الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني

الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

المؤلف:

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ٢
ISBN: 964-92538-6-6
الصفحات: ٢٣٤

عندكم فيأبون ويقولون : واللّه لا نفعل ، فتقول الجريدة : واللّه لو أمرنا لقاتلناكم ، ثمّ ينطلقون إلى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه فيقول : انطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم فإن هؤلاء قد أتوا بسلطان ، وهو قول اللّه : (فلمّا أحسّوا بأسنا) قال : يعني الكنوز الَّتي كنتم تكنزون ، (قالوا يا ويلنا) لا يبقى منهم مخبر».

وفي تفسير محمّد بن العبّاس كما في تأويل الآيات (١) ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام وقد سئل عن قوله : (فلمّا أحسّوا بأسنا إذا هم منها يركضون) قال : «ذلك عند قيام القائم عجّل اللّه فرجه».

ونحوه في الكتاب المذكور (٢) أيضاً ، ودلائل الإمامة (٣) كلاهما عن الإمام الصادق عليه‌السلام.

٢ ـ (وَجَعلنَاهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا وَأَوحَينَا إِلَيهِم فِعلَ الخَيرَاتِ وإِقَامَ الصَّلاتِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) (٤)

في كفاية الأثر (٥) عن زيد الشهيد قال : كنت عند أبي عليّ بن الحسين عليهما‌السلام إذا دخل عليه جابر بن عبداللّه الأنصاري ، فبينما هو يحدّثه إذ خرج أخي محمد من بعض الحجر ، فأشخص جابر ببصره نحوه ثمّ قام إليه فقال : يا غلام أقبل ، فأقبل ... فقال شمائل كشمائل رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ما اسمك يا غلام ، قال : محمد .. قال : أنت إذاً الباقر .. فانكبّ عليه وقبّل رأسه ويديه ثمّ قال : .. إنّ الَّذي يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، ثمّ تلا رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (جعلناهم .. عابدين).

_________________

١ ـ تأويل الآيات : ١ / ٣٢٦ ، ح ٦.

٢ ـ تأويل الآيات : ١ / ٣٢٦ ح ٧.

٣ ـ دلائل الإمامة : ص ٢٥٠.

٤ ـ (٧٣ / الأنبياء / ٢١).

٥ ـ كفابة الأثر : ص ٢٩٧.

٨١

٣ ـ (وَلَقَد كَتَبنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أنَّ الأَرضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (١)

روى عن الباقر عليه‌السلام قال : «القائم عليه‌السلام وأصحابه» (٢).

_________________

١ ـ (١٠٥ / الأنبياء / ٢١).

٢ ـ تفسير القمي : ٢ / ٧٧ ، ومجمع البيان : ٤ / ٦٦.

٨٢

سورة الحجّ

١ ـ (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا * وَإِنَّ اللّهَ عَلَى نَصرِهِم لَقَدِيرٌ) (١)

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «إنّما هو القائم عليه‌السلام إذا خرج يطلب بدم الحسين عليه‌السلام وهو يقول : نحن أولياء الدم وطلاّب الترة» (٢).

وفي تفسير محمّد بن العبّاس كما في تأويل الآيات : ١ / ٣٣٨ ح ١٦ ، والغيبة للنعماني : ص ٢٤١ : عن أبي جعفر عليه‌السلام في تفسير الآية ، قال : «هي في القائم وأصحابه».

٢ ـ (اَلَّذِينَ إِن مَكَّنَاهُم فِي الأَرضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَللّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) (٣)

قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «هذه الآية لآل محمّد وفي المهديّ وأصحابه ، يملكهم اللّه مشارق الأرض ومغاربها ، ويظهر الدّين ويميت اللّه عزّوجلّ به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهة الحق ، حتّى لا يرى أثر الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، وللّه عاقبة الأمور» (٤).

وفي تفسير فرات (٥) عن الباقر عليه‌السلام في هذه الآية قال : «إذا رأيت هذا الرجل منّا فاتبعه فإنّه هو صاحبه».

_________________

١ ـ (٣٩ / الحجّ / ٢٢).

٢ ـ تفسير القمي : ٢ / ٨٤.

٣ ـ (٤١ / الحجّ / ٢٢).

٤ ـ تفسير القمي : ٢ / ٨٧ ، وتأويل الآيات عن تفسير محمّد بن العبّاس : ١ / ٣٤٣ ح ٢٥.

