بحار الأنوار - ج ٣١

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار - ج ٣١

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

كافرا؟!. فقال : لا ، بل قتلناه كافرا .. بل قتلناه كافرا (١).

وعنه ، عن حكيم بن جبير ، قال : قال عمار : والله ما أخذني أسى على شيء تركته خلفي غير أني وددت أنا كنا أخرجنا عثمان من قبره فأضرمنا عليه نارا.

وذكر الواقدي في تاريخه ، عن سعد بن أبي وقاص ، قال : أتيت عمار بن ياسر وعثمان محصور ـ ، فلما انتهيت إليه قام معي فكلمته ، فلما ابتدأت الكلام جلس ثم استلقى ووضع يده على وجهه ، فقلت : ويحك يا أبا اليقظان! إنك كنت فينا لمن أهل الخير والسابقة ، ومن عذب في الله ، فما الذي تبغي من سعيك في فساد المؤمنين؟ وما صنعت في أمير المؤمنين؟ فأهوى إلى عمامته فنزعها عن رأسه ، ثم قال : خلعت عثمان كما خلعت عمامتي هذه ، يا أبا إسحاق! إني أريد أن تكون خلافة كما كانت على عهد النبي صلى الله عليه وآله فأما أن يعطي مروان خمس إفريقية ، ومعاوية على الشام ، والوليد بن عقبة شارب الخمر على الكوفة ، وابن عامر على البصرة. والكافر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله على مصر ، فلا والله لا كان هذا أبدا حتى يبعج (٢) في خاصرته (٣) بالحق.

نكير عبد الله بن مسعود :

وذكر الثقفي في تاريخه ، عن الأعمش ، عن شقيق ، قال : قلنا لعبد الله : فيم طعنتم على عثمان؟. قال : أهلكه الشح وبطانة السوء.

وعنه ، عن قيس بن أبي حازم وشقيق بن سلمة ، قال : قال عبد الله بن مسعود : لوددت أني وعثمان برمل عالج فنتحاثى التراب حتى يموت الأعجز (٤).

__________________

(١) وبمضمونه أورده الباقلاني في التمهيد : ٢٢٠ ، ونصر بن مزاحم في كتاب صفين : ٣٦١ ـ ٣٦٩ [ طبعة مصر ] ، وجمهرة الخطب ١ ـ ١٨١ ، وغيرهم.

(٢) قال في القاموس ١ ـ ١٧٩ : بعجه ـ كمنعه ـ : شقه.

(٣) الخاصرة ـ بكسر الصاد ـ : ما بين رأس الورك وأسفل الأضلاع ، كما نص عليه في مجمع البحرين ٣ ـ ٢٨٦.

(٤) وما زال ابن مسعود على اعتقاده بالرجل حتى أنه أوصى أن لا يصلي عليه ، كما في شرح ابن أبي

٢٨١

وعنه وعن جماعة من أصحاب عبد الله منهم علقمة بن قيس ، ومسروق بن الأخدع ، وعبيدة السلماني ، وشقيق بن سلمة وغيرهم عن عبد الله ، قال : لا يعدل عثمان عند الله جناح بعوضة.

وفي أخرى : جناح ذباب.

وعنه ، عن عبيدة السلماني ، قال : سمعت عبد الله يلعن عثمان ، فقلت له في ذلك ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يشهد له بالنار.

وعنه ، عن خثيمة بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : بينا نحن في بيت ونحن اثنا عشر رجلا نتذاكر أمر الدجال وفتنته إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : ما تتذاكرون من أمر الدجال؟ والذي نفسي بيده إن في البيت لمن هو أشد على أمتي من الدجال ، وقد مضى من كان في البيت يومئذ غيري وغير عثمان ، والذي نفسي بيده لوددت أني وعثمان برمل عالج نتحاثى التراب حتى يموت الأعجز.

وعنه ، عن علقمة ، قال : دخلت على عبد الله بن مسعود ، فقال : صلى

__________________

الحديد ١ ـ ٢٣٦ ، وتاريخ الخميس ٢ ـ ٢٦٨.

وجاء في الفتنة الكبرى : ١٧١ وغيره روي : أن ابن مسعود كان يستحل دم عثمان أيام كان في الكوفة ، وكان يخطب ويقول : إن شر الأمور محدثاتها ، وكل محدث بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، يعرض في ذلك بعثمان. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ١ ـ ١٣٨ ، وفصلها البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٣٦. وذكره في المستدرك ٣ ـ ٣١٣ ، والاستيعاب ١ ـ ٣٧٣ ، وتاريخ ابن كثير ٧ ـ ١٦٣.

وقد شرع العلامة الأميني ـ رحمه‌الله ـ الجزء التاسع من الغدير بـ : الخليفة يخرج ابن مسعود من المسجد عنفا ، وذكر موقف الخليفة معه وضربه يحموم غلام عثمان بإذنه على الأرض ودق ضلعه وغير ذلك ثم عقبه بـ : لعلك لا تستكنه هذه الجرأة ولا تبلغ مداها حتى تعلم أن ابن مسعود من هو؟ وذكر روايات جمة في فضائل ابن مسعود عن مصادر كثيرة جدا .. إلى أن قال : لما ذا شتم على رءوس الأشهاد ولما ذا أخرج من مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مهانا عنفا؟ ولما ذا ضرب به الأرض فدقت أضالعه؟ .. كل ذلك لأنه امتنع عن أن يبيح للوليد بن عقبة الخالع الماجن من بيت مال الكوفة يوم كان عليه ما أمر به .. انظر : الغدير ٩ ـ ٣ ـ ١٥ فإنها جديرة بالملاحظة.

٢٨٢

هؤلاء جمعتهم؟. قلت : لا. قال : إنما هؤلاء حمر! إنما يصلي مع هؤلاء المضطر ، ومن لا صلاة له ، فقام بيننا فصلى بغير أذان ولا إقامة.

وعنه ، عن أبي البختري ، قال : دخلوا (١) على عبد الله حيث كتب عبد الرحمن يسيره وعنده (٢) أصحابه ، فجاء رسول الوليد ، فقال : إن الأمير أرسل إليك أن أمير المؤمنين يقول : إما أن تدع هؤلاء الكلمات وإما أن تخرج من أرضك. قال : رب كلمات لا أختار مصري عليهن. قيل : ما هن؟. قال : أفضل الكلام كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة ضلالة. فقال ابن مسعود : ليخرجن منها ابن أم عبد ولا أتركهن أبدا ، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقولهن.

وقد ذكر (٣) ذلك أجمع وزيادة عليه الواقدي في كتاب الدار تركناه إيجازا.

