسلم (٢) من حديث أبي ذر أنه كان يقسم قسما أن « هذان خصمان اختصموا في ربهم (٣) » نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث الذين بارزوا المشركين يوم بدر : عتبة وشيبة ابنا الربيعة والوليد بن عتبة أخرجه العز المحدث الحنبلي (٤).

بيان : قال الطبرسي : قيل : نزلت في ستة نفر من المؤمنين والكفار تبارزوا يوم بدر ، وهم : حمزة بن عبدالمطلب قتل عتبة بن ربيعة ، وعلي بن أبي طالب قتل الوليد بن عتبة ، وعبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب قتل شيبة بن ربيعة ، عن أبي ذر الغفاري و عطاء ، وكان أبوذر يقسم بالله تعالى أنها نزلت فيهم ، ورواه البخاري في الصحيح (٥).

٤ ـ مد : من صحيح البخاري (٦) عن الحجاج بن منهال ، عن معمر بن سليمان عن أمه ، عن أبي مخلد ، عن قيس بن عباد ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : أنا أول من يبحثو بين يدي الرحمان للخصومة يوم القيامة ، قال قيس : وفيهم نزلت : « هذان خصمان اختصموا في ربهم » قال : هم الذين بارزوا يوم بدر : علي وحمزة وعبيدة ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة. وعن الثعلبي ، عن قيس بن عباد ، عن أبي ذر مثل الخبر السابق (٧).

٥ ـ كشف : روى أبوبكر من مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : « يوم لا يخزي

____________________

(١) الواقع في الاية الاولى من السورة.

(٢) صحيح البخارى ج ٣ : ٤ صحيح مسلم ج ٨ : ٢٤٦.

(٣) الحج : ١٩.

(٤) كشف الغمة : ٩٢.

(٥) مجمع ال بيان : ٧ : ٧٧.

(٦) ج ٣ : ٣ و ٤.

(٧) العمدة : ١٦١ و ١٦٢.

٢٢

الله النبي والذين آمنوا معه (١) » قال : أول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم لخلته من الله عزوجل ، ثم محمد لان صفوة الله ، ثم علي يزف (٢) إلى الجنان ، ثم قرأ ابن عباس الآية وقال : علي عليه‌السلام وأصحابه (٣).

وروى أيضا عن ابن عباس في قوله تعالى : « فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون » قال : منتقمون بعلي عليه‌السلام (٤).

٦ ـ فر : أبوالقاسم العلوي ، عن فرات بن إبراهيم ، عن الفضل بن يوسف ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، عن أبيه ، عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس في قوله تعالى : « فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون » قال : بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام (٥) أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم ، بإسناده عن زر بن حبيش ، عن حذيفة مثله. من فضائل السمعاني بإسناده عن أبي زبير عن جابر مثله.

أقول : روى العلامة ـ رحمه‌الله ـ مثله (٦).

وقال الشيخ الطبرسي ـ قدس الله روحه ـ : قال الحسن وقتادة : إن الله أكرم نبيه بأن لم يره تلك النقمة ، ولم ير في امته إلا ما قرت به عينه ، وقد كان بعده نقمة شديدة ، وقد روي أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أري ما يلقى امته بعده ، فما زال منقبضا ولم ينبسط ضاحكا حتى لقي الله تعالى.

وروى جابر بن عبدالله الانصاري قال : إني لادناهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجة الوداع بمنى قال : لا ألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وايم الله لئن فعلتموها لتعرفنني في الكتيبة التي تضاربكم ، ثم التفت إلى خلفه فقال : أو علي أو

____________________

(١) التحريم ٨.

(٢) أى يمشى ويسرع ويقال : زف العروس إلى زوجها : هداها.

(٣) كشف الغمة : ٩٣.

(٤) كشف الغمة : ٩٥.

(٥) تفسير فرات : ١٥٠ و ١٥١.

(٦) راجع كشف اليقين : ١٢٨.

٢٣

علي ـ ثلاث مرات ـ فرأينا أن جبرئيل غمزه (١) ، فأنزل الله على أثر ذلك « فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون » بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام انتهى (٢).

أقول : روى ابن بطريق في العمدة عن ابن المغازلي ، عن الحسن بن أحمد بن موسى عن هلال بن محمد ، عن إسماعيل بن علي ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام عن جابر مثله ، وزاد في آخره : « أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون (٣) » ثم نزلت : « قل رب إما تريني ما يوعدون * رب فلا تجعلني في القوم الظالمين (٤) » ثم نزلت : « فاستمسك بالذي اوحي اليك (٥) » في علي « إنك على صراط مستقيم » وإن عليا لعلم للساعة « وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون » عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٦) [ وروى أبونعيم في منقبة المطهرين بإسناده عن حذيفة : « إنا منتقمون » يعني بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ].

٧ ـ فر : الحسين بن الحكم معنعا عن ابن عباس في قوله تعالى : « إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص (٧) » نزلت الآية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وحمزة وعبيدة وسهل بن حنيف والحارث بن صمة وأبي دجانة (٨) [ كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن عبيد ، ومحمد بن القاسم معا ، عن حسين بن الحكم عن حسين بن حسين ، عن حيان بن علي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس مثله (٩).

