الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني

الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

المؤلف:

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ٢
ISBN: 964-92538-6-6
الصفحات: ٢٣٤

الإهداء

(يَا أَيُّهَا العَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهلَنَا الضُرُّ وَجِئنَا بِبِضَاعَةٍ مُزجَاةٍ فَأَوفِ لَنَا الكَيل وَتَصَدَّق عَلَينَا إنَّ اللّهَ يَجزِي المُتَصَدِّقِينَ) (١)

يا عزيز آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

يا عزيز الزهراء عليها‌السلام .. يا آخر النجوم الزواهر .. أيّها المنقذ للبشر ، يا مهديّ فاطمة عليه‌السلام : لقد ألمَّ ما ألمّ ، ونزل علينا ما أنت به أعلم ، وجئناك ببضاعتنا المزجاة فأوف لنا الكيل ، وقدمددنا أيادينا إليك نستعطف جودك وكرمك ونقول : «يا وجيهاً عندالله إشفع لنا عندالله» وأنت المدعوفي المهمات ، وعليك الأمل في كلّ لحظة ، فلا تحرمنا من رأفتك وعنايتك ، فتصدّق علينا بلعناية بما أنت أهله واللّه يحبّ المتصدّقين.

أهدي ثواب هذا الكتاب إلي روح المرحوم والدي حجّة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ ميرزا محمّد عليّ شريعة زاده الخراساني (الواعظ المعروف بـ «الكربلائي» ) وهكذا إلى روح والدتي الماجدة ، أرجو من خلاله أن أكون وفيّاً معهم ، وقابلتهم بالإحسان مقابل خدماتهم العظيمة في حقّنا.

__________________

١ ـ يوسف : ٨٨.

١
٢

٣
٤

المقدّمة

طيلة هذه السنين كنت ولا زلت أعيش ببركه الإمام الحجّة بن الحسن عليه‌السلام وعجّل اللّه فرجه ، ولاشكّ أن كلّ هذه الفيوضات المنتشرة في عالمنا هي ببركة وجوده المقدّس ، وآمل من اللّه أن تكون آخرتي كذلك ، وأن يحشرني اللّه تعالى مع محمّد وآل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإنطلاقاً من هذا الشعور ، أي شعور وجوب شكر النعم ، شرعت في كتابة هذا الكتاب ليكون تعبيراً عن شكري وامتناني لآل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

هذا وقد طالعت العديد من المصادر والكتب المتعلّقة بالإمام المهديّ عليه‌السلام لتدوين هدا الكتاب الَّذي هو عبارة عن الآيات والأحاديث الواردة فيه وفي أصحابه ، ولم أقتصر فيه على كتاب فريق دون فريق بل لاحظت عامة المصادر المتوفرة عندي.

وأحياناً يكون في الآية عموم يشمل عدة مصاديق وأفراد فيكون الإمام المهديّ عليه‌السلام أفضل وأتم وأكمل وأشرف تلك المصاديق باعتباره الإمام المذخور لنجاة البشريّة ، أوقد تشير الآية نوعاً ما إلى حكومته ودولته ووراثته الأرض ، أو الى أصحابه وأتباعه أوعلامات ظهوره وما شابه ذلك ، أو يكون الإستشهاد بالآية من باب التأويل ، أومن باب الجري والتطبيق ، أومن باب الإستشهاد والتمثيل ، وفي قسم الآيات حاولنا الإ ستيعاب لكلّ ما ورد.

أمّا الأحاديث فانتخبنا شذرة منها ، ولم نشأ إثقال الكتاب بدرج المصادر المتأخّرة بل اكتفينا بأمّهات المصادر.

ثمّ إن العديد من الروايات الموجودة في الكتاب معتبرة السند ، وانتخبت عن كلّ إمام من الأئمّة الإثني عشر خمسة أحاديث فقط ، فيها إشارة الى حكومة الإمام المهديّ عليه‌السلام العالمية وحاكميته الأرض ، وكلّي رجاء من اللّه سبحانه أن يتقبّل منّي هذه البضاعة المزجاة ، وأن تكون مرضيّة عند إمامنا المهديّ عليه‌السلام.

٥

وكان هد في الآخر من هذا الكتاب هو تقديم معرفة عصرية عميقة لمحبّي أهل البيت عليهم‌السلام حول آخر إمام من أئمتنا عليهم السلام ، ولنكون معاً ممّن ينتظره عليه‌السلام بوعي ودراية ومعرفة تامة في غيبته الكبرى.