نكير حذيفة بن اليمان :

وذكر الثقفي في تاريخه ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : جاءت بنو عبس (٤) إلى حذيفة يستشفعون به على عثمان ، فقال حذيفة : لقد أتيتموني من عند رجل وددت (٥) أن كل سهم في كنانتي في بطنه.

وعنه ، عن حارث بن سويد ، قال : كنا عند حذيفة فذكرنا عثمان ، فقال : عثمان والله ما يعدو أن يكون فاجرا في دينه أو أحمق في معيشته.

وعنه ، عن حكيم بن جبير ، عن يزيد مولى حذيفة ، عن أبي شريحة الأنصاري : أنه سمع حذيفة يحدث ، قال : طلبت رسول الله صلى الله عليه وآله

__________________

(١) في حاشية ( ك‍ ) استظهر كون الكلمة : دخلت.

(٢) في ( س ) : عند ـ بلا ضمير ـ.

(٣) في ( س ) : ذكرت.

(٤) في ( س ) : بنو أعبس.

(٥) في ( س ) : ورددت.

٢٨٣

في منزله فلم (١) أجده وطلبته فوجدته في حائط نائما رأسه تحت نخلة ، فانتظرته طويلا فلم يستيقظ فكسرت جريدة فاستيقظ ، فقال ما شاء الله أن يقول ، ثم جاء أبو بكر ، فقال : ائذن لي ، ثم جاء عمر فأمرني أن آذن له ، ثم جاء علي عليه السلام فأمرني أن آذن له وأبشره بالجنة ، ثم قال : يجيئكم الخامس لا يستأذن ولا يسلم ، وهو من أهل النار ، فجاء عثمان حتى وثب من جانب الحائط ، ثم قال : يا رسول الله! بنو فلان يقابل بعضهم بعضا.

وذكر الواقدي في تاريخه ، عن أبي وائل ، قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : لقد دخل عثمان قبره بفجره.

وعنه ، عبد الله بن السائب ، قال : لما قتل عثمان أتى حذيفة وهو بالمدائن ، فقيل : يا أبا عبد الله! لقيت رجلا آنفا على الجسر فحدثني أن عثمان قتل ، قال : هل تعرف الرجل؟. قلت : أظنني أعرفه وما أثبته. قال حذيفة : إن ذلك عيثم الجني ، وهو الذي يسير بالأخبار ، فحفظوا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم ، فقيل لحذيفة : ما تقول في قتل عثمان؟. فقال : هل هو إلا كافر قتل كافرا أو مسلم (٢) قتل كافرا. فقالوا : أما جعلت له مخرجا؟. فقال : الله لم يجعل له مخرجا.

وعنه ، عن حسين بن عبد الرحمن ، قال : قلت لأبي وابل (٣) : حدثنا ، فقد أدركت ما لم ندرك. فقال : اتهموا القوم على دينكم فو الله ما ماتوا حتى خلطوا ، لقد قال حذيفة في عثمان : أنه دخل حفرته وهو فاجر.

نكير المقداد :

وذكر الثقفي في تاريخه ، عن همام بن الحارث ، قال : دخلت مسجد المدينة فإذا الناس مجتمعون على عثمان وإذا رجل يمدحه ، فوثب المقداد بن الأسود

__________________

(١) في ( ك‍ ) : ولم.

(٢) ما أثبتناه نسخة في ( ك‍ ) ، وهو الظاهر. وفي مطبوع البحار : ومسلم.

(٣) في ( س ) : وائل.

٢٨٤

فأخذ (١) كفا من حصا أو تراب فأخذ يرميه به فرأيت عثمان يتقيه بيده.

وذكر في تاريخه ، عن سعيد بن المسيب ، قال : لم يكن المقداد يصلي مع عثمان ولا يسميه أمير المؤمنين.

وذكر ، عن سعيد أيضا ـ ، قال : لم يكن عمار ولا المقداد بن الأسود يصليان خلف عثمان ولا يسميانه أمير المؤمنين.

نكير عبد الرحمن بن حنبل القرشي :

وذكر الثقفي في تاريخه ، عن الحسين بن عيسى بن زيد ، عن أبيه ، قال : كان عبد الرحمن بن حنبل القرشي وهو من أهل بدر من أشد الناس على عثمان ، وكان يذكره في الشعر ويذكر جوره ويطعن عليه ويبرأ منه ويصف صنائعه ، فلما بلغ ذلك عثمان عنه ضربه مائة سوط وحمله على بعير وطاف به في المدينة ، ثم حبسه موثقا في الحديد (٢).

نكير طلحة بن عبيد الله :

وذكر الثقفي في تاريخه ، عن مالك بن النصر الأرجي (٣) أن طلحة قام إلى عثمان ، فقال له : إن الناس قد جمعوا لك وكرهوك للبدع التي أحدثت ولم يكونوا يرونها ولا يعهدونها ، فإن تستقم فهو خير لك وإن أبيت لم يكن أحد أضر بذلك منك في دنيا ولا آخرة.

وذكر الثقفي في تاريخه ، عن سعيد بن المسيب ، قال : انطلقت بأبي أقوده إلى المسجد ، فلما دخلنا سمعنا لغط (٤) الناس وأصواتهم ، فقال أبي : يا بني! ما

__________________

(١) في ( س ) : وأخذ.

(٢) هنا حاشية غير معلم محلها في ( ك‍ ) لعل محلها هنا ، وهي : أقول : ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب أبياتا في ذم عثمان وعد بدعه. [ منه ( رحمه‌الله ) ].

انظر : تاريخ الطبري ٦ ـ ٢٥ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ ـ ١٥٠ ، والاستيعاب ٢ ـ ٤١٠ ، والإصابة ٢ ـ ٣٩٥ ، وشرح ابن أبي الحديد المعتزلي ١ ـ ٦٦ وغيرها.

(٣) قد تقرأ الكلمة في ( ك‍ ) : الأرحبي.

(٤) قال في النهاية ٤ ـ ٢٥٧ : اللغط : صوت وضجة لا يفهم معناها.

٢٨٥

هذا؟. فقلت : الناس محدقون بدار عثمان. فقال : من ترى من قريش؟. قلت : طلحة. قال : اذهب بي إليه فأدنني منه ، فلما دنا منه ، فقال : يا أبا محمد! ألا تنهى الناس من قتل هذا الرجل؟. قال : يا أبا سعيد! إن لك دارا فاذهب فاجلس في دارك ، فإن نعثلا لم يكن يخاف هذا اليوم.

