الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني

الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

المؤلف:

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ٢
ISBN: 964-92538-6-6
الصفحات: ٢٣٤

«يعني بذلك قيام القائم عليه‌السلام» (١).

٤ ـ (قُل هُوَ القَادِرُ عَلَى أَن يَّبعَثَ عَلَيكُم عَذَابَاً مِن فَوقِكُم أَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُم أَو يَلبِسَكُم شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ) (٢)

قال الإمام الباقر عليه‌السلام في هذه الآية : « (مِن فَوقِكُم) هو الدخان والصيحة ، (أَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُم) وهو الخسف ، (أَو يَلبِسَكُم شِيَعاً) وهو اختلاف في الدّين وطعن بعضكم على بعض» (٣).

٥ ـ (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين) (٤)

تقدّم في ذيل الآية : (٥٤) من سورة المائدة ما يرتبط بالآية ، فراجع هنا.

٦ ـ (يَومَ يَأتِي بَعضُ آيَاتَ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفساً إِيمَانُهَا لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمَانِهَا خَيرَاً قُل انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ) (٥)

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «الآيات هم الأئمّة (وبعض آيات ربّك) القائم عليه‌السلام فيومئذ (لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل) عند قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدّمه من آبائه عليهم‌السلام » (٦).

__________________

١ ـ تفسير أبي حمزة الثمالي : ص ١٦٤ ، ح ٩١ ، وتفسير القمي ج ١ ص ٢٠٠ بصائر الدرجات : ص ٧٨ ح ٥.

ولا حظ ما ورد في دلائل الإمامة للطبري : ص ٢٥٠ عن الصادق عليه‌السلام حول الآية وآيات أخرى مماثلة لها.

٢ ـ ٦٥ / الأنعام / ٦.

٣ ـ تفسير القمي : ١ / ٢٠٤.

٤ ـ ٨٩ / الأنعام ٦.

٥ ـ ١٥٨ / الأنعام ٦.

٦ ـ الإمامة والتبصرة من الحيرة : ص ١٠٣ باب (٢٦) ح ٩١ كمال الدين : ص ١٨ و ٣٠ و ٣٣٦ ، ح ٨.

٤١

وفي الفتن (١) عن أبي هريرة ، ونحوه في المصنّف لا بن أبي شيبة (٢) وتفسير الطبري ، والمستدرك للحاكم ، والدرّ المنثور ، عن عبد بن حميد وابن مردويه كلّهم عن عبداللّه بن مسعود ، عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خمساً لا أدري أيّتهنّ أوّل من الآيات وأيّتهنّ إذا جاءت لم ينفع نفساً إيمانها .. طلوع الشمس من مغربها والدجّال ويأخوج ومأجوج والدخان والدابّة».

وعن أبوجعفر الباقر عليه‌السلام في قوله (يوم يأتي ... من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً) قال : «يعني صفوتنا ونصرتنا .. إنّ نصرتنا باللسان كنصرتنا بالسيف ، ونصرتنا بالدين أفضل والقيام فيها .. إنّ القرآن نزل أثلاثاً فثلث فينا وثلث في عدوّنا وثلث في الفرائض والأحكام ، ولو أنّ آية نزلت في قوم ثمّ ماتوا أولئك ماتت الآية إذاً ما بقي من القرآن شيء ، إنّ القرآن يجري من أوّله إلى آخره وآخره إلى أولّه ما قامت السماوات والأرض فلكلّ قوم آية يتلونها .. إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء .. سيأتي على النّاس زمان لا يعرفون ما هو التوحيد حتّى يكون خروج الدجّال وحتّى ينزل عيسى بن مريم من السماء ويقتل اللّه الدجّال على يديه ، ويصلّي بهم رجلٌ منّا أهل البيت ، ألا ترى أنّ عيسى يصلّي خلفنا وهو نبيّ؟ ألا ونحن أفضل منه» (٣).

وقال الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما‌السلام : «بعث اللّه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة لا تُغمد إلى أن تضع إلى الحرب أوزارها ، ولن تضح الحرب أوزارها حتّى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت الشمس من مغربها آمن النّاس كلّهم في ذلك اليوم ، فيومئذ (لا ينفع نفساً إيمانها) وسيف منها ملفوف ،

__________________

١ ـ كتاب الفتن لابن : ص ٦٥٣ ح ١٨٣٩.

٢ ـ كتاب المصنّف لابن أبي شبية : ١٥ / ٦٦٦٥ ح ١٩١٣٠ ، وتفسير الطبري : ٨ / ٧٤ ، والمستدرك للحاكم : ٤ / ٥٤٥ ، والدّر المنثور : ٣ / ٥٩.

٣ ـ تفسير فرات الكوفي : ص ١٣٨ ح ١٦٦.

٤٢

وسيف منها مغمود سلّه إلى غيرنا وحكمه إلينا» (١).

