بحار الأنوار - ج ٣١

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار - ج ٣١

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

والسابقة : الفضيلة والتقدم (١) ، والمراد باللسان القول.

والحجيج : المغالب بإظهار الحجة (٢).

والمارقون : الخارجون من الدين (٣).

والخصيم : المخاصم (٤).

والمرتابون : الشاكون (٥) في الدين أو في إمامته ، أو في كل حق.

والمحاجة : المخاصمة (٦) إما في الدنيا ، أو فيها ، وفي الآخرة.

وقال بعض الشارحين للنهج : روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه سئل عن قوله تعالى : ( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) (٧) ، فقال : علي وحمزة وعبيدة وعتبة وشيبة والوليد ... إلى آخر ما مر في الأخبار الكثيرة في غزوة بدر (٨).

قال : وكان علي عليه‌السلام يكثر من قوله : أنا حجيج المارقين ... ويشير إلى هذا المعنى ، وأشار إلى ذلك بقوله : على كتاب الله تعرض الأمثال ... يريد قوله : ( هذانِ خَصْمانِ ) (٩) الآية ، وقال بعضهم : لما كان في أقواله وأفعاله عليه‌السلام ما يشبه الأمر بالقتل أو فعله فأوقع في نفوس الجهال شبهة القتل نحو ما روي عنه عليه السلام : الله قتله وأنا معه، وكتخلفه في داره عن الخروج يوم قتل ،

__________________

(١) قال في مجمع البحرين ٥ ـ ١٨٢ ، والصحاح ٤ ـ ١٤٩٤ ، والقاموس ٣ ـ ٢٤٣ : وله سابقة في هذا الأمر .. أي سبق الناس إليه ، وقال في الأخير : سبقه : تقدمه.

(٢) ذكره في النهاية ١ ـ ٣٤١ ، ولسان العرب ٢ ـ ٢٢٨.

(٣) صرح بذلك في النهاية ٤ ـ ٣٢٠ ، ولسان العرب ١٠ ـ ٣٤١ ، وغيرهما.

(٤) كما قاله في القاموس ٤ ـ ١٠٧ ، ولسان العرب ١٢ ـ ١٨١.

(٥) أورده في لسان العرب ١ ـ ٤٤٢ ، والقاموس ١ ـ ٧٧.

(٦) قال في المصباح المنير ١ ـ ١٤٩ : وحاجه ـ محاجة فحجه يحجه ، من باب قتل ـ إذا غلبته في الحجة ، وقال في لسان العرب ٢ ـ ٢٢٨ : حاجه محاجة وحجاجا : نازعه الحجة.

(٧) الحج : ١٩.

(٨) بحار الأنوار ١٩ ـ ١٣٣ و ٢٠٢ وما بعدها ، والرواية جاءت في ١٩ ـ ٢٨٩.

(٩) الحج : ١٩.

٥٠١

فقال : ينبغي أن يعرض ذلك على كتاب الله ، فإن دل على كون شيء من ذلك قتلا فليحكم به وإلا فلا.

ويحتمل أن يراد بالأمثال الحجج أو (١) الأحاديث كما ذكرها في القاموس (٢) .. أي ما احتج به في مخاصمة المارقين والمرتابين وما يحتجون به في مخاصمتي ينبغي عرضها على كتاب الله حتى يظهر صحتهما وفسادهما ، أو ما يسندون إلي في أمر عثمان وما يروى في أمري وأمر عثمان يعرض على كتاب الله.

وبما في الصدور .. أي بالنيات والعقائد ، أو بما يعلمه الله من مكنون الضمائر لا على وفق ما يظهره المتخاصمان عند الإحتجاج يجازي الله العباد.

٣ ـ نهج (٣) : من كلام له عليه السلام بعد ما بويع بالخلافة وقال (٤) له قوم من الصحابة : لو عاقبت قوما ممن أجلب على عثمان.

فقال عليه السلام : يا إخوتاه! إني لست أجهل ما تعلمون ، ولكن كيف لي بقوة والقوم المجلبون على حد شوكتهم ، يملكوننا ولا نملكهم ، وها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم ، والتفت إليهم أعرابكم ، وهم خلالكم يسومونكم ما شاءوا ، وهل ترون موضعا لقدرة على شيء تريدونه؟ إن هذا الأمر أمر جاهلية ، وإن لهؤلاء القوم مادة ، إن الناس من هذا الأمر إذا حرك على أمور فرقة ترى ما ترون ، وفرقة ترى ما لا ترون ، وفرقة لا ترى لا هذا ولا هذا (٥) ، فاصبروا حتى يهدأ الناس ، وتقع القلوب مواقعها ، وتؤخذ الحقوق مسمحة ، فاهدءوا عني ، وانظروا ما ذا يأتيكم به (٦) أمري ، ولا تفعلوا فعلة تضعضع قوة (٧) وتسقط منة ،

__________________

(١) في ( ك‍ ) : و، بدلا من : أو.

(٢) القاموس ٤ ـ ٤٩.

(٣) نهج البلاغة ـ محمد عبده ـ ٢ ـ ٨٠ ، صبحي صالح : ٢٤٣ ، خطبة ١٦٨.

(٤) في النهج : وقد قال.

(٥) في المصدر : لا ترى هذا ولا ذاك وهو الظاهر.

(٦) في ( س ) وضع على : به ، رمز نسخة بدل.

