دروس في الأخلاق

الشيخ علي المشكيني

دروس في الأخلاق

المؤلف:

الشيخ علي المشكيني


الموضوع : الأخلاق
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مطبعة الهادي
الطبعة: ٥
ISBN: 964-400-023-4
الصفحات: ٢٧٩
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

وأنّ من عرف الله خافه ، ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا (١).

وأنّ الذين يقولون : نرجوا ولا يعملون يترجّحون في الأماني كذبوا ليسوا براجين (٢).

وأنّ من رجا شيئاً طلبه ، ومن خاف من شيءٍ هرب منه (٣).

وأنّ من شدّة العبادة الخوف من الله (٤).

وأنّ حبّ الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب (٥).

وأنّ المؤمن يعمل بين مخافتين : بين أجلٍ قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه ، وبين أجلٍ قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه ، فلا يصبح ولا يمسي إلّا خائفاً وإن كان محسناً ، ولا يصلحه إلّا الخوف (٦).

وأنّه لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون خائفاً راجياً (٧).

وأنّه لا ينال المؤمن خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه ورجائه (٨).

وأنّ خير الناس عند الله أخوفهم لله (٩).

وأنّ من اجتنب شهوةً من مخافة الله حرّم الله عليه النار (١٠).

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ٦٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٣٥٧.

٢) نفس المصدر السابق.

٣) بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٣٩٠.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٦٩ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ١٧٣ ـ معالم الزلفى : ج ١ ، ص ١٣.

٥) الحقائق : ص ١٦٥ ـ المحجة البيضاء : ج ٧ ، ص ٢٨٢ ـ نور الثقلين : ج ٣ ، ص ١٧٧.

٦) المحجة البيضاء : ج ٥ ، ص ٣٥٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧٧ ، ص ١٦٩.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٧١ ـ الوافي : ج ٤ ، ص ٢٩١ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ١٧٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ، ص ٣٦٥.

٨) بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٣٨٨.

٩) مستدرك الوسائل : ج ١١ ، ص ٢٣٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٣٧٨.

١٠) بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٣٧٨.

٨١
 &

وأنّه كفىٰ بخشية الله علماً (١).

وأنّ الله تعالى قال : « وعزّتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين ، ولا أجمع له أمنين ، فإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة » (٢).

وأنّ سلمان قال : أبكتني ثلاث : فراق الأحبّة ، والهول عند غمرات الموت ، والوقوف بين يدي ربِّ العالمين (٣).

____________________________

١) بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٣٧٩.

٢) نفس المصدر السابق.

٣) المحاسن : ص ٦٣ ـ الخصال : ص ٣٢٦ ـ بحار الأنوار ، ج ٢٢ ، ص ٣٦٠ وج ٧٠ ، ص ٣٨٦ و ج ٧١ ، ص ٢٦٦ وج ٧٣ ، ص ٩٤ وج ٧٨ ، ص ٤٥٤.

٨٢
 &

الدّرس الثّاني عشر

في حسن الظّن بالله تعالى

حسن الظّن بالله ملازم لرجائه ، أو هو علّة لتحقّقه ، وقد ذكر مدحه في النصوص ، ووردت في حسنه ولزوم تحصيله الحثوث ، وذلك لئلّا يغلب على المؤمن حالة الخوف فيترجّح على رجائه ، أو يحصل له اليأس من روح الله لكثرة ما أوعد الله في كتابه من العذاب والنار على الكافرين والعاصين مع الغفلة عما وعده تعالى في كتابه من الرحمة والمغفرة والجنّة للمؤمنين المطيعين أو يحصل له ذلك من وساوس الخنّاس ، من الجنّة والناس.

ويمكن أن يكون ذلك إرشاداً إلى حسن غلبة حالة الرجاء على الخوف ، لأنّ الله سبقت رحمته غضبه وعفوه عقابه ، وسيأتي ما يظهر منه الأمر.

وقد ورد في آيات من الكتاب الكريم ، كقوله تعالى في ذمّ كلّ منافق : ( الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ) (١) وقوله فيهم أيضاً : ( يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ

____________________________

١) الفتح : ٦.

