الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني

الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

المؤلف:

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ٢
ISBN: 964-92538-6-6
الصفحات: ٢٣٤

الفكريّة والتقنية ، وجعلها تحت خدمته بعد إيمانهم الكامل به عليه‌السلام.

١٩ ـ ولشدّة الأمن والسلم تتعايش الحيوانات المفترسة مع الحيوانات الأليفة بكلّ ثقة دون أن يؤذي إحداها الأخرى ، وهذا ببركة الإمام عليه‌السلام.

٢٠ ـ وتظهر في دولته المباركة كلّ مزايا الرجال الشريفة وانسانيّتهم الراقية القائمة على أساس المحبّة والرأفة.

٢١ ـ لا تعدّي في تلك الدولة المباركة ، فكلّ حقّ يصل إلى صاحبه دون أيّ إضرار.

٢٢ ـ ويتمّ تطبيق الأحكام الإسلاميّة القرآنيّة في جميع أركان الدولة المهدويّة الشريفة ، من أبسط الأحكام الشرعيّة إلى أكبرها وأشدّها وأهمّها.

٢٣ ـ وتتكوّن دولته في ظهوره الشريف من ٣١٣ رجلاً و ٥٠ إمرأة يتصلون به عليه‌السلام وبين بقيّة القواعد الشعبيّة.

٢٤ ـ ويتمّ حلّ جميع المشاكل دون أيّ تأخير.

٢٥ ـ وتكون أكثر الأمور الكونيّة مطيعة للإمام المهديّ عليه‌السلام كالماء والهواء والزمان وبقيّة المخلوقات الاُخرى.

كانت هذه نماذج مختصرة وسريعة جدّاً لخصائص دولة الإمام المهديّ عليه‌السلام وامتيازاتها ، وبعض الآثار الكونيّة والإجتماعيّة الَّتي ستظهر في دولة الحقّ بفضل المهديّ عليه‌السلام المبشَّر به عليه‌السلام وبدولته من قبل أنبياء اللّه جميعاً وأئمّة أهل البيت عليهم‌السلام الّذين بشّروا المنتظرين لدولة الإمام المهديّ عليه‌السلام ، وحتّى الأموات الّذين انتظروا الإمام المهديّ ، ثمّ ماتوا فإنّ اللّه تعالى يحييهم بإذنه وقدرته في دولة الإمام المهديّ عليه‌السلام ، فهم الّذين كانوا يدعون باستمرار : «اللهمّ أرنا الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة» (١).

__________________

١ ـ الفقرة من دعاء العهد من مصباح الزائر : ص ١٦٩ ، مصباح الكفعمي : ص ٥٥٠ ، البلد الأمين : ص ٨٢

٢١

الباب الثاني الآيات القرآنيّة المفسّرة بالإمام المهديّ عليه‌السلام وأصحابه

سورة البقرة

١ ـ (الم *ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيبَ فِيهِ هُدَىً لِلمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ) (١)

روي عن الإمام الصّادق عليه‌السلام قال : (٢) «المتقون شيعة عليّ عليه‌السلام والغيب فهو الحجّة الغائب عليه‌السلام وشاهد ذلك قول اللّه عزّوجلّ (وَيَقُولُونَ لَولا أَنزَلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبِّهِ فَقُل إِنَّمَا الغَيبُ للّه فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ) (٣)».

وروى عنه عليه‌السلام أيضاً في قول اللّه (يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ) قال : «من أقرّ بقيام القائم أنّه حقّ»(٤).

وفي كفاية الأثر (٥) لأبي القاسم الخزاز بسنده عن جابر الأنصاري في حديث طويل ذكر فيها رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أوصياء بأسمائهم وقال : «ثمّ يغيب عنهم إمامهم .. فإذا عجّل اللّه خروج قائماً يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً» ثمّ قال : «طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمتّقين على محجتهم ، أولئك وصفهم اللّه في كتابه وقال : (الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ) وقال : (اولئك حِزب اللّه

__________________

١ ـ (١ ـ ٣ / البقره / ٢).

٢ ـ كمال الدين : ص ١٨ و ٣٤٠ ، ح ٢٠.

٣ ـ سورة يونس : ٢٠.

٤ ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٣٤٠.

٥ ـ كفاية الأثر : ص ٦٠.

٢٢

ألا إِنَّ حزب اللّه هُمُ المُفلِحُونَ) (١)».

وفي تأويل الآيات عن تفسير القمي عن الباقر عليه‌السلام في حديث قال : « هم المتقون الَّدين يؤمنون بالغيب وهو البعث والنشور وقيام القائم والرجعة .. ».

٢ ـ (فَانفَجَرَت مِنهُ اثنَتَا عَشَرَةَ عَيناً قّد عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشرَبَهُم كُلُوا وَاشربُوا مِن رِزقِ اللّهِ) (٢)

عن جابر ، عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في حديث طويل ـ أنّه سأل عن عدد الأئمّة فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا جابر سألتني عن الإسلام بأجمعه ، عدّتهم عدّة الشهور ، وهي عند اللّه اثنتا عشرة شهراً في كتاب اللّه يوم خلق السماوات والأرض ، وعدّتهم عدّة العيون الّتي انفجرت لموسى بن عمران عليه‌السلام حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً ، وعدّتهم عدّة نقباء بني إسرائيل» ثمّ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ياجابر أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم القائم» (٣).

