بحار الأنوار - ج ٣١

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار - ج ٣١

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

صلى الله عليه [ وآله ] وأمراء الأجناد يشاورهم حتى إذا كانت الليلة التي صبيحتها تستكمل الأيام الثلاثة التي أجلها عمر أتى منزل المسور بن مخرمة فأيقظه ، وقال : إني لم أذق في هذه الليلة كثير (١) غمض ، فانطلق فادع الزبير وسعدا ، فدعاهما فبدأ بالزبير ، فقال له : خل (٢) ابني عبد مناف و (٣) هذا الأمر ، فقال : نصيبي لعلي عليه السلام ، وقال لسعد : اجعل نصيبك لي. فقال : إن اخترت نفسك فنعم ، وإن اخترت عثمان فعلي أحب إلي ، أيها الرجل! بايع لنفسك وأرحنا. فقال له : جعلت على نفسي أن أختار (٤) وإن (٥) لم أفعل لم أردها ، إني رأيت روضة خضراء كثيرة العشب فدخل فحل ما رأيت أكرم منه فمر كأنه سهم ولم يلتفت إلى شيء منها حتى قطعها ولم يعرج ، ودخل بعير يتلوه واتبع أثره حتى خرج منها ، ثم دخل فحل عبقري يجر خطامه (٦) ومضى قصد الأولين ، ثم دخل بعير رابع فوقع (٧) في الروضة ، ولا (٨) والله لا أكون الرابع ، إن أحدا (٩) ولا يقوم مقام أبي بكر وعمر بعدهما فيرضى الناس عنه.

قال (١٠) : وأرسل المسور يستدعي عليا فناجاه طويلا ثم أرسل إلى عثمان

__________________

(١) في ( ك‍ ) نسخة بدل : كبير.

(٢) في ( ك‍ ) : خلو ، وجعل كلمة : خل ، نسخة بدل.

(٣) لا توجد الواو في ( س ).

(٤) جاء في حاشية ( ك‍ ) ما يلي : قد خلعت نفسي على أن أختار ، كذا في الكامل ، وفي النسخ [ كذا ] البحار الموجودة عندي ، كما في المتن. محمد خليل.

أقول : وهو يختلف عما في الكامل المطبوع ، فراجع.

(٥) في ( ك‍ ) نسخة بدل : ولو ، بدلا من : وإن.

(٦) في ( س ) : حطامه.

(٧) في المصدر : مرتع.

(٨) لا توجد الواو في ( ك‍ ).

(٩) في ( ك‍ ) نسخة بدل : وإن ، وجاء في حاشيتها : وإن أحد ، ليس في الكامل.

أقول : لعل الواو زائدة من المتن ، أي إن أحدا لا يقوم .. إلى آخره.

(١٠) أي ابن الأثير في الكامل ٣ ـ ٣٧. باختلاف يسير.

٤٠١

فتناجيا حتى فرق بينهما الصبح ... ، فلما صلوا الصبح جمع الرهط وبعث إلى من حضره من المهاجرين وأهل السابقة والفضل من الأنصار وإلى أمراء الأجناد فاجتمعوا حتى ارتج المسجد بأهله ، فقال : أيها الناس! إن الناس قد أحبوا (١) أن يرجع أهل الأمصار إلى أمصارهم فأشيروا علي؟. فقال عمار : إن أردت أن لا يختلف الناس فبايع عليا عليه السلام. فقال المقداد بن الأسود : صدق عمار ، إن بايعت عليا عليه السلام قلنا سمعا وطاعة. فقال عبد الله (٢) بن أبي سرح : إن أردت أن لا يختلف قريش فبايع عثمان. فقال عبد الله أبي ربيعة المخزومي : صدق ، إن بايعت عثمان قلنا سمعنا وأطعنا (٣) ... ، فشتم عمار ابن أبي سرح ، وقال : متى كنت تنصح المسلمين؟!. فتكلم بنو هاشم وبنو أمية ، فقال عمار : أيها الناس! إن الله أكرمنا بنبيه (٤) فأنى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم؟!. فقال رجل من بني مخزوم : لقد عدوت طورك يا ابن سمية ، وما أنت وتأمير قريش لأنفسها. فقال سعد بن أبي وقاص : يا عبد الرحمن! افرغ من أمرك قبل أن يفتتن الناس. فقال عبد الرحمن (٥) : إني قد نظرت وشاورت فلا تجعلن أيها الرهط على أنفسكم سبيلا ، ودعا عليا عليه السلام ، فقال : عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه [ وآله ] وسيرة الخليفتين من بعده. قال : أرجو أن أفعل وأعمل بمبلغ علمي وطاقتي ، ودعا عثمان ، فقال له مثل ما قال لعلي ، فقال : نعم ، فرفع (٦) عبد الرحمن رأسه إلى سقف المسجد ويده في يد عثمان ، فقال : اللهم اسمع واشهد ، اللهم إني جعلت ما برقبتي من ذاك في رقبة عثمان ، فبايعه. فقال علي عليه السلام : ليس هذا بأول يوم تظاهرتم فيه

__________________

(١) في المصدر : أجمعوا.

