بحار الأنوار - ج ٣١

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار - ج ٣١

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الْعَذابَ ) وعلي هو العذاب في هذا الوجه ( يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ) فنوالي عليا ( وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ ) ... أي (١) لعلي ( يَنْظُرُونَ ) إلى علي ( مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني آل محمد صلى الله عليه وآله وشيعتهم ( إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ ) آل محمد حقهم ( فِي عَذابٍ مُقِيمٍ ) (٢). قال : والله يعني النصاب الذين نصبوا العداوة لأمير المؤمنين عليه السلام وذريته والمكذبين ( وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ ) (٣).

بيان :

قوله : يعني النصاب .. حال من فاعل قال ، وقوله : وما كان .. مفعول قال ، وفي بعض النسخ : قال : والله .. فالواو للقسم.

١٥ ـ فس (٤) : ( وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ ) إلى قوله : ( ما هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) (٥) قال : نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر.

حدثني العباس بن محمد ، عن (٦) الحسن بن سهل ، بإسناد رفعه إلى جابر ابن زيد ، عن جابر بن عبد الله ، قال : ثم أتبع الله جل ذكره مدح الحسين بن علي عليهما‌السلام بذم عبد الرحمن بن أبي بكر.

بيان :

روت العامة أيضا أن الآية نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر ، ويمكن أن

__________________

(١) لا توجد : أي ، في المصدر.

(٢) الشورى : ٤٥.

(٣) الشورى : ٤٦.

(٤) تفسير القمي ٢ ـ ٢٩٧.

(٥) الأحقاف : ١٧.

(٦) في المصدر : قال : حدثني ، بدل : عن.

٥٨١

يكون قول الوالدين له (١) ، لظاهر الأمر للمصلحة لا على وجه الاعتقاد ، ويظهر من بعض الأخبار أن المراد بالوالدين رسول الله وأمير المؤمنين عليهما‌السلام ، ومن بعضها أن المراد بهما هنا الحسنان عليهما‌السلام.

قال علي بن إبراهيم (٢) قبل ذلك قوله : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً ) (٣) قال : الإحسان رسول الله صلى الله عليه وآله ، قوله : ( بِوالِدَيْهِ ) إنما عني الحسن والحسين عليهما السلام ، ثم عطف على الحسين عليه السلام ، فقال : ( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً ) وساق الكلام إلى قوله : ( وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما ) (٤). إلى آخر ما أوردنا ، فيظهر منه أن المراد بالوالدين على هذا التأويل الحسنان ، وقد تكلمنا في الخبر في مجلد الإمامة (٥).

١٦ ـ فس (٦) : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ ) (٧) مخاطبة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين وعدوه أن ينصروه ولا يخالفوا أمره ولا ينقضوا عهده في أمير المؤمنين عليه السلام ، فعلم الله أنهم لا يفون (٨) بما يقولون ، فقال : ( لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ ) (٩) الآية ، وقد سماهم الله مؤمنين بإقرارهم وإن لم يصدقوا.

١٧ ـ فس (١٠) : ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (١١) قال : إذا

__________________

(١) لا توجد في ( س ) : له.

(٢) في تفسيره ٢ ـ ٢٩٧.

(٣) الأحقاف : ١٥.

(٤) الأحقاف : ١٧.

(٥) بحار الأنوار ٣٦ ـ ١٥٨ ، ٤٣ ـ ٢٤٦ ، ٢٥٨ ، ٤٤ ـ ٢٣١ ، ٥٣ ـ ١٠٢ وغيرها.

(٦) تفسير القمي ٢ ـ ٣٦٥.

(٧) الصف : ٢.

(٨) في المصدر : لا يوفون.

(٩) الصف : ٢ ـ ٣.

(١٠) تفسير القمي ٢ ـ ٣٧٩.

(١١) الملك : ٢٧.

٥٨٢

كان يوم القيامة ونظر أعداء أمير المؤمنين ما أعطاه الله من المنزلة الشريفة العظيمة وبيده لواء الحمد وهو على الحوض يسقي ويمنع يسود (١) وجوه أعدائه ، فيقال لهم : ( هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) (٢) منزله (٣) وموضعه واسمه.

١٨ ـ ير (٤) : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن منصور (٥) ، قال : سألته عن قول الله تعالى : ( وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها ، قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) (٦) فقال : رأيت (٧) أحدا يزعم أن الله أمر بالزنا وشرب الخمر أو بشيء من هذه المحارم؟!. فقلت : لا. فقال : ما هذه الفاحشة التي يدعون أن الله أمر بها؟!. فقلت : الله أعلم ووليه. قال : فإن هذه في أئمة الجور ادعوا أن الله أمرهم بالائتمام بقوم لم يأمر الله بالائتمام بهم ، فرد الله ذلك عليهم ، وأخبرنا أنهم قد قالوا عليه الكذب فسمى الله ذلك (٨) منهم فاحشة.

١٩ ـ شي (٩) : عن محمد بن منصور ، عن عبد صالح ، قال : سألته .. وذكر مثله (١٠).

٢٠ ـ شي (١١) : عن كليب الصيداوي ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام

__________________

(١) في المصدر : تسود.

(٢) الملك : ٢٧.

(٣) في المصدر هكذا : أي هذا الذي كنتم به تدعون منزلته.

(٤) بصائر الدرجات : ٥٤ حديث ٤.

(٥) في تفسير العياشي هنا زيادة : عن عبد صالح.

(٦) الأعراف : ٢٨.

(٧) في البصائر : أرأيت ، وهو الظاهر.

(٨) لا توجد : ذلك في البصائر ، وأثبتت في تفسير البرهان وتفسير العياشي.

(٩) تفسير العياشي ٢ ـ ١٢ حديث ١٥.

(١٠) باختلاف يسير ، وأورده في تفسير البرهان ٢ ـ ٨ ، وتفسير الصافي ١ ـ ٥٧١ [ ٢ ـ ١٨٨ ].

(١١) تفسير العياشي ١ ـ ٣٨٥ حديث ١٣١.

٥٨٣

عن قول الله : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً ) (١) ثم قال : كان علي صلوات الله عليه يقرؤها : فارقوا دينهم ، قال (٢) : فارق والله القوم دينهم (٣).