٨٣
 &

الْجَاهِلِيَّةِ ) (١). وفي الآيتين توضيح للمنافقين بأنّهم ظنّوا أنّ الله لا ينصر رسوله فاللازم للانسان أن يظنّ بالله ما يناسب مقامه تعالى. وقوله تعالى : ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (٢) وقوله تعالى : ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ) (٣) ففي الآيتين إرشاد إلى لزوم الرجاء وحسن الظّن. وقوله تعالى : ( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ ) (٤) أي : فليعلّق حبلاً بسقف بيته وسماء داره وليجعله على عنقه ليقطع نفسه. والآية تنهى عن قطع الرجاء وترك حسن الظّن. وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) (٥) فتوصيف الربّ بالكرم تلقين للإنسان أن يقول : غرّني كرمك يا ربّ ففيه حثّ على تحسين الظنّ بالكريم تعالى.

وورد في النصوص أنّه ، أحسن الظنّ بالله فإنّ الله يقول : « أنا عند حسن ظنّ عبدي المؤمن بي إن خيراً فخيراً وإن شرّاً فشرّاً » (٦).

وأنّ حسن الظّن بالله أن لا ترجوا إلّا الله ، ولا تخاف إلّا ذنبك (٧).

وأنّه ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه بالله ورجائه له (٨).

وأنّه لا يحسن ظنّ عبد مؤمن بالله إلّا كان الله عند ظنّه ، لأنّه يستحي أن يكون عبده قد أحسن به الظّن ثمّ يخلف ظنّه ورجاءه ، فيجب حسن الظّن بالله

____________________________

١) آل عمران : ١٥٤.

٢) الحجر : ٤٩.

٣) الرعد : ٦.

٤) الحجّ : ١٥.

٥) الانفطار : ٦.

٦) الكافي : ج ٢ ، ص ٧٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٣٦٦.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٧٢ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ١٨١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٣٦٧ ـ نور الثقلين : ج ٥ ، ص ٩١.

٨) بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ٢٨ وج ٧٠ ، ص ٣٩٩.

٨٤
 &

والرغبة إليه (١). وفي منظومة المحقّق بحر العلوم في حكم المحتضر :

وليحسن الظن بربٍّ ذي منن

فإنّه في ظن عبده الحسن

____________________________

١) رياض السالكين : ج ٢ ، ص ٤٧٥ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ٧٢.

٨٥
 &

دروس في الأخلاق ـ المشكيني

٨٦
 &

الدّرس الثّالث عشر

في الصّدق ووجوبه وموارد استثنائه

الصّدق في اللغة : المطابقة ويقابله الكذب وهو : اللّا مطابقة. وكثر استعماله في مطابقة الكلام الإخباري للمخبر به ، أو لاعتقاد المخبر أو لكليهما ، بل قد قيل : إنّ هذا هو معناه الحقيقي وغيره مجاز ، ويستعمل الصدق في الاعتقاد المطابق للواقع وفي الفعل الموافق للقول ، وفي كلّ فعلٍ خارجيٍّ إذا وقع على النحو الذي يترقّب ويليق. فيقال : صدق في ظنّه ، وصدق في وعده ، وصدق في قتاله وعطائه.

والصّدّيق : كثير الصّدق أو من لم يكذب قطّ ، أو من لا يقدر على الكذب إلّا بعسر ؛ لاعتياده بالصدق. والصّدّيقون : قوم من الناس يتلون تلو الأنبياء كما قيل. والمراد بالبحث هنا : الصدق في الكلام أو ملكة الصدق فيه. ويقع الكلام في غيره أيضاً بالمناسبة.

٨٧
 &

وقد ورد في الكتاب الكريم أنّ ( هَـٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ) (١) أي : صدقهم فيما اعتقدوا وتكلّموا وعملوا. وقال تعالى : ( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) (٢) وهذا صدق في العمل على طبق العهد.

