بحار الأنوار - ج ٣١

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار - ج ٣١

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


المحقق: الشيخ عبد الزهراء العلوي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الرضا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٦٣
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

قالت : فإن أحمد بن إسحاق (١) يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام أن هذا اليوم هو يوم عيد ، وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام وعند مواليهم. قلنا : فاستأذني لنا بالدخول عليه ، وعرفيه بمكاننا ، فدخلت عليه وأخبرته بمكاننا ، فخرج علينا (٢) وهو متزر بمئزر له محتبي (٣) بكسائه (٤) يمسح وجهه ، فأنكرنا ذلك عليه ، فقال : لا عليكما ، فإني كنت اغتسلت للعيد. قلنا : أوهذا يوم عيد؟. قال : نعم ، وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول ـ ، قالا جميعا : فأدخلنا داره (٥) وأجلسنا على سرير له ، وقال : إني قصدت مولانا أبا الحسن العسكري عليه السلام مع جماعة إخوتي كما قصدتماني بسرمن رأى (٦) ، فاستأذنا بالدخول عليه فأذن لنا ، فدخلنا عليه صلوات الله عليه في مثل (٧) هذا اليوم وهو يوم التاسع من شهر ربيع الأول وسيدنا عليه السلام قد أوعز إلى كل واحد من خدمه أن يلبس ما يمكنه (٨) من الثياب الجدد ، وكان بين يديه مجمرة (٩) يحرق العود بنفسه ، قلنا : بآبائنا أنت وأمهاتنا يا ابن رسول الله! هل تجدد لأهل البيت في هذا اليوم (١٠) فرح؟!. فقال : وأي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم؟!. ولقد حدثني أبي عليه السلام أن حذيفة بن اليمان

__________________

(١) لا توجد في المصدر : ابن إسحاق.

(٢) في المحتضر : فخرج إلينا.

(٣) في ( ك‍ ) : مجتبى. وفي المصدر : محتضن. وجملة جاءت في مطبوع البحار نسخة بدل وهي : يفوح مسكا ، بعد : محتبى.

(٤) في المحتضر : لكسائه.

(٥) عبارة المصدر هكذا : يوم عيد ـ وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول ـ؟ قال : نعم ، ثم أدخلنا داره.

(٦) في المحتضر : من إخوتي بسرمن رأى كما قصدتماني. بزيادة : من ، مع تقديم وتأخير.

(٧) لا توجد في المصدر : فأذن .. إلى هنا. وفيه : في هذا اليوم.

(٨) جاءت في المصدر : له ، بدلا من : يمكنه.

(٩) زيادة : وهو ، في المحتضر قبل : يحرق.

(١٠) لا توجد في المصدر : في هذا اليوم.

١٢١

دخل في مثل هذا اليوم وهو (١) التاسع من شهر ربيع الأول على جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال حذيفة : رأيت (٢) سيدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين عليهم السلام يأكلون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو (٣) يتبسم في وجوههم عليهم السلام ويقول لولديه الحسن والحسين عليهما السلام : كلا هنيئا لكما ببركة هذا اليوم ، فإنه اليوم الذي يهلك الله (٤) فيه عدوه وعدو جدكما ، ويستجيب فيه دعاء أمكما.

كلا! فإنه اليوم الذي (٥) يقبل الله فيه أعمال شيعتكما ومحبيكما.

كلا! فإنه اليوم الذي يصدق فيه قول الله : ( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا ) (٦) كلا! فإنه اليوم الذي يتكسر (٧) فيه شوكة مبغض جدكما.

كلا! فإنه يوم (٨) يفقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقهم.

كلا! فإنه اليوم (٩) الذي يقدم (١٠) الله فيه ( إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ ) فيجعله ( هَباءً مَنْثُوراً ) قال حذيفة : فقلت : يا رسول الله! وفي أمتك وأصحابك من ينتهك (١١) هذه الحرمة؟.

__________________

(١) في المصدر زيادة : اليوم.

(٢) لا توجد في المحتضر : حذيفة. وفيه : فرأيت.

(٣) في المصدر : ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بدلا من : وهو.

(٤) لا توجد في المحتضر : فإنه اليوم. وفيه : يقبض ، بدلا من : يهلك.

(٥) في المصدر : الذي فيه.

(٦) النمل : ٥٢.

(٧) في ( س ) : يكسر ، وفي المصباح : تكسر.

(٨) زيادة كلمة : الذي ، جاءت في المصدر بعد : يوم.

(٩) لا توجد : اليوم ، في ( س ).

(١٠) في المحتضر : يعمد.

(١١) في ( ك‍ ) نسخة بدل : يهتك.

١٢٢

فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نعم يا حذيفة (١)! جبت من المنافقين يترأس عليهم ويستعمل في أمتي الرياء ، ويدعوهم إلى نفسه ، ويحمل على عاتقه درة الخزي ، ويصد الناس (٢) عن سبيل الله ، ويحرف كتابه ، ويغير سنتي ، ويشتمل على إرث ولدي ، وينصب نفسه علما ، ويتطاول على إمامة من (٣) بعدي ، ويستحل (٤) أموال الله من غير حلها ، وينفقها في غير طاعته (٥) ، ويكذبني (٦) ويكذب أخي ووزيري ، وينحي ابنتي عن حقها ، وتدعو (٧) الله عليه ويستجيب الله (٨) دعاءها في مثل هذا اليوم.

قال حذيفة : قلت (٩) : يا رسول الله! لم لا تدعو (١٠) ربك عليه ليهلكه في حياتك؟!. قال (١١) : يا حذيفة! لا أحب أن أجترئ على قضاء الله (١٢) لما قد سبق في علمه ، لكني سألت الله أن يجعل اليوم الذي يقبضه فيه (١٣) فضيلة على سائر الأيام ليكون ذلك سنة يستن بها أحبائي وشيعة أهل بيتي ومحبوهم ، فأوحى إلي جل ذكره ، فقال لي (١٤) : يا محمد! كان في سابق علمي أن تمسك (١٥) وأهل بيتك

__________________

(١) فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا حذيفة. هكذا جاءت في المصدر.

(٢) لا توجد في المحتضر : الناس.

(٣) في المصدر : على من بعدي.

(٤) نسخة بدل : يستجلب ، جاءت في ( ك‍ ).

