دروس في الأخلاق

الشيخ علي المشكيني

دروس في الأخلاق

المؤلف:

الشيخ علي المشكيني


الموضوع : الأخلاق
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مطبعة الهادي
الطبعة: ٥
ISBN: 964-400-023-4
الصفحات: ٢٧٩
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

وأنّه : من همّ بسيّئةٍ فلا يعملها فإنه ربما يعمل العبد السيّئة فيراه الربّ فيقول : « وعزّتي وجلالي لا أغفر لك بعد ذلك أبداً » (١).

وأنّه : لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب (٢).

وأنّ من علامات الشقاء : الإصرار على الذنب (٣).

وأنّ الذنب على الذنب يميت القلب (٤).

وأنّه : ما جفّت الدموع إلّا لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلّا لكثرة الذنوب (٥).

وأنّه : احذروا الإنهماك في المعاصي والتهاون بها ، فإنّها تستولي الخذلان على صاحبها حتّىٰ توقعه في ردّ نبوّة نبيّ الله وولاية وصيّه ، ولا تزال حتّىٰ توقعه في دفع التوحيد والإلحاد في الدين (٦).

وممّا يدلّ على تأثيرها في جلب المكاره والمصيبات : قوله تعالىٰ : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) (٧).

وقوله : ( أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا ) (٨) وقوله : ( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا ) (٩) وقوله : ( فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا ) (١٠) وقوله : ( فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٢ ـ الوافي : ج ٥ ، ص ١٠٠٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٣١.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٥ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٤٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٤٢.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٠ ـ الخصال : ص ٢٤٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٦٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٥٢ وج ٧٣ ، ص ١٦٢ وج ٩٣ ، ص ٣٣٠.

٤) تنبيه الخواطر ج ٢ ، ص ١١٨.

٥) علل الشرائع : ج ٨١ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٣٣٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٥٥ وج ٧٣ ، ص ٣٥٤.

٦) بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٦٠.

٧) الشورى : ٣٠.

٨) الشورى : ٣٤.

٩) نوح : ٢٥.

١٠) الشمس : ١٤.

٢٦١
 &

مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ) (١١).

وقد ورد في النصوص أنّه : ما من بليّةٍ ولا نقص رزقٍ ولا من عرقٍ يضرب ولا نكبةٍ ولا صداعٍ ولا مرضٍ حتّى الخدش والكبوة والمصيبة إلّا بذنب (١٢).

وأنّه : لا يأمن البيات من عمل السيّئات (١٣).

وأنّ العبد ليذنب الذنب فيُحرم صلاة الليل ويُزوىٰ عنه الرزق (١٤).

وأنّه : لينوى الذنب فيُحرم الرزق (١٥).

وأنّ العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها ، فيذنب ذنباً فيقول الله للملك : لا تقضِ حاجته ، فإنّه تعرّض لسخطي (١٦).

وأنّ الله قضىٰ قضاءً حتماً لا ينعم على عبدٍ بنعمةٍ فيسلبها إيّاه حتّىٰ يُحدث العبد ذنباً يستحقّ بذلك النقمة (١٧).

وأنّ أحدكم ليكثر به الخوف من السلطان وما ذلك إلّا بالذنوب ، فتوقّوها (١٨).

____________________________

١١) القلم : ١٩ ـ ٢٠.

١٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣١٤ و ٣٥٠.

١٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٦٩ ـ مجمع البحرين : ج ٢ ، ص ١٩٤.

١٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٢ ـ الوافي : ج ٥ ، ص ١٠٠٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٣٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٣٠.

١٥) ثواب الأعمال : ص ٢٨٨ ـ وسائل الشيعة : ج ١ ، ص ٤٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ٢٤٧ و ج ٧٣ ، ص ٣٥٨.

١٦) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧١ ـ وسائل الشيعة : ج ٤ ، ص ١١٧٥ وج ١١ ، ص ٢٣٩ وبحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٢٩.

١٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٤٠ ـ بحار الأنوار : ج ٦ ، ص ٥٦ وج ٧٣ ، ص ٣٣٤.

