أصول الفقه - المقدمة

أصول الفقه - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : أصول الفقه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٣٩

عشرات المدارس المخصصة لإيواء طلاب العلوم الدينية الذين يهاجرون إلى النجف الأشرف طلبا للعلم ، ولم يكن له بيت يسكنه (١).

ضمّت الجامعة العلمية في النجف الأب المهاجر كطالب من طلاب حوزتها ، ثم تدرّج في الدراسة ، وانتهى من الأوليات ، ثم حضر بحث آية الله الشيخ محمد طه نجف المتوفّى عام ١٣٢٣ ه‍ (٢) ، وادعى أحد الباحثين عن حياة الشيخ الحلي أن والده الشيخ علي حضر بعد ذلك بحث المرحوم آية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي ، ولم أر أحدا ممن ترجمه يذكر أن الشيخ علي حضر بحث السيد الطباطبائي اليزدي إلا بعض من تصدى لترجمته ، ولم يسند قوله بمصدر ما (٣).

لقد برز المرحوم الشيخ علي في المجتمع العلمي النجفي شخصية لها مكانتها بين أقرانه من أعلام الحوزة العلمية ، وعرف أخيرا بـ « أحد العلماء الأبدال ، والصلحاء الأبرار الذين أجمعت على صلاحه وجدارته كلمة الخواص والعوام ، فقد اتصف بالورع والزهد والتقى والنسك » (٤).

__________________

(١) انظر بحث المرحوم الشيخ محمد الخليلي ـ مدارس النجف القديمة والحديثة ( بحث منشور ضمن موسوعة العتبات المقدسة / قسم النجف : ج ٢ / ص ١١٣ ـ ١٩٤.

(٢) الشيخ محمد طه بن الشيخ مهدي بن الشيخ محمد رضا بن الشيخ محمد ابن المقدس الحاج نجف المولود عام ١٢٤١ ه‍ عالم جليل معاصر للسيد ميرزا حسن الشيرازي ، وتلمّذ على الشيخ مرتضى الأنصاري ، وذكرته المصادر الرجالية بالاحترام والتقدير ، توفي عام ١٣٢٣ ه‍. راجع ترجمة حرز الدين ـ المصدر المتقدم ٢ / ٣٠٠ ـ ٣٠٤.

(٣) هاشم الحسيني ـ لمحات من حياة آية الله الشيخ حسين الحلي : ٨ إصدار مركز البحوث والدراسات الإسلامية الطبعة ٣ الاولى ١٤٢٣ ه‍ ٢٠٠٤ م.

(٤) آغا بزرك الطهراني ـ طبقات أعلام الشيعة ( نقباء البشر في القرن الرابع عشر ) :

٤١

ويتحدث عنه المرحوم الشيخ آغا بزرك الطهراني قائلا :

« صحبته ( الشيخ علي ) مدة طويلة ، واقتديت به في الصلاة مرارا ، وكان يأتم به من صلحاء الناس وثقاتهم عدد كبير ، ويميل إليه كل عارف بحقيقته وخبير بشئونه ، كان حسن الملتقى والخلق ، دائم الذكر ، شديد القناعة ، يقتات بالعبادة ، ويزهد بما يزيد على سد الرمق ، وكنت أزوره في بيته ، وأطلع على أحواله وخصوصياته فأرى التقى والصبر والقناعة والعفاف متمثلة في شخصه » (١).

لقد كان الشيخ علي من أصحاب الفضل والفقاهة ، وكان الصديق الحميم ، والأخ الودود للتقي الورع الشيخ علي رفيش (٢) والذي كان يقيم صلاة الجماعة في الصحن الحيدري في النجف الأشرف وملازما له وكان بينهما إخاء تام ومودة ثابتة ، ولمّا توفي عام ١٣٣٤ ه‍ خلفه الشيخ علي الحلّي في إقامة الجماعة في الصحن الشريف مكان الشيخ رفيش (٣).

وقد لبّى الشيخ علي نداء ربه في السابع من شعبان عام ١٣٤٤ ه‍ ودفن في النجف ، وكان لفقده صدى واسع في الأوساط العلمية والاجتماعية لما له من مكانة طيبة في نفوس عارفيه ، وشيّع بتبجيل وتقدير وبما يتناسب ومنزلته لدى أهل العلم والفضل ومحبيه (٤).

__________________

القسم الرابع / ج ١ / ١٤٢٣ ( الطبعة الثانية ) تحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي / طبع مشهد ـ إيران مطبعة سعيد ١٤٠٤.

(١) الطهراني ـ المصدر المتقدم : ١٤٢٤.

(٢) علي رفيش من علماء النجف ( ١٢٦٠ ـ ١٣٣٤ ) راجع ( أعيان الشيعة ورسالة الشيخ الحلي : ٨ / ه ٢ ).

(٣) الطهراني ـ المصدر المتقدم : ١٤٢٤.

(٤) محبوبة ـ المصدر المتقدم ٣ / ٢٨٤ ، والطهراني : ١٤٢٤.

٤٢

وعلى ما هو المألوف والمتعارف أن يخلف ولده شيخنا الحسين أباه في صلاة الجماعة في مكانه بالصحن الحيدري ، ولكن الشيخ آثر على نفسه استاذه الميرزا النائيني في إقامة صلاة الجماعة ، وبعد وفاته توجهت الأنظار إليه مرة اخرى إلاّ أنه طلب من أخصائه أن يخلف والده ، الإمام الراحل السيد محسن الحكيم ، وأصر على ذلك ، وكان له ما أراد (١).