٣ ـ (فَأَينَمَا تُوَلّوا فَثَمَّ وَجهُ اللّهِ) (٤)

وفي الإحتجاج (٥) عن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام في حديث طويل ذكر فيه أولي الأمر وقال :

«وهم وجه اللّه الّذي قال : (فّأَينَمَا تُوَلَّوا فَثَمَّ وَجهُ اللّه) هم بقيّة اللّه ، يعني المهديّ يأتي عند انقضاء هذه النظرة فيملؤ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً».

__________________

١ ـ سورة مجادلة : ٥٨.

٢ ـ ٦٠ / البقره / ٢.

٣ ـ التحصين لابن طاووس : ٥٧٠ ـ ٥٧١ باب (٢٤) اليقين : ص ٢٤٥.

٤ ـ ١١٥ / البقره / ٢.

٥ ـ الإحتجاج : ج ١ ص ٢٤٠.

٢٣

٤ ـ (وَإذَا ابتَلى إِبرَاهيِمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَاتَمَهُنَّ) (١)

عن المفضل بن عمر ، عن الإمام الصّادق عليه‌السلام قال سألته عن قول اللّه عزّوجلّ (وإذا ابتلى .. ) ما هذه الكلمات؟ قال عليه‌السلام : «هي الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه».

فقلت يا ابن رسول اللّه فما يعني بقوله فاتمّهن؟ قال : «يعني فأتمّهن إلى القائم عليه‌السلام اثنتي عشر إماماً؛تسعة من ولد الحسين عليه‌السلام».

٥ ـ (قَالُوا نَعبُدُ إِلهَكَ وَإلهَ آبَائِكَ إِبرَاهِيمَ وَإِسماَعِيلَ وَإِسحَاقَ إِلهاً وَاحِداً وَنَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ) (٢)

عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام : قال : سألته عن تفسير هذه الآية ، قال : «جرت في القائم عليه‌السلام»(٣).

٦ ـ (فَاستَبِقُوا الخَيرَاتِ أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جمَِيعاً) (٤)

عن المفضل بن عمر ، عن الصادق عليه‌السلام قال : «إذا أوذن الإمام دعا اللّه عزّوجلّ باسمه العبراني فانتجب له أصحابه الثلاثمئة وثلاثة عشر قزع كقزع الخريف وهم أصحاب الالوية» (٥).

وفي كمال الدين (٦) عن الصادق عليه‌السلام قال : «لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم عليه‌السلام .. إنّهم ليُفتقدون عن فُرُشهم ليلاً فيصبحون بمكّة

__________________

١ ـ (١٢٤ / البقرة / ٢).

٢ ـ سورة البقرة : ١٣٣.

٣ ـ تفسير العيّاشي : ج ١ ص ٦١ ، ح ١٠٢.

٤ ـ سورة البقرة : ١٤٨.

٥ ـ تفسير العيّاشي : ج ١ ص ٦٧ ، ح ١١٨ ؛ والغيبة للنعماني : ص ٣١٢ ، ح ٣٢٠.

٦ ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٦٧٢ ، باب : (٥٨) ح ٢٤ ؛ وتفسير العيّاشي : ج ١ ص ٦٧ ، ح ١١٨ ، والغيبة للنعماني : ص ٣١٢.

٢٤

وبعضهم يسير في السحاب يُعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه.

قال ، قلت : جعلت فداك أيّهم أعظم إيماناً؟ قال عليه‌السلام : «الَّذي يسير في السحاب بهاراً».

وأيضاً قال أبوجعفر عليه‌السلام : «واللّه لكأنّي أنظر إلى القائم عليه‌السلام وقد أسند ظهره إلى الحجر ثمّ ينشد اللّه حقّه ثمّ يقول : يا أيّها النّاس من يحاجني في اللّه فأنا أولى باللّه .. (في حديث قال فيه) : فيكون أوّل من يبايعه جبريل ، ثمّ الثلاثمئة والثلاثة عشر رجلاً ، فمن كان ابتلي بالمسير وافي ، ومن لم يبتل بالمسير فقد من فراشه .. وذلك قول اللّه : (فَاستَبِقُوا الخَيرَاتِ أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جمَِيعاً) (١).

وفي روضة (٢) عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول اللّه عزّوجلّ : (فَاستَبِقوا الخَيرَات) قال : «الخيرات : الولاية وقوله (أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جمَِيعاً) يعني أصحاب القائم عليه‌السلام الثلاثمئة والبضعة عشر ... هم واللّه الأمّة المعدودة .. يجتمعون واللّه في ساعة واحدة قزع كزع الخريف».

وأيضاً عن علّي بن الحسين عليهما‌السلام أنّه قال : «الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمكّة وهو قول اللّه عزّوجلّ (أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جمَِيعاً) وهم أصحاب ألقائم عليه‌السلام» (٣).

وأيضاً عن الإمام الصادق عليه‌السلام في قوله : (أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جمَِيعاً) قال : «نزلت في القائم عليه‌السلام وأصحابه يجتمعون على غير ميعاد» (٤).