(٧) هنا عبارة جاءت في ( س ) : وتسقط قوة ، وقد خط عليهما في ( ك‍ ) ، ولا توجد في المصدر.

٥٠٢

وتورث وهنا وذلة ، وسأمسك الأمر ما استمسك ، وإذا لم أجد بدا ، فآخر الدواء الكي (١) ..

إيضاح :

لو عاقبت .. جزاء الشرط محذوف .. أي لكان حسنا ونحوه.

وأجلبوا (٢) عليه .. تجمعوا وتألبوا (٣).

قوله عليه‌السلام : على حد شوكتهم .. أي لم ينكسر سورتهم ، والحد : منتهى الشيء ، ومن كل شيء : حدته ، ومنك : بأسك (٤).

والشوكة : شدة البأس والحد (٥) في السلاح (٦).

وروي أنه عليه السلام أجمع الناس ووعظهم ، ثم قال : لتقم قتلة عثمان ، فقام الناس بأسرهم إلا قليل، وكان ذلك الفعل منه عليه السلام استشهادا على قوله.

والعبدان (٧) : جمع عبد (٨).

__________________

(١) في المطبوع من البحار : فآخر الداء الكي.

وانظر شرح كلامه صلوات الله عليه وآله في شرح ابن أبي الحديد ٩ ـ ٢٩١ وما بعدها ، وشرح ابن ميثم البحراني ٣ ـ ٣٢٠ ـ ٣٢٣ ، ومنهاج البراعة ٢ ـ ١٤٣ ، وغيرها.

(٢) قال هذا في النهاية ١ ـ ٢٨٢ ، وقال بعده : وأجلبه : أعانه ، وأجلب عليه : إذا صاح به واستحثه.

وبنصه ذكره في الصحاح ١ ـ ١٠٠.

(٣) في ( س ) : ثالبوا. ولا معنى لها هنا.

(٤) كما في القاموس ١ ـ ٢٨٦.

(٥) كذا ، والظاهر : الحدة ، كما في المصادر الآتية.

(٦) قاله في مجمع البحرين ٥ ـ ٢٧٧ ، وفي معناه في لسان العرب ١٠ ـ ٤٥٤ ، والمصباح المنير ١ ـ ٣٩٦ ، والقاموس ٣ ـ ٣١١٠. وانظر ـ أيضا ـ : النهاية ٢ ـ ٥١٠ ، والصحاح ٤ ـ ١٥٩٥.

(٧) أقول : عبدان ، وعبدان ، وعبدان ... كلها جمع عبد ، كما قاله في القاموس ١ ـ ٣١١.

(٨) صرح به في الصحاح ٢ ـ ٥٠٢ ، والقاموس ١ ـ ٣١١.

٥٠٣

والتفت .. أي انضمت واختلطت (١).

وهم خلالكم .. أي بينكم (٢).

يسومونكم .. أي يكلفونكم (٣).

قوله عليه‌السلام : إن هذا الأمر .. أي أمر المجلبين عليه ، كما قال ابن ميثم ، والمعنى أن قتلهم لعثمان كان عن تعصب وحمية لا لطاعة أمر الله وإن كان في الواقع مطابقا له.

ويمكن أن يكون المراد أن ما (٤) تريدون من معاقبة القوم أمر جاهلية نشأ عن تعصبكم وحميتكم وأغراضكم الباطلة ، وفيه إثارة للفتنة وتهييج للشر ، والأول أنسب بسياق الكلام (٥) ، إذ ظاهر أن إيراد تلك الوجوه للمصلحة وإسكات الخصم ، وعدم تقوية شبه المخالفين الطالبين لدم عثمان.

قوله : مسمحة ... أي منقادة بسهولة (٦).

ويقال : ضعضعه .. أي هدمه حتى الأرض (٧).

والمنة بالضم ـ : القوة (٨).

قوله عليه‌السلام : فآخر الدواء الكي ـ كذا في أكثر النسخ المصححة ،

__________________

(١) قال في المصباح المنير ٢ ـ ٢٤٩ : لففته لفا من باب قتل ، فالتف ، والتف النبات بعضه ببعض : اختلط ونشب ، والتف بثوبه : اشتمل. وقال في لسان العرب ٩ ـ ٣١٨ : التف الشيء : تجمع وتكاثف. وانظر : مجمع البحرين ٥ ـ ١٢١ ، والقاموس ٣ ـ ١٩٥ ـ ١٩٦.

(٢) كما ذكره في مجمع البحرين ٥ ـ ٣٦٤ ، ولسان العرب ١١ ـ ٢١٣ ، وانظر : الصحاح ٤ ـ ١٦٨٧ ، والنهاية ٢ ـ ٧٢ ، والمصباح المنير ١ ـ ٢١٩.

(٣) كما قاله في القاموس ٤ ـ ١٣٣ ، ولسان العرب ١٢ ـ ٣١١ ، ولاحظ : مجمع البحرين ٦ ـ ٩٣.

(٤) في ( ك‍ ) : إما أن.

(٥) ويؤيد ذلك قوله : فاصبروا حتى يهدأ الناس.

(٦) قال في النهاية ٢ ـ ٣٩٨ يقال : أسمحت نفسه .. أي انقادت. وقال في الصحاح ١ ـ ٣٧٦ : أسمحت قرونته .. أي ذلت نفسه وتابعت ، ومثلهما في القاموس ١ ـ ٢٢٩.