إن المرحوم الشيخ علي كان وجها نقيا من بين الوجوه التي عايشتهم النجف الأشرف وحوزتها العلمية ، فهو « أحد الأبرار والأبدال ومن الأتقياء والنسّاك ، وكان يأتم به خلق كثير من أهل التقوى والصلاح ، ولم ير إلاّ ذاكرا. يقول أحد المقربين له : كنت أزوره في داره في بعض الأحيان فأراه رجلا ناسكا متعبدا ، وكلما ازددت قربا منه زدت وثوقا به » (٢).

من هذا الرجل المؤمن الورع انحدر شيخنا الجليل الشيخ حسين الحلي ، وهو أصغر ولديه.

والأكبر منه الشيخ حسن بن الشيخ علي ( ١٣٠٥ ـ ١٣٣٧ ه‍ ) كان فاضلا وشاعرا ، عرفته الندوات الأدبية من الشعراء اللامعين ، « فقد أجاد وأبدع وساجل وطارح حتى صقلت مواهبه وذاع صيته » (٣).

والأصغر شيخنا الجليل آية الله العظمى الشيخ حسين الحلي من مواليد ١٣٠٩ في النجف الأشرف ، وعاش في ظل والده الشيخ علي يتنقل

__________________

(١) الطهراني ـ آيت نور : ١ / ١٥٩ تأليف جمع من تلامذة السيد الطهراني / صدّر بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة السيد محمد حسين الطهراني / نشر انتشارات علامة الطباطبائي ـ مشهد ١٤٢٧ ( الطبعة الاولى ).

(٢) جعفر محبوبة ـ ماضي النجف وحاضرها ٣ / ٢٨٤ طبع النجف ، مطبعة النعمان ١٩٥٧.

(٣) الطهراني ـ المصدر المتقدم : ٤١٤.

٤٣

معه في مجالس العلماء والوجهاء ، ويرتاد مع أخيه الشيخ حسن الذي يكبره بأربع أو خمس سنوات مجالس الأدب والشعر ، فقد عرّفته بعض المصادر بأنه : « من نوابغ عصره ... شديد الملازمة لحضور نادي العلاّمة السيد محمد سعيد الحبوبي (١) الذي كان من أزهى الأندية العلمية الأدبية التي لها تأثيرها الخاص في التوجيه والتربية ، وبث روح الفضيلة ، وصقل الأفكار والقرائح » (٢).

وشبّ الشيخ مترجمنا ـ من خلال ملازمة والده لمجالس أهل العلم والفضل ، وملازمته لأخيه الشيخ حسن لمجالس المعرفة والآداب ـ على حب العلم والأدب والفضيلة ، فمن يوم معرفته للحياة ـ رغم أنه كان متجها في بداية حياته لخياطة الملابس ـ أخذ يتطلع لمستقبل يشدّه إلى الحوزة العلمية ليكون فيها وجودا شاخصا ، وفعلا حقق ما يصبو إليه بجده واجتهاده.

__________________

(١) محمد سعيد بن محمود بن قاسم بن كاظم بن الحسين الحبوبي الحسني ، من كبار فقهاء وأدباء عصره ، ولد في النجف سنة ١٢٦٦ ه‍ ونشأ بها على والده ، وقرأ المقدمات الأولية على خاله الشيخ عباس الأعسم ، وحضر في دراساته العليا في الفقه والاصول على أساتذة معروفين كالشيخ محمد حسين الكاظمي والفاضل الشربياني والشيخ آغا رضا الهمداني والشيخ محمد طه نجف وغيرهم من علماء الحوزة العلمية ، ثم استقل بالبحث والتدريس ، وأصبح من كبار الفقهاء والمجتهدين وأعلام الفضل والتقوى والصلاح. كما قاد الجيوش الكبيرة لصدّ الإنكليز خلال احتلالهم العراق عام ١٩١٤ م ، كما كان من أعلام الأدب والشعر ، توفّي في محافظة الناصرية عام ١٣٣٣ بعد انكسار الجيش العثماني ، ونقل إلى النجف حيث دفن بالصحن الحيدري. طبع له ديوانه الشعري. ترجمه الأميني ـ رجال الفكر والأدب ١ / ٣٨٧ ـ ٣٨٩ ، والزركلي ـ الأعلام ٦ / ١٤٢ ، والفتلاوي ـ المصدر السابق : ٢٩٧ ـ ٢٩٨.

(٢) محمد علي اليعقوبي ـ البابليات ٣ ص / ق ٢ / ٢٩ طبع النجف المطبعة العلمية ١٣٧٣ ه‍.

٤٤

كانت دراسته الأوّلية على يد والده ، ثم تنقل إلى أساتذة في علوم الفقه والاصول المعروفين في الحوزة بالاختصاص في السطوح ، وقد ساعده ذكاؤه إلى تقبّل ما يمليه عليه أساتذته حتى إذا أنهى دراسة السطوح انتقل إلى بحوث الخارج التي يتلقاها طالب العلم في المرحلة الثانية من الحياة العلمية ، وهي مرحلة مهمة بالنسبة لمن يصبو إلى تسلق المجد الحوزوي ليكون من فرسان حلباتها.