وفي كتاب الغيبة (٥) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «لا يزال النّاس ينقصون حتّى لا يقال (اللّه) فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدّين بذنبه ، فيبعث اللّه قوماً من

__________________

١ ـ تفسير العياشي : ٢ / ٥٦ ، ح ٤٩ ، وتفسير القمي : ٢ / ٢٠٥ ، والغيبة للنعماني : ص ١٨١ باب : (١٠) ح والكافي : ٨ / ٣١٣ : ٤٨٧.

٢ ـ روضة الكافي : ص ٣١٣.

٣ ـ كتاب الغيبة للنعماني : ص ١٦٨ ، وكمال الدين للصدوق : ج ١ ص ٦٥٤ باب : (٥٧) ح ٢١.

٤ ـ كتاب الغيبة للنعماني : ١٢٧.

٥ ـ الغيبة للشيخ الطوسي : ص ٤٧٧ ، ح ٥٠٣.

٢٥

أطرافها يجيئون قزعاً كقزع الخريف ، واللّه إنّي لأعرفهم وأعرف أسماءهم وقبائلهم واسم أميرهم ، وهم قوم يحملهم اللّه كيف شاء .. فيتوافون من الآفاق ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر ، وهو قول اللّه (أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جمَِيعاً) حتّى أنّ الرجل ليحتبي فلا يَحُلّ حبوته حتّى يُبَلّغه اللّه ذلك».

وأيضاً عن الإمام الباقر عليه‌السلام في حديث طويل حول المهديّ وأصحابه وأعدائه قال فيه : «ويجيء واللّه ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكّة على غير ميعاد ، قزعاً كقزع الخريف ، يتلو بعضهم بعضاً وهي الآية الّتي قال اللّه ( أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جمَِيعاً .. )» (١).

وأيضاً عن أبي عبداللّه جعفر الصادق عليه‌السلام في ذكر أصحاب المهديّ عليه‌السلام قال : «فذلك ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً بعدد أهل بدر يجمعهم اللّه إلى مكّة في ليلة واحدة وهي ليلة الجمعة فيتوافون في صبيحتها إلى المسجد الحرام لا يختلف منهم رجل واحد ... يلقي بعضهم بعضاً كأنّهم بنو أب وأمّ ، وإن افترقوا عشاء التقوا غدوة وذلك تأويل هذه الآية : (فَاستَبِقُوا الخَيرَاتِ أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً)» (٢).

وعن الرضا عليه‌السلام وقد سئل عن الآية ، قال : «وذلك واللّه أن لو قد قام قائمنا يجمع اللّه إليه شيعتنا من جميع البلدان» (٣).

وفي حديث طويل للإمام الجواد عليه‌السلام حول المهديّ وأصحابه قال فيه : « تطوى له الأرض ، ويذل له كلّ صعب ، يجتمع إليه من أصحابه عدّة أهل بدر .. من أقاصي الأرض وذلك قول اللّه (فَاستَبِقُوا الخَيرَاتِ أَينَمَا تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً) فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهر اللّه أمره فإذا كمل له

__________________

١ ـ تفسير العياشي : ١ / ٦٤ ، ح ١١٧ ، ونحوه في الغيبة للنعماني : ص ٢٧٩ باب : (١٤) ، والإرشاد للمفيد : ص ٣٥٩ ، والغيبة للطوسي : ٤٤١ ، ح ٤٣٤.

٢ ـ دلائل الإمامة للطبري : ص ٥٦٠ ، وملاحم ابن طاووس : ص ٢٠١.

٣ ـ تفسير العياشي : ١ / ٦٦ ح ١١٧.

٢٦

العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن اللّه .. » (١).

٧ ـ (وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (٢)

وعن الباقر عليه‌السلام فيما رواه العياشي ، والنعماني في الغيبة ، في حديث له قال : «وذلك الخوف (بالشام) إذا قام القائم عليه‌السلام ، وأمّا الجوع فقبل قيام القائم عليه‌السلام وذلك قوله : (وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ)» (٣).

وفي غيبة النعماني : ص ٢٥٠ باب (١٤) ح ٦ عن الصادق عليه‌السلام قال : «لابدّ أن يكون قدّام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، فإن ذلك في كتاب اللّه لبيّن» ثمّ تلا هذه الآية.

وفي الإمامة والتبصرة من الحيرة : ص ١٢٩ ، وكمال الدين : ص ٤٦٩ باب : (٥٧) ح ٣ ، وكفاية الأثر : ص ١٥٣ ، والغيبة للشيخ الطوسي : ص ١٤٧ ، ح ١٠٩ : عن الصّادق عليه‌السلام قال : «إن قدّام القائم علامات تكون من اللّه للمؤمنين» قلت : وماهي جعلني اللّه فداك؟ قال : «ذلك قول اللّه عزّوجلّ : (وَلَنَبلُوَنَّكُم) يعني المؤمنين قبل خروج القائم عليه‌السلام».

٨ ـ (هَل يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ وَالمَلاَئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمرُ وَإِلَى اللّهِ تُرجَعُ الأُمُور) (٤)

عن الإمام الباقر عليه‌السلام قال : «ينزل المهديّ في سبع قباب من نور ، لا يعلم في

__________________

١ ـ كمال الدين للصدوق : ج ٢ ص ٣٧٧ باب : (٣٦) ح ٢.

