بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

غيره عليه عند من شم رائحة الايمان.

١٧٥ ـ كشف : ابن مردويه قوله تعالى : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا (١) » نزلت في علي عليه‌السلام وقال علي : نحن اولئك (٢).

أقول : رواه العلامة من طريق العامة (٣) ، وقد مضت الاخبار الكثيرة في ذلك في كتاب الامامة ،

١٧٦ ـ كشف ، كنز : ابن مردويه بإسناده عن ابن عباس أنه قال : إن قوله تعالى : « أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق (٤) » هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٥) أقول : رواه العلامة رحمة الله من طريق الجمهور (٦).

١٧٧ ـ قب : عن الباقرين عليهما‌السلام في قوله تعالى : « أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق » علي « كمن هوأ عمى » أعداؤه « إنما يتذكر اولوالالباب » الائمة الذين غرس في قلوبهم العلم من ولد آدم (٧).

١٧٨ ـ كشف : ابن مردويه قوله تعالى : « الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون (٨) » قال علي عليه‌السلام : قلت : يارسول الله ماهذه الفتنة؟ قال : يا علي بك ، وأنت مخاصم ، فأعد للخصومة (٩).

أقول : روى في كشف الحق من طريقهم مثله (١٠).

١٧٩ ـ فر : أحمد بن عيسى بن هارون ، معنعنا عن جابر بن عبدالله الانصاري قال :

____________________

(١) سورة فاطر : ٣٢.

(٢) كشف الغمة : ٩٣.

(٣ و ٦) راجع كشف الحق ١ : ٩٦ ، وكشف اليقين : ١٢٣.

(٤) سورة الرعد : ١٩.

(٥) كشف الغمة : ٩٣. الكنز مخلوط.

(٧) ظفرنا بمثل الحديث في المجلد الاول من المناقب : ٥٥١.

(٨) سورة العنكبوت : ١ و ٢.

(٩) كشف الغمة : ٩٣. وفيه وأنت تخاصم.

(١٠) راجع الجزء الاول : ٩٦.

١٨١

كنا جلوسا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أقبل علي عليه‌السلام فلما نظر إليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

الحمدالله رب العالمين لاشريك له ، قال : قلنا : صدقت يارسول الله الحمدالله رب العالمين لا شريك له ، قد ظننا أنك لم تقلها إلا تعجبا من شئ رأيته ، قال : نعم لما رأيت عليا مقبلا ذكرت حديثا حدثني حبيبي جبرئيل ، قال : قال : إني سألت الله أن تجتمع الامة عليه (١) ، فأبى عليه إلا أن يبلو بعضهم ببعض ، حتى يميز الخبيث من الطيب ، وأنزل علي بذلك كتابا » الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين « أما إنه قد عوضه مكانه بسبع خصال : يلي ستر عورتك ، ويقضي دينك وعداتك ، وهو معك على حوضك ، وهو متكئ لك (٢) يوم القيامة ، ولن يرجع كافرا بعد إيمان ، ولا زانيا بعد إحصان ، وكم من ضرس قاطع له في الاسلام ، مع القدم في الاسلام ، والعلم بكلام الله ، والفقه في دين الله ، مع الطهر والقرابة ، والنجدة في الحرب ، وبذل الماعون (٣) ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والولاية لوليسي والعداوة لعدوي ، بشره يامحمد بذلك. وقال السدي الذين صدقوا علي وأصحابه (٤).

١٨٠ ـ كشف : ابن مردويه قوله تعالى : « وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل (٥) عن أبي رافع أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجه عليا في نفرمعه في طلب أبي سفيان ، فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال : إن القوم قد جمعوالكم ، فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فنزلتا (٦).

أقول : روى العلامة رفع الله مقامه من طريقهم مثله (٧).

____________________

(١) في المصدر ، أن يجمع الامة عليه.

(٢) في المصدر : على عقر حوضك ، وهو مشكاة لك.

(٣) النجدة : الشجاعة. والماعون : كل ما فيه منفعة.

(٤) تفسيرات فرات : ١١٧ و ١١٨.

(٥) سورة آل عمران ١٧٣ و ١٧٤.

(٦) كشف الغمة ٩٣.

(٧) راجع كشف الحق ١ : ٩٦ ، وكشف اليقين : ١٢٣ و ١٢٤.

١٨٢

وقال السيوطي : أخرج ابن جرير (١) عن أبي رافع أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أخرج عليا في نفر معه في طلب أبي سفيان ، فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال : إن القوم قد جمعوا لكم ، قالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فنزلت فيهم هذه الآية (٢).

١٨١ ـ فر : أبوالقاسم العلوي معنعنا عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله تعالى : « إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (٣) » قال : استثنى الله تعالى أهل صفوته حيث قال : « إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات » أدوا الفرائض « وتواصوابالحق » الولاية ، وأوصوا ذراريهم ومن خلفوا من بعدهم بها وبالصبر عليها (٤).

كنز : محمدبن العباس ، عن محمد بن القاسم بن سلمة ، عن جعفر بن عبدالله المحمدي ، عن أبي صالح الحسن بن اسماعيل ، عن عمران بن عبدالله ، عن عبدالله بن عبيد ، عن محمدبن علي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (٥).

فس : محمد بن جعفر ، عن يحيى بن زكريا ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمان بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله ، وفيه : « إلا الذين آمنوا » بولاية أميرالمؤمنين عليه‌السلام « تواصوا بالحق » ذرياتهم ومن خلفوا بالولاية ، وتواصوا بها وصبرواعليها (٦).

بيان : قوله : « بالولاية » تفسير لقوله : « بالحق »

١٨٢ ـ كشف : عن ابن مردوية في قوله تعالى : « والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات » عن ابن عباس « إن الانسان لفي خسر » يعني أباجهل « إلا الذين آمنوا » علي وسلمان « وتواصوا بالصبر » عن ابن عباس أنها علي عليه‌السلام (٧)

____________________

(١) في المصدر : ابن مردويه.