وورد في النصوص : أنّ الله لم يبعث نبيّاً إلّا بصدق الحديث وأداء الأمانة ، (٣) أي : كان النّبيّ المبعوث متلبّساً بالصدق في كلامه ، أو أنّ وجوب الصدق في الحديث كان من أحكام شريعته.

وورد أنّه : لا تغترّوا بصلاة الرجل وصيامه حتّى تختبروه بصدق الحديث (٤).

وأنّ : من صدق لسانه زكى عمله (٥).

وأنّه : يجب تعلّم الصدق قبل الحديث ، (٦) أي : قبل مطلق الكلام ، أو قبل نقل الرواية عن أهل البيت عليهم‌السلام.

وأنّ علياً عليه‌السلام بلغ ما بلغ به عند النّبي الأعظم بصدق الحديث (٧). فيجب على كل أحد أن يلتزم به.

وأنّ الصادق في القول أوّل من يصدّقه الله تعالى حيث يعلم أنّه صادق ، ثمّ

____________________________

١) المائدة : ١١٩.

٢) الأحزاب : ٢٣.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٤ ـ وسائل الشيعة : ج ١٣ ، ص ٢٢٣ ـ بحار الأنوار : ج ١١ ، ص ٦٧ و ج ٧١ ، ص ٢ وج ٧٥ ، ص ١١٦.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٤ ـ الوافي : ج ٤ ، ص ٤٢٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٢.

٥) الكافي : ج ٨ ، ص ٢١٩ ـ الخصال : ص ٨٨ ـ بحار الأنوار : ج ٦٩ ، ص ٣٨٥ وج ٧١ ، ص ٣ و ج ١٠٣ ، ص ٢٢٥.

٦) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٤ ـ وسائل الشيعة : ج ٨ ص ٥١٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٥.

٨٨
 &

تصدّقه نفسه فيعلم أنّه صادق (١).

وأنّ الرجل ليصدق حتّى يكتبه الله صدّيقاً ، (٢) أي : من الصادقين.

وأنّ زينة الحديث الصدق (٣).

وأنّ الأحسن من الصدق : قائله (٤).

وأنّه : ألزموا الصدق فإنّه منجاة (٥).

وأنّه : ثلاث يقبح فيهنّ الصدق : النّميمة ، وإخبارك الرجل عن أهله بما يكرهه ، وتكذيبك الرجل عن الخبر (٦).

وأنّ المسلم إذا سئل عن مسلمٍ فصدق وأدخل على ذلك المسلم مضرّةً كتب من الكاذبين ، وإذا كذب فأدخل عليه منفعةً كتب عند الله من الصادقين (٧).

وأنّه : يحرم الصدق ويجب الكذب عند التّقيّة ، وقد ذكر في بابها.

____________________________

١) نفس المصدر السابق.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ١٠٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٦ ـ مستدرك الوسائل : ج ٨ ، ص ٤٥٦.

٣) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٩ و ١٧.

٤) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٩.

٥) نفس المصدر السابق.

٦) نفس المصدر السابق.

٧) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ١١.

٨٩
 &

دروس في الأخلاق ـ المشكيني

٩٠
 &

الدّرس الرّابع عشر

في الشّكر

الشّكر في اللغة : الثناء ، يُقال : شكرته أو شكرت له ، أي : أثنيت عليه. أو هو بمعنى : الكشف ؛ لأنّه مقلوب كشر بمعنى : كشف ، والمراد هنا : مقابلة نعمة المنعم بالنّيّة أو القول أو الفعل ، ومعنى الأوّل : القصد إلى تعظيم صاحبها وتمجيده وتحميده ويلازم ذلك عرفانه بذاته وصفاته ومقامه والتّفكر في علل إنعامه وإحسانه ليعرف كيفية شكره ومقدار ما يجب عليه عقلاً من مقابلة نعمته والعزم على القيام بذلك مهما تيسّر.

ومعنى الثاني : إظهار ذلك بلسانه بما يناسب مقام المنعم ومقدار النعمة.

