الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني

الحكومة العالميّة للإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

المؤلف:

الشيخ محمود شريعت زاده الخراساني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ٢
ISBN: 964-92538-6-6
الصفحات: ٢٣٤

سورة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله

١ ـ (وَالَّذِينَ اهتَدَوا زَادَهُم هُدَىً وَآتَاهُم تَقوَاهُم) (١)

عن الإمام الصادق عليه‌السلام في حديث له ثمّ قرأ : « (وَالَّذِينَ اهتَدَوا) بولاية عليّ (زَادَهُم هُدَىً) حيث عرّفهم الأئمّة من بعده والقائم عليه‌السلام ، (وَآتَاهُم تَقوَاهُم) أماناً من النّار» (٢).

_________________

١ ـ (١٧ / محمّد / ٤٧).

٢ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٥٨٥ : عن تفسير محمّد بن العبّاس بسنده.

١٢١

سورة الفتح

١ ـ (لَو تَزَيَّلُوا لَعَذَّبنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنهُم عَذَاباً أَلِيماً) (١)

عن أبي عبداللّه عليه‌السلام وقد سئل : ما بال أمير المؤمنين ، لم يقاتل مخالفيه في الأوّل؟ قال : «لآية في كتاب اللّه تعالى : (لو تزيلوا لعذّبنا الَّذين كفروا منهم عذاباً أليماً) ».

قال : قلت : وما يعني بتزايلهم؟ قال : «ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين وكذلك القائم عليه‌السلام لن يظهر أبداً حتّى تخرج ودائع اللّه تعالى ، فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء اللّه فقتلهم» (٢).

_________________

١ ـ (٢٥ / الفتح / ٤٨).

٢ ـ كمال الدين : ص ٦٤١ ، وعلل الشرايع : ١ / ١٤٧ باب : (١٢٢) ، وتفسير القمي : ٢ / ٣١٦.

١٢٢

سورة ق

١ ـ (وَاستَمِع يَومَ يُنَادِ المُنَادِ مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَومَ يَسمَعُونَ الصَّيحَةَ

بِالحَقِّ ذَلِكَ يَومُ الخُرُوجِ) (١)

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «ينادي المنادي باسم القائم واسم أبيه عليهما‌السلام والصيحة في هذه الآية صيحة من السماء ، وذلك يوم خروج القائم» (٢).

ثمّ روي عن أبي عبداللّه عليه‌السلام أنّه قال : «(يوم الخروج) هي الرجعة».

سورة الذاريات

١ ـ (وَفِي السَّماَءِ رِزقُكُم وَمَا تُوعَدُونَ) (٣)

عن ابن عبّاس ، قال : هو خروج المهديّ عليه‌السلام (٤).

٢ ـ (فَوَرَبِّ السَّماَءِ وَالأَرضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثلَ مَا أَنَّكُم تَنطِقُونَ) (٥)

عن إسحاق بن عبداللّه ، عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام في قول اللّه عزّوجلّ (٦).

وعن ابن عبّاس في الآية ، قال : قيام القائم عليه‌السلام.

_________________

١ ـ (٤١ ـ ٤٢ / ق / ٥٠).

٢ ـ تفسير القمي : ٢ / ٣٢٧.

٣ ـ (٢٢ / الذاريات / ٥١).

٤ ـ الغيبة للطوسي : ص ١٧٥ ح ١٣٠.

٥ ـ (٢٣ / الذاريات / ٥١).

٦ ـ تقدّم ذيل الآية : (٥٥) من سورة النور ما يرتبط بالآية عن زين العابدين عليه‌السلام.

١٢٣

سورة الطور

١ ـ (وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنشُورٍ) (١)

عن أبي عبداللّه الصادق عليه‌السلام قال : « الليلة الَّتي يقوم فيها قائم آل محمّد ينزل رسول اللّه وأمير المؤمنين وجبرئيل على حراء ، فيقول له جبرئيل : أجب ، فيخرج رسول اللّه رقّاً من حجزة إزاره فيدفعه إلى فيقول : اكتب بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا عهدٌ من اللّه ورسوله ومن عليّ بن أبي طالب لفلان بن فلان باسمه واسم أبيه ، وذلك قول اللّه عزّوجلّ في كتابه : (وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنشُورٍ) وهو الكتاب الَّذي كتبه عليّ بن أبي طالب ، و (رق منشور) الَّذي أخرجه رسول اللّه من حجزة إزاره ، (والبيت المعمور) هو رسول اللّه المملي رسول اللّه والكاتب عليّ» (٢).

٢ ـ (وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلكِن أَكثَرُهُم لاَ يَعلَمُونَ) (٣)

قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «فإنّ للذين ظلموا آل محمّد حقهم عذاباً دون ذلك ، يعني عذاباً في الرجعة» (٤).

_________________

١ ـ (١ ـ ٣ / الطور / ٥٢).

٢ ـ دلائل الإمامة : ص ٢٥٦.

٣ ـ (٤٧ / الطور / ٥٢).