(٧) ذكره في الصحاح ٣ ـ ١٢٥٠ ، والقاموس ٣ ـ ٥٦ ، ومجمع البحرين ٤ ـ ٣٦٥.

(٨) قاله في مجمع البحرين ٦ ـ ٣١٩ ، والصحاح ٦ ـ ٢٢٠٧ ، والقاموس ٤ ـ ٢٧٢.

٥٠٤

ولعل المعنى بعد الداء الكي إذا اشتد الداء ولم يزل بأنواع المعالجات فيزول بالكي وينتهي أمره إليه (١).

وقال ابن أبي الحديد (٢) : آخر الدواء الكي مثل مشهور ، ويقال : آخر الطب (٣) ، ويغلط فيه العامة فتقول : آخر الداء الكي ، ثم قال : ليس معناه : وسأصبر عن معاقبة هؤلاء ما أمكن فإذا لم أجد بدا عاقبتهم ، ولكنه كلام قاله عليه‌السلام أول مسير طلحة والزبير إلى البصرة ، فإنه حينئذ أشار عليه قوم بمعاقبة المجلبين فاعتذر عليه‌السلام بما ذكر ، ثم قال : سأمسك نفسي عن محاربة هؤلاء الناكثين وأقنع بمراسلتهم وتخويفهم ، فإذا لم أجد بدا فآخر الدواء الحرب.

أقول : ويحتمل أن يكون ذلك تورية منه عليه‌السلام ليفهم بعض المخاطبين المعنى الأول (٤) ، ومراده المعنى الثاني.

٤ ـ ما (٥) : أبو عمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أحمد بن أبي العالية ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : إن شاء الناس قمت لهم خلف مقام إبراهيم فحلفت لهم بالله ما قتلت عثمان ولا أمرت بقتله ، ولقد نهيتهم فعصوني.

قب (٦) : روي أن أصحاب أمير المؤمنين (٧) كانوا فرقتين : إحداهما :

__________________

(١) قال في المستقصى ١ ـ ٥ : ومن روى آخر الدواء الكي ، فهذا المثل يضرب في إعمال المخاشنة مع العدو إذا لم يجد معه اللين والمداراة.

(٢) في شرحه على نهج البلاغة ٩ ـ ٢٩١.

(٣) ذكره في المستقصى ١ ـ ٣ ، وغيره.

(٤) قال في المستقصى ١ ـ ٥ : آخر الدواء الكي : يضرب في من يستعمل في أول الأمر ما يجب استعماله في آخره.

(٥) أمالي الشيخ الطوسي ١ ـ ٢٧٥ ، مع تفصيل في الإسناد.

(٦) المناقب لابن شهرآشوب ٢ ـ ١٤٤ ـ ١٤٥.

(٧) في المصدر : وذلك أن أصحابه ، بدلا من : روي أن أصحاب أمير المؤمنين.

٥٠٥

اعتقدوا أن عثمان (١) قتل مظلوما ويتوالاه ويتبرأ (٢) من أعدائه ، والأخرى وهم جمهور أهل (٣) الحرب وأهل الغناء (٤) والبأس اعتقدوا (٥) أن عثمان قتل لأحداث أوجبت عليه القتل ، ومنهم من يصرح بتكفيره ، وكل من هاتين الفرقتين تزعم أن عليا عليه السلام موافق له على رأيه ، وكان يعلم أنه متى وافق إحدى الطائفتين باينته (٦) الأخرى وأسلمته ، وتولت عنه وخذلته ، فكان يستعمل في كلامه ما يوافق كل واحدة من الطائفتين.

أقول: قد مر القول في ذلك في سياق مطاعنه ، ولا يخفى على أحد أن أقواله وأفعاله عليه‌السلام في تلك الواقعة تدل على أنه عليه‌السلام كان منكرا لأفعاله وخلافته راضيا بدفعه ، لكن لم يأمر صريحا بقتله لعلمه بما يترتب عليه من المفاسد أو تقية ، ولم ينه القاتلين أيضا لأنهم كانوا محقين ، وكان عليه‌السلام يتكلم في الإحتجاج على الخصوم على وجه لا يخالف الواقع ولا يكون للجهال وأهل الضلال أيضا عليه حجة ، وكان هذا مما يخصه من فصل الخطاب ومما يدل على وفور علمه في كل باب.

__________________

(١) في المناقب : أحدهما على أن عثمان ..

(٢) في المصدر : وتتولاه وتتبرأ.

(٣) لا توجد : أهل ، في المصدر.

(٤) في ( ك‍ ) : نسخة بدل : العناء ، وهو الظاهر. وفي المصدر : الغنى.

(٥) في المناقب : يعتقدون.

(٦) الكلمة مشوشة في المطبوع. وما أثبتناها من المصدر. وتقرأ : بايبته.

٥٠٦

[٣١] باب

ما ورد في لعن بني أمية وبني العباس وكفرهم

الآيات :

إبراهيم : ( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ ) (١).

وقال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ ) (٢).

الإسراء : ( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً ) (٣).

تفسير : ( مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ .. ) (٤).

__________________

(١) إبراهيم : ٢٦.

(٢) إبراهيم : ٢٨ ـ ٢٩.

(٣) الإسراء : ٦٠.

(٤) إبراهيم : ٢٦.