ومعنى الثالث : إستعمال ما وصل إليه من النعمة فيما أراده المنعم ، إن علم كون البذل لغرضٍ خاصٍّ أو اشترط عليه مصرفاً معيّناً. وأن لا يصرفها في خلاف رضاه أو في مخالفته ومضادّته. هذا في الشكر بنحو الإطلاق ، وأمّا شكر المنعم تعالى فهو من أوجب الواجبات العقليّة ، ولا يمكن الإتيان بشئٍ من شكر نعمه تعالى إلّا

٩١
 &

بصرف نعم كثيرةٍ أخرىٰ منه تعالى ، فإنّ جميع أسباب القيام بالشكر : من العقل والقلب واللّسان والجوارح كلّها نعم مبذولة من ناحيته تعالى ، والأفعال الصادرة بها أيضاً تصدر بنصرته وإمداده.

فكلّما قال الشاكر : لك الشكر احتاج ذلك إلى شكر. وكلّما قال : لك الحمد وجب أن يقول كذلك : لك الحمد. وعلى هذا فحقيقة الشكر تنتهي إلى العجز عن الشكر ، ويكون آخر مراتب الشكر هو الاعتراف بالعجز عن الشكر ، فقد ورد : أنّ الله أوحى إلى موسى « أشكرني حقّ شكري ، فقال : يا ربّ كيف ذلك وليس من شكرٍ إلّا وأنت أنعمت به عليّ ، فقال : الآن شكرتني حين علمت ذلك » (١).

وفي الباب آيات ونصوص : فقد ورد في الذكر الحكيم قوله تعالى : ( وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ) (٢) وقوله تعالى : ( فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (٣) وقوله تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) (٤) وقوله تعالى : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ) (٥).

وورد : أنّ إبراهيم ( شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ ) (٦).

وأنّ نوحاً ( عَبْدًا شَكُورًا ) (٧).

وأنّه ( مَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ) (٨).

____________________________

١) الوافي : ج ٤ ، ص ٣٥٠ ـ بحار الأنوار : ج ١٣ ، ص ٣٥١ ـ نور الثقلين : ج ٤ ، ص ٢٠١.

٢) البقرة : ١٥٢.

٣) الأعراف : ٦٩.

٤) ابراهيم : ٧.

٥) ابراهيم : ٣٤ والنحل : ١٨.

٦) النحل : ١٢١.

٧) الإسراء : ٣.

٨) النمل : ٤٠.

٩٢
 &

وأنّ الله أسبغ نعمه على الناس ظاهرةً وباطنةً ، (١) ليأكلوا من رزق ربّهم ويشكروا له (٢).

وأنّه : ( إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) (٣).

وفي النصوص الواردة : الطاعم الشاكر أجره كأجر الصائم المحتسب (٤) ( والمحتسب : الذي يأتي بعمله لوجه الله )

وما فتح الله على عبدٍ باب شكر فخزن عنه باب الزيادة (٥).

وقالت عائشة : يا رسول الله لِمَ تُتعِب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ (٦).

وفي التوراة مكتوب : أشكر من أنعم عليك ، وأنعم على من شكرك ، فإنّه لا زوال للنعماء إذا شكرت ، ولا بقاء لها إذا كفرت. والشكر زيادة في النعم وأمان من الغير (٧).

والمعافي الشاكر له من الأجر ما للمبتلى الصابر. والمعطي الشاكر له من الأجر كالمحروم القانع (٨).

وقوله تعالى : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (٩) معناه : حدّث بما أعطاك الله

____________________________

١) وهذا مضمون الآية الشريفة رقمها ٢٠ من سورة لقمان.

٢) هذا مضمون الآية الشريفة رقمها ١٥ من سورة سبأ.

٣) الزمر : ٧.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٢٢.

٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٤ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٥٤٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٢٢ و ٤١.

٦) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٢٤ ـ المحجة البيضاء : ج ٢ ، ص ٣٨٩ ـ مستدرك الوسائل : ج ١١ ، ص ٢٤٧.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٢٨.

٨) نفس المصدر السابق.

٩) الضحى : ١١.

٩٣
 &

ورزقك وأحسن اليك وهداك ، (١) وهذا خطاب للنّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولجميع أمّته.