(٢) في ( س ) : عبد الرحمن.

(٣) جاء في حاشية ( ك‍ ) : فتبسم ابن أبي سرح فقال عمار : متى .. كامل.

(٤) في المصدر زيادة : وأعزنا بدينه.

(٥) في ( س ) : فقال يا عبد الرحمن.

(٦) في ( س ) : فوقع.

٤٠٢

علينا ، ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ ) (١) ، والله ما وليت عثمان إلا ليرد الأمر إليك ، والله كل يوم في شأن. فقال عبد الرحمن : يا علي! لا تجعلن على نفسك سبيلا يعني يقتلك أبو طلحة حسب ما أمره به عمر ـ. فخرج علي عليه السلام وهو يقول : سيبلغ الكتاب أجله. فقال عمار (٢) : يا عبد الرحمن! لقد تركته وإنه من الذين يقضون ( بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) ... ، ثم قال المقداد : تالله ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم ، إني لأعجب من قريش أنهم تركوا رجلا ما أقول ولا أعلم أن أحدا (٣) أقضى بالحق ولا أعلم ولا أتقى منه ، أما والله لو أجد أعوانا عليه لقاتلتهم. فقال عبد الرحمن : اتق الله يا مقداد! فإني خائف عليك الفتنة ... وقال علي عليه السلام : إني لأعلم ما في أنفسهم ، إن الناس ينظرون إلى قريش وقريش تنظر (٤) في صلاح شأنها ، فتقول : إن ولي عليكم بنو هاشم لم تخرج منهم أبدا ، وما كان في غيرهم فهو متداول في بطون قريش.

قال (٥) : وقدم (٦) طلحة في اليوم الذي بويع فيه لعثمان ، فقيل له بايع (٧) لعثمان. فقال : كل قريش راض به؟. قالوا : نعم ، فأتى عثمان ، فقال له عثمان : أنت على رأس أمرك وإن أبيت رددتها. قال : أتردها؟. قال : نعم. قال : أكل الناس بايعوك؟. قال : نعم. قال : قد (٨) رضيت ، لا أرغب عما أجمعوا (٩) عليه. وقال المغيرة بن شعبة لعبد الرحمن : يا أبا محمد! قد أصبت إن بايعت عثمان ، وقال

__________________

(١) يوسف : ١٨.

(٢) في المصدر : فقال المقداد.

(٣) جاء في حاشية ( ك‍ ) : رجلا. الكامل.

(٤) في مطبوع البحار : ينظر.

(٥) الكامل لابن الأثير ٣ ـ ٣٧ ـ ٣٨.

(٦) في ( س ) : ووفد.

(٧) في ( ك‍ ) نسخة بدل : بايعوا وهو كذلك في المصدر.

(٨) لا توجد : قد ، في ( س ).

(٩) جاء في حاشية ( ك‍ ) : وبايعه. الكامل.

٤٠٣

لعثمان : لو بايع عبد الرحمن غيرك ما رضينا. فقال عبد الرحمن : كذبت يا أعور! لو بايعت غير عثمان لبايعته ولقلت هذه المقالة ، قال : وكان المسور يقول : ما رأيت أحدا مد (١) قوما فيما دخلوا فيه بمثل ما مدهم (٢) عبد الرحمن.

ثم قال ابن الأثير (٣) : وقد ذكر أبو جعفر رواية أخرى في الشورى ، عن المسور بن مخرمة قريبا مما تقدم ، غير أنه قال : لما دفنوا عمر جمعهم عبد الرحمن وخطبهم وأمرهم بالاجتماع وترك التفرق ، فتكلم عثمان ... وذكر ابن الأثير ما خطب به عثمان ثم الزبير ولا حاجة بنا إلى إيراد خطبتهما.

ثم أورد (٤) كلام علي بن أبي طالب عليه السلام وهو قوله :

الحمد لله الذي اختار (٥) محمدا صلى الله عليه وآله منا نبيا وابتعثه (٦) إلينا رسولا ، فنحن أهل (٧) بيت النبوة ومعدن الحكمة ، وأمان لأهل الأرض ، ونجاة لمن طلب ، إن (٨) لنا حقا إن نعطه نأخذه (٩) وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن (١٠) طال السرى ، لو عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله عهدا لأنفذنا عهده ، ولو قال لنا قولا لجادلنا عليه حتى نموت ، لن يسرع أحد قبلي إلى دعوة حق وصلة رحم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، اسمعوا كلامي وعوا منطقي عسى أن تروا هذا الأمر

__________________

(١) في المصدر : بذ.

(٢) في الكامل. ما بذهم.

(٣) الكامل ٣ ـ ٣٨.

(٤) أي ابن الأثير في الكامل ٣ ـ ٣٩.

(٥) في المصدر : بعث ، بدلا من : اختار.

(٦) جاء في حاشية ( ك‍ ) نسخة بدل : وبعثه. الكامل ، وهي كذلك في المصدر.

(٧) وضع على كلمة : أهل ، رمز نسخة بدل في ( ك‍ ) ، ولا توجد في المصدر.