١٨) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٤٢.

٢٦٢
 &

وأنّه : قال تعالىٰ : « إذا عصاني من عرفني سلّطت عليه من لا يعرفني ».

وأنّ من يموت بالذنوب أكثر ممّن يموت بالآجال (١).

وممّا يدل على تأثيرها في البلاد والعباد قوله تعالىٰ : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (٢) وقوله : ( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ) (٣) وقوله : ( فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) (٤).

وورد في النصوص أنّه : ما من سنةٍ أقلّ مطراً من سنةٍ ، ولكنّ الله يضعه حيث يشاء ، إنّ الله إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدّر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم وإلى الفيافي والبحار والجبال ، وإنّ الله ليعذّب الجُعل في حجرها ، فيحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلّتها لخطايا من بحضرتها ، وقد جعل الله لها السبيل في مسلكٍ سوىٰ محلّة أهل المعاصي ، فاعتبروا يا اُولي الأبصار (٥).

وأنّه حقّ على الله أن لا يعصىٰ في دار إلّا أضحاها للشمس حتّى تطهّرها (٦).

وأنّ قوم سبأ كفروا نعم الله فغيّر الله ما بهم من نعمةٍ فغرق قراهم ، وخرّب ديارهم ، وذهب بأموالهم (٧) ( ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا ) (٨).

وأنّ الله قال : « ليس من أهل قرية ولا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم سرّاء

____________________________

١) بحار الأنوار : ج ٥ ، ص ١٤٠.

٢) الروم : ٤١.

٣) النمل : ٥٢.

٤) البقرة : ٥٩.

٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٢ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٥٠١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٢٩ و ج ٩١ ، ص ٣٢٧ وج ١٠٠ ، ص ٧٢.

٦) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٢ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٤١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٣١.

٧) بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٣٥.

٨) سبأ : ١٧.

٢٦٣
 &

( شرٌّ ) فتحوّلوا عمّا اُحبّ الى ما أكره إلّا تحوّلت لهم عمّا يحبّون إلى ما يكرهون » (١).

وأنّه : كلّما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون (٢).

وأنّ لله تعالىٰ في كلّ يوم وليلة منادياً ينادي : مهلاً مهلاً عباد الله عن معاصي الله ، فلولا بهائم رتّع ، وصبيّة رضّع ، وشيوخ ركّع لصبّ عليكم العذاب صبّاً ، ترضّون به رضّاً (٣).

وأنّه : إذا غضب الله على اُمّةٍ ولم ينزل بها العذاب ، غلت أسعارها ، وقصرت أعمارها ، ولم تربح تجّارها ، ولم تزك ثمارها ، ولم تغزر أنهارها ، وحبس عنها أمطارها ، وسلّط عليها أشرارها (٤).

وأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : لا تزل اُمّتي بخير ما تحابّوا وأدّوا الأمانة واجتنبوا الحرام ... ، فإذا لم يفعلوا ابتلوا بالقحط والسنين (٥).

وممّا يدلّ على تأثيرها في عذاب الآخرة وعقابها ، قوله تعالى : ( بَلَىٰ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ، (٦) وقوله : ( وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (٧).

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٣٩.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٥ ـ علل الشرائع : ص ٥٢٢ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٤٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٤٣.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٤٤.

٤) الكافي : ج ٥ ، ص ٣١٧ ـ الخصال : ص ٣٦٠ ـ من لا يحضره الفقيه : ج ١ ، ص ٥٢٤ ـ وسائل الشيعة : ج ٥ ، ص ١٦٨ ـ بحار الأنوار : ج ٥٨ ، ص ٣٣٤ وج ٧٣ ، ص ٣٥٠ وج ٧٧ ، ص ١٥٥ وج ٩١ ، ص ٣٢٨.

٥) بحار الأنوار : ج ٦٩ ، ص ٣٩٤ وج ٧٤ ، ص ٤٠٠ وج ٧٥ ، ص ٤٦٠.

٦) البقرة : ٨١.