٢ ـ سورة البقرة : ١٥٥.

٣ ـ تفسير العيّاشي : ١ / ٦٨ ، والغيبة للنعماني : ص ٢٥١ باب : (٤١) ح ٧.

٤ ـ ٢١٠ / البقرة / ٢.

٢٧

أيّها هو حين ينزل في ظهر الكوفة» (١).

وفي الحديث بسند آخر عنه أيضاً : «إنّه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق» (٢).

٩ ـ (إِنَّ اللّهَ مُبتَلِيكُم بِنَهَرٍ) (٣)

عن الصادق عليه‌السلام قال : «إنّ أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر .. وإنّ أصحاب القائم عليه‌السلام يبتلون بمثل ذلك» (٤).

١٠ ـ (كَم مِن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَت فِئَةً كَثِيرَةً) (٥)

قال الصادق عليه‌السلام : «لايخرج القائم في أقلّ من الفئة ، ولا تكون الفئة أقل من عشرة آلاف» (٦).

١١ ـ (أَو كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَريَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا) (٧)

قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «مثل أمرنا في كتاب اللّه مثل صاحب الحمار ، أماته اللّه مئة عام ثمّ بعثه» (٨).

وأيضاً سألت أباعبداللّه عليه‌السلام هل في كتاب اللّه مثل للقائم عليه‌السلام؟ فقال : «نعم آية صاحب الحمار ، أماته اللّه مئة عام ثم بعثه» (٩).

__________________

١ ـ تفسير العيّاشي : ١ / ١٠٣ ، ح ٣٠١.

٢ ـ تفسير العيّاشي : ١ / ١٠٣ ، ح ٣٠٣.

٣ ـ سورة البقرة : ٢٤٩.

٤ ـ نوادر الأخبار : ص ٢٧٩ ، ح ٨ والغيبة للنعماني : ص ٣١٦ باب : (٢١) ح ١٣ ، والغيبة للطوسي : ص ٤٧٢ ـ ٤٩١.

٥ ـ سورة البقرة : ٢٤٩.

٦ ـ تفسير العيّاشي : ١ / ١٣٤ ـ ٤٤٤.

٧ ـ سورة البقرة : ٢٥٩.

٨ ـ الغيبة للطوسي : ص ٤٢٢ : ٤٠٤.

٩ ـ الغيبة للطوسي : ٤٢٣ : ٤٠٥.

٢٨

١٢ ـ (يُؤتِي الحِكمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤتِ الحِكمَةَ فَقَد أُتِيَ خَيراً كَثِيراً) (١)

سأل أبو بصير عن الإمام الباقر عليه‌السلام من الآية ، فقال : «معرفة الإمام واجتناب الكبائر ، ومن مات وليس في رقبته بيعة لإمام مات ميتة جاهليّة .. فمن مات وهو عارف بالإمامة يضرّة [شيء] تقدّم هذا الأمر أو تأخّر ، فكان كمن هو مع القائم في فسطاطه .. لا بل كمن قاتل معه ، لا بل واللّه كمن استشهد مع رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٢).

١٣ ـ (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) (٣)

المؤمنون هنا هم الأئمّة عليهم‌السلام ، وقد روي عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث طويل يذكر فيه قصّة المعراج وأنّه رأى أنوار الأئمّة ، جاء فيه : «يا محمّد تحبّ أن تراهم؟ قلت : نعم يا ربّ ، فقال عزّوجل : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي وإذاً أنا بأنوار عليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ ومحمّد بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكب درّيّ ، قلت : ياربّ من هؤلاء؟ قال : هؤلاء الأئمّة ، وهذا القائم الّذي يحلّل حلالي ويحرّم حرامي ، وبه أنتقم من أعدائي ، وهو راحة لأوليائي ، وهو الّذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين ، فيخرج اللات والعزّي طريين فيحرقهما ، فلفتنة النّاس يومئذ بهما أشدّ من فتنة العجل والسامري» (٤).

__________________

١ ـ سورة البقرة : ٢٦٩.

٢ ـ أعلام الدين : ص ٤٥٩.

٣ ـ سورة البقرة : ٢٨٥.

٤ ـ فرائد السمطين : ج ٢ ص ٣٢.

٢٩

سورة آل عمران

١ ـ (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُوا العِلمِ قَائِماً بِالقِسطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيم إِنَّ الدِّين عِندَ اللّهِ الإِسلامَ) (١)

عن محمّد بن عثمان العمري (النائب الخاصّ للإمام الحجّة عليه‌السلام) قال :

لمّا ولد الخلف المهديّ عليه‌السلام سطع نور من فوق رأسه إلى عنان السماء ، ثمّ سقط لوجهه ساجداً لربّه تعالى ذكره ، ثمّ رفع رأسه وهو يقول : « ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ .. )» (٢).

٢ ـ (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيهَا زَكَرِيَّا المِحرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزقاً) (٣)

عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في حديث طويل حول الجفنة السماويّة الّتي نزلت على فاطمة عليها‌السلام قال فيه : «فأكلوا منها شهراً ، وهي الجفنة الّتي يأكل منها القائم عليه‌السلام وهي عندنا» (٤).