(٥) في ( ك‍ ) : طاعة ـ بلا ضمير ـ.

(٦) لا توجد في المصدر : ويكذبني.

(٧) في المصدر : فتدعوا. والظاهر زيادة : الألف.

(٨) لا توجد لفظة الجلالة في المحتضر.

(٩) في المصدر : فقلت.

(١٠) في المصدر : فلم لا تدعوا. والألف زائدة ظاهرا.

(١١) في المحتضر : فقال.

(١٢) جاءت زيادة : تعالى ، في المحتضر بعد لفظ الجلالة.

(١٣) في المصدر : له ، بدلا من : فيه.

(١٤) في المصدر : أن ، بدلا من : فقال لي. وفي ( س ) : فقال ـ من دون : لي.

(١٥) في ( س ) : يمسك.

١٢٣

محن الدنيا وبلاؤها ، وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي من (١) نصحتهم وخانوك ، ومحضتهم وغشوك ، وصافيتهم وكاشحوك (٢) ، وأرضيتهم (٣) وكذبوك ، وانتجيتهم (٤) وأسلموك ، فإني بحولي (٥) وقوتي وسلطاني لأفتحن على روح من يغصب بعدك عليا حقه ألف باب من النيران من سفال الفيلوق ، ولأصلينه (٦) وأصحابه قعرا يشرف عليه إبليس فيلعنه ، ولأجعلن ذلك المنافق (٧) عبرة في القيامة لفراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر ، ولأحشرنهم وأولياءهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى نار جهنم زرقا كالحين أذلة خزايا نادمين ، ولأخلدنهم فيها أبد الآبدين ، يا محمد! لن يوافقك (٨) وصيك في منزلتك إلا بما يمسه من البلوى من فرعونه (٩) وغاصبه الذي يجترئ علي ويبدل كلامي ، ويشرك بي ويصد الناس عن سبيلي ، وينصب من (١٠) نفسه عجلا لأمتك ، ويكفر بي في عرشي ، إني قد أمرت

__________________

(١) الذي ، بدلا من : من ، جاءت في المحتضر.

(٢) قال في الصحاح ١ ـ ٣٩٩ : الكاشح : الذي يضمر لك العداوة ، يقال : كشح له بالعداوة وكاشحه بمعنى ، وانظر : النهاية ٤ ـ ١٧٥ ، ومجمع البحرين ٢ ـ ٤٠٧ ، والقاموس المحيط ١ ـ ٢٤٥.

(٣) في المصدر : وصدقتهم ، بدلا من : وأرضيتهم.

(٤) في ( ك‍ ) : انتجبتهم. وفيه نسخة بدل : جنبتهم. وفي المحتضر : أنجيتهم.

(٥) في المحتضر : فأنا آليت بحولي.

(٦) في ( س ) : ولأصلبنه ، وفي المصدر : من أسفل الفيلوق ولأصلينه.

أقول : قال في القاموس ٤ ـ ٣٥٢ : صلى اللحم يصليه صليا : شواه أو ألقاه في النار للإحراق كأصلاه وصلاه وصلاه. وفيه ٤ ـ ٣٥٢ : وأصلاه النار وصلاه إياها وفيها وعليها .. أدخله إياها وأشواه فيها. وانظر : الصحاح ٦ ـ ٢٤٠٢ ـ ٢٤٠٤ و ٣ ـ ٥٠ ـ ٥١ ، ومجمع البحرين ١ ـ ٢٦٦ ٢٦٩. أما الفيلوق : فلعله مأخوذ من الفلق الذي قيل إنه صدع في النار أو جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره سأل الله أن يأذن له أن يتنفس فأذن له فأحرق جهنم ، كما فصله شيخنا الطريحي في مجمع البحرين ٥ ـ ٢٢٩. ولاحظ : القاموس ٣ ـ ٢٧٧ وغيره.

(٧) في ( س ) : المنافقين.

(٨) في المحتضر : لن يرافقك ، وهو الظاهر. وفي البحار : إن مرافقك.

(٩) في ( س ) : من فرعون ـ بلا ضمير ـ.

(١٠) لا توجد : من ، في المصدر.

١٢٤

ملائكتي في (١) سبع سماواتي لشيعتكم ومحبيكم (٢) أن يتعيدوا في هذا (٣) اليوم الذي أقبضه (٤) إلي ، وأمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي حذاء البيت المعمور ويثنوا علي ويستغفروا لشيعتكم ومحبيكم من ولد آدم ، وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلهم ثلاثة أيام من ذلك اليوم ولا أكتب (٥) عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لك ولوصيك ، يا محمد! إني قد جعلت ذلك اليوم عيدا لك ولأهل بيتك ولمن تبعهم من المؤمنين و (٦) شيعتهم ، وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في مكاني لأحبون من تعيد (٧) في ذلك اليوم محتسبا ثواب الخافقين ، ولأشفعنه (٨) في أقربائه وذوي رحمه ، ولأزيدن في ماله إن وسع على نفسه وعياله فيه ، ولأعتقن من النار في كل حول في مثل ذلك اليوم ألفا من مواليكم وشيعتكم ، ولأجعلن سعيهم مشكورا ، وذنبهم مغفورا ، وأعمالهم مقبولة.

قال حذيفة : ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل إلى (٩) بيت (١٠) أم سلمة (١١) ، ورجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الشيخ (١٢) ، حتى ترأس بعد وفاة النبي

__________________

(١) في المصدر لا توجد : ملائكتي في.

(٢) في ( س ) : وشيعتك ومحبيك. ووضع عليها رمز نسخة بدل صحيحة. وخط عليها في ( ك‍ ).

(٣) وضع على : هذا ، رمز نسخة بدل في ( س ).

(٤) جاءت زيادة : فيه ، في المحتضر.

(٥) في ( ك‍ ) نسخة بدل : ولا يكتبوا. وفي المصدر : لا يكتبون. ولا توجد فيه الواو ولفظة : عليهم.

(٦) لا توجد في المحتضر : من المؤمنين و.

(٧) في المصدر : من يعيد.

(٨) لا توجد : ولأشفعنه ، في المصدر.

(٩) وضع على : إلى ، في ( ك‍ ) رمز نسخة بدل.

(١٠) في مطبوع البحار جعل على : بيت ، رمز نسخة بدل. ولا توجد في المصدر.