وفي تفسير العيّاشي (٢) عن الإمام الباقر والصادق عليهما‌السلام في قوله : (يوم يأتي بعض آيات ربّك) الآية ، قال : «طلوع الشمس من المغرب ، وخروج الدابّة والدجّال ، والرجل يكون مصرّاً ولم يعمل على الإيمان ثمّ تجيء الآيات فلا ينفعه إيمانه».

وأيضاً عن الإمام الصادق عليه‌السلام في قوله عزّوجلّ : (يَومٌ يَأتِي .. خَيراً) قال : «يعني خروج القائم المنتظر منّا» ثمّ قال عليه‌السلام : «طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته والمطيعين له في ظهوره ، أولئك أولياء اللّه الّذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» (٣).

__________________

١ ـ تفسير القمي : ٢ / ٣٢٠ والكافي : ٥ / ١٠ ، ح ٢ ، والخصال ١ / ٢٧٤ باب : (٥) ح ١٨ ، وتهذيب الأحكام : ٤ / ١١٤ باب (٣١) ح ٣٣٦ ، وتحف العقول : ص ٢٢٨.

٢ ـ تفسير العيّاشي : ١ / ٣٨٤ ، ح ١٢٨.

٣ ـ كمال الدين : ص ٣٥٧ باب : (٣٣) ح ٥٤.

٤٣

سورة الأعراف

١ ـ (وَعَلَى الأَعرَافَ رِجَالٌ يَعرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُم) (١)

قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سألها فاطمة عليها‌السلام عن الآية : «هم الأئمّة بعدي عليّ وسبطاي وتسعة من صلب الحسين ، هم رجال الأعراف ، لا يدخل الجنّة إلّا من يعرفهم ويعرفونه ، ولا يدخل النّار إلّا من أنكرهم وينكرونه ، لا يُعرف اللّه إلّا بسبيل معرفتهم» (٢).

٢ ـ (فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ) (٣)

عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سألته عن شيء في الفرج فقال : «أو ليس تعلم أنّ انتظار الفرج من الفرج ، إنّ اللّه يقول : (انتظروا وإنّي معكم من المنتظرين) » (٤).

وفي تفسير العيّاشي (٥) أيضاً وكمال الدين ، وقد جرى التلفيق بينهما ، عن الرضا عليه‌السلام قال : «ما أحسن الصبر وإنتظار الفرج ، أما سمعت قول العبد الصالح (انتظروا وإنّي معكم من المنتظرين) وقوله : (وارتقبوا إنّي معكم رقيب) فعليكم بالصبر فإنّه إنّما يجيء الفرج على اليأس ، فقد كان الّذين من قبلكم أصبر منكم».

__________________

١ ـ ٤٦ / الأعراف / ٧.

٢ ـ كفاية الأثر : ص ١٩٤.

٣ ـ ٧١ / الأعراف / ٧.

٤ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ١٣٨ ح ٥٠ ، وكمال الدين : ص ٦٤٥ ح ٤.

٥ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ٢٠ ، ح ٢ ، وكمال الدين : ٢ / ٦٤٥ ح ٥.

٤٤

وروى عن الإمام الصادق عليه‌السلام في ثواب المنتظر للفرج ، قال : «من مات منكم على هذا الأمر منتظراً له كمن كان في فسطاط القائم عليه‌السلام» (١).

وفي كمال الدّين (٢) عن الإمام الباقر عليه‌السلام وقد قال الراوي له : أصلحك اللّه لقد تركنا أسواقنا انتظاراً لهذا الأمر؟ فقال : «أترى من حبس نفسه على اللّه عزّوجلّ لا يجعل اللّه له مخرجاً .. رحم اللّه عبداً حبس نفسه علينا ، رحم اللّه عبداً أحياء أمرنا» قلت : فإن متّ قبل أن أدرك القائم؟ قال : «القائل منكم أن لو أدركت قائم آل محمّد نصرته كان كالمقارع بين يديه بسيفه ، لا بل كالشهيد معه».

وأيضاً منه (٣) عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج من اللّه عزّوجلّ».

٣ ـ (اِستَعِينُوا بِاللّهِ وَاصبِرُوا إِنَّ الأَرضَ للّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ) (٤)

قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «وجدنا في كتاب عليّ عليه‌السلام : (انّ الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) أنا وأهل بيتي الّذين أورثنا الأرض ، ونحن المتّقون ، والأرض كلّها لنا ، فمن أحيا أرضاً من المسلمين فعمّرها فليؤدّ خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها فإن تركها أو أخرجها وأخذوها رجل من المسلمين من بعده فعمّرها وأحياها فهو أحقّ بها من الّذي تركها ، يؤدّي خراجها إلى الإمام من أهل بيني وله ما أكل منها ، حتّى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها ، كما حواها رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ومنعها إلّا ما كان في أيدي شيعتنا فإنّه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم» (٥).

__________________

١ ـ كمال الدين : ص ٦٦٤ باب : (٥٥) ح ١.

٢ ـ كمال الدين : باب : (٥٥) ح ٢.

٣ ـ كمال الدين : باب : (٥٥) ح ٣.

٤ ـ ١٢٨ / الأعراف / ٧.