٥٠٧

قال في مجمع البيان (١) : و (٢) هي كلمة الشرك والكفر .. (٣) ، وقيل : (٤) كل كلام في معصية الله ... ( كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ) غير زاكية ، وهي شجرة الحنظل ... وقيل : إنها شجرة هذه صفتها ، وهو أنه لا قرار لها في الأرض ... وقيل : إنها الكشوث ... (٥).

وروى أبو الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام : أن هذا مثل بني أمية ( اجْتُثَّتْ ). أي قطعت واستؤصلت واقتلعت جثتها من الأرض ( ما لَها مِنْ قَرارٍ ). أي ما لتلك الشجرة من ثبات ، فإن الريح تنسفها وتذهب بها ...

وعن ابن عباس : أنها شجرة لم يخلقها الله بعد وإنما هو مثل ضربه الله.

( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ .. ) (٦) .. أي (٧) ألم تر إلى هؤلاء الكفار عرفوا نعمة الله بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .. أي عرفوا محمدا ثم كفروا به فبدلوا مكان الشكر كفرا.

وعن الصادق عليه السلام ، أنه قال : نحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده ، وبنا يفوز من فاز ..

أو المراد جميع نعم الله على العموم بدلوها أقبح التبديل ، إذ جعلوا مكان شكرها الكفر بها ، واختلف في المعني بالآية ..

فروي عن أمير المؤمنين عليه السلام وابن عباس وابن جبير ومجاهد

__________________

(١) مجمع البيان ٦ ـ ٣١٣ ، والنقاط الثلاث علامة الحذف.

(٢) خط على الواو في ( ك‍ ).

(٣) في التفسير : الكفر والشرك ـ بتقديم وتأخير ـ.

(٤) في المصدر زيادة : هو.

(٥) قال في القاموس ١ ـ ١٧٣ : الكشوث ـ ويضم ـ والكشوثى ـ ويمد ـ والأكشوث ـ بالضم ـ : خلف نبت يتعلق بالأغصان ولا عرق له في الأرض. وقيل : نبت يلتف على الشوك والشجر لا أصل له في الأرض ولا ورق.

(٦) إبراهيم : ٢٨.

(٧) كما جاء في مجمع البيان ٦ ـ ٣١٤ ، بتصرف.

٥٠٨

والضحاك ، أنهم كفار قريش كذبوا نبيهم ونصبوا له (١) الحرب والعداوة.

وسأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام عن هذه الآية ، فقال : هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة ، فأما بنو أمية فمتعوا إلى حين ، وأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر.

وقيل : إنهم جبلة بن الأبهم ومن تبعه (٢) من العرب تنصروا ولحقوا بالروم.

( ودارَ الْبَوارِ ) (٣) : دار الهلاك (٤).

( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا ) (٥) فيه أقوال (٦) :

أحدها : أن المراد بالرؤيا رؤية العين ، وهي الإسراء (٧) ، وسماها فتنة للامتحان وشدة التكليف ..

وثانيها : أنها رؤيا نوم رآها أنه سيدخل مكة وهو بالمدينة ، فقصدها قصده (٨) المشركون حتى (٩) دخلت على قوم منهم الشبهة ... ، ثم رجع فدخل في القابل وظهر صدق الرؤيا.

وثالثها : أن ذلك رؤيا رآها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١٠) أن قرودا تصعد منبره وتنزل ، فساءه ذلك واغتم به ، ـ رواه سهل بن سعيد ، عن أبيه ... وهو المروي

__________________

(١) في ( س ) : قصبوا له.

(٢) في مجمع البيان : اتبعوه.

(٣) إبراهيم : ٢٩.

(٤) ذكره في مجمع البحرين ٣ ـ ٢٣١ ، والصحاح ٢ ـ ٥٩٨ ، والقاموس ١ ـ ٣٧٧.

(٥) الإسراء : ٦٠.

(٦) ذكرها الطبرسي في مجمع البيان ٦ ـ ٤٢٤ ، بتصرف واختصار.

(٧) في المصدر : وهي ما ذكره في أول السورة من إسراء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من مكة إلى بيت المقدس وإلى السموات في ليلة واحدة ، إلا أنه لما رأى ذلك ليلا وأخبر بها حين أصبح سماها :رؤيا.

(٨) كذا ، وفي المصدر : فصده. وهو الصواب.

(٩) في المجمع جاءت العبارة هكذا : في الحديبية عن دخولها حتى شك قوم ودخلت عليهم الشبهة.

(١٠) في المصدر زيادة : في منامه.

٥٠٩

عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، وقالوا : على هذا التأويل أن الشجرة الملعونة (١) هي بنو أمية ، أخبره الله بتغلبهم على مقامه وقتلهم ذريته ...

وقيل : هي شجرة الزقوم ...

وقيل : هي اليهود ...

وتقدير الآية : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك والشجرة الملعونة إلا فتنة للناس.

١ ـ نهج (٢) : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن لبني أمية مرودا يجرون فيه ، ولو قد اختلفوا فيما بينهم ثم كادتهم الضباع لغلبتهم.

قال السيد رضي‌الله‌عنه : والمرود هاهنا مفعل من الإرواد ، وهو من الإمهال والإنظار (٣) ، وهذا من أفصح الكلام وأغربه ، فكأنه عليه‌السلام شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون فيه إلى الغاية ، فإذا بلغوا أيام (٤) منقطعها انتقض (٥) نظامهم بعدها (٦).