(١١) جاءت : فدخل في المصدر هنا ـ أي بتقديم وتأخير ـ.

(١٢) في ( ك‍ ) : الثاني ، نسخة بدل من : الشيخ.

١٢٥

صلى الله عليه وآله وأتيح الشر وعاد (١) الكفر ، وارتد عن الدين ، وتشمر (٢) للملك ، وحرف القرآن ، وأحرق بيت الوحي ، وأبدع السنن ، وغير الملة ، وبدل السنة ، ورد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام ، وكذب فاطمة بنت رسول الله (ص) (٣) ، واغتصب فدكا ، وأرضى المجوس واليهود والنصارى ، وأسخن (٤) قرة عين المصطفى ولم يرضها (٥) ، وغير السنن كلها ، ودبر على قتل أمير المؤمنين عليه السلام ، وأظهر الجور ، وحرم ما أحل الله ، وأحل ما حرم الله ، وألقى إلى الناس أن يتخذوا من جلود الإبل دنانير ، ولطم وجه (٦) الزكية ، وصعد منبر رسول الله غصبا وظلما ، وافترى على أمير المؤمنين (ع) وعانده وسفه رأيه. قال حذيفة : فاستجاب (٧) الله دعاء مولاتي عليها السلام على ذلك المنافق ، وأجرى قتله على يد قاتله رحمة الله عليه ، فدخلت على (٨) أمير المؤمنين عليه السلام لأهنئه بقتل المنافق (٩) ورجوعه إلى دار الانتقام.

قال أمير المؤمنين عليه السلام (١٠) : يا حذيفة! أتذكر اليوم الذي دخلت فيه على سيدي (١١) رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا وسبطاه نأكل معه ، فدلك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه؟. قلت : بلى يا أخا رسول الله (ص).

__________________

(١) لا توجد في المحتضر : وأتيح الشر. وفيه : وأعاد ، بدلا من : وعاد.

(٢) في المصدر : وشمر.

(٣) لا توجد : بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في المحتضر.

(٤) في المصدر : وأسخط. وهي نسخة بدل في مطبوع البحار.

(٥) في المحتضر : ولم يرضهم ـ بضمير الجمع ـ.

(٦) جاءت زيادة : حر ، قبل كلمة : وجه ، في المصدر.

(٧) خ. ل : استجاب ـ بلا فاء ـ ، جاءت على مطبوع البحار.

(٨) لا توجد في ( س ) : على.

(٩) في المصدر : بقتله. ولا توجد كلمة : المنافق.

(١٠) عبارة المصدر هكذا : قال : فقال لي.

(١١) لا توجد : سيدي ، في المحتضر.

١٢٦

قال (١) : هو والله هذا اليوم الذي أقر الله به عين آل الرسول ، وإني لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسما ، قال حذيفة : قلت : يا أمير المؤمنين! أحب أن تسمعني أسماء هذا اليوم ، وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول (٢).

فقال أمير المؤمنين عليه السلام : هذا يوم الاستراحة ، ويوم تنفيس الكربة ، ويوم الغدير (٣) الثاني ، ويوم تحطيط (٤) الأوزار ، ويوم الخيرة (٥) ، ويوم رفع القلم ، ويوم الهدو (٦) ، ويوم العافية ، ويوم البركة ، ويوم الثارات (٧) ، ويوم (٨) عيد الله الأكبر ، ويوم يستجاب فيه (٩) الدعاء ، ويوم الموقف الأعظم ، ويوم التوافي ، ويوم الشرط ، ويوم نزع السواد ، ويوم ندامة الظالم ، ويوم انكسار الشوكة ، ويوم نفي الهموم ، ويوم القنوع ، ويوم عرض القدرة (١٠) ، ويوم التصفح ، ويوم فرح الشيعة ، ويوم التوبة ، ويوم الإنابة ، ويوم الزكاة العظمى ، ويوم الفطر الثاني ، ويوم سيل (١١) النغاب (١٢) ، ويوم تجرع الريق (١٣) ، ويوم الرضا ، ويوم عيد أهل البيت ، ويوم ظفرت به بنو إسرائيل ، ويوم يقبل الله أعمال الشيعة (١٤) ، ويوم تقديم الصدقة ،

__________________

(١) في المصدر : فقال.

(٢) لا توجد : وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول ، في المصدر.

(٣) في المحتضر : العيد ، بدلا من : الغدير.

(٤) جاءت : حط ، بدلا من : تحطيط ، في المصدر.

(٥) نسخة بدل في ( ك‍ ) : الحبوة.

(٦) في ( ك‍ ) : الهدي.

(٧) في المحتضر : الثار.

(٨) لا توجد كلمة : اليوم ، في ( س ) ، وهي نسخة بدل في ( ك‍ ).

(٩) في المصدر : أجابت ، بدلا من : يستجاب فيه.

(١٠) كذا جاءت العبارة في حاشية ( س ) ، وفي متن ( ك‍ ) : يوم العرض ، ويوم القدرة ، ووضع عليها رمز نسخة بدل.

(١١) الكلمة مشوشة في المطبوع من البحار.

(١٢) في المحتضر : الشعاب.

(١٣) الدقيق ، بدلا من الريق ، جاءت في المصدر.

(١٤) في المحتضر : ويوم قبول الأعمال.

١٢٧

ويوم الزيارة (١) ، ويوم قتل المنافق ، ويوم ( الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) ، ويوم سرور أهل البيت ، ويوم الشاهد ويوم (٢) المشهود ، ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ ) (٣) ، ويوم القهر على العدو (٤) ، ويوم هدم الضلالة ، ويوم التنبيه (٥) ، ويوم التصريد (٦) ، ويوم الشهادة ، ويوم التجاوز عن المؤمنين ، ويوم الزهرة ، ويوم العذوبة ، ويوم المستطاب به ، ويوم ذهاب (٧) سلطان المنافق ، ويوم التسديد ، ويوم يستريح فيه المؤمن (٨) ، ويوم المباهلة ، ويوم المفاخرة ، ويوم قبول الأعمال ، ويوم التبجيل (٩) ، ويوم إذاعة السر (١٠) ، ويوم نصر المظلوم ، ويوم الزيارة (١١) ، ويوم التودد ، ويوم التحبب (١٢) ، ويوم الوصول ، ويوم التزكية (١٣) ويوم كشف البدع ، ويوم الزهد في

__________________

(١) نسخة في ( ك‍ ) : الزياة. ولعلها : الزيادة. ونسخة بدل في مطبوع البحار : ويوم طلب الزيارة. وقد وضع على : الطلب ، رمز نسخة بدل.