(٢) الدرالمنثور ٢ : ١٠٣.

(٣) سورة العصر : ٣.

(٤) تفسيرات فرات : ٢٣٠ ، وفيه : بالولاية وبالصبر عليها.

(٥) الكنز مخطوط ، أوردها في البرهان ٤ : ٥٠٤.

(٦) تفسيرالقمى : ٧٣٨ و ٧٣٩.

(٧) كشف الغمة ٩٤ ، وفيه : انها نزلت في على عليه‌السلام.

١٨٣

بيان : رواهما العلامة أعلى الله مقامه من طرقهم (١) ، واعتراض بعض النواصب على الاول (٢) بأنه إذا اريد به أبوجهل يكون الاستثناء منقطعا ولم يقل به أحد ، فالمراد منه جميع أفراد الانسان ، وعلى هذا لايصح تخصيص المؤمنين بعلي عليه‌السلام وسلمان ، فإن غير هم من المؤمنين ليسوا في خسر ، والجواب أن قوله. « لم يقل به أحد » دعوى باطل ، إذا حمل الاستثناء على المنقطع كثير من المفسرين منهم النيسابوري حيث قال : عن مقاتل إنه أبولهب ، وفي خبر مرفوع أنه أبوجهل ، كانوا يقولون : إن محمد لفي خسر ، فأقسم الله تعالى أن الامر بالضد مما توهموه ، وعلي هذا يكون الاستثناء منقطعا. انتهى (٣).

وأما قوله : « إن غيرهما من المؤمنين ليسوا في خسر » فغير مسلم ، وإنما يكون كذلك لو اريد بالخسر الكفر ، ولو اريد به مطلق الذنب والتقصير فلا ، والنيسابوري ترقى عن هذا المقام أيضا وقال : إن كان العبد مشغولا بالمباحات فهو أيضا في شئ من الخسر ، لانه يمكنه أن يعمل فيه عملا يبقى أثره ولذته دائما ، وإن كان مشغولا بالطاعات فلا طاعة إلا ويمكن الاتيان بها على وجه أحسن (٤).

واعتراض على الثاني (٥) بأن الصبر صفة من الاوصاف وليس هو من الاسامي حتى يراد شخص ، والجواب أن الاعتراض نشأ من سوء فهم السائل أوشدة تعصبه ، بل الظاهر أن يكون المراد الصبر على مشاق الولاية كما مر مصرحا في الاخبار السابقة ، وهذا يحتمل وجهين : الاول أن يكون المراد بالذين آمنوا أميرالمؤمنين عليه‌السلام تعظيما وتفخيما ، فيكون موافقا للخبر السابق. الثاني أن يكون تفسيرا للحق أي المراد بالحق ولايته عليه‌السلام ، ولو سلم أنه تفسير للصبر فهوأ يضا يستقيم بوجهين : الاول أن يكون كني عنه بالصبر لكماله فيه ، فكانه صارعين تلك الصفة ، والثاني أن يكون المراد بالصبر

____________________

(١) راجع كشف الحق ١ : ٩٦ ، وكشف اليقين : ١٢٥.

(٢) أى كون المراد من الذين آمنوا على وسلمان.

(٣ و ٤) غرائب القرآن ٣ : ٥٣٤.

(٥) أى كون المراد من « تواصوا بالصبر » على عليه‌السلام.

١٨٤

ولايته التي لايتم إلا بالصبر ويلزمه ، فاطلق عليها كناية ، وأمثال تلك الاستعمالات في فصيح الكلام لاسيما في كلام الملك العلام غير عزيز (١).

١٨٣ ـ كشف : ابن مردويه قوله تعالى : « وبشرالمخبتين (٢) » إلى قوله : « ومما رزقنا هم ينفقون » قال : منهم علي وسلمان (٣).

أقول : روى العلامة عنهم مثله (٤).

١٨٤ ـ كشف : ابن مردويه قوله تعالى : « إن الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون (٥) » عن النعمان بن بشير أن عليا عليه‌السلام تلاهاليلة وقال : أنا منهم ، و اقيمت الصلاة فقام وهو يقول : « لايسمعون حسيسها (٦).

بيان : روى العلامة رحمه‌الله نحوه (٧).

أقول : ظني أن مراده عليه‌السلام ليس محض أنه ليس من أهل النار ، بل لما قال تعالى : « إنكم وماتعبدون من دون الله حصب جهنم (٨) » وتلك الآياته كالاستثناء عن هذه أشار إلى أنه عليه‌السلام سيعبده جماعة من الاشقياء ولايضره ذلك ، ويؤيده ماروي عن ابن مسعود قال : لما نزلت هذه الآية أتى عبدالله بن الزبعرى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يامحمد ألست تزعم أن عزيرا رجل صالح وأن عيسى رجل صالح وأن مريم امرأة صالحة؟ قال : بلى قال : فإن هؤلاء يعبدون من دون الله فهم في النار؟ فأنزل الله تعالى « إن الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون » والحسنى : الخصلة الحسنى ، وهي السعادة أو

____________________

(١) وأنت خبير بأن الاشكال لايجرى اصلا على مافى المصدر المطبوع كما ذكرناه ، فلا حاجة عليه إلى ما ذكره المصنف من التفصى عن الاشكال.

(٢) سورة الحج : ٣٤ ، وما بعدها ذيلها.

(٣) كشف الغمة : ٩٤.

(٤) راجع كشف الحق ١ : ٩٧. وكشف اليقين : ١٢٥.

(٥) سورة الانبياة ١٠١.

(٦) كشف الغمة : ٩٤.

(٧) راجع كشف الحق ١ : ٩٧ ، وكشف التفين : ١٢٥.

(٨) الانبياه : ٩٨.

١٨٥

التوفيق للطاعة أو البشرى بالجنة. والحسيس : صوت يحس به.