__________________

(١) في المجمع زيادة : في القرآن.

(٢) نهج البلاغة ـ محمد عبده ـ ٣ ـ ٢٦٢ ، صبحي صالح : ٥٥٧ ، كلمات : ٤٦٤.

(٣) في النهج لصبحي صالح : والإظهار ، بدلا من : الإنظار.

قال ابن ميثم في شرحه ٥ ـ ٤٦١ ما نصه : أقول : استعار لفظ المرود لمدة دولتهم ، ووجه المشابهة هو ما ذكره السيد. والكلام ظاهر الصدق ، فإن دولتهم لم تزل على الاستقامة إلى حين اختلافهم ، وذلك حين ولي الوليد بن يزيد فخرج عليه يزيد بن الوليد فخرج عليه إبراهيم بن الوليد ، وقامت حينئذ دعاة بني العباس بخراسان ، وأقبل مروان بن محمد من الجزيرة يطلب الخلافة ، فخلع إبراهيم بن الوليد وقتل قوما من بني أمية واضطرب أمر دولتهم ، وكان زوالها على يد أبي مسلم ، وكان في بدو أمره أضعف خلق الله وأشدهم فقرا ، وفي ذلك تصديق قوله عليه‌السلام : ثم كادتهم الضباع لغلبتهم. ولفظ : الضباع قد يستعار للأراذل والضعفاء .. وهذا من كراماته.

(٤) لا توجد : أيام ، في النهج ـ بطبعتيه ـ.

(٥) في ( س ) : انتفض.

(٦) انظر شرح كلامه عليه‌السلام في منهاج البراعة للقطب الراوندي ٣ ـ ٤٣٢ ، وشرح ابن أبي الحديد ٢٠ ـ ١٨٢.

٥١٠

٢ ـ ل (١) : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الأشعري ، عن ابن عيسى ، عن أبي العباس جرير البجلي ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : للكفر جناحان : بنو أمية وآل المهلب.

توضيح :

آل المهلب : طائفة من الولاة منسوبون إلى المهلب بن أبي صفرة الأزدي العثكي البصري ، وكان رجلا شجاعا حمى البصرة من الخوارج ، وله معهم وقائع مشهورة بالأهواز ، وتقلبت به الأحوال إلى أن ولي خراسان من جهة الحجاج ، ولم يزل واليا بخراسان حتى أدركته الوفاة ، فولى ابنه يزيد ولم يزل ، كانوا ولاة في زمن بني أمية وبني العباس ، وكانوا من أعوان خلفاء الجور ، ولهم وقائع مشهورة مذكورة في التواريخ.

٣ ـ فس (٢) : ( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ) (٣) ، قال : نزلت في بني أمية ، حيث خالفوهم (٤) على أن لا يردوا الأمر في بني هاشم ، ثم قال : ( يَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ ) يعني القوة (٥).

وقوله : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ) (٦) قال : آيات الله هم الأئمة عليهم السلام.

__________________

(١) الخصال ١ ـ ٣٥ ـ باب الاثنين ـ ، مع تفصيل في الإسناد.

(٢) تفسير القمي ١ ـ ١٥٦. وفي ( س ) : فل ، وهو غلط.

(٣) النساء : ١٣٩. وجاء بعدها : يعني القوة.

(٤) في المصدر : خالفوا نبيهم.

(٥) من قوله : ثم قال .. إلى هنا لا يوجد في المصدر.

(٦) النساء : ١٤٠ ، وذكر في المصدر ذيلها « إنكم إذا مثلهم ».

٥١١

٤ ـ فس (١) : ( وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) ، قال : نزلت في بني أمية ، ثم قال : ( بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ ) (٣) ، قال : من عداوة أمير المؤمنين عليه السلام ( وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ) (٤).

٥ ـ فس (٥) : جعفر بن أحمد ، عن عبد الكريم بن عبد الرحيم ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) (٦) ، قال عليه السلام : نزلت في بني أمية ، فهم أشر خلق الله ، هم ( الَّذِينَ كَفَرُوا ) في باطن القرآن ( فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ )

٦ ـ شي ، تفسير العياشي (٧) : عن جابر ، عنه عليه السلام مثله (٨).

٧ ـ فس (٩) : ( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ ) (١٠) في رواية أبي الجارود (١١) ، قال : كذلك الكافرون لا تصعد أعمالهم إلى السماء ، وبنو أمية لا يذكرون الله في مجلس ولا في مسجد ولا تصعد أعمالهم إلى السماء إلا قليل (١٢) منهم.

__________________

(١) تفسير القمي ١ ـ ١٩٦.

(٢) الأنعام : ٢٧.

(٣) الأنعام : ٢٨.

(٤) الأنعام : ٢٨.

(٥) تفسير علي بن إبراهيم القمي ١ ـ ٢٧٩.

(٦) الأنفال : ٥٥.

(٧) تفسير العياشي ٢ ـ ٦٥ حديث ٧٢ ، مع اختلاف يسير متنا ، وتباين إسنادا.

(٨) وانظر : تفسير البرهان ٢ ـ ٩٠ ، وتفسير الصافي : ٦٧٤ ـ حجرية ـ [ ٢ ـ ٣١٠ ].

(٩) تفسير القمي ١ ـ ٣٦٩.