____________________

(١) أى أشار اليه.

(٢) مجمع البيان ٩ : ٤٩.

(٣) الزخرف : ٤٢.

(٤) المؤمنون : ٩٣ و ٩٤.

(٥) الزخرف : ٤٣ ، وما بعدها ذيلها.

(٦) العمدة : ١٨٥.

(٧) الصف : ٤.

(٨) تفسير فرات : ١٨٤.

(٩) مخطوط.

٢٤

٨ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن الحسين بن محمد ، عن حجاج بن يوسف ، عن بشر بن الحسين ، عن الزبير بن عدي ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله عزوجل : « إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص » قال : قلت له : من هؤلاء قال : علي بن أبي طالب عليه‌السلام وحمزة أسد الله ورسوله ، وعبيدة بن الحارث ، ومقداد بن الاسود (١).

٩ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزين بن يحيى ، عن ميسرة بن محمد ، عن إبراهيم بن محمد ، عن ابن فضيل ، عن حنان بن عبيدالله ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : علي صلوات الله عليه إذا صف في القتال كأنه بنيان مرصوص (٢) ، يتبع ما قال الله فيه ، فمدحه الله ، وما قتل المشركين كقتله أحد (٣) ]

١٠ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن علي بن العباس ، عن عباد بن يعقوب ، عن فضل بن القاسم عن سفيان الثوري ، عن زبيد النامي ، عن مرة ، عن عبدالله بن مسعود أنه كان يقرأ « وكفى الله المؤمنين القتال (٤) » بعلي « وكان الله قويا عزيزا (٥) ».

١١ ـ وروى أيضا عن محمد بن يونس ، عن مبارك ، عن يحيى بن عبدالحميد الحماني عن يحيى بن معلى الاسلمي ، عن محمد بن عمار بن زريق ، عن أبي إسحاق ، عن أبي زياد بن مطر قال : كان عبدالله بن مسعود يقرأ « وكفى الله المؤمنين القتال » بعلي عليه‌السلام.

[ وروى أيضا عن محمد بن يونس ، عن مبارك ، عن يحيى بن عبدالحميد قال : ] قال أبو زياد : هو في مصحفه هكذا رأيتها (٦).

١٢ ـ كشف : روى أبوبكر بن مردويه عن ابن مسعود مثله (٧).

[ وروى أبونعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي بإسناده عن ابن مسعود أنه

____________________

(١ و ٣) مخطوط.

(٢) المرصوص : المنضم بعضه على بعض. كناية عن استقامته في الحرب.

(٤) الاحزاب : ٢٥ ، وما بعدها ذيلها.

(٥ و ٦) مخطوط.

(٧) كشف الغمة : ٩٣.

٢٥

كان يقرأ هذه الآية « وكفى الله المؤمنين القتال ، بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام. ] أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن الحافظ أبي نعيم ، بإسناده عن مرة ، عن ابن مسعود مثله.

بيان : قال العلامة ـ رحمه‌الله ـ في قراءة ابن مسعود : بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام (١) : أقول : يدل على كونه أشجع الامة وأنصرهم للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذه فضيلة عظيمة تمنع تقديم غيره عليه.

١٣ ـ مد : بإسناده عن الثعلبي في تفسير قوله تعالى : « ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون (٢) » قال : نزلت في يوم احد ، قال : فقتل علي بن أبي طالب عليه‌السلام طلحة وهو يحمل لواء قريش ، فأنزل الله تعالى نصره على المؤمنين قال الزبير بن العوام : فرأيت هندا وصواحبها هاربات مصعدات في الجبل باديات خرامهن! (٣) فكانوا يتمنون الموت من قبل أن يلقوا علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٤).

يف : عن الثعلبي مثله (٥).

أقول : قال السيد بن طاوس ـ رحمه‌الله ـ في كتاب سعد السعود : رأيت في كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم‌السلام من نسخة قديمة ولم يذكر مؤلفه ما هذا لفظه : محمد بن عمير ، عن محمد بن جعفر ، عن سويد بن سعيد ، عن عقيل بن أحمد ، عن أبي عمرو بن العلا ، عن الشعبي قال : انصرف علي بن أبي طالب عليه‌السلام من وقعة احد وبه ثمانون جراحة تدخل فيها الفتائل ، فدخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٦) وهو على نطع (٧) ، فلما رآه بكى وقال :

____________________

(١) راجع كشف الحق ١ : ٩٦.

(٢) آل عمران ، ١٤٣.

(٣) في المصدر و ( ت ) : خدامهن. والظاهر أنه مصحف « حرامهن » استعير به من العورة ، أى كن يبدين عوراتهن لينصرف أمير المؤمنين عليه‌السلام عن تعقيبهم.

(٤) العمدة :

(٥) الطرائف : ٢٤.

(٦) الصحى كما في المصدر : فدخل عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٧) النطع : بساط من الجلد.