٥ ـ تفسير فرات الكوفي : ص ٢٧٤ ح ٣٧٠.

٨٣

وفيه أيضاً (١) : عن زيد الشهيد ، قال : «إذا قام القائم عليه‌السلام من آل محمّد يقول : يا أيّها النّاس نحن الّذين وعدكم اللّه في كتابه : (اَلَّذِينَ إِن مَكَّنَاهُم فِي الأَرضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَللّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) ».

٣ ـ (وَيُمسِكُ السَّماَءَ أَن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إِلَّا بَإِذنِهِ) (٢)

عن الإمام الصادق وزين العابدين عليهما‌السلام قالا : « نحن أئمّة المسلمين وحجج اللّه على العالمين وسادة المؤمنين وقادة الغرّ المحجّلين وموالي المؤمنين ، ونحن أمان لأهل الأرض .. ونحن الَّذين بنا يمسك اللّه السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه .. ولم تخلّ الأرض منذ خلق اللّه آدم من حجّة للّه فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم السّاعة .. ».

فقلت للصادق عليه‌السلام : كيف ينتفع النّاس بالحجّة الغائب المستور؟ قال عليه‌السلام : «كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب» (٣).

_________________

١ ـ تفسير الكوفي : ح ٣٧١.

٢ ـ (٦٥ / الحجّ / ٢٢).

٣ ـ كمال الدين : ١ / ٢٠٧ باب : (٢١) ح ، وأمالي الصدوق : م ٣٤ ح ١٥.

٨٤

سورة المؤمنون

١ ـ (قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ) (١)

قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام : «إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثمّ خلق الأبدان بعد ذلك ، فما تعارف منها في السَّماء تعارف في الأرض .. فإذا قام القائم ورّث الأخَ في الدّين ولم يورّث الأخ في الولادة ، وذلك قول اللّه : (قد أفلح المؤمنون .. * فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون) » (٢).

_________________

١ ـ (١ / المؤمنون / ٢٣).

٢ ـ دلائل الإمامة : ص ٢٦٠.

٨٥

سورة النور

١ ـ (اَللّهُ نُورُ السَّماَوَاتِ وَالأَرضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشكَاةٍ فِيهَا مِصبَاحٌ المِصبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيتُونَةٍ لاَ شَرقِيَّةٍ وَلاَ غَربِيَّةٍ يَكَادُ زَيتُهَا يُضِييءُ وَلَو لَم تَمسَسهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ) (١)

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري ، قال : دخلت مسجد الكوفة وأمير المؤمنين يكتب بإصبعيه ويتبسّم ، فقلت له : يا أمير المؤمنين ما الّذي يضحك؟ فقال : «عجبت لمن يقرأ هذه الآية ولم يعرفها حقّ معرفتها».

فقلت له : أيّ آية؟ فقال : «(اللّه نور السماوات) (المشكاة) محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله (فيها مصباح) أنا المصباح (في زجاجة الزجاجة) : الحسن والحسين (كأنّها كوكب درّيّ) وهو عليّ بن الحسين (يوقد من شجرة مباركة) محمّد بن عليّ (زيتونة) جعفر بن محمّد (لا شرقيّة) موسى بن جعفر (ولا غربيّة) عليّ بن موسى الرضا (يكاد زيتها يضييء) محمّد بن عليّ (ولو لم تمسسه نار) عليّ بن محمّد (نور على نور) الحسن بن عليّ (يهدي اللّه لنوره من يشاء) : القائم المهديّ» (٢).

وفي المحكم والمتشابه : ص ٢٥ عن التفسير النعماني بسنده عن أمير المؤمنين في حديث طويل له منه ، في نعت المعصوم وأنّه نوراللّه وذكر الآية ، وقال : والكواكب الدرّيّ القائم المنتظر عليه‌السلام الَّذي يملأ الأرض عدلاً.

_________________

١ ـ (٣٥ / النور / ٢٤).

٢ ـ غاية المرام : ص ٧٤٢ ، والبرهان : ج ٣ ص ١٣٦ ـ ١٣٧ ، ح ١٦ ، والمحجّّة : ص ١٤٧ ولم ينسبه إلى كتاب أو مؤلّف.