٥ ـ الكافي : ١ / ٤٠٧ و ٤٠٨ ، وتفسير العيّاشي : ٢ / ٢٥.

٤٥

قال الإمام الباقر عليه‌السلام أيضاً : «دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلّا ملكوا قبلنا ، لئلاّ يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا سيرة هؤلاء ، وهو قول اللّه عزّوجلّ : (وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ) (١).

٤ ـ (وَرَحمَتِي وسِعَت كُلَّ شَييءٍ فَسَأَكتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ... أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ) (٢)

قال الإمام الباقر عليه‌السلام في حديث له : « (وَرَحمَتِي وسِعَت كُلَّ شَييءٍ) عِلم الإمام ، ووسع علمه الَّذي هو من علمه (كُلَّ شَييءٍ) هم شيعتنا (فسأكتبها للذين يتقون) يعني ولاية غير الإمام وطاعته» ثمّ قال : « (يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل) يعني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والوصيّ ، والقائم (يأمرهم بالمعروف) إذا قام (وينهاهم عن المنكر) والمنكر من أنكر فضل الإمام وجَحَدَه ، (ويحلّ لهم الطيّبات) أخذ العلم من أهله ، (ويحرّم عليهم الخبائث) والخبائث قول من خالف ، (ويضع عنهم إصرهم) وهي الذنوب الّتي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام ، (والأغلال الّتي كانت عليهم) والأغلال ماكانوا يقولون ممّا لم يكونوا أُمروا به من ترك فضل الإمام ، فلمّا عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم ، والإصر : الذنب وهي الآصار ، ثمّ نسبهم فقال : (الَّذين آمنوا به) يعني بالإمام (وعزّروه ونصروه وَاتَّبَعُو النُّور الَّذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) يعني الَّذي إجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان ، والعبادة طاعة النّاس لهم ، ثمّ قال : (أُنِيبُوا إِلى رَبِّكُم وَأَسلَمُوا لَهُ) ثمّ جزّأهم فقال : (لَهُمُ البُشرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفِي الآخِرَةِ) والإمام يبشّرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة

__________________

١ ـ الغيبة للطوسي : ص٤٧٢ ، ح ٤٩٣.

٢ ـ ١٥٦ ـ ١٥٧ / الأعراف / ٧.

٤٦

والورود على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله على الحوض» (١).

٥ ـ (وَمِن قَومِ مُوسى أُمَّةٌ يَهدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعدِلُونَ) (٢)

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « (قوم موسى) هم أهل الإسلام» (٣).

وأيضاً قال عليه‌السلام : « إذا قام قائم آل محمّد عليهم‌السلام استخرج من ظهر الكوفة (الكعبة) سبعة وعشرين رجلاً ، خمسة وعشر من قوم موسى الّذين كانوا يهدون بالحقّ وبه يعدلون ، وسبعة من أهل الكوفة ، ويوشع بن نون وسلمان وأبا دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر ، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكّاماً» (٤).

٦ ـ (وَأَوحَينَا إِلى مُوسى إِذِ استَسقَاهُ قَومُهُ أَن اضرِب بِعَصَاكَ الحَجَرَ فَانبَجَسَت مِنهُ اثنَتَا عَشَرَةَ عَيناً) (٥)

عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبداللّه عليه‌السلام قال : سمعته يقول : «ألواح موسى عندنا ، وعصا موسى عندنا ، ونحن ورثة النبيّين» (٦).

وقال الإمام الباقر عليه‌السلام حول الآية الشريفة : «إذا قام قائم بمكّة وأراد أن يتوجّه إلى الكوفة ، نادى مناديه : ألا لا يحمل أحد منكم طعاماً ولا شراباً ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير ، فلا ينزل منزلاً إلّا انبعث عين منه ، فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظائماً روى ، فهو زادهم حتّى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة» (٧).

__________________

١ ـ الكافي : ١ / ٤٢٩ ، ح ٨٣.

٢ ـ سورة الأعراف : ١٥٩.

٣ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ٣٢.

٤ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ٣٢ ح ، ٩٠ والإرشاد : ٢ / ٣٨٦.

٥ ـ ١٦٠ / الأعراف / ٧.

٦ ـ الخرائج : ٢ / ٨٩٥.

٧ ـ بصائر الدرجات : ص ٢٠٨ ، والكافي : ١ / ٢٣١ ، ح ٣ وكمال الدين : ص ٦٧٠ والغيبة للنعماني : ص ٢٣٨.

٤٧

٧ ـ (يَسأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرسَاهَا قُل إِنَّمَا عِلمُهَا عِندَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَت فِي السَّماَوَاتِ وَالأَرضِ لا تَأتِيكُم إِلَّا بَغتَةً) (١)

عن دعبل الخزاعي قال : أنشدت مولاي عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام قصيدتي الّتي أوّلها :

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

فلمّا انتهيت إلى قولي :

خروج إمامٍ لامحالة خارج

يقوم على اسم اللّه والبركات

يميز فينا كلّ حق وباطل

ويجزى على النعماء والنقمات

بكى الرضا عليه‌السلام بكاءاً شديداً ، ثمّ رفع رأسه إلَيَّ فقال : «يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الإمام؟ ومتى يقوم؟ فقلت : لا يامولاي إلّا أنّي سمعت بخروج إمامٍ منكم يطهّر الأرض من الفساد ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً».