٣ ـ (إنَّ أَولَى النَّاسِ بِإِبرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (٥)

عن الباقر والصادق عليهما‌السلام في حديث طويل حول المهديّ وغيبته وظهوره وأصحابه قال فيه : «واللّه لكأنّي أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر ثمّ ينشد النّاس حقّه ، ثمّ يقول .. يا أيّها النّاس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى

__________________

١ ـ سورة آل عمران : ١٨ ـ ١٩.

٢ ـ كمال الدين : ص ٤٣٣ باب : (٤٢) ، ح ١٣.

٣ ـ ٣٧ / آل عمران / ٣.

٤ ـ تفسير العيّاشي : ١ / ١٧١ ، ح ٤١.

٥ ـ ٦٨ / آل عمران / ٣.

٣٠

بإبراهيم» (١).

٤ ـ (وَلَهُ أَسلَمَ مَن فِي السَّموَاتِ وَالأَرضِ طَوعاً وَكَرهاً وَإِلَيهِ يُرجَعُونَ) (٢)

عن رفاعة بن موسى ، قال : سمعت أباعبداللّه عليه‌السلام يقول : «( وَلَهُ أَسلَمَ .. )» قال : «إذا قام القائم لا يبقى أرض إلّا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلّا اللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٣).

وأيضاً في خطبة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في بيان بعض التطوّرات عند الظهور قال : «وتقبل الروم إلى قرية بساحل البحر عند كهف الفتية ، ويبعث اللّه الفتية من كهفهم .. فبعث [القائم] أحد الفتية إلى الروم فيرجع بغير حاجة ، ويبعث بالآخر فيرجع بالفتح فيومئذ تأويل هذه الآية : (وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون).

٥ ـ ( مَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً .. ) (٤)

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «سيروا فيها ليالي وأيّاماً آمنين» فقال : «مع قائمنا أهل البيت ، وأمّا قوله (مَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً) فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عِقد أصحابه كان آمناً» (٥).

٦ ـ (بَلَى إِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا يُمدِدكُم رَبُّكُم بِخَمسَةِ آلافٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ مُسَوِّمِينَ) (٦)

__________________

١ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ٥٦ ، ح ٤٩ ، وتفسير القمي : ٢ / ٢٠٥ ، والكافي : ٨ / ٣١٣ ، ح ٤٨٧ ، والغيبة للنعماني : ص ١٨١ باب : (١٠) ح ٣٠ ، ومجمع البيان : ٥ / ١٤٤.

٢ ـ ٨٣ / آل عمران / ٣.

٣ ـ تفسير العيّاشي : ١ / ٣٢٠.

٤ ـ ٩٧ / آل عمران / ٣.

٥ ـ علل الشرائع : ص ٨٩ باب : (٨١) ح ٥.

٦ ـ ١٢٥ / آل عمران / ٣.

٣١

قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «إنّ الملائكة الّذين نصروا محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر في الأرض ، ما صعدوا بعد ، ولا يصعدون حتّى ينصروا صاحب هذا الأمر وهم خمسة آلاف» (١).

٧ ـ (وَتِلكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ) (٢)

عن الإمام الرضا عليه‌السلام قال : «ما زال منذ خلق اللّه آدم دولة اللّه ودولة لإبليس فأين دولة اللّه ، أما هو إلّا قائم واحد؟» (٣).

٨ ـ (وَلُيَمِحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمحَقَ الكَافِرِينَ) (٤)

عن ابن عبّاس ، عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ عليّ بن أبي طالب إمام أمّتي وخليفتي عليهم بعدي ، ومن ولده القائم المهديّ المنتظر الّذي يملأ اللّه عزّوجلّ به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلما ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ الثابتين على القول به في زمان غيبته لاعزّ من الكبريت الأحمر».

فقام إليه جابر بن عبداللّه الأنصاري وقال : يا رسول اللّه وللقائم من ولدك غيبة؟ فقال : «إي وربّي (وليمحّص اللّه الّذين آمنوا ويمحّص الكافرين) » (٥).

٩ ـ (أَم حَسِبتُم أَنَّ تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُم وَيَعلَمَ الصَّابِرِينَ) (٦)

عن الرضا عليه‌السلام قال : وكان جعفر عليه‌السلام يقول فيما رواه عنه الحميري في قرب

__________________

١ ـ تفسير العيّاشي : ١ / ١٩٧ ، ح ١٣٨.

٢ ـ ١٤٠ / آل عمران / ٣.

٣ ـ تفسير العيّاشي : ١ / ٣٤٠ ، ح ٧٨٤.

٤ ـ ١٤١ / آل عمران / ٣.

٥ ـ كمال الدين : ص ٢٨٧ باب : (٢٥) ح ٧.

٦ ـ ١٤٢ / آل عمران / ٣.

٣٢

الإسناد (١) : «واللّه لا يكون الّذي تمدّون إليه أعناقكم حتّى تميّزوا وتمحّصوا ، ثمّ يذهب من كلّ عشرة شيء ، ولا يبقي منكم إلّا الأندر» ثمّ تلى هذه الآية.