٨٦

وفي التوحيد (١) للصدوق : عن الباقر عليه‌السلام في حديث له في تفسير الآية ، قال فيه : (نُورٌ عَلى نُور) يعني إماماً مؤيّداً بنور العلم والحكمة في إثر إمام من آل محمّد عليهم‌السلام.

وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم السّاعة ، فهؤلاء الأوصياء الَّذين جعلهم اللّه عزّوجلّ خلفاء في أرضه وحججه على خلقه ، لا تخلو الأرض في كلّ عصر من واحد منهم.

٢ ـ (وَأَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمَانِهِم لَئِن أَمَرتَهُم لَيَخرُجُنَّ * قُل لاَ تُقسِمُوا طَاعَةٌ مَعرُوفَةٌ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعمَلُونَ) (٢)

عن عبداللّه بن عجلان ، قال : ذكرنا خروج القائم عليه‌السلام عند أبي عبداللّه عليه‌السلام فقلت له : كيف لنا أن نعلم ذلك؟ فقال : «يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب : طاعة معروفة» (٣).

٣ ـ (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم وَلُيَمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهُمُ الَّذِي ارتَضَى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمناً يَعبُدونَنِي لاَ يُشرِكُونَ بِي شَيئاً) (٤)

في كفاية الأثر : ص ٥٦ : عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث له عند ذكر الآية ، وقد سئل عن الخوف المذكور في الآية ، فقال : «في زمن كلّ واحد منهم (أي الأوصياء) سلطان يعتريه ويؤذيه ، فإذا عجّل اللّه خروج قائمنا يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً».

_________________

١ ـ التوحيد للصدوق : ص ١٥٨ باب : (١٥) ح ٤.

٢ ـ (٥٣ / النّور / ٢٤).

٣ ـ كمال الدين : ٢ / ٦٥٤ باب : (٥٧) ح ٢٢.

٤ ـ (٥٥ / النّور / ٢٤).

٨٧

وفي الإحتجاج : ١ / ٢٥٦ : عن أمير المؤمنين في حديث طويل ، قال فيه : «كلّ ذلك لتتمّ النظرة الَّتي أوحاها اللّه تعالى لعدوّه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله ، ويحقّ القول على الكافرين ، ويقترب الوعد الحق الَّذي قد بيّنه في كتابه بقول : (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم) وذلك إذا لم بيق من الإسلام إلّا إسمه ومن القرآن إلّا رسمه ، وغاب صاحب الأمر».

وقد تقدّم بعضه الآخر ذيل الآية : (٣٣) من سورة التوبة.

وفي مختصر بصائر الدرجات : ص ٣٢ : عن كتاب الواحدة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال : « فيا عجباه وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم اللّه أحياء يلبّون زمرة زمرة بالتلبية لبّيك لبّيك يا داعي اللّه قد أطّلوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ، ليضربون بها هام الكفرة وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأوّلين والآخرين حتّى ينجز اللّه ما وعدهم في قوله عزّوجلّ : (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم) أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحداً ... ».

وفي مجمع البيان : ٧ / ١٥٢ : عن العيّاشي بإسناده عن زين العابدين عليه‌السلام أنّه قرأ هذه الآية وقال : «هم شيعتنا أهل البيت يفعل اللّه ذلك بهم على يدي رجل منّا ، وهو مهديّ هذه الأمّة ، وهو الَّذي قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله :

لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً».

وفي تأويل الآيات : ٢ / ٦١٥ : عن تفسير محمّد بن العبّاس ونحوه في الغيبة للطوسي : ص ١٧٦ ح ١٣٣ : عن زين العابدين عليه‌السلام في قوله : (إِنَّهُ لحقّ) قال : «هو قيام القائم وفيه نزلت : (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم) ».

وفي تأويل الآيات (١) عن كتاب محمّد بن العباس : عن أبي عبداللّه الصادق عليه‌السلام في قول اللّه عزّوجلّ : (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم) قال عليه‌السلام : «عني به ظهور القائم عليه‌السلام».

_________________

١ ـ تأويل الآيات : ص ٣٦٥.

٨٨

وفي الغيبة (١) ، عنه عليه‌السلام في الآية ، قال : «نزلت في القائم وأصحابه».

