الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني

الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

المؤلف:

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ٢
ISBN: 964-92538-6-6
الصفحات: ٢٣٤

الإمام المهديّ عليه‌السلام هو القائم

٢ ـ لمّا حملت جارية العسكري (السيّدة نرجس) قال لها الإمام العسكري عليه‌السلام : «لتحملين ذكراً واسمه محمّد ، وهو القائم من بعدي» (١).

الإمام المهديّ عليه‌السلام هو حجّة اللّه في خلقه

٣ ـ عن محمّد بن عثمان العمري ، قال : سمعت أبي ، يقول : سئل أبو محمّد الحسن بن عليّ عليهما‌السلام وأنا عنده عن الخبر الَّذي روي عن آبائه عليهم‌السلام : «أنّ الأرض لا تخلو من حجّة اللّه على جميع خلقه إلى يوم القيامة ، ومن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة».

فقال عليه‌السلام : «إنّ هذا حقّ كما أنّ النَّهار حقّ».

فقيل له : يا ابن رسول اللّه فمَن الحجّة والإمام بعدك؟

فقال عليه‌السلام : «ابني محمّد هو الإمام والحجّة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهليّة ، أما إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقّاتون ، ثمّ يخرج فكأنّي انظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة» (٢).

_________________

١ ـ كمال الدين : ص ٤٠٨ باب : (٣٨) ح ٤.

٢ ـ كمال الدين : ص ٤٠٩ باب : (٣٨) ح ، وكفاية الأثر : ص ٢٩٢.

١٨١

الإمام المهديّ عليه‌السلام أشبه النّاس برسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٤ ـ عن أحمد بن إسحاق بن سعد ، قال : سمعت أبا محمّد الحسن بن عليّ عليهما‌السلام يقول : «الحمد للّه الَّذي لم يخرجني من الدنيا حتّى أراني الخلف من بعدي ، أشبه النّاس برسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله خَلقاً وخُلقاً ، يحفظه اللّه تبارك وتعالى في غيبته ، ثمّ يظهره فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً» (١).

الإمام المهديّ عليه‌السلام يملأ الأرض قسطاً

٥ ـ عن عيسى بن صبيح ، قال : دخل الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام علينا الحبس وكنت به عارفاً فقال لي : «لك خمس وستّون سنة وشهر ويومان».

وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي وإنّي نظرت فيه فكان كما قال ، وقال عليه‌السلام : «هل رزقت ولداً؟».

فقلت : لا.

فقال : «اللهمّ ارزقه ولداً يكون له عضداً ، فنعم العضد الولد» ثمّ تمثّل عليه‌السلام :

من كان ذا عضد يدرك ظلامته

إنّ الذليل الَّذي ليست له عضد

قلت له : ألك الولد؟

قال عليه‌السلام : «إي واللّه ، سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطاً ، فأمّا الآن فلا».

ثمّ تمثّل :

لعلك يوماً أن تراني كأنّما

بني حوالي الاُسود اللوابد

فانّ تميماً قبل أن يلد الحصا

أقام زماناً (وهو) في النّاس واحد (٢)

__________________

١ ـ كمال الدين : ص ٤٠٨ باب : (٣٨) ح ٧.

٢ ـ الخرائج : ١ / ٤٧٨ باب : (١٣) ح ١٩.

١٨٢

أحاديثه عليه‌السلام

ـ روحي لتراب مقدمه الفداء ـ

١ ـ عن طريف أبو نصر ، قال : دخلت على صاحب الزمان عليه‌السلام وهو في المهد ، فقال : «علَيَّ بالصندل الأحمر» فأتيته به ، ثمّ قال : «أتعرفني؟».

قلت : نعم.

قال : «من أنا؟»

فقلت : أنت سيّدي وابن سيّدي.

فقال : «ليس عن هذا سألتك».

قال طريف : فقلت : جعلني اللّه فداك فبيّن لي.

قال عليه‌السلام : «أنا خاتم الأوصياء وبي يدفع اللّه البلاء عن أهلي وشيعتي» (١)

__________________

١ ـ كمال الدين : ٢ / ٤٤١ باب (٤٣) ح ١٢ ، وإثبات الوصيّة : ص ٢٢١ ، والهداية للخصيبي : ص ٣٥٨ ، الغيبة للطوسي : ص٢٤٦ ح ٢١٥.