(٨) لا توجد : إن ، في المصدر.

(٩) وضع على الهاء في ( س ) ، رمز نسخة بدل.

(١٠) في المصدر : ولو. وهي نسخة جاءت في ( ك‍ ).

٤٠٤

بعد هذا الجمع (١) تنتضى فيه السيوف ، وتخان فيه العهود ، حتى لا يكون (٢) لكم جماعة ، وحتى (٣) يكون بعضكم أئمة لأهل الضلالة ، وشيعة لأهل الجهالة.

وقد روى ابن أبي الحديد (٤) هذا الكلام ، عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، ثم قال : وذكر الهروي في كتاب الجمع بين الغريبين قوله عليه السلام : وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل .. وفسره على وجهين : أحدهما : أن من ركب عجز البعير يعاني (٥) مشقة (٦) ، فكأنه قال : وإن نمنعه نصبر على المشقة كما يصبر عليها راكب عجز البعير. والوجه الثاني : أنه أراد نتبع (٧) غيرنا كما أن راكب عجز البعير يكون رديفا لمن هو أمامه ، فكأنه قال : وإن نمنعه نتأخر ونتبع غيرنا (٨) كما يتأخر راكب عجز (٩) البعير (١٠).

__________________

(١) في المصدر : المجمع.

(٢) في الكامل : لا تكون.

(٣) لا يوجد في المصدر : حتى.

(٤) في شرحه على نهج البلاغة ١ ـ ١٩٥ بتصرف.

(٥) في مطبوع البحار : يعافى.

(٦) جاء في حاشية ( ك‍ ) : ويقاسي جهدا ، ابن أبي الحديد. وهو كذلك.

(٧) في ( ك‍ ) : أن نتبع. وهو الظاهر.

(٨) في ( ك‍ ) : نسخة بدل : غيره.

(٩) لا توجد : عجز ، في شرح النهج.

(١٠) وأضاف في النهاية ٣ ـ ١٨٥ ـ ١٨٦ وجها ثالثا ، قال : وقيل : يجوز أن يريد وإن نمنعه نبذل الجهد في طلبه فعل من يضرب في ابتغاء طلبته أكباد الإبل ، ولا يبالي باحتمال طول السرى ، والأولان أوجه ، لأنه سلم وصبر على التأخر ولم يقاتل وإنما قاتل بعد انعقاد الإمامة له.

٤٠٥
٤٠٦

[٢٧] باب

احتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على جماعة من المهاجرين

والأنصار لما تذاكروا فضلهم في أيام خلافة عثمان وغيره

مما احتج به في أيام خلافة خلفاء الجور وبعدها

١ ـ ج (١) : روي عن سليم بن قيس الهلالي ، أنه قال : رأيت عليا عليه السلام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله في خلافة عثمان وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم ، فذكروا قريشا وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضل ، مثل قوله صلى الله عليه وآله : الأئمة من قريش. وقوله صلى الله عليه وآله : الناس تبع لقريش وقريش أئمة العرب. وقوله : لا تسبوا (٢) قريشا. وقوله : إن للقرشي مثل قوة رجلين من غيرهم. وقوله : من أبغض قريشا أبغضه الله. وقوله : من أراد هوان قريش أهانه الله .. وذكروا الأنصار وفضلها وسوابقها ونصرتها وما أثنى الله عليهم في كتابه ، وما قال فيهم

__________________

(١) الاحتجاج ١ ـ ١٤٥ ـ ١٥٥ ـ طبعة إيران ـ ، ١ ـ ٢١٠ ـ ٢٢٥ ـ طبعة النجف.

(٢) في المصدر : لا تسبقوا ، وما ذكر في المتن نسخة في المصدر.

٤٠٧

رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضل (١) ، وذكروا ما قاله (٢) في سعد بن معاذ و (٣) في جنازته (٤) ، والذي غسلته الملائكة ، والذي حمته الدبر .. فلم يدعوا شيئا من فضلهم حتى قال كل حي : منا فلان وفلان. وقالت قريش : منا رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومنا حمزة ، ومنا جعفر ، ومنا عبيدة بن الحارث ، وزيد بن حارثة ، ومنا أبو بكر وعمر وسعد وأبو عبيدة وسالم وابن عوف .. فلم يدعوا من الحيين أحدا من أهل السابقة إلا سموه ، وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وعمار والمقداد وأبو ذر وهاشم بن عتبة وابن عمر والحسن والحسين عليهما السلام وابن عباس ومحمد بن أبي بكر وعبد الله بن جعفر ، ومن الأنصار أبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو أيوب الأنصاري وأبو الهيثم بن التيهان ومحمد بن سلمة وقيس بن سعد بن عبادة وجابر بن عبد الله وأبو مريم (٥) وأنس بن مالك وزيد بن أرقم وعبد الله بن أبي أوفى ، وأبو ليلى ومعه ابنه عبد الرحمن قاعدا (٦) بجنبه غلام صبيح (٧) الوجه مديد القامة أمرد (٨) ، فجاء أبو الحسن البصري ومعه ابنه الحسن غلام أمرد (٩) صبيح الوجه معتدل القامة ، قال : فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمن

__________________

(١) هنا سقط جاء في الاحتجاج وهو : مثل قوله : الأنصار كرشي وعيبتي ، ومثل قوله : من أحب الأنصار أحبه الله ، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله ، ومثل قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله وبرسوله ، وقوله : لو سلك الناس شعبا لسلكت شعب الأنصار.