(٢) جاءت كلمة : يوم ، في ( س ) بعنوان أنها نسخة بدل.

(٣) لا توجد : ويوم يعض الظالم على يديه ، في المصدر. وفيه بدلا من : المشهود ، الشهود ـ بلا ميم ـ.

(٤) في المحتضر : للعدو.

(٥) خ. ل : النبلة ، كذا على المطبوع من البحار.

(٦) في ( ك‍ ) لعلها تقرأ : التصربد. أقول : لم أجد معنى مناسبا لها ، أما التصريد فهو في السقي دون الري ، والتصريد في العطاء تقليله .. ، والصرد : البرد .. تقول : يوم صرد ، كما صرح بذلك في النهاية ٣ ـ ٢١ ، والصحاح ٦ ـ ٤٩٦ ـ ٤٩٧ ، والفائق ١ ـ ٢٣٦ ، ومجمع البحرين ٣ ـ ٣٦٣ ٣٦٥. وقال في القاموس المحيط ١ ـ ٣٠٧ : الصرد : الخالص من كل شيء.

(٧) في المصدر : ويوم الزهرة ، ويوم التعريف ، ويوم الاستطابة ، ويوم الذهاب. ولا توجد فيه : سلطان المنافق.

(٨) في المحتضر جاءت العبارة هكذا : ويوم التشديد ، ويوم ابتهاج المؤمن. وفي ( س ) : تصريح ، بدلا من : يستريح ، وهو غلط.

(٩) هنا زيادة : ويوم النحلة في ( ك‍ ) ، ووضع عليها رمز نسخة بدل في ( س ) ، ولا توجد في المصدر.

(١٠) كذا في المصدر ، وفي ( س ) : إضاعة الصر ، وفي ( ك‍ ) : إذاعة الصر.

(١١) في المصدر زيادة : ويوم النصرة ، ويوم زيادة الفتح.

(١٢) في المحتضر : المفاكهة ، بدلا من : التحبب.

(١٣) التذكية ـ بالذال المعجمة ـ ، جاءت في المصدر.

١٢٨

الكبائر ، ويوم التزاور (١) ، ويوم الموعظة ، ويوم العبادة ، ويوم الاستسلام (٢).

قال حذيفة : فقمت من عنده يعني أمير المؤمنين عليه السلام وقلت في نفسي : لو لم أدرك من أفعال الخير وما أرجو (٣) به الثواب إلا فضل هذا اليوم لكان مناي.

قال محمد بن العلاء الهمداني ، ويحيى بن محمد (٤) بن جريح : فقام كل واحد منا وقبل رأس أحمد بن إسحاق بن سعيد القمي ، وقلنا (٥) : الحمد لله الذي قيضك لنا حتى شرفتنا بفضل هذا اليوم ، و (٦) رجعنا عنه ، وتعيدنا في ذلك اليوم (٧).

قال السيد (٨) : نقلته من خط محمد بن علي بن محمد بن طي رحمه‌الله ، ووجدنا فيما تصفحنا من الكتب عدة روايات موافقة لها فاعتمدنا عليها ، فينبغي تعظيم هذا اليوم المشار إليه وإظهار السرور فيه (٩).

__________________

(١) في المصباح : ويوم الزهد ويوم الورع ، ولا توجد : في الكبائر.

(٢) زيادة : ويوم السلم ويوم النحر ويوم البقر ، جاءت في المصدر.

(٣) في طبعتي البحار والمصدر بالألف : أرجوا ، وهو غلط.

(٤) لا توجد : بن محمد ، في المصدر.

(٥) هنا زيادة : له ، في المصباح.

(٦) في المصدر : ثم ، بدلا من : الواو.

(٧) لا توجد : اليوم ، في المصباح. وإلى هنا جاء في المحتضر باختلافات لفظية. وأوردها محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة في الفصل المتعلق بأمير المؤمنين (ع) مسندا. ورواها مسندا في مصباح الأنوار للشيخ هاشم بن محمد ـ من أعلام علماء الإمامية في القرن السادس ـ ونص سند المصباح هو : قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد القمي بالكوفة ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن جعدويه القزويني ـ وكان شيخا صالحا زاهدا سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة صاعد إلى الحج قال : حدثني محمد بن علي القزويني ، قال : حدثنا الحسن بن الحسن الخالدي بمشهد أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : حدثنا محمد بن العلاء الهمداني الواسطي ويحيى بن محمد بن جريح البغدادي قالا ..

(٨) الظاهر في كتابه زوائد الفوائد الذي لم نحصل على نسخة منه حتى الآن.

(٩) انتهى كلام السيد في الزوائد. وانظر : مستدرك الوسائل ١ ـ ١٥٥ رواه عن الشيخ المفيد ، والبحار

١٢٩

بيان :

في القاموس (١) : احتبى بالثوب : اشتمل. وفي بعض النسخ مكان قوله محتبي بكساء (٢) : يفوح مسكا وهو (٣).

قوله عليه‌السلام : ويوم سيل النغاب .. هو مقابل قولهم : غص بريقه. في القاموس (٤) : نغب الريق كمنع ونصر وضرب ـ : ابتلعه ، والطائر حسا من الماء .. والإنسان في الشرب : جرع ، والنغبة : الجرعة. وفي بعض النسخ : يوم سبيل الله.

قوله عليه‌السلام : ويوم ظفرت به بنو إسرائيل .. أي يشبه ذلك اليوم ، فإنه كان فرعون هذه الأمة أو كان ضفر بني إسرائيل أيضا في هذا اليوم ، والوجهان جاريان في بعض الفقرات الأخر : كنزع السواد.

والتصريد : التقليل (٥) ، وكأنه سقط بعض الفقرات من الرواة ، وبضم

__________________

٢٠ ـ ٣٣٢. وحكي عن السيد رضي الدين علي بن طاوس في كتاب زوائد الفوائد.