٢٦

إن رجلا يصيبه هذا في سبيل الله لحق على الله أن يفعل به ويفعل (١) ، فقال علي عليه‌السلام مجيبا له ـ وبكى ثانية ـ : وأما أنت يا رسول الله فالحمد لله الذي لم يرني وليت عنك ولا فررت ، ولكني كيف حرمت الشهادة ، فقال له : إنها من وارئك إن شاء الله تعالى ثم قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أبا سفيان يوعدنا ويقول : ما بيننا وبينكم حمراء الاسد (٢) ، فقال علي عليه‌السلام : لا بأبي أنت وامي يا رسول الله لا أرجع عنهم ولو حملت على أيدي الرجال ، فأنزل الله عزوجل » وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين (٣).

٢٩

(باب )

* ( أنه صلوات الله عليه صالح المؤمنين ) *

١ ـ فس : « وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين (٤) » يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام « والملائكة بعد ذلك ظهير » لامير المؤمنين عليه‌السلام ، حدثنا محمد بن جعفر ، عن محمد بن عبدالله ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن حميد ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : « إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما » إلى قوله : « صالح المؤمنين » قال : صالح المؤمنين علي عليه‌السلام (٥).

٢ ـ قب : تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان النسوي ، والكلبي ، ومجاهد ، و أبي صالح ، والمغربي عن ابن عباس أنه رأت حفصة النبي في حجرة عائشة مع مارية

____________________

(١) في المصدر : ولفعل.

(٢) موضع على ثمانية اميال [ من المدينة ] اليه انتهى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم احد تابعا للمشركين ( مراصد الاطلاع ١ : ٤٢٤ ).

(٣) سعد السعود : ١١١ و ١١٢. والاية في سورة آل عمران : ١٤٦.

(٤) التحريم : ٤ ، وما بعد ذيلها.

(٥) تفسير القمى : ٦٧٧ و ٦٧٨.

٢٧

القبطية ، قال : أتكتمين علي حديثي؟ قالت : نعم ، قال : فإنها علي حرام ليطيب قلبها فأخبرت عائشة وبشرتها من تحريم مارية ، فكلمت عائشة النبي في ذلك ، فنزل « وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا (١) » إلى قوله : « هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين » قال : صالح المؤمنين والله علي عليه‌السلام الله والله حسبه : « والملائكة بعد ذاك ظهير ».

البخاري وأبويعلى الموصلي قال ابن عباس : سألت عمر بن الخطاب عن المتظاهرتين قال : حفصة وعائشة.

السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس ، وأبوبكر الحضرمي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام والثعلبي بالاسناد عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، وعن أسماء بنت عميس ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « وصالح المؤمنين » علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

زيد بن علي ، والناصر للحق : « وصالح المؤمنين » علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

ورواه أبونعيم الاصفهاني بالاسناد عن أسماء بنت عميس ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن عليا باب الهدى بعدي ، والداعي إلى ربي ، وهو صالح المؤمنين ، « ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا (٢) » الآية.

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام على المنبر : « أنا أخو المصطفى خير البشر ، من هاشم سنامه (٣) الاكبر ، ونبأ عظيم جرى به القدر ، وصالح المؤمنين مضت به الآيات والسور » وإذا ثبت أنه صالح المؤمنين فينبغي كونه أصلح من جميعهم بدلالة العرف والاستعمال ، كقولهم فلان عالم قومه وشجاع قبيلته (٤).

[ ٣ ـ لى : بإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : معاشر الناس من أحسن من الله قيلا؟ ومن أصدق من الله حديثا؟ معاشر الناس إن ربكم جل جلاله

____________________

(١) التحريم : ٣.

(٢) فصلت : ٣٣.

(٣) يقال : فلان سنام قومه أى كبيرهم.

(٤) مناقب آل أبى طالب ١ : ٥٦٢.

٢٨

أمرني أن اقيم (١) عليا علما وإماما وخليفة ووصيا ، وأن أتخذه وزيرا (٢) ، معاشر الناس إن عليا باب الهدى بعدي والداعي إلى ربي وهو صالح المؤمنين ، الخبر (٣). ]

٤ ـ كشف : العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : « فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين » قال مجاهد : وهو علي عليه‌السلام. وروى أبوبكر بن مردويه بإسناده عن أسماء بنت عميس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام. وعن ابن عباس مثله (٤).

٥ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن جعفر بن محمد الحسيني ، عن عيسى بن مهران ، عن مخول بن إبراهيم ، عن عبدالرحمان بن الاسود ، عن محمد بن عبدالله بن أبي رافع قال : لما كان اليوم الذي توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غشي عليه ثم أفاق ، وأنا أبكي واقبل يديه و أقول : من لي ولوالدي بعدك يا رسول الله؟ قال : لك الله بعدي ووصيي صالح المؤمنين علي بن أبي طالب (٥).

٦ ـ وقال أيضا : حدثنا محمد بن سهل القطان ، عن عبدالله بن محمد البلوي ، عن إبراهيم بن عبدالله القلا ، عن سعيد بن يربوع ، عن أبيه ، عن عمار بن ياسر قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه‌السلام يقول : دعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ألا ابشرك؟ قلت : بلى يا رسول الله وما زلت مبشرا بالخير ، قال : لقد أنزل الله فيك قرآنا ، قال قلت : وما هو يا رسول الله؟ قال : قرنت بجبرئيل ، ثم قرأ « وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرا » فأنت والمؤمنون من بنيك الصالحون (٦).