١٨٣

الإمام المهديّ عليه‌السلام يدعو اللّه لظهوره

٢ ـ عن الحميري ، قال : سألت محمّد بن عثمان العمري ، فقلت له : أرأيت صاحب هذا الأمر؟

قال : نعم ، وآخر عهدي به عند بيت اللّه الحرام وهو يقول : «اللهمّ أنجز لي ما وعدتني» (١).

الإمام المهديّ عليه‌السلام هو المنتقم من الظالمين

٣ ـ عن الحميري ، عن محمّد بن عثمان العمري ، قال : رأيته (الحجّة بن الحسن) صلوات اللّه عليه متعلّقاً بأستار الكعبة في المستجار (٢) وهو يقول : «اللهمّ انتقم من أعدائي» (٣).

__________________

١ ـ من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٥٢٠ ح ٣١١٥ ، وكمال الدين : ص ٤٤٠ (٤٣) ح ٩ ، الغيبة للطوسي : ص ٣٦٤ ح ٣٣٠.

٢ ـ المستجار : موضع من جدار الكعبة المشرفة يقرب من الركن اليماني ـ وهو محلّ إنشقاق جدار البيت لفاطمة بنت أسد عليهما السلام حينما جائها المخاض وهي تطوف حول الكعبة فدخلت في الكعبة وولدت عليّاً وخرجت من نفس المكان يوم الثالث وعلى يديها عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ـ وهو محلّ استجابة الدعاء ، رزقنا الله وإيّاكم لزيارة هذا المكان الشريف إن شاء الله.

٣ ـ كمال الدين : ص ٤٤٠ باب : (٤٣) ح ١٠.

١٨٤

من أنكرني فليس منّي

٤ ـ عن إسحاق بن يعقوب ، قال : سألت محمّد بن عثمان العمري رضي اللّه عنه أن يوصل إلَيَّ كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علَيَّ ، فوردت في التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه‌السلام :

«أما ما سألت عنه ـ أرشدك اللّه وثبّتك ـ من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمّنا ، فاعلم أنّه ليس بين اللّه عزّ وجلّ وبين أحد قرابة ، ومن أنكرني فليس منّي ، وسبيله سبيل ابن نوح عليه‌السلام ، أمّا سبيل عمّي جعفر ووُلده فسبيل إخوة يوسف عليه‌السلام» (١).

إنّ الأرض لا تخلو من حجّة

٥ ـ عن الأزدي قال : بينما أنا في الطواف قد طفت ستّاً وأنا أريد ان أطوف السابع فإذا أنا بحلقه عن يمين الكعبة وشابّ حسن الوجه طيب الرائحة هيوب مع هيبته متقرب إلى النّاس يتكلم ، فلم أر أحسن من كلامه ولا أعذب من نطقه وحسن جلوسه ، فذهبت أكلمه فزبرني النّاس ، فسألت بعضهم من هذا؟ فقالو : هذا ابن رسول اللّه يظهر في كلّ سنة يوماً لخواصّه يحدّثهم.

فقلت : يا سيّدي مسترشداً أتيتك فأرشدني هداك اللّه ، فناولني عليه‌السلام حصاة فحوّلت وجهي ، فقال لي بعض جلسائه : ما الَّذي دفع إليك؟ فقلت : حصاة

__________________

١ ـ كمال الدين : ص ٤٨٣ باب : (٤٥) ح ٤.

الغيبة للطوسي : ص ٢٩٠ ح ٢٤٧.

١٨٥

وكشفت عنها ، فإذا أنا بسبيكة ذهب ، فذهبت فإذا أنا به عليه‌السلام قد لحقني فقال لي : «ثبتت عليك الحجّة وظهر لك الحقّ وذهب عنك العمي ، أتعرفني؟» فقلت : لا.

فقال عليه‌السلام : «أنا المهديّ وأنا قائم الزمان ، أنا الَّذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً ، إنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، ولا يبقى النّاس في فترة ، وهذه أمانة لا تحدّث بها إلّا اخوانك من أهل الحقّ» (١).

__________________

١ ـ كمال الدين : ص باب : (٤٣) ح ١٨ ، والغيبة للطوسي : ص ٢٥٣ ح ٢٢٣ ، والخرائج : ٢ / ٧٨٤ : (١٥) ح ١١٠.

١٨٦

الباب الرابع

ذكر مجموعة من الأحاديث والحكايات في :

بعض العلائم عند ظهور الإمام المهديّ عليه‌السلام

عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّه قال : «القائم منّا منصور بالرعب ، مؤيّد بالظفر ، تطوى له الأرض ، وتظهر له الكنوز ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر اللّه دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون ، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا عمّره ، ولا تدع الأرض شيئاً من نباتها إلّا أخرجه ، ويتنعّم النّاس في زمانه نعمة لم يتنعّموا مثلها قطّ» (١).