١٨٥ ـ كشف : ابن مردويه عن علي عليه‌السلام في قوله تعالى : « من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (١) » الحسنة حبنا أهل البيت (٢) والسيسئة بغضنا ، من جاء بها أكبه الله على وجهه في النار (٣).

أقول : روى العلامة رحمه‌الله نحوه (٤).

١٨٦ ـ كشف : ابن مردويه قوله تعالى : « إذا دعاكم لما يحييكم (٥) » عن أبي جعفر عليه‌السلام دعا كم إلى ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٦).

بيان : روى العلامة رحمه‌الله مثله (٧). وإذا كان المراد بالولاية الخلاقة كما هو الظاهر فقد دلت الآية على وجوب إطاعته والاعتقاد بخلافته ، ولو كان المراد النصرة و المحبة فهو أيضا يدل على إمامته ، لان وجوب محبته ونصرته وكونهما مما يحيي المرء الحياة المعنوية الابدية مع تعقيبه بالتهديد والوعيد على الترك يدل على فضل عظيم اختص به ، فلم يجز تقديم غيره عليه كمامر مراراً.

١٨٧ ـ كشف : ابن مردويه قوله تعالى : « وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون (٨) » عن زاذان عن علي عليه‌السلام : تفترق هذه الامة على ثلاثة وسبعين فرقه ، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة ، وهم الذين قال الله تعالى : « وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدولون » وهم أنا وشيعتي (٦).

____________________

(١) سورة الانعام : ١٦٠.

(٢) في المصدر : عن على عليه‌السلام : الحسنة حبنا أهل البيت.

(٣) كشف الغمة : ٩٤ و ٩٥.

(٤) راجع كشف الحق ١ : ٩٧ ، وكشف اليقين : ١٢٥.

(٥) سورة الانفال : ٢٤.

(٦) كشف الغمه : ٩٥.

(٧) راجع كشف الحق ١ : ٩٧ ، وكشف اليقين : ١٢٦.

(٨) سورة الاعراف : ١٨١.

(٩) كشف الغمة : ٩٥.

١٨٦

قب : زاذان عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام مثله وروي عن الباقرين عليهما‌السلام أنهما قالا : نحن هم (١).

بيان : رواه العلامة رحمه‌الله من طرقهم (٢). قال الرازي : أكثر المفسرين على أن المراد من الامة ههنا قوم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله روى قتادة وابن جريح عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنهم هذه الامة (٣).

وروي أيضا أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : هذه لكم (٤) وقد أعطى الله قوم موسى مثلها. وعن الربيع عن أنس أنه قرأ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله هذه الآية فقال : إن من امتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم. وقال ابن عباس : يريد امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من المهاجرين والانصار ، انتهى (٥). والرواية الاخيرة مما ذكره الرازي صريحة في تخصيص بعض الامة بكونهم على الحق كما ، وهذا هذاهو الحق كما دل عليه أيضا ما أثبتنا في بابه من افتراق الامة ، والجمع بينه وبين حديث ابن مردويه يقتضي أن يكون المراد بالقوم المذكور عليا وشيعته ، ومن البين أن الخلفاء الثلاثة وأشياعهم من أهل السنة ليسوا من شيعة علي ، لما أثبتنا في موضعه من المباينة والمخالفة بينهم وبين أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، فيكونون على الباطل ، لان الحق لايكون في جهتين مختلفتين ، فتد بر.

١٨٨ ـ كشف : عن ابن مردويه قوله : « تراهم ركعا سجدا (٦) » عن موسى بن جعفر عن ابائه عليهم‌السلام أنها نزلت في علي عليه‌السلام. قوله تعالى : « يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار (٧) » عن جعفر بن محمد عليما السلام قال : هو علي بن أبي طالب صلوات الله عليه (٨).

بيان : رواهما العلامة رفع الله مقامه من طرقهم (٩) ، ويظهر من الخبرين أن

____________________

(١) ظفر نا بمثل الحديث مع اختلافات بينهما في المجلد الاول. ٥٦٧ و ٥٦٧.

(٢) راجع كشف الحق ١ : ٩٨ ، وكشف اليقين : ١٢٦.

(٣) في المصدر. انها هذه الامة.

(٤) هذه فيهم.

(٥) مفاتيح الغيب ٤ : ٣٣٥.

(٦ و ٧) سورة الفتح : ٢٩.

(٨) كشف الغمة ٩٥ و ٩٦.

(٩) راجع كشف الحق ١ : ٩٧ و ٩٨ ، وكشف اليقين : ١٢٧ و ١٣٠.

١٨٧

الآية بطولها نازلة فيه صلوات الله عليه ، أو فيه وفي أتباعه وهو سيدهم وأميرهم ، وهي قوله تعالى : « محمد رسول الله » « والذين معه » معطوف على قوله : « محمد » وخبرهما « أشداء على الكفار رحماء بينهم » أي يغلظون على من خالف دينهم ، ويتراحمون فيما بينهم كما مرفي وصفه عليه‌السلام أيضا « أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين تراهم ركعا سجدا » لانهم مشتغلون باصلاة في أكثر أوقاتهم « يبتغون فضلا من الله ورضوانا » أي الثواب والرضى « سيما هم في وجوهم من أثر السجود » أي السمة التي تحدث في جباههم من كثرة السجود ، أو التراب على الجباه ، لانهم يسجدون على التراب لاعلى الاثواب أوالصفرة والنحول (١) ، أونور وجوههم في القيامة « ذلك » إشارة إلى الوصف المذكور ، أوإشارة مبهمة يفسرها « كزرع » « مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل » أي صفتهم العجيبة الشأن المذكورة في الكتابين « كزرع أخرج شطأه » أي فراخه « فآزره » أي فقواه « فاستغلظ » أي فصارمن الدقة إلى الغلظة « فاستوى على سوقه » فاستقام على قصبه ، جمع ساق « يعجب الزراع » بغلظه وحس منظره ، مثل ضربه الله لقوته عليه‌السلام في الدين وتقويته للاسلام وغلبته وإضرابه وإتباعه على الكفاركما قال : « ليغيظ بهم الكفار » علة لتشبيههم بالزرع في ركامه (٢) واستحكامه « وعدالله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة و أجرا عظيما » ولعل ضمير « منهم » راجع إلى مطلق الذين معه لا إلى الموصوفين بالاوصاف المذكورة ، ولا يخفى أن وصفه تعالى إياه بتلك الاوصاف الشريفة فضل عظيم يمنع تقديم غيره عليه إذا روعي مع سائر فضائله.

