الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ٢
ISBN: 964-92538-6-6
الصفحات: ٢٣٤
أحاديث الإمام الباقر محمّد بن عليّ عليهماالسلام
يد الإمام المهديّ عليهالسلام يد اللّه
١ ـ قال الإمام الباقر عليهالسلام : «إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد ، فجمع به عقولهم وأكمل به أخلاقهم».
طوبى لمن كان من أنصار الإمام المهديّ عليهالسلام
٢ ـ قال مولانا أبو جعفر الباقر عليهالسلام : «لا يقوم القائم عليهالسلام إلّا على خوف شديد من النّاس وزلازل وفتنة وبلاء يصيب النّاس ، وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد في النّاس ، وتشتّت في دينهم ، وتغيّر من حالهم ، حتّى يتمنّى المتمنّي الموت صباحاً ومساءاً من عظموا ما يرى من كلب النّاس وأكل بعضهم بعضاً ، فخروجه إذا خرج عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجاً ، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كلّ الويل لمن ناواه وخالفه وخالف أمره» (١).
_________________
١ ـ الغيبة للنعماني : ص ٢٥٣ باب : (١٤) ح ١٣ و ١٩ و ٢٢.
آيتان قبل ظهور الإمام المهديّ عليهالسلام
٣ ـ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام قال : «آيتان تكونان قبل قيام القائم عليهالسلام لم تكونا منذ هبط آدم إلى الأرض تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره».
فقال له رجل : يا ابن رسول اللّه تنكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف؟!.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : «إنّي أعلم ما تقول ولكنّهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم عليهالسلام» (١).
تسخير الأرض للمهدي عليهالسلام وأصحابه
٤ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : «إذا خرج القائم عليهالسلام من مكّة ينادي منادية : ألا لا يحملنّ أحد طعاماً ولا شراباً ، وحمل معه حجر موسى بن عمران عليهالسلام وهو وقر بعير ، فلا ينزل منزلاً إلّا انفجرت منه عيون ، فمن كان جائعاً شبع ، ومن كان ظمآناً روي ، ورويت دوابهم حتّى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة» (٢).
_________________
١ ـ الكافي : ٨ / ٢١٢ ح ٢٥٨.
٢ ـ كمال الدين : ص ٦٧٠ باب النوادر ح ٧ ، الكافي : ١ / ٢٣١ ح ٣ ، بصائر الدرجات : ص ٤٠٨ ح ٥٤ ، الغيبة للنعماني : ص ٢٣٨ ح ٢٩.
الإمام المهديّ
يدعو النّاس إلى اللّه وإلى رسوله والعمل بكتابه
٥ ـ عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : «ثمّ يظهر المهديّ بمكّة عند العشاء ، ومعه راية رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقميصه وسيفه وعلامات ونور وبيان ، فإذا صلّى العشاء نادى بأعلى صوته ، يقول : اذكّركم اللّه أيّها النّاس ومقامكم بين يدي ربّكم ، فقد اتخذ الحجّة ، وبعث الأنبياء وأنزل الكتاب ، وأمركم أن لا تشركوا به شيئاً ، وأن تحافظوا على طاعتة وطاعة رسوله ، وأن تحيوا ما أحيا القرآن وتميتوا ما أمات ، وتكونوا أعواناً على الهدى ، ووزراء على التقوى ، فإنّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها ، وأذنت بالوداع ، فإنّي أدعوكم إلى اللّه وإلى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم والعمل بكتابه ، وإماتة الباطل ، وإحياء سنّته ، فيظهر في ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً عدّة أهل بدر على غير ميعاد ، قزعاً كقزع الخريف ، رهبان بالليل ، أسد بالنّهار ، فيفتح اللّه للمهدي أرض الحجاز ، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم ، وتنزل الرايات السود الكوفة ، فتبعث بالبيعة إلى المهديّ ، فيبعث المهديّ جنوده في الآفاق ، ويميت الجور وأهله ، وتستقيم له البلدان ، ويفتح اللّه على يديه القسطنطنيّة» (١).
_________________
١ ـ الفتن لابن حماد : ص ٢١٣.