بيان :

قال الطبرسي رحمه‌الله (٤) : قرأ حمزة والكسائي (٥) فارقوا بالألف وهو المروي عن علي عليه‌السلام والباقون ( فَرَّقُوا ) بالتشديد.

ثم قال : قال أبو علي : من قرأ ( فَرَّقُوا ) فتقديره يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض .. ومن قرأ « فارقوا دينهم » فالمعنى باينوه وخرجوا عنه ...

وقال (٦) : اختلف في المعنيين بهذه الآية على أقوال :

أحدها : أنهم الكفار وأصناف المشركين ..

وثانيها : أنهم اليهود والنصارى ، لأنه يكفر بعضهم بعضا ...

وثالثها : أنهم أهل الضلالة وأصحاب الشبهات والبدع من هذه الأمة. رواه أبو هريرة وعائشة مرفوعا ، وهو المروي عن الباقر عليه‌السلام : جعلوا دين الله أديانا لإكفار بعضهم بعضا وصاروا أحزابا وفرقا.

وتتمة (٧) الآية : ( لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ) (٨).

قيل : المعنى أنك لا تجتمع معهم في شيء من مذاهبهم الباطلة.

__________________

(١) الأنعام : ١٥٩.

(٢) في المصدر : ثم قال.

(٣) وذكره في تفسير البرهان ١ ـ ٥٦٥ ، وتفسير الصافي ١ ـ ٥٦٠ [ ٢ ـ ١٧٤ ].

(٤) في مجمع البيان ٤ ـ ٣٨٨ ـ ٣٨٩ ، وما فيه نقاط ثلاث فهو علامة الحذف.

(٥) في المصدر زيادة : هاهنا وفي الروم.

(٦) في مجمع البيان ٤ ـ ٣٨٩.

(٧) من هنا تلخيص لما ذكره الطبرسي في مجمعه.

(٨) الأنعام : ١٥٩.

٥٨٤

وقيل : أي لست من مخالطتهم في شيء.

وقيل : أي لست من قتالهم في شيء. ثم نسختها آية القتال : ( إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ... ) (١).

وقيل : في (٢) مجازاتهم على سوء أفعالهم ، أو في الإنظار والاستئصال ، أو الحكم بينهم في اختلافهم إلى الله.

__________________

(١) الأنعام : ١٥٩.

(٢) في ( ك‍ ) خط على : وقيل في.

٥٨٥
٥٨٦

تتميم

بعد أن أدرجنا في مقدمة الكتاب بعض العناوين العامة في الأبواب المتفرقة من كتاب بحار الأنوار ، نسرد هنا جملة من الروايات الواردة عنهم صلوات الله عليهم في خصوص كل واحد من الخلفاء أو بني أمية أو المرأتين أو في أعدائهم مما حصلنا عليه في هذه الموسوعة ولم يدرجه المصنف ; هنا ، أو أدرجه من مصدر آخر تعيينا للمصداق ، وتطبيقا صغرويا لكل الكبريات التي سلفت في المقدمة ، والله المستعان وعليه التكلان.

فنقول :

فمما ورد في أبي بكر :

١ ـ ذكر العلامة المجلسي في بحاره ٦٠ / ٢٧٨ ـ ٢٨٠ في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ ... ) ( الأحزاب : ٧٢ ) وجوها ، ثم قال :

الثامن : إن المراد بالأمانة : الإمامة الكبرى ، ( وَحَمَلَهَا ) ادعاؤها بغير حق ، والمراد بـ ( الإنسان ) أبو بكر ، وقد وردت الأخبار الكثيرة في ذلك أوردتها في كتاب الإمامة وغيرها.

فقد روي بأسانيد عن الرضا عليه‌السلام قال : الأمانة : الولاية ، من ادعاها بغير حق كفر. وقال علي بن ابراهيم : ... ( وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ ) الأول ...

وعن الصادق عليه‌السلام : الأمانة : الولاية ، والإنسان : أبو الشرور المنافق.

وعن الباقر عليه‌السلام : هي الولاية : ( فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها ) كفرا ، ( وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ ) ، والإنسان : أبو فلان.

٢ ـ قال العلامة المجلسي أيضا في بحاره ٦٠ / ٢٨٤ ، ذيل قوله سبحانه : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ ) ... وقال علي بن ابراهيم : نزلت في الأول.

وفي المناقب عن الكاظم عليه‌السلام ، قال : الإنسان : الأول ( ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ) ( التين : ١ ـ ٥ ) ببغضه أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٣ ـ ير : بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ ) ( الأحزاب : ٧٢ ) ، قال : الولاية ( فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها ) كفرا بها وعنادا ( وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ ) والإنسان الذي حملها : أبو فلان.

[ بحار الأنوار : ٢٣ / ٢٨١ ، حديث ٢٤ ، عن بصائر الدرجات : ٧٦ ، حديث ٣ ]

٥٨٧

٤ ـ فس : قال علي بن ابراهيم في قوله [ عز وجل ] : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها ... ) قال : الأمانة : هي الإمامة [ والأمر ] والنهي ، والدليل على أن الأمانة هي الإمامة قوله عز وجل للأئمة : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) يعنى الإمامة ، والأمانة : الإمامة ؛ عرضت على السموات والأرض والجبال ( فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها ) قال : أبين أن يدعوها أو يغصبوها أهلها وأشفقن منها ( وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ ) أي فلان [ الأول ] ( إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً ).

[ بحار الأنوار : ٢٣ / ٢٨٠ ، حديث ٢١ ، عن تفسير علي

ابن ابراهيم : ٢ / ١٩٨ ]

٥ ـ مع : بإسناده عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) قال : الأمانة : الولاية ، والإنسان : أبو الشرور المنافق.

بيان : على تأويلهم عليهم‌السلام يكون اللام في الإنسان للعهد ؛ وهو أبو الشرور ... أي أبو بكر ، أو للجنس ومصداقه الأول في هذا الباب أبو بكر ، والمراد بالحمل الخيانة كما مر ، أو المراد بالولاية : الخلافة ، وادعاؤها بغير حق ، فعرض ذلك على أهل السموات والأرض أو عليهما بأن بين لهم عقوبة ذلك ، وقيل لهم : هل تحملون ذلك؟ فأبوا إلا هذا المنافق وأضرابه ، حيث حملوا ذلك مع ما بين لهم من العقاب المترتب عليه.