٧) النمل : ٩٠.

٢٦٤
 &

وقال : ( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا ) (١) ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ ) (٢) و ( إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ). (٣) وهذه الطائفة كثيرة في القرآن جدّاً.

وورد في النصوص : أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزل بأرضٍ قرعاء ، ما بها من حطب ، قال فليأت كلّ إنسانٍ بما قدر عليه ، فجاؤا به حتّى رموه بين يديه ، فقال : هكذا تجتمع الذنوب ، ثمّ قال : اتّقوا المحقّرات من الذنوب ، فإنّ لكلّ شيء طالباً ألا وإنّ طالبها يكتب ما قدّموا وآثارهم (٤). ( المحقّرات أي : ما يعدّه الإنسان صغيراً فلا يتوب ، فيكون ممّا يكتب ويبقىٰ ، وقوله : ما قدّموا أي : قدّموه قبل موتهم ، وآثارهم : ما يبقى من آثار عملهم بعده ، أو ما قدّموا من نيّة العمل ومقدّماته ، والآثار : نفس العمل ) (٥).

وأنّ العبد ليحبس على ذنبٍ من ذنوبه مائة عامٍ. وأنه لينظر إلى أزواجه في الجنّة يتنعّمن (٦).

وأنّه : إن كانت العقوبة من الله النار فالمعصية لماذا ؟ (٧)

وأنّه : من أذنب ذنباً وهو ضاحك ، دخل النار وهو باكٍ (٨).

وأنّ عليّاً عليه‌السلام قال : إنّ الشكّ والمعصية في النار ليس منّا ولا إلينا (٩).

____________________________

١) نوح : ٢٥.

٢) الجن : ٢٣.

٣) لقمان : ١٦.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٨٨ ـ وسائل الشيعة : : ج ١١ ، ص ٢٤٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٤١.

٥)

٦) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٣١.

٧) بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٤٧.

٨) ثواب الأعمال : ص ٢٦٦ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٤٠.

٩) الكافي : ج ٢ ، ص ٤٠٠ ـ من لا يحضره الفقيه : ج ٣ ، ص ٥٧٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١٨ ، ص ١١٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٥٤ وج ٧٢ ، ص ١٢٦.

٢٦٥
 &

دروس في الأخلاق ـ المشكيني

٢٦٦
 &

الدّرس الخمسون

في الإمهال والإملاء على المسلم والكافر

الإمهال والإملاء : هو إعطاء المهلة للعاصي المسلم أو الكافر ، وتأخير أخذه وعقابه في الدنيا بعد ارتكابه العصيان واستحقاقه الأخذ والعقوبة ، وهو يكون :

تارةً : لأنّ الله تعالى قد قضى في حقّه بأجلٍ مسمّىً فلا بدّ من نفوذ قضائه.

واُخرى : لأجل رحمته تعالى على نفس العاصي ليتوب ، أو على غيره من حيوانٍ أو انسانٍ ممّن يشاركه في نتائج عمله ثواباً أو عقاباً.

وثالثةً : ليميز الخبيث من الطّيّب ، والمؤمن من الكافر ، والمطيع من الفاسق.

ورابعةً : للإضلال ، والإستدراج ليتمّ شقاؤه ، ونعوذ بالله من ذلك.

والإمهال وإن كان من فعل الله تعالى إلّا أنّه يرجع إلى نفس العبد وينشأ من غفلته وغرّته وشقائه ، فلا بدّ لكلّ إنسانٍ من مراقبة نفسه وأفعاله وأحواله حتّى لا يقع فيما لا محيص له من ذلك. وقد ورد في بيان ذلك عدّة وافرة من الآيات الكتابيّة :

٢٦٧
 &

قال تعالى : ( وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ ) ، (١) ( وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) (٢). ( وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) (٣). ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَـٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ) (٤) وقال : ( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ) (٥) وقال : ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ) (٦) وقال : ( فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ) (٧) وقال : ( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ ) (٨) وقال : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) (٩) وقال : ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً ) (١٠).