أحاديث الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام
تظهر الأرض كنوزها عند ظهور الإمام المهديّ عليهالسلام
١ ـ قال الإمام الصادق عليهالسلام : «إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها ، واستغنى العباد عن ضوء الشمس ، وذهبت الظَلَمَة ، يعمّر الرجل في ملكه حتّى يولد له ألف ذكر ، لا تولد فيهم أنثى ، وتظهر الأرض كنوزها حتّى تراها النّاس على وجهها ، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ، ويأخذ من زكاته ، لا يوجد أحد يقبل منه ذلك ، استغنى النّاس بما رزقهم من فضله» (١).
٢ ـ وعن أبي عبداللّه عليهالسلام قال : «لمّا كان من أمر الحسين ما كان ، ضجّت الملائكة وقالوا : يا ربّنا هذا الحسين صفيك وابن صفيّك وابن بنت نبيّك» قال : «فأقام اللّه ظلّ القائم وقال : بهذا (يعني المهديّ) أنتقم له من ظالميه» (٢).
حينما يظهر الإمام المهديّ عليهالسلام يعرفه جميع النّاس
٣ ـ قال أبو عبداللّه الصادق عليهالسلام : «إذا خرج القائم لم يبق بين يديه أحدٌ إلّا عرفه صالح أو طالح» (٣).
_________________
١ ـ الإرشاد : ٢ / ٣٨١.
٢ ـ الكافي ١ / ٤٦٥ ح ٦ ، وأمالي الطوسي : المجلس : (١٤) ح ٩٢.
٣ ـ بحار الأنوار : ٥٢ / ٣٨٩ ح ٢٠٨.
اللهمّ العن أوّل ظالم ..
٤ ـ عن أبي عبداللّه الصادق عنليه السّلام قال : «هل تدري ما أوّل ـ ما ـ يبدأ به القائم عليهالسلام»؟»
قلت : لا.
قال عليهالسلام : «يخرج هذين (الأوّل والثاني) رطبين غضين فيحرقهما ويذريهما في الريح» (١).
الإمام المهديّ عليهالسلام يحيي سنن المرسلين
٥ ـ عن أبي عبداللّه الصادق عليهالسلام قال : «إنّ سنن الأنبياء عليهمالسلام بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منّا أهل البيت .. هو الخامس من ولد ابني موسى ، ذلك ابن سيّدة الإماء ، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون ، ثمّ يظهره اللّه عزّ وجلّ فيفتح اللّه على يده مشارق الأرض ومغاربها وينزل عيسى بن مريم عليهالسلام فيصلّى خلفه» (٢).
_________________
١ ـ بحار الأنوار : ٥٢ / ٣٨٩ ح ٢٠٠.
٢ ـ كمال الدين : ٢ / ٣٤٥ باب : (٣٣) ح ٣١.
أحاديث الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام
الإمام المهديّ عليهالسلام يطهّر الأرض من أعداء اللّه
١ ـ عن يونس بن عبدالرحمان ، قال : دخلت على موسى بن جعنفر عليهماالسلام فقلت له : يا ابن رسول اللّه أنت القائم بالحقّ؟ ، فقال : «أنا القائم بالحقّ ، ولكنّ القائم الَّذي يطهّر الأرض من أعداء اللّه ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، هو الخامس من ولدي ، له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه ، ويرتدّ فيها قوم ويثبت فيها آخرون».
ثمّ قال عليهالسلام : «طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا ، والبرائة من أعدائنا ، اولئك منّا ونحن منهم ، قد رضوا بنا أئمّة ، ورضينا بهم شيعة ، فطوبى لهم ثمّ طوبى لهم ، وهم واللّه معنا في درجتنا يوم القيامة» (١).
الإمام الكاظم عليهالسلام يدعو بتعجيل فرج قائم آل محمّد عليهمالسلام
٢ ـ عن الحسن بن القاسم العبّاسي ، قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام ببغداد وهو يصلي صلوة جعفر عند ارتفاع النهار يوم الجمعة فلم اُصلّ خلفه حتّى فرغ ، ثمّ رفع يديه إلى السَّماء ، ثمّ قال :
_________________
١ ـ كمال الدين للصدوق : ص ٣٦١ باب : (٣٤) ح ٥.