فقال : «يا دعبل الإمام بعدي محمّد ابني ، وبعد محمّد ابنه عليّ ، وبعد عليّ ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم المنتظر في غيبته ، المطاع قي ظهوره ، لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه عزّوجلّ ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، وأمّا متى ، فإخبارٌ عن الوقت فقد حدّثني أبي .. عن آبائه عليهم‌السلام أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : مثله مثل السّاعة الّتي لا يجلّيها لوقتها إلّا هو ثقلت في السماوات والأرض لا يأتيكم إلّا بغتة» (٢).

__________________

١ ـ سورة الأعراف : ١٨٧.

٢ ـ كمال الدين : ٢ / ٣٧٢ باب : (٣٥) ح ٦ ، وعيون أخبار الرضا : ٢ / ٢٦٥ باب : (٦٦) ح ٣٥.

٤٨

سورة الأنفال

١ ـ (لِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبطِلَ البَاطِلَ وَلَو كَرِهَ المُجرِمُونَ) (١)

قال الإمام الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : « (ليحقّ الحق) فإنّه يعني ليحقّ حقّ آل محمّد عليهم‌السلام حين يقوم القائم عليه‌السلام ، وأمّا قوله (ويبطل الباطل) يعني القائم ، فإذا قام يبطل باطل بني أميّة» (٢).

٢ ـ (وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لا تَكُونَ فِتنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للّهِ) (٣)

قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «لم يجيء تأويل هذه الآية بعد ، إنّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله رخّص لهم لحاجته وحاجة أصحابه فلو قد جاء تأويلها لم يقبل منهم لكنّهم يقتلون حتّى يوحّد اللّه عزّوجلّ وحتّى لا يكون الشّرك» (٤).

وفي حديث طويل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال فيه : « ولا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية كما قبلها رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو قول اللّه : (وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة) يقاتلون واللّه حتّى يوحَّدَ اللّه ولا يشرَك به شيئاً ، وحتّى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها أحد ، ويخرج اللّه من الأرض بذرها وينزل من السّماء قطرها ويخرج النّاس خراجهم على رقابهم إلى المهديّ عليه‌السلام ويوسّع اللّه على شيعتنا ... » (٥).

وفي الكافي رواية عن الكاظم عليه‌السلام استشهد فيها بالآية الثامنة والتاسعة من

__________________

١ ـ ٨ / الأنفال / ٨.

٢ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ٥٠ ، ح ٢٤.

٣ ـ ٣٩ / الأنفال / ٨.

٤ ـ الكافي : ٨ / ٢٠١ ، ح ٢٤٣.

٥ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ٥٦ ، ح ٤٩.

٤٩

سورة الصفّ المشابهة للآية : ٣٢ و ٣٣ من هذه السورة ، فلاحظ.

وروى زرارة غيرة عن أبي عبداللّه عليه‌السلام أنّه قال : «لم يجيء تأويل هذه الآية ، ولو قام قائمنا بعد سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية وليبلغنّ دين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ما بلغ الليل حتّى يكون مشرك على ظهر الأرض كما قال اللّه تعالى : (يعبدونني لا يشركون بي شيئاً) » (١).

٣ ـ (وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعضُهُم أُولَى بِبَعضٍ) (٢)

سيأتي ذيل الآية : ٦ من سورة الأحزاب ، فلاحظ.

__________________

١ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ٥٦ ، مجمع البيان : ذيل الآية الكريمة.

٢ ـ ٧٥ / الأنفال / ٨.

٥٠

سورة التوبة

١ ـ (وَأَذَانٌ مِنَ اللّهَ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَومَ الحَجِّ الأَكبَرِ) (١)

روى عن الباقر والصادق عليهما‌السلام في قول اللّه (وَأذَانٌ) قالا : «خروج القائم وأذانٌ دعوته إلى نفسه» (٢).

٢ ـ (هُوَ الَّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلىَ الدِّينِ كُلَّهُ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ) (٣)

عن الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : « (هُوَ الَّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ) قال : «واللّه ما نزل تأويلها بعد ، ولا ينزل تأويلها حتّى يخرج القائم عليه‌السلام فإذا خرج القائم لم يبق كافر باللّه العظيم ولا مشرك بالإمام إلّا كره خروجه ، ولا يبقى كافر إلّا قتل حتّى أن لو كان كافراً أو مشركاً في بطن صخرة لقالت : يا مؤمن ، في بطني كافر ، فأكسرني واقتله» (٤).

وفي مجمع البيان (٥) عن العيّاشي ، وفي تأويل الآيات (٦) عن محمّد بن العبّاس بسند هما عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه تلا هذه الآية وقال : «أظهر بعد ذلك؟ قالوا : نعم ، قال : كلاّ فو الّذي نفسي بيده حتّى لا تبقى قرية إلّا ويُنادي فيها بشهادة أن لا إله إلّا اللّه بكرة وعشيّاً».