(٢) في المصدر : قال.

(٣) لا توجد الواو في الاحتجاج.

(٤) هنا سقط ـ أيضا ـ جاء في المصدر وهو : وإن العرش اهتز لموته ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما جيء إليه بمناديل من اليمن ، فأعجب الناس بها فقال ـ : لمناديل سعد في الجنة أحسن منها.

(٥) لا توجد : وأبو مريم ، في المصدر.

(٦) في الاحتجاج : وعبد الرحمن قاعد.

(٧) في المصدر : غلام أمرد.

(٨) في ( س ) : أمره ، ولا معنى لها ظاهرا.

(٩) في ( س ) : أمره ، ولا معنى لها ظاهرا.

٤٠٨

ابن أبي ليلى فلا أدري أيهما أجمل ، غير أن الحسن أعظمهما وأطولهما ، وأكثر القوم وذلك من بكرة إلى حين (١) الزوال وعثمان في داره لا يعلم بشيء مما هم فيه ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام لا ينطق هو ولا أحد من أهل بيته ، فأقبل القوم عليه ، فقالوا : يا أبا الحسن! ما يمنعك أن تتكلم؟. فقال (٢) : ما من الحيين أحد إلا وقد ذكر فضلا وقال حقا ، فأنا أسألكم يا معاشر قريش والأنصار! بمن أعطاكم الله هذا الفضل؟ أبأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أم بغيركم؟. قالوا : بل أعطانا الله ومن به علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وعشيرته لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا.

قال : صدقتم ، يا معاشر قريش والأنصار! ألستم تعلمون أن الذي (٣) نلتم به من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون (٤) غيرهم؟ فإن ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إني وأهل بيتي كنا نورا بين يدي الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق الله آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق الله آدم وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام ، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السلام ، ثم لم يزل الله عز وجل ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة ، ومن الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمهات لم يلتق واحد منهم على سفاح قط.

فقال أهل السابقة والقدمة (٥) وأهل بدر وأهل أحد : نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله.

ثم قال : أنشدكم بالله ، أتعلمون أني أول الأمة إيمانا بالله وبرسوله؟.

__________________

(١) جاء في حاشية ( ك‍ ) نسخة بدل : إن حضرت الصلاة الأولى.

(٢) في الاحتجاج : فقال عليه‌السلام لهم.

(٣) في المصدر : أتعلمون الذي.

(٤) في ( ك‍ ) نسخة بدل : دونكم جميعا.

(٥) وضع على هذه الكلمة في مطبوع البحار رمز نسخة بدل ، ولا توجد في المصدر.

٤٠٩

قالوا : اللهم نعم.

قال : نشدتكم (١) بالله ، أتعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية ، وإني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسوله (ص) أحد من هذه الأمة؟. قالوا : اللهم نعم.

قال : أنشدكم (٢) بالله ، أتعلمون حيث نزلت : ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ ) (٣) ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (٤) سئل (٥) عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : أنزلها الله عز وجل في الأنبياء وفي أوصيائهم ، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب عليه السلام وصيي أفضل الأوصياء؟. قالوا : اللهم نعم.

قال : فأنشدكم بالله ، أتعلمون حيث نزلت : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٦) ، وحيث نزلت : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (٧) ، وحيث نزلت : ( وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ) (٨). قال الناس : يا رسول الله! أخاصة في بعض المؤمنين أم عامة بجميعهم (٩)؟ فأمر الله عز وجل نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم ، فنصبني للناس (١٠) بغدير خم ، ثم خطب

__________________

(١) في المصدر : فأنشدكم.

(٢) في المصدر : فأنشدكم.

(٣) التوبة : ١٠٠.

(٤) الواقعة : ١٠ ـ ١١.

(٥) في الاحتجاج : وسئل.

(٦) النساء : ٥٩.

(٧) المائدة : ٥٥.

(٨) التوبة : ١٦.

(٩) في ( س ) نسخة بدل : في جميعهم ، وفي المصدر : لجميعهم.

(١٠) في الاحتجاج زيادة : علما.

٤١٠

فقال : أيها الناس! إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري فظننت (١) أن الناس مكذبوني (٢) فأوعدني لأبلغها (٣) أو ليعذبني ، ثم أمر فنودي بـ الصلاة جامعة ثم خطب ، فقال : أيها الناس! أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم؟. قالوا : بلى يا رسول الله. قال : قم يا علي ، فقمت ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقام سلمان ، فقال : يا رسول الله (ص)! ولاء (٤) كما ذا؟. قال : ولاء (٥) كولائي ، من (٦) كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ، فأنزل الله عز وجل : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) (٧) ، فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقال : الله أكبر تمام (٨) نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي ، فقام أبو بكر وعمر وقالا : يا رسول الله (ص)! هذه (٩) الآيات خاصة في علي؟!. قال : بلى ، فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. قالا : يا رسول الله (ص)! بينهم لنا. قال : أخي (١٠) ووزيري ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن ومؤمنة (١١) بعدي ، ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم (١٢) تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد ، القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا

__________________

(١) في ( س ) : وظننت.