«يا من لا تخفى عليه اللغات ، ولا تتشابه عليه الأصوات ، ويا من هو كلَّ يومٍ في شأن ، يا من لا يشغله شأن عن شأن ، يا مدبّر الأمور ، يا باعث من في القبور ، يا محيي العظام وهي رميم .. ، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، وعلى منارك في عبادك ، الداعي إليك بإذنك ، القائم بأمرك ، المؤدّي عن رسولك عليه وآله السَّلام ، اللهمّ إذا أظهرته فأنجز له ما وعدته ، وسُق إليه أصحابه ، وانصره وقوّ ناصريه ، وبلّغه أفضل أمله ، وأعطه سؤله ، وجدّد به عن محمّد وأهل بيته بعد الذُّلّ الَّذي قد نزل بهم بعد نبيّك فصاروا مقتولين مطرودين مشرّدتين خائفين غير آمنين ، لقوا في جنبك ابتغاء مرضاتك وطاعتك الأذى والتكذيب ، فصبروا على ما أصابهم فيك ، راضين بذلك مسلّمين لك في جميع ما ورد عليهم وما يرد عليهم ، اللهمّ عجّل فرج قائمهم بأمرك وانصره ، وانصر به دينك الَّذي غيّر وبدّل ، وجدّد به ما امتحي منه وبدّل بعد نبيّك صلىاللهعليهوآله» (١).
الإمام موسى الكاظم عليهالسلام
يتمنّى أن يكون من المنتظرين للإمام المهديّ عليهالسلام
٣ ـ ومن دعاء للإمام موسى بن جعفر عليهالسلام قال فيه : «اللهمّ إنّا قد تمسكنا بكتابك وبعترة نبيّك صلوات اللّه عليهم .. ، فاجعلنا من الصادقين المصدّقين لهم ، المنتظرين لأيّامهم ، الناظرين إلى شفاعتهم» (٢).
_________________
١ ـ جمال الأسبوع : ص ٢٨٥.
٢ ـ مصباح المتهجّد : ص ٧٠٨.
تمحيص النّاس قبل الظهور
٤ ـ عن أبي الحسن الكاظم عليهالسلام وقد سئل عن وقت الظهور ، فقال : «ما يكون ذلك حتّى تُمَيّزوا وتمحّصوا وحتّى لا يبقى منكم إلّا الأقل» (١).
المنتقم من أعداء اللّه
٥ ـ عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام أنّه كان إذا فرغ من صلاة العصر رفع يديه إلى السَّماء وقال :
« .. أسألك باسمك المكنون المخزون الحي القيوم ، الَّذي لا يخيب من سألك به ، أن تصلّي على محمّد وآله ، وأن تعجّل فرج المنتقم لك من أعدائك ، وأنجز له ما وعدته ، يا ذا الجلال والإكرام» (٢).
_________________
١ ـ الغيبة للنعماني : ص ٢٠٨ (١٢) ح ١٤.
٢ ـ فلاح السائل : ص ١٩٩.
أحاديث الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام
يملأ الأرض قسطاً وعدلاً
١ ـ عن الريّان بن الصلت ، قال : قلت للرضا عليهالسلام : أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال :
«أنا صاحب هذا الأمر ، ولكنّي لست بالَّذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً .. وإنّ القائم هو الَّذي إذا خرج كان في سنّ الشيوخ ومنظر الشبّان ، قويّاً في بدنه حتّى لو مدّ يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها ، يكون معه عصا موسى ، وخاتم سليمان ، ذاك الرابع من ولدي ، يغيّبه اللّه في ستره ما شاء ، ثمّ يظهره فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً» (١).
الإمام المنصور
٢ ـ عن أيّوب بن نوح ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : إنّي أرجوا أن تكون صاحب هذا الأمر ، وأن يسوقه اللّه إليك بغير سيف ، فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك ، فقال عليهالسلام : «ما منّا أحدٌ اختلف إليه الكتب وأشير إليه بالأصابع وسئل عن المسائل وحملت إليه الأموال إلّا اغتيل أو مات على فراشه ،
_________________
١ ـ كمال الدين : ٢ / ٣٧٦ باب : (٣٥) ح ٧.