٧ ـ وقال أيضا حدثنا أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضالة ، عن أبي جميلة ، عن محمد الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عرف أصحابه

____________________

(١) في المصدر : ان اقيم لكم.

(٢) في المصدر : وأن اتخذه أخا ووزيرا.

(٣) أمالى الصدوق : ٢٠ ، ولا توجد الرواية الا في هامش ( ك ) فقط.

(٤) كشف الغمة : ٩٢ و ٩٣.

(٥ و ٦) كنز جامع الفوائد مخطوط.

٢٩

أمير المؤمنين عليه‌السلام مرتين ، وذلك أنه قال لهم : أتدرون من وليكم بعدي؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : فإن الله تبارك وتعالى قد قال : « فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ـ يعني أمير المؤمنين ـ وهو وليكم بعدي؟ والمرة الثانية في غدير خم حين قال : من كنت مولاه فعلي مولاه. وروي عن ابن عباس مثله (١).

٨ ـ فر : أبوالقاسم الحسينى معنعنا عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « إن الله هو مولاه جبريل وصالح المؤمنين » قال : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام صالح المؤمنين وقال أبوجعفر عليه‌السلام : لما نزلت الآية قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي أنت صالح المؤمنين.

وكذا قال مجاهد وقال سالم : ادع الله لي ، قال أحياك الله حياتنا وأماتك مماتنا ، وسلك بك سلبنا ، قال سعيد : فقتل مع زيد بن علي. وقال ابن عباس : صالح المؤمنين علي وأشياعه وقالت أسماء بنت عميس : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في هذه الآية : علي بن أبي طالب صالح المؤمنين : وقال سلام : سمعت خيثمة يقول : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : نزلت هذه الآية في علي عليه‌السلام ، قال سلام : فحججت فلقيت أبا جعفر عليه‌السلام وذكرت له قول خيثمة فقال : صدق خيثمة أنا حدثته بذلك : قال : قلت له : رحمك الله ادع الله لي ، فدعا كما مر وقال عرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا وأصحابه مرتين : الاولى قال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، والاخرى : أخذ بيد أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال : يا أيها الناس هذا صالح المؤمنين (٢).

أقول : روى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم ، بإسناده عن عبدالله بن جعفر عن أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقرأ هذه الآية « فإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين » قال صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام

يف : الثعلبي وابن المغازلي بإسنادهما مثله (٣).

٩ ـ مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن ابن فتحويه ، عن أبي علي المقري ، عن أبي

____________________

(١) كنز جامع الفوائد مخطوط.

(٢) تفسير فرات : ١٨٥ و ١٨٦ ، وقد لفق المصنف الروايات ، راجع المصدر.

(٣) الطرائف : ٢٤.

٣٠

القاسم [ ابن ] الفضل ، عن علي بن الحسين ، عن محمد بن يحيى بن أبي عمير ، عن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (١) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله صالح المؤمنين : هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

[ وروى أبونعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي بإسناده ، عن أسماء بنت عميس قالت : قال رسول الله (ص) : صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام. وبإجماع الشيعة على ذلك كما ادعاه السيد المرتضى رحمه‌الله ].

بيان : قال العلامة في كشف الحق : أجمع المفسرون وروى الجمهور أن صالح المؤمنين علي عليه‌السلام (٢).

وقال الطبرسي : ووردت الرواية من طريق الخاص والعام أن المراد بصالح المؤمنين أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو قول مجاهد ، وفي كتاب شواهد التنزيل بالاسناد عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لقد عرف رسول الله عليا أصحابه مرتين : أما مرة فحيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وأما الثانية فحيث نزلت هذه الآية أخذ بيد علي عليه‌السلام فقال : أيها الناس هذا صالح المؤمنين. وقالت أسماء بنت عميس : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٣) انتهى.

فإذا علمت بنقل الخاص والعام بالطرق المتعددة أن صالح المؤمنين في الآية هو أمير المؤمنين عليه‌السلام وبإجماع الشيعة على ذلك كما ادعاه السيد المرتضى ـ رحمه‌الله – فقد ثبت فضله بوجهين :

الاول أنه ليس يجوز أن يخبر الله أن ناصر رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا وقع التظاهر عليه بعد ذكر نفسه وذكر جبرئيل عليه‌السلام إلا من كان أقوى الخلق نصرة لنبيه وأمنعهم جانبا في الدفاع عنه ، ألا ترى أن أحد الملوك لو تهدد بعض أعدائه ممن ينازعه في سلطانه فقال :

____________________

(١) في المصدر : على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم‌السلام ، قال : حدثنى رجل ثقة يرفعه إلى على بن أبى طالب عليه‌السلام اه.

(٢) كشف الحق : ٩٤.

(٣) مجمع ال بيان : ١٠ : ٣١٦.