١٨٩ ـ كشف : ابن مردويه « والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغيرما اكتسبوا (٣) » عن مقاتل بن سليمان أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام وذلك أن نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويعذ بونه (٤).

____________________

(١) الصفر ـ بضم الصاد ـ : الذهب والنحاص الاحمر. والنحول جمع النحل : الرقيق ، يقال : سيف رقيق ، والمراد هنا السيف.

(٢) الركام : المتراكم بعضه فوق بعض.

(٣) سورة الاحزاب : ٥٨.

(٤) كشف الغمة ٩٥ ، وفيه : كانوا بؤذونه ويكذبون عليه.

١٨٨

أقول : رواه العلامة أيضا (١).

١٩٠ ـ كشف : ابن مردويه قوله تعالى : « واولوالارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين (٢) » قيل : ذلك علي عليه‌السلام لانه كان مؤمنا مهاجرا ذارحم (٣).

بيان : رواه العلامة في كشف الحق ولم يأت بقيل (٤). وقال صاحب إحقاق الحق رحمة الله : الآية نص في إمامة علي عليه‌السلام لدلالتها على أن الاولى بالنبي أيضا من اولي الارحام من كان مستجمعا للامور الثلاثة ، وقد أجمع أهل الاسلام على انحصار الامام بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي والعباس وأبي بكر ، والعباس وإن كان مؤمنا ومن اولي الارحام لكن لم يكن مهاجرا بل كان طليقا ، وأبوبكر على تقدير صحة إيمانه و هجرته لم يكن من اولي الارحام ، فتعين أن يكون الاولى بالامامة والخلافة بعد النبي علي عليه‌السلام لاستجماعه الامور الثلاثة (٥).

١٩١ ـ كشف : ابن مردويه قوله تعالى : « أطيعوالله وأطيعوالرسول واولي الامر منكم (٦) » عن عبدالغفار بن قاسم قال : سألت جعفر بن محمد عليهما‌السلام عن اولي الامرفي هذه الآية فقال : كان والله علي منهم (٧).

أقول : رواه العلامة (٨) ، وقد مر شرحه وتأييده في كتاب الامامة ، وروى العلامة في قوله تعالى : « الذين إذا أصابتهم مصيتة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المتهدون (٩) » نزلت في علي عليه‌السلام لما وصل

____________________

راجع كشف الحق ١ : ٩٧.

(٢) سورة الاحزاب : ٦.

(٣) كشف الغمة : ٩٥.

(٤) راجع كشف اليقين ١ : ٩٧ ، وكشف اليقين : ١٢٧.

(٥) احقاق الحق ٣ : ٤٢٠.

(٦) سورة النساء : ٥٩.

(٧) كشف الغمة : ٩٥.

(٨) راجع كشف الحق ١ : ٩٧ ، وكشف اليقين : ١٢٨.

(٩) سورة البقرة : ١٥٦ و ١٥٧.

١٨٩

إليه قتل حمزة فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فنزلت هذه الآية (١).

١٩٢ ـ فس : محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن محمد بن مهران ، عن ابن سنان ، عن ابن ظبيان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله : « ويوم تشقق السماء بالغمام (٢) » قال : الغمام أميرالمؤمنين عليه‌السلام (٣).

بيان : قيل : المعنى : تتشقق السماء وعليها غمام ، وقيل : تتشقق عن الغمام الابيض لنزول الملائكة الحاملين لصحائف الاعمال.

أقول : على تأويله عليه‌السلام يحتمل أن يكون المعنى أن من في الغمام هو أميرالمؤمنين عليه‌السلام ينزل من السماء ، أوأنه كني عنه عليه‌السلام بالغمام لكثرة فيضه وفضله وعلمه وسخائه عليه‌السلام ، فإن السحاب يستعار في عرف العرب والعجم للعالم والسخي.

أقول : قال السيد ابن طاوس في كتاب سعدالسعود : رأيت في تفسير محمد بن عباس ابن مروان في تفسير قوله تعالى : « اولئك هم خير البرية (٤) » أنها في أميرالمؤمنين علي وشيعته ، رواه من نحوستة وعشرين طريقا أكثرها برجال المخالفين ، ونحن نذكرمنهاطريقا واحدا : حدثنا أحمد بن محمد المحمود ، عن الحسن بن عبدالله بن عبدالرحمان الكندي ، عن الحسن بن عبيد بن عبدالرحمان ، عن محمد بن سليمان ، عن خالد بن السري ، عن النصربن إلياس ، عن عامر بن واثلة قال : خطبنا أميرالمؤمنين عليه‌السلام على منبر الكوفة فحمد الله وأثنى عليه ، وذكرالله بما هو أهله ، وصلى على نبيه ، ثم قال : أيها الناس سلوني سلوني ، فوالله لاتسألوني عن آية من كتاب الله إلا حد ثتكم عنها بما نزلت (٥) بليل أوبنهار؟ أوفي مقام أوفي مسير؟ أوفي سهل أم في جبل؟ وفيمن نزلت : أفي مؤمن أم في منافق؟ وما عني به أخاصة أم عامة؟ ولئن فقد تموني لايحد ثكم أحد حديثي ، فقام إليه ابن

____________________

(١) كشف الحق ١ : ٩٩.

(٢) سورة الفرقان : ٢٥.