ج ـ الشيخ الحلي علم بين مراجع عصره :

وكان في فترة النصف الأول من القرن الماضي الهجري ( ألف وثلاثمائة ) قد عرفت المرجعية الدينية في النجف ثلاثة فرسان اشتهروا بالفقه والاصول والبحث العلمي الخارجي ، وهم : الميرزا حسين النائيني ، والسيد أبو الحسن الاصفهاني ، والشيخ آغا ضياء العراقي ، وقد ركّز شيخنا الحلي على حضور دروس هذه النخبة من الأعلام للاستفادة منهم فقها واصولا ، وإن أشتهر باختصاصه بالميرزا النائيني كما تحدّثنا بعض المصادر ، فتقول :

« وكانت عمدة تتلمذه وتخرّجه على الحجة الميرزا محمد حسين النائيني ، فقد حضر دروسه سنين طوالا ». واستفاد كل منهما من الآخر ، فكانت المنفعة بينهما متبادلة ، كما وضحها أحد تلاميذ الشيخ بقوله :

« اختص ( الشيخ الحلي ) بصحبة الحجة الكبرى الميرزا حسين النائيني فتبادلت المنفعة بينهما :

استفاد ( الحلي ) خبرة بأقوال العلماء ، وإحاطة بآرائهم في مسائل الفقه والاصول ، لأنه أخذها من معدنها ومصدرها ، هو ذلك الاستاذ الكبيرة الذي خلّدته آراؤه واستنباطاته للأحكام.

٤٥

استفاد ( الشيخ النائيني ) رحمه‌الله به ، إذ وجد فيه مساعدا ومحررا ومهذبا لفتاواه الكثيرة التي كانت ترد على. ( وأصبح الشيخ الحلي ) الباب لذلك الأب الروحي العظيم ، ومنه يؤتى » (١).

كما نقل أحد الأعلام المتصلين بالميرزا النائيني : بأن الشيخ الحلي تأثر كثيرا بالميرزا إذ اعتبره من تلاميذه المقرّبين إليه لما له من مكانة في نفسه ، حتى نقل عن حفيد الميرزا عن والده المرحوم حجة الإسلام المسلمين الشيخ ميرزا علي النائيني أن والده الشيخ النائيني كان يرى الشيخ الحلي أفضل تلاميذه (٢).

ونقل عن أحد تلاميذ الشيخ : أن المرحوم الميرزا علي ينقل أيضا عن والده المرحوم المعظم « أنه كان يعتمد كثيرا على الشيخ الحلي ويمدحه ويقول عنه : ما من مسألة تطرح حتى يكتب عنها رسالة مشتملة على التحقيق والتدقيق ، ونقل كافة الأقوال فيها ».

كما ينقل أن الشيخ الحلي هو الذي حمل الميرزا النائيني على تأسيس « مجلس الاستفتاء » له.

د ـ تأثره العلمي بالميرزا النائيني :

والغريب أن أحد الباحثين في تطور الدرس الاصولي في الحوزة العلمية النجفية تحدث عن مدرسة الميرزا النائيني وأبرز طلابه ، ولم يذكر شيخنا

__________________

(١) محبوبة ـ المصدر المتقدم ٣ / ٢٨٣.

(٢) نقلا عن آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم عن الشيخ عباس عن المرحوم والده آية الله الشيخ ميرزا علي النائيني أنه « قال كان الميرزا النائيني يقول : إن الشيخ حسين أفضلهم » قال السيد الحكيم : نقل ذلك لي في فاتحة المرحوم الشيخ حسين الحلي ».

٤٦

الحلي من روادها ، وإنما يصنفه من طلاب مدرسة آغا ضياء العراقي (١) ، وأعتقد أن الأستاذ الكاتب تجنب الحقيقة ـ وقد لا يكون عن قصد ـ. والمعروف أن الشيخ الحلي من روّاد مدرسة الميرزا النائيني ، بل ومبرّزيها ـ كما تقدم ـ وبالإضافة إلى معلوماتي الخاصة ، فقد أكد لي بعض الأعلام ممن تلمّذ على الشيخ الحلي هذا الرأي ، وقال : إن الشيخ الحلي يعترف بأن الميرزا النائيني أحد منابعه الفكرية المهمة.

ونقل بعض الباحثين عن حياة الشيخ قائلا :

« لقد كان الشيخ حسين الحلي من أعاظم تلامذة الميرزا النائيني ، وكان هو الذي حمل الميرزا النائيني على تأسيس مجلس الاستفتاء ، كما كان الميرزا النائيني يرجع إليه في مهام اموره ، وعنه يصدر الرأي ، فكانت أغلب أجوبة المسائل الشرعية التي ترد إلى الميرزا النائيني تصدر عن الشيخ الحلي وبقلمه ، فكانت له عند استاذه مكانة سامية للغاية ».

وهناك أمر آخر يؤكد على التزامه بالميرزا النائيني وهو ما نقله بعض الثقات :

« بعد وفاة الإمام الراحل السيد محسن الحكيم جاء بعض المؤمنين إلى الشيخ الحلي وطلبوا منه طبع رسالته العلمية لأجل تقليده ، فأرجعهم الشيخ إلى رسالة الميرزا النائيني ».

ويعلّق سماحة السيد محمد سعيد الحكيم ـ ناقل النص ـ فيقول : « ويستفاد من هذا أن بصمات الشيخ الحلي مركّزة على رسالة الميرزا النائيني ، وهي تعبّر عن رأيه ، وإلاّ فما معنى قول الشيخ « ارجعوا إلى رسالة

__________________

(١) انظر منذر الحكيم ـ تطور الدرس الاصولي في النجف الأشرف ( بحث ) منشور ضمن موسوعة النجف الأشرف ٧ / ١٩٨ ـ ١٩٩ إصدار جعفر الدجيلي.