قال الراوي : فقلت : يا ابن رسول اللّه فمتى يخرج قائمكم؟ ، قال عليه‌السلام :

١ ـ إذا تشبّه الرجال بالنساء.

٢ ـ والنساء بالرجال.

٣ ـ وركبت ذوات الفروج السروج.

٤ ـ وأمات النّاس الصلوات.

٥ ـ واتّبعوا الشهوات.

٦ ـ وأكلوا الربا.

٧ ـ واستخفّوا بالدماء.

٨ ـ وتظاهروا بالزنا.

٩ ـ وشيّدو البناء.

__________________

١ ـ كمال الدين : ص ٣٣٠ باب : (٣٢) ح ١٦ ، ومختصر إثبات الرجعة : ص ٢١٦.

١٨٧

١٠ ـ واستحلّوا الكذب.

١١ ـ وأخذوا الرشاء.

١٢ ـ واتّبعوا الهوى.

١٣ ـ وباعوا الدّين بالدنيا.

١٤ ـ وقطعوا الأرحام.

١٥ ـ ومنّوا بالطعام (١).

١٦ ـ وكان الحلم ضعفاً.

١٧ ـ والظلم فخراً.

١٨ ـ والأمراء فجرة.

١٩ ـ والوزراء كذبة.

٢٠ ـ والأمناء خونة.

٢١ ـ والأعوان ظلمة.

٢٢ ـ والقرّاء فسقة.

٢٣ ـ وظهر الجور.

٢٤ ـ وكثر الطلاق.

٢٥ ـ وبدا الفجور.

٢٦ ـ وقبلت شهادة الزور.

٢٧ ـ وشربت الخمور.

٢٨ ـ وركبت الذكور الذكور.

٢٩ ـ واستغنت النساء بالنساء.

٣٠ ـ واتخذوا الفيء مغنماً.

٣١ ـ والصدقة مغرماً.

٣٢ ـ واتُّقي الأشرار مخافة ألسنتهم.

__________________

١ ـ في نسخة «وظنّوا بالطعام».

١٨٨

٣٣ ـ وخرج السفياني من الشّام.

٣٤ ـ واليماني من اليمن.

٣٥ ـ وخسف بالبيداء بين مكّة والمدينة.

٣٦ ـ وقتل غلام من آل محمّد بين الركن والمقام.

٣٧ ـ وصاح صائح من السَّماء بأنّ الحقّ معه ومع اتباعه.

«فعند ذلك خروج قائمنا ، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً من أتباعه ، فأوّل ما ينطق به هذه الآية : (بَقِيَّةُ اللّهِ خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ) (١).

ثمّ يقول : أنا بقيّة اللّه ، وخليفته ، وحجّته عليكم ، فلا يسلّم مسلّم عليه إلّا قال : السَّلام عليك يا بقيّة اللّه في الأرض ، فاذا اجتمع عنده العقد ، عشرة آلاف رجل ، فلا يبقى يهودي ولا نصراني ، ولا أحد ممّن يعبد غيراللّه ، إلّا آمن به ، وصدّقه ، وتكون الملّة واحدة ملّة الإسلام ، وكلّما كان في الأرض من معبود سوى اللّه فينزل عليه نار من السَّماء فتحرقه» (٢).

يستفاد من بعض الأحاديث والروايات أنّ هذه الحوادث والعلامات منها ما هو محتوم ومنها ما هو مشترط ، واللّه أعلم.

__________________

١ ـ ٨٦ / هود / ١١.

٢ ـ كمال الدين : ص ٣٣٠ باب : (٣٢) ح ١٦ ، ومختصر إثبات الرجعة : ص ٢١٦.

١٨٩

الإمام المهديّ عليه‌السلام عند الحجر الأسود

١ ـ عن أبي عبداللّه بن صالح ، أنّه رآه (يعني المهديّ عليه‌السلام)عند الحجر الأسود والنّاس يتجاذبون عليه وهو يقول : «ما بهذا أُمروا» (١).