وحدّ الشكر الذي إذا فعله العبد كان شاكراً أن يحمد على كلّ نعمةٍ في أهلٍ ومالٍ يؤدّى كلّ حقّ في المال (٢).

ومن حمد الله على النعمة فقد شكرها وكان الحمد أفضل من تلك النعمة وأعظم وأوزن (٣) ( أي : التوفيق على الحمد نعمة أخرى أفضل من الأولى ).

وما أنعم الله على عبدٍ نعمةً صغرت أو كبرت فقال : الحمد لله إلّا أدّىٰ شكرها (٤).

ومن عرفها بقلبه فقد أدّى شكرها ، (٥) أي : عرف مُنعمها وقدرها.

وسعة الدنيا وتتابع النعم على الإنسان لا يكون إستدراجاً مع الحمد (٦).

وإذا ورد على الإنسان أمر يسرّه فليقل : الحمد لله على هذه النعمة ، وإذا ورد أمر يغتم به فليقل : الحمد لله على كلّ حال (٧).

وإذا نظرت إلى المبتلى بالمرض أو المعصية فقل في نفسك : الحمد لله الذي عافاني ممّا ابتلاك به وفضّلني بالعافية (٨). أو فقل : اللّهم لا أسخر ولا أفخر ، ولكن أحمدك عظيم نعمائك عليّ (٩).

____________________________

١) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٢٩.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٢٩.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣١.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٢ ـ نور الثقلين : ج ١ ، ص ١٥.

٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ٣٢.

٦) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ٣٢.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٧ ـ الامالي : ج ١ ، ص ٤٩ ـ وسائل الشيعة : ج ٢ ، ص ٨٩٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٣ و ٤٧ وج ٩٣ ، ص ٢١٤.

٨) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٤.

٩) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٤.

٩٤
 &

وينبغي أن تسجد لله عند تجدّد كلّ نعمةٍ سجدةً (١).

ويقول الله تعالى لعبده يوم القيامة : أشكرت فلاناً ؟ ( واسطة النعمة ) فيقول : بل شكرتك ، فيقول : لم تشكرني إذ لم تشكره ، فأشكركم لله أشكركم للناس (٢).

ومن لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله (٣).

ولا يضر للانسان شيء مع الشكر عند النعمة (٤).

ومن اُعطى الشكر اُعطي الزيادة (٥) لقوله تعالى : ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) (٦).

وما أنعم الله على عبدٍ نعمةً فعرفها بقلبه وحمد الله بلسانه إلّا اُمر له بالمزيد ولا ينقطع المزيد من الله حتّى ينقطع الشكر من العبد (٧).

وأعظم شكر النعمة إجتناب المحارم (٨).

وكلّ نعمةٍ إذا لم تشكر تصير وبالاً (٩).

ومن احتمل الجفاء ولم ينكره ولم يبغضه لم يشكر النعمة (١٠).

وإذا رأى الإنسان صرف البلاء عنه فعليه الشكر له (١١).

____________________________

١) تلخيص الخلاف : ج ١ ، ص ١٤٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٥.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٣٨.

٣) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٤.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠.

٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٥ ـ الوافي : ج ٤ ، ص ٣٤٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠.

٦) ابراهيم : ٧.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٥ ـ الوافي : ج ٤ ، ص ٣٤٦ ـ وسائل الشيعة : ج ٤ ، ص ١١٩٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠ و ٥٢.

٨) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٠.

٩) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤١.

١٠) الخصال : ص ١١ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٢.

١١) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٣.

٩٥
 &

وكلّ نعمةٍ قصّر العبد عن شكره فللّه عليه حجّة فيه (١).

ومن اُتي إليه معروف فليكافئ ، فإن عجز فليثن به ، وإن كَلَّ لسانه فليعرفه وليحبّ المنعم ، وإلّا كفر النعمة (٢).

ويجب إحسان جوار النعم مخافة أن تنتقل إلى الغير ، وإذا انتقلت تشهد على صاحبها بما عمل فيها ولم ترجع فإنّه قلّ ما أدبر شيء فأقبل (٣).