(٣) تفسيرالقمى : ٤٦٥.

(٤) سورة البينة : ٧.

(٥) في المصدر : بمن نزلت.

١٩٠

الكواء فلما بصر به قال : متعنتا لاتسأل علما سل (١) فإذاسألت فاعقل ما تسأل عنه ، فقال : يا أميرالمؤمنين أخبرني عن قول الله عزوجل : « إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية » فسكت أميرالمؤمنين عليه‌السلام فأعادها عليه ابن الكواء فسكت ، فأعادها الثالثة فقال علي عليه‌السلام ـ ورفع صوته ـ ويحك يا ابن الكواء اولئك نحن وأتباعنا يوم القيامة غرامحجلين. رواء مرويين ، يعرفون بسيماهم (٢).

وروى فيه من نسخة عتيقة من تفسيرآخرعن حفص ، عن عبدالسلام الاصفهاني ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود (٣) » فقال : إن رسول الله (ص) أخذ لعلي عليه‌السلام بما أمر أصحابه ، وعقد له عليهم الخلافة في عشرة مواطن ثم انزل عليه : « يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود » يعني التي عقدت عليهم لعلي أميرالمؤمنين عليه‌السلام (٤).

وروى أيضا من كتاب عبدالعزيز بن يحيى الجلودي قال : حدثنا أحمد بن أبان ، عن أحمد بن يحيى الصوفي ، عن إسماعيل بن أبان ، عن يحيى بن سلمة ، عن زيد بن الحارث عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال : لقد نزلت في علي عليه‌السلام ثمانون آية صفوا في كتاب الله ماشركه فيها أحد من هذه الامة (٥).

وروى البرسي في مشارق الانوار عن ابن عباس أن حمزة حين قتل يوم احد وعرف بقتله أميرالمؤمنين عليه‌السلام فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، نزلت « الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون (٦).

____________________

(١) في المصدر : متعنتأ لا تسأل تعلماهات سل.

(٢) سعد السعود : ١٠٨.

(٣) سورة المائدة : ١.

(٤) سعد السعود : ١٢١.

(٥) سعد السعود : ٢٣٥.

(٦) مشارق الانوار ٢٣٦ ، والايتان في سورة البقره : ١٥٦ و ١٥٧.

١٩١

أقول : أوردت أخبارا كثيرة مشتملة على الآيات النازلة في شأنه عليه‌السلام في باب الغدير ، وباب احتجاجه عليه‌السلام على القوم ، وباب احتجاجه صلوات الله عليه على الزنديق المدعي للتناقض في القرآن ، وفي باب جوامع مناقبه وغيرها من الابواب الآتية.

( أبواب )

*( النصوص على أميرالمؤمنين والنصوص على الائمة الاثنى عشر ) *

* ( عليهم‌السلام ) *

٤٠

(باب )

* ( نصوص الله عليهم من خبر اللوح والخواتيم ، وما نص به عليهم ) *

*( في الكتب السالفة وغيرها )*

١ ـ ك ، لى : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن الحسين الكنانى ، عن جده ، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل أنزل على نبيه كتابا قبل أن يأتيه الموت ، فقال : يا محمد هذا الكتاب وصيتك إلى النجيب من أهل بيتك ، فقال : ومن النجيب من أهلي (١) ياجبرئيل؟ فقال : علي بن أبي طالب عليه‌السلام وكان على الكتاب خواتيم من ذهب ، فدفعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام وأمره أن يفك خاتما منها ويعمل بما فيه ، ففك عليه‌السلام خاتما وعمل بما فيه ، ثم دفعه إلى ابنه الحسن عليه‌السلام ففك خاتما وعمل بما فيه ، ثم دفعه إلى الحسين عليه‌السلام ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة ، فلا شهادة لهم إلا معك ، واشر نفسك (٢) لله عزوجل ، ففعل ، ثم دفعه إلى علي بن الحسين عليه‌السلام ففك خاتما فوجد فيه : اصمت والزم منزلك

____________________

(١) في ( ك ) والامالى : وما النجيب من اهلى.

(٢) في المصدرين : واشتر نفسك. لكنه مصحف.

١٩٢

واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ، ففعل ، ثم دفعه إلى محمد بن علي عليه‌السلام ففك خاتما فوجد فيه : حدث الناس وأفتهم ، ولا تخافن إلا الله فإنه لاسبيل لاحد عليك ، ثم دفعه إلي ففككت خاتما فوجدت فيه : حدث الناس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك ، و صدق آباءك الصالحين ، ولاتخافن أحدا إلا الله (١) ، وأنت في حرز وأمان ، ففعلت ، ثم أدفعه إلى موسى بن جعفر ، وكذلك يدفعه موسى إلى الذي من بعده (٢) ، ثم كذلك أبدا إلى قيام المهدي عليه‌السلام (٣).

ما : الغضائري ، عن الصدوق ، عن ابن الوليد مثله (٤).

٢ ـ ك ، ن : الطالقاني ، عن الحسن بن إسماعيل ، عن سعيد بن محمد بن نصر القطان عن عبيدالله بن محمد السلمي ، عن محمد بن عبدالرحيم (٥) ، عن محمد بن سعيد بن محمد ، عن العباس بن أبي عمرو ، عن صدقة بن أبي موسى ، عن أبي نضرة قال : لما احتضر أبوجعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام عند الوفاة دعا بابنه الصادق (ص) ليعهد إليه عهدا (٦) ، فقال له أخوه زيدبن علي : لو امتثلت في بمثال الحسن والحسين لرجوت أن لاتكون أتيت منكرا (٧) ، فقال له : يا أبا الحسين إن الامانات ليست با لمثال ولا العهود بالرسوم ، و إنما هي امور سابقة عن حجج الله عزوجل ، ثم دعا بجابربن عبدالله فقال له : ياجابر حدثنا بماعاينت من الصحيفة (٨) ، فقال له جابر : نعم ياباجعفر ، دخلت إلى مولاتي (٩)

____________________

(١) في كمال الدين : ولا تخافن الا الله.