حتّى يبعث اللّه لهذا الأمر غلاماً منّا خفي الولادة والمنشأ ، غير خفي في نسبه» (١).
الدعاء للمهدي عليهالسلام في صلاة الجمعة
٣ ـ قال أبوالحسن الرضا عليهالسلام في الدعاء للقائم عليهالسلام في قنوت صلاة الجمعة : «اللهمّ أصلح عبدك وخليفتك بما أصلحت به أنبياءك ورسلك ، وحفّه بملائكتك ، وأيّده بروح القدس من عندك ، واسلكه من بين يديه ومن خلفه رصداً يحفظونه من كلّ سوء ، وأبدله من بعد خوفه أمناً يعبدك لا يشرك بك شيئاً ، ولا تجعل لأحد من خلقك على وليّك سلطاناً ، وائذن له في جهاد عدوّك وعدوّ ، واجعلني من أنصاره ، إنّك على كلّ شيء قدير» (٢).
ارتباط ثورة الحسين عليهالسلام بظهور المهديّ عليهالسلام
٤ ـ عن الريان بن شبيب ، قال : دخلت على الرضا عليهالسلام في أوّل يوم من المحرّم فقال في حديث له : « .. ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة ألاف لنصره فلم يؤذن لهم ، فهم عند قبره شعثٌ غبرٌ إلى أن يقوم القائم عليهالسلام فيكونون من أنصاره ، وشعارهم يالثارات الحسين» (٣).
_________________
١ ـ الكافي : ١ / ٣٤١ ح ٢٥.
٢ ـ مصباح المتهجّد : ص ٣٢٦.
٣ ـ عيون أخبار الرضا : ١ / ٢٣٣ باب : (٢٨) ح ٥٨.
الإمام المهديّ عليهالسلام يقتل ذراري قتلة الحسين عليهالسلام
٥ ـ عن الهروي ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام يا ابن رسول اللّه ، ما تقول في حديث روي عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليهالسلام بفعال آبائهم؟».
فقال الرضا عليهالسلام : «هو كذلك».
فقلت : وقول اللّه عزّ وجلّ : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزرَ أُخرى) (١) ما معناه؟ قال عليهالسلام : «صدق اللّه في جميع أقواله ، ولكن ذراري قتلة الحسين عليهالسلام يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها ، ومن رضى شيئاً كان كمن أتاه ، ولو أنّ رجلاً قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب ، لكان الراضي عند اللّه عزّ وجلّ شريك القاتل ، وإنّما يقتلهم القائم عليهالسلام إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم».
قال : قلت له : بأيّ شيء يبدأ القائم منكم إذا قام؟
قال : «يبدأ ببني شيبه ، فيقطع أيديهم ، لأنّهم سرّاق بيت اللّه عزّ وجلّ» (٢).
_________________
١ ـ الأنعام : ١٦٤.
٢ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ١ / ٢٤٧ باب : (٢٨) ح ٥ ، وعلل الشرايع : ص ٢٢٩ باب : (١٦٤) ح ١.
أحاديث الإمام محمّد بن عليّ الجواد عليهماالسلام
المخلصون ينتظرون الإمام المهديّ عليهالسلام
١ ـ قال الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليهماالسلام :
«إنّ الإمام بعدي ابني عليّ ، أمره أمري وقوله قولي ، وطاعته طاعتي والإمام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه» ثمّ سكت.
فقلت له : يا ابن رسول اللّه فمَن الإمام بعد الحسن؟ فبكى عليهالسلام بكاءاً شديداً ثمّ قال : «إنّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحقّ المنتظر».
فقلت له : يا ابن رسول اللّه لِمَ سمّي القائم؟ قال : «لأنّه يقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلين بإمامته».