ومن لم يعلم فضل نعم الله إلّا في مطعمه ومشربه فقد قصر علمه ودنا عذابه (٤).

والشكر يدفع العذاب (٥) لقوله تعالى : ( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ) (٦).

وضغطة القبر كفّارة من تضييع النعم (٧).

وعليك في كلّ نفسٍ من أنفاسك شكر (٨). وأدناه أن لا تعصي المنعم ولا تخالفه بنعمته.

ونعمة لا تُشكر كسيّئةٍ لا تُغفر (٩).

____________________________

١) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٦.

٢) مجمع الفائده والبرهان : ج ٤ ، ص ٢٨٩ ـ مجمع البحرين : ج ١ ، ص ٧٦.

٣) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٧.

٤) الامالي : ج ٢ ، ص ١٠٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ١٩ وج ٧١ ، ص ٤٩.

٥) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٤٩.

٦) النساء : ١٤٧.

٧) الامالي : ج ١ ، ص ٤٣٤ ـ ثواب الاعمال : ص ٢٣٤ ـ علل الشرائع : ص ٣٠٩ ـ بحار الأنوار : ج ٦ ، ص ٢٢١ وج ٧١ ، ص ٥٠.

٨) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٥٢.

٩) غرر الحكم ودرر الكلم : ج ٦ ، ص ١٧٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٥٣ وج ٧٨ ، ص ٣٦٥.

٩٦
 &

الدّرس الخامس عشر

في الصّبر

عرّفه المحقّق الطّوسي قدس‌سره بأنّه : حبس النفس عن الجزع عند المكروه. وعرّفه الراغب في مفرداته بأنّه : الامساك في ضيق ، يقال : صبرت الدابّة : حبستها بلا علفٍ ، والصبر حبس النفس على ما يقتضيه العقل أو الشرع ـ انتهى.

والأولى تعريفه بأنّه : ملكة قوّةٍ وصلابةٍ في النفس تفيد عدم تأثّرها عند المكاره ، وعدم تسليمها للأهواء ، ويسهل عليها القيام بما يقتضيه العقل ويطلبه الشرع ، فيسهل للصابر حبس النفس عند المصائب عن إضطراب القلب وشكاية اللسان وحركات الأعضاء على خلاف ما ينبغي. وعند المحرّمات والشهوات عن الوقوع في العصيان ، وعند الفرائض حملها على الطاعة والانقياد. وعلى هذا يدخل تحتها عدّة من الصفات وتكون من مصاديقها : كالشجاعة في الحروب ، ويضادّها الجبن ، وقوّة الكتمان ويضادّها الإذاعة ، والتقوى عن المحارم ويضادّها الفسق. والجود عن النفس والمال ويضادّها البخل ، وهكذا.

٩٧
 &

وتحصل هذه القوّة بالممارسة على الأمور الشاقّة ، وحمل النفس عليها عملاً بقضاء العقل وحكم الشرع ، وأكثر موارد استعماله في الكتاب والسنّة هو الصبر على المكاره وإن لم يكن في غيره أيضاً قليلاً.

فقد ورد في الكتاب العظيم قوله تعالى : ( وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) (١) و ( اصْبِرُوا وَصَابِرُوا ) (٢) ( فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ ) (٣) ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ) (٤) ( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ) (٥) ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ) (٦) ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ) (٧) ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) (٨) ( اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ ) (٩) ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) (١٠) ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) (١١) ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) (١٢) ( إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا ) (١٣) ( وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (١٤) ( أُولَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا ) (١٥) ( نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ الَّذِينَ صَبَرُوا ) (١٦)

____________________________

١) لقمان : ١٧.

٢) آل عمران : ٢٠٠.

٣) ق : ٣٩.

٤) غافر : ٥٥ و ٧٧ والروم : ٦٠.

٥) المدّثر : ٧.

٦) القلم : ٤٨.

٧) النحل : ١٢٧.

٨) العصر : ٣.

٩) البقرة : ٤٥.

١٠) البقرة : ١٥٥.

١١) آل عمران : ١٤٦.

١٢) البقرة : ١٥٣.

١٣) المؤمنون : ١١١.