(٢) في الاحتجاج : مكذبي.

(٣) في المصدر : لأبلغنها.

(٤) في الاحتجاج ـ طبعة النجف ـ : ولاه.

(٥) في الاحتجاج ـ طبعة النجف ـ : ولاه.

(٦) في ( ك‍ ) : ومن.

(٧) المائدة : ٣.

(٨) في الاحتجاج : فقال : الله أكبر على تمام ..

(٩) في المصدر : هؤلاء.

(١٠) في ( ك‍ ) : على أخي.

(١١) لا توجد في المصدر : ومؤمنة ، وفي ( س ) : وعلى كل مؤمنة ، وخط في ( ك‍ ) على : على كل.

(١٢) في المصدر : الحسن والحسين ثم ..

٤١١

علي الحوض ، فقالوا كلهم : اللهم نعم ، قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء. وقال بعضهم : قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظ (١) كله ، وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا ، فقال علي عليه السلام : صدقتم ، ليس كل الناس يستوي في الحفظ.

أنشدكم بالله عز وجل (٢) من حفظ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله ، لما قام وأخبر به. فقام زيد بن أرقم والبراء بن (٣) عازب وأبو ذر ، والمقداد ، وعمار ، فقالوا : نشهد لقد حفظنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول : أيها الناس! إن الله أمرني (٤) أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي والذي فرض الله (٥) على المؤمنين في كتابه طاعته وقرنه بطاعته وطاعتي ، وأمركم بولايته ، وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني ربي (٦) لأبلغنها أو يعذبني (٧).

أيها الناس! إن الله أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم والزكاة والصوم والحج فبينتها (٨) لكم وفسرتها ، وأمركم بالولاية وإني أشهدكم أنها لهذا خاصة ووضع يده على يد علي بن أبي طالب عليه السلام ثم لابنيه من بعده ، ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم عليهم السلام لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض.

أيها الناس! قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم ودليلكم وهاديكم ،

__________________

(١) في ( ك‍ ) نسخة بدل : يحفظ.

(٢) لا توجد : عز وجل ، في الاحتجاج.

(٣) لا توجد : بن ، في ( س ).

(٤) في المصدر : أمرني الله.

(٥) لا يوجد لفظ الجلالة في الاحتجاج.

(٦) لا توجد : ربي ، في المصدر.

(٧) في المصدر : ليعذبني.

(٨) في الاحتجاج : فقد بينتها.

٤١٢

وهو أخي علي بن أبي طالب ، وهو فيكم بمنزلتي فيكم ، فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم ، فإن عنده جميع ما علمني الله عز وجل من علمه وحكمته فاسألوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ، ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عنهم ، فإنهم مع الحق والحق معهم ، ولا يزايلونه ولا يزايلهم (١) .. ثم جلسوا.

قال سليم : ثم قال علي عليه السلام : أيها الناس! أتعلمون أن الله عز وجل أنزل في كتابه : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) فجمعني وفاطمة وابني (٣) حسنا وحسينا ثم ألقى علينا كساء (٤) ، وقال : اللهم إن (٥) هؤلاء أهل بيتي ولحمتي (٦) يؤلمني ما يؤلمهم ، ويجرحني ما يجرحهم ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فقالت أم سلمة : وأنا يا رسول الله (ص)؟. فقال : أنت إلى خير ، إنما نزلت في وفي أخي علي (٧) وفي ابني وفي تسعة من ولد الحسين خاصة ليس (٨) معنا أحد غيرنا ، فقالوا كلهم : نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك ، فسألنا رسول الله صلى الله عليه وآله ، فحدثنا كما حدثتنا به أم سلمة.

ثم (٩) قال علي عليه السلام : أنشدكم بالله ، أتعلمون أن الله أنزل : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (١٠)؟. فقال سلمان : يا رسول

__________________

(١) في المصدر : معهم لا يزايلهم ، وخط على الواو الأولى في ( ك‍ ).

(٢) الأحزاب : ٣٣.

(٣) في المصدر : وابنيه.

(٤) في الاحتجاج زيادة : فدكيا.

(٥) لا توجد : إن ، في المصدر.

(٦) في الاحتجاج : ولحمي.

(٧) في المصدر زيادة : وفي ابنتي فاطمة.

(٨) في الاحتجاج : وليس.

(٩) لا توجد : ثم ، في المصدر.

(١٠) التوبة : ١١٩.

٤١٣

الله! عامة هذه الآية أم (١) خاصة؟. فقال : أما المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك ، وأما الصادقون فخاصة (٢) لأخي علي (ع) وأوصيائي بعده إلى يوم القيامة؟. فقالوا : اللهم نعم.