أقول : قال العلامة المجلسي في بحاره : ٩٨ ـ ٣٥٦ : وإن كان يمكن أن يكون تأويل ما رواه أبو جعفر ابن بابويه في أن قتل من ذكر كان يوم تاسع ربيع الأول ، لعل معناه أن السبب الذي اقتضى عزم القاتل على قتل من قتل كان ذلك السبب يوم تاسع ربيع الأول ، فيكون اليوم الذي فيه سبب القتل أصل القتل ، ويمكن أن يسمى مجازا بالقتل ، ويمكن أن يتأول بتأويل آخر ، وهو أن يكون توجه القاتل من بلده إلى البلد الذي وقع القتل كان يوم سابع [ كذا ] ربيع الأول .. إلى آخره.

وقال قبل ذلك : فإذا كانت وفاة مولانا الحسن العسكري عليه‌السلام ـ كما ذكره هؤلاء ـ لثمان خلون من ربيع الأول ، فيكون ابتداء ولاية المهدي عليه‌السلام على الأمة يوم تاسع ربيع الأول ، فلعل تعظيم هذا اليوم ـ وهو يوم تاسع ربيع الأول ـ لهذا الوقت المفضل والعناية لمولى المعظم المكمل ..

وعليك بملاحظة ما جاء في حاشية كتاب المحتضر : ٤٤ ـ ٥٥.

(١) القاموس ٤ ـ ٣١٥. وجاء في تاج العروس ١٠ ـ ٨١ ، ولسان العرب ١٤ ـ ١٦٠.

(٢) في ( ك‍ ) : بكسائه.

(٣) خط على : وهو ، في ( ك‍ ).

(٤) القاموس ١ ـ ١٣٣ ، وكذا ذكره ابن منظور في لسانه ١ ـ ٧٦٥ ، والزبيدي في التاج ١ ـ ٤٩٠.

(٥) نص عليه في الصحاح ٢ ـ ٤٩٧ ، والقاموس ١ ـ ٣٠٧ ، ولسان العرب ٣ ـ ٢٤٩ ،

١٣٠

بعض النسخ يتم العدد.

أقول : وقال السيد علي بن طاوس قدس الله روحه في كتاب الإقبال (١) بعد ذكر اليوم التاسع من ربيع الأول : اعلم أن هذا اليوم وجدنا فيه رواية عظيم (٢) الشأن ، ووجدنا جماعة من العجم والإخوان يعظمون السرور فيه ، ويذكرون أنه يوم هلاك بعض من كان يهون بالله جل جلاله ورسوله صلوات الله عليه وآله ويعاديه ، ولم أجد فيما تصفحت من الكتب إلى الآن موافقة أعتمد عليها للرواية التي رويناها عن ابن بابويه تغمد الله بالرضوان (٣) ، فإن أراد أحد تعظيمه مطلقا لسر يكون في مطاويه غير الوجه الذي ظهر فيه احتياطا للرواية فهكذا (٤) عادة ذوي الدراية ... (٥) ، وإن كان يمكن أن يكون تأويل ما رواه أبو (٦) جعفر بن بابويه في أن قتل من ذكر كان في (٧) تاسع ربيع الأول ، لعل معناه أن السبب الذي اقتضى عزم القاتل على قتله كان في ذلك اليوم (٨) ، ويمكن أن يسمى مجازا سبب القتل (٩) بالقتل ، أو يكون (١٠) توجه القاتل من بلده في ذلك اليوم أو وصول القاتل إلى مدينة القتل فيه.

وأما تأويل من تأول أن الخبر بالقتل وصل إلى بلد ابن بابويه فيه فلا

__________________

وتاج العروس ٢ ـ ٣٩٦.

(١) الإقبال : ٥٩٧ ـ ٥٩٨ ( الحجرية ).

(٢) في ( ك‍ ) نسخة بدل : عظيمة.

(٣) في ( س ) : رضوانه ، وفي المصدر نسخة بدل : بالغفران.

(٤) في الإقبال : فكذا.

(٥) هنا سقط كبير ، ذكر فيه مصادر جمة في وفاة الحسن العسكري عليه‌السلام ـ ثم قال : أقول ...

(٦) لا توجد في المصدر : أبو.

(٧) في الإقبال : يوم ، بدلا من : في.

(٨) جاءت العبارة في المصدر : قتل من قتل كان ذلك السبب يوم تاسع ربيع الأول ، فيكون اليوم الذي فيه سبب القتل أصل القتل ، بدلا من : قتله كان في ذلك اليوم.

(٩) لا توجد : سبب القتل ، في المصدر.

(١٠) هنا زيادة في المصدر وهي : يمكن أن يؤول بتأويل آخر وهو أن يكون. وفيه : الواو ، بدلا من : أو.

١٣١

يصح (١) ، لأن الحديث الذي رواه ابن بابويه عن الصادق عليه السلام تضمن أن القتل كان في ذلك اليوم (٢) ، فكيف يصح هذا التأويل؟. انتهى ملخص كلامه نور الله ضريحه.

ويظهر منه ورود رواية أخرى عن الصادق عليه‌السلام بهذا المضمون رواها الصدوق رحمه‌الله ، ويظهر من كلام خلفه الجليل ورود عدة روايات دالة على كون قتله في ذلك اليوم ، فاستبعاد ابن إدريس وغيره رحمة الله عليهم ليس في محله ، إذ اعتبار تلك الروايات مع الشهرة بين أكثر الشيعة سلفا وخلفا لا يقصر عما ذكره المؤرخون من المخالفين ، ويحتمل أن يكونوا غيروا هذا اليوم ليشتبه الأمر على الشيعة فلا يتخذوه يوم عيد وسرور.

فإن قيل : كيف اشتبه هذا الأمر العظيم بين الفريقين مع كثرة الدواعي على ضبطه ونقله.

قلنا : نقلب الكلام عليكم ، مع أن هذا الأمر ليس بأعظم من وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع أنه وقع الخلاف فيه بين الفريقين ، بل بين كل منهما مع شدة تلك المصيبة العظمى ، وما استتبعته من الدواهي الأخرى ، مع أنهم اختلفوا في يوم القتل كما عرفت وإن اتفقوا في كونه في ذي الحجة ، ومن نظر في اختلاف الشيعة وأهل الخلاف في أكثر الأمور التي توفرت الدواعي على نقلها مع كثرة حاجة الناس إليها كالأذان والوضوء والصلاة والحج وتأمل فيها لا يستبعد أمثال ذلك ، والله تعالى أعلم بحقائق الأمور.