(١٠) إبراهيم : ٢٦.

(١١) في المصدر زيادة : عن أبي جعفر عليه‌السلام.

(١٢) في ( ك‍ ) نسخة بدل : قليلا.

٥١٢

٨ ـ فس (١) : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سألته عن قول الله عز وجل (٢) : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) (٣) ، قال : نزلت في الأفجرين من قريش (٤) بني أمية وبني المغيرة ، فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم (٥) ، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين.

ثم قال : ونحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده وبنا يفوز من فاز ..

بيان :

روى الجزء الأول من الخبر إلى قوله : ( فمتعوا إلى حين ) الزمخشري (٦) والبيضاوي (٧) ، عن علي عليه‌السلام.

٩ ـ فس (٨) : ( وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ) (٩) يعني ممن هلكوا من بني أمية : ( وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ ) (١٠) ( وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ ) (١١) (١٢) ، قال : مكر بني فلان.

بيان :

المراد ببني فلان إما بنو العباس كما هو الظاهر ، أو بنو أمية ، فيكون الخطاب

__________________

(١) تفسير القمي ١ ـ ٣٧١.

(٢) لا توجد : عز وجل ، في المصدر.

(٣) إبراهيم : ٢٨.

(٤) في التفسير زيادة : ومن.

(٥) في المصدر زيادة : يوم بدر.

(٦) الكشاف ٢ ـ ٥٥٥.

(٧) تفسير البيضاوي ٣ ـ ١٦٠.

(٨) تفسير القمي ١ ـ ٣٧٢.

(٩) إبراهيم : ٤٥.

(١٠) إبراهيم : ٤٥.

(١١) في المصدر زيادة : ثم قال.

(١٢) إبراهيم : ٤٦.

٥١٣

للمتأخرين من بني أمية بتحذيرهم عما نزل على السابقين منهم في غزوة بدر وغيرها ، أو الخطاب لبني العباس بتحذيرهم عما نزل ببني (١) أمية أولا وأخيرا ، وعلى تقدير كون المراد بني العباس يكون قوله تعالى : ( وَقَدْ مَكَرُوا .. ) (٢) على سبيل الالتفات ، وعلى التقادير يحتمل أن يكون المراد أن قصة هؤلاء نظير قصة من نزلت الآية فيه ، والقرآن لم ينزل لجماعة مخصوصة ، بل نزل فيهم وفي نظائرهم إلى يوم القيامة.

١٠ ـ فس (٣) : قال علي بن إبراهيم في قوله : ( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) (٤) ، قال : نزلت لما رأى النبي صلى الله عليه وآله في نومه كأن قرودا تصعد منبره فساءه ذلك وغمه غما شديدا فأنزل الله : ( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) (٥) لهم ليعمهوا فيها ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) (٦) كذلك (٧) نزلت ، وهم بنو أمية.

بيان :

أي كان في القرآن : ليعمهوا فيها.

١١ ـ فس (٨) : ( فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ ) (٩) في خبر (١٠) هم بنو أمية ، والغاوون بنو فلان ( قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ

__________________

(١) في ( ك‍ ) : على بني.

(٢) إبراهيم : ٤٦.

(٣) تفسير علي بن إبراهيم القمي ٢ ـ ٢١.

(٤) الإسراء : ٦٠.

(٥) الإسراء : ٦٠.

(٦) الإسراء : ٦٠.

(٧) في المصدر : كذا.

(٨) تفسير القمي ٢ ـ ١٢٣.

(٩) الشعراء : ٩٤. وفي التفسير زيادة : قال الصادق عليه‌السلام : نزلت في قوم وصفوا عدلا ثم خالفوه إلى غيره.

(١٠) في المصدر زيادة : آخر.

٥١٤

نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ ) (١) يقولون لمن تبعوهم : أطعناكم كما أطعنا الله فصرتم أربابا.

بيان :

بنو فلان : بنو العباس ، وقد مر أن كل من يطاع بغير أمره تعالى فهم الأصنام ومن أطاعهم من المشركين في بطن القرآن ، فلا ينافي (٢) كونها ظاهرا في الأصنام وعبدتهم مع أن ضمير ( هم ) أنسب بهذا التأويل.

١٢ ـ فس (٣) : محمد الحمير [ الحميري ] (٤) ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين ومحمد بن عبد الجبار معا (٥) ، عن محمد بن يسار (٦) ، عن المنخل بن خليل (٧) ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : ( وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ ) (٨) يعني بني أمية.

١٣ ـ كنز (٩) : محمد بن العباس ، عن ابن عقدة (١٠) ، عن الحسن بن القاسم ، عن علي بن إبراهيم بن المعلى ، عن فضيل بن إسحاق ، عن يعقوب بن شعيب ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية ، عن علي عليه السلام ، قال : قوله عز

__________________

(١) الشعراء : ٩٦ ـ ٩٨.

(٢) في ( س ) : في ، بدلا من : فلا ينافي.

(٣) تفسير القمي ٢ ـ ٢٥٥.

(٤) كذا ، وفي المصدر : محمد بن عبد الله الحميري.

(٥) في التفسير : جميعا.

(٦) في المصدر : سنان ، بدلا من : يسار.

(٧) في التفسير زيادة : الرقي.

(٨) غافر : ٦.