وذكر في تاريخه ، عن الحسين بن عيسى ، عن أبيه : أن طلحة بن عبيد الله كان يومئذ في جماعة الناس عليه السلاح عند باب القصر يأمرهم بالدخول عليه.

وذكر ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : انتهيت إلى المدينة أيام حصر عثمان في الدار فإذا طلحة بن عبيد الله في مثل الخزة (١) السوداء من الرجال (٢) والسلاح ، مطيف بدار عثمان حتى قتل.

وذكر عنه ، قال : رأيت طلحة يرامي الدار وهو في خزة (٣) سوداء عليه الدرع قد كفر عليها بقباء فهم يرامونه ويخرجونه من (٤) الدار ثم يخرج فيراميهم حتى دخل عليه من دار من قبل دار ابن حزم فقتل.

وذكر الواقدي في تاريخه ، عن عبد الله بن مالك ، عن أبيه ، قال : لما أشخص الناس لعثمان لم يكن أحد أشد عليه من طلحة بن عبيد الله (٥) ، قال مالك : واشترى مني ثلاثة أدرع وخمسة أسياف ، فرأيت تلك الدروع على أصحابه الذين كانوا يلزمونه قبل مقتل عثمان بيوم أو يومين.

وذكر الواقدي في تاريخه ، قال : ما كان أحد من أصحاب محمد صلى الله

__________________

(١) في ( س ) : الحرة. قال في القاموس ٢ ـ ٧ : الحر : ضد البرد ... وجمع الحرة : لأرض ذات حجارة نخرة سود. وقال فيه ٢ ـ ١٧٥ : الخز : من الثياب معروف .. ووضع الشوك في الحائط لئلا يتسلق ، والانتظام بالسهم.

(٢) في ( ك‍ ) نسخة بدل : مع الرجال.

(٣) في ( س ) : حزه. ولا مناسبة لها بالمقام.

(٤) في ( س ) نسخة : إلى ، بدلا من : من.

(٥) وذكره البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٨١ ، وابن عبد البر في العقد الفريد ٢ ـ ٢٦٩ ، وغيرهما.

٢٨٦

عليه وآله أشد على عثمان من عبد الرحمن بن عوف حتى مات ، ومن سعد بن أبي وقاص حتى مات عثمان وأعطى الناس الرضى ، ومن طلحة وكان أشدهم ، فإنه لم يزل كهف المصريين وغيرهم يأتونه بالليل يتحدثونه عنده إلى أن جاهدوا فكان ولي الحرب والقتال وعمل المفاتيح على بيت المال ، وتولى الصلاة بالناس ومنعه ومن معه من الماء ، ورد شفاعة علي عليه السلام في حمل الماء إليهم ، وقال له : لا والله ولا نعمت عين ولا بركت ولا يأكل ولا يشرب حتى يعطي بنو أمية الحق من أنفسها.

وروى قوله لمالك بن أوس وقد شفع إليه في ترك التأليب على عثمان ـ :يا مالك! إني نصحت عثمان فلم يقبل نصيحتي وأحدث أحداثا وفعل أمورا ولم نجد بدا من أن تغيرها (١) ، والله لو وجدت من ذلك بدا ما تكلمت ولا ألبت (٢).

نكير الزبير بن العوام (٣) :

وذكر الواقدي في تاريخه ، قال : عتب عثمان على الزبير ، فقال : ما فعلت ولكنك صنعت بنفسك أمرا قبيحا ، تكلمت على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر أعطيت الناس فيه الرضا ، ثم لقيك مروان وصنعت ما لا يشبهك ، حضر الناس يريدون منك ما أعطيتهم ، فخرج مروان فآذى وشتم ، فقال له عثمان : فإني أستغفر الله.

وذكر في تاريخه : أن عثمان أرسل سعيد بن العاص إلى الزبير فوجده بأحجار

__________________

(١) كذا ، والظاهر : نغيرهما.

(٢) ذكر البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٤٤ أن طلحة قال لعثمان : إنك أحدثت أحداثا لم يكن الناس يعهدونها. فقال عثمان : ما أحدثت أحداثا ولكنكم أظناء تفسدون علي الناس وتؤلبوهم.

أقول : التأليب : التحريض ، كما في صحاح اللغة ١ ـ ٨٨ ، والقاموس ١ ـ ٣٧.

(٣) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ٢ ـ ٤٠٤ : كان طلحة من أشد الناس تحريضا عليه ( أي على عثمان ) وكان الزبير دونه في ذلك ، رووا أن الزبير كان يقول : اقتلوه فقد بدل دينكم ، فقالوا له : إن ابنك يحامي عنه بالباب. فقال : ما أكره أن يقتل عثمان ولو بدئ بابني ، إن عثمان لجيفة على الصراط غدا.

وانظر ما قاله في ٢ ـ ٥٠٠ و ٣ ـ ٢٩٠.

٢٨٧

الزيت (١) في جماعة ، فقال له : إن عثمان ومن معه قد مات عطشا. فقال له الزبير : ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ ) (٢).

نكير عبد الرحمن بن عوف :

وذكر الثقفي في تاريخه ، عن الحسن بن عيسى بن زيد ، عن أبيه ، قال : كثر الكلام بين عبد الرحمن بن عوف وبين عثمان ، حتى قال عبد الرحمن : أما والله لئن بقيت لك لأخرجنك من هذا الأمر كما أدخلتك فيه ، وما غررتني إلا بالله (٣).

وذكر الثقفي ، عن الحكم قال : كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين عثمان كلام ، فقال له عبد الرحمن : والله ما شهدت بدرا ، ولا بايعت تحت الشجرة ، وفررت يوم حنين. فقال له عثمان : وأنت والله دعوتني إلى اليهودية.

وعنه ، عن طارق بن شهاب ، قال : رأيت عبد الرحمن بن عوف يقول : يا أيها الناس! إن عثمان أبى أن يقيم فيكم كتاب الله. فقيل له : أنت أول من بايعه ، وأول من عقد له. قال : إنه نقض وليس لناقض عهد.

وعنه ، عن أبي إسحاق ، قال : ضج الناس يوما حين صلوا الفجر في خلافة عثمان فنادوا بعبد الرحمن بن عوف فحول وجهه إليهم واستدبر القبلة ، ثم خلع قميصه من جيبه ، فقال : يا معشر أصحاب محمد! يا معشر المسلمين! أشهد الله

__________________

(١) أحجار الزيت : موضع بالمدينة ، كما ذكره في النهاية ١ ـ ٣٤٣. وأضاف في معجم البلدان ١ ـ ١٠٩ : .. إنه قريب من الزوراء ، وهو موضع صلاة الاستسقاء. ولاحظ : مراصد الاطلاع ١ ـ ٣٥.