الإمام المهديّ عليه‌السلام يعرف جميع اللغات

٢ ـ وعن غانم الهندي قال : أتيت بغداد في طلب المهديّ عليه‌السلام وقد مشيت على الحبسر مفكراً أين أجده ، إذ أتاني آت فقال لي : أجب مولاك! فلم يزل يمشي معي حتّى أدخلني داراً وبستاناً ، فإذا مولاي قاعد فلما نظر إلي قال : «يا غانم أهلاً وسهلاً» فكلمني بالهندية وسلّم عليَّ وقال : «أنت تريد الحجّ في هذه السنة مع أهل قم ، فلا تحجّ في هذه السنة وانصرف إلى خراسان وحجّ من عام قابل» ، وألقى إليَّ صرّة وقال : «اجعل هذه نفقتك ولا تخبر بشيء ممّا رأيت» (٢).

__________________

١ ـ الكافي : ١ / ٣٣١ ح ٧ ، والإرشاد : ٢ / ٣٥٢.

٢ ـ كمال الدين : ص ٤٣٧ ح ٦ ، وعنه في ينابيع المودّة : بتخليص : ص ٦٣.

١٩٠

الإمام المهديّ عليه‌السلام أخبرني بأشياء

٣ ـ وعن محمّد بن شاذان الكابلي ، قال : كنت لم أزل أطلب المهديّ عليه‌السلام وأقمت في المدينة ولا ذكرته لأحد إلّا استهزاء بي ، فلقيت شيخاً من بني هاشم وهو يحيي بن محمّد العريضي فقال لي : إنّ الَّذي تطلبه بصرياء ، قال : فقصدن صرياء فجئت إلى دهليز مرشوش وطرحت نفسي على الدكان فخرج إليَّ غلام أسود ، فزجرني وانتهرني وقال لي : قم من هذا المكان وانصرف ، فقلت : لا أفعل فدخل الدار ثمّ خرج إليَّ وقال لي : اُدخل ، فدخلت فإذا مولاي قاعد بوسط الدار ، فلمّا نظر إليَّ سماني باسم لم يعرفه أحد إلّا أهلي بكابل ، وأخبرني باشياء ، ثمّ انصرفت عنه ، ثمّ أتيت السنة الثانية فلم أجده في الدار أحداً (١).

هذا هو الإمام المهديّ عليه‌السلام في صورة أبيه

٤ ـ عن عبداللّه السوري قال : صرت إلى بستان بني عامر ، فرأيت غلماناً يلعبون في غدير ماء وفتىً جالساً على مصلّى واضعاً كمّه على فيه ، فقلت لهم : من هذا؟ فقالوا : محمّد بن الحسن عليه‌السلام وكان في صورة أبيه عليه‌السلام (٢).

__________________

١ ـ كمال الدين : ص ٤٤٠ باب : (٤٣) ذيل الحديث : (٦).

٢ ـ كمال الدين : ص٤٤٨ باب : (٤٣) ح ١٣.

١٩١

أنا القائم وأنا الَّذي أخرج في آخر الزمان

٥ ـ عن راشد الهمداني ، قال (ما ملخّصه) : لمّا انصرفت من الحجّ ظللت الطريق فوقعت في أرض خضراء نصرة وتربتها أطيب تربة وفيها فسطاطاً ، فلمّا بلغته رأيت الخادمين وقالا : إجلس ، فقد أراد اللّه بك خيراً ، فدخل أحدهما ثمّ خرج فقال : اُدخل ، فدخلت فإذا فتى جالس وقد علّق فوق رأسه سيف طويل فسلّمت عليه ، فردّ السَّلام عليَّ فقال : «من أنا؟» فقلت : لا أعلم.

فقال : «أنا القائم ، أنا الَّذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف فأملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً».

فسقطت على وجهي ، فقال : «لا تسجد لغير اللّه ، إرفع رأسك وأنت راشد من بلد همدان ، أتحبّ أن ترجع إلى أهلك».

قلت : نعم ، وناولني صرة وأومىء إلى الخادم فهو مشى معي خطوات ، فرأيت أسد آباد ، فقال : هذه أسد آباد امض يا راشد ، فالتفتّ فلم أره ، فدخلت أسد آباد وفي الصرّة خمسون ديناراً ، فدخلت همدان وبشّرت أهلي ، ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير (١).

__________________

١ ـ كمال الدين : ص ٤٥٣ باب : (٤٣) ح ٢٠.