١ ـ ما (٣) : جماعة ، عن أبي الفضل (٤) ، عن صالح بن أحمد ومحمد بن القاسم ، عن محمد بن تسنيم ، عن جعفر بن محمد بن حكيم ، عن إبراهيم بن عبد

__________________

(١) في الإقبال : إلى بلد أبي جعفر بن بابويه يوم تاسع ربيع الأول ، فإنه لا يصح.

(٢) في المصدر : كان في يوم تاسع ربيع الأول.

(٣) أمالي الشيخ الطوسي ٢ ـ ١٨٨ مع اختصار في الإسناد.

(٤) في المصدر : أبي المفضل. وهي نسخة في حاشية ( ك‍ ).

١٣٢

الحميد ، عن رقية (١) بن مصقلة بن عبد الله بن جويعة بن حمزة (٢) العبدي (٣) ، عن أبيه ، عن جده عبد الله قال : قدمنا وفد عبد القيس في إمارة عمر بن الخطاب ، فسأله رجلان منا عن طلاق الأمة ، فقام معهما و (٤) قال : انطلقا ، فجاء إلى حلقة فيها رجل أصلع ، فقال : يا أصلع! كم طلاق (٥) الأمة؟ ، قال : فأشار (٦) بإصبعيه .. هكذا يعني اثنتين ـ. قال : فالتفت عمر إلى الرجلين ، فقال : طلاقها اثنتان. فقال له أحدهما : سبحان الله! جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلى الرجل ، والله (٧) ما كلمك. فقال : ويلك! أتدري من هذا؟. هذا علي بن أبي طالب ، سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : لو أن السماوات والأرض وضعتا في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي.

٢ ـ د (٨) : قال أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري ليس التاريخي ـ : لما ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطاب بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيدا. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أكرموا كريم كل قوم. فقال عمر : قد سمعته يقول : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وإن خالفكم. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلم (٩) ورغبوا في الإسلام ، ولا بد من أن يكون لهم فيهم ذرية ، وأنا أشهد الله وأشهدكم أني قد عتقت نصيبي منهم لوجه الله تعالى. فقال جميع بني هاشم : قد

__________________

(١) في الأمالي : رقبة ـ بالباء الموحدة ـ.

(٢) في المصدر : خونعة بن ضمرة.

(٣) في ( ك‍ ) وضع على : العبدي ، رمز نسخة بدل.

(٤) لا توجد الواو في المصدر.

(٥) في الأمالي : ما طلاق.

(٦) زيادة : له ، جاءت في المصدر.

(٧) في الأمالي : إلى رجل فو الله.

(٨) العدد القوية : ٥٦ ـ ٥٨.

(٩) في المصدر : السلام.

١٣٣

وهبنا حقنا أيضا لك. فقال : اللهم اشهد أني قد عتقت (١) ما وهبوني لوجه الله. فقال المهاجرون والأنصار : وقد وهبنا حقنا لك يا أخا رسول الله (ص). فقال : اللهم اشهد أنهم قد وهبوا لي حقهم وقبلته ، وأشهدك أني قد عتقتهم (٢) لوجهك. فقال عمر : لم نقضت علي عزمي في الأعاجم ، وما الذي رغبك عن رأيي فيهم؟ فأعاد عليه ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في إكرام الكرماء ، فقال عمر : قد وهبت لله ولك يا أبا الحسن ما يخصني وسائر ما لم يوهب لك. فقال أمير المؤمنين عليه السلام : اللهم اشهد على ما قاله (٣) وعلى عتقي إياهم. فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء. فقال أمير المؤمنين عليه السلام : هؤلاء لا يكرهن على ذلك ولكن يخيرن ، ما اخترنه عمل به (٤). فأشار جماعة إلى شهربانويه بنت كسرى ، فخيرت وخوطبت من وراء الحجاب والجمع حضور. فقيل لها : من تختارين من خطابك (٥)؟ وهل أنت ممن تريدين بعلا؟. فسكتت. فقال أمير المؤمنين عليه السلام : قد أرادت وبقي الاختيار. فقال عمر : وما علمك بإرادتها البعل؟. فقال أمير المؤمنين عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أتته كريمة قوم لا ولي لها وقد خطبت يأمر أن يقال لها : أنت راضية بالبعل ، فإن استحيت وسكتت جعلت [ جعل ] إذنها صماتها ، وأمر بتزويجها. وإن قالت : لا ، لم تكره على ما تختاره ، إن شهربانويه أريت (٦) الخطاب فأومأت بيدها واختارت الحسين بن علي عليهما السلام ، فأعيد القول عليها في التخيير ، فأشارت بيدها وقالت بلغتها : هذا إن كنت مخيرة ، وجعلت أمير المؤمنين وليها ، وتكلم حذيفة

__________________

(١) في العدد : قد أعتقت.

(٢) في المصدر : قد أعتقتهم.

(٣) في العدد : على ما قالوا.

(٤) لا توجد : به ، في ( س ).

(٥) في ( ك‍ ) نسخة بدل : خطبك.

(٦) في ( س ) : أرأيت.

١٣٤

بالخطبة (١) ، فقال أمير المؤمنين لها : ما اسمك؟. فقالت : شاه زنان بنت كسرى. قال أمير المؤمنين عليه السلام (٢) : أنت شهربانويه ، وأختك مرواريد بنت كسرى ، قالت : آريه (٣).

٣ ـ يب (٤) : محمد بن علي بن محبوب ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن عبد الله بن زرارة ، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي ، عن جده ، عن علي عليه السلام ، قال : دخل علي عليه السلام وعمر الحمام ، فقال عمر : بئس البيت الحمام ، يكثر فيه الغناء (٥) ويقل فيه الحياء. فقال علي عليه السلام : نعم البيت الحمام ، يذهب الأذى ويذكر بالنار (٦).

٤ ـ نهج (٧) : ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر في الخروج إلى الروم :

وقد توكل الله لأهل هذا الدين بإعزاز الحوزة وستر العورة والذي نصرهم وهم قليل لا ينتصرون ومنعهم وهم (٨) قليل لا يمتنعون (٩) حي لا يموت إنك متى

__________________

(١) إلى هنا جاء في بحار الأنوار ١٠٣ ـ ٣٣١ حديث ١.