[ بحار الأنوار : ٢٣ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠ حديث ٢٠ ، عن

معاني الأخبار : ٣٨ ( ١١ ، حديث ٢ ) ]

٦ ـ فس : ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) قال : التين : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والزيتون : أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وطور سينين : الحسن والحسين عليهما‌السلام ، وهذا البلد الأمين : الأئمة عليهم‌السلام ، ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) قال : نزلت في زريق [ الأول ] ، ( ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) قال : ذاك أمير المؤمنين ... الى آخره.

[ بحار الأنوار : ٢٤ / ١٠٥ ، حديث ١٢ ، عن تفسير علي

ابن ابراهيم القمي : ٧٣٠ ( ٢ / ٤٢٩ ـ ٤٣٠ ) ]

٧ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ .. ) ( المائدة : ٩٠ ) ، وذلك لأن أبا بكر شرب قبل أن تحرم الخمر ، فسكر فجعل يقول الشعر ويبكي على قتلى المشركين من أهل بدر ، فسمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : اللهم امسك على لسانه ، فأمسك على لسانه فلم

٥٨٨

يتكلم حتى ذهب عنه السكر ، فأنزل الله تحريمها بعد ذلك ...

[ بحار الأنوار : ٧٩ / ١٣١ ، حديث ٢٠ ، عن تفسير

القمي : ١٦٧ ( ١ / ١٨٠ ) ]

٨ ـ فس : أبي ، عن بعض رجاله رفعه الى أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : لما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الغار قال لأبي بكر : كأني أنظر الى سفينة جعفر في أصحابه يعوم في البحر ، وأنظر الى الأنصار محتبين في أفنيتهم. فقال أبو بكر : وتراهم يا رسول الله؟!. قال : نعم. قال : فأرنيهم ، فمسح على عينيه فرآهم ، فقال في نفسه : الآن صدقت أنك ساحر ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنت الصديق.

[ بحار الأنوار : ١٩ / ٥٣ ، حديث ١٠ عن تفسير

القمي : ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ]

٩ ـ كا : بإسناده عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً ) ( الزمر : ٢٩ ) ، قال : أما الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الأول يجمع المتفرقون ولايته وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا ويبرأ بعضهم من بعض ، فأما رجل سلم لرجل [ سلما لرجل ] فإنه الأول حقا وشيعته.

[ بحار الأنوار : ٢٤ / ١٦٠ حديث ٩ ، عن الكافي

( الروضة ) : ٨ / ٢٢٤ ]

وروى العياشي ؛ بإسناده عن أبي خالد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : الرجل السلم للرجل علي حقا وشيعته.

[ بحار الأنوار : ٢٤ / ١٦١ حديث ١١ ، ومجمع البيان :

٨ / ٤٩٧ ]

ومما ورد في الخليفة الثاني عمر :

١٠ ـ مع : بإسناده عن المفضل بن عمر ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن معنى قول أمير المؤمنين عليه‌السلام لما نظر الى الثاني وهو مسجى بثوبه ـ : ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى ، فقال : عنى بها صحيفته التي كتبت في الكعبة.

[ بحار الأنوار : ٢٨ / ١١٧ ، حديث ٥ ، عن معاني

الأخبار : ٤١٢ ]

١١ ـ فس : ( وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ) ( البقرة : ٢٠٥ ) ، قال : الحرث في هذا الموضع : الدين ، والنسل : الناس ، ونزلت في الثاني [ فلان ] ، ويقال : في معاوية.

٥٨٩

[ بحار الأنوار : ٩ / ١٨٩ ، حديث ٢١ ، عن تفسير علي

ابن ابراهيم القمي : ١ / ٧١ ]

١٢ ـ فس : ( وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً ) ( الفرقان : ٥٥ ) ، قال علي بن ابراهيم : قد يسمى الإنسان ربا ، كقوله : ( اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ) ( يوسف : ٤٢ ) ، وكل مالك شيء يسمى ربه ، فقوله : ( وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً ، ) فقال : الكافر : الثاني ، كان على أمير المؤمنين ظهيرا.

[ بحار الأنوار : ٣٦ / ١٦٩ ، حديث ١٥٥ ، عن تفسير

القمي : ٤٦٧ ( ٢ / ١١٥ ) ]

١٣ ـ فس : بإسناده عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ، ) قال : الليل في هذا الموضع : الثاني [ فلان ] غشي أمير المؤمنين عليه‌السلام في دولته التي جرت عليه ، وأمر أمير المؤمنين عليه‌السلام أن يصبر في دولتهم حتى تنقضي ... الخبر.

[ بحار الأنوار : ٢٤ / ٧١ ، حديث ٥ ، عن تفسير

القمي : ٧٢٧ ( ٢ / ٤٢٥ ) ]

١٤ ـ فس : قوله : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ) ( المجادلة : ١٤ ) ، قال : نزلت في الثاني ، لأنه مر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو جالس عند رجل من اليهود يكتب خبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأنزل الله جل ثناؤه : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ ، ) فجاء [ الثاني ] الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رأيتك تكتب عن اليهود وقد نهى الله عن ذلك ، فقال : يا رسول الله! كتبت عنه ما في التوراة من صفتك ، وأقبل يقرأ ذلك على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو غضبان ، فقال له رجل من الأنصار : ويلك! أما ترى غضب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليك؟. فقال : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، إني إنما كتبت ذلك لما وجدت فيه من خبرك ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا فلان! لو أن موسى بن عمران فيهم قائما ثم أتيته رغبة عما جئت به لكنت كافرا بما جئت به.

[ بحار الأنوار : ٩ / ٢٤٢ ، حديث ١٤٣ ، عن تفسير

القمي : ٢ / ٣٥٧ ]

١٥ ـ كنز : جاء في تفسير أهل البيت عليهم‌السلام ، بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ...