وفيها أيضاً ص : ٢٧٦ باب : (١٤) ح ٥٦ : عنه عليه‌السلام أنّه قال : «إذا كان ليلة الجمعة أهبط الربّ تعالى ملكاً إلى السماء الدنيا ، فإذا طلع الفجر جلس ذلك الملك على العرش فوق البيت المعمور ، ونصب لمحمّد وعليّ والحسن والحسين عليهم‌السلام منابر من نور فيصعدون عليها ، وتجمع لهم الملائكة والنبيّيون ، وتفتح أبواب السماء ، فإذا زالت الشمس ، قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا ربّ ميعادك الَّذي وعدت به في كتابك وهو هذه الآية : (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم) الآية ، ثمّ يقول الملائكة والنبيّون مثل ذلك ، ثمّ يخرّ محمّد وعليّ والحسن والحسين سجّداً ثمّ يقولون : يا ربّ اغضب فإنّه قد هتك حريمك ، وقتل أصفياؤك ، وأذلّ عبادك الصالحون ، فيفعل اللّه ما يشاء ، وذلك يوم معلوم».

_________________

١ ـ كتاب الغيبة للنعماني : ص ٢٤٠ باب : (١٣) ح ٣٥.

٨٩

سورة الفرقان

١ ـ (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَرَاً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (١)

عن الباقر عليه‌السلام قال في الآية : «هو محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام (وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) القائم في آخر الزمان ، لأنّه لم يجتمع نسب وسبب في الصحابة والقرابة إلّا له فلأجل ذلك استحقّ الميراث بالنسب والسبب» (٢).

٢ ـ (وَعِبَادُ الرَّحمَانِ الَّذِينَ يَمشُونَ عَلَى الأَرضِ هَوناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً * ... حَسُنَت مُستَقَرّاً وَمُقَاماً) (٣)

عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث له عند ذكر الآية فقال : «في زمن كلّ واحد منهم (أي الأوصياء) سلطان يعتريه ويؤذيه ، فإذا عجّل اللّه خروج قائمنا يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً» (٤).

وعن أمير المؤمنين في حديث طويل قال فيه : «كلّ ذلك لتتمّ النظرة الَّتي أوحاها اللّه تعالى لعدوّه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله ويحقّ القول على الكافرين ، ويقترب الوعد الحقّ الَّذي قد بيّنه في كتابه بقوله ، وذلك إذا لم يبق من الإسلام إلّا اسمه ومن القرآن إلّا رسمه ، وغاب صاحب الأمر» (٥).

وقد تقدّم بعضه الآخر ذيل الآية : (٣٣) من سورة التوبة.

وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال : « فيا عجباه وكيف لا أعجب من أموات

_________________

١ ـ (٥٤ / الفرقان / ٢٥).

٢ ـ المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٨١.

٣ ـ (٦٣ و ٧٦ / الفرقان / ٢٥).

٤ ـ كفاية الأثر : ص ٥٦.

٥ ـ الإحتجاج : ١ / ٢٥٦.

٩٠

يبعثهم اللّه أحياء يلبّون زمرة زمرة بالتلبية لبّيك لبّيك يا داعي اللّه قد أطلّوا بسك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ، ليضربون بها هام الكفرة وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأوّلين والآخرين حتّى ينجز اللّه ما وعدهم في قوله عزّوجلّ : (وعد اللّه .. شيئاً) أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحداً .. » (١).

وفي مجمع البيان : ٧ / ١٥٢ : عن العيّاشي بإسناده عن زين العابدين عليه‌السلام أنّه قرأ هذه الآية وقال : «هم شيعتنا أهل البيت يفعل اللّه ذلك بهم على يدي رجل منّا ، وهو مهديّ هذه الأمّة ، وهو الَّذي قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لم لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً ظلما».

وفي تأويل الآيات : ٢ / ٦١٥ : عن تفسير محمّد بن العبّاس ونحوه في الغيبة (٢) للطوسي ، عن زين العابدين عليه‌السلام في قوله : (إِنَّهُ لَحَقٌ) قال : «هو قيام القائم وفيه نزلت : (وعد اللّه .. أمناً) ».

_________________

١ ـ مختصر بصائر الدرجات : ص ٣٢ عن كتاب الواحدة.

٢ ـ كتاب الغيبة للطوسي : ص ١٧٦ ، ح ١٣٣.