(٩) تأويل الآيات الظاهرة ١ ـ ٤٣٤ حديث ١ ، مع تفصيل في الإسناد.

(١٠) في المصدر : أحمد بن محمد بن سعيد.

٥١٥

وجل : ( الم غُلِبَتِ الرُّومُ .. ) (١) هي فينا وفي بني أمية (٢).

١٤ ـ كنز (٣) : محمد بن العباس ، عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي (٤) ، عن أبيه ، عن جعفر بن بشير (٥) ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سألته عن تفسير ( الم غُلِبَتِ الرُّومُ .. ) (٦) قال : هم بنو أمية ، وإنما أنزلها الله (٧) : ( الم غُلِبَتِ الرُّومُ ) (٨) بنو أمية ( فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ ) (٩) عند قيام القائم عليه السلام.

تبيين :

كذا في النسخ : غلبت الروم بنو أمية ، ولعله كان غلبت بنو أمية فزاد النساخ لفظ الروم ، وعلى ما في النسخ وما في الخبر الأول من تفسير الروم ببني أمية يكون التعبير عنهم بالروم إشارة إلى ما سيأتي من أن نسبهم ينتهي إلى عبد رومي ، وهذا بطن للآية ولا ينافي ما مر من تفسير الآية موافقا للمشهور.

قوله عليه‌السلام : عند قيام القائم عليه‌السلام .. لعله على هذا التأويل قوله : ( يَوْمَئِذٍ ) إشارة إلى قوله : ( مِنْ بَعْدُ )

__________________

(١) الروم : ١ ـ ٢.

(٢) وانظر : تفسير البرهان ٣ ـ ٢٥٧ حديث ١.

(٣) تأويل الآيات الظاهرة ١ ـ ٤٣٤ حديث ٢.

(٤) في المصدر : القمي.

(٥) في التأويل زيادة : الوشاء.

(٦) الروم : ١ ـ ٢.

(٧) في المصدر زيادة : عز وجل.

(٨) الروم : ١ ـ ٢.

(٩) الروم : ٣ ـ ٥.

٥١٦

١٥ ـ فس (١) : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) يعني بني أمية ( يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ ) (٢) يعني إلى ولاية علي عليه السلام ( فَتَكْفُرُونَ ) (٣).

بيان :

( يُنادَوْنَ ). أي يوم القيامة ، فيقال لهم : ( لَمَقْتُ اللهِ ) إياكم ( أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ ) الأمارة بالسوء ( إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ ).

قال البيضاوي (٤) : ظرف لفعل دل عليه المقت الأول لا له ، لأنه أخبر عنه ، ولا للثاني لأن مقت (٥) أنفسهم يوم القيامة حين عاينوا جزاء أعمالها الخبيثة.

١٦ ـ ل (٦) : عمار بن الحسين الأسروشي (٧) رضي الله عنه ، عن علي بن محمد بن عصمة ، عن أحمد بن محمد الطبري ، عن الحسن (٨) بن أبي شجاع البجلي ، عن جعفر بن عبد الله (٩) الحنفي ، عن يحيى بن هاشم ، عن محمد بن جابر ، عن صدقة بن سعيد ، عن النضر بن مالك ، قال : قلت للحسين بن علي عليهما السلام : يا أبا عبد الله! حدثني عن قول الله عز وجل : ( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) (١٠) ، قال : نحن وبنو أمية اختصمنا في الله عز وجل ، قلنا : صدق الله ، وقالوا : كذب الله ، فنحن وإياهم الخصمان يوم القيامة.

__________________

(١) تفسير القمي ٢ ـ ٢٥٥.

(٢) غافر ( المؤمن ) : ١٠.

(٣) غافر ( المؤمن ) : ١٠.

(٤) تفسير البيضاوي ٥ ـ ٣٥.

(٥) في المصدر : مقتهم.

(٦) الخصال ١ ـ ٤٢ ـ ٤٣ ، مع تفصيل في الإسناد.

(٧) في المصدر : الأسروشني.

(٨) في الخصال : أبو الحسن ، لا الحسن.

(٩) في ( س ) : عبيد الله.

(١٠) الحج : ١٩.

٥١٧

بيان :

لا ينافي هذا التأويل ما مر من نزول الآية في ستة نفر تبارزوا في غزوة بدر ، أمير المؤمنين عليه‌السلام قتل الوليد بن عتبة ، وحمزة قتل عتبة ، وعبيدة بن الحرث قتل شيبة ، فإنها تشمل كل طائفتين تخاصمتا (١) في الله وإن كانت نزلت فيهم.

١٧ ـ ل (٢) : القطان ، عن ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن محمد بن عبيد الله (٣) ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن الفضيل الزرقي (٤) ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام ، قال : إن (٥) للنار سبعة أبواب : باب يدخل منه فرعون وهامان وقارون ، وباب يدخل منه المشركون والكفار ممن لم يؤمن بالله طرفة عين ، وباب يدخل منه بنو أمية هو لهم خاصة لا يزاحمهم فيه أحد ، وهو باب لظى ، وهو باب سقر ، وهو باب الهاوية تهوي بهم سبعين خريفا ، فكلما هوى بهم سبعين خريفا فصار (٦) بهم فورة قذف بهم في أعلاها سبعين خريفا ، ثم هوى (٧) بهم كذلك سبعين خريفا ، فلا يزالون هكذا أبدا (٨) خالدين مخلدين ، وباب يدخل فيه (٩) مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا ، وإنه لأعظم الأبواب وأشدها حرا.