(٢) سبأ : ٥٤.

وانظر ما أورده البلاذري في الأنساب حول طلحة والزبير وموقفهما من عثمان ٢ ـ ٤٠٤ ، و ٥ ـ ١٤ ، و ١٠٥ ـ ١٢٠ ، وكتاب صفين لابن مزاحم : ٦٠ و ٦٦ و ٧٢ ، والإمامة والسياسة ١ ـ ٥٥ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ٥٨ ، ٧٤ ، ونهج البلاغة ٢ ـ ٢ ، وتاريخ الطبري ٥ ـ ١٦٠ و ١٦٨ ، المستدرك للحاكم ٣ ـ ١١٨ ، والعقد الفريد ٢ ـ ٢٧٨ ، وغيرها.

(٣) وقريب منه ما ذكره ابن عبد البر في العقد الفريد ٢ ـ ٢٥٨ ، ٢٦١ ، ٢٧٢.

٢٨٨

وأشهدكم أني قد خلعت عثمان من الخلافة كما خلعت سربالي هذا. فأجابه مجيب. من الصف الأول : ( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) (١). فنظروا من الرجل ، فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام.

وعنه ، قال : أوصى عبد الرحمن أن يدفن سرا لئلا يصلي عليه عثمان (٢). وذكر الواقدي في تاريخه ، عن عثمان بن السريد ، قال : دخلت على عبد الرحمن بن عوف في شكواه الذي مات فيه أعوده فذكر عنده عثمان ، فقال : عاجلوا طاغيتكم هذا قبل أن يتمادى في ملكه. قالوا : فأنت وليته! قال : لا عهد لناقض.

وذكر الثقفي في تاريخه ، عن بلال بن حارث ، قال : كنت مع عبد الرحمن جالسا فطلع عثمان حتى صعد المنبر ، فقال عبد الرحمن : فقدت أكثرك شعرا.

وذكر فيه أن عثمان أنفذ المسور (٣) بن مخرمة (٤) إلى عبد الرحمن يسأله الكف عن التحريص (٥) عليه ، فقال له عبد الرحمن : أنا أقول هذا القول وحدي ولكن الناس يقولون جميعا ، إنه غير وبدل. قال المسور : قلت : فإن كان الناس يقولون فدع أنت ما تقول فيه؟. فقال عبد الرحمن : لا والله ما أجده يسعني أن أسكت عنه. ثم قال له : قل له : يقول لك خالي : اتق الله وحده لا شريك له في أمة محمد وما أعطيتني من العهد والميثاق لتعملن بكتاب الله وسنة صاحبك ، فلم تف (٦).

__________________

(١) يونس : ٩١.

(٢) ذكر البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٥٧ ، وذكر أبو الفداء في تاريخه ١ ـ ١٦٦ ، وابن عبد البر في العقد الفريد ٢ ـ ٢٥٨ ، و ٢٦١ ، ٢٧٢ قالوا : دخل عثمان عائدا له ( لعبد الرحمن ) في مرضه ، فتحول عنه إلى الحائط ولم يكلمه. وقريب منهما في شرح ابن أبي الحديد ١ ـ ٦٥ ـ ٦٦.

(٣) في مطبوع البحار : المسود ـ بالدال المهملة ـ وهو سهو ، كما في كتب التراجم.

(٤) لعلها تقرأ : محزمة. وهو غلط.

(٥) كذا ، ولعلها : التحريض ـ بالضاد المعجمة ـ. قال في القاموس ٢ ـ ٢٩٧ : الحرص : الجشع .. والحرص : الشق. وقال فيه ٢ ـ ٣٢٧ : حرضه تحريضا : حثه. وقال قبل ذلك : أحرضه : أفسده.

(٦) كما صرح به ابن حجر في الصواعق المحرقة : ٦٨ ، والسيرة الحلبية ٢ ـ ٨٧ وغيرهما.

٢٨٩

وذكر فيه أن ابن مسعود قال لعبد الرحمن في أحداث عثمان : هذا مما عملت. فقال عبد الرحمن : قد أخذت إليكم بالوثيقة فأمركم إليكم.

وذكر فيه قال : قال علي عليه السلام لعبد الرحمن بن عوف : هذا عملك. فقال عبد الرحمن : فإذا شئت فخذ سيفك وآخذ سيفي (١).

نكير عمرو بن العاص :

وذكر الثقفي في تاريخه : عن لوط بن يحيى الأزدي ، قال : : جاء عمرو بن العاص فقال لعثمان : إنك ركبت من هذه الأمة النهابير (٢) وركبوها بك ، فاتق الله وتب إليه. فقال : يا ابن النابغة! قد تبت إلى الله وأنا أتوب إليه ، أما إنك من من يؤلب علي ويسعى في الساعين ، قد لعمري أضرمتها فأسعر وأضرم ما بدا لك ، فخرج عمرو حتى نزل في أداني الشام (٣).

وذكر فيه ، عن الزهري ، قال : إن عمرو بن العاص ذكر عثمان ، فقال :إنه استأثر بالفيء فأساء الأثرة واستعمل أقواما لم (٤) يكونوا بأهل العمل من قرابته وآثرهم على غيرهم ، فكان في ذلك سفك دمه وانتهاك حرمته.

وعنه فيه ، قال : : قام عمرو إلى عثمان ، فقال : اتق الله يا عثمان! إما أن

__________________

(١) أخرجه البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٥٧ أيضا ، وقريب منه ما ذكره أبو الفداء في تاريخه ١ ـ ١٦٦ ، وابن عبد البر في العقد الفريد ٢ ـ ٢٥٨ ، ٢٦١ ، ٢٧٢.

وانظر ما أورده الطبري في تاريخه ٥ ـ ١١٣ ، وابن الأثير في الكامل ٣ ـ ٧٠ ، وابن كثير في تاريخه ٧ ـ ٢٠٦ ، وابن أبي الحديد في شرحه ١ ـ ٣٥ ، ٦٣ ، ٦٦ ، ١٦٥ ، وابن قتيبة في المعارف : ٢٣٩.

(٢) النهابير : المهالك ، الواحدة : نهبرة ونهبورة. قاله في القاموس ٢ ـ ١٥١.

(٣) وقد أورده باختلاف في التعبير الطبري في تاريخه ٥ ـ ١١٠ ، ١١٤ ، والبلاذري في الأنساب ٥ ـ ٧٤ ، وابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة عثمان ، وابن الأثير في الكامل ٣ ـ ٦٨ ، وابن أبي الحديد في شرحه ٢ ـ ١١٣ ، والزمخشري في الفائق ٢ ـ ٢٩٦ ، وابن الأثير في النهاية ٤ ـ ١٩٦ ، وابن كثير في التاريخ ٧ ـ ١٥٧ ، وابن خلدون في تاريخه ٣ ـ ٣٩٦ ، والزبيدي في تاج العروس ٣ ـ ٥٩٢ ، وابن منظور في لسان العرب ٧ ـ ٩٨.