(٢) زيادة جاءت في المصدر وهي : نه ، شاه زنان نيست مگر دختر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي سيدة النساء. بمعنى : لا ، ليست سيدة النساء إلا بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٣) آرية ، لغة الفرس ، وهي بالعربية : نعم. وجاء هذا الحديث في دلائل الإمامة للطبري : ٨١ ٨٢. وأورده أيضا في البحار ٤٦ ـ ١٥ ـ ١٦ و ١٠٤ ـ ١٩٩ ـ ٢٠٠.

(٤) التهذيب للشيخ الطوسي ١ ـ ٣٧٧ حديث ١١٦٦ [ حجري ١ ـ ١٠٧ ].

(٥) في المصدر : العناء ، وهو الظاهر.

(٦) أقول : جاءت في أبواب آداب الحمام والتنظيف والزينة جملة روايات ، كما في وسائل الشيعة ١ ـ ٣٦١ وما بعدها ، منها : ما أورده الكليني رحمه‌الله في فروع الكافي ٢ ـ ٢١٨ بسنده من قوله الصادق عليه‌السلام : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : نعم البيت الحمام ، يذكر النار ، ويذهب بالدرن. وقال عمر : بئس البيت الحمام ، يبدي العورة ويهتك الستر. قال : فنسب الناس قول أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى عمر ، وقول عمر إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام.

(٧) نهج البلاغة ـ صبحي الصالح ـ : ١٩٣ برقم ١٣٤ ، و ـ محمد عبده ـ ٢ ـ ١٨.

(٨) في مطبوع البحار : وهو.

(٩) في ( ك‍ ) نسخة بدل : يمنعون.

١٣٥

تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم (١) فتنكب ، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم ليس بعدك مرجع يرجعون إليه ، فابعث إليهم رجلا مجربا (٢) واحفز معه أهل البلاء والنصيحة فإن أظهر (٣) الله فذاك ما تحب ، وإن تكن الأخرى كنت رداء [ ردءا ] للناس ومثابة للمسلمين (٤).

توضيح : وقد توكل الله .. أي صار وكيلا (٥) ، ويروى : تكفل .. أي صار كفيلا (٦) ، والحوزة : الناحية ، وبيضة الملك (٧).

قوله عليه‌السلام : فتنكب ، قال ابن أبي الحديد (٨) : مجزوم معطوف على تسر.

قوله عليه‌السلام : كانفة .. أي جهة عاصمة من قولك كنفت الإبل : جعلت لها كنيفا من الشجر يستتر به (٩).

قوله عليه‌السلام : مجربا على المفعول ـ .. أي جربته الأمور وأحكمته ، ويمكن أن يقرأ على اسم الفاعل (١٠) وإن كان الخلاف المشهور [ كذا ] ، وفي بعض النسخ بالحاء المهملة بكسر الميم مخففا من الحرب.

وحفزته : دفعته من خلفه وسقته سوقا (١١) شديدا ، وأهل البلاء .. أي

__________________

(١) في نهج البلاغة ـ محمد عبده ـ هنا زيادة : بشخصك.

(٢) في النهج : محربا ـ بالحاء المهملة ـ. ويذكر المصنف ـ رحمه‌الله ـ في بيانه أنها نسخة.

(٣) في ( س ) : أظهره ـ بالضمير ـ.

(٤) انظر شرحها في شرح النهج لابن أبي الحديد ٨ ـ ٢٩٦ ، وشرح ابن ميثم ٣ ـ ١٦١ ، ومنهاج البراعة ٢ ـ ٥٤ وغيرها.

(٥) كما في نهاية ابن الأثير ٥ ـ ٢٢١ ، وانظر : مفردات الراغب : ٥٣١.

(٦) قاله ابن منظور في اللسان ١١ ـ ٥٩٠ ، والزبيدي في التاج ٨ ـ ٩٩.

(٧) نص عليه في الصحاح ٣ ـ ٨٧٦ ، ولسان العرب ٥ ـ ٣٤٢ ، وتاج العروس ٤ ـ ٢٩.

(٨) في شرحه على النهج ٨ ـ ٢٩٦.

(٩) انظر : صحاح الجوهري ٤ ـ ١٤٢٤ ، وتاج الزبيدي ٦ ـ ٢٣٨ ، ولسان العرب ٩ ـ ٣٠٩.

(١٠) ويحتمل أن يقرأ : مجربا ـ كمفعل ـ كما جاء ضبطه في نسخ المطبوع من النهج.

(١١) ذكره الطريحي في المجمع ٤ ـ ١٦ ، والزبيدي في تاج العروس ٤ ـ ٣٧ ، ولاحظ : لسان العرب ٥ ـ ٣٣٧.

١٣٦

المختبرين الممتحنين (١) أو الذين لهم حقوق في الإسلام كقوله : ( لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً ) (٢)

والردء بالكسر ـ : العون (٣)

والمثابة : المرجع (٤)

فإن قلت : فما بال أمير المؤمنين عليه‌السلام شهد الحروب بنفسه.

قلت : لوجهين :

أحدهما : إنه كان عالما من جهة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه لا يقتل في هذه الحروب.

وثانيهما : أنه كان عالما بأنه لا يقوم مقامه في تلك الحروب أحد ، ولم يجد مجربا من أهل البلاء والنصيحة ، فبعض المجربين لم يكونوا من أهل النصيحة له ، وبعض أهل النصيحة لم يكونوا مجربين ، ومن كان مجربا ناصحا ـ كمالك وأضرابه فمع قلتهم ربما لم يطعهم الناس.

٥ ـ نهج (٥) : ومن كلامه عليه السلام لعمر بن الخطاب وقد استشاره (٦) في غزو الفرس بنفسه :

إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلة (٧) ، وهو دين الله الذي أظهره وجنده الذي أعده وأمده حتى بلغ ما بلغ وطلع حيث طلع ، ونحن

__________________

(١) انظر : الصحاح ٦ ـ ٢٢٨٥ ، ولسان العرب ١٤ ـ ٨٣ ، ومجمع البحرين ١ ـ ٦٠.

(٢) الأنفال : ١٧.

(٣) نص عليه في مجمع البحرين ١ ـ ١٧١ ، والصحاح ١ ـ ٥٢ ، ولسان العرب ١ ـ ٨٥.

(٤) صرح به في لسان العرب ١ ـ ٢٤٤ ، ومجمع البحرين ٢ ـ ١٩ ، والصحاح ١ ـ ٩٥.