(٢) في كمال الدين : ولا تخافن الا الله. : إلى من بعده.

(٣) كمال الدين : ٣٧٦ ، وفيه : إلى يوم قيام المهدى عليه‌السلام أمالى الصدوق : ٢٤١ (٤) امالى الشيخ : ٢٨٢.

(٥) في كمال الدين : عن محمد بن عبدالرحمان.

(٦) في كمال الدين : عن محمد بن عبدالرحمان : فعهد اليه عهدا.

(٧) اى كما أن الحسن عليه‌السلام فوض الامر بعده إلى اخيه الحسين عليه‌السلام فان تفوضنى انت ايضا ما اتيت بمنكر.

(٨) في كمال الدين : في الصحيفة.

(٩) في المصدرين : دخلت على مولاتى.

١٩٣

فاطمة بنت محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا هنئها بمولد الحسن عليه‌السلام (١) ، فإذا بيدها صحيفة بيضاء من درة (٢) ، فقلت : يا سيدة النسوان ماهذه الصحيفة التي أراها معك؟ قالت : فيها أسماء الائمة من ولدي ، قلت : لها ناوليني لانظر فيها ، قالت : ياجابر لولا النهي لكنت أفعل ، لكنه قد نهي أن يمسها إلا نبي أووصي نبى أوأهل بيت نبي ، ولكنه مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها ، قال جابر : فقرات فاذا (٣) : أبوالقاسم محمد بن عبدالله المصطفى امه آمنة (٤) ، أبوالحسن علي بن أبي طالب المرتضى امه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف ، أبومحمد الحسن بن علي البر ، أبوعبدالله الحسين بن علي التقي ، امهما فاطمة بنت محمد ، أبومحمد علي بن الحسين العدل امه شهربانويه بنت يزدجرد (٥) ، أبوجعفر محمد بن بن علي الباقر امه ام عبدالله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق امه ام فروة بنت القاسم بن محمد بن محمد بن أبي بكر ، أبوإبراهيم موسى بن جعفر (٦) امه جارية اسمها حميدة ، أبوالحسن علي بن موسى الرضا امه جارية واسمها نجمة ، أبوجعفر محمد بن علي الزكي امه جارية اسمها خيزران ، أبوالحسن علي بن محمد الامين امه جارية اسمها سوسن ، أبومحمدالحسن بن علي الرقيق (٧) امه جارية اسمها سمانة وتكنى ام الحسن ، أبوالقاسم محمد بن الحسن هو حجة الله القائم (٨) امه جارية اسمها نرجس ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ قال الصدوق رحمه‌الله : جاء هذا الحديث هكذابتسمية القائم عليه‌السلام ، والذي أذهب إليه النهي عن تسميته (٩).

ج : عن صدقة بن أبي موسى مثله (١٠).

____________________

(١) في المصدرين ، بمولد الحسين عليه‌السلام.

(٢) في كمال الدين : فاذا هى بصحيفة بيدها من درة بيضاء.

(٣) في كمال الدين : فاذا هى بصحيفة بيدها من درة بيضاء. : فاذا فيها.

(٤) في كمال الدين : فاذا هى بصحيفة بيدها من درة بيضاء. : امه آمنة بنت وهب.

(٥) بنت يزدجرد بن شاهنشاه.

(٦) بنت يزدجرد بن شاهنشاه. : موسى بن جعفر الثقة.

(٧) في المصدرين : الرفيق.

(٨) في كمال الدين : هوحجة الله تعالى على خلقه.

(٩) كمال الدين : ١٧٨. عيون الاخبار : ٢٤ و ٢٥.

(١٠) لم نجده في الاحتجاج المطبوع.

١٩٤

٣ ـ ك ، ن : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا ، عن صالح بن أبي حماد والحسن بن طريف معا ، عن بكر بن صالح ، وحدثنا أبي وابن المتوكل وما جيلوبه وأحمد بن علي بن إبراهيم وابن إبراهيم وابن ناتانة والهمداني رضي الله عنهم جميعا ، عن علي ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن عبدالرحمان بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال قال أبي لجابر بن عبدالله الانصاري ، إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلوبك فأسألك عنها؟ قال له جابر : في أي الا وقات شئت ، فخلا به أبي عليه‌السلام فقال له : ياجابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي امي فاطمة (١) بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وما أخبرتك به امي أن في ذلك اللوح مكتوبا ، قال جابر : اشهد بالله إني دخلت على امك فاطمة في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اهنئها (٢) بولادة الحسين عليه‌السلام فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت انه زمرد (٣) ، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس (٤) ، فقلت لها : بأبي أنت وامي يابنت رسول الله ماهذا اللوح؟ فقالت : هذا اللوح أهداه الله عزوجل إلى رسوله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الاوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسر ني بذلك (٥) ، قال جابر : فأعطتنيه امك فاطمة فقرأته وانتسخته ، فقال أبي عليه‌السلام فهل لك ياجابر أن تعرضه علي؟ قال : نعم فمشى معه أبي عليه‌السلام حتى انتهى إلى منزل جابر ، فأخرج إلى أبي صحيفة من رق ، قال جابر : فاشهد بالله إني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا :

بسم الله الرحمان الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم (٦) لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الامين من عند رب العالمين ، عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي ، إني أنا الله لا إله إلا أنا ، قاصم الجبارين (٧) ومذل الظالمين وديان

____________________

(١) في المصدرين : في يدامي فاطمة.

(٢) في المصدرين : في يدامي فاطمة : لاهنئها.

(٣) لاهنئها : ظننت أنه من زمرد.

(٤) في العيون : يشبه نورالشمس. وفى كمال الدين : شبيهة بنورالشمس.

(٥) في المصدرين : ليبشرنى بذلك.