وقد أخبرنا الإمام الصّادق عليه‌السلام عن غيبته عليه‌السلام ، وأمرنا بانتظاره والصبر على طول غيبته ، وحينما سئل عليه‌السلام عن عملنا في آخر الزمان أمرنا بقراءة هذا الدعاء ليثبّتنا اللّه تعالى على حبّه في غيبته :

«أللهمّ عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيّك أللهمّ عرّفني رسولك فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك أللهمّ عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني»(١).

وفي الحقيقة فهذه هي عقيدتنا أي التوحيد للّه عزّوجلّ ، ثمّ الإعتقاد والتصديق والمعرفة بالنبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبالحجج الإلهيّة من آله ، وماذا بعد الحقّ إلّا الضلال.

وقد قسمت الكتاب إلى أربعة أبواب : الأوّل في بعض خصائصه وحياته الكريمة ، الثاني في الآيات النازلة أو المفسّرة أو المؤوّلة به ، والثالث : في أحاديث الرسول وعترته فيه عليهم أفضل الصّلاة والسّلام ، والرابع : في ذكر مجموعة من الآحاديث والحكايات.

وأختم المقدّمة هذه ببيت يروى عن الإمام الصّادق عليه‌السلام كما في أمالي الصّدوق : المجلس : ٧٤ ح ٤ ـ :

لكلّ أناس دولة يرقبونها

ودولتنا في آخر الدهر تظهر

طهران ـ محمود شريعة زاده الخراساني

__________________

١ ـ الكافي للكليني : ج ١ ص ٣٣٧ ح٥.

كمال الدين للصدوق : ص ٣٤٢ ـ ٣٤٣ ح ٢٤ ، الغيبة للشيخ الطوسي : ص ٣٣٤ ح ٢٧٩ ، جمال الأسبوع : ص ٣١٤ بحارالأنوار : ج ٥٢ ص ١٤٦ ح ٧٠ ، حديث الابرار : ج ٢ ص ٥٨٨.

٦

الباب الأوّل

بعض خصائصه الكريمة ونبذة عن حياته الشريفة

الإمام المهديّ عليه‌السلام هو بقيّة اللّه على الأرض الملقّب ب ـ «المنتظر» وكنيته نفس كنيتة رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو ابن الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام وأمه السيّدة نرجس عليهما‌السلام ، وهو الثاني عشر من الأئمّة الهداة خلفاء رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولذا فهو آخر الآل ومظهر الحقّ وآية الصدق ومنقذ الناس من الظلمات والضلالات. لقد ولد عليه‌السلام ، في مدينة سامرّاء عام : ٢٥٥ هـ ، وتصدّى للإمامة وهو في الخامسة

من عمره الشريف ، فهو من مصاديق قوله تعالى : (وآتيناه الحكم صبيّاً) (١) ، وكانت له غيبتان اختفى فيهما عن عموم الناس ، استمرت الغيبة الصغرى ٧٥ عاماً ارتبط فيها مع الناس من خلال وكلائة الأربعة واحداً بعد واحد وهم : «أبوعمر وعثمان بن سعيد وأبوجعفر محمّد بن عثمان والحسين بن روح وعلي بن محمّد السمري».

وقال أحد علماء أهل السنة وهو القاضي فضل الله بن روزبهان الخنجي الشافعي في مدح المصطفى والأئمّة عليهم‌السلام وقد وردت في ترجمة القاضي المذكور فلاحظ مقدّمة إحقاق الحقّ : ص ٧٤ ـ ٨٢ مثلاً وهو من أعلام القرن العاشر ـ :

سلام على المصطفى المجتبى

سلام على السيّد المرتضى

__________________

١ ـ سورة مريم : ١٢.

٧

سلام على ستّنا فاطمة

من اختارها اللّه خير النساء

سلام من المسك أنفاسه

على الحسن الألمعي الرضا

سلام على الأورعي الحسين

شهيد ثوى جسمه كربلاء

سلام على سيّد العابدين

على ابن الحسين الزكي المجتبى

سلام على الباقر المهتدي

سلام على الصادق المقتدى

سلام على الكاظم الممتحن

رضيّ السجايا إمام التقى

سلام على الثامن المؤتمن

عليّ الرضا سيّد الأصفياء

سلام على المتّقي التقي

محمّد الطيب المرتجى

سلام على الألمعي النقي

عليّ المكرم هادي الوري

سلام على السيّد العسكري

إمام يجهز جيش الصفا

سلام على القائم المنتظر

أبي القاسم الغر نور الهدى

سيطلع كالشمس في غاسق

ينجيه من سيفه المنتضى

ترى يملأ الأرض من عدله

كما ملئت جور أهل الهوى

سلام عليه وآبائه

وأنصاره ما تدوم السماء

وفي كشف الغمّة : ٣ / ٢٨٣ ، والفردوس للديلمي : ٤ / ٢٢٢ : ٦٦٦٨ ـ : قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «المهديّ طاووس أهل الجنّة».