٣١

لا تطعموا في ولا تحدثوا أنفسكم بمغالبتي فإن معي من أنصاري فلانا وفلانا فإنه لا يحسن أن يدخل في كلامه إلا من هو الغاية في النصرة ، والشهرة بالشجاعة ، وحسن المدافعة وشدة معاونة ذلك السلطان ، فدل على أنه أشجع الصحابة وأعونهم للرسول.

الثاني أن قوله : « صالح المؤمنين » يدل على أنه أصلح من جميعهم بدلالة العرف والاستعمال ، لان أحدنا إذا قال : فلان عالم قومه وزاهد أهل بلده لم يفهم من قوله إلا كونه أعلمهم وأزهدهم ، فإذا ثبت فضله بهذين الوجهين ثبت عدم جواز تقديم غيره عليه لقبح تفضيل المفضول.

٣٠

(باب )

* ( قوله تعالى « من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم ) *

* ( يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) *

* ( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لمومة لائم ) *

* ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم » * ) *

١ ـ مد : بإسناده عن الثعلبي في قوله تعالى : « فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه » قال : علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (١)

أقول : قال العلامة ـ قدس الله روحه ـ في كشف الحق : قال الثعلبي : نزلت في علي عليه‌السلام (٢)، وقال الشيخ الطبرسي ـ أعلى الله مقامه ـ : قيل : هم أمير المؤمنين عليه‌السلام وأصحابه حين قاتل من قاتله من الناكثين والقاسطين والمارقين ، وروي ذلك عن عمار وحذيفة و ابن عباس ، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام ويويد هذا القول أن النبي

____________________

* المائدة : ٥٤.

(١) العمدة : ١٥١.

(٢) كشف الحق : ٩٢.

٣٢

صلى‌الله‌عليه‌وآله وصفه بهذه الصفات المذكورة في الآية ، فقال فيه ـ وقد ندبه (١) لفتح خيبر بعد أن رد عنها حامل الراية إليها مرة بعد اخرى وهو يجبن الناس ويجبنونه ـ : لاعطين الراية غدا رجلا يجب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، كرارا غير فرار ، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه ، ثم أعطاها إياه. وأما الوصف باللين على أهل الايمان والشدة على الكفار والجهاد في سبيل الله مع أنه لا يخاف فيه لومة لائم فمما لايمكن أحدا دفع علي عن استحقاق ذلك ، لما ظهر من شدته على أهل الشرك والكفر ونكايته فيهم ، و مقاماته المشهورة في تشييد الملة ونصرة الدين والرأفة بالمؤمنين ، ويؤكد ذلك (٢) إنذار رسول الله (ص) قريشا بقتال علي عليه‌السلام لهم من بعده ، حيث جاء سهيل بن عمرو في جماعة منهم فقالوا له : يا محمد إن أرقاءنا لحقوا بك فارددهم علينا ، فقال رسول الله : صلى‌الله‌عليه‌وآله لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا يضربكم على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله ، فقال له بعض أصحابه : من هو يا رسول الله ، أبوبكر؟ قال لا ولكنه خاصف النعل (٣) في الحجرة ـ وكان علي على السلام يخصف نعل رسول الله (ص) ـ وروي عن علي عليه‌السلام أنه قال يوم البصرة : والله ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم ، وتلا هذه الآية ، ثم روى عن الثعلبي حديث الحوض الدال على ارتداد الصحابة إنتهى (٤).

أقول : ويؤيده أيضا ما أوردته في كتاب الفتن بأسانيد جمة عن جابر الانصاري وأبي سعيد الخدري وابن عباس وغيرهم ، واللفظ لجابر قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الفتح خطيبا فقال : أيها الناس لا أعرفنكم ترجعون بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، ولئن فعلتم ذلك لتعرفنني في كتيبة أضربكم بالسيف ، ثم التفت عن يمينه ، فقال الناس ، لقنه جبرئيل عليه‌السلام شيئا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا جبرئيل عليه‌السلام يقول : أو علي.

أقول : دعا النصب والعناد الرازي (٥) إمام النواصب في هذا المقام إلى خرافات و

____________________

(١) ندب فلانا للامر : دعاه ورشحه للقيام به وحثه عليه.

(٢) في المصدر : ويؤيد ذلك ايضا.

(٣) خصف النعل : اطبق عليها مثلها وخرزها بالمخصف.

(٤) مجمع البيان ٣ : ٢٠٨.

(٥) راجع مفاتيح الغيب ٣ : ٤٢٧ ـ ٤٢٩.

٣٣

جهالات لا يبوح بها (١) خارجي ولا امي ، ولقد فضح نفسه وإمامه ، ولظهور بطلانها أعرضنا عنها صفحا وطوينا عنها كشحا (٢) ، فإن كتابنا أجل من أن يذكر فيه أمثال تلك الهذيانات ، ولقد تعرض لها صاحب إحقاق الحق (٣) وغيره ، ولا يخفى ما في هذه الآية من الدلالة على رفعة شأنه وعلو مكانه ووصفه بكونه محبا ومحبوبا لربه ، ومجاهدا في سبيله على الجزم واليقين ، بحيث لايبالي بلوم اللائمين ، ورحمته على المؤمنين ، وصولته على الكافرين ، وتعقيب جميع ذلك بقوله : ذلك « فضل الله يؤتيه من يشاء » تعظيما لشأن تلك الصفات وتفخيما لها ، فكيف لا يستحق الخلافة والامامة من هذه صفاته ويستحقهما من اتصف بأضدادها؟ كما أوضحناه في كتاب الفتن.