فقلت له : ولِمَ سمّي بالمنتظر؟ قال : «لأنّ له غيبة يكثر أيّامها ويطول أمدها ، فينتظر خروجه المخلصون ، وينكره المرتابون ، ويستهزيء بذكره الجاحدون ، ويكذب فيها الوقّاثون ، ويهلك فيها المستعجلون ، وينجو فيها المسلّمون» (١).
_________________
١ ـ كمال الدين : ص ٢٧٨ باب : (٣٦) ح ٣.
الإمام المهديّ عليهالسلام هو الموتور بوالده
٢ ـ عن حصين الثعلبي ، قال : لقيت أبا جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام في حجّ أو عمرة فقلت له : كبرت سنّي ودقّ عظمي ، فلست أدري يقضي لي لقاؤك أم لا ، فاعهد إلَيَّ عهداً وأخبرني متى الفرج؟
فقال عليهالسلام : «إنّ الشريد الطريد الفريد الوحيد ، المفردَ من أهله ، الموتور بوالده (١) ، المكنّي بعمّه ، هو صاحب الرايات ، واسمه اسم نبيّ».
فقلت : أعد علَيَّ ، فدعا بكتاب أديم أو صحيفة فكتب لي فيها (٢).
أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج
٣ ـ عن عبدالعظيم الحسني ، قال : دخلت على الجواد عليهالسلام وأنا أريد أسأله عن القائم أهو المهديّ أو غيره؟ فابتد أني هو وقال :
«يا أبا القاسم ، إنّ القائم منّا هو المهديّ الَّذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره ، وهو الثالث من ولدي ، والَّذي بعث محمّداً بالنبوّة وخصّنا بالإمامة إنّه لو لم يبق من الدنيا إلّا يومٌ لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، وإنّ اللّه تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة ، كما أصلح أمر كليمه موسى عليهالسلام إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبيّ».
ثمّ قال عليهالسلام : «إنّ أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج» (٣).
_________________
١ ـ الموتور بوالده : أي قتل والده ولم يطلب بدمه ، والمراد بالوالد الإمام الحسن العسكري عليهالسلام أو الإمام الحسين عليهالسلام أوجنس ليشمل جميع الأئمّة عليهم السلام لأنّهم قتلوا ولم يطلب بثارهم.
٢ ـ الغيبة للنعماني : ص ١٧٨ ح ٢٢ ، ونحوه في دلائل الإمامة : ص ٢٦١.
٣ ـ كمال الدين : ص ٣٧٧ باب : (٣٦) ح ١.
الإمام المهديّ عليهالسلام يملأ الأرض عدلاً وقسطاً
٤ ـ عن عبدالعظيم الحسني رحمه اللّهُ ، عن محمّد بن عليّ بن موسى عليهمالسلام (في حديث) قال : «القائم الَّذي يطهّر اللّه به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلاً وقسطاً ، هو الَّذي تخفى على النّاس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه» (١).
الإمام المهديّ عليهالسلام من الميعاد
٥ ـ عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري ، قال : كنّا عند أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليهماالسلام ، فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أنّ أمره من المحتوم ، فقلت لأبي جعفر عليهالسلام : هل يبدو له في المحتوم؟ قال عليهالسلام : «نعم».
قلنا له : فنخاف أن يبدو للّه في القائم؟ فقال : «إنّ القائم من الميعاد ، واللّه لا يخلف الميعاد» (٢).
_________________
١ ـ كمال الدين : ص ٣٧٨ باب : (٣٦) ح ٢.
٢ ـ الغيبة للنعماني : ص باب : (١٨) ح ١٠.
أحاديث الإمام الهادي عليّ النقيّ عليهالسلام
الإمام المهديّ عليهالسلام هو القائم
١ ـ عن الصقر بن أبي دلف ، قال : سمعت الإمام الهادي عليهالسلام يقول : «إنّ الإمام بعدي الحسن ابني وبعد الحسن ابنه القائم الَّذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً» (١).
الإمام المهديّ عليهالسلام هو الحجّة من آل محمّد عليهمالسلام
٢ ـ عن داود بن القاسم الجعفري ، قال : سمعت أبا الحسن عليهماالسلام ـ عليّ بن محمّد ـ يقول : «الخلف من بعدي إبني الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟».