قال : فأنشدكم (٣) بالله ، أتعلمون أني قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة (٤) تبوك : ولم خلفتني (٥) مع النساء والصبيان (٦)؟. فقال : إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟. قالوا : اللهم نعم.

قال : فأنشدكم (٧) بالله ، أتعلمون أن الله عز وجل أنزل في سورة الحج : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ .. ) (٨) إلى آخر السورة؟ ، فقام سلمان ، فقال : يا رسول الله! من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس ، الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم ( فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ملة أبيهم إبراهيم؟. قال : عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة ، فقال سلمان : بينهم لنا يا رسول الله؟. فقال : أنا وأخي علي وأحد عشر من ولدي؟. قالوا : اللهم نعم.

قال : أنشدكم بالله ، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قام خطيبا و (٩) لم يخطب بعد ذلك ـ ، فقال : أيها الناس! إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله

__________________

(١) لا توجد : أم ، في ( س ).

(٢) في الاحتجاج : خاصة.

(٣) في المصدر : أنشدكم.

(٤) في الاحتجاج : غزاة.

(٥) في المصدر : لم تخلفني؟!.

(٦) في ( س ) زيادة : تخلفني كما ، ولعلها نسخة ، وخط عليها في ( ك‍ ). وهو الظاهر.

(٧) في المصدر : أنشدكم.

(٨) الحج : ٧٧. وذكر في المصدر ذيلها : « لعلكم تفلحون ».

(٩) وضع في مطبوع البحار على الواو رمز نسخة بدل.

٤١٤

وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لا تضلوا ، فإن اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فقام عمر بن الخطاب وهو شبه المغضب ـ ، فقال : يا رسول الله! أكل أهل بيتك؟!. فقال : لا ، ولكن أوصيائي منهم ، أولهم علي أخي ووزيري وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن (١) بعدي ، هو أولهم ، ثم ابني الحسن ، ثم ابني الحسين ، ثم تسعة من ولد الحسين واحد (٢) بعد واحد حتى يردوا علي الحوض شهداء لله (٣) في أرضه وحججه على خلقه ، وخزان علمه ، ومعادن حكمته ، من أطاعهم أطاع الله (٤) ، ومن عصاهم فقد (٥) عصى الله. فقالوا كلهم : نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك ...

ثم تمادى بعلي عليه السلام السؤال (٦) : فما ترك شيئا إلا ناشدهم الله فيه وسألهم عنه حتى أتى على آخر (٧) مناقبه وما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله ، كل ذلك يصدقونه ويشهدون أنه حق ، ثم قال حين فرغ : اللهم اشهد عليهم.

وقالوا : اللهم اشهد أنا لم نقل إلا ما سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وما حدثناه (٨) من نثق به من هؤلاء وغيرهم أنهم سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وآله.

قال : أتقرون بأن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من زعم أنه يحبني ويبغض عليا فقد كذب وليس يحبني؟!. ووضع يده على رأسي ، فقال له قائل : كيف ذلك يا رسول الله (ص)؟. قال : لأنه مني وأنا منه ، ومن أحبه فقد أحبني

__________________

(١) في المصدر زيادة : ومؤمنة.

(٢) في ( ك‍ ) : واحدا.

(٣) في ( ك‍ ) : الله.

(٤) لا يوجد لفظ الجلالة في ( س ). وفي المصدر : فقد أطاع الله.

(٥) لا توجد : فقد ، في ( س ).

(٦) في المصدر زيادة : والمناشدة ، بعد كلمة : السؤال.

(٧) في الاحتجاج : أتى علي على أكثر ..

(٨) لا يوجد الضمير في المصدر ، وهو الظاهر.

٤١٥

ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله. قال : نحو من (١) عشرين رجلا من أفاضل الحيين : اللهم نعم. وسكت بقيتهم.

فقال للسكوت : ما لكم سكتم؟!. قالوا : هؤلاء الذين شهدوا عندنا ثقات في قولهم وفضلهم وسابقتهم ، قالوا : اللهم اشهد عليهم. فقال طلحة بن عبيد الله (٢) وكان يقال له (٣) داهية (٤) قريش ـ : فكيف تصنع بما ادعى أبو بكر وأصحابه الذين صدقوه وشهدوا على مقالته يوم أتوه بك (٥) تقادوا (٦) و (٧) في عنقك حبل ، فقالوا لك : بايع ، فاحتججت بما احتججت به فصدقوك جميعا. ثم ادعى أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أبى الله أن يجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة ، فصدقه بذلك عمر وأبو عبيدة وسالم ومعاذ بن جبل (٨) ، ثم قال طلحة : كل الذي قلت وادعيت واحتججت به من السابقة والفضل حق نقر به ونعرفه. فأما (٩) الخلافة فقد شهد أولئك الأربعة بما سمعت. فقام (١٠) علي عليه السلام عند ذلك وغضب من مقالته فأخرج شيئا قد كان يكتمه ، وفسر شيئا قاله يوم

__________________

(١) لا توجد : من ، في المصدر.