٣١

(باب )

* ( قوله عزوجل : « أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد ) *

* ( الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في ) *

* ( سبيل الله لا يستوون عند الله * » ) *

١ ـ فس : أبي ، عن صفوان ، عن ابن مسكان : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نزلت في علي والعباس وشيبة ، قال العباس : أنا أفضل لان سقاية الحاج بيدي ، وقال شيبة : أنا أفضل لان حجاجة البيت بيدي (٤) ، وقال علي : أنا أفضل فإني

____________________

(١) اى لا يتفوه بها.

(٢) يقال : ضرب عنه صفحا أى أعرض عنه. وطوى كشحه عنه : أعرض عنه بوده مهاجرا.

(٣) راجع ج ٣ : ٢٠٤ ـ ٢٤٣ ولقد أورد قدس‌سره على الرازى بعد مانقل كلامه ٢٦ اشكالا لا مفر له ولا مثاله من واحد منها.

* التوبة : ١٩.

(٤) هو شيبة بن عثمان بن أبى طلحة بن عبدالعزى بن عبدالدار بن قصى ويكنى أبا عثمان و قد كان دفع النبي (ص) إلى ابن عمه عثمان بن طلحة بن أبى طلحة يوم فتح مكة مفتاح الكعبة فورث المفتاح من ابن عمه أو دفع المفتاح إليهما وقال خذوها خالدة تالدة إلى يوم القيامة يا بنى أبى طلحة لا ياخذها منكم إلا ظالم ( ب ).

٣٤

آمنت قبلكما ، ثم هاجرت وجاهدت ، فرضوا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١) فأنزل الله : « أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر » إلى قوله : إن الله عنده أجر عظيم ». وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

قوله : « كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون » [ وإن منهم أعظم درجة ] « عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين » ثم وصف علي بن أبي طالب عليه‌السلام [ فقال ] « الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله واولئك هم الفائزون (٢) » ثم وصف ما لعلي عليه‌السلام عنده فقال : « يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان و جنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم » (٣).

٢ ـ كشف : مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : « أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ، الآية نزلت في ملاحاة (٤) العباس وعلي عليه‌السلام قال له العباس : لئن سبقتمونا بالايمان والهجرة فقد كنا نسقي الحجيج ونعمر المسجد الحرام : فنزلت (٥).

أقول : وروى عن أبي بكر بن مردويه أيضا نزولها فيه عليه‌السلام (٦).

٣ ـ كا : أبوعلي الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما‌السلام في قول الله عزوجل : « أجعلتم سقاية الحاج » الآية ، نزلت في حمزة وعلي وجعفر والعباس وشيبة ، إنهم فخروا بالسقاية والحجاجة فأنزل الله عزوجل « أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر »

____________________

(١) اى بحكمة.

(٢) التوبة : ٢٠ ، وما بعدها ٢١ و ٢٢.

(٣) تفسير القمى : ٢٦٠.

(٤) الملاحاة : المنازعة ؤالمراد هنا المفاخرة.

(٥) كشف الغمة : ٩٢.

(٦) كشف الغمة : ٩٥.

٣٥

وكان علي وحمزة وجعفر الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله (١).

شى : عن أبي بصير بثلاثة أسانيد مثله (٢).

٤ ـ فر : قدامة بن عبدالله البجلي معنعنا عن ابن عباس قال : افتخر شيبة بن عبدالدار والعباس بن عبدالمطلب فقال شيبة : في أيدينا مفاتيح الكعبة نفتحها إذا شئنا و نغلقها إذا شئنا ، فنحن خير الناس بعد رسول الله ، وقال العباس : في أيدينا سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام (٣) ، فنحن خير الناس بعد رسول الله ، إذ مر عليهم (٤) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأراد أن يفتخر فقالا له : يا أبا الحسن أنخبرك بخير الناس بعد رسول الله؟ ها أنا ذا ، فقال شيبة : في أيدينا مفايتح الكعبة نفتحها إذا شئنا ونغلقها إذا شئنا ، فنحن خير الناس بعد النبي ، وقال العباس : في أيدينا سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام فنحن خير الناس بعد رسول الله ، فقال لهما أمير المؤمنين عليه‌السلام : ألا أدلكما على من هو خير منكما؟ قالا له : ومن هو؟ قال : الذي صرف رقبتكما (٥) حتى أدخلكما في الاسلام قهرا ، قالا : ومن هو؟ قال أنا ، فقام العباس مغضبا حتى أتى النبي (ص) وأخبره بمقالة علي بن أبي طالب عليه‌السلام فلم يرد النبي (ص) شيئا ، فهبط جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك : « أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام » فدعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله العباس فقرأ عليه الآية وقال : يا عم قم فاخرج ، هذا الرحمان ، (٦) يخاصمك في علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٧).

____________________

(١) روضة الكافى : ٢٠٣ و ٢٠٤.