وفي فرائد السمطين : ٢ / ٣٣٤ : ٥٨٥ ـ :

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أنكر خروج المهديّ فقد كفر بما أنزل على محمّد».

وفي نوادر المجزات الطبري : ص ١٩٦ ح ٥ ، ودلائل الإمامة : ص ٤٤١ ح ٤١٣ وشرح الأخبار : ٣ / ٣٧٨ : ١٢٥١ ـ :

قال رسول اللّه (ص) : «المهديّ من ولدي وجهه كالكوب الدرّيّ».

وفي المستدرك للحاكم : ٤ / ٤٤١ عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يخرج ناس من المشرق فيوطّئون للمهديّ سلطانه».

وفي العطر الوردي : ص ٦٤ قال (ص) : «إنّ المهديّ يبايع بين الركن والمقام».

٨

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ١ / ١٤ ـ :

ولقد علمت بأنّه لابدّ من

مهديّكم وليومه أتوقّع

تحميه من جند الإله كتائب

كالبحر أقبل زاخراً يتدفّع

موجز عن حياة أمّ الإمام المهديّ «عليهما‌السلام»

هي السيّدة نرجس الروميّة ، ولها عدّة تسميات أخرى مثل : «مليكة ، مليكا ، سوسن ، ريحانة ، مريم ، خمس ، حكيمة ، سبيكة وصيقل».

وفي كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٠٨ ح ١٧٨ ونحوه في كمال الدين : ص ٤١٧ باب (٤١) ح ١ ، بسند هما عن بشر الأنصاري النخّاس قال : أتاني كافور الخادم فقال : مولانا أبوالحسن عليّ بن محمّد العسكري عليهما‌السلام يدعوك إليه ، فأتيته فلمّا جلست بين يديه قال لي :

«يا بشر إنّك من ولد الأنصار وهذه المولاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف ، وأنتم ثقاتنا أهل البيت ، وإنّي مزكّيك ومشرِّفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في المولاة (بها) بسرّ أطلعك عليه ، وأنفذك في ابتياع أمة فكتب كتاباً لطيفاً بخطّ روميّ ولغة روميّة وطبع عليه خاتمه وأخرج شقيقة صفراء فيها مائتان وعشرون ديناراً ، فقال : خذها وتوجّه بها إلى بغداد واحضر معبر الفرات ضحوةً يوم كذا ، فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا وترى الجواري فيها ستجد طوائف المبتاعين من وكلاء قوّاد بني العبّاس وشرذمة من فتيان العرب ، فإذا رأيت ذلك فاشرف من البعد على المسمّي عمر بن يزيد النخّاس عامّة نهارك إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا ، لابسة حريرين صفيقين تمتنع من العرض ، ولمس المعترض والإنقياد لمن يحاول لمسها ، وتسمع صرخة روميّة من وراء ستر رقيق فاعلم أنّها تقول واهتك ستراه.

فيقول بعض المبتاعين : عَلَيَّ ثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة.

٩

فتقول له بالعربيّة : لو برزت في زيّ سليمان بن داود ، وعلى شبه ملكه ما بدت لي فيك رغبة فاشفق على مالك.

فيقول النخّاس : فما الحلية ولا بدّ من بيعك.

فتقول الجارية : وما العجلة ولا بدّ من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وأمانته.

فعند ذالك قم إلى عمرو بن يزيد النخّاس وقل له : إنّ معك كتاباً ملصقاً لبعض الأشراف كتبه بلغة روميّة وخطّ روميّ ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه ، فناولها لتتأمّل منه أخلاق صاحبه فإن مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك.

قال بشر بن سليمان ، فامتثلت جميع ما حدّه لي مولاي أبوالحسن عليه‌السلام في أمر الجارية فلمّا نظرت في الكتاب بكت بكاء شديداً وقالت لعمر بن يزيد :

بعني من صاحب هذا الكتاب ، وحلفت بالمحرّجة والمغلّظة (١) إنّه متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها ، فما زلت أشاحّه في ثمنها حتّى استقرّ الأمر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي عليه‌السلام من الدنانير فاستوفاه (منّي) وتسلّمت الجارية ضاحكة مستبشرة ، وانصرفت بها الى الحجيرة الّتي كنت آوي إليها ببغداد ، فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولانا عليه‌السلام من جيبها وهي تلثمة وتطبّقه على جفنها وتضعه على خدّها وتمسحه على بدنها.