وورد في النصوص : أنّ لله في كلّ يومٍ وليلةٍ ملكاً ينادي : مهلاً مهلاً عباد الله عن معاصى الله ، فلولا بهائم رتّع ، وصبية رضّع ، وشيوخ ركّع ، لصبّ عليكم العذاب صبّاً ترضّون رضّاً (١١).

____________________________

١) العنكبوت : ٥٣.

٢) فصّلت : ٤٥.

٣) الشورى : ٢١.

٤) النحل : ٦١.

٥) الكهف : ٥٨.

٦) آل عمران : ١٧٨.

٧) التوبة : ٥٥.

٨) الرعد : ٣٢.

٩) آل عمران : ١٧٩.

١٠) الأنعام : ٤٤.

١١) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٧٦ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٤٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٤٤ ـ نور الثقلين : ج ٣ ، ص ٤٠.

٢٦٨
 &

وأنّ الله إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذابٍ قال : « لولا الذين يتحابّون بجلالي لأنزلت عذاب » (١).

وأنّ الله إذا همّ بعذاب أهل الأرض جميعاً لارتكابهم المعاصي نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات ، والولدان يتعلّمون القرآن ، رحمهم ، وأخّر عنهم ذلك (٢).

وأنّ الله ليدفع بمن يصلّي من الشيعة عمّن لا يصلي ، وبمن يصوم عمن لا يصوم ، وبمن يزكي عمّن لا يزكي ، وبمن يحجّ عمّن لا يحج ، ولو اجتمعوا على الخلاف والعصيان لهلكوا (٣) ، وهو قوله : ( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ) (٤).

وأنّه : ما عذّب الله قريةً فيها سبعة من المؤمنين (٥).

وأنّه : إذا رأيت ربّك يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره (٦).

وأنّه : كم من مستدرجٍ بالاحسان إليه ، ومغرورٍ بالستر عليه ، ومفتونٍ بحسن القول فيه ، وما ابتلى الله أحداً بمثل الإملاء له (٧).

____________________________

١) ثواب الأعمال : ص ٢١٢ ـ علل الشرائع : ص ٥٢١ ـ من لا يحضره الفقيه : ج ١ ، ص ٤٧٣ ـ وسائل الشيعة : ج ٣ ، ص ٤٨٦ وج ٤ ، ص ١٢٠١ وج ١١ ، ص ٣٧٤ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٨٢ و ج ٨٤ ، ص ١٦ وج ٨٧ ، ص ١٥٠.

٢) ثواب الأعمال : ص ٤٧ ـ علل الشرائع : ص ٥٢١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٨٢ وج ٩٢ ، ص ١٨٥.

٣) البرهان : ج ١ ، ص ٢٣٨ ـ نور الثقلين : ج ١ ، ص ٢٥٣.

٤) البقرة : ٢٥١.

٥) الاختصاص : ص ٣٠ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٨٣.

٦) نهج البلاغة الحكمة ٢٥ ـ بحار الأنوار : ج ٦٧ ، ص ١٩٩ وج ٧٣ ، ص ٣٨٣.

٧) نهج البلاغة : الحكمة ١١٦ و ٢١٠ ـ بحار الأنوار : ج ٥ ، ص ٢٢٠ وج ٧٣ ، ص ١٠٠ وج ٧٨ ، ص ٤٠ ـ نور الثقلين : ج ٥ ، ص ٢١. ٥

٢٦٩
 &

وأنّه ليراكم الله من النعمة وجلين ، كما يراكم من النقمة فرقين (١).

وأنّه من وسّع عليه في ذات يده ، فلم يرَ ذلك استدراجاً فقد أمن مخوفاً ، ومن ضيّق عليه في ذات يده فلم يرَ ذلك اختباراً فقد ضيّع مأمولاً (٢).

وأنّه : إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فأذنب ذنباً تبعه بنقمة ويُذكّره الاستغفار ، وإذا أراد الله بعبدٍ شرّاً فأذنب ذنباً تبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى به ، (٣) وهو قوله تعالى : ( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ) (٤) بالنعم عند المعاصي.