(٢) مخطوط.

(٣) في ( ك ) : وعمارة المسجد الحرام في ايدينا.

(٤) في المصدر : عليهما.

(٥) : الذى ضرب رقابكما.

(٦) في المصدر : هذا رسول الرحمان.

(٧) تفسير فرات : ٥٦.

٣٦

فر : محمد بن عبيد الجعفي معنعنا عن الحارث الاعور مثله (١).

٥ ـ فر : محمد بن الحسين الخياط معنعنا عن ابن سيرين ، عن الحسين بن العباس ، و جعفر الاحمسي معنعنا عن السدي قالا : قال عباس : أنا عم محمد ، وأنا صاحب سقاية الحاج ، وأنا أفضل من علي ، وقال عثمان بن طلحة ـ أو شيبة ـ : أنا أفضل من علي ، فنزلت هذه الآية (٢).

٦ ـ فر : علي بن محمد الزهري معنعنا عن جعفر عن أبيه عليهما‌السلام قال : لما فتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكة أعطى العباس السقاية ، وأعطى عثمان بن طلحة الحجاجة ، ولم يعط عليا شيئا ، فقيل لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : إن النبي أعطى العباس السقاية ، وأعطى عثمان بن طلحة الحجاجة ، ولم يعطك شيئا ، قال : فقال : ما أرضاني بما فعل الله ورسوله!؟ فأنزل الله (٣) تعالى هذه الآية (٤).

أقول : روى ابن بطريق نزول الآية فيه عليه‌السلام في العمدة (٥) بأسانيد جمة من تفسير الثعلبي ومن الجمع بين الصحاح الستة.

وروى في المستدرك عن أبي نعيم بإسناده عن مجاهد قال : نزلت « أجعلتم سقاية الحاج » الآية في علي والعباس. وبإسناده عن الضحاك عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام. وبإسناده عن الشعبي قال : تكلم علي والعباس وشيبة في السقاية والسدانة ، فأنزل الله تعالى : « أجعلتم » إلى قوله : « حتى يأتي الله بأمره » : حتى يفتح مكة فتنقطع الهجرة.

٧ ـ يف : في الجميع بين الصحاح الستة من صحيح النسائي ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : افتخر شيبة بن أبي طلحة (٦) ورجل ـ ذكر اسمه ـ وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام

____________________

(١) تفسير فرات : ٥٤.

(٢) تفسير فرات : ٥٢. وفيه « وبنو شيبة » وفى النسخ « وهو شيبة » وكلها مصحف ( ب )

(٣) في المصدر : قال فأنزل الله.

(٤) تفسير فرات : ٥٨.

(٥) ص : ١٨.

(٦) في ( ك ) طلحة بن شيبة وفى ( ت ) شيبة بن طلحة وكلها مصحف ( ب ).

٣٧

فقال شيبة بن أبي طلحة : معي مفتاح البيت ولو أشاء بت فيه ، وقال ذلك الرجل : أنا صاحب السقاية (١) ولو أشاء بت في المسجد ، وقال علي عليه‌السلام : ما أدري ما تقولان! لقد صليت إلى القبلة قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، فأنزل الله تعالى : « أجعلتم سقاية الحاج ». و رواه الثعلبي كذلك في تفسير هذه الآية عن الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي.

ورواه ابن المغازلي عن إسماعيل بن عامر وعن عبدالله بن عبيدة البريدي (٢).

بيان : لعل السيد اتقى في عدم التصريح بذكر العباس من خلفاء زمانه ورواه السيوطي في الدر المنثور عن ابن جرير ، بإسناده عن محمد بن كعب مثله مصرحا باسم العباس ، وقال : أخرج ابن مردويه عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام والعباس. وأخرج ابن أبي حاتم وأبوالشيخ عن الشعبي قال : تفاخر علي والعباس و شيبة في السقاية والحجاجة ، فأنزل الله تعالى : « أجلعتم سقاية الحاج » الآية. وأخرج عبدالرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبوا الشيخ عن الشعبي قال : نزلت هذه الآية في العباس وعلي عليه‌السلام تكلما في ذلك. وأخرج ابن مردويه عن الشعبي قال : كان بين علي والعباس منازعة فقال العباس لعلي عليه‌السلام : أنا عم النبي و أنت ابن عمه ، وإلي سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ، فأنزل الله هذه الآية. وأخرج عبدالرزاق عن الحسن قال : نزلت في علي والعباس وعثمان وشيبة (٣) ، تكلموا في ذلك وأخرج أبونعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس قال : قعد العباس وشيبة يفتخران ، فقال العباس : أنا أشرف منك ، أنا عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وساقي الحاج فقال شيبة : أنا أشرف منك ، أنا أمين الله على بيته وخزائنه ، فلا ائتمنك كما ائتمنني ، فأطلع عليهما علي عليه‌السلام فأخبراه بما قالا ، فقال علي عليه‌السلام : أنا أشرف منكما ، أنا أول من آمن وهاجر وجاهد ، فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبروه ، فما أجابهم بشئ ، فانصرفوا ، فنزل عليه الوحي بعد أيام ، فأرسل إليهم فقرأ عليهم : « أجعلتم سقاية الحاج » إلى آخر العشر (٤).