فقلت تعجّباً منها تلثمين كتاباً لا تعرفين صاحبه.

فقالت أيّها العاجز الضعيف المعرفة بمحلّ أولاد الأنبياء أعرني سمعك وفرّغ لي قلبك ، أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الرّوم ، وأمّي من ولد الحواريّين تنسب إلى وصيّ المسيح شمعون أنبّئك بالعجب.

إنّ جدّي قيصر أراد أن يزوّجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة

__________________

١ ـ المغلّظة : المؤكدة من اليمين ، والمحرّجة : اليمين الّتي تضيق مجال الحالف بحيث لا يبقي له مندوحة عن برّ قسمة (هامش البحار).

١٠

سنة ، فجمع في قصره من نسل الحواريّين من القسّيسين والرهبان ثلاثمائة رجل ، ومن ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل ، وجمع من أمراء الأجناد وقوّاد العسكر ونقباء الجيوش وملوك العشائر أربعة آلاف ، وأبرز من بهيّ ملكه عرشاً مصنوعاً من أصناف الجوهر (إلى صحن القصر) ورفعه فوق أربعين مرقاة ، فلمّا صعد ابن أخيه وأحدقت الصّلب ، وقامت الأساقفة عكّفاً ، ونشرت أسفار الإنجيل ، تسافلت الصّلب من الأعلى فلصقت بالأرض وتقوّضت أعمدة العرش ، فانهارت إلى القرار ، وخرّ الصاعد من العرش مغشيّاً عليه ، فتغيرّت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم ، فقال كبيرهم (الجدّي) :

أيّها الملك أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالّة على زوال دولة هذا الّدين المسيحيّ والمذهب الملكاني ، فتطيّر جدّي من ذلك تطيّراً شديداَ وقال للأساقفة :

أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصّلبان وأحضروا أخا هذا المدبّر العاثر المنكوس جدّه لأزوّجه هذه الصبيّة ، فيدفع نحوسه عنكم بسعوده ، فلمّا فعلوا ذلك حدث على الثّاني (مثل) ما حدث على الأوّل وتفرّق النّاس ، وقام جدّي قيصر مغتمّاً فدخل منزل النساء وأرخيت السّتور وأريت في تلك اللّيلة كأنّ المسيح وشمعون وعدّة من الحواريّين قد اجتمعوا في قصر جدّي ونصبوا فيه منبراً من نور يباري السماء علوّاً وارتفاعاً في الموضع الّذي كان نصب جدّي فيه عرشه ، ودخل عليهم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وختنه ووصيّه عليه‌السلام وعدّة من أبنائه عليهم‌السلام.

فتقدّم المسيح إليه فاعتنقه فيقول له محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا روح اللّه إنّي جئتك خاطباً من وصيّك شمعون فتاته مليكة لإبني هذا ـ وأومأ بيده إلى أبي محمّد عليه‌السلام ابن صاحب هذا الكتاب فنظر المسيح إلى شمعون وقال (له) : قد أتاك الشرف فصل رحمك رحم آل محمّد عليهم‌السلام ، قال : قد فعلت ، فصعد ذلك المنبر فخطب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وزوّجني من ابنه ، وشهد المسيح عليه‌السلام وشهد أبناء محمّد عليهم‌السلام والحواريّون.

فلمّا استيقظت أشفقت أن أقصّ هذه الرؤيا على أبي وجدّي مخافة القتل فكنت

١١

أسرّها ولا أبديها لهم ، وضرب صدري بمحبّة أبي محمّد عليه‌السلام حتّى امتنعت من الطّعام والشّراب فضعفت نفسي ودقّ شخصي ، ومرضت مرضاً شديداً ، فما بقي في مدائن الرّوم طبيب إلّا أحضره جدّي وسأله عن دوائي فلمّا برح به اليأس قال :

يا قرّة عيني وهل يخطر ببالك شهوة فأزوّدكها في هذه الدّنيا ، فقلت : يا جدّي أرى أبواب الفرج عَلَيَّ مغلقة فلو كشفت العذاب عمّن في سبحنك من أساري المسلمين ، وفككت عنهم الأغلال ، وتصدّقت عليهم ومنّيتهم الخلاص رجوت أن يهب (لي) المسيح وأمّه عافية.