__________________

١ ـ ٣ / التوبة / ٩.

٢ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ٢١٧ ، ح ١٧٨٢.

٣ ـ ٣٣ / التوبة / ٩.

٤ ـ كمال الدين : ص ٦٧٠ ، تفسير الفرات : ص ١٨٤ ، وتفسير العيّاشي ٢ / ١٧.

٥ ـ مجمع البيان : ٥ / ٢٨٠.

٦ ـ تأويل الآيات ٢ / ٦٨٩.

٥١

وأيضاً عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث طويل قال : «كلّ ذلك لتتم النَظِرة الَّتي أوحاها اللّه تعالى لعدوّه إبليس ، إلى أن يبلغ الكتاب اجله ، ويحق القول على الكافرين ، ويقترب الوعد الحق .. وذلك إذا لم يبق من الإسلام إلّا إسمه ومن القرآن إلّا رسمه ، وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلك ، لاشتمال الفتنة على القلوب .. وعند ذلك يؤيّده اللّه بجنودٍ لم تروها ، ويظهر دين نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله على الدّين كلّه ولو كره المشركون» (١).

قال الإمام الباقر عليه‌السلام في الآية الشريفة ، قال : «يكون أن لا يبقى أحدٌ إلّا أقرّ بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله» وفي خبر آخر عنه : «ليظهره اللّه في الرجعة» (٢).

وأيضاً قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «إنّ ذلك يكون عند خروج القائم عليه‌السلام» (٣).

وأيضاً عن الإمام الباقر عليه‌السلام : «إنّ ذلك يكون عند خروج المهديّ من آل محمّد فلا يبقى أحد إلّا أقرّ بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٤).

وفي مختصر إثبات الرجعة عن الإمام الباقر والصادق عليهما‌السلام : «أنّ القائم منّا منصور بالرعب ، مؤيّد بالنصر ، تُطوى له الأرض ، وتظهر له الكنوز كلّها ، ويُظهر اللّه تعالى به دينه على الدّين كلّه ولو كره المشركون ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ولا يبقى في الأرض خراب إلّا عُمِّرَ ، وينزل روح اللّه عيسى بن مريم عليه‌السلام فيصلّى خلفه (٥) » (٦).

وعن الخصيبي بسنده عن الصادق عليه‌السلام قال : « لو كان ظهر على الدّين كلّه ما كان مجوسيّة ولا نصرانيّة ولا يهوديّة .. وإنّما قوله ليظهره على الدّين كلّه في هذا اليوم وهذا المهديّ وهذه الرجعة .. » (٧).

__________________

١ ـ الإحتجاج : ١ / ٢٥٦.

٢ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ٨٧.

٣ ـ التبيان : ٥ / ٢٠٩.

٤ ـ مجمع البيان : ٣ / ٢٥.

٥ ـ في مختصر سيأتي قسم منه ذيل الآية : (بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) من سورة هود.

٦ ـ مختصر إثبات الرجعة للفضل بن شاذان : ح ١٨.

٧ ـ الهداية الكبرى للخصيبي : ص ٧٤ و ٨٢ و ٩٨ ، ومختصر بصائر الدرجات : ص ١٧٨.

٥٢

٣ ـ (وَالَّذِينَ يَكنِزُونَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (١)

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «موسّع على شيعتنا أن ينفقوا ممّا في أيديهم بالمعروف فإذا قام قائمنا حرّم على كلّ ذي كنز كنزه حتّى يأتيه به فيستعين به على عدوّه ، وهو قول اللّه عزّوجلّ : (والّذين يكنزون) » (٢).

٤ ـ (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثنا عَشَرَ شَهراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَومَ خَلَقَ السَّماَوَاتِ وَالأَرضَ) (٣)

عن الإمام الصادق عليه‌السلام ـ في حديث طويل ـ أنّه عليه‌السلام استخرج رقّاً أبيض ففضه فإذا فيه سطران :

الأوّل : لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه.

والثاني : إنّ عدّة السهور عند اللّه اثنا عشر شهراً في كتاب اللّه يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيّم : أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، الحسن بن عليّ ، الحسين بن عليّ ، عليّ بن الحسين ، محمّد بن عليّ ، جعفر بن محمّد ، موسى بن جعفر ، عليّ بن موسى ، محمّد بن عليّ ، عليّ بن محمّد ، الحسن بن عليّ ، والحجّة بن الحسن القائم ، ثمّ قال :

«أتدري متى كتب هذا في هذا؟» قلت : اللّه أعلم ورسوله وأنتم ، قال :

__________________

١ ـ ٣٤ / التوبة / ٩.

٢ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ٨٧ ، ح ٥٤ ، والكافي : ٤ / ٦١ ، والتهذيب للطوسي : ٤ / ١٤٣ باب : (٣٩) ح ٤٠٢.