(٢) في الاحتجاج : عبد الله ـ بالتكبير ـ.

(٣) في مطبوع البحار نسخة بدل : إنه.

(٤) في ( س ) : واهية.

(٥) في المصدر زيادة هنا : بعتل. والعتل لغة هو : الجذب العنيف ، كما في الصحاح ٥ ـ ١٧٥٨ ، ومجمع البحرين ٥ ـ ٤١٩ ، وغيرهما.

(٦) كذا ، والصحيح : تقاد ، ولا توجد الكلمة في المصدر.

(٧) لا توجد الواو في ( س ).

(٨) لا يوجد في المصدر : بن جبل.

(٩) في الاحتجاج : وأما.

(١٠) في ( س ) : فقال.

٤١٦

مات عمر (١) لم يدر ما عنى به ، فأقبل على طلحة والناس يسمعون (٢) ، فقال : أما والله يا طلحة ما صحيفة ألقى الله بها يوم القيامة أحب إلي من صحيفة الأربعة ، هؤلاء الخمسة (٣) الذين تعاهدوا وتعاقدوا (٤) على الوفاء بها في الكعبة في حجة الوداع (٥) إن قتل الله محمدا أو توفاه أن يتوازروا علي ويتظاهروا فلا تصل إلي الخلافة ، والدليل والله (٦) على باطل ما شهدوا وما قلت يا طلحة قول نبي الله يوم غدير خم : من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ، فكيف أكون أولى بهم من أنفسهم وهم أمراء علي وحكام؟! وقول رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة ، فلو كان مع النبوة غيرها لاستثناه رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقوله : إني قد (٧) تركت فيكم أمرين كتاب الله وعترتي لن تضلوا ما تمسكتم بهما لا تتقدموهم (٨) ولا تخلفوا عنهم ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، أفينبغي أن يكون (٩) الخليفة على الأمة إلا أعلمهم بكتاب الله وسنة نبيه ، وقد قال الله عز وجل : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (١٠) ، وقال (١١) : ( وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ

__________________

(١) في المصدر : قال له عمر يوم مات.

(٢) في ( ك‍ ) : يستمعون.

(٣) لا توجد : هؤلاء الخمسة ، في المصدر.

(٤) لا توجد : وتعاقدوا ، في المصدر.

(٥) لا توجد في المصدر : في حجة الوداع.

وقد جاءت هنا عبارة في ( س ) ، رمز عليها في ( ك‍ ) رمز زائد وهي : إن قتل الذين تعاهدوا بها على الوفاء بها في الكعبة ، ولا توجد في المصدر.

(٦) وضع على لفظ الجلالة في ( ك‍ ) رمز نسخة بدل.

(٧) لا توجد : قد ، في المصدر.

(٨) في الاحتجاج : لا تقدموهم.

(٩) في المصدر : أن لا يكون ، وهو الظاهر.

(١٠) يونس : ٣٥.

(١١) في المصدر : وقال تعالى : إن الله اصطفاه عليكم ..

٤١٧

وَالْجِسْمِ ) (١) ، وقال : ( ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) (٢) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما ولت أمة قط أمرها رجلا وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل يذهب أمرهم سفالا (٣) حتى يرجعوا إلى ما تركوا ، فأما (٤) الولاية فهي (٥) غير الإمارة ، والدليل على كذبهم وباطلهم وفجورهم أنهم سلموا علي بإمرة المؤمنين بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومن الحجة عليهم وعليك خاصة وعلى هذا معك يعني الزبير وعلى الأمة رأسا ، وعلى هذا (٦) سعد وابن عوف وخليفتكم هذا القائم يعني عثمان فإنا معشر الشورى الستة (٧) أحياء كلنا إن جعلني عمر بن الخطاب في الشورى إن كان قد صدق هو (٨) وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وآله ، أجعلنا شورى في الخلافة أو (٩) في غيرها؟ فإن زعمتم أنه جعلها (١٠) شورى في غير الإمارة فليس لعثمان إمارة ، وإنما أمرنا أن نتشاور في غيرها ، وإن كانت الشورى فيها فلم أدخلني فيكم ، فهلا أخرجني وقد قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أخرج أهل بيته من الخلافة ، وأخبر أنه ليس لهم فيها نصيب؟!. ولم قال عمر حين دعانا رجلا رجلا ، فقال (١١) لعبد الله ابنه

__________________

(١) البقرة : ٢٤٧.

(٢) الأحقاف : ٤.

(٣) جاء في حاشية ( ك‍ ) ما يلي : السفال : نقيض .. العلاء. صحاح.

انظر : الصحاح ٥ ـ ١٧٣٠.

(٤) في الاحتجاج : فما.

(٥) لا توجد : فهي ، في المصدر.

(٦) وضع على : رأسا ، في المطبوع من البحار رمز نسخة بدل ، وفي ( ك‍ ) وضع على : رأسا وعلى هذا ، رمز النسخة ، ولا توجد في المصدر ، وفيه : وعلى سعد.

(٧) وضع على الستة في ( ك‍ ) رمز نسخة بدل ، ولا توجد في الاحتجاج.