فلمّا فعل ذلك تجلّدت في إظهار الصحّة من بدني قليلاً وتناولت يسيراً من الطعام ، فسرّ بذلك وأقبل على إكرام الأسارى وإعزازهم ، فأريت [أيضاً] بعد أربع عشرة ليلة كأنّ سيّدة نساء العالمين فاطمة عليها‌السلام قد زارتني ومعها مريم ابنة عمران وألف من وصائف الجنان فتقول لي مريم :

هذه سيّدة نساء العالمين أمّ زوجك أبي محمّد عليه‌السلام فأتعلّق بها أبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمّد عليه‌السلام من زيارتي.

فقالت سيّدة النساء عليها‌السلام : إنّ ابني أبا محمّد لا يزورك ، وأنت مشركة باللّه على مذهب النصاري ، وهذه أختي مريم بنت عمران تبرأ إلى اللّه تعالى من دينك ، فإن ملت إلى رضي اللّه ورضي المسيح ومريم عليهما‌السلام وزيارة أبي محمّد إيّاك فقولي : أشهد أن لا إله إلّا اللّه وأنّ أبي محمّداً رسول اللّه ، وطيّبت نفسي وقالت : الآن توقّعي زيارة أبي محمّد فإنّي منفذته إليك فانتبهت وأنا أنول وأتوقّع لقاء أبي محمّد عليه‌السلام.

فلمّا كان في اللّيلة القابلة رأيت أبا محمّد عليه‌السلام وكأنّي أقول له : جفوتني يا حبيبي بعد أن أتلفت نفسي معالجة حبّك فقال ما كان تأخّري عنك إلّا لشركك ، فقد أسلمت وأنا زائرك في كلّ ليلة إلى أن يجمع اللّه تعالى شملنا في العيان؛ فما قطع عنّي زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية.

قال بشر : فقلت لها : وكيف وقعت في الأسارى ، فقالت : أخبرني أبو محمّد عليه‌السلام

١٢

ليلة من اللّيالي أنَّ جدّك سيسيّر جيشاً إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا ثمّ يتبعهم ، فعليك باللّحاق بهم متنكّرة في زيّ الخدم مع عدّة من الوصائف من طريق كذا ، ففعلت ذلك فوقعت علينا طلايع المسلمين حتّى كان من أمري ما رأيت وشاهدت ، وما شعر بأنّي ابنة ملك الرّوم الى هذه الغاية أحد سواك ، وذلك باطّلاعي إيّاك عليه ، ولقد سألني الشيخ الّذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت نرجس ، فقال : اسم الجواري.

قلت : العجب أنّك روميّة ولسانك عربيّ؟ قالت : نعم من ولوع جدّي وحمله إيّاي على تعلّم الآداب أن أو عز إليّ امرأة ترجمانة لي في الاختلاف إليَّ وكانت تقصدني صباحاً ومساء وتفيدني العربيّة حتّى استمرّ لساني عليها واستقام.

قال بشر : فلمّا انكفأت بها إلى سرّ من رأي دخلت على مولاي أبي الحسن عليه‌السلام فقال : كيف أراك اللّه عزّ الإسلام وذلّ النصرانيّة وشرف محمّد وأهل بيته عليهم‌السلام؟ قالت : كيف أصفك لك يا بن رسول اللّه ما أنت أعلم به منّي ، قال : فإنّي أحببت أن أكرمك فما أحبّ إليك ، عشرة آلاف دينار أم بشرى لك بشرف الأبد؟ قالت : بشرى بولد لي قال لها :

أبشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، قالت : ممّن؟ قال : ممّن خطبك رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له ليلة كذا في شهر كذا من سنة كذا بالروميّة (قالت من المسيح ووصيّه؟) قال لها ممّن زوّجك المسيح عليه‌السلام ووصيّه؟ قالت : من ابنك أبي محمّد عليه‌السلام؟ فقال : هل تعرفينه؟ قالت : وهل خلت ليلة لم يرني فيها منذ اللّيلة الّتي أسلمت على يد سيّدة النساء صلوات اللّه عليها ، قال : فقال مولانا :

يا كافور أدع أختي حكيمة ، فلمّا دخلت قال لها : هاهيه فاعتنقتها طويلاً وسرّت بها كثيراً ، فقال لها أبو الحسن عليه‌السلام : يابنت رسول اللّه خذيها إلى منزلك وعلّميها الفرائض والسّنن فإنّها زوجة أبي محمّد وأمّ القائم عليه‌السلام» (١).