١٩٢

هذا واللّه صاحب العصر والزَّمان

٦ ـ وعن أبي نعيم الأنصاري الزيدي ، قال : كنت بمكّة عند المستجار وجماعة من المقصّرة ، وفيهم المحمودي وعلاّن الكليني وأبو الهيثم الديناري وأبو جعفر الأحول الهمداني ، وكانوا زهاء ثلاثين رجلاً ، ولم يكن منهم مخلص علمته غير محمّد بن القاسم العلوي العقيقي ، فبينما نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين ومئتين ، إذ خرج علينا شابٌّ من الطواف عليه ازاران محرم بهما ، وفي يده نعلان ، فلمّا رأيناه قمنا جميعاً هيبةً له ، فلم يبق منّا أحد إلّا قام وسلّم عليه ، ثمّ قعد والتفت يميناً وشمالاً ، ثمّ قال : «أتدرون ما كان أبو عبداللّه عليه‌السلام يقول : في دعائه؟» (١).

قلنا : وما كان يقول؟

قال : «كان يقول : اللهمّ إنّي أسألك باسمك الَّذي به تقوم السَّماء ، وبه تقوم الأرض وبه تفرق بين الحقّ والباطل ، وبه تجمع بين المتفرِّق ، وبه تفرّق بين المجتمع ، وبه أحصيت عدد الرمال وزنة الجبال وكيل البحار أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً».

ثمّ نهض فدخل الطواف ، فلمّا كان الغد في ذلك الوقت خرج علينا من الطواف فقمنا كقيامنا الأوّل ، جلس في مجلسه متوسطاً ، ثمّ نظر يميناً وشمالاً ، وقال : «أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول بعد صلاة الفريضة؟».

قلنا : وما كان يقول؟

قال : «كان يقول : اللهمّ إليك رفعت الأصوات ، ودعيت الدعوات ، ولك عنت الوجوه ، ولك خضعت الرقاب ، وإليك التحاكم في الأعمال ، ياخير مسئول وخير

__________________

١ ـ كمال الدين : ص ٤٧٠ باب : (٤٣) ح ٢٤.

١٩٣

من أعطى ، يا صادق ، يا باريء ، يا من لا يخلف الميعاد ، يا من أمر بالدعاء وتكفّل بالإجابة ، يا من قال : (اُدعُونِي أَستَجِب لَكُم) (١) يا من قال : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيب دَعوة الدَّاعي إِذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون) (٢) يا من قال : (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إنّ اللّه يغفر الذنوب جميعاً إنّه هو الغفور الرحيم) (٣)».

ثمّ قال : «أتدرون ما كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول في سجدة الشكر؟»

قلنا : وما كان يقول؟

قال : «كان يقول : يا من لا يزيده الحاح الملحّين إلّا جوداً وكرماً ، يا من له خزائن السَّموات والأرض ، يا من له خزائن ما دقّ وجلّ ، لا تمنعك اسائتني من إحسانك إليَّ ، أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله وأنت أهل الجود والكرم والعفو ، يا ربّاه يا اللّه ، إفعل بي ما أنت أهله ، وأنت قادر على العقوبة وقد استحققتها ، لا حجّة لي ولا عذر لي عندك ، أبوء إليك بذنوبي كلّها واعترف بها كي تعفو عنّي وأنت أعلم بها منّي ، بؤت إليك بكلّ ذنب أذنبته ، وكلّ خطيئة أخطأتها وبكلّ سيّئة عملتها ، يا ربّ اغفر لي ، وارحم ، وتجاوز عمّا تعلم ، إنّك أنت الأعزّ الأكرم».

وقام فدخل الطواف فقمنا لقيامه ، وعاد من غد في ذلك الوقت فقمنا لاستقباله كفعلنا فيما مضى ، فجلس متوسّطاً ونظر يميناً وشمالاً فقال : كان عليّ بن الحسين سيّد العابدين عليه‌السلام يقول في سجوده في هذا الموضع ـ وأشار بيده إلى الحجر ـ : «عبيدك بفنائك مسكينك ببابك ، فقيرك بفنائك أسألك ما لا يقدر عليه سواك».

ثمّ نظر يميناً وشمالاً ونظر إلى محمّد بن القاسم العلوي ، فقال : «يا محمّد بن

__________________

١ ـ ٦٠ / غافر / ٤٠

٢ ـ ١٨٦ / البقرة / ٢.

٣ ـ ٥٣ / الزمر / ٣٩.

١٩٤

القاسم ، أنت على خير إن شاء اللّه».

وقام فدخل الطواف ، فما بقي أحد منّا إلّا وقد تعلّم ما ذكر من الدعاء ، وأنسينا أن نتذكّر أمره إلّا في آخر يوم.

فقال لنا المحمودي : يا قوم أتعرفون هذا؟

قلنا : لا.