٣ ـ ٣٦ / التوبة / ٩.

٥٣

«قبل أن يخلق آدم بألفي عام» (١).

وعن الإمام الباقر عليه‌السلام في الآية الكريمة ، قال : «أمّا السنّة فهي جدّي رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وشهورها اثنا عشر شهراً فهو أمير المؤمنين و .. إلى إبني جعفر وإبنه موسى وإبنه عليّ وابنه محمّد وإبنه عليّ وإلى ابنه الحسن وإلى ابنه محمّد الهاديّ المهديّ اثنا عشر إماماً حجج اللّه في خلقه وأمناؤه على وحيه وعلمه» (٢).

ونحوه ذكر ابن شهر آشوب ، وفيه : «وفي خبر آخر : (أَربَعَة حُرُم) عليّ والحسن والحسين والقائم ، بدلالة قوله (ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّم) » (٣).

وعن الحسين عليه‌السلام قال : « منّا اثنا عشر مهديّاً أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وآخرهم التاسع من ولدي وهو الإمام القائم بالحقّ ، يحيى اللّه به الأرض بعد موتها ، ويظهر به دين الحقّ على الدّين كلّه ولو كره المشركون .. » (٤).

٥ ـ (قُل هَل تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحدَى الحُسنَيَينِ وَنَحنُ نَتَرَبَّصُ بِكُم أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِن عِندِهِ أَو بِأَيدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُتَرَبِّصُونَ) (٥)

قال الإمام الباقر عليه‌السلام : « إمّا موت في طاعة اللّه أوأُدرِكُ ظهوره أمام ، ونحن نتربّص بهم مع ما نحن فيه من الشدّة أن يصيبهم اللّه بعذاب من عنده ، قال : هو المسخ (أو بأيدينا) وهو القتل .. » (٦).

__________________

١ ـ الغيبة للنعماني : ص ٨٨ ، وتأويل الآيات : ١ / ٢٠٤ ، ح ١٢.

٢ ـ كتاب الغيبة للطوسي : ص ١٤٩ ح ١١٠.

٣ ـ مناقب ابن شهر آشوب : ١ / ٢٨٤.

٤ ـ كمال الدين : ١ / ٣١٧ ، ح ٣ ، وعيون أخبار الرضا : ١ / ٦٨ باب : (٦) ح ٣٦.

٥ ـ ٥٢ / التوبة / ٩.

٦ ـ الكافي ٨ / ٢٨٥ ، ح ٤٣١.

٥٤

سورة يونس

١ ـ (ويَقُولُونَ لَولاَ أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبِّهِ فَقُل إِنَّمَا الغَيبُ للّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ) (١)

تقدّم في ذيل الآية : (٢) من سورة البقرة ، ولا حظ الآية : (٧١) من سورة الأعراف.

٢ ـ (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَهَا وَازَّيَنَت وَظَنَّ أَهلُهَا أَنَّهُم قَادِرُونَ عَلَيهَا أَتَاهَا أَمرُنَا لَيلاً وَنَهَارَاً) (٢)

عن المفضّل بن عمرو ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال عن هذه الآية : «يعني القائم بالسيف» (٣)

٣ ـ (أَفَمَن يَهدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُّتَّبَعَ أَمَّن لا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهدى) (٤)

عن عبدالرحمان بن مسلمة الجريري قال : قلت لأبي عبداللّه عليه‌السلام : يوبّخونا ويكذّبونا أنا نقول : إنّ صيحتين تكونان (٥) ، يقولون : من أين تعرف المحقّة من المبطلة إذا كانتا؟ قال : «فماذا تردّون عليهم؟» قلت : ما نردُّ عليهم شيئاً ، قال : «قولوا لهم يصدّق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل أن تكون ، أنّ اللّه عزّوجلّ يقول : ( أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يتّبع أمّن لايهدّي إلّا أن يهدي فما

__________________

١ ـ ٢٠ / يونس / ١٠.

٢ ـ ٢٤ / يونس / ١٠.

٣ ـ دلائل الإمامة : ص ٢٥٠.

٤ ـ ٣٥ / يونس / ١٠.

٥ ـ أي الَّتي كانت في أوّل النّهار وهي الحقّ ، والَّتي كانت آخره وهي الباطل وذلك عند قيام القائم.

٥٥

لكم كيف تحكمون) » (١).

وأيضاً قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «ينادي منادٍ ألا إنّ فلان بن فلان وشيعته هم الفائزون ، أوّل النهار ، وينادي آخر النهار ألا إنّ عثمان وشيعته هم الفائزون .. (فقيل) : فما يدرينا أيّما الصادق من الكاذب؟ فقال : يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادي ، إنّ اللّه عزّوجلّ يقول : (أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ) الآية (٢).

٤ ـ (بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَمَّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم فَانظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَالِمِينَ) (٣)

وفي تفسير العيّاشي : عن حمران بن ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وفي مختصر بصائر الدرجات : عن زرارة عن الصادق عليه‌السلام ، واللفظ للعيّاشي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الأمور العظام من الرجعة وغيرها فقال : «إنّ هذا الَّذي تسألوني عنه لم يأت أوانه ، قال اللّه : (بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله) الآية» (٤).