وقوله : ( سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ) ( المدثر : ١٧ ) ، قال أبو عبد الله عليه‌السلام : صعود ؛ جبل

٥٩٠

في النار من نحاس يحمل عليه حبتر ليصعده كارها ، فاذا ضرب بيديه على الجبل ذابتا حتى تلحقا بالركبتين ، فاذا رفعهما عادتا ، فلا يزال هكذا ما شاء الله ، وقوله تعالى : ( إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ* فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ .. ) ( المدثر : ١٨ ـ ١٩ ) الى قوله : ( إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ ) ( المدثر : ٢٥ ) ، قال : هذا يعني تدبيره ونظره وفكرته واستكباره في نفسه وادعاؤه الحق لنفسه دون أهله ، ثم قال الله تعالى : ( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ) ( المدثر : ٢٦ ) .. الى قوله : ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) ( المدثر :٢٩ ) ، قال : يراه أهل الشرق كما يراه أهل الغرب ، إنه اذا كان في سقر يراه أهل الشرق والغرب ويتبين حاله ، والمعني في هذه الآيات جميعها حبتر ...

[ بحار الأنوار : ٢٤ / ٣٢٦ ـ ٣٢٧ ، حديث ٤١ ، تأويل

الآيات الظاهرة : ٢ / ٧٣٤ ، حديث ٦ ]

١٦ ـ كنز : بإسناده عن أبي الخطاب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : والله ما كنى الله في كتابه حتى قال : ( يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ) ( الفرقان : ٢٨ ) ، وإنما هي في مصحف علي عليه‌السلام : يا ويلتى ليتني لم أتخذ الثاني خليلا ، وسيظهر يوما.

[ بحار الأنوار : ٢٤ / ١٩ ، حديث ٣١ ، عن تأويل

الآيات الظاهرة : ١ / ٣٧٤ ، حديث ٨ ، ( الحجرية :

١٩١ ـ ١٩٢ ) ، والبرهان : ٣ / ١٦٢ ، حديث ٤ ]

١٧ ـ كنز : بإسناده عن حريز ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : ( يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ) ( الفرقان : ٢٧ ـ ٢٨ ) ، قال : يقول الأول الثاني.

[ بحار الأنوار : ٢٤ / ١٩ ، حديث ٣٢ ، عن تأويل

الآيات الظاهرة : ١ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥ ، حديث ٩

الحجرية : ١٩٢ ـ والبرهان : ٣ / ١٦٢ ، حديث ٥ ]

١٨ ـ كنز : بإسناده عن جابر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قوله تعالى : ( وَالْفَجْرِ ) هو القائم ، و « الليالي العشر » الأئمة عليهم‌السلام من الحسن إلى الحسن ، و ( الشَّفْعِ ) أمير المؤمنين وفاطمة عليهما‌السلام ، و « الوتر » هو الله وحده لا شريك له ، « وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ » هي دولة حبتر ، فهي تسري الى قيام القائم عليه‌السلام.

[ بحار الأنوار : ٢٤ / ٧٨ ، حديث ١٩ ، عن تأويل

الآيات الظاهرة : ٢ / ٧٩٢ ، حديث ١ ، ( الحجرية :

٣٨٥ ) ، البرهان : ٤ / ٤٥٧ ، حديث ١ ]

١٩ ـ قب : كتاب ابن مردويه وغيره ، بالإسناد عن جابر الأنصاري وغيره ، كلهم عن

٥٩١

عمر بن الخطاب ، قال : كنت أجفو عليا ، فلقيني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : إنك آذيتني يا عمر ، فقلت : أعوذ بالله من أذى رسوله ، قال : إنك قد آذيت عليا ، ومن آذى عليا فقد آذاني.

والعكبري في الابانة : بإسناده عن سعد بن أبي وقاص ، قال : كنت أنا ورجلان في المسجد ، فنلنا من علي عليه‌السلام ، فأقبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مغضبا فقال : ما لكم ولي؟ من آذى عليا فقد آذاني [ من آذى عليا فقد آذاني ، من آذى عليا فقد آذاني ].

[ بحار الأنوار : ٣٩ / ٣٣١ ـ من حديث ١ ، عن المناقب :

٢ / ١٠ ـ ١٢ ( ٣ / ٢١٠ ـ ٢١١ ) ]

٢٠ ـ قب : بإسناده عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سألت الحسين عليه‌السلام ، فقلت : سيدي! أسألك عن شيء أنا به موقن ، وإنه من سر الله وأنت المسرور اليه ذلك السر ، فقال : يا أصبغ! أتريد أن ترى مخاطبة رسول الله لأبي دون يوم مسجد قبا؟. قال : قلت : هذا الذي أردت. قال : قم ، فإذا أنا وهو بالكوفة ، فنظرت فإذا المسجد من قبل أن يرتد الي بصري ، فتبسم في وجهي ، ثم قال : يا أصبغ! إن سليمان بن داود أعطي الريح ( غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ ) وأنا قد أعطيت أكثر مما أعطي سليمان ، فقلت : صدقت والله يا بن رسول الله. فقال : نحن الذين عندنا علم الكتاب ، وبيان ما فيه ، وليس عند أحد [ لإحد ] من خلقه ما عندنا ، لأنا أهل سر الله ، فتبسم في وجهي ، ثم قال : نحن آل الله وورثة رسوله ، فقلت : الحمد لله على ذلك. قال لي : أدخل ، فدخلت ، فإذا أنا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم محتبئ في المحراب بردائه ، فنظرت فإذا [ أنا ] بأمير المؤمنين عليه‌السلام قابض على تلابيب الأعسر ، فرأيت رسول الله يعض على الأنامل وهو يقول : بئس الخلف خلفتني أنت وأصحابك ، عليكم لعنة الله ولعنتي ... الخبر.

أقول : قيل : المراد بأبي دون ؛ هو أبو بكر ، وقيل : الأعسر ؛ هو أحدهما.

[ بحار الأنوار : ٤٤ / ١٨٤ ـ ١٨٥ ، حديث ١١ ، عن

المناقب : ٤ / ٥٢ ]

٢١ ـ عن كتاب سليم بن قيس ، وفيه :

قال سلمان : ... ولم يكن منا أحد أشد قولا من الزبير ، فإنه لما بايع قال : يا بن صهاك! أما والله لو لا هؤلاء الطغاة الذين أعانوك لما كنت تقدم علي ومعي سيفي ، لما أعرف من جبنك ولؤمك ، ولكن وجدت طغاة تقوى بهم وتصول ، فغضب عمر ، وقال : أتذكر صهاكا؟. فقال : ومن صهاك؟ وما يمنعني من ذكرها؟! ، وقد كانت صهاك زانية ، أو تنكر ذلك؟ أو ليس قد كانت أمة حبشية لجدي عبد المطلب فزنى بها جدك نفيل فولدت أباك الخطاب ، فوهبها عبد المطلب له

٥٩٢

بعد ما زنى بها فولدته ، وإنه لعبد جدي ولد زنا ، فأصلح بينهما أبو بكر وكف كل واحد منهما عن صاحبه.