فقلت : ولِمَ جعلني اللّه فداك؟ فقال عليهالسلام :
«إنّكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذكره باسمه».
فقلت : فكيف نذكره؟ فقال عليهالسلام : «قولوا : الحجّة من آل محمّد عليهمالسلام» (٢).
_________________
١ ـ كمال الدين : ص ٣٨٣ باب : (٣٧) ح ١٠ ، وكفاية الأثر : ص ٢٨٨.
٢ ـ الكافي : ١ / ٣٢٨ وص ٣٣٢ ح ١ ، والهداية الكبرى : ص ٨٧.
الصبر مفتاح الفرج
٣ ـ عن أبي الحسن الثالث الإمام الهادي عليهالسلام قال : «إذا رُفع علمكم من بين أظهركم فتوقّعوا الفرج من تحت أقدامكم» (١).
إنتظار الإمام المهديّ عليهالسلام
٤ ـ حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، قال : قلت لعليّ بن محمّد الهادي عليهالسلام : علّمني يا ابن رسول اللّه قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم.
فقال عليهالسلام : «إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشاهدتين وأنت على غسل ، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل : اللّه أكبر ثلاثين مرّة ، ثمّ امش قليلاً وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك ، ثمّ قف وكبّر اللّه عزّ وجلّ ثلاثين مرّة ، ثمّ ادن من القبر وكبّر اللّه أربعين مرّة ، تمام مئة تكبيرة ، ثمّ قل :
بأبي أنتم واُمّي وأهلي ومالي وأسرتي ، أشهد اللّه وأشهدكم أنّي مؤمن بكم وبما أتيتم به ، كافر بعدوّكم وبما كفرتم به ، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم ، موالٍ لكم ولأوليائكم ، مبغض لأعدائكم ومعادٍ لهم ، وسلمٌ لمن سالمكم ، وحرب لمن حاربكم ، محقّق لما حقّقتم ، مبطل لما أبطلتم ، مطيع لكم ، عارف بحقّكم ، مقرّ بفضلكم ، محتمل لعلمكم ، محتجب بذمّتكم ، معترف بكم ، مؤمن بإيابكم ، مصدّق برجعتكم ، منتظر لأمركم ، مرتقب لدولتكم ، آخذ بقولكم ، عامل بأمركم ،
_________________
١ ـ الكافي : ١ / ٣٤١ ح ٢٤ ، وكمال الدين : ص ٣٨١ باب : (٣٧) ح ٤ ، والإمامة والتبصرة : ص ١٣١ ح ١٣٧.
مستجير بكم ، مؤمن بسرّكم وعلانيتكم ، وشاهدكم وغائبكم ، وأوّلكم وآخركم ، ونصرتي لكم معدّة ، حتّى يحيي اللّه تعالى دينه بكم ، ويردّكم في أيّامه ويظهركم لعدله ويمكّنكم في أرضه ، وجعلني ممّن يقتصّ آثاركم ، ويسلك سبيلكم ، يهتدي بهداكم ، ويحشر في زمرتكم ، ويكرّ في رجعتكم ، ويملّك في دولتكم ، ويشرّف في عافيتكم ، ويمكّن في أيّامكم ، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم ، والسَّلام عليكم ، وحشرني اللّه في زمرتكم ، وأوردني حوضكم ، وجعلني من حزبكم ، أرضاكم عنّي ، ومكّنني من دولتكم ، وأحياني في رجعتكم ، وملّكني في أيّامكم» (١).
المؤمَّل لإظهار الحقّ
٥ ـ وعن مصباح في زيارة المهديّ عند أجداده عليهمالسلام ، قال السيّد رحمه اللّهُ : هي مرويّة عن أبي الحسن الثالث صلوات اللّه عليه :
« اللهمّ وصلّ على الأئمّة الراشدين ، والقادة الهادين ، والسَّادة المعصومين ، والأتقياء الأبرار ، مأوى السكينة والوقار ، وخزّان العلم ، ومنتهى الحلم والفخار ، ساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأدلّة الرشاد ، الألبّاء الأمجاد ، العلماء بشرعك الزهّاد ، ومصابيح الظلم وينابيع الحكم ، وأولياء النعم ، وعصم الأمم ، قرناء التنزيل وآياته ، وأمناء التأويل وولاته ، وتراجمة الوحي ودلالاته ، أئمّة الهدى ، ومنار الدجى ، وأعلام التقى ، وكهوف الورى ، وحفظة الإسلام ، وحججك على جميع الأنام الحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد
_________________
١ ـ عيون أخبار الرضا : ٢ / ٢٧٢ باب : (٦٨).