(٤) لا توجد في ( س ) : لم.

٢٩٠

تعدل وإما أن تعتزل! .. فلما أن نشب الناس في أمر عثمان تنحى عن المدينة وخلف ثلاثة غلمة له ليأتوه بالخبر ، فجاء اثنان بحصر عثمان ، فقال : إني إذا نكأت قرحة أدميتها ، وجاء الثالث بقتل عثمان وولاية علي عليه السلام ، فقال : وا عثماناه! ولحق بالشام.

وذكر الواقدي في تاريخه أن عثمان عزل عمرو بن العاص عن مصر واستعمل عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، فقدم عمرو المدينة فجعل يأتي عليا عليه السلام فيؤلبه على عثمان ، ويأتي الزبير ويأتي طلحة ويلقى الركبان يخبرهم بأحداث عثمان ، فلما حصر عثمان الحصار الأول خرج إلى أرض فلسطين ، فلم يزل بها حتى جاءه خبر قتله ، فقال : أنا أبو عبد الله إني إذا أحل قرحة نكأتها ، إني كنت لأحرص عليه حتى إني لأحرص عليه [ من ] الراعي في غنمه (١).

فلما بلغه بيعة الناس عليا عليه السلام كره ذلك وتربص حتى قتل طلحة والزبير ثم لحق بمعاوية.

نكير محمد بن مسلمة الأنصاري :

وذكر الثقفي في تاريخه ، عن داود بن الحصين الأنصاري : أن محمد بن مسلمة الأنصاري قال يوم قتل عثمان : ما رأيت يوما قط أقر للعيون ولا أشبه بيوم بدر من هذا اليوم.

وروى فيه ، عن أبي سفيان مولى آل أحمد ، قال : أتيت محمد بن مسلمة

__________________

(١) فصل القصة الطبري في تاريخه ٥ ـ ١٠٨ ، ٢٠٣ ، والبلاذري في الأنساب ٥ ـ ٧٤ ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ ـ ٤٢ ، وابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة عبد الله بن سعيد بن أبي سرح ، وابن أبي الحديد في الشرح ١ ـ ٦٣ ، وأجملها ابن كثير في تاريخه ٧ ـ ١٧٠ جريا على عادته فيما يرويه خلافا لمبادئه.

وجاء طعنه على عثمان وتحريضه عليه في الاستيعاب في ترجمة محمد بن أبي حذيفة ، وفي الإصابة ٣ ـ ٣٨١. والظريف ما أورده البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٨٨ من قول عمرو بن العاص : وهذا منبر نبيكم ، وهذه ثيابه ، وهذا شعره لم يبل فيكم وقد بدلتم وغيرتم!.

٢٩١

الأنصاري فقلت : قتلتم عثمان؟. فقال : نعم وايم الله ما (١) وجدت رائحة هي أشبه برائحة يوم بدر منها.

وقد ذكر الواقدي في تاريخه ، عن محمد بن مسلمة (٢) مثل ما ذكره الثقفي (٣).

نكير أبي موسى :

وذكر الواقدي في تاريخه ، قال : لما ولى عثمان عبد الله بن عامر بن كريز البصرة قام أبو موسى الأشعري ، خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : قد أتاكم رجل كثير العمات والخالات في قريش ، يبسط المال فيهم بسطا ، وقد كنت قبضته عنكم.

نكير جبلة بن عمرو الساعدي :

وذكر الواقدي في تاريخه ، عن عامر بن سعد ، قال : أول من اجترأ (٤) على عثمان بالمنطق السيئ جبلة بن عمرو الساعدي ، مر به عثمان وهو جالس في نادي (٥) قومه وفي يد جبلة بن عمرو بن جامعة (٦) فسلم (٧) ورد القوم ، فقال جبلة : لم تردون على رجل فعل كذا وكذا؟!. قال : ثم أقبل على عثمان ، فقال : والله لأطرحن هذه الجامعة في عنقك أو لتتركن بطانتك هذه ، قال عثمان : أي بطانة؟ فو الله إني لأتخير (٨) الناس. فقال : مروان تخيرته؟! ومعاوية تخيرته؟!

__________________

(١) في ( ك‍ ) : أما.

(٢) في ( س ) نسخة : مسلم ، بدلا من : مسلمة.

(٣) وقد نقل قصة وساطته مع المصريين الطبري في تاريخه ٥ ـ ١١٨ ، وابن الأثير في الكامل ٣ ـ ٧٠ ، وغيرهما.

(٤) وقد ذكره الطبري أيضا في تاريخه ٣ ـ ٣٩٩.

(٥) جاء في تاريخ الطبري : في ندى.

(٦) كذا ، والظاهر كما في تاريخ الطبري : عمرو جامعة ـ من دون كلمة : بن ـ.

(٧) في تاريخ الطبري : فلما مر عثمان سلم ..

(٨) في الطبري : لا أتخير ، وهو الظاهر.

٢٩٢

وعبد الله بن عامر بن كريز تخيرته؟! وعبد الله بن (١) سعد تخيرته؟! منهم من نزل القرآن بذمه وأباح رسول الله صلى الله عليه وآله دمه. فانصرف عثمان ، فما زال الناس مجترءون عليه (٢).

وذكر فيه ، عن عثمان بن السريد (٣) ، قال : مر عثمان على جبلة بن عمرو الساعدي وهو على باب داره (٤) ومعه جامعة ـ ، فقال : يا نعثل! والله لأقتلنك أو لأحملنك على جرباء (٥) ، ولأخرجنك إلى حرة النار ، ثم جاءه مرة أخرى وهو على المنبر فأنزله عنه (٦).

وذكر فيه : أن زيد بن ثابت مشى إلى جبلة ومعه ابن عمه أبو أسيد الساعدي فسألاه الكف عن عثمان. فقال : والله لا أقصر عنه أبدا ، ولا ألقى الله فأقول : ( أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ) (٧).

__________________

(١) لا توجد في ( س ) : بن.

(٢) وقد أورده الطبري في تاريخه ٥ ـ ١١٤ [ ٣ ـ ٤٠٠ ] ، وابن الأثير في الكامل ٣ ـ ٧٠ ، وابن كثير في تاريخه ٧ ـ ١٧٦ ، وابن أبي الحديد في شرحه ١ ـ ١٦٥ [ أربع مجلدات ] ، وقريب منه في الأنساب للبلاذري ٥ ـ ٤٧ ، وغيرهم.