ورواه الشيخ الطوسي في الغيبة (٢) ، وخلط الآية بالآية (١٦) من سورة التوبة.

١٠ ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ) (٣)

عن بريدة بن معاوية العجلي ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في قوله : ( يا أيّها الّذين آمنوا اصبروا .. ) قال : «اصبروا على أداء الفرائض ، وصابروا عدوّكم ، ورابطوا إمامكم المنتظر عليه‌السلام.

ياجابر إنّ هذا الأمر [أمرٌ] من أمر اللّه وسرّ من سرّ اللّه ، مطوي عن عباد اللّه ، فإيّاك والشك فيه ، فإنّ الشكّ في أمر اللّه عزّوجلّ كفر» (٤).

وعن يعقوب السرّاج ، قال : قلت لأبي عبداللّه عليه‌السلام : أتبقى الأرض يوماً بغير عالم منكم يفزع النّاس إليه؟ قال : «إذاً لا يُعبد اللّه ، لا تخلو الأرض من عالم منّا ، ظاهر يفزع النّاس إليه في حلالهم وحرامهم ، وإن ذلك لمبيّن في كتاب اللّه ، قال اللّه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا) على دينكم (وَصَابِرُوا) عدوّكم فمن يخالفكم (وَرَابِطُوا) إمامكم (وَاتَّقُوا اللّهَ) فيما أمركم به وافترض عليكم» (٥).

__________________

١ ـ قرب الإسناد : ص ١٦٢.

٢ ـ الغيبة للطوسي : ٣٣٦ : ٢٨٣.

٣ ـ ٢٠٠ / آل عمران / ٣.

٤ ـ الغيبة للنعماني : ص ٢٧ و ١٩٩.

٥ ـ تفسير العيّاشي : ١ / ٢١٢ ، ١٨١.

٣٣

سورة النساء

١ ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ اُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا أَنزَلنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُم مِن قَبلِ أََن نَطمِسَ وُجُوهاً فَنَرِدَهَا .. ) (١)

في حديث طويل عن جابر ، عن الباقر عليه‌السلام أنّه قال : « فينادي مناد من السماء : يا بيداء ، أبيدي بالقوم ، فيخسف بهم ، فلا يفلت منهم إلّا ثلاثة نفر يحوّل اللّه وجوههم إلى أقفيتهم .. وفيهم نزلت هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ اُوتُوا الكِتَابَ) والقائم يومئذ بمكّة قد أسند ظهره إلى البيت الحرام .. » (٢).

٢ ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم) (٣)

عن جابر بن عبداللّه الأنصاري ، عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « هم خلفائي وأئمّة المسلمين من بعدي ياجابر ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب ثمّ الحسن ثمّ الحسين ... ثمّ سميّي محمّد وكنيّي حجّة اللّه في أرضه وبقيّته في عباده ، ابن الحسن بن عليّ ، ذاك الّذي يفتح اللّه تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الّذي يغيب عن شيعته وأوليائه .. » (٤).

وفي حديث لأمير المؤمنين عليه‌السلام قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ذكر الآية : «وذكر أولي الأمر : منهم مهديّ هذه الأمّة الَّّذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت

__________________

١ ـ ٤٧ / النساء / ٤.

٢ ـ كتاب الغيبة للنعماني : ص ٢٨٠ ح ٦٧ ، والإختصاص : ص ٢٥٦.

٣ ـ ٥٩ / النساء / ٤.

٤ ـ كمال الدين : ص ٢٥٣ (٢٣) ح ٣ ، وكفاية الأثر : ص ٥٣.

٣٤

ظلماً وجورا ، واللّه إنّي لأعرف جميع من يبايعه بين الركن والمقام وأعرف أسماء الجميع وقبالهم» (١).

وعن أبي جعفر عليه‌السلام فيقول اللّه عزّوجلّ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم) قال : «الأئمّة من ولد عليّ وفاطمة عليهما‌السلام إلى أن تقوم السّاعة» (٢).

وعن أبان ، أنّه دخل على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : فسألته عن قول اللّه : (وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم) فقال : « ذلك عليّ ثمّ الحسن ثمّ الحسين .. » (٣) حتّى سماهم إلى آخرهم عليهم‌السلام.

وعن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام فيما رواه الصدوق ، وقد سأله جابر الجعفي ، لأيّ شيء يحتاج إلى النبيّ والإمام ، فقال عليه‌السلام : «لبقاء العالم على صلاحه ، وذلك أنّ اللّه عزّوجلّ يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبيّ أو إمام ، قال اللّه : (وما كان اللّه ليعذّبهم وأنت فيهم) وقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون ، يعني بأهل بيته الأئمّة الَّذين قرن اللّه عزّوجلّ طاعتهم بطاعته فقال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم) وهم المعصومون المطهّرون الَّذين لايذنبون ولايعصون ، وهم المؤيّدون الموفقون المسدّدون ، بهم يرزق اللّه عباده ، وبهم تعمر بلاده وبهم تنزل القَطر من السّماء ، وبهم يخرج بركات الأرض ، وبهم يُمهل أهل المعاصي ، ولايعجّل عليهم بالعقوبة والعذاب ، لايفارقهم روح القدس ولا يفارقونه ، ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم» (٤).