٩١

سورة الشعراء

١ ـ (إِن نَشَاء نُنَزِّل عَلَيهِم مِنَ السَّمآءِ آيَةً فَظَلَّت أَعنَاقُهُم لَهَا خَاضِعِينَ) (١)

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «خمس علامات قبل قيام القائم عليه‌السلام الصيحة ، وخروج السفياني ، والخسف ، وقتل النفس الزكيّة ، واليماني».

فقيل له : جعلت فداك ، إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه! قال : «لا» ، فلمّا كان من الغدّ تلوت هذه الآية ، فقلت له : أهي الصيحة؟ قال : «أما لو كانت خضعت أعناق أعداء اللّه عزّوجلّ» (٢).

وسيأتي ذيل الآية : (٣٧) من سورة مريم ما يرتبط بهذه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام فلاحظ.

وفي تأويل الآيات : ١ / ٣٨٦ ح ٢ : عن تفسير محمّد بن العبّاس عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في الآية ، قال : «نزلت في قائم آل محمّد صلوات اللّه عليهم ينادي باسمه من السَّماء».

وفي مختصر البصائر : ص ٤٨٢ ح ٥٣٢ : عن تفسير محمّد بن العبّاس عن الباقر عليه‌السلام في الآية ، قال : «النداء من السماء باسم رجل واسم أبيه».

وفي الإرشاد للمفيد : ص ٣٥٩ : عن الباقر عليه‌السلام في الآية ، قال : «سيفعل اللّه ذلك لهم (بني أميّة وأتباعهم ، وآيته) ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر ، وخروج صدر رجل ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه ،

_________________

١ ـ (٤ / الشعراء / ٢٦).

٢ ـ الكافي : ٨ / ٣١٠ ح ٤٨٣ ، والغيبة للنعماني : ص ٢٥٢ باب : (١٤) ح ٩ ، وكمال الدين : ٦٤٩ / باب : (٥٧) ح ١ و ٧ ، والخصال : ص ٣٠٣ باب : (٥) ح ٨٢ ، دلائل الإمامة : ٢٦١ ، والغيبة للطوسي : ح ٤٢٧.

٩٢

وذلك في زمان السفياني ، وعندها يكون بواره وبوار قومه».

وفي الغيبة للنعماني : ص ٢٦٠ و ٢٦١ : بأسانيد عن الصادق عليه‌السلام وقد قال له رجل من همدان : إنّ هؤلاء العامّة يعيروننا ويقولون لنا إنّكم تزعمون أنّ منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر؟ ، وكان متكئاً فغضب وجلس ثمّ قال : « لا تروه عنّي .. أشهد أنّي قد سمعت أبي عليه‌السلام يقول : واللّه إنّ ذلك في كتاب اللّه عزّوجلّ لبيّن حيث يقول : (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلّا خضع وذلّت رقبته لها ، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء : ألا إنّ الحقّ في عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وشيعته .. فيثبّت اللّه الَّذين آمنوا بالقول الثابت على الحقّ وهو النداء الأوّل ويرتاب يومئذ الَّذين قلوبهم مرض ، والمرض واللّه عداوتنا .. ».

هذا واللفظ للسند الأوّل والثاني.

وفي تفسير القمي : ٢ / ١١٨ : عن الصادق عليه‌السلام في الآية ، قال : «تخضع رقابهم ـ يعني بني أميّة ـ وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر».

وفي الغيبة للنعماني : ص ٢٦٣ باب : (١٤) ح ٢٣ : عن أبي عبداللّه الصادق عليه‌السلام قال : «أما إنّ النداء من السماء باسم القائم في كتاب اللّه لبيّن (وتلا الآية وقال : ) إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنّما على رؤوسهم الطير».

وفي الغيبة للطوسي : ١٧٧ ح ١٣٤ : عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : «إنّ القائم لا يقوم حتّى ينادي مناد من السماء يُسمع الفتاة في خدرها ويسمع أهل المشرق والمغرب وفيه نزلت هذه الآية : ».