(٣) في تاريخ الطبري ٥ ـ ١١٤ : عثمان بن الشريد.

(٤) في الطبري : وهو بفناء داره.

(٥) في تاريخ الطبري : على قلوص جرباء. قال في القاموس ٢ ـ ٣١٤ : القلوص من الإبل : الشابة ، أو الباقية على السير ، أو أول ما يركب من إناثها إلى أن تثني .. الناقة الطويلة القوائم. وقال في مجمع البحرين ٢ ـ ٢٣ : الجرب : داء معروف .. وناقة جرباء وإبل أجرب.

(٦) وفي الأنساب للبلاذري ٥ ـ ٤٧ ، والطبري في تاريخه ٥ ـ ١١٤ [ ٣ ـ ٣٩٩ ] : كان أول من اجترأ على عثمان بالمنطق السيئ : جبلة بن عمرو الساعدي.

(٧) الأحزاب : ٦٧.

وذكره البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٤٧ من دون ذكر اسم من سأل الكف عنه. وقال في الإصابة ١ ـ ٢٢٣ : إنهم لما أرادوا دفن عثمان فانتهوا إلى البقيع فمنعهم من دفنه جبلة بن عمرو ، فانطلقوا إلى حش كوكب فدفنوه فيه.

٢٩٣

نكير جهجاه بن عمرو الغفاري :

وذكر الواقدي في تاريخه ، عن عروة ، قال : خرج عثمان إلى المسجد ومعه ناس من مواليه فنجد الناس ينتابونه (١) يمينا وشمالا ، فناداه بعضهم : يا نعثل! وبعضهم غير ذلك ، فلم يكلمهم حتى صعد المنبر فشتموه فسكت حتى سكتوا ، ثم قال : أيها الناس! اتقوا ( وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ) ، فإن السامع المطيع لا حجة عليه ، والسامع العاصي لا حجة له .. فناداه بعضهم : أنت .. أنت السامع العاصي. فقام إليه جهجاه بن عمرو الغفاري وكان ممن بايع تحت الشجرة (٢) فقال : هلم إلى ما ندعوك إليه. قال : وما هو؟. قال : نحملك على شارف جرباء فتلحقك بجبل الدخان. قال عثمان : لست هناك لا أم لك!. وتناول ابن جهجاه الغفاري عصا في يد عثمان وهي عصا النبي صلى الله عليه وآله فكسرها على ركبته (٣). ودخل عثمان داره فصلى بالناس سهل بن حنيف.

وذكر فيه ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي حبيبة .. الحديث ، وقال فيه : إن عثمان قال له : قبحك الله وقبح ما جئت به. قال أبو حبيبة : ولم يكن ذلك إلا عن ملإ من الناس ، وقام إلى عثمان شيعته من بني أمية فحملوه فأدخلوه الدار (٤) ، وكان آخر يوم رأيته فيه.

__________________

(١) نجد : اجترأ ، وانتابهم انتيابا : أتاهم مرة بعد أخرى. قاله في القاموس ١ ـ ٣٤٠ و ١٣٥.

(٢) قد جاء في الاستيعاب والإصابة وأسد الغابة في ترجمته.

(٣) ذكر هذا وغيره البلاذري في الأنساب ٥ ـ ٤٧ ، والطبري في تاريخه ٥ ـ ١١٤ [٤٠٠٨٣] ، وابن عبد البر في الاستيعاب المطبوع هامش الإصابة في ترجمة جهجاه ١ ـ ٢٥٢ ، وابن الأثير في الكامل ٣ ـ ٧٠ ، وفي الإصابة ١ ـ ٢٥٣ ، وتاريخ الخميس ٢ ـ ٢٦٠ ، وتاريخ ابن كثير ٧ ـ ١٧٥ ، والرياض النضرة ٢ ـ ١٢٣ ، وشرح ابن أبي الحديد ١ ـ ١٦٥ [ أربع مجلدات ] .. وغيرها.

(٤) قد ورد في أكثر المصادر السالفة.

٢٩٤

نكير عائشة :

وذكر الطبري في تاريخه (١) والثقفي في تاريخه (٢) ، قال : جاءت عائشة إلى عثمان ، فقالت : أعطني ما كان يعطيني أبي وعمر ، قال : لا أجد له موضعا في الكتاب ولا في السنة ، ولكن كان أبوك وعمر يعطيانك عن طيبة أنفسهما ، وأنا لا أفعل. قالت : فأعطني ميراثي من رسول الله (ص)؟!. قال : أولم تجئ فاطمة (ع) تطلب ميراثها من رسول الله (ص) ، فشهدت أنت ومالك بن (٣) أوس البصري أن النبي (ص) لا يورث ، وأبطلت حق فاطمة وجئت تطلبينه؟! ، لا أفعل.

وزاد الطبري (٤) : وكان عثمان متكئا فاستوى جالسا ، وقال : ستعلم فاطمة أي ابن عم لها مني اليوم؟! ألست وأعرابي يتوضأ ببوله شهدت عند أبيك.

قالا جميعا في تاريخهما : فكان إذا خرج عثمان إلى الصلاة أخرجت قميص رسول الله صلى الله عليه وآله وتنادي أنه قد خالف صاحب هذا القميص.

وزاد الطبري (٥) يقول : هذا قميص رسول الله صلى الله عليه وآله لم تبل

__________________

(١) تاريخ الطبري ٥ ـ ١٤٠ ـ ١٧٦ ، ولم أجد هذا الحديث هناك ولا الذي يليه بعد أن سبرته أكثر من مرة وفي عدة طبعات وإن كانت هناك قطعة منه ، ولعل أبا الصلاح في تقريب المعارف أراد الواقدي ، إذ لم يعتمد في هذا الفصل على الطبري وتاريخه ، ألا تراه يقول في آخر البحث ـ كما سيأتي ـ : .. وأمثال هذه الأقوال وأضعافها المتضمنة للنكير على عثمان من الصحابة أو التابعين منقولة في جميع التواريخ ، وإنما اقتصرنا على تاريخي الثقفي والواقدي لأن لنا إليهما طريقا ، ولئلا يطول الكتاب ، وفيما ذكرناه كفاية ، ومن أراد العلم بمطابقة التواريخ لما أوردناه من هذين التاريخين فليتأملها يجدها موافقة .. إلى آخر كلامه أعلى الله مقامه ، وليست العبارة للعلامة المجلسي هنا ، ولم نحصل على نسخة تقريب المعارف كما مر.