قال : هذا واللّه صاحب الزَّمان.

فقلنا : وكيف ذاك يا أبا عليّ؟

فذكر أنّه مكث يدعو ربّه عزّ وجلّ ويسأله أن يريه صاحب الأمر سبع سنين.

قال : فبينا أنا يوماً في عشية عرفة فإذا بهذا الرجل بعينه فدعا بدعاء وعيته فسألته ممّن هو؟ فقال : «من النّاس».

فقلت : من أيّ النّاس ، من عربها أو مواليها؟

فقال : «من عربها».

فقلت : من أيّ عربها؟

فقال : «من أشرفها وأشمخها».

فقلت : ومن هم؟

فقال : «بنو هاشم».

فقلت : من أيّ بني هاشم؟

فقال : «من أعلاها ذروةً ، وأسناها رفعةً».

فقلت : وممّن هم؟

قال : «ممّن فلق الهام ، وأطعم الطعام ، وصلّى بالليل والنّاس نيام».

فقلت : إنّه علويّ فأحببته على العلوية ، ثمّ افتقدته من بين يذيّ ، فلم أدر كيف مضى في السماء أم في الأرض ، فسألت القوم الَّذين كانوا حوله : أتعرفون هذا العلوي؟ فقالوا : نعم ، يحجّ معنا كلّ سنة ماشياً.

فقلت : سبحان اللّه ، واللّه ما أرى به أثر مشي ، ثمّ انصرفت إلى المزدلفة كئيباً

١٩٥

حزيناً على فراقه وبت في ليلتي تلك ، فرأيت رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام فقال : «يا محمودي رأيت طلبتك فهو صاحب زمانكم» فقلت : ومن ذاك يا سيّدي؟ فقال : «الَّذي رأيته في عشيّتك».

فلمّا سمعنا ذلك منه ، عاتبناه على ألّا يكون أعلمنا ذلك ، فذكر أنّه كان ناسياً أمره إلى وقت ما حدّثناه.

رأيت الإمام المهديّ عليه‌السلام

في خيمة قد أشرقت الأرض بنوره

٧ ـ عن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي ، قال (ما ملخّصه) : قدمت المدينة ومكّة لطلب صاحب الزَّمان فبينا أنا في الطواف قال لي رجل اسمر اللون : من أيّ البلاد أنت؟

قلت : من الأهواز.

قال : أتعرف إبراهيم بن مهزيار؟

قلت : أنا هو ، فعانقني ، فقلت له : هل تعرف من أخبار صاحب الزَّمان؟

قال لي : فارتحل معي إلى الطائف في خفية من أصحابك.

فمشينا إلى الطائف من رملة إلى رملة حتّى وصلنا إلى الفلاة ، فبدت لنا خيمة قد أشرقت بها الرمال وتتلألأ بها تلك البقاع ، ثمّ أسرعنا حتّى وصلنا إليها ، فبالإذن دخلت على صاحب الزَّمان عليه‌السلام قال لي : «مرحباً بك يا أبا إسحاق».

فقلت : بأبي وأمّي ما زلت أتفحّص عن أمرك بلداً فبلد ـ حتّى مَنَّ اللّه علَيَّ بمن أرشدني إليك ، ثمّ قال : «يا أبا إسحاق ، ليكن هذا المجلس مكتوماً عندك».

قال إبراهيم : فمكثت عنده حيناً اقتبس منه موضحات الأعلام ونيّرات الأحكام ، فاذن لي في الرجوع إلى الأهواز ، وأردفني من صالح دعائه ما يكون

١٩٦

ذخراً عند اللّه لي ولعقبي وقرابتي ، وعرضت عليه مالاً كان معي يزيد على خمسين ألف درهم ، سألته أن يتفضّل بقبوله ، فتبسّم وقال : «يا أبا إسحاق ، استعن به على منصرفك ولا تحزن لا عراضنا عنه ، وبارك اللّه فيما خولك ، وادام لك ما حولك ، وكتب لك أحسن ثواب المحسنين واستودعه نفسك وديعة لا تضيع بمنّه ولطفه ، إنشاء اللّه تعالى» (١).

الإمام المهديّ عليه‌السلام يأمر ببناء مسجد جمكران

٨ ـ جاء في كتاب مونس الحزين (٢) عن سبب بناء المسجد المقدّس ـ في مدينة قم ـ في جمكران بأمر الإمام عليه‌السلام على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثله الجمكراني ، قال :

كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وسبعين (٣) وثلاثمئة ، نائماً في بيتي ، فلمّا مضى نصف من الليل فإذا بجماعة من النّاس على باب بيتي فأيقظوني ، وقالوا : قم وأجب الإمام المهديّ صاحب الزَّمان ، فإنّه يدعوك.