ونحو هذا المعنى ذكره العيّاشي في تفسيره : ١ / ٢٤٦ ، ح ١٥٣ ، والكليني في

__________________

١ ـ كتاب سليم بن قيس : ص ١٠٣ ، وتفسير العيّاشي : ١ / ١٤ ، ح ٢ و ص ٢٥٣ ح ١٧٧ ، وكتاب الغيبة للنعماني : ص ٨١ باب : (٤) ح ١٠ ، وكمال الدين : ١ / ٢٨٤ ، ح ٣٧.

٢ ـ كمال الدين ١ / ٢٢٢ باب (٢٢) ح ٨.

٣ ـ تفسير العيّاشي : ١ / ٢٥١ ، ١٧١.

٤ ـ علل الشرايع : ص ١٢٣ باب : (١٠٣) ح ١.

٣٥

الكافي : ١ / ٢٠٥ ، ح ١ ، وص ٢٠٦ ح ٥ ، وج ٢ : ص ٢١ ح ٩ ، ورجال الكشي : ص ٤٢٤ ح ٧٩٩.

٣ _ (اَلَّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النَبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءَ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُلئِكَ رَفِيقاً) (١)

عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال ـ عن هذه الآية ـ : «الأئمّة الإثنى عشر بعدي» (٢).

وعن عليّ بن إبراهيم قال : قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « (وحسن أولئك رفيقاً) القائم من آل محمّد» (٣).

وفي حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال فيه : «والمهديّ يجعله اللّه من أحبّ منّا أهل البيت» (٤).

٤ ـ (وَإِن مِن أَهلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤمِنَنَّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ وَيَومَ القِيامَةِ يَكُونُ عَلَيهِم شَهِيداً) (٥)

وعن الباقر عليه‌السلام قال : «إنّ عيسى ينزل قبل القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملّة يهوديّ ولا نصرانيّ إلّا آمن به من قبل موته ويصلّي [عيسى] خلف المهديّ» (٦).

__________________

١ ـ ٦٩ / النساء / ٤.

٢ ـ تفسير فرات الكوفي : ص ١١٢ ، وتفسير القمي : ١ / ١٤٢ ، والأربعون للخزاعي : ح ٢٤ ، وشواهد التنزيل : ١ / ١٥٤ ح ٢٠٧.

٣ ـ شواهد التنزيل : ١ / ١٩٧ ، ح ٢٠٧.

٤ ـ تفسير فرات : ح (١١٣ و ١١٤) ، والكافي : ١ / ٤٥٠ ، ح ٣٤.

٥ ـ ١٥٩ / النساء / ٤.

٦ ـ تفسير القمي : ١ / ١٥٨.

٣٦

سورة المائدة

١ ـ (اَليَومَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُم فَلاَ تَخشَوهُم وَاخشَونِ) (١)

عن الإمام الباقر عليه‌السلام قال : «يوم يقوم القائم عليه‌السلام يئس بنو أميّة ، فهم الّذين كفروا ، يئسوا من آل محمّد عليهم‌السلام» (٢).

٢ ـ (وَلَقَد أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسرَائِيلَ وَبَعَثنَا مِنهُم اِثنَي عَشَرَ نَقِيبَاً) (٣)

لقد رويت عدّة روايات متعدّدة عن طرق أهل الشيعة والسنّة حول هذه الآية الشريفة أنّ المراد بها الإشارة إلى خلفاء رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله الإثني عشر ، وأوّلهم أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام وآخرهم القائم عليه‌السلام ، وأنّ عددهم بعدد نقباء بني إسرائيل (٤).

__________________

١ ـ ٣ / المائدة / ٥.

٢ ـ تفسير العيّاشي : ٢ / ٩ ، ح ١١١٧.

٣ ـ ١٢ / المائدة / ٥.

٤ ـ أمالي الصدوق : م ٥١ ح ٤ و ٥ و ٦ و ٧ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ١ ص ٥٤ ح ١٠ ، كمال الدين : ص ٢٧٠ ـ ٢٧١ ، ح ١٦ ، الخصال : ص ٤٦٦ ـ ٤٦٧ ، ح ٦ ، ونحوه في مسند أحمد : ١ / ٣٩٨ ، ح ٣٧٧٢ ، ومسند أبي يعلي : ٨ / ٤٤٤ ، ح ٥٠٣١ ، و ج ٩ / ٢٢٢ ، ح ٥٣٢٢ ومسند البزاز : ٢ / ٢٣١ ، ح ١٥٨٦ ، والمعجم الكبير للطبراني : ١٠ / ١٩٥ ، ح ١٠٣١ ، والمستدرك للحاكم : ٤ / ٥٠١ ، والغيبة للنعماني : ص ١٠٦ ح ٣٧ ، فصل فيما روى أنّ الأئمّة اثنا عشر إماماًًَ ، والمئة منقبة لإبن شاذان : ص ٧١ المنقبة : (٤١).