(٢) انظر : تعليقة رقم (١).

(٣) لا توجد في ( س ) : بن.

(٤) انظر : التعليقة السالفة برقم (١).

(٥) وقريب منه ما في الأنساب للبلاذري : ٥ ـ ٨٨ ، وقد حكاه عن الزهري.

٢٩٥

وقد غير عثمان سنته ، اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا (١).

وذكر الثقفي في تاريخه ، عن موسى الثعلبي ، عن عمه ، قال : دخلت مسجد المدينة فإذا الناس مجتمعون ، وإذا كف مرتفعة وصاحب الكف يقول : يا أيها الناس! العهد حديث ، هاتان نعلا رسول الله وقميصه إن فيكم فرعون أو مثله ، فإذا هي عائشة تعني عثمان ، وهو يقول : اسكتي إنما هذه امرأة رأيها رأي المرأة.

وذكر في تاريخه ، عن الحسن بن سعيد ، قال : رفعت عائشة ورقات من ورق المصحف بين عودين من وراء حجابها وعثمان على المنبر ـ ، فقالت : يا عثمان! أقم ما في كتاب الله إن تصاحب تصاحب غادرا ، وإن تفارق تفارق عن قلى. فقال عثمان : أما والله لتنتهين أو لأدخلن عليك حمران الرجال وسودانها!!.

قالت عائشة : أما والله إن فعلت لقد لعنك رسول الله صلى الله عليه وآله ثم ما استغفر لك حتى مات.

وذكر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : أخرجت عائشة قميص رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال لها عثمان : لئن لم تسكتي لأملأنها عليك حبشانا (٢). قالت : يا غادر يا فاجر! أخربت أمانتك ومزقت كتاب الله. ثم قالت : والله ما ائتمنه رجل قط إلا خانه ، ولا صحبه رجل قط إلا فارقه عن قلى.

وذكر فيه ، قال : نظرت عائشة إلى عثمان ، فقالت : ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ

__________________

(١) قال ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ٦ ـ ٢١٥ [ ٢ ـ ٧٧ ـ طبعة أربع مجلدات ] : قال كل من صنف في السير والأخبار : أن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى أنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فنصبته في منزلها ، وكانت تقول للداخلين إليها : هذا ثوب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يبل وعثمان قد أبلى سنته. قالوا : أول من سمى عثمان : نعثلا عائشة ، وكانت تقول : اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا.

(٢) قال في القاموس ٢ ـ ٢٦٦ : الحبش ـ محركتين ـ والأحبش ـ بضم الباء ـ : جنس من السودان جمعه حبشان.

٢٩٦

فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) (١).

وذكر فيه ، عن عكرمة : أن عثمان صعد المنبر فاطلعت عائشة ومعها قميص رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قالت : يا عثمان! أشهد أنك بريء من صاحب هذا القميص. فقال عثمان : ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ... ) (٢) الآية.

وذكر فيه ، عن أبي عامر مولى ثابت ، قال : كنت في المسجد فمر عثمان فنادته عائشة : يا غادر يا فاجر! أخربت أمانتك وضيعت رعيتك ، ولو لا الصلوات الخمس لمشى إليك رجال حتى يذبحوك ذبح الشاة ، فقال لها عثمان : ( امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ... ) الآية (٣).

وذكر فيه ، أن عثمان صعد ، فنادت عائشة ورفعت القميص ، فقالت : لقد خالفت صاحب هذا. فقال عثمان : إن هذه الزعراء عدوة الله ، ضرب الله مثلها ومثل صاحبتها حفصة في الكتاب : ( امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ... ) (٤) الآية. فقالت له : يا نعثل يا عدو الله! إنما سماك رسول الله باسم نعثل اليهودي الذي باليمن .. ولاعنته ولاعنها.

وذكر فيه ، عن القاسم بن مصعب العبدي ، قال : قام عثمان ذات يوم خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : نسوة يكبن في الآفاق لتنكث بيعتي ويهراق دمي ، والله لو شئت أن أملأ عليهن حجراتهن رجالا سودا وبيضا لفعلت ، ألست ختن رسول الله على ابنتيه؟. ألست جهزت جيش العسرة؟ ، ألم أك رسول رسول الله إلى أهل مكة؟. قال : إذ (٥) تكلمت امرأة من وراء الحجاب ، قال : فجعل تبدو لنا خمارها أحيانا ، فقالت : صدقت ، لقد كنت ختن (٦) رسول الله صلى الله عليه وآله على ابنتيه ، فكان منك فيهما ما قد علمت ، وجهزت جيش

__________________

(١) هود : ٩٨.

(٢) التحريم : ١٠.

(٣) التحريم : ١٠.

(٤) التحريم : ١٠.

(٥) كذا ، والظاهر : إذا.

(٦) لا توجد في ( س ) : ختن.

٢٩٧

العسرة وقد قال الله تعالى : ( فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ) (١) وكنت رسول رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أهل مكة غيبك عن بيعة الرضوان لأنك لم تكن لها أهلا ، قال فانتهرها عثمان ، فقالت : أما أنا فأشهد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن لكل أمة فرعون ، وإنك فرعون هذه الأمة.

وذكر فيه من عدة طرق ، قال (٢) : لما اشتد الحصار على عثمان تجهزت عائشة للحج ، فجاءها مروان وعبد الرحمن بن عتاب بن الأسيد فسألاها الإقامة والدفع عنه ، فقالت : قد عزيت (٣) غرائري ، وأدنيت ركابي ، وفرضت على نفسي الحج فلست بالتي أقيم ، فنهضا ومروان يتمثل :

فحرق قيس على البلاد

حتى إذا اشتعلت أجذما

فقالت : أيها المتمثل بالشعر ارجع ، فرجع ، فقالت : لعلك ترى أني إنما قلت هذا الذي قلته شكا في صاحبك ، فو الله لوددت أن عثمان مخيط عليه في بعض غرائري (٤) حتى أكون أقذفه في اليم ، ثم ارتحلت حتى نزلت بعض الطريق فلحقها ابن عباس أميرا على الحج ، فقالت له : يا ابن عباس! إن الله قد أعطاك لسانا وعلما (٥) فأنشدك الله أن تخذل عن قتل هذا الطاغية غدا ، ثم انطلقت فلما قضت نسكها بلغها أن عثمان قتل ، فقالت : أبعده الله بما قدمت يداه ، الحمد لله

__________________

(١) الأنفال : ٣٦.

(٢) وجاء في طبقات ابن سعد ٥ ـ ٢٥ ، والأنساب للبلاذري ٥ ـ ٧٠.