(٨) لا توجد : هو ، في المصدر.

(٩) في المصدر : أم ، بدلا من : أو.

(١٠) في ( ك‍ ) : جعلنا.

(١١) في المصدر زيادة : علي عليه‌السلام.

٤١٨

وها هو إذا (١) أنشدك بالله يا عبد الله بن عمر! ما قال لك حين خرجت؟. قال : أما إذا ناشدتني بالله ، فإنه قال : إن يتبعوا (٢) أصلع قريش لحملهم (٣) على المحجة البيضاء وأقامهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم. قال : يا ابن عمر! فما قلت له عند ذلك؟. قال : قلت له : فما يمنعك أن تستخلفه؟. قال : وما رد عليك؟. قال : رد علي شيئا أكتمه. قال (٤) عليه السلام : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبرني (٥) به في حياته : ثم أخبرني به ليلة مات أبوك في منامي ، ومن رأى رسول الله صلى الله عليه وآله في نومه (٦) فقد رآه في يقظته (٧). قال : فما أخبرك (٨)؟.

قال عليه السلام : فأنشدك بالله يا ابن عمر! لئن أخبرتك به لتصدقن؟. قال : إذا أسكت. قال : فإنه قال لك حين قلت له : فما يمنعك أن تستخلفه؟. قال : الصحيفة التي كتبناها بيننا والعهد في الكعبة ، فسكت ابن عمر وقال (٩) : أسألك بحق رسول الله (١٠) (ص) لما (١١) سكت عني.

قال سليم : فرأيت ابن عمر في ذلك المجلس خنقته (١٢) العبرة وعيناه تسيلان ، وأقبل أمير المؤمنين علي عليه السلام على طلحة والزبير وابن عوف

__________________

(١) في الاحتجاج : ذا ، بدلا من : إذا.

(٢) جاء على مطبوع البحار : بايعوا ، ثم رمز لها بنسخة صحيحة.

(٣) في المصدر : يحملهم.

(٤) في الاحتجاج زيادة لفظة : علي.

(٥) في المصدر : خبرني.

(٦) في الاحتجاج : مناما ، بدلا من : في نومه.

(٧) لا يوجد في المصدر : في يقظته.

(٨) زاد في الاحتجاج لفظ : به.

(٩) في الاحتجاج : فقال.

(١٠) في المصدر : رسولك.

(١١) في الاحتجاج : لم.

(١٢) في ( س ) : حنقه.

٤١٩

وسعد ، فقال : والله (١) لئن كان أولئك الخمسة أو الأربعة كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وآله ما يحل لكم ولايتهم ، وإن كانوا صدقوا ما حل لكم أيها الخمسة (٢) أن تدخلوني معكم في الشورى ، لأن إدخالكم إياي فيها خلاف على رسول الله صلى الله عليه وآله ورد عليه ، ثم أقبل على الناس ، فقال : أخبروني عن منزلتي فيكم وما تعرفوني به ، أصادق أنا فيكم أم كاذب؟!. قالوا : بل صديق صدوق ، والله (٣) ما علمناك كذبت كذبة (٤) قط في جاهلية ولا إسلام (٥).

قال : فو الله الذي أكرمنا أهل البيت بالنبوة وجعل منا محمدا صلى الله عليه وآله وأكرمنا بعده بأن جعلنا أئمة المؤمنين (٦) لا يبلغ عنه غيرنا ، ولا تصلح الإمامة والخلافة إلا فينا ، ولم يجعل لأحد من الناس فيها معنا أهل البيت نصيبا ولا حقا ، أما رسول الله صلى الله عليه وآله فخاتم النبيين وليس (٧) بعده نبي ولا رسول ، ختم برسول الله صلى الله عليه وآله الأنبياء إلى يوم القيامة وجعلنا من بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم خلفاء في أرضه (٨) وشهداء على خلقه ، وفرض طاعتنا في كتابه ، وقرننا بنفسه في كتابه المنزل (٩) وبينه (١٠) في غير آية من القرآن ، والله (١١) عز وجل جعل محمدا نبيا وجعلنا خلفاء من بعده في خلقه وشهداء على خلقه ، وفرض

__________________

(١) لا يوجد لفظ الجلالة ولا واو القسم في المصدر.

(٢) في الاحتجاج زيادة : أو الأربعة.

(٣) في المصدر : قالوا : صدوق ، لا والله ، وفي ( ك‍ ) وضع على صدوق رمز نسخة بدل.

(٤) لا توجد : كذبة ، في الاحتجاج.

(٥) في الاحتجاج : الجاهلية ولا الإسلام.

(٦) في المصدر : للمؤمنين.

(٧) في الاحتجاج : خاتم النبيين ليس.

(٨) في ( س ) : خلفاء من بعده في خلقه.

(٩) لم ترد عبارة : في كتابه المنزل ، في المصدر ولا في ( س ).

(١٠) في الاحتجاج : ونبيه ، وما هنا أظهر.

(١١) وضع في ( ك‍ ) على لفظ الجلالة رمز نسخة بدل ، وفي المصدر : فالله.

٤٢٠