٣٧

٣ ـ (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذنَا مِثَاقَهُم فَنَسُوا حَظَّاً مِمَّا ذُكَّرُوا بِهِ) (١)

عن أبي الربيع الشامي قال : قال لي أبو عبداللّه عليه‌السلام : «لا تشتر من السودان أحداً ، فإن كان ولا بد فمن النوبة ، فإنهم من الّذين قال اللّه عزّوجلّ : (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى) أما إنّه سيذكرون ذلك الحظّ وسيخرج مع القائم عليه‌السلام هنا عصابة منهم» (٢).

٤ ـ (أُذكُرُوا نِعمَةَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ جَعَلَ فِيكُم أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُلُوكَاً وَآتَاكُم مَا لَم يُؤتِ أَحَداً مِنَ العَالَمِينَ) (٣)

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «الأنبياء رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وإبراهيم وإسماعيل وذريّته والملوك : الأئمّة عليهم‌السلام» قال الراوي : فقلت : وأيّ ملكٍ أعطيتهم؟ فقال عليه‌السلام : «ملك الجنّة وملك الكرّة» (٤).

٥ ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرتَدَّ مِنكُم عَن دِينِهِ فَسَوفَ يَأتِي اللّهُ بِقَومٍ يُحِبُّهُم وَيُحِبُّونَهُ أذِلَّةٍ عَلَى المُؤمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَفِرِينَ) (٥)

وقال بعض من أهل اللّه وأصحاب الكشف والشهود وعلماء الحروف : إنّني ناقل عن الإمام عليّ كرّم اللّه وجهه : سيأتي اللّه بقوم يحبّهم اللّه ويحبّونه ، ويملك من هو بينهم غريب وهو المهديّ ، أحمر الوجه بشعره صهوبة ، يملأ الأرض عدلاً بلاصعوبة ، يعتزل في صغرة عن أمّه وأبيه ، ويكون عزيزاً في مرباه ، فيملك بلاد المسلمين بأمان ، ويصفو له الزمان ، ويسمع كلامه ويطيعه الشيوخ والفتيان ، ويملأ

__________________

١ ـ ١٤ / المائدة / ٥.

٢ ـ الكافي ٥ / ٣٥٢.

٣ ـ ٢٠ / المائدة / ٥.

٤ ـ مختصربصائر الدرجات : ص ٢٨.

٥ ـ ٥٤ / المائدة / ٥.

٣٨

الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، فعند ذلك كملت إمامته ، وتقرّرت خلافته ، واللّه يبعث من في القبور .. وتزهو الأرض بمهديّها ، وتجري به أنهارها ، وتعدم الفتن والغارات ، ويكثر الخير والبركات.

وقال الإمام الباقر عليه‌السلام : «إنّ صاحب هذا الأمر محفوظٌ له فلا تذهبنّ يميناً ولا شمالاً ، فإنّ الأمر واللّه واضح ، واللّه لو أنّ أهل السماء والأرض إجتمعوا على أن يحوّلوا هذا الأمر من موضعه الّذي وضعه اللّه فيه ما استطاعوا ، ولو أنّ النّاس كفروا جميعاً حتّى لا يبقي أحد لجاء اللّه لهذا الأمر بأهل يكونون من أهله» ثمّ قال : «أما تسمع اللّه يقول : (يا أيّها الَّذين آمن من يرتد) وقال في آية أخرى : (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين) ».

ونحوه في الغيبة (١) ، عن الإمام الصّادق عليه‌السلام.

__________________

١ ـ الغيبة للنعماني : ص ٣١٦ باب : (٢١) ح ١٢.

٣٩

سورة الأنعام

١ ـ (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمَّىً عِندَهُ) (١)

وفي كتاب الغيبة (٢) بأسانيد ثلاثة عن الإمام الباقر عليه‌السلام : «إنّها أجلان أجل محتوم وأجل موقوف» فقال له حمران بن أعين : إنّي لأرجوا أن يكون أجل السفياني من الموقوف ، فقال أبوجعفر عليه‌السلام : «لاواللّه إنّه لمن المحتوم».

وفي الثاني عن عبد الملك بن أعين قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام فجرى ذكر القائم عليه‌السلام ، فقلت له : أرجوا أن يكون عاجلاً ولا يكون سفياني؟ فقال عليه‌السلام : «لا واللّه إنّه لمن المحتوم الَّذي لا بدّ منه».

٢ ـ (قُل إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكنَّ أَكثَرَهُم لاَ يَعلَمُونَ) (٣)

عن الإمام الباقر عليه‌السلام في قوله : (إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ آيَةً) قال : «وسيريكم في آخر الزمان آيات منها دابّة الأرض والدجّال ونزول عيسى بن مريم عليه‌السلام وطلوع الشمس من مغربها» (٤).

٣ ـ (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحنَا عَلَيهِم أَبوَابَ كُلُّ شَيءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذنَاهُم بَغتَةً فَإِذَا هُم مُبلِسُونَ) (٥)

روى أبو حمزة الثمالي عن الإمام الباقر عليه‌السلام أنّه قال في تفسير هذه الآية :

__________________

١ ـ ٢ / الأنعام / ٦.

٢ ـ الغيبة للنعماني : ص ٣٠١.

٣ ـ ٣٧ / الأنعام / ٦.

٤ ـ تفسير القمي : ١ / ١٨٩.

٥ ـ ٤٤ / الأنعام / ٦.

٤٠