١٤) النحل : ٩٦.

١٥) الفرقان : ٧٥.

١٦) العنكبوت : ٥٨ ـ ٥٩.

٩٨
 &

( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) (١). وغير ذلك من الآيات الشريفة.

وورد في النصوص : عليك بالصبر في جميع أمورك ، فإنّ الله بعث محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأمره بالصبر ، فصبر حتّى نالوه بالعظائم ورموه بها ، فأنزل الله : ( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ) (٢) فصبر في جميع أحواله حتّى قاتل أعداءه ، فقتلهم الله على أيدي رسول الله وأحبّائه ، وجعله ثواب صبره مع ما ادّخر له في الآخرة فمن صبر واحتسب ، لم يخرج من الدنيا حتّى يقرّ الله عينه في أعدائه (٣).

والصبر رأس الإيمان ، فلا إيمان لمن لا صبر له (٤).

والحرّ حرّ في جميع أحواله ، إن نابته نائبةً صبر لها ، وإن تتراكب عليه المصائب لم تكسره ، كما صبر يوسف الصّدّيق فجعل الله الجبّار العاتي عبداً له. فالصبر يعقب خيراً ، فاصبروا ووطّنوا أنفسكم بالصبر تؤجروا (٥).

والجنّة محفوفة بالمكاره فمن صبر عليها في الدنيا دخل الجنّة (٦).

والصبر في الأمور بمنزلة الرأس من الجسد. فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد ، وإذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور (٧).

والإنسان إن صبر على المصائب يُغتبط ، وإن لا يصبر ينفذ الله مقاديره راضياً

____________________________

١) الإنسان : ١٢.

٢) الأنعام : ٣٤.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٨٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٦٠ و ٦١ ـ الصافي : ج ٣ ، ص ١٢٤ ـ نور الثقلين : ج ٥ ، ص ١١٧.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٨٧ ـ وسائل الشيعة : ج ٢ ، ص ٩٠٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ١٨٣ وج ٧١ ، ص ٦٧ و ٩٢.

٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٨٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٦٩ ـ مجمع البحرين : ج ٢ ، ص ١٧٧.

٦) الكافي : ج ٢ ، ص ٨٩ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٤٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٧٢.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٧٣.

٩٩
 &

كان أم كارهاً (١).

والصبر ثلاثة : صبر عند المصيبة حسن جميل ، وأحسن منه الصبر على الطاعة ، وأحسن من ذلك ، الصبر على المعصية والوقوف عند ما حرّم الله عليك (٢).

وإذا فسد الزمان فصبر المؤمن على الفقر وهو يقدر على الغنى ، وعلى البغضة وهو يقدر على المحبّة ، وعلى الذلّ وهو يقدر على العزّ آتاه الله ثواب خمسين صدّيقاً ممّن صدّق به (٣).

وقد عجز من لم يعدّ لكلّ بلاءٍ صبراً (٤).

ولا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان (٥).

ومن لم يُنجِهِ الصبر أهلكه الجزع (٦).

وقال مولانا السّجّاد للباقر عليهما‌السلام حين وفاته : أوصيك بما أوصاني به أبي : إصبر على الحقّ وإن كان مرّاً (٧).

والله إذا أخذ من عبده نعمةً قسراً فصبر أعطاه الله ثلاثاً لو أعطى واحدةً منها ملائكته لرضوا (٨) ، وذلك قوله تعالى : ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (٩).

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٧٤.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٩١ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ١٨٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٧٧ وج ٧٨ ، ص ٤٣ وج ٨٢ ، ص ١٣٩.

٣) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٩٣.

٤) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٩٤ ـ مستدرك الوسائل : ج ٢ ، ص ٤٢٣.

٥) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٩٥ ـ نهج البلاغة : الحكمة ١٥٣.

٦) نهج البلاغة : الحكمة ١٨٩ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٠٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٩٦ و ج ٨٢ ، ص ١٣٤.

٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٩١ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٧٦.

٨) الكافي : ج ٢ ، ص ٩٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٧٩.

٩) البقرة : ١٥٦ ـ ١٥٧.

١٠٠