٥ ـ (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الوَعدُ إن كُنتُم صَادِقِينَ) (٥)

عن الحسين عليه‌السلام في حديث له تقدّم بعضه ذيل الآية : (٣٣) من سورة التوبة قال فيه : «له غيبة يرتدّ فيها أقوام ، ويثبت فيها على الدين آخرون فيؤذون ويقال لهم : (متى هذا الوعد إن كنتم صادقين)؟ أمّا إنّ الصابر في غيبته على

_________________

١ ـ الكافي : ٨ / ٢٠٨ ، ح ٢٥٢ ، والغيبة للنعماني : ص ٢٦٦ باب : (١٤) ح ٣٢.

٢ ـ الكافي : ٨ / ٢٠٩ ، ح ٢٥٣.

٣ ـ ٣٩ / يونس / ١٠.

٤ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ١٢٢ ح ٢٠ ، ومختصر بصائر الدرجات : ص ٢٤.

٥ ـ ٤٨ / يونس / ١٠.

٥٦

الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

٦ ـ (قُل أَرَأَيتُم إِن أَتَاكُم عَذَابُهُ بَيَاتَاً أَو نَهَارَاً مَاذَا يَستَعجِلُ مِنهُ المُجرِمُونَ) (٢)

عن الباقر عليه‌السلام : قال : «فهذا عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقه أهل القبلة وهم يجحدون نزول العذاب عليهم» (٣).

٧ ـ (لَهُمُ البُشرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفِي الآخِرَةِ) (٤)

عن الإمام الباقر عليه‌السلام في هذه الآية (٥) قال : «يبشّرهم بقيام القائم وبظهوره ، وقتل أعدائهم ، وبالنجاة في الآخر ، والورود على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله واله الصادقين على الحوض».

٨ ـ (فَلَولا كَانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَومَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفنَا عَنهُم عَذَابَ الخِزيِ) (٦)

عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبداللّه عليه‌السلام : قول اللّه عزّوجلّ : (عذاب الخِزْيِ في الحياة الدنيا وفي الآخرة) ما هو عذاب خِزيِ الدنيا؟ فقال عليه‌السلام : «وأيّ خزي أخزي يا أبا بصير من أن يكون الرجل في بيته وحجاله وعلى إخوانه وسط عياله إذ شقّ أهله الجيوب عليه وصرخوا ، فيقول النّاس : ما هذا؟ فيقال : مسخ فلان السّاعة» فقلت : قبل قيام القائم عليه‌السلام أوبعده؟ قال عليه‌السلام : «لا ، بل قبله» (٧).

_________________

١ ـ كمال الدين : ص ٣١٧ باب : (٣٠) ٣ ح.

٢ ـ ٥٠ / يونس / ١٠.

٣ ـ تفسير القمي : ١ / ٣١٢.

٤ ـ ٦٤ / يونس / ١٠.

٥ ـ تقدّم في حديث له بعضه ، ذيل الآية : ١٥٦ من سورة الأعراف.

٦ ـ ٩٨ / يونس / ١٠.

٧ ـ الغيبة للنعماني : باب : (١٤) ح ٤١.

٥٧

سورة هود

١ ـ (وَلَئِن أَخَّرنَا عَنهُم العَذَابَ إِلى أُمَّةٍ مَعدُودَةٍ) (١)

عن الباقر والصّادق عليهما‌السلام قالا : «إِنّ الأمّة المعدودة هم أصحاب المهديّ في آخر الزمان ، ثلثمئة وثلاثة عشر رجلاً كعدّة أهل بدر ، يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف» (٢).

وروى عن الصّادق عليه‌السلام أنّه قال : «العذاب خروج القائم عليه‌السلام والأمّة المعدودة عدّة أهل بدر وأصحابه» (٣).

وعن الباقر عليه‌السلام أنّه قال : «أصحاب القائم عليه‌السلام الثلاثمئة والبضعة عشر رجلاً هم واللّه الأمّة المعدودة الَّتي قال اللّه في كتابه ، يجمعون له في ساعة واحدة قَزَعَاً كقَزَع الخريف» (٤).

وأيضاً عن الصادق عليه‌السلام في الآية ، قال : «يعني كعدّة بدر (ليقولنّ مايحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم) قال : العذاب» (٥).

وأيضاً عن الصادق عليه‌السلام في الآية ، قال : «هو القائم وأصحابه» (٦).

٢ ـ (أَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (٧)

عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : «لابدّ من فتنة صماّء صيلم يذهب فيها كلّ

_________________

١ ـ ٨ / هود / ١١.

٢ ـ مجمع البيان : ٥ / ٢٤٦.

٣ ـ الغيبة للنعماني : ص ٢٤١ باب : (١٣) ح ٣٦.

٤ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ٥٧ ، ح ٤٩.

٥ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ١٤٠ ، ح ٧.