(٦) في المصدرين : هذا كتاب من الله العزيزالحكيم العليم.

(٧) قصم الله ظهر الظالم أى أنزل به البلية وأهلكه.

١٩٥

الدين (١) ، إني أنا الله لا إله إلا أنا ، فمن رجا غير فضلي أوخاف غير عدلي (٢) عذبته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين ، فإياي فاعبد وعلي فتوكل ، إني لم أبعث نبيا فاكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا ، وإني فضلتك على الانبياء ، وفضلت وصيك على الاوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك حسن وحسين (٣) ، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة ، و ختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من استشهد ، وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه (٤) ، والحجة البالغة عنده ، بعترته اثيب واعاقب ، أولهم علي سيدالعابدين وزين أولياء الماضين ، وابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمي ، سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لاكرمن مثوى جعفر ، ولاسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، انتجبت بعده موسى وانتجبت بعده فتنة عمياء حندس (٥) ، لان خيط فرضي لاينقطع (٦) وحجتي لاتخفى ، وأن أوليائي لايشقون ، ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي ، إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي ، وعلي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوة و أمنحه بالاضطلاع بها ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي ، حق القول مني لاقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ومعدن حكمي وموضع سري حجتي على خلقي ، جعلت الجنة مثواه (٧)

____________________

(١) في المصدرين : وديان يوم الدين.

(٢) في العيون اوخاف غير عدلى وعذابى.

(٣) في العيون اوخاف غير عدلى وعذابى : وبسبطيك الحسن والحسين.

(٤) وارفع الشهداء درجة عندى ، وجعلت كلمتى التامة معه.

(٥) ليست هذه الجملة في كمال الدين ، وفى العيون : واتيحت والحندس : الظلمة وسيأتى شرح الجملة في البيان.

(٦) في كمال الدين ، لان حفظه فرض لا ينقطع.

(٧) في العيون : لايؤمن عبد به الاجعلت الجنة مثواه.

١٩٦

وشفعته في سبعين ألفا من أهل بيته (١) كلهم قد استوجبوا النار ، واختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي ، اخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن ، ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب ، سيذل أوليائي في زمانه (٢) ، ويتهادون رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الارض بدمائهم ، ويفشوالويل والرنين في نسائهم ، اولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع (٣) كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والاغلال ، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون.

قال عبدالرحمان بن سالم : قال أبوبصير : لولم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله (٤).

ج : عن أبي بصير مثله (٥).

ختص : محمد بن معقل القرميسيني ، عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن الحسن بن طريف ، عن بكر بن صالح مثله (٦).

غط : جماعة ، عن محمد بن سفيان البزوفري ، عن أحمد بن إدريس والحميري معا ، عن صالح بن أبي حماد والحسن بن طريف معا ، عن بكر بن صالح ، عن عبدالرحمان بن سالم ، عن أبي بصير مثله (٧).

____________________

(١) في المصدرين : في سبعين من أهل بيتة.

(٢) أى في زمن الغيبة وقبل ظهوره.

(٣) في العيون أرفع بهم.

(٤) كمال الدين : ١٧٩ و ١٨٠. عيون الاخبار : ٢٥ ـ ٢٧.

(٥) الاحتجاج للطبرسى : ٤١ و ٤٢.

(٦) الاختصاص : ٢١٠ ـ ٢١٢.

(٧) الغيبة للشيخ الطوسى : ١٠١ ـ ١٠٣.

١٩٧

نى : موسى بن محمد القمي ، وأبوالقاسم ، عن سعد بن عبدالله ، عن بكر بن صالح مثله (١).

بيان : الرق بالفتح والكسر : الجلد الرقيق الذي يكتب فيه. وفي رواية الكليني والنعماني والشيخ والطبرسي بعد قوله : « من رق » زيادة (٢) : « فقال : ياجابر انظرفي كتابك لاقرا عليك ، فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي ، فما خالف حرف حرفا ، فقال جابر : فاشهد بالله ».

والسفير : الرسول المصلح بين القوم ، واطلق الحجاب عليه لانه واسطة بين الله وبين الخلق كالحجاب الواسطة (٣) بين المحجوب والمحجوب عنه ، أو لان له وجهين : وجها إلى الله ووجها إلى الخلق ، والمراد بالاسماء إما أسماء ذاته المقدسة أوالائمة عليهم‌السلام كمامر مرارا.

والنعماء مفرد بمعنى النعمة العظيمة وهي النبوة وما يلزمها ويلحقها وبالآلاء (٤) سائرالنعم والاوصياء عليهم‌السلام.

وفي أكثر الروايات « مديل المظلومين » بدل قوله : « مذل الظالمين » والا دالة : إعطاء الدولة والغلبة. والمظلومون : الائمة وشيعتهم الذين ينصر هم الله في آخر الزمان وديان الدين أي المجازي لكل مكلف ما عمل من خيروشر يوم الدين. وفي القاموس : الدين ـ بالكسر ـ الجزاء والاسلام والعبادة والطاعة والحساب والقهر و! لسلطان والحكم والقضاء ، والديان : القهار والقاضي والحاكم والحاسب والمجازي (٥). « فمن رجاغير فضلي » كأن المعنى أن كل ما يرجوه العباد من ربهم فليس جزاء لاعمالهم بحيث يجب على الله ذلك ، بل هو من فضله سبحانه ، وأعمالهم لا تكافئ عشرا من أعشار ما أنعم عليهم

____________________

(١) الغيبة للنعمانى : ٢٩ ـ ٣١. وقد رواه الكلينى في اصول الكافى ١ : ٥٢٧ و ٥٢٨.

والطبرسى في اعلام الورى : ٣٧١ ـ ٣٧٣.

(٢) هذه الزيادة موجودة في كمال الدين أيضا.

(٣) في ( د ) كالحجاب المتوسط.

(٤) أى المراد بالالاء.

(٥) القاموس المحيط ٤ : ٢٢٥.