وفي كمال الدين : ص ٣٧١ باب : (٣٥) ح ٥ : عن الرضا عليه‌السلام في حديث له تقدّم صدره ذيل الآية : ٣٨ من سورة الحجر ، قال فيه : «وهو صاحب الغيبة قبل خروجه ، فاذا خرج أشرقت الأرض بنوره ، ووضع ميزان العدل بين النّاس فلا يظلم أحدٌ أحداً ، وهو الَّذي تُطوى له الأرض ، ولا يكون له ظلّ ، وهو الَّذي ينادي منادٍ من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول : ألا إنّ

٩٣

حجّة اللّه قد ظهر عند بيت اللّه فاتبعوه فإنّ الحقّ معه وهو قول اللّه عزّوجلّ : (إن نشاء ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين).

٢ ـ (فَفَرَرتُ مِنكُم لَمَّا خِفتُكُم فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكماً وَجَعَلَنِي مِنَ المُرسَلِينَ) (١)

عن أبي عبداللّه عليه‌السلام أنّه قال : «إذا قام القائم عليه‌السلام تلا هذه الآية مخاطباً للنّاس» (٢).

وفي الغيبة (٣) ، عن الصادق عليه‌السلام قال : «إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة يقول فيها : (ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربّي حكماً وجعلني من المرسلين).

٣ ـ (أَفَرَأَيتَ إِن مَتَّعنَاهُم سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُم مَا كَانُوا يُوعَدُونَ) (٤)

عن أبي عبداللّه عليه‌السلام في الآية ، قال : «خروج القائم عليه‌السلام» (٥).

_________________

١ ـ (٢١ / الشعراء / ٢٦).

٢ ـ الغيبة للنعماني : ص ١٧٤ باب : (١٠) ح ٢ و ١١ ، وكمال الدين : ١ / ٣٢٨ باب : (٣٢) ح ١.

٣ ـ الغيبة للنعماني : ص ١٧٤ باب : (١٠) ح ١٠.

٤ ـ (٢٠٦ / الشعراء / ٢٦).

٥ ـ تأويل الآيات : ١ / ٣٩٢ : عن تفسير محمّد بن العبّاس.

٩٤

سورة النمل

١ ـ (أَمَّن يُجِيبُ المُظطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوءَ وَيَجعَلُكم خُلَفَاءَ الأَرضِ) (١)

عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : «نزلت في القائم عليه‌السلام ، هو واللّه المضطر إذا صلّى في المقام ركعتين ودعا اللّه فأجابه ، ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض» (٢). وفي تفسير (٣) عن الباقر عليه‌السلام في حديث له ، تقدّم بعضه ذيل الآية : (١٤٨) من سورة البقرة ، قال : «يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب ، ثمّ أومأ بيده إلى ناحية ذي طوى ، حتّى إذا كان قبل خروجه بليلتين ، انتهى المولى الََّذي يكون بين يديه حتّى يلقى بعض أصحابه فيقول : كم أنتم هاهنا؟ فيقولون : نحو من أربعين رجلاً ، فيقول : كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم؟ فيقولون : واللّه لو يأوي بنا الجبال لأويناها معه ، ثمّ يأتيهم من القابلة فيقول لهم : أشيروا إلى ذوي أسنانكم وأخياركم عشيرة ، فيشيرون له إليهم فينطلق بهم حتّى يأتوا صاحبهم ، ويعدهم إلى الليلة الَّتي تليها».

ثمّ قال أبو جعفر عليه‌السلام : «واللّه لكأنّي أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر ثمّ ينشد اللّه حقّه ثمّ يقول : يا أيّها النّاس من يحاجّني في اللّه فأنا أولى النّاس باللّه ، ومن يحاجني في آدم .. نوح .. إبراهيم .. موسى .. عيسى .. محمّد .. كتاب اللّه .. فأنا أولى النّاس .. ثمّ ينتهي إلى المقام فيصلّى ركعتين ثمّ ينشد اللّه حقّه».

قال أبو جعفر عليه‌السلام : «هو واللّه المظطرّ في كتاب اللّه ، وهو قول اللّه : (أَمَّن يُجِيبُ المُظطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوءَ وَيَجعَلُكم خُلَفَاءَ الأَرضِ) وجبرئيل على

_________________

١ ـ (٦٢ / النمل / ٢٧).

٢ ـ تفسير القمي : ٢ / ١٢٩.

٣ ـ تفسيرالعيّاشي : ٢ / ٥٦ ح ٤٩.

٩٥

الميزاب في صورة طائر أبيض ، فيكون أوّل خلق اللّه يبايعه جبرئيل ، ويبايعه الثلاثمئة والبضعة العشر رجلاً».