٤ ـ الإيقاظ من الهجمة : ص ٢٩٨ باب : (٩) ، وتفسير القمي : ٢ / ٣٢٣ : بنحو الإرسال.

١٢٤

سورة النجم

(وَالمُؤتَفِكَةُ أَهوَى) (١)

في تفسير (٢) قال : المؤتفكة : البصرة ، والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبة له بعد وقعة جمل قال فيها : «وقد ائتفكت بأهلها مرّتين وعلى اللّه تمام الثالثة في الرجعة».

سورة القمر

(اِقتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ) (٣)

في تفسير القمي (٤) وروي أيضاً في قوله (اقتربت السَّاعة) قال : «خروج القائم عليه‌السلام».

سورة الرحمن

(يُعرَفُ المُجرِمُونَ بِسِيمَاهُم فَيُؤخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقدَامِ) (٥)

في حديث طويل عن أبي عبداللّه عليه‌السلام أنّه قال : «ذلك لو قام قائمنا أعطاه اللّه السيماء فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ثمّ يخبط بالسيف خبطاً» (٦).

_________________

١ ـ (٥٣ / النجم / ٥٣).

٢ ـ تفسير القمي : ٢ / ٣٣٩.

٣ ـ (١ / القمر / ٥٤).

٤ ـ تفسير القمي : ٢ / ٣٤٠.

٥ ـ (٤١ / الرحمان / ٥٥).

٦ ـ بصائر الدرجات : ص ٣٥٦ باب (١٧) ح ٨ و ص ٣٥٩ : ح ١٧ ، والإختصاص : ص ٣٠٤ ،

١٢٥

سورة الحديد

١ ـ (أَلَم يَأنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكرِ اللّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ

وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَت قُلُوبُهُم

وَكَثِيرٌ مِنهُم فَاسِقُونَ * اِعلَمُوا أَنَّ اللّهَ يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا قَد بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ

لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ) (١)

قال في كتاب الغيبة (٢) ونحوه في تأويل الآيات (٣) نقلاً عن الشيخ المفيد عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : «نزلت هذه الآية في سورة الحديد : (وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ) في أهل زمانه الغيبة ، وإنّما الأمد أمد الغيبة ثمّ قال : عزّوجلّ : (أَنَّ اللّهَ يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا) فإنّه أراد عزّوجلّ يا أمّة محمّد أو يا معشر الشيعة لا تكونوا كالّذين أتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد ، فتأويل هذه الآية جاء في أهل زمان الغيبة وأيّامها ، دون غيرهم من أهل الأزمنة ، وإنّ اللّه تعالى نهى الشيعة عن الشكّ في حجّة اللّه تعالى أو أن يظنوا أنّ اللّه تعالى يُخلي أرضه منها طرفة عين ، كما قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في كلامه لكميل بن زياد : «بلى اللهمّ لا تخلو الأرض من حجّة اللّه إمّا ظاهرٌ معلوم أو خائف مغمور ، لئلاّ تبطل حجج اللّه وبيّناته» ، وحذّرهم من أن يشكوا ويرتابوا فيطول عليهم الأمد فتقسوا قلوبهم».

ثمّ قال عليه‌السلام : «ألا تسمع قوله تعالى في الآية التالي لهذه الآية : (اِعلَمُوا أَنَّ اللّهَ يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِهَا قَد بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ) أي يحييها اللّه بعدل

_________________

وكتاب الغيبة للنعماني : ص ٢٤٢ باب : (١٣) ح ٣٩ باختصار.

١ ـ (١٦ ـ ١٧ / الحديد / ٥٧).

٢ ـ الغيبة للنعماني : ص ٢٤.

٣ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٦٦٢ ح ١٤.

١٢٦

القائم عند ظهوره بعد موتها بجور أئمّة الضلال».

ونحو هذا باختصار ورد في كمال الدين (١) وتأويل الآيات (٢) نقلاً عن تفسير محمّد بن العبّاس ، عن الباقر عليه‌السلام ، وبتفصيل عن الصادق عليه‌السلام عن الشيخ المفيد (٣) وروي نحوه باختصار عن ابن عبّاس بما يرتبط بالآية : (١٨) كما في الغيبة (٤).

٢ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَرُسُلِهِ أُلئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِم

لَهُم أَجرُهُم وَنُورُهُم والَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولئِكَ أَصحَابُ الجَحِيمِ) (٥)

في مجمع البيان (٦) عن تفسير العيّاشي بسنده عن الباقر عليه‌السلام قال : «العارف منكم هذا الأمر ، المنتظر له ، المحتسب فيه الخير ، كمن جاهد واللّه مع قائم آل محمّد عليه‌السلام بسيفه .. بل واللّه كمن استشهد مع رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في فسطاطه ، وفيكم آية من كتاب اللّه .. (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَرُسُلِهِ أُلئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِم) صرتم واللّه صادقين شهداء عند ربّكم».

وفي تأويل الآيات (٧) عن كتاب البشارات بسنده عن الصادق عليه‌السلام نحوه دون الإستشهاد بالآية.