قال محمد بن الفضيل الزرقي (١٠) : فقلت لأبي عبد الله عليه السلام : الباب

__________________

(١) في ( س ) : تخاصما.

(٢) الخصال ٢ ـ ٣٦١ ـ ٣٦٢ ، مع تفصيل في الإسناد.

(٣) في المصدر : عبد الله ـ مكبرا ـ.

(٤) في المصدر : الرزقي.

(٥) لا توجد : إن ، في الخصال.

(٦) في الخصال : فار.

(٧) في المصدر : تهوي.

(٨) وضع على : أبدا ، في ( س ) رمز نسخة بدل.

(٩) في المصدر : منه ، بدلا من : فيه.

(١٠) في الخصال : الرزقي.

٥١٨

الذي ذكرت عن أبيك عن جدك عليهما السلام أنه يدخل منه بنو أمية ، يدخله من مات منهم على الشرك أو ممن (١) أدرك منهم الإسلام. فقال : لا أم لك! ألم تسمعه يقول : وباب يدخل منه المشركون والكفار ، فهذا الباب يدخل فيه كل مشرك وكل كافر ( لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ ) ، وهذا الباب الآخر الذي (٢) يدخل منه بنو أمية إنه (٣) هو لأبي سفيان ومعاوية وآل مروان خاصة يدخلون من ذلك الباب فتحطمهم النار حطما (٤) لا تسمع لهم فيها واعية ولا يحيون فيها ولا يموتون.

بيان :

لعل السائل اعترض السؤال بين الكلام فلم يتم عليه‌السلام عدد الأبواب ، أو يكون السبعة باعتبار الاسم ، أو المراد (٥) أن بني أمية يدخلون من أربعة أبواب ، باب بعد باب ، أو كل طائفة منهم من باب ، فالمراد بالباب في الثالث الجنس ، والأول أظهر.

١٨ ـ ما (٦) : المفيد ، عن الجعابي ، عن الفضل بن الحباب ، عن الحسين بن عبد الله الأبلي ، عن أبي خالد الأسدي ، عن أبي بكر بن عياش ، عن صدقة بن سعيد الحنفي ، عن جميع بن عمير ، قال : سمعت (٧) عبد الله بن عمر بن الخطاب يقول : انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى العقبة ، فقال : لا يجاوزها أحد ، فعوج الحكم بن أبي العاص فمه مستهزئا به صلى الله عليه وآله (٨) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من اشترى شاة مصراة فهو بالخيار ، فعوج الحكم

__________________

(١) في الخصال : من. وهي نسخة بدل في ( س ).

(٢) لا توجد : الذي ، في المصدر.

(٣) في الخصال : لأنه.

(٤) في ( س ) : حتما ، وهو سهو.

(٥) في ( ك‍ ) : والمراد.

(٦) أمالي الشيخ الطوسي ١ ـ ١٧٩ ، مع اختصار في الإسناد وحذف للصدر.

(٧) في المصدر : أسمعت.

(٨) في الأمالي : وقال.

٥١٩

فمه فبصر به النبي صلى الله عليه وآله فدعا عليه ، فصرع شهرين ثم أفاق ، فأخرجه النبي صلى الله عليه وآله عن المدينة طريدا ونفاه عنها.

١٩ ـ ما (١) : المفيد ، عن المراغي (٢) ، عن العباس بن الوليد (٣) ، عن الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن هارون بن سعيد ، قال : صلى بنا الوليد بن عقبة بالكوفة صلاة الغداة وكان سكرانا فتغنى في الثانية منها ، وزادنا ركعة أخرى ، ونام في آخرها ، فأخذ رجل من بكر بن وائل (٤) خاتمه من يده ، فقال فيه علباء السدوسي :

تكلم في الصلاة وزاد فيها

مجاهرة وعالن بالنفاق

وفاح الخمر عن ستر (٥) المصلي

ونادى والجميع (٦) إلى افتراق

أزيدكم (٧) على أن تحمدوني

فما لكم وما لي من خلاق

٢٠ ـ ل (٨) : ابن موسى ، عن محمد بن موسى الدقاق ، عن أحمد بن محمد بن داود الحنظلي ، عن الحسين بن عبد الله الجعفي ، عن الحكم بن مسكين ، عن أبي الجارود ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن في كلهن لا يستطيع إلا أن يلعنه :

أولهن : يوم لعنه الله ورسوله وهو خارج من مكة إلى المدينة مهاجرا وأبو سفيان جاء من الشام ، فوقع فيه أبو سفيان يسبه ويوعده ، وهم أن يبطش به فصرفه الله عن رسوله.

__________________

(١) أمالي الشيخ الطوسي ١ ـ ١٧٩ ـ ١٨٠ ، مع حذف الصدر واختصار في الإسناد.

(٢) في ( ك‍ ) : المراعي.

(٣) في المصدر زيادة في السند : حدثنا القتاد عن ..

(٤) في ( ك‍ ) : وابل.

(٥) في المصدر : من سنن.

(٦) في ( س ) : الجمع.

(٧) في الأمالي : أزيد بكم.

(٨) الخصال ٢ ـ ٣٩٧ ـ ٣٩٨ ، مع تفصيل في الإسناد.

٥٢٠