____________________

(١) في المصدر بعد ذلك : والقائم عليها.

(٢) الطرائف : ١٣.

(٣) هكذا في المصدر وهو الصحيح وفى ( ك ) عثمان بن شيبة وفى ( ت ) تصحيحا عثمان بن طلحة.

وكلها وهم ( ب ) (٤) الدر المنثور ٣ : ٢١٨ و ٢١٩.

٣٨

[ وأقول : روى صاحب جامع الاصول من صحيح النسائي نحو الحديث الاول مصرحا باسم العباس ، إلا أن فيه : صليت إلى الكعبة ستة أشهر قبل الناس ، إلى آخر الخبر.

وروى صاحب الفصول المهمة عن الواحدي في أسباب النزول مثل رواية أبي نعيم (١) وروى في فرائد السمطين أبسط من ذلك إلى أن قال علي عليه‌السلام ، أنا أشرف منكما أنا أول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الامة وهاجر وجاهد ، فانطلقوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره كل واحد منهم بفخره فما أجابهم بشئ ، فنزل الوحي بعد أيام ، فأرسل إلى الثلاثة فأتوه ، فقرأ عليهم الآية.

وروى الشيخ في مجالسه عن أبي ذر أن عليا عليه‌السلام ذكر يوم الشورى نزول الآية فيه فأقروا به.

وروى أبونعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام عن عامر قال : نزلت الآية في علي والعباس وعن ابن عباس قال : نزلت في علي عليه‌السلام. وبإسناده عن الشعبي مثل ما مر إلى قوله : فتنقطع الهجرة. ]

وقال الشيخ الطبرسي ـ رحمه‌الله ـ : نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام والعباس بن عبدالمطلب وشيب بن أبي طلحة ، عن الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي.

وروى الحاكم أبوالقاسم الحسكاني بإسناده عن ابن بريدة عن أبيه قال : بينا شيبة والعباس يتفاخران إذ مر بهما علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : بماذا تتفاخران فقال العباس : لقد اوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد : سقاية الحاج ، وقال شيبة ، اوتيت عمارة المسجد الحرام ، فقال عليه‌السلام : استحييت لكما! فقد اوتيت على صغري مالم تؤتيا ، فقالا : وما اوتيت يا علي؟ قال : ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله ، فقال العباس مغضبا يجر ذيله (٢) حتى دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : أما يرى إلى ما استقبلني (٣) به علي؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ادعوا لي عليا ، فدعي له ، فقال : ماحملك على ما

____________________

(١) راجع الفصول المهمة : ١٠٦. واسباب النزول للواحدى : ١٨٢.

(٢) في المصدر و ( ك ) طلحة بن شيبة وفى ( ت ) شيبة بن طلحة وكلها مصحف ( ب ).

(٣) ذيل الثوب ما جر منه اذا اسبل.

(٤) في المصدر : يستقلبنى.

٣٩

استقبلت به عمك؟ فقال : يا رسول الله صدمته (١) بالحق فمن شاء فليغضب ومن شاء فليرض ، فنزل جبرئيل عليه‌السلام وقال : يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول : اتل عليهم : « أجعلتم سقاية الحاج » الآية ، فقال العباس : إنا قد رضينا ـ ثلاث مرات (٢).

أقول : نزولها في أمير المؤمنين عليه‌السلام مما أجمع عليه عامة المفسرين من المتقدمين ومتعصبي المتأخرين كالبيضاوي والزمخشري والرازي وغيرهم (٣) ، وسيأتي الاخبار [ فيه ] في باب شجاعته عليه‌السلام ويدل على أن مناط الفضل والفخر والايمان والجهاد ، ولا ريب في سبقه عليه‌السلام فيهما على سائر الصحابة كما سيأتي تفصيلهما ، فهو أولى بالامامة والخلافة لقبح تفضيل المفضول كما يشهد به ألباب ذوي العقول.

( ٣٢ باب )

* ( قوله تعالى « ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله * ) *

١ ـ فس : « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله » قال : ذاك أمير المؤمنين عليه‌السلام ومعنى يشري نفسه أي يبذل (٤).

٢ ـ كشف : مما أخرجه شيخنا العز المحدث الحنبلي الموصلي في قوله تعالى : « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله » نزلت في مبيت علي على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورواه أبوبكر بن مردويه أيضا ، وذكر ابن الاثير في كتابه كتاب الانصاف الذي جمع فيه بين الكاشف والكشاف أنها نزلت في علي عليه‌السلام وذلك حين هاجر النبي (ص) وترك عليا في بيته بمكة ، وأمره أن ينام على فراشه ليوصل إذا أصبح ودائع الناس إليهم ، وقال الله

____________________

(١) اى دفعته.

(٢) مجمع البيان ٥ : ١٤ و ١٥.

(٣) راجع تفسير البيضاوى ١ : ١٩١ والكشاف ٢ : ٢٧. ومفاتيح الغيب ٤ : ٤٢٢ و ٤٢٣.

* البقرة : ٢٠٧.

(٤) تفسير القمى : ٦١.

٤٠