ونحوه باختصار في الغيبة (١) عن الباقر عليه‌السلام وفي تأويل الآيات (٢) عن تفسير محمّد بن العبّاس عن الصادق عليه‌السلام.

وفي تأويل الآيات ، عن تفسير محمّد بن العبّاس عن الباقر عليه‌السلام في الآية ، قال : «هذه نزلت في القائم عليه‌السلام إذا خرج تعمّم وصلّى عند المقام وتضرّع إلى ربّه فلا تردّ له راية أبداً» (٣).

وفي إثبات الهداة (٤) في الآية الشريفة عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : «هو واللّه القائم إذا قام في الكعبة وصلّى ركعتين ودعا اللّه ، فهذا ممّا لم يكن بعد ، وسيكون إن شاء اللّه».

_________________

١ ـ الغيبة للنعماني ص ٣١٤ باب (٢٠) ح ٦.

٢ ـ تأويل الآيات : ١ / ٤٠٢.

٣ ـ تأويل الآيات : ١ / ٤٠٣ ح ٦.

٤ ـ إثبات الهداة : ٣ / ٥٧٦ باب : (٣٢) فـ (٥١) ح ٧٣٠.

٩٦

سورة القصص

١ ـ (وَنُرِيدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُمُ الأَئِمَّةُ وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَنُرِىَ فِرعَونَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنهُم مَا كَانُوا يَحذَرُونَ) (١)

روى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال في هذه الآية : «والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لتعطفنّ علينا هذه الدنيا كما تعطف الضروس على ولدها» (٢).

وروي عن السيّدة حكيمة عمة الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام أنّها قالت : بعث إلَيَّ أبو محمّد الحسن بن عليّ عليه‌السلام فقال : «ياعمّة اجعلي إفطارك الليلة عندنا ، فإنّها ليلة النصف من شعبان ، فإنّ اللّه تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجّة وهو حجّته في أرضه» فقلت له : ومن اُمّه؟ قال : «نرجس».

قلت له : واللّه ـ جعلني اللّه فداك ـ ما بها أثر ، قال : «هو ما أقول لك».

قالت : فجئت ، فلمّا سلّمت وجلست جاءت تنزع خُفّي وقالت لي : يا سيّدتي كيف أمسيت؟ فقلت : بل أنت سيّدتي وسيّدة أهلي.

قالت ـ فانكرت قولي وقالت : ما هذا يا عمّة؟ فقلت لها : بنَيّة إنّ اللّه تبارك وتعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيّداً في الدنيا والآخرة ، فخجلت واستحيت ، فلمّا فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت ، فلمّا كان في جوف الليل قمت إلى الصَّلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة

_________________

١ ـ (٥ ـ ٦ / القصص / ٢٨).

٢ ـ تأويل الآيات الظاهرة : ص ٤٠٧ ، وفي ط : ١ / ٤١٤ ، شواهد التنزيل : ١ / ٤٣١ ح ٥٩٠ مع مغايرة في العبارة ، ونحوه في نهج البلاغة : ح ١٢٨ ، وخصائص الأئمّة : ص ٧٠.

٩٧

ليس بها حادث ، ثمّ جلست معقبة ، ثمّ اضطجعت ، ثمّ انتبهت فزعة وهي راقدة ، ثمّ قامت فصلّت ونامت ، فدخلتني الشكوك ، فصاح بي أبو محمّد عليه‌السلام من المجلس فقال : «لا تعجلي يا عمّة ، فإنّ الأمر قد قرب».

فجلست وقرأت (الم سجدة) و (يس) فبينما أنا كذلك نرجس فزعة فوثبت إليها وقلت لها : اسم اللّه عليك ، تحسّين شيئاً؟ قالت : نعم يا عمّة ، فقلت لها : اجمعي نفسك واجمعي قلبك ، فهو ما قلت لك.

قالت حكيمة : ثمّ اخذتني فترة وأخذتها فترة ، فانتبهت بحس سيّدي ، فكشفت فإذا به عليه‌السلام ساجداً يتلقى الأرض بمساجده ، فضممته عليه‌السلام إلى فإذا أنا به نظيف منظّف فصاح بي أبو محمّد عليه‌السلام : «هلمّ إلى بابني يا عمّة» فجئت به إليه ، فوضع يده تحت إليته وظهره ، ووضع قدميه على صدره ، ثمّ أدنى لسانه في فيه وأمرَّ يده الأخرى على عينيه وسمعه ومفاصله ثمّ قال له : «تكلّم يا بني» فقال : «أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه» ثمّ صلّى على أمير المؤمنين وعلى الأئمّة إلى أن وقف إلى أبيه.