__________________

١ ـ كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٠٨ ح ١٧٨ ، ونحوه في كمال الدين : باب : (٤١) ح ١.

١٣

إخبار الإمام المهديّ عليه‌السلام بالمغيبات

قال أبو الأديان : كنت أخدم الإمام الحسن بن عليّ عليهما‌السلام وأحمل كتبه إلى الأمصار ، فدخلت إليه في علّة الّتي توفيّ بها ، فكتب الإمام رسائل عديدة إلى شيعته في المدائن ودفعها لي وقال : إمض بها إلى المدائن ، فإنّك ستغيب خمسة عشر يوماً وتدخل إلى سرّ من رأي ـ سامراء ـ يوم الخامس عشر ، وتسمع الواعية في داري ، وتجدني على المغتسل (١).

قال أبو الأديان فقلت : يا سيّدي فإذا كان ذلك فمَن؟

قال عليه‌السلام : من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي.

فقلت : زدني؟ قال عليه‌السلام : مَن يصليّ عَلَيَّ فهو القائم بعدي.

فقلت : زدني؟ قال عليه‌السلام : من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي.

ثمّ منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان؛ وخرجت بالكتب إلى المدائن ، وأخذت جواباتها ، ودخلت سرّ من رأي يوم الخامس عشر كما قال لي عليه‌السلام ، فإذا أنا بالواعية في داره ، وإذا أنا بجعفر بن عليّ أخيه بباب الدار ، والشيعة من حوله يعزونه ويهنئونه (أي بالإمامة) ، فقلت في نفسي : إن يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة ، لأنّي كنت أعرفه .. فتقدّمت فعزّيت وهنّيت ، فلم يسألني عن شيء ، ثم خرج غلام فقال : يا سيّدي ، قد كفّن أخوك فقم للصّلاة عليه.

فلمّا صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن عليّ عليهما‌السلام على نعشه مكفّناً فتقدّم جعفر ليصلّي على أخيه ، فلمّا همّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سمرة وبشعره قطط (أي مجعد) وبأسنانه تفليج فجذب رداء جعفر وقال : تأخّر يا عمّ ، فأنا أحقّ بالصّلاة على أبي ، فتأخّر جعفر فتقدّم الصبيّ وصلّي عليه ، ودفن إلى جانب قبر أبيه.

__________________

١ ـ كمال الدين : ٢ / ٤٧٥.

١٤

ثمّ قال الصبيّ : يا بصري هات جوابات الكتب الّتي معك ، فدفعتها إليه ، وقلت في نفسي : هذه بيّنتان وبقي الهميان ، ثمّ خرجت إلي جعفر وهو يزفر فقال له حاجز الوشاء : يا سيّدي مَن الصبيّ؟ فقال : واللّه ما رأيته قطّ ولا أعرفه ، فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن عليّ عليهما‌السلام ، فعرفوا موته ، فقالوا : فمَن؟ فأشار الناس إلى جعفر ، فسلّموا عليه وعزّوه وقالوا : إنّ معنا كتباً ومالاً فتقول ممّن الكتب؟ وكم المال؟ ..

فقام جعفر ينفض أثوابه ويقول : تريدون منّا أن نعلم الغيب؟ فخرج الخادم ـ أي خادم المهديّ عليه‌السلام ـ فقال : معكم كتب فلان وفلان ، وهميان فيه ألف دينار ، عشرة دنانير منها مطليه ، فدفعوا إليه الكتب والمال وقالوا : الّذي وجّه بك لأخذ ذلك هو الإمام.

وهكذا تمّت جميع العلائم الّتي أخبر بها الإمام العسكري عليه‌السلام لخادمه أبي الأديان ، ومنذ ذلك اليوم بدأت الغيبة الصغرى لإمامنا المهديّ عجّل اللّه فرجه الشريف.

الإمام المهديّ مع والده

لقد قضى الإمام المهديّ عليه‌السلام خمس سنوات أو أقلّ في ظلال رعاية أبيه الحسن العسكري عليه‌السلام ونهل منه روحانيته ، وكان مؤيّداً بروح القدس مختفياً عن النّاس ، لا يراه أحد إلّا الخواصّ من الشيعة وبعض مواليه المطّلعين من ولادته ، مدعوماً ومؤيّداً بروح القدس ، تصدّى الإمامة بعد استشهاد أبيه عليه‌السلام في سنة : (٢٦٠ هـ ) لزومة الدين ، ومنذ هذه السنة بدأت غيبته الصغرى.