[ بحار الأنوار : ٢٨ / ٢٧٧ ، عن كتاب سليم بن قيس :

٨٩ ـ ٩٠ ]

٢٢ ـ عيون المعجزات : في حديث مفصل ... فقال من تولى الأمر! : هاتوا من نساء المسلمين من تنبش هذه القبور حتى نجد فاطمة (ع) ، فنصلي عليها ونزور قبرها ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فخرج مغضبا قد احمرت عيناه وقد تقلد سيفه ذالفقار حتى بلغ البقيع وقد اجتمعوا فيه ، فقال عليه‌السلام : لو نبشتم قبرا من هذه القبور لوضعت السيف فيكم ، فتولى القوم عن البقيع.

[ بحار الأنوار : ٤٣ / ٢١٢ ، حديث ٤١ ]

٢٣ ـ ما : بإسناده عن جابر بن عبد الله ، قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنا من جانب وعلي أمير المؤمنين صلوات الله عليه من جانب إذ أقبل عمر بن الخطاب ومعه رجل قد تلبب به ، فقال : ما باله؟. قال : حكى عنك يا رسول الله أنك قلت : من قال : « لا إله إلا الله محمد رسول الله » دخل الجنة ، وهذا اذا سمعته الناس فرطوا في الأعمال ، أفأنت قلت ذلك يا رسول الله؟. قال : نعم اذا تمسك بمحبة هذا وولايته.

[ بحار الأنوار : ٦٨ / ١٠١ ، حديث ٨ ، عن أمالي الشيخ

الطوسي : ١ / ٢٨٨. ورواه في : ٦٨ / ١٣٣ حديث ٦٧ ،

عن بشارة المصطفى ، بإسناده عن جابر بن عبد الله ...

مثله ]

٢٤ ـ ب : بإسناده عن صفوان الجمال ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : لما نزلت الولاية لعلي عليه‌السلام قام رجل من جانب الناس فقال : لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدة لا يحلها بعده إلا كافر ، فجاءه الثاني فقال له : يا عبد الله! من أنت؟. قال : فسكت ، فرجع الثاني الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا رسول الله! إني رأيت رجلا في جانب الناس وهو يقول : لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدة لا يحلها إلا كافر. فقال : يا فلان! ذلك جبرئيل ، فإياك أن تكون ممن يحل العقدة فينكص. [ خ. ل : فتكفى ].

[ بحار الأنوار : ٣٧ / ١٢٠ ـ ١٢١ حديث ١٢ ، عن قرب

الإسناد : ٢٩ ـ ٣٠ ]

٢٥ ـ فر : بإسناده عن كعب بن عجرة ، قال ابن مسعود رضي‌الله‌عنه : غدوت الى رسول الله في مرضه الذي قبض فيه ، فدخلت المسجد والناس أحفل ما كانوا كأن على رؤوسهم

٥٩٣

الطير ـ ، إذ أقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام حتى سلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فتغامز به بعض من كان عنده ، فنظر إليهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : ألا تسألون عن أفضلكم؟. قالوا : بلى يا رسول الله. قال : أفضلكم علي بن أبي طالب ، أقدمكم إسلاما ، وأوفركم إيمانا ، وأكثركم علما ، وأرجحكم حلما ، وأشدكم لله غضبا ، وأشدكم نكاية في الغزو والجهاد. فقال له بعض من حضر : يا رسول الله! وإن عليا قد فضلنا بالخير كله؟. فقال رسول الله : أجل هو عبد الله وأخو رسول الله ، فقد علمته علمي واستودعته سري ، وهو أميني على أمتي. فقال بعض من حضر : لقد أفتن علي رسول الله حتى لا يرى به شيئا ، فأنزل الله الآية : ( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ* بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ) ( القلم : ٥ و ٦ ).

[ بحار الأنوار : ٣٦ / ١٤٤ ـ ١٤٥ ، حديث ١١٤ ، عن

تفسير فرات : ١٨٨ ]

٢٦ ـ دعوات الراوندي : قال : أبو عبيدة في غريب الحديث ، في حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين أتاه عمر ، فقال : إنا نسمع أحاديث من اليهود تعجبنا ، فترى أن نكتب بعضها؟. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم [ بها ] بيضاء نقية ، ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي. قال أبو عبيدة : أمتحيرون أنتم في الاسلام ولا تعرفون دينكم حتى تأخذوه من اليهود والنصارى؟ كأنه كره ذلك [ منه ].

[ بحار الأنوار : ٢ / ٩٩ ، حديث ٥٤ ، عن دعوات الراوندي :

١٧٠ ، حديث ٤٧٥ ، عن غريب الحديث ١ / ٣٩٠ ]

٢٧ ، ٢٨ ـ يل ، فض : بالإسناد يرفعه الى أنس بن مالك أنه قال : وفد الأسقف النجراني على عمر بن الخطاب لأجل أدائه الجزية ، فدعاه عمر الى الإسلام ، فقال له الأسقف : أنتم تقولون : إن لله جنة عرضها السماوات والأرض ، فأين تكون النار؟. قال : فسكت عمر ولم يرد جوابا.

قال : فقال له الجماعة الحاضرون : أجبه يا أمير المؤمنين حتى لا يطعن في الإسلام ، قال : فأطرق خجلا من الجماعة الحاضرين ساعة لا يرد جوابا ، فإذا بباب المسجد رجل قد سده بمنكبيه ، فتأملوه وإذا به عيبة علم النبوة علي بن أبي طالب عليه‌السلام قد دخل ، قال : فضج الناس عند رؤيته.