قال : فقمت وتعبّأت وتهيّأت ، فقلت : دعوني حتّى ألبس قميص ، فإذا بنداء من جانب الباب : «هو ما كان قميصك» فتركه وأخذت سراويلي ، فنودي : «ليس ذلك منك فخذ سراويلك» فألقيته وأخذت سراويلي ولبسته ، فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه ، فنودي : «الباب مفتوح».

فلمّا جئت إلى الباب ، رأيت قوماً من الأكابر فسلّمت عليهم ، فردّوا ورحّبوا بي ، وذهبوا بي إلى موضع ، هو المسجد الآن ، فلمّا أمعنت النظر رأيت أريكة

__________________

١ ـ كمال الدين : ص ٤٤٥ ح ١٩.

٢ ـ مونس الحزين في معرفة الحقّ واليقين ، من مصنّفات أبي جعفر محمّد بن بابويه القمي رحمه الله.

٣ ـ في النسخة : «وتسعين» ولا ريب أنّه مصحف.

١٩٧

فرشت عليها فراش حسان ، وعليها وسائد حسان ، ورأيت فتىً في زيّ ابن ثلاثين متّكئاً عليها ، وبين يديه شيخ ، وبيده كتاب يقرؤه عليه وحوله أكثر من ستين رجلاً يصلّون في تلك البقعة ، وعلى بعضهم ثياب بيض ، وعلى بعضهم ثياب خضر.

وكان ذلك الشيخ هو الخضر عليه‌السلام ، فأجلسني ذلك الشيخ عليه‌السلام ودعاني الإمام عليه‌السلام بإسمي ، وقال : «إذهب إلى حسن بن مسلم وقل له : إنّك تعمر هذه الأرض منذ سنين وتزرعها ، ونحن نخرّبها ، زرعت خمس سنين ، والعام أيضاً أنت على حالك من الزراعة والعمارة؟ ولا رخصة لك في العود إليها ، وعليك ردّ ما انتفعت به من غلاّت هذه الأرض ليبني فيها مسجد ، وقل لحسن بن مسلم : إنّ هذه أرض شريفة قد اختارها اللّه تعالى من غيرها من الأراضي وشرّفها ، وأنت قد أضفتها إلى أرضك وقد جزاك اللّه بموت ولدين لك شابّين ، فلم تنتبه عن غفلتك ، فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نعمة اللّه من حيث لا تشعر».

قال حسن بن مثله : قلت : يا سيّدي ، لابدّ لي في ذلك من علامة ، فإنّ القوم لا يقبلون مالا علامة ولا حجّة عليه ، ولا يصدّقون قولي.

قال : «إنّا سنعلم هناك ، فاذهب وبلّغ رسالتنا ، واذهب إلى السيّد أبي الحسن وقل له : يجيء ويحضره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين ، ويعطيه النّاس حتّى يبنوا المسجد ، ويتمّ ما نقص منه من غلّة رهق ملكنا بناحية أردهال ويتمّ المسجد ، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد ليجلب غلّته كلّ عام ، ويصرف إلى عمارته.

وقل للنّاس : ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزّروه ويصلّوا أربع ركعات ، ركعتان للتحيّة ، في كلّ ركعة يقرأ الحمد مرّة وسورة الإخلاص سبع مرّات ، ويسبّح في الركوع والسجود سبع مرّات ، وركعتان للإمام صاحب الزَّمان عليه‌السلام هكذا : يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى (إِيَّاكَ نَعبُدُ وَإِيَّاكَ نَستَعِينُ) كرّره مئة مرّة ، ثمّ يقرؤها إلى آخرها ، وهكذا يصنع في الركعة الثانية ، ويسبّح في الركوع والسجود سبع مرّات ،

١٩٨

فإذا أتمّ الصَّلاة يهلّل ويسبّح تسبيح فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلّي على النبيّ وآله مئة مرّة».

ثمّ قال عليه‌السلام ما هذه حكاية لفظة : «فمن صلاّها فكأنّما في البيت العتيق».

قال حسن بن مثله : قلت في نفسي كأنّ هذا موضع أنت تزعم إنّما هذا المسجد للإمام صاحب الزَّمان عليه‌السلام ، مشيراً إلى ذلك الفتى المتّكىء على الوسائد ، فأشار ذلك الفتى إلَيَّ أن اذهب.