قالت حكيمة : فلمّا كان في اليوم السابع جئت وسلّمت وجلست فقال أبو محمّد عليه‌السلام : «هلمي إِلَيَّ ابني» فجئت بسيّدتي في الخرقة ، ففعل به كفعلته الأولى ، فقال ـ الإمام المهديّ ـ : «أشهد أن لا إله إلّا اللّه» ثنّي بالصَّلاة على محمّد وعلى أمير المؤمنين والأئمّة صلوات اللّه عليهم أجمعين ، ثمّ تلا هذه الآية : (وَنُرِيدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُمُ الأَئِمَّةُ وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ) (١).

وفي حلية الأبرار (٢) : عن كشف البيان للشيباني قال : روي في أخبارنا عن أبي جعفر وأبي عبداللّه عليهما‌السلام في الآية أنّهما قالا : «إنّ هذه مخصوصة بصاحب الأمر الّذي يظهر في آخر الزمان ، ويبيد الجبابرة والفراعنة ويملك الأرض شرقاً وغرباً ، فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً».

_________________

١ ـ كمال الدين : ص ٤٢٤ ، والغيبة للطوسي : ٢٣٧ ح ٢٠٥ و ٢٠٧ ، ودلائل الإمامة : ص ٤٩٧ ح ٤٨٩ و ٤٩٠.

٢ ـ حلية الأبرار : ٢ / ٥٩٧.

٩٨

وفي معاني الأخبار للشيخ الصدوق (١) وعنه الحسكاني في شواهد التنزيل (٢) عن المفظّل ، عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «إنّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله نظر إلى عليّ والحسن والحسين عليهم‌السلام فبكى وقال : أنتم المستضعفون بعدي» فقال المفضّل : ما معنى ذلك؟ قال عليه‌السلام : «معناه أنّكم الأئمّة بعدي ، إنّ اللّه عزّوجلّ يقول : (وَنُرِيدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُمُ الأَئِمَّةُ وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ) فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة».

روي عن الإمام الباقر عليه‌السلام والصادق عليه‌السلام : «إنّ المراد من فرعون وهامان هنا هما شخصان من جبابرة قريش ، يحييهما اللّه تعالى عند قيام القائم من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر الزمان فينتقم منهما بما أسلفا» (٣).

_________________

١ ـ معاني الأخبار للصدوق : ص ٧٩ ح ١.

٢ ـ شواهد التنزيل : ١ / ٥٥٥ ح ٥٨٩.

٣ ـ المحجّة : ص ١٦٨ عن الشيباني في كشف البيان.

٩٩

سورة العنكبوت

١ ـ (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُم لا يُفتَنُونَ) (١)

عن الإمام الرضا عليه‌السلام أنّه قال : «لا يكون ما تَمُدُّن إليه أعناقكم حتّى تميّزوا وتمحّصوا ، فلا يبقى منكم إلّا القليل» ، ثمّ قرأ : (ألم * أحسب النّاس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لايفتنون) ثمّ قال : «إنّ قدّام هذا الأمر علامات ، حدث يكون بين الحرمين .. عصبة تكون ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلاً» (٢).

٢ ـ (بَل هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ) (٣)

عن عليّ بن أسباط قال : سئل رجل أبا عبداللّه عليه‌السلام عن قوله تعالى : (فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ) قال عليه‌السلام : «نحن هم» فقال الرجل : جعلت فداك ، حتّى يقوم القائم؟ قال : «كلّنا قائم بأمر اللّه عزّوجلّ واحد بعد واحد حتّى يجيء صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف جاء أمر غير هذا» (٤).

_________________

١ ـ (٢ / العنكبوت / ٢٩).

٢ ـ قرب الإسناد : ص ١٦٤ ، والإرشاد : ص ٣٦٠.

٣ ـ (٤٩ / العنكبوت / ٢٩).

٤ ـ القراءات للسياري : ص ٤٣ ، والكافي : ١ / ٥٣٦ ح ٢.

١٠٠