قال : فقام عمر بن الخطاب والجماعة على أقدامهم وقال : يا مولاي! أين كنت عن هذا الأسقف الذي قد علانا منه الكلام؟ أخبره يا مولاي بالعجل إنه يريد الإسلام فأنت البدر التمام ، ومصباح الظلام ، وابن عم رسول الأنام ..

٥٩٤

فقال الإمام عليه‌السلام : ما تقول يا أسقف؟. قال : يا فتى أنتم تقولون : إن الجنة عرضها السماوات والأرض ، فأين تكون النار؟. قال له الإمام عليه‌السلام : إذا جاء الليل أين يكون النهار؟. فقال له الأسقف : من أنت يا فتى؟ دعني حتى أسأل هذا الفظ الغليظ ، أنبئني يا عمر عن أرض طلعت عليها الشمس ساعة ولم تطلع مرة أخرى؟. قال عمر : أعفني عن هذا ، واسأل علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ثم قال : أخبره يا أبا الحسن! ، فقال علي عليه‌السلام : هي أرض البحر الذي فلقه الله تعالى لموسى حتى عبر هو وجنوده ، فوقعت الشمس عليها تلك الساعة ولم تطلع عليها قبل ولا بعد ، وانطبق البحر على فرعون وجنوده.

فقال الأسقف : صدقت يا فتى قومه وسيد عشيرته ، أخبرني عن شيء هو في أهل الدنيا ، تأخذ الناس منه مهما أخذوا فلا ينقص بل يزداد؟. قال عليه‌السلام : هو القرآن والعلوم.

فقال : صدقت. أخبرني عن أول رسول أرسله الله تعالى لا من الجن ولا من الإنس؟. فقال عليه‌السلام : ذلك الغراب الذي بعثه الله تعالى لما قتل قابيل أخاه هابيل ، فبقي متحيرا لا يعلم ما يصنع به ، فعند ذلك بعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه.

قال : صدقت يا فتى ، فقد بقي لي مسألة واحدة ؛ أريد أن يخبرني عنها هذا وأومأ بيده الى عمر فقال له : يا عمر! أخبرني أين هو الله؟. قال : فغضب عند ذلك عمر وأمسك ولم يرد جوابا.

قال : فالتفت الإمام علي عليه‌السلام وقال : لا تغضب يا أبا حفص حتى لا يقول : إنك قد عجزت ، فقال : فأخبره أنت يا أبا الحسن ، فعند ذلك قال الإمام عليه‌السلام : كنت يوما عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ أقبل إليه ملك فسلم عليه فرد عليه‌السلام ، فقال له : أين كنت؟. قال : عند ربي فوق سبع سماوات.

قال : ثم أقبل ملك آخر فقال : أين كنت؟. قال : عند ربي في تخوم الأرض السابعة السفلى ، ثم أقبل ملك آخر ثالث فقال له : أين كنت؟. قال : عند ربي في مطلع الشمس ، ثم جاء ملك آخر فقال : أين كنت؟. قال : كنت عند ربي في مغرب الشمس ، لأن الله لا يخلو منه مكان ، ولا هو في شيء ، ولا على شيء ، ولا من شيء ، وسع كرسيه السماوات والأرض ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، يعلم ما في السماوات وما في الأرض ، ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا.

قال : فلما سمع الأسقف قوله ، قال له : مد يدك فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأنك خليفة الله في أرضه ووصي رسوله ، وأن هذا الجالس الغليظ الكفل المحبنطئ ليس هو لهذا المكان بأهل ، وإنما أنت أهله ، فتبسم الإمام عليه‌السلام.

٥٩٥

[ بحار الأنوار : ١٠ / ٥٨ ، حديث ٣ ، عن فضائل ابن

شاذان : ١٤٩ ـ ١٥١ باختلاف يسير ]

٢٩ ـ ير : بإسناده عن أبي عمارة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وبإسناده عن أبان بن تغلب ، عنه عليه‌السلام : أن أمير المؤمنين عليه‌السلام لقي أبا بكر فاحتج عليه ، ثم قال له : أما ترضى برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيني وبينك؟. قال : وكيف لي به؟ ، فأخذ بيده وأتى مسجد قبا ، فإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه ، فقضى على أبي بكر ، فرجع أبو بكر مذعورا ، فلقى عمر فأخبره ، فقال : تبا لك [ مالك ]! أما علمت سحر بني هاشم!.

[ بحار الأنوار : ٦ / ٢٤٧ ، حديث ٨١ ،

عن بصائر الدرجات : ٧٧ ( ٢٩٤ ، حديث ٢ ) ]

٣٠ ـ ير : بإسناده عن أبي سعيد المكاري ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : إن أمير المؤمنين عليه‌السلام لقي [ أتى ] أبا بكر ، فقال له : ما أمرك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن تطيعني؟. فقال : لا ، ولو أمرني لفعلت ، قال : فانطلق بنا الى مسجد قبا ، [ فانطلق معه ] فإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلي ، فلما انصرف قال علي : يا رسول الله! إني قلت لأبي بكر : [ ما ] أمرك رسول الله أن تطيعني؟ فقال : لا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : [ بلى ] قد أمرتك فأطعه ، قال : فخرج ، فلقي عمر وهو ذعر ، فقال له : ما لك؟ ، فقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كذا وكذا ، قال : تبا لأمتك [ لأمته ] ، تترك [ ولوك ] أمرهم ، أما تعرف سحر بني هاشم؟!.

[ بحار الأنوار : ٦ / ١٣١ ، حديث ٤١ ، عن بصائر

الدرجات : ٢٩٦ ، حديث ٩. وهناك تسع روايات أخر

في الباب الخامس من الجزء السادس من البصائر ، فراجعها ]

٣١ ـ ير : أحمد بن إسحاق ، عن الحسن بن عباس بن جريش ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سأل أبا عبد الله عليه‌السلام رجل من أهل بيته عن سورة ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، ) فقال : ويلك سألت عن عظيم ، إياك والسؤال عن مثل هذا ، فقام الرجل ، قال : فأتيته يوما فأقبلت عليه ، فسألته ، فقال : ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ ) نور عند الأنبياء والأوصياء لا يريدون حاجة من السماء ولا من الأرض إلا ذكروها لذلك النور فأتاهم بها ، فإن مما ذكر علي بن أبي طالب عليه‌السلام من الحوائج أنه قال لأبي بكر يوما : ( لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ .. ، ) فاشهد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مات شهيدا ، فإياك أن تقول : إنه ميت ، والله ليأتينك ، فاتق الله إذا جاءك الشيطان غير متمثل به.