٤٧

الميرزا » (١).

ولا نستغرب من هذا إذا رجعنا إلى الأقوال المتقدمة عن الميرزا النائيني في حق الشيخ ، وأهمها « أفضلهم » ويقصد أفضل طلابه ، وهي شهادة مهمة من الشيخ الكبير الميرزا النائيني إلى تلميذه المقرب له الشيخ الحلي.

وإن كان هناك من يرى أنه التزم بآراء استاذيه فقيهي العصر : الشيخ النائيني ، والمحقق العراقي رحمهما الله ، ويغلب عليه ـ فيما حضرته من أبحاثه ـ نهج استاذه الفقيه العراقي الشيخ ضياء الدين (٢).

ولكنّ عددا كبيرا من جهابذة العلم والفضيلة ـ الذين ازدهت بهم الحوزة العلمية النجفية ، وأشار إليهم التاريخ العلمي بكل تقدير واحترام ، واستفادوا منه ، في مجالي الفقه والاصول ـ ذكروا أنه من رواد مدرسة الإمام النائيني.

ومن خلال النصوص المصدرية لأساتذة شيخنا الحلي نلحظ جليا أنه تتلمذ على ثلاثة أساتذة من أعلام الجامعة العلمية النجفية ، وجميعهم اختصوا بعلم الاصول ، وعرفوا به إلى جانب تبحّرهم الفقهي ، وقد عرفت عنه أنه حضر لدى السيد الاصفهاني دورتين اصوليتين ، وحضر عند الشيخ العراقي دورة ونصف الاصول ، ثم حضر دورة كاملة في الاصول عند الميرزا النائيني ـ ويظهر أن الفرسان الثلاثة اختصوا بالبحث الاصولي ـ فتأثر بهم ، وقد نقل إنه قال : بأني « اشتهرت بالفقه عند الناس ، واصولي أقوى من فقهي ».

وإذا رجعنا بعد هذا كله إلى إجازة المرحوم الميرزا النائيني إلى تلميذه

__________________

(١) مقابلة شخصية مع آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم في النجف الأشرف بتاريخ ٢ / ذي الحجة ١٤٢٧ كما أكد هذا القول سماحة آية الله السيد محمد علي الحكيم ، بأن رسالة الشيخ النائيني هي من شغل الشيخ الحلي.

(٢) لقاء مع سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي في ١٩ محرم ١٤٢٨ ودار الحديث عن تأثر الشيخ الحلّي بالنائيني أو العراقي؟

٤٨

الشيخ الحلي بالاجتهاد والرواية ، وما فيها من تعبير يدل على اهتمام الميرزا به وجدنا ما يدل على اعتزازه بهذا التلميذ الذي يصفه « وبعد ... فان شرف العلم لا يخفى ، وفضله لا يحصى ، قد ورثه أهله من الأنبياء ، وأدركوا به درجات الصديقين والشهداء.

وممن جدّ في الطلب والعمل به هو قرة عيني العالم العامل العلاّم ، والفاضل الكامل الهمام ، صفوة المجتهدين العظام ، وعماد الأعلام ، وركن الإسلام ، المؤيد المسدد ، والتقي الزكي ، جناب الآغا الشيخ حسين النجفي الحلي كثر الله تعالى في أهل العلم أمثاله ، وبلغه في الدارين آماله.

فلقد بذل في هذا السبيل برهة من عمره ، واشتغل به شطرا من دهره. وقد حضر أبحاثي الفقهية والاصولية باحثا فاحصا مجتهدا ، باذلا جهده في كتابة ما استفاده وضبطه وتنقيحه ، فأصبح وبحمد الله تعالى من المجتهدين العظام ، والأفاضل الأعلام ، وحق له العمل بما يستنبطه من الأحكام على النهج الجاري بين المجتهدين الأعلام ، فليحمد الله تعالى على ما أولاه ، وليشكره على ما أنعمه به وحباه ، فلقد كثر الطالبون وقل الواصلون ، وعند الصباح يحمد القوم السرى ، وينجلي عنهم غلالات الكرى ... الخ ».

وكتب في آخر الاجازة « حرره بيمناه الداثرة في يوم مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ١٧ ربيع الأول ١٣٥٢ ، أفقر البرية إلى رحمه ربه الغني محمد حسين الغروي النائيني » (١).

إن شيخنا الحلي نتيجة اتصاله بالمشايخ الثلاثة ـ وهم جهابذة في الفكر الاصولي ـ تأثر بهم إلى درجة الاعتراف منه ـ كما تقدم ـ « أن اصوله

__________________

(١) راجع نص الاجازة في ( الملحق ).

٤٩

أقوى من فقهه ». ولكن هذا لا يمنع أن اختصاصه كان بالميرزا النائيني وتأثره بأفكاره. ولعل الكتاب الاصولي الذي نقدم له سيكشف مدى الحقيقة العلمية الاصولية التي يتمتع بها شيخنا المعظم ، وتأثره بآراء الميرزا النائيني العظيم.

ه ـ علاقته بالإمام الراحل السيد محسن الحكيم ـ والمرجعية العامة في النجف :

تقدم أن الشيخ الحلي بحكم منزلته العلمية والاجتهادية ، كان من الممكن أن يتصدى للمرجعية بعد وفاة السيد أبو الحسن الاصفهاني كما تصدى أقرانه من العلماء ، خاصة أن احترام أهل العلم له في المجالس العلمية قبل الاجتماعية والاخوانية خير علامة تقدير له ، وهذه تزكية مناسبة لأهليته لتسنم مركز المرجعية ، لكنه رفض ذلك رفضا قاطعا.