٦ ـ تفسير العيّاشي : ٢ ١٤١ ، ح ٩.

٧ ـ ١٨ / هود / ١١.

٥٨

وليجة وبطانة ـ وفي رواية : يسقط فيها كلّ وليجة وبطانة ـ وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي ، يحزن لفقده أهل الأرض والسّماء ، كم من مؤمن ومؤمنة متأسّف متلهّف حيران حزين لفقده ، ثمّ أطرق ، ثمّ رفع رأسه ، وقال : بأبي وأمّي سمّي جدّي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران ، عليه جيوب النّور يتوقّد من شعاع ضياء القدس ، كأنّي به آيس ما كانوا ، قد نودوا نداءاً يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب ، يكون رحمة على المؤمنين ، وعذاباً على الكافرين» فقيل له : بأبي وأمّي أنت وما ذلك النداء؟ قال عليه‌السلام : «ثلاثة أصوات في رجب ، أوّلها : (ألا لعنة اللّه على الظالمين) والثاني : أزفت الآزفة يامعشر المؤمنين! والثالث : يرون يداً بارزاً مع قَرن الشمس يُنادي : ألا إنّ اللّه قد بعث فلاناً على هلاك الظالمين ، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ، ويشفي اللّه صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم» (١).

٣ ـ (قّالَ لَو أَنَّ لِي بِكُم قُوَّةً أَو آوي إِلى رُكنٍ شَدِيدٍ) (٢)

عن الصادق عليه‌السلام قال : «قوّة القائم عليه‌السلام ، والركن الشديد أصحابه ثلثمائه وثلاثة عشر رجلاً» (٣).

وأيضاً عن الصادق عليه‌السلام قال : «ما كان قول لوط عليه‌السلام .. إلّا تمنّياً لقوّة القائم عليه‌السلام ، ولا ذكر إلّا شدة أصحابه ، وإنّ قلبه لأشدّ من زبر الحديد ، ولو مرّوا بجبال الحديد لقلعوها ، ولا يكفّون سيوفهم حتّى يرضى اللّه عزّوجلّ» (٤).

_________________

١ ـ الغيبة للنعماني ص ١٨٠ باب : (١٠) ح ٢٨ ، والغيبة للطوسي : ص ٤٣٩ ، ح ٤٣١ ، وكمال الدين : ٢ / ٣٧٠ باب : (٣٥) ح ٣ ، وأيضاً ص : ٣٧١ ح ٤ ، وعيون الأخبار الرضا : ٢ / ٦ باب : (٣٠) ح ١٤ ، وإثبات الوصيّة : ص ٢٢٧.

٢ ـ ٨٠ / هود / ١١.

٣ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ١٥٦ ، وتفسير القمي : ١ / ٣٣٥.

٤ ـ كمال الدين : ص ٦٧٣ باب : (٥٨) ح ٢٦.

٥٩

٤ ـ (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) (١)

عن السيد ابن طاووس في خطبة طويلة لأمير المؤمنين عليه‌السلام منها : «ثمّ يخرج عن الكوفة مئة ألف بين مشرك ومنافق حتّى يضربوا دمشق لا يصدّهم عنها صاد وتقبل رايات (من) شرقي الأرض ليست بقطن ولاكتان ولاحرير ، مختّمة في رؤوس القنا بخاتم السيّد الأكبر ، يسوقها رجل من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم تطير بالمشرق .. ويأتيهم يومئذ الخسف والقذف والمسخ ، فيومئذ تأويل هذه الآية : (وما هي من الظالمين ببعيد) (٢).

٥ ـ (بَقِيَّةُ اللّهِ خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ) (٣)

عن الباقر عليه‌السلام في حديث له عن الملاحم ، قال : «وجاءت صيحة من السّماء بأنّ الحقّ فيه وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا ، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً ، وأوّل ما ينطق به هذه الآية : (بَقِيَّةُ اللّهِ خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ) ثمّ يقول : أنا بقيّة اللّه في أرضه وخليفته ، وحجّته عليكم ، فلا يسلّم عليه مسلّم إلّا قال : «السّلام عليك يا بقيّة اللّه في أرضه» ، فإذا اجتمع إليه العِقد ، وهو عشرة آلاف رجل ، خرج ، فلا يبقى في الأرض معبودٌ دون اللّه عزّوجلّ من صنم وغيره إلّا وقعت فيه نارٌ فاحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ، ليعلم اللّه من يطيعه بالغيب ويؤمن به» (٤).

وعن أبي عبداللّه عليه‌السلام ، سأله رجل عن القائم يسلّم عليه بإمرة المؤمنين؟ قال :

_________________

١ ـ (٨٣ / هود / ١١).

٢ ـ مختصر بصائر الدرجات : ص ٢٠٠.

٣ ـ (٨٦ / هود / ١١).

٤ ـ كمال الدين : ص ٣٣٠ باب : (٣٢)ح ١٦ ، ومختصر إثبات الرجعة : ح ١٨ ، واعلام الورى : ص ٤٣٣ ، والفصول المهمّة : ص ٣٠٢.

٦٠