(٣) في ( س ) : غريت ، وفي ( ك‍ ) نسخة بدل : غررت. وجاء في طبقات ابن سعد : قد حلبت ظهري وعريت غرائري.

(٤) في لفظ البلاذري : وددت والله أنه في غرارة من غرائري هذه ، وأني طوقت حملة حتى ألقيه في البحر.

(٥) وفي لفظ الطبري ٣ ـ ٣٤٣ : فقالت : يا ابن عباس! أنشدك الله فإنك قد أعطيت لسانا إزعيلا أن تخذل عن هذا الرجل وأن تشكك فيه الناس.

وفي لفظ البلاذري : يا ابن عباس! إن الله قد آتاك عقلا وفهما وبيانا فإياك أن ترد الناس عن هذا الطاغية.

٢٩٨

الذي قتله ، وبلغها أن طلحة ولي بعده ، فقالت : إيهن [ إيه ] ذا الإصبع ، فلما بلغها أن عليا عليه السلام بويع ، قالت : وددت أن هذه وقعت على هذه (١).

وذكر الواقدي في تاريخه كثيرا مما ذكره الثقفي ، وزاد في حديث مروان ومجيئه إلى عائشة : أن زيد بن ثابت كان معه وأنها قالت : وددت والله أنك وصاحبك هذا الذي يعينك [ يعنيك ] أمره في رجل كل واحد منكما رحى ، وأنه في البحر ، وأما أنت يا زيد فما أقل والله من له مثل ما لك من عضدان العجوة.

وذكر من طريق آخر : أن المكلم لها في الإقامة مع مروان عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ، قالت : لا والله ولا ساعة ، إن عثمان غير فغير الله به أثركم والله وترك أصحاب محمد صلى الله عليه وآله.

وزاد في خطابها لابن عباس عتاب [ عتابا ] : إنك قد أعطيت لسانا وجدلا وعقلا وبيانا ، وقد رأيت ما صنع ابن عفان ، اتخذ عباد الله خولا ، فقال : يا أمه! دعيه وما هو فيه لا ينفرجون عنه حتى يقتلوه. قالت : بعده الله.

ومن طريق آخر : إياك أن ترد الناس عن هذه الطاغية ، فإن المصريين قاتلوه.

وروى عن ابن عباس ، قال : دخلت عليها بالبصرة فذكرتها هذا الحديث ، فقالت : ذلك المنطق الذي تكلمت به يومئذ هو الذي أخرجني ، لم أر بي (٢) توبة إلا الطلب بدم عثمان ورأيت أنه قتل مظلوما. قال : فقلت لها : فأنت قتلتيه بلسانك ، فأين تخرجين؟! توبي وأنت في بيتك ، أو أرضي ولاة دم عثمان ولده. قالت : دعنا من جدالك فلسنا (٣) من الباطل في شيء.

وذكر الواقدي ، عن عائشة بنت قدامة ، قالت : سمعت عائشة زوج النبي

__________________

(١) وقد حكى ابن أبي الحديد في شرحه ٢ ـ ٧٧ من طرق مختلفة فقرات منه.

(٢) قد تقرأ في ( س ) : ولم أولي.

(٣) وضع على : فلسنا ، رمز نسخة بدل في مطبوع البحار.

٢٩٩

صلى الله عليه وآله يقول [ كذا ] وعثمان محصور قد حيل بينه وبين الماء ـ : أحسن أبو محمد حين حال بينه وبين الماء. فقالت لها (١) : يا أمه! على عثمان. فقالت : إن عثمان غير سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسنة الخليفتين من قبله فحل دمه.

وذكر الواقدي في تاريخه ، عن كريمة بنت المقداد ، قالت : دخلت على عائشة ، فقالت : إن عثمان أرسل إلي أن أرسل إلى طلحة فأبيت ، وأرسل إلي أن أقيمي ولا تخرجي إلى مكة ، فقلت : قد جبلت (٢) ظهري وغريت (٣) غرائري ، وإني خارجة غدا إن شاء الله ، لا والله ما أراني أرجع حتى يقتل ، قالت : قلت : بما قدمت يداه ، كان أبي تعني المقداد ينصح له فيأبى إلا تقريب مروان وسعيد بن عامر ، قالت عائشة : حبهم والله صنع ما ترين ، حمل إلى سعيد بن العاص (٤) مائة ألف ، وإلى عبد الله بن خالد بن أسيد ثلاثمائة ألف ، وإلى حارث (٥) بن الحكم مائة ألف ، وأعطى مروان خمس إفريقية لا يدري كم هو ، فلم يكن الله ليدع عثمان.

وذكر في تاريخه ، عن علقمة بن أبي علقمة ، عن أبيه ، عن عائشة أنها كانت أشد الناس على عثمان تحرض الناس عليه وتؤلب حتى قتل (٦) فلما قتل وبويع

__________________

(١) لا توجد : لها ، في ( س ).

(٢) في ( ك‍ ) : جلبت.

(٣) توجد نسخة بدل في ( ك‍ ) : غررت.

(٤) في ( س ) : العباس ، وهو غلط.

(٥) في ( س ) : الحارث ـ بالألف واللام ـ.

(٦) مصادر حول إنكار عائشة غير ما مر : طبقات ابن سعد ٥ ـ ٢٥ ، أنساب البلاذري ٥ ـ ٧٠ ، ٧٥ ، ٩١ ، الإمامة والسياسة ١ ـ ٤٣ ، ٤٦ ، ٥٧ ، تاريخ الطبري ٥ ـ ١٤٠ ، ١٦٦ ، ١٧٢ ، ١٧٦ ، العقد الفريد ٢ ـ ٢٦٧ ، ٢٧٢ ، تاريخ ابن عساكر ٧ ـ ٣١٩ ، الاستيعاب في ترجمة صخر بن قيس ٢ ـ ١٩٢ من المطبوع هامش الإصابة ، تاريخ أبي الفداء ١ ـ ١٧٢ ، شرح ابن أبي الحديد ٢ ـ ٧٧ ، ٥٠٦ ، تذكرة سبط ابن الجوزي : ٣٨ ، ٤٠ ، نهاية ابن الأثير ٤ ـ ١٦٦ ، أسد الغابة ٣ ـ ١٥ ، كامل ابن الأثير ٣ ـ ٨٧ ، حياة الحيوان للدميري ٢ ـ ٣٥٩ ، السيرة الحلبية ٣ ـ ٣١٤ ، لسان العرب ١٤ ـ ١٩٣ ، تاج العروس ٨ ـ ١٤١ وغيرها كثير.

٣٠٠