في الوقت نفسه دعم مرجعية الإمام السيد محسن الحكيم رحمه‌الله تأييدا مطلقا ، وتبعه كل أصحابه من « الصفوة » (١) ، ولم يكن هذا الموقف التأييدي من الشيخ الحلي للإمام الحكيم مبعثه عاطفيا لأنه كان صديقه وزميله في دروس بعض الفرسان الثلاثة ( النائيني ، والعراقي ، والاصفهاني ) ولا تعصبا « عربيا » لأن السيد الحكيم عربي وأغلب المتصدين كانوا من الإيرانيين ، فالقضية في التقليد عند الشيعة الإمامية ترتبط بشروط عديدة ، وليس فيها شرط القومية ، أو العصبية المحلية ، إنما هي القناعة الخاصة التي انطلق منها الشيخ الحلي في هذا الدعم المطلق. واستمرار الصلة بينهما قائمة على

__________________

(١) كان الشيخ الحلي أحد النخبة العلمية التي اطلق عليها اسم « الصفوة » ، وسوف يأتي الحديث عنها في الفصول القادمة.

٥٠

أساس من الأيمان بهذه الحقيقة رغم اختلاف الذوق بين العلمين ، كما صرّح بذلك سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم.

وقد لاحظت في كثير من المناسبات التي تجمعهما كان السيد الحكيم يجلّ الشيخ ويحترمه بما يشعر الطرف المشاهد هذا التأييد ، مضافا إلى ما يكنّ له من المودة والتقدير ، فضلا عن الناحية العلمية ، فقد كان يعتمد رأيه في المسائل التي يتناقش معه فيها ، ويأخذ رأيه بكل اهتمام وقبول.

إن عناية واهتمام الإمام الراحل السيد الحكيم رحمه‌الله من الناحية الشخصية ، يكشف عن مكانته العلمية لديه ، وقد ذكر سماحة السيد محمد سعيد الحكيم أن سماحة جدّه الإمام الراحل الحكيم في أواخر أيامه كان كثير الاستفسار عن الشيخ ، وكان يتتبع خبره عن حاله ووحشته بعد ذهاب أصدقائه وأقرانه ، وكان يتألم كثيرا ، ويوصينا به ويشيد بمنزلته العلمية (١).

كما أني على علم واطلاع أن الشيخ كان يلتقي بالسيد ليلا في مجلسه بالنجف إلاّ ما ندر ، ويطلعه على الكثير مما يرده من الاستفسارات والاستفتاءات ، وحتى الفترة التي اعتكف بها السيد في منزله بالكوفة احتجاجا على موقف النظام المباد من عملية التسفيرات التي طالت طلاب الحوزات العلمية في العراق ، وخاصة في النجف الأشرف ، وكانت الاتصالات تتم بين السيد والشيخ إما مباشرة أو بواسطة أولاد السيد أو أحد مقربيه.

وحين مرت على العراق أزمات عاصفة سياسية بعد النصف الأول من القرن الماضي ، وكان السيد الحكيم في طليعة المعنيين بها والمهتمين بأحداثها نظرا لمكانة المرجعية العامة في العالم الإسلامي ، وزعامة المسلمين الشيعة في العالم خاصة ، كان رأي الشيخ الحلي مؤيدا للسيد الحكيم في كل

__________________

(١) مقابلة شخصية مع سماحة المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم.

٥١

المواقف ، وإن اختلف معه في مبدأ جمع السلطتين الدينية والسياسية في أيام غيبة الإمام المهدي عليه‌السلام ، لأنه كان يرى أن تعضيد المرجعية الرشيدة تقتضيها مصلحة الإسلام والمسلمين ، ولعله هذا هو « الاختلاف الذوقي » الذي أشار إليه سماحة السيد محمد سعيد الحكيم فيما تقدم.

والشيخ الحلي وإن كان لا يرى التصدي لإقامة حكومة إسلامية في عصر الغيبة ـ كما أشرنا ـ ولكنه لا يتخلف من الوقوف إلى جانب الإمام الحكيم في ساعة محنته وما ترتب عليها من أضرار تخص المرجعية الدينية الممثلة للإسلام عامة ، والسيد الإمام الحكيم خاصة.

ويصف أحد تلاميذ الشيخ الحلي وهو آية الله المرحوم السيد محمد حسين الطهراني اللاله زاري علاقة الشيخ الحلي بالإمام السيد الحكيم بأنها كانت متينة للغاية ، والاحترام المتبادل بينهما يدل على معرفة تامة كل منهما لمكانة الآخر ، وأن الشيخ الحلي كان يحرص كل الحرص أن يسدد خطى السيد الحكيم بما يتناسب ومكانته ، حتى أنه في بعض المناسبات يتجاوز الشكليات المجلسية فيحضر في بعض مجالس السيد الحكيم مع الزوار المسئولين كباقي الحاضرين مسددا له (١) ، قناعة منه بأن تسديد المرجعية الدينية يقتضيها الواجب الشرعي والعرفي.