من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٦٠٩ ح ٣٢١٣.
والحسن بن عليّ والحجّة بن الحسن صاحب العصر والزّمان ، وصيّ الأوصياء ، وبقيّة الأنبياء ، المستتر عن خلقك ، والمؤمَّل لإظهار حقّك ، المهديّ المنتظر ، والقائم الَّذي به ينتصر ... اللهمّ أنجز لهم وعدك ، وطهّر بسيف قائمهم أرضك ، وأقم به حدودك المعطّلة وأحكامك المهملة والمبدَّلة ، وَأَحيِ به القلوب الميِّتة ، واجمع به الأهواء المتفرّقة ، واجل به صدأ الجور عن طريقتك ، حتّى يظهر الحقّ في أحسن صورته ، ويهلك الباطل وأهله بنور دولته ، ولا يستخفي بشيءٍ من الحقّ مخافة أحدٍ من الخلق .. » (١).
_________________
١ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ٢ ص ٢٧٢ ـ ٢٧٨ باب : (٦٨) ح ١.
من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ٦٠٩ ح ٣٢١٣.
التهذيب : ج٦ ص ٩٥ ـ ١٠٢ باب : (٤٦) ح ١.
أحاديث الإمام الحسن العسكري عليهالسلام
الإمام المهديّ عليهالسلام
هو بقيّة اللّه في أرضه والمنتقم من أعدائه
١ ـ عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري ، قال : دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهماالسلام وأنا أريد أسأله عن الخلف من بعده ، فقال لي مبتدءاً :
«يا أحمد بن إسحاق ، إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يخلّ الأرض منذ خلق آدم عليهالسلام ولا يخلّيها إلى أن تقوم السَّاعة من حجّة للّه على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وبه ينزّل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض».
قال : فقلت له : يا ابن رسول اللّه فمن الإمام والخليفة بعدك؟ ، فنهض عليهالسلام مسرعاً ودخل البيت ، ثمّ خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين ، فقال عليهالسلام :
«يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك على اللّه عزّ وجلّ وعلى حججه ، ما عرضت عليك ابني هذا ، إنّه سمّي رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وكنّيه الَّذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يا أحمد بن إسحاق ، مثله في هذه الأمّة مثل الخضر عليهالسلام ومثل ذي القرنين ، واللّه ليغيبنّ غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلّا من ثبّته اللّه على القول بإمامته ، ووفّقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه».
فقلت له : يا مولاي هل من علامة يطمئنّ إليها قلبي؟ فنطق الغلام عليهالسلام بلسان عربيّ فصيح فقال : «أنا بقيّة اللّه في أرضه والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق».
فقال أحمد بن إسحاق : فخرجت مسروراً فرحاً ، فلمّا كان من الغدّ عدت إليه فقلت له : يا ابن رسول اللّه ، لقد عظم سروري بما مننت به علَيَّ ، فما السنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟
فقال عليهالسلام : «طول الغيبة يا أحمد».
قلت : يا ابن رسول اللّه وإنّ غيبته لتطول؟
قال : «إي وربّي حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلون به ، ولا يبقى إلّا من أخذ اللّه عزّ وجلّ عهده لولايتنا ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروحٍ منه.
يا أحمد بن إسحاق ، هذا أمر من أمر اللّه ، وسرّ من سرّ اللّه ، وغيب من غيب اللّه ، فخذ ما آتيتك ، وكن من الشاكرين ، تكن معنا غداً في علّيّين» (١).
_________________
١ ـ كمال الدين للصدوق : ص ٣٨٤ باب : (٣٨) ح ١.