١٥

إمامة الإمام المهديّ عليه‌السلام والغيبة الصغرى

قال الإمام الصّادق عليه‌السلام : «للقائم غيبتان : إحداهما طويلة والاُخرى قصيرة فالأولى يعلم بمكانه فيها خاصّة شيعته ، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلّا خاصّة مواليه في دينه» (١).

وخلال غيبته الصغرى حاول المعتمد العبّاسي العثور عليه وتصفيته ، ولذلك لم يكن الإمام عليه‌السلام يظهر إلّا لنوّابه الخاصّين الّذين يلتقون معه عليه‌السلام بشكل خفيّ وسرّي للغاية ، ومن ثَمّ يلتقون بالشيعة فيوصلون رسائلهم ويعرضون مشاكلهم وحوائجهم للإمام عليه‌السلام ، فكان طابع هذه اللقاءات السرّية والحذر الشديدين وهكذا استمر الأمر خلال عمر الغيبة الصغرى عبر أربعة نوّاب.

النوّاب الأربعة

١ ـ النائب الأوّل : أبو عمرو عثمان بن سعيد العَمري الأسدي ، وكان هذا الرجل الصالح نائباً للإمام الهادي عليه‌السلام والإمام الحسن العسكري عليه‌السلام وأخيراً للإمام المهديّ عليه‌السلام ، وبدأت نيابته للإمام الحجّة عليه‌السلام من عام : (٢٦٠ هـ ) إلى عام : (٢٨٠ هـ ).

٢ ـ النائب الثاني : محمّد بن عثمان بن سعيد العمري ، وناول شرف النيابة بعد موت والده من عام : (٢٨٠) إلى عام : (٣٠٥ هـ ) ، وكان هذا الرجل الصالح قد مارس الوكالة للإمام الحسن العسكري عليه‌السلام من قبل ، فكانت نيابته للإمام المهديّ عليه‌السلام.

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج ٥٢ ص ١٥٥ ح ١٠ ، ٥٣ : ص ٣٤٢.

١٦

٣ ـ النائب الثالث : أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي ، بدأت نيابته من عام : (٣٠٥ هـ ) إلى عام : (٣٢٦ هـ ).

٤ ـ النائب الرابع : أبو الحسن عليّ بن محمّد السمري ، شرّف بالنيابة من عام : (٣٢٦ هـ ) بعد وفاة الحسين بن روح واستمرّ إلى عام : (٣٢٩ هـ ) وتوفّي في النصف من شعبان من نفس العام (فكانت مدّة وكالته ٣١ شهراً فقط) ، وكانوا أربعتهم في بغداد وقبورهم في بغداد أيضاً ولهم مزارات معروفة ، وكان عمر الإمام المهديّ عليه‌السلام إلى نهاية الغيبة الصغرى (٧٤) عام (١).

الغيبة الكبرى

عن الإمام الجواد عليه‌السلام ـ في حديث ـ أنّه سئل عن القائم فقيل : لِمَ سمّي بالمنتظر؟ قال : « لأنّ له غيبة يكثر أيّامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ، ويستهزئ بذكره الجاحدون ، ويكذب فيه الوقّاتون ، ويهلك فيها المستعجلون ، وينجو فيها المسلّمون» (٢).

وكان الإمام المهديّ عليه‌السلام قد كتب كتاباً إلى نائبه الأخير أخبره فيه أنّه سيموت إلى ستّة أيام وأمره فيه بعدم الوصيّة إلى أحد من بعده لمقام النيابة فقد وقعت الغيبة الكبرى : « فلا ظهور إلّا بعد إذن اللّه تعالى ، وذلك بعد طول الأمد ، وقسوة القلوب ، وامتلأ الأرض جوراً وسيأتي لشيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر ..

وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة اللّه» (٣).

__________________

١ ـ كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ص ٣٥٣ ص وما بعده.

٢ ـ بحار ألانوار : ج ٥١ ص ٣٠ ، ح ٤.

٣ ـ كمال الدين : ج ٢ ص ٥١٦ ، ح ٤٤ ، الغيبة للطوسي ص ٢٤٣ وفي ط : ص ٣٩٥.

١٧

المؤمنون المنتظرون

قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّ أعظم النّاس يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبيّ وحجب عنهم الحجّة فآمنوا بسواد في بياض» (١) أي آمنوا بما وجدوه مسطوراً في الكتب بدءاً بتوحيد اللّه والإعتراف بصفاته الثبوتيّة وانتهاءً بالإيمان بالنبوّة فالولاية فالبعث والحساب ، أي آمنوا بأصول الدين وأركانه بواسطة الأخبار الصحيحة الّتي أخذوها عن أسلافهم يدلّ على ذلك قوله عليه‌السلام : «أفضل العبادة إنتظار الفرج» (٢).