كذلك لم يكن شيخنا الحلي بعيدا عن الجو السياسي العراقي أو الإيراني حين عصف بالعراق الجمهوري الشأن السياسي الحزبي المتطرف فمثّل البعد الاديولوجي بينهما صراعا عنيفا انتهى بحرب طاحنة أكلت

__________________

(١) آيت نور ـ إصدار مجموعة من تلاميذ السيد الطهراني اللاله زاري : ١ / ١٥٩ ( فارسي ) بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة السيد الطهراني / الناشر انتشارات علاّمة طباطبائي مشهد الطبعة الاولى ١٤٢٧.

٥٢

الأخضر واليابس فى الدولتين ، وكان على مراجع الدين في الدرجة الاولى ـ بما يتحملون من المسئولية الاجتماعية ، والسياسية ـ أن يحددوا الموقف الديني من القضية ، وهذا ما اصطدم به الشيخ الحلي وأمثاله ، وفي مقدمتهم المرجع الديني آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي ، وأن الموقف لا يختلف بينهما من

حيث الرأي الأولي ، فالسيد الخوئي ( رضوان الله عليه ) متصد بصفته مركز القيادة الدينية في العراق خاصة والعالم الإسلامي عامة ، وشيخنا الحلي يعيش نفس الأمر ولكن درجة المسئولية الشرعية تختلف عما عاشها السيد الحكيم من قبل والسيد الخوئي لاحقا ، ولهذا كان الشيخ الحلي يقف إلى جانب المرجعية في مثل هذه الظروف ، ويساعدهم في الرأي ، وتحديد الموقف المقتضي ، على أساس تأييد المرجعية الدينية في أحلك ظروفها.

ومن هذا المنطلق المبدئي لم يترك الشيخ الحلي المرجعية الدينية وحيدة تغوص في اعماق السياسة ما لم يشاركها الرأي الذي يقتضيه الشرع الشريف في الميدان الخطير. فالظروف القاسية التي مرّ بها العراق بصورة عامة ، والنجف الأشرف على الخصوص ، وما عانته المرجعية الدينية من نظام لم يحترم القيم الدينية ، ولا يبالي في اجتثاثها ليخلو له الجو بكل فعالياته وليقيم على أطلاله سلطته الدكتاتورية الدنيوية. ورغم هذا فان المرجعية الدينية الشريفة في النجف الأشرف التي كانت تعاني مداهمة الأخطار لكنها كانت تقف إلى صف الشعب لم يرهبها سيف الحاكم ، وشراسة الجلادين ، وسجلت موقفا رائعا في المحنة السوداء التي مرت على عراقنا ، مثّلت الصمود والتضحية والفداء من أجل عقيدتها وقيمها العليا ، وشرف الحوزة العلمية النجفية.

٥٣

الفصل الثاني

عطاء الشيخ الحلي العلمي

أ ـ عطاء ثر :

في تاريخ المرجعية الدينية للمسلمين الشيعة مكان حافل لأعلام الحلّة عبر منعطف علمي مهم في ميدان الجامعة العلمية الإمامية ، ومرجعيتها الدينية وقيادتها المركزية العامة ، بداية من فخر الدين محمد بن إدريس الحلي والمحقق الحلي والعلاّمة الحلي ، وغيرهم من جهابذة الحوزة العلمية الحلّية ، ضمن أعلام القرن السادس الهجري ، وأخيرا وليس آخرا الحسين بن علي بن حمود الحلّي من أعلام القرن الرابع عشر الهجري ، باعتراف جهابذة المعاصرين له من فحول العلمين ـ الفقه والاصول ـ المهمين في المدرسة الإمامية لمرحلة التكامل العلمي المعاصر ، والتي فتحت آفاقا واسعة يمكن وصفها بأنها « النقلة العلمية » ذات الأبعاد الأوسع للفقه واصوله ، حتى وصف الأخير بأنه ليس أقل منزلة علمية من العلاّمة الحلي (١).

وإذا سمعنا لشيخنا الحلي الحسين بن علي مكانة علمية كبيرة في مدرسة النجف ـ رغم محاولاته الجادة في عدم التظاهر والبروز في ميدان المرجعية التقليدية لسبب وآخر حمل سرّه معه إلى القبر حين ودّع دنياه في

__________________

(١) الطهراني ـ آيت نور ١ / ١٦٠.

٥٤

أوائل العشرة الأخيرة من القرن الماضي الهجري (١٣٩٤) ـ فان تاريخه العلمي ومكانته كشخصية يشار لها في عداد مراجع العلم برزت في الحوزة العلمية التي تحتضنها مدرسة النجف ذات التاريخ العريق لا يختلف عليه اثنان من أهل المعرفة والعلم.

وإلى جانب هذا الشموخ العلمي فانه سجّل له دورا مركزيا لربط الحاضر بالماضي لتلك النخبة العالية الشأن في الاعلام المعرفي الامامي للذين كان لهم الفضل في إظهار فضل الحوزة العلمية في « الحلة » كشاخص مستقل عن المدرسة النجفية العلمية في مسيرتها التاريخية الضخمة ، وتراثها الحضاري ، وإن كانت جذورها الفكرية تغذت ونمت على أفكار علماء مدرسة الشيخ الطوسي محمد بن الحسن مؤسس مدرسة النجف الاشرف العلمية عام ٤٤٨ ه‍ ، وامتدادها إلى هذا اليوم ، حيث مثلت تاريخا طويلا لعمر المرجعية الدينية ومدرستها الفكرية ، وأثبتت وجودها الفكري ، وعطاءها الأوفر في حقل العلوم الدينية : العقلية منها والنقلية ، وخير ما نستدل به على ذلك موسوعتا العلمين : السيد محسن الأمين في « أعيان الشيعة » والشيخ آغا بزرك الطهراني في « الذريعة إلى تصانيف الشيعة » إلى جانب عدد كبير من مصنفات التراجم ، وكتب فهارس المؤلفات القديمة والحديثة ، ومن هذه المصادر نستطيع استبيان ما قدمه أعلام بيوتاتها العلمية الحلية من ثروة علمية ك : السرائر لابن إدريس ، وشرائع الإسلام للمحقق الحلي ، والتذكرة للعلاّمة الحلي ، وغيرها من المؤلفات لأعلام الحلة ، والتي أصبحت مصدرا لفقه آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلم اصوله في مدرسة اهل البيت عليهم‌السلام.