١٩٨

قبلها ، بل هي أيضا من نعمه تعالى ، وإن لزم عليه سبحانه إعطاء الثواب بمقتضى وعده ، فبعده أيضا من فضله. وذهب الاكثر إلى أن المعنى : رجا فضل غيري ، ولا يخفى بعده لفظا ومعنى ، ويؤيدماذكرنا قوله : « أوخاف غير عدلي » إذا العقوبات التى يخافها العباد إنما هي من عدله ، وإن من اعتقد أنها ظلم فقد كفر. « عذبته عذابا » أي تعذببا ويجوز أن يجعل مفعولا به على السعة. « لا اعذبه » الضمير للمصدر أوللعذاب إن اريد به ما يعذب به على حذف حرف الجركما ذكره البيضاوي (١). « بشبليك » أي ولديك تشبيها لهما بولد الاسد في الشجاعة ، أوله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالاسد فيها أو الاعم (٢) ، أو المعنى : ولدي أسدك ، تشبيها لاميرالمؤمنين عليه‌السلام بالاسد. وفي القاموس : الشبل ـ بالكسر ـ : ولد الاسد (٣).

قوله : « في أشياعه » أى بسبب كثرتهم وكمالهم. قوله : « وانتجبت بعده فتنة » على بناء المفعول كناية عن اهتمامهم بشأن تلك الفتنة ، أوعلى بناءالمعلوم مجازا ، وفي

____________________

(١) راجع الجزء الاول من تفسيره ص ١٤١.

(٢) أى اما تشبيها لرسول الله صلى عليه وآله بالاسد في الشجاعة ، أوالاعم منه ومنهما صلوات الله عليهم.

(٣) القاموس المحيط ٣ : ٣٩٩. وفى ( د ) هنا زيادات نذكرها بعينها : أوالمعنى ولدى أسدك تشبيها لاميرالمؤمنين عليه‌السلام بالاسد ، وفى القاموس : الشبل ـ بالكسر ـ ولد الاسد اذا أدرك الصيد : ولد الولد ، وقيل : ولد البنت. « خازن وحيى » أى حافظ كل ما اوحيته إلى أحد من الانبياء. والملكئة التامة اما أسماء الله العظام أوعلم القرآن أوالاعم منه ومن سائرالعلوم ، أوحجج الله الكائنة في صلبه ، أوالامامة وشرائطها. والحجة البالغة أى الكاملة البراهين التى أقامها الله ورسوله على امامته وامامة أولاده ، أوالمعجزات التى أعطاهم ، أوالشريعة الحقة. « بعترته اثيب » أى بولايتهم لانها الركن الاعظم من الايمان وشرط قبول سائر الاعمال ، وبترك ولايتهم يعاقب على الترك وعلى الاعمال المقارنة له « أوليائى الماضين » تخصيص للفرد الاخفى. و « ابنه » مبتدء وشبيه نعت له. والمحمود نعت لجده ، ومحمد عطف بيان لابنه أوجده ، والباقر خبر أونعت والخبر محذوف ، أوابنه خبر مبتدء محذوف أى ثانيهم ، ويقال : بقره أى فتحه ووسعه « لاكرمن مثوى جعفر » أى مقامه العالى في الدنيا بظهور علمه وفضله على الناس.

« ولاسرنه في اشياعه » بوفورهم ومزيد علمهم وكمالهم ، أو المراد مقامه الرفيع في القيامة لشفاعة شيعته المهتدين به ، وسروره بقبول شفاعته فيهم ، أو الاعم منهما.

١٩٩

بعض النسخ « وأنتجت » من النتاج ، وهو أيضا يحتمل الوجهين ، وفي أكثر نسخ إعلام الورى « اتيحت » على بناء المجهول من قولهم : اتيح له أي قدر وهيئ وفي بعضها « انبحت » من نباح الكلب وصياحه. وفي نسخ الكافي « ابيحت » بالباء من الاباحة على المجهول أيضا ، والاظهر ما في أكثر نسخ إعلام الورى ، وعلى أي حال لايخلو من تكلف.

وقوله : « لان خيط فرضي » إما علة لانتجاب موسى أو لما يدل عليه الفتنة من كون ما ادعوه من الوقف باطلا. وفي النعماني « إلا أن خيط فرضي لاينقطع » وهو أظهر ، فيه بعده : « وحجتي لاتخفى ، وأوليائي بالكأس الاوفى يسقون أبدال الارض » وفى إكمال الدين « لايسبقون » بدل « لايشقون ». ويقال : فلان مضطلع لهذا الامر أي قوي عليه. والعفريت : الخبيث المارد. والمراد بالعبد الصالح هنا ذوالقرنين ، فإن بلدة طوس من بنائه ، وقد صرح به في رواية النعماني. والتهادي أن يهدي بعضهم إلى بعضهم. والآصار جمع الاصر : الذنب والثقل.

ك ، ن : الحسن بن حمزة العلوي ، عن محمد بن الحسين بن درست ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن محمد بن عمران الكوفي ، عن ابن أبي نجران وصفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : يا إسحاق ألا ابشرك؟ قلت : بلى جعلني الله فداك يا ابن رسول الله ، فقال : وجدنا صحيفة بإملاء رسول الله وخط أميرالمؤ منين فيها : بسم الله الرحمان الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم (١) ، وذكر الحديث مثله سواء ، إلا أنه قال في حديثه في آخره : ثم قال الصادق عليه‌السلام : يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل فصنه عن غير أهله يصنك الله ويصلح بالك ، ثم قال : من دان بهذا أمن عقاب الله عزوجل (٢).

____________________

(١) في كمال الدين : من الله العزيز الحكيم.

(٢) كمال الدين : ١٨٠ و ١٨١ عيون الاخبار : ٢٧ ، وفيه : أمن من عقاب الله عزوجل. وأورده الطبرسى أيضا في اعلام الورى : ٣٧٣.

٢٠٠