__________________

١ ـ كمال الدين : ص ٢٨٨ ، باب (٢٥) ح ٨.

٢ ـ كمال الدين : ص ٢٨٧ ، باب (٢٥) ح ٦.

١٨

من خصائص دولة الإمام المهديّ عليه‌السلام

وقبل أن أذكر الآيات والروايات حول حكومة الإمام عليه‌السلام أحببت أن أنوه لبعض خصائص وصفات دولته المباركة ، وهي الطموحات الّتي تترقبها كلّ المجتمعات البشرية والآمال الّتي ينتظرها الجميع ، والّتي ستتحوّل إلى الأرض الواقع في دولة الإمام المهديّ عليه‌السلام ، وهذه الخصوصيّات مستفادة من الآ يات والروايات.

١ ـ تمتاز حكومته عليه‌السلام بأنّها حكومة عالميّة تملك الشرق والغرب سواء ، فيكون ـ الإمام المهديّ عليه‌السلام ـ الوارث الحقيقي للأرض وما عليها ، وله الحاكميّة المطلقة.

٢ ـ وتكون حكومته على أساس العقيدة الإسلاميّة الًّتي تستقي فكرتها من القرآن العظيم ، ويكون حكمه مرضيّاً عند اللّه تعالى وعند النّاس جميعاً ، لأنّ الدّين عند اللّه الإسلام ، فطابعها طابع إسلامي ، وشعارها التوحيد والإعتراف بنبوّة النبيّ الخاتم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والولاية لأمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام.

٣ ـ الدستور الأساسي لهذه الدولة هو القرآن الكريم.

٤ ـ زوال الخوف واستقرار الأمن والطمأنينة في هذه الدولة.

٥ ـ العدالة الإجتماعية هي المعلم البارز في الدولة المهدويّة في جميع نواحي الحياة ، فيحيى الأرض بها.

٦ ـ ظهور بركات الأرض والسّماء ، فتظهر المعادن والخزائن ، وتكون من حقّ الأئمّة كلّها ، فيقسمها الإمام بين النّاس بالسويّة.

٧ ـ ازدياد المنتوج الزارعي على أثر بركات السّماء ، فتبدو الأرض كلّها

١٩

خضراء جميلة مليئة بالثروة الزارعيّة.

٨ ـ وعلى الصعيد السياسي والجماهيري تكون كلمة النّاس واحدة ، وكلّهم يعيشون مطمئنّين تحت راية الامام المهديّ عليه‌السلام.

٩ ـ وورد في بعض الروايات المعتبرة أنّ منادياً ينادي في يوم الظهور : «يا أهل العالم اليوم يوم العدل والخلاص».

١٠ ـ بروز التقدم الصناعي والتكنلوجي على أثر تكامل العقول وانتشار العلوم الجديدة عن الإمام عليه‌السلام.

١١ ـ اتصال المدن بعضها مع البعض الآخر فلا توجد مناطق نائيه توتر حالة الأمن أو تخيف النّاس.

١٢ ـ خلوّ النّاس من الرذائل والمفاسد الأخلاقيّة كالحسد والكذب والبغضاء ، وامتيازهم بالأخلاق والصدق والطيب والآداب وطهارة القلوب والسلوك.

١٣ ـ زوال الآفات المدمرة والأمراض الخطيرة.

١٤ ـ خلّو النّاس من الفقر ، بل يمتاز الجميع بالثراء العريض على أثر التقدم الإقتصادي وفاعليه الأسواق العالميّة ، وتوزيع الثروة بشكل عادل؟.

١٥ ـ التقدم الطبّي والصحّي هو الآخر من خصائص الدولة ، فيمتاز أناس ذلك الزمان بطول العمر على أثر التطوّر الروحي والصحّي.

١٦ ـ اللغة العربيّة هي السائدة في جميع هذه الدولة العظيمة باعتبارها لغة القرآن ـ الدستور ـ.

١٧ ـ وبعد نزول عيسى بن مريم عليهما‌السلام من السّماء واقتدائه بالإمام المهديّ عليه‌السلام يؤمن جميع النصاري بالمهديّ ويدخلون الإسلام ويعترفون بالنبيّ الخاتم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهكذا كافة أصحاب الأديان والكتب السماويّة.

١٨ ـ إجتماع علماء العالم كلّهم وإتّصالهم بالإمام المهديّ وعرض طاقاتهم

٢٠