إن المرحوم الشيخ الحلي قدس‌سره هو تلك النبعة الطاهرة التي مثّل بعطائه

٥٥

العلمي سواء في حقل الفقه أو الاصول ما أكد على تطور مهم في إطار هذين الحقلين ، فقد جذر فكره العلمي على فرسان الفقه والاصول في المدرسة العلمية النجفية ـ كما مرت الإشارة إليه ـ حيث كان من أبرز تلاميذ الشيخ ميرزا حسين النائيني ، والشيخ آغا ضياء العراقي ، والسيد أبو الحسن الاصفهاني ، والذين هم فرسان الحوزة العلمية الثلاثة في الجامعة العلمية الدينية في النجف الأشرف في الميدان الاصولي والفقهي في أوائل القرن الرابع عشر الهجري.

ب ـ تركة الشيخ العلمية :

لقد ترك شيخنا الحلي في المجال الفقهي والاصولي بحوثا مهمة قيّمة في ميدان الفكر العلمي ، سواء أكانت من تقريرات بحوث أساتذته العظام ، أو ما خلّده تلامذته الكرام من تقريراته وبحوثه.

الأول : عطاؤه الفكري.

وقد حصلت على قائمة لمؤلفاته من مكتبة الإمام السيد الحكيم العامة في النجف تصل إلى عدة مجلدات مخطوطة ، تفضل بها الأخ الاستاذ السيد جواد الحكيم أمين المكتبة ، وبعد الاطلاع عليها يمكننا تصنيفها على الوجه التالي :

أولا : في مجال الفقه.

١ ـ الاجتهاد والتقليد

٩٠ صفحة

٢ ـ شرح العروة الوثقى الطهارة

٨٧٨ صفحة

٥٦

٣ ـ شرح العروة الوثقى الإجارة

٨٢ صفحة

٤ ـ شرح المكاسب / شروط العوضين ـ الغرر

٩٩ صفحة

٥ ـ شرح المكاسب / المعاطاة

٤٤ صفحة

٦ ـ صلاة المسافر من بحث الميرزا النائيني

٦٦ صفحة

٧ ـ قاعدة لا تعاد من بحث النائيني

٨ صفحات

٨ ـ قاعدة « لا ضرر »

١٨ صفحة

٩ ـ كتاب الصلاة من بحث النائيني

١٨٠ ورقة

ثانيا : في مجال اصول الفقه.

١ ـ تقريرات خارج الاصول من بحث السيد الاصفهاني على كفاية الاصول في ٥٩٧ صفحة والتي استمرت من سنة ١٣٣٤ ـ ١٣٣٨ ه‍ وهي في مجلدين.

٢ ـ تقريرات خارج الاصول من بحث الشيخ النائيني في خمسة مجلدات ما يقارب ٨٣٧ ورقة ، والتي استغرقت ما بين ١٣٤٢ ـ ١٣٤٨ ه‍ ، ( أكثر من دورة اصولية ).

٣ ـ تقريرات خارج الاصول من بحث المحقق العراقي في مجلد واحد تقع في ٥١١ صفحة ابتداء من سنة ١٣٣٨ ه‍.

٤ ـ حاشية على أجود التقريرات ( وهي تقريرات الميرزا النائيني كتبها السيد الخوئي ) في مباحث الألفاظ في ٧٠٦ صفحة.

٥ ـ حاشية على فوائد الاصول ( وهي تقريرات الميرزا النائيني كتبها الشيخ محمد علي الكاظمي ) في مباحث الأدلة والاصول العلمية في ١٠٨١

٥٧

صفحة.

وهما في الواقع الدروس التي كان يلقيها على تلامذته في خارج الاصول طيلة الدورات الثلاثة التي درّسها قدس‌سره ابتداء من سنة ١٣٦٦ متخذا الكتابين متنا لدرسه ، كما دوّنه هو رحمه‌الله في هامش المخطوطة.

٦ ـ رسالة في تعريف علم الاصول وبيان موضوعه تقع في ١٩ صفحة.

٧ ـ مباحث اصولية متفرقة في مواضيع شتى.

ثالثا : كتب مشتركة.

١ ـ مجموعة مسائل فقهية واصولية متعددة تزيد على ١٠٠٠ صفحة.

٢ ـ مجموعة استفتاءات السيد الاصفهاني في ٤١٨ صفحة.

٣ ـ مجموعة استفتاءات الميرزا النائيني في ٤١٤ صفحة.

٤ ـ كشكول يتضمن مختارات من الطرائف والحكم والروايات التاريخية والنوادر الأدبية والعلمية المختلفة التي انتقاها أثناء مطالعاته ، ويقع فيما يزيد على ٣٠٠ صفحة.