(٥) نهج البلاغة ـ محمد عبده ـ ٢ ـ ٢٩ ، وطبعة صبحي الصالح : ٢٠٣ برقم ١٤٦.

(٦) جاء في حاشية ( ك‍ ) : وقد استشار عمر بن الخطاب في الشخوص لقتال الفرس بنفسه. كذا في النهج.

أقول : وهي كذلك. وفي شرح ابن ميثم : لغزو الفرس.

(٧) في نهج ـ محمد عبده ـ : لا قلة.

١٣٧

على موعود من الله (١) ، والله منجز وعده وناصر جنده ، ومكان القيم بالأمر مكان النظام من الخرز (٢) يجمعه ويضمه فإن انقطع النظام تفرق (٣) وذهب ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا ، والعرب اليوم وإن كانوا قليلا فهم كثيرون بالإسلام عزيزون (٤) بالاجتماع ، فكن قطبا واستدر الرحى بالعرب ، وأصلهم دونك نار الحرب ، فإنك إن (٥) شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب (٦) من أطرافها وأقطارها حتى يكون ما تدع وراءك (٧) من العورات أهم إليك مما بين يديك ، إن الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا هذا أصل العرب فإذا اقتطعتموه (٨) استرحتم ، فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك وطمعهم فيك ، فأما ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فإن الله سبحانه هو أكره لمسيرهم منك ، وهو أقدر على تغيير ما يكره ، وأما ما ذكرت من عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ، وإنما كنا نقاتل بالنصر والمعونة (٩).

بيان :

قال ابن أبي الحديد (١٠) : .. قد اختلف في الحال الذي قال أمير المؤمنين عليه

__________________

(١) قال ابن ميثم في شرحه ٣ ـ ١٩٦ : ثم وعدنا بموعود وهو النصر والغلبة والاستخلاف في الأرض كما قال : « ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ) » .. الآية ، النور : ٥٥.

(٢) في ( ك‍ ) : الحرز ـ بالحاء المهملة ـ.

(٣) زيادة : الخرز ، جاءت في طبعة صبحي الصالح.

(٤) في ( ك‍ ) : وعزيزون.

(٥) وضع على : إن ، في ( ك‍ ) رمز نسخة بدل.

(٦) في ( ك‍ ) نسخة بدل : الحرب.

(٧) نسخة بدل : وراك ، جاءت في ( ك‍ ).

(٨) في طبعة صبحي الصالح : قطعتموه.

(٩) انظر : شرح النهج لابن أبي الحديد ٩ ـ ٩٥ ، وشرح ابن ميثم ٣ ـ ١٩٤ ، ومنهاج البراعة ٢ ـ ٥٧ وغيرها.

(١٠) شرح النهج لابن أبي الحديد ٩ ـ ٩٧. وقد نقله المصنف قدس‌سره بالمعنى.

١٣٨

السلام ، فقيل : قاله (١) في غزاة القادسية ، وقيل في غزاة نهاوند ، ذهب إلى الأخير محمد بن جرير (٢) ، وإلى الأول المدائني.

ونظام العقد : الخيط الجامع له (٣) بحذافيره .. أي بأسره أو بجوانبه أو بأعاليه (٤)

قوله عليه‌السلام : وأصلهم .. أي اجعلهم صالين لها ، يقال : صليت اللحم : إذا شويته (٥) ، أو ألقهم في نار الحرب دونك ، أو من صلى فلان بالأمر :إذا قاسى حرها وشدتها (٦).

والعورة : الخلل في الثغر وغيره (٧) ، وكل مكمن للستر (٨).

لكلبهم .. أي لمرضهم وشدتهم (٩).

قوله عليه‌السلام : فأما ما ذكرت .. جواب لما قال عمر : من أن هؤلاء الفرس قد قصدوا المسير إلى المسلمين وأنا أكره أن يغزونا قبل أن نغزوهم.

ثم اعلم أن هذا الكلام وما تقدم يدل أنهم كانوا محتاجين إليه عليه‌السلام

__________________

(١) في المصدر : قال له.

(٢) في ( ك‍ ) : حرير. وهو سهو. وفي المصدر : وإلى هذا القول الأخير ذهب محمد بن جرير الطبري في التاريخ الكبير. وإلى القول الأول ذهب المدائني في كتاب الفتوح.

(٣) انظر : مجمع البحرين ٦ ـ ١٧٦ ، ولسان العرب ١٢ ـ ٥٧٨ ، وتاج العروس ٩ ـ ٧٦ ، والصحاح ٥ ـ ٢٠٤١.

(٤) قاله في الصحاح ٢ ـ ٦٢٦ ، مجمع البحرين ٣ ـ ٢٦٢ ، ولسان العرب ٤ ـ ١٧٧ ، وتاج العروس ٣ ـ ١٣٢.

(٥) ذكره ابن الأثير في النهاية ٣ ـ ٥٠ ، والجوهري في الصحاح ٦ ـ ٢٤٠٣ ، وانظر : مجمع البحرين ١ ـ ٢٦٨.

(٦) نص عليه في الصحاح ٦ ـ ٢٤٠٣ ، ولاحظ : مجمع البحرين ١ ـ ٢٦٦.

(٧) في ( س ) : وغيرهم.

(٨) كما في تاج العروس ٣ ـ ٤٢٩ ، ولسان العرب ٤ ـ ٦١٧ ، وانظر : الصحاح ٢ ـ ٧٦٠ ، والنهاية ٣ ـ ٣١٩.

(٩) كذا في مجمع البحرين ٢ ـ ١٦٣ ، وتاج العروس ١ ـ ٤٥٩ ـ ٤٦٠ ، ولاحظ : الصحاح ١ ـ ٢١٤.

١٣٩

في التدبير وإصلاح الأمور التي يتوقف عليها الرئاسة والخلافة ، فهو عليه‌السلام كان ( أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها ) وكانوا هم الغاصبين حقه ، وأما إراءتهم مصالحهم فلا يدل على كونهم على الحق ، لأن ذلك كان لمصلحة الإسلام والمسلمين لا لمصلحة الغاصبين ، وجميع تلك الأمور كان حقه عليه‌السلام قولا وفعلا وتدبيرا فكان يلزمه القيام بما يمكنه من تلك الأمور ، ولا يسقط الميسور بالمعسور.

١٤٠