____________________________

١) نهج البلاغة : الحكمة ٣٥٨ ـ بحار الأنوار : ج ٥ ، ص ٢٢٠ وج ٧٣ ، ص ٣٨٣.

٢) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٥١ وج ٧٣ ، ص ٣٨٣ ـ مرآة العقول : ج ١١ ، ص ٣٥٢ ـ نور الثقلين : ج ٢ ، ص ١٠٦.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٤٥٢ ـ علل الشرائع : ص ٥٦١ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٣٥٤ وج ١١ ، ص ٣٦٥ ـ بحار الأنوار : ج ٥ ، ص ٢١٧ وج ٦٧ ، ص ٢٢٩ وج ٧٣ ، ص ٣٨٧ ـ نور الثقلين : ج ٢ ، ص ١٠٥.

٤) الأعراف : ١٨٢ ، والقلم : ٤٤.

٢٧٠
 &

الدرس الحادي والخمسون

في طلب رضا الخلق بسخط الخالق أو طلب أمرٍ من طريق المعصية

هذا الذنب ممّا يبتلى به كثير من الناس ، ولا سيّما التابعين لأئمّة الكفر والجور من أعوانهم وأنصارهم ، والمنسوبين إليهم ، والمادحين لهم والمتقرّبين إليهم طلباً لجاهٍ أو مالٍ ، أو خوفاً من شرورهم ، فيتّبعون أمرهم ويطلبون رضاهم وإن خالف أمر الله ورضاه.

وقد ورد في النصوص : أنّه : من طلب رضا الناس بسخط الله جعل الله حامده من الناس ذامّاً له (١) ( أي : يذمّه بعد ذلك من كان يحمده ، أو يذمّه في غيبته من يحمده في حضوره ).

وأنّه : من آثر طاعة الله بغضب الناس كفاه الله عداوة كل عدوّ (٢).

وأنّه : لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله (٣) ( أي : اتّخذ طاعته لنفسه ديناً ،

____________________________

١) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٧٢ ـ الوافي : ج ٥ ، ص ٩٩٣.

٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٧٢ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٩٢.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٧٣ ـ الامالى : ص ٣٠٩ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٤٢١ ـ بحار الأنوار :

٢٧١
 &

كأن قال بإمامته وخلافته عن الله ورسوله ).

وأنّه من أرضىٰ سلطاناً جائراً بسخط الله خرج من دين الله (١).

وأنّه لا تسخطوا الله برضا أحدٍ من خلقه ولا تتقربوا إلى أحدٍ من الخلق بتباعدٍ من الله (٢).

____________________________

ج ٢ ، ص ١٢١ وج ٧٣ ، ص ٣٩٢.

١) وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٤٢١ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٩٣.

٢) بحار الأنوار : ج ٧١ ، ص ١٧٧ وج ٧٣ ، ص ٣٩٤.

٢٧٢
 &

الدّرس الثّاني والخمسون

في قسوة القلب

القسوة : غلظ القلب ، وصلابته وعدم تأثّره بالمواعظ والعبر ، في مقابل رقّة القلب ، ورحمته وتأثّره بالعظات واتّعاظه بالعبر. وهي من حالات القلب وصفاته المذمومة السيّئة ، وهي قد تكون ذاتيّةً مودعةً في القلب بالفطرة ، وقد تكون كسبيّةً حاصلةً من الممارسة على المعاصي والمآثم. وعلى التقديرين : فهي قابلة للزوال بالكليّة ، أو للتخفيف والتضعيف ، ويمكن أيضاً المراقبة الشديدة على النفس حتّى لا يظهر لها أثر سوءٍ على الجوارح والأركان.

وقد ورد فيها آيات ونصوص ناظرة إلى ذمّها ولزوم إزالتها ، أو المواظبة عليها لئلّا تظهر آثارها في الأقوال والأفعال.

قال تعالى : ( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّه فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ) (١). ( فذكر الله قسوة القلب هنا في مقابل انشراح الصدر

____________________________

١) الزمر : ٢٢.