فرجعت ، فلمّا سرت بعض الطريق دعاني ثانية ، وقال : «إنّ في قطيع جعفر الكاشاني الراعي معزاً يجب أن تشتريه ، فإن أعطاك أهل القرية الثمن تشتريه ، وإلّا فتعطي من مالك ، وتجيء به إلى هذا الموضع وتذبحه الليلة الآتية ثمّ تنفق يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم ذلك المعز على المرضى ، ومن به علّة شديدة ، فإنّ اللّه يشفي جميعهم ، وذلك المعز أبلق ، كثير الشعر ، وعليه سبع علامات ، سود وبيض : ثلاث على جانب وأربع على جانب ، سود وبيض كالدراهم».

فذهبت فأرجعوني ثالثة ، وقال عليه‌السلام : «تقيم بهذا المكان سبعين يوماً أو سبعاً ، فإن حملت على السبع انطبق على ليلة القدر ، وهو الثالث والعشرون ، وإن حملت على السبعين انطبق على الخامس والعشرين من ذي القعدة ، وكلاهما يوم مبارك.

قال حسن بن مثلة : فعدت حتّى وصلت إلى داري ولم أزل الليل متفكّراً حتّى أسفر الصبح ، فأدّيت الفريضة وجئت إلى عليّ بن المنذر ، فقصصت عليه الحال ، فجاء معي حتّى بلغت المكان الَّذي ذهبوا بي إليه البارحة ، فقال : واللّه إنّ العلامة الَّتي قال لي الإمام واحد منها أنّ هذه السلاسل والأوتاد هاهنا.

فذهبنا إلى السيّد الشريف أبي الحسن الرضا ، فلمّا وصلنا إلى باب داره رأينا خدّامه وغلمانه يقولون : إنّ السيّد أبا الحسن الرضا ينتظرك من سحر ، أنت من جمكران؟ قلت : نعم.

فدخلت عليه السَّاعة وسلّمت عليه وخضعت ، فأحسن في الجواب وأكرمني

١٩٩

ومكّن لي في مجلسه ، وسبقني قبل أن أحدّثه وقال : يا حسن بن مثله ، إنّي كنت نائماً فرأيت شخصاً يقول لي : «إنّ رجلاً من جمكران يقال له : حسن بن مثله يأتيك بالغدوّ ، ولتصدقنّ ما يقول ، واعتمد على قوله ، فإنّ قوله قولنا فلا تردّن عليه قوله ، فانتبهت من رقدتي ، وكنت أنتظرك الآن.

فقصّ عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحاً ، فأمر بالخيول لتسرج ، وتخرجوا فركبوا ، فلمّا قربوا من القرية رأوا جعفر الراعي وله قطيع على جانب الطريق ، فدخل حسن بن مثلة بين القطيع ، وكان ذلك المعز خلف القطيع ، فأقبل المعز عادياً إلى الحسن بن مثلة فأخذه الحسن ليعطي ثمنه الراعي ويأتي به ، فأقسم جعفر الراعي إنّي ما رأيت هذا المعز قطّ ، ولم يكن في قطيعي إلّا أنّي رأيته وكلّما أريد أن آخذه لا يمكنني ، والآن جاء إليكم ، فأتوا بالمعز كما أمر به السيّد إلى ذلك الموضع وذبحوه.

وجاء السيّد أبوالحسن الرضا رضي اللّه عنه إلى ذلك الموضع ، وأحضروا الحسن بن مسلم واستردّوا منه الغلاّت ، وجاؤوا بغلاّت رهق ، وسقّفوا المسجد بالجذوع ، وذهب السيّد أبو الحسن الرضا رضي اللّه عنه بالسلاسل والأوتاد وأودعها في بيته ، فكان يأتي المرضى والأعلاّء ويمسّون أبدانهم بالسلاسل فيشفيهم اللّه تعالى عاجلاً ويصحّون.

قال أبو الحسن محمّد بن حيدر : سمعت بالاستفاضة أنّ السيّد أبا الحسن الرضا في المحلّة المدعوة (بموسويان) من بلدة قم ، فمرض بعد وفاته ولدٌ له فدخل بيته وفتح الصندوق الَّذي فيه السلاسل والأوتاد ، فلم يجدها (١).

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ٢٣٠ نقلاً عن تاريخ قم للشيخ حسن بن محمّد بن الحسن القمي من معاصري الشيخ الصدوق من أعلام القرن الرابع.

٢٠٠