هذه مجموعة مؤلفات شيخنا الحلي المخطوطة والمصوّرة في مكتبة الإمام الراحل السيد محسن الحكيم العامة في النجف الاشرف ـ كما أشرنا إليها ـ.

للاطلاع : ورد في بعض القوائم التي وردت لنا عن مؤلفات المرحوم الشيخ كتاب « كتاب البيع تقريرات الميرزا النائيني » وعند التحقيق ظهر أن الكتاب المشار إليه هو من تقريرات بعض تلاميذ الميرزا النائيني ، وليس للمرحوم الشيخ الحلي مما دوّنه هو في أول المخطوطة ، وإنما استنسخها

٥٨

للاستفادة منها (١).

ولدى مؤسسة كاشف الغطاء العامة ـ قسم الذخائر للمخطوطات في النجف الأشرف ، والتي يديرها الأخ الفاضل الدكتور الشيخ عباس كاشف الغطاء ـ مجموعة من مؤلفات شيخنا الحلي ، ولكنها لم تكن بخطه ، وإنما منقولة عنه بخط تلميذه الشيخ محمد حسين الكرباسي (٢) ، وقد أشرنا إليها في الهامش (٣).

__________________

(١) كتب هذا التقرير ولدنا السيد محمد علي بحر العلوم بتاريخ ٢٥ جمادى الأول ١٤٢٨.

(٢) محمد حسين بن الشيخ محمد رضا بن محمد علي بن محمد جعفر بن محمد إبراهيم الكرباسي ، ولد سنة ١٣٢٣ في اصفهان ونشأ بها ، وفي سنة أربعين من الهجرة انتقل إلى النجف ودرس على أعلام الحوزة النجفية الدروس المقررة حوزويا وحضر بحوث أعلامها كالشيخ الحلي ، وكان حيا في حياة الشيخ جعفر محبوبة ، يقول عنه : وهو اليوم أحد الأفاضل في التحصيل ، منزو عن الناس مكبّ على العمل. راجع محبوبة ـ ماضي النجف وحاضرها ٣ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧.

(٣) تفضل الدكتور الشيخ عباس كاشف الغطاء بتزويدنا صور مجموعة من تقريرات الشيخ الحلي ، وبعد الاطلاع عليها ظهر أنها بخط أحد تلاميذه على الظاهر ، ووردت أسماؤها بدليل مخطوطات مؤسسة كاشف الغطاء العامة : ٦٨ ـ ٦٩ ، النجف الأشرف ـ العراق ١٤٢٦ ه‍ ٢٠٠٥ لا يوجد اسم المطبعة ، وهي :

تعليقة على أبحاث النائيني ـ اصول فقه ، عدد صفحاتها ٢٩٦ تسلسل المخطوطة في الدليل ٦٧٠.

تعليقة على أبحاث النائيني ـ اصول فقه ، عدد صفحاتها ٧٠ تسلسل المخطوطة في الدليل ٦٧١.

تعليقة على رسالة لا ضرر للنائيني ـ فقه ، عدد صفحاتها ٣١ خط عام ١٣٨١ ه‍ ، تسلسل المخطوطة في الدليل ٦٧٩.

تقريرات أبحاث النائيني ـ اصول فقه ، عدد صفحاتها ٢٦٦ خط عام ١٣٧٤ ه‍ تسلسل المخطوطة في الدليل ٦٩٦.

٥٩

إن اصول هذه الكتب والرسائل لا زالت خطية ومحفوظة لدى ولده الأخ محمد جواد الحلي ، وليت الظروف تساعده على طبعها من أجل فائدة طلاب العلم والمعرفة ، وهذا ما نأمله إن شاء الله ، وإذا لم تتهيأ له ظروفه الخاصة بذلك فعسى أن يسمح بها لجهات علمية لتقوم بطبعها للاستفادة منها.

الثاني : ما تركه تلاميذه من عطاء الشيخ العلمي.

إن شيخنا الحلي ترك عطاء علميا ثرا فقهيا واصوليا ، نستعرضهما بإيجاز وهي :

أولا : تقريرات تلاميذه.

١ ـ تقريرات سماحة السيد علي السيستاني في الفقه والاصول.

٢ ـ تقريرات سماحة السيد محمد سعيد الحكيم ، وتتضمن ما يلي :

أ ـ تقرير بحث استاذه المحقق الحلي في علم الاصول ، ويقع في مجلدين ، وقد اشتملا على مبحث الاستصحاب ولواحقه ، ومبحث التعارض.

ب ـ تقرير بحث استاذه الحلي في الفقه ، ويقع في مجلدين.

٣ ـ تقريرات سماحة السيد محمد تقي الحكيم ، في الفقه والاصول.

__________________

تقريرات أبحاث النائيني ـ اصول فقه ، عدد صفحاتها ٤٩٥ تسلسل المخطوطة في الدليل ٦٩٧.

تعليقة على رسالة لا ضرر للشيخ موسى ـ فقه ، عدد صفحاتها ٢١ خط عام ١٣٨١ ه‍ تسلسل المخطوطة في الدليل ٦٨٠.

كما أن بعض من كتب عن حياة الشيخ ذكر من مؤلفات المرحوم شيخنا الحلي في دراسته قائمة تضم أسماء سبعة عشر مؤلفا في الفقه والاصول ، ومن المؤسف أنه لم يذكر المصادر التي اعتمدها في ذكر هذه الكتب ، يراجع السيد هاشم فياض الحسيني ـ المصدر المتقدم : ٣٨.

٦٠