٢٧٣
 &

للإسلام وانفتاحه وسعته ، فصار لذلك على نورٍ من العلم والعمل. والقسوة في قباله انسداد القلب وضيقه وعدم تأثير العظات فيه. وقد أوعد الله تعالى جزاءها بالويل ، وهي بمعنى : القبح والشّر والهلاك ، فالمراد : إنشاء دعاءٍ من الله على قاسي القلب ، أو إخبار باستحقاقه ).

وقال تعالى : ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) (١) ، وقوله تعالى : ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ) (٢).

وورد في النصوص : أنّ القلب له لمّتان : لمّة من الشيطان ولمة من الملك ، فلمّة الملك : الرّقة والفهم ، ولمّة الشيطان : السهو والقسوة ، (٣) ( واللّمة بالفتح : الإلقاء والخطور ، فخطرات الخير فيه من الملك ، وخطرات الشّر من الشيطان ، ويتولّد من الأوّل فهم المعارف الإلهيّة ولين القلب لفعلها ، ومن الثاني غفلته عن الحقّ وقسوته ، فقوله : لمّة الملك الرّقّة : أي نتيجتها الرقّة أو علامتها ذلك.

وأنّ فيما ناجى الله تعالى به موسى : « يا موسى لا تطوّل في الدنيا أملك فيقسو قلبك ، والقاسي القلب منّي بعيد ». (٤) ( ولا إشكال في أنّ تطويل الأمل يدعو إلى الحركة نحو المأمول والسعي فيه وانصرافه القلب عن الحقّ والآخرة ، وعن عبادة الرّب والتقرّب إليه وهي تورث القسوة طبعاً ).

____________________________

١) البقرة : ٧٤.

٢) الحديد : ١٦.

٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٣٠ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٣٣٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧٠ ، ص ٣٩ وج ٧٣ ، ص ٣٩٧ ـ مرآة العقول : ج ٩ ، ص ٣٨٣.

٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٢٩ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٣٣٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٣٩٨ ـ نور الثقلين : ج ١ ، ص ٩٢.

٢٧٤
 &

الفهرس

الدّرس الأوّل :

المقدّمة :

ففي بيان أمور : .............  ٧

الامر الأوّل : ...........  ٧

الأمر الثاني : ..........  ١٠

الأمر الثالث : ........  ١١

الأمر الرابع : ..........  ١٢

الأمر الخامس : .  ١٨

الأمر السادس : ............  ٢٠

الأمر السابع : ..........  ٢١

الأمر الثامن : ............  ٢٣

الدّرس الأوّل

في بيان ممّا يدلّ على صلاح القلب وفساده ....................  ٢٧

الدّرس الثّاني

في محاسبة النّفس ومراقبتها ....................................  ٣٥

٢٧٥
 &

الدّرس الثّالث :

في مجاهدة النّفس وبيان حدودها ..............................  ٣٩

الدّرس الرّابع :

في ترك اتّباع الأهواء والشّهوات ................................  ٤٣

الدّرس الخامس :

في اليقين .......  ٤٧

الدّرس السّادس :

في النّيّة وتأثيرها وثوابها ..................................  ٥٣

الدّرس السّابع :

في الإخلاص والقربة ..........................................  ٥٩

الدّرس الثّامن :

في العبادة وإخفائها ..........................................  ٦٣

الدّرس التّاسع :

في التّقوىٰ والورع والمتّقين وصفاتهم .............................  ٦٥

الدّرس العاشر :

في الزّهد ودرجاته وعلاماته ..............................  ٧٣

الدّرس الحادي عشر :

في الخوف والرّجاء ...............................  ٧٧

الدّرس الثّاني عشر :

في حسن الظّن بالله تعالى .....................................  ٨٣

الدّرس الثّالث عشر :

في الصّدق ووجوبه وموارد استثنائه .............................  ٨٧

الدّرس الرّابع عشر :

في الشّكر ......  ٩١

الدّرس الخامس عشر :

في الصّبر .......  ٩٧

٢٧٦
 &

الدّرس السّادس عشر :