٥٩٦

فبعث به أبو بكر ، فقال : إن جاءني والله أطعته وخرجت مما أنا فيه ، قال : وذكر أمير المؤمنين عليه‌السلام لذلك النور فعرج إلى أرواح النبيين ، فإذا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد ألبس وجهه ذلك النور وأتى وهو يقول : يا أبا بكر آمن بعلي عليه‌السلام وبأحد عشر من ولده إنهم مثلي إلا النبوة ، وتب إلى الله برد ما في يديك إليهم ، فإنه لا حق لك فيه ، قال : ثم ذهب فلم ير.

فقال أبو بكر : أجمع الناس فأخطبهم بما رأيت وأبرأ إلى الله مما أنا فيه إليك يا علي ـ على أن تؤمنني ، قال : ما أنت بفاعل ، ولو لا أنك تنسى ما رأيت لفعلت ، قال : فانطلق أبو بكر إلى عمر ورجع نور إنا أنزلناه إلى علي عليه‌السلام ، فقال له : قد اجتمع أبو بكر مع عمر ، فقلت : أو علم النور؟ قال : إن له لسانا ناطقا وبصرا نافذا يتجسس الأخبار للأوصياء ويستمع الأسرار ، ويأتيهم بتفسير كل أمر يكتتم به أعداؤهم.

فلما أخبر أبو بكر الخبر عمر قال : سحرك ، وإنها لفي بني هاشم لقديمة ، قال : ثم قاما يخبران الناس ، فما دريا ما يقولان ، قلت : لماذا؟. قال : لأنهما قد نسياه ، وجاء النور فأخبر عليا عليه‌السلام خبرهما ، فقال : بعدا لهما كما بعدت ثمود.

بيان : قوله عليه‌السلام : لفعلت ، لعل المعنى لفعلت أشياء أخر من التشنيع ، والنسبة إلى السحر وغيرهما كما يؤمي إليه آخر الخبر ، ويمكن أن يقرأ على صيغة المتكلم لكنه يأبى عنه ما بعده في الجملة.

[ بحار الأنوار : ٢٥ / ٥١ ـ ٥٢ ، حديث ١٢ ، عن بصائر

الدرجات : ٨٠ ]

٣٢ ـ قال العلامة المجلسي في بحاره : ٤٢ / ٥٥ تحت باب ١١٧ ما ورد من غرائب معجزاته عليه‌السلام بالأسانيد الغريبة ، في أنه وجده في بعض الكتب ، وفيه :

.. فقال عليه‌السلام : يا ملائكة ربي! ائتوني الساعة بإبليس الأبالسة وفرعون الفراعنة ، قال : فو الله ما كان بأسرع من طرفة عين حتى أحضروه عنده ... فقالت الملائكة : يا خليفة الله! زد الملعون لعنة وضاعف عليه العذاب ... قال : فلما جروه بين يديه قام وقال : واويلاه من ظلم آل محمد! واويلاه من اجترائي عليهم! ، ثم قال : يا سيدي! ارحمني فإني لا أحتمل هذا العذاب ، فقال عليه‌السلام : لا رحمك الله ولا غفر لك ، أيها الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان ، ثم التفت إلينا وقال عليه‌السلام : أنتم تعرفون هذا باسمه وجسمه؟. قلنا : نعم يا أمير المؤمنين ، فقال عليه‌السلام : سلوه حتى يخبركم من هو ، فقالوا : من أنت؟. فقال : أنا إبليس الأبالسة وفرعون هذه الأمة ، أنا الذي جحدت سيدي ومولاي أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين وأنكرت آياته ومعجزاته ... الى آخره.

٥٩٧

أقول ـ استدراكا لما سلف في نسب الخليفة ـ : لا بأس بمراجعة كتاب « نسب عمر بن الخطاب » للشيخ هاشم بن سليمان الكتكتاني ، كما ذكره في رياض العلماء ، والذريعة : ٢٤ / ١٤١ برقم ٧٠١.

وكتاب « عقد الدرر في تاريخ وفاة عمر » ، ويقال له : الحديقة الناضرة ، احتمل شيخنا في الذريعة ١٥ / ٢٨٩ نسبته الى الشيخ حسن بن سليمان الحلي.

وكتاب « عقد الدرر في تاريخ قتل عمر » ، للسيد مرتضى بن داود الحسيني المعاصر للعلامة المجلسي الثاني.

وكتاب « مقتل عمر » ، للشيخ زين الدين علي بن مظاهر الحلي.

ومثله باسمه للسيد حسين المجتهد الكركي المتوفى سنة ١٠٠١ ه‍ بأردبيل ، كما صرح بذلك في الرياض والذريعة ٢٢ / ٣٤ برقم ٥٩١٩ و ٥٩٢٠.

وكتاب « نسيم عيش در شرح دعاى صنمي قريش » ، فارسي ، لمير سيد علي بن مرتضى الطبيب الموسوي الدزفولي.

ثم إن لهذا الدعاء شروحا أخر أدرجها في الذريعة في مواطن متعددة ، لاحظ : ٤ / ١٠٢ ، و ١٠ / ٩ ، و ١١ / ٢٣٦ ، و ١٣ / ٢٥٦ ، و ١٥ / ١٢٣ و ٢٨٩ ، و ١٩ / ٧٣ ـ ٧٦ ، وغيرها.

ثم لا بأس بملاحظة بيان المصنف طاب ثراه في بحار الأنوار ٨٦ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥ ذيل ما حكاه عن مهج الدعوات فإنه حري بالمراجعة.