في التّوكّل والتّفويض ........................................  ١٠٣

الدّرس السّابع عشر :

في الرّضا والتّسليم ..........................................  ١٠٧

الدّرس الثّامن عشر :

في الحثّ على الاجتهاد والمواظبة على العمل ..................  ١١١

الدّرس التّاسع عشر :

في الاقتصاد في العبادة ......................................  ١١٧

الدّرس العشرون :

في الحسنات بعد السّيّئات ..................................  ١٢١

الدّرس الحادي والعشرون :

في الحسنات والسّيّئات ......................................  ١٢٣

الدّرس الثّاني والعشرون

في الاستعداد للموت .......................................  ١٢٥

الدّرس الثّالث والعشرون :

في عفّة البطن والفرج .......................................  ١٢٩

الدّرس الرّابع والعشرون :

في الكلام والسّكوت والصّمت ..............................  ١٣٣

الدّرس الخامس والعشرون :

في التّفكّر والاعتبار بالعبر والاتّعاظ بالعظات .................  ١٤١

الدّرس السّادس والعشرون :

في الحياء من الله ومن الخلق .................................  ١٤٧

الدّرس السّابع والعشرون :

في التّدبّر والتّثبّت وترك الاستعجال ..........................  ١٥١

الدّرس الثّامن والعشرون :

في الاقتصاد والقناعة ........................................  ١٥٥

٢٧٧
 &

الدّرس التّاسع والعشرون :

في السّخاء والجود ..........................................  ١٥٧

الدّرس الثّلاثون :

في حُسن الخلق ............................................  ١٦١

الدّرس الحادي والثّلاثون :

في الحلم وكظم الغيظ والعفو والصّفح ........................  ١٦٩

الدّرس الثّاني والثّلاثون :

في الفقر والفقراء والغنى والأغنياء .............................  ١٧٥

الدّرس الثّالث والثّلاثون :

في الكفاف في الرّزق .......................................  ١٨٥

الدّرس الرّابع والثّلاثون :

في الكذب ونقله وسماعه ....................................  ١٨٧

الدّرس الخامس والثّلاثون :

في الرّياء ......  ١٩٣

الدّرس السّادس والثّلاثون :

في العجب بالعمل واستكثار الطّاعة .........................  ١٩٩

الدّرس السّابع والثّلاثون :

في الشّكوى إلى الله وإلى النّاس ..............................  ٢٠٣

الدّرس الثّامن والثّلاثون :

في اليأس من روح الله والأمن من مكره .......................  ٢٠٥

الدّرس التّاسع والثّلاثون :

في الدّنيا وحبّها وذمّها ......................................  ٢٠٧

الدّرس الاربعون :

في حبّ الرّئاسة ............................................  ٢٢١

الدّرس الحادي والأربعون :

في الغفلة واللهو ............................................  ٢٢٥

٢٧٨
 &

الدّرس الثّاني والأربعون :

في الحرص وطول الأمل .....................................  ٢٢٧

الدّرس الثّالث والأربعون :

في الطّمع والتّذلّل لأهل الدنيا طلباً لها .......................  ٢٣١

الدّرس الرّابع والأربعون :

في الكِبر ......  ٢٣٣

الدّرس الخامس والأربعون :

في الحسد .....  ٢٣٩

الدّرس السّادس والأربعون :

في الغضب ...  ٢٤٣

الدّرس السّابع والأربعون :

في العصبيّة والحميّة .........................................  ٢٤٧

الدّرس الثّامن والأربعون :

في البخل .....  ٢٥١

الدّرس التّاسع والأربعون :

في الذّنوب وآثارها ..........................................  ٢٥٥

الدّرس الخمسون :

في الإمهال والإملاء على المسلم والكافر .....................  ٢٦٧

الدّرس الحادي والخمسون :

في طلب رضا الخلق بسخط الخالق أو طلب أمرٍ من طريق المعصية ..........................................  ٢٧١

الدّرس الثّاني والخمسون :

في قسوة القلب ............................................  ٢٧٣

*       *      *

٢٧٩