ومما ورد في عثمان :

٣٣ ـ فس : ( عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ، ) قال : نزلت في عثمان وابن أم مكتوم ، وكان ابن أم مكتوم مؤذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان أعمى ، وجاء الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعنده أصحابه وعثمان عنده ، فقدمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على عثمان ، فعبس عثمان وجهه وتولى عنه ، فأنزل الله : ( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) يعني : عثمان ؛ ( أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) أي يكون طاهرا زكى ، ( أَوْ يَذَّكَّرُ ) قال : يذكره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى ، ) ثم خاطب عثمان ، فقال : ( أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ، ) قال : أنت إذا جاءك غني تتصدى له وترفعه ( وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى ) أي لا تبالي زكيا كان أو غير زكي اذا كان غنيا ، ( وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى ) يعني ابن أم مكتوم ( وَهُوَ يَخْشى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) أي تلهو ولا تلتفت اليه.

[ بحار الأنوار : ١٧ / ٨٥ ، حديث ١٣ ، عن تفسير

القمي : ٧١١ ـ ٧١٢ ( ٢ / ٤٠٤ ـ ٤٠٥ ) ].

٥٩٨

٣٤ ـ فس : ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ) نزلت في عثكن يوم الخندق ، وذلك أنه مر بعمار ابن ياسر وهو يحفر الخندق وقد ارتفع الغبار من الحفر فوضع عثكن كمه على أنفه ومر ، فقال عمار :

لا يستوي من يبتني المساجدا

يظل فيها راكعا وساجدا

كمن يمر بالغبار حائدا

يعرض عنه جاحدا معاندا

فالتفت إليه عثكن فقال : يابن السوداء! إياي تعني؟ ثم أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له : لم ندخل معك لتسب أعراضنا ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قد أقلتك إسلامك فاذهب ، فأنزل الله عز وجل : ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) أي ليس هم صادقين ، ( إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ ) ( الحجرات : ١٧ ـ ١٨ ).

بيان : قوله : في عثكن المراد به عثمان ، كما هو المصرح في بعض النسخ وسائر الأخبار.

[ بحار الأنوار : ٢٠ / ٢٤٣ ، حديث ٧ ، عن تفسير

القمي : ٢ / ٣٢٢ ( الحجرية : ٦٤٢ ) ]

٣٥ ، ٣٦ ـ ختص ، ير : بإسناده عن بعض أصحابنا ، قال : كان رجل عند أبي جعفر عليه‌السلام من هذه العصابة يحادثه في شيء من ذكر عثمان ، فإذا وزغ قد قرقر من فوق الحائط ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : أتدري ما يقول؟. قلت : لا. قال : يقول : لتكفن عن ذكر عثمان أو لأسبن عليا.

[ بحار الأنوار : ٢٧ / ٢٦٧ برقم ١٥ ، عن الاختصاص :

٣٠١ ، وبصائر الدرجات : ١٠٣ ( الجزء السابع ، باب ١٦ ، ص ٣٧٣ ) ]

٣٧ ـ نهج : ومن كلام له عليه‌السلام في معنى طلحة بن عبيد الله :

قد كنت وما أهدد بالحرب ولا أرهب بالضرب وأنا على ما قد وعدني ربي من النصر ، والله ما أستعجل متجردا للطلب بدم عثمان إلا خوفا من أن يطالب بدمه ، لأنه [ كان ] مظنته ولم يكن في القوم أحرص عليه منه ، فأراد أن يغالط بما أجلب فيه ليلتبس الأمر ويقع الشك.

ووالله ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثلاث ؛ لئن كان ابن عفان ظالما كما كان يزعم ـ لقد كان ينبغي له أن يؤازر قاتليه أو ينابذ ناصريه.

ولئن كان مظلوما ؛ لقد كان ينبغي له أن يكون من المنهنهين عنه والمعذرين فيه.

ولئن كان في شك من الخصلتين ؛ لقد كان ينبغي له أن يعتزله ويركد جانبا ويدع الناس معه ، فما فعل واحدة من الثلاث وجاء بأمر لم يعرف بابه ولم تسلم معاذيره.

٥٩٩

[ بحار الأنوار : ٣٤ / ٩٥ ، حديث ٦٥ ، ورواه السيد

الرضي رفع الله مقامه في المختار (١٧٤) من كتاب نهج

البلاغة ، صبحي صالح : ٢٤٩ ، ومحمد عبده : ٢ / ٨٨ ـ ٨٩ ]

ومما ورد فيهما أو فيهم .. :

٣٨ ـ فس : أبي ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام .. ، وساق الحديث الى أن قال : قلت : ( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ )؟. قال : هما بعذاب الله. قلت : الشمس والقمر يعذبان؟. قال : سألت عن شيء فأيقنه ؛ إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره ، مطيعان له ، ضوؤهما من نور عرشه ، وحرهما من جهنم ، فإذا كانت القيامة عاد الى العرش نورهما وعاد الى النار حرهما ، فلا يكون شمس ولا قمر ، وإنما عناهما لعنهما الله ، أو ليس قد روى الناس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : الشمس والقمر نوران في النار؟. قلت : بلى. قال : أما سمعت قول الناس : فلان وفلان شمس هذه الأمة ونورها؟ فهما في النار ، والله ما عنى غيرهما .. الخبر.

[ بحار الأنوار : ٧ / ١٢٠ ، حديث ٥٨ ، عن تفسير

القمي : ٦٥٨ ( ٢ / ٢٤٣ ).

وذكره بهذا السند عن تفسير علي بن ابراهيم مع

زيادة في أوله وآخره في بحار الأنوار : ٣٦ / ١٧١ ـ ١٧٢

، حديث ١٦٠ ]

٣٩ ـ فس : بإسناده عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) ( الإسراء : ٧١ ) ، قال : يجيء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قرنه ، وعلي في قرنه ، والحسن في قرنه ، والحسين في قرنه [ في المصدر : فرقة ، في الجميع ] ، وكل من مات بين ظهراني قوم جاؤوا معه. قال علي بن ابراهيم : قال : ذلك يوم القيامة ، ينادي مناد : ليقم أبو بكر وشيعته ، وعمر وشيعته ، وعثمان وشيعته ، وعلي وشيعته ، قوله : و ( لا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ، ) قال : الجلدة التي في ظهر النواة.

[ بحار الأنوار : ٨ / ٩ ـ ١٠ ، من حديث ١ ، عن تفسير

القمي : ٣٨٥ ( ٢ / ٢٣ ) ]

٤٠ ـ فس : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ ، ) قال : هم الذين سموا أنفسهم بالصديق والفاروق وذي النورين. قوله : ( لا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ، ) قال :

٦٠٠