سورة المجادلة

(اُولئِكَ حِزبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزبَ اللّهِ هُمُ المُفلِحُونَ) (٨)

تقدّم ذيل الآية : (٢) من سورة البقرة ما يرتبط بالآية فلاحظ.

_________________

١ ـ كمال الدين : ٢ / ٦٦٨ باب : (٥٨) ح ١٢ و ١٣.

٢ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٦٦٣ ح ١٥.

٣ ـ ص ٦٦٢.

٤ ـ كتاب الغيبة للطوسي : ص ١٧٥ ح ١٣٠.

٥ ـ (١٩ / الحديد / ٥٧).

٦ ـ مجمع البيان : ٩ / ٢٣٨.

٧ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٦٦٥ ح ٢١.

٨ ـ (٢٢ / المجادلة / ٥٨).

١٢٧

سورة الصفّ

(يُرِيدُونَ لِيُطفِئُوا نُورَ اللّهِ بِأَفوَاهِهِم وَاللّهُ مُتِمُّ نُورِهُ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ *

هُوَ الَّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ) (١)

عن أبي الحسن الكاظم عليه‌السلام في قول اللّه : (يُرِيدُونَ لِيُطفِئُوا نُورَ اللّهِ بِأَفوَاهِهِم) قال : «يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام بأفواههم .. واللّه متمّ نور الإمامة ، لقوله عزّوجلّ : (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَرَسُولِهِ والنُّورِ الَّذِي أَنزَلنَا) فالنور هو الإمام ، (هُوَ الَّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ) هو الّذي أمر رسوله بالولاية لوصيّه ، هي دين الحقّ ، (لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم ، يقول اللّه (وَاللّهُ متمّ نوره) ولاية القائم (وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ) بولاية عليّ» (٢).

_________________

١ ـ (٨ ـ ٩ / الصفّ / ٦١).

٢ ـ الكافي : ١ / ٤٣٢ ح ٩١.

١٢٨

سورةالتغابن

١ ـ (فَآمِنُوا بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلنَا وَاللّهُ بِمَا تَعمَلُونَ خَبِيرٌ) (١)

عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا نزل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بغدير خمّ في رجوعه من حجّة الوداع وكان في وقت الضحى وحرّ شديد ، أمر بالدوحات فققمن ونادى الصّلاة جامعة ، فاجتمع النّاس فخطب خطبة بالغة إلى أن قال : « معاشر النّاس ، فآمنو بااللّه ورسوله والنور .. » ثمّ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « النور فيّ مسلوك ، ثمّ عليّ ، ثمّ في النسل منه إلى القائم المهديّ الّذي يأخذ بحقّ اللّه وبكلّ حقّ هو لنا .. » (٢).

٢ ـ (وَأَطِيعُوا اللّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيتُم فَإِنَّمَا

عَلَى رَسُولَنَا البَلاَغُ المُبِينُ) (٣)

عن أبي عبداللّه الصادق عليه‌السلام في الآية أنّه قال : «أما واللّه ما هلك من كلّ قبلكم وما هلك من هلك حتّى يقوم قائمنا عليه‌السلام إلّا في ترك ولايتنا وجحود حقنا ، وما خرج رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله من الدنيا حتّى ألزم رقاب هذه الأمّة حقّنا» (٤).

_________________

١ ـ (٨ / التغابن / ٦٤).

٢ ـ الإحتجاج : ١ / ٧٧ ، وروضة الواعظين : ص ٩٥ ، والعدد القويّة : ص ١٧٦ ، والصراط المستقيم : ١ / ٣٠٣.

٣ ـ (١٢ / التغابن / ٦٤).

٤ ـ الكافي : ١ / ٤٢٦ ح ٧٤.

١٢٩

سورة الملك

(قُل أَرَأَيتُم إِن أَصبَحَ مَاؤُكُم غَوراً فَمَن يَأتِيكُم بِمَآءٍ مَعِينٍ) (١)

عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «هذه الآية نزلت في القائم إن أصبح إمامكم غائباً عنكم لا تدرون أين هو ، فمن يأتيكم بإمام ظاهرٌ ، يأتيكم بأخبار السماء والأرض ، وحلال اللّه وحرامه» (٢).

ثمّ قال : «واللّه ما جاء تأويل هذه الآية ولا بدّ أن يجييء تأويلها».

وعن عمّار بن ياسر عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث طويل في فظائل عليّ ، قال فيه : «إنّ اللّه عهد إلَيَّ أنّه يخرج من صلب الحسين تسعة ، والتاسع من ولده يغيب عنهم ، ذلك قوله عزّوجلّ : (قُل أَرَأَيتُم إِن أَصبَحَ مَاؤُكُم غَوراً فَمَن يَأتِيكُم بِمَآءٍ مَعِينٍ) يكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم ويثبت عليها آخرون ، فإذا كان في آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً ، ويقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل وهو سميّي وأشبه النّاس به» (٣).

وعن الصادق عليه‌السلام في الآية ، قال : «إن غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد» (٤).

وعن أبي الحسن الكاظم عليه‌السلام قال : «إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فماذا تصنعون» (٥).

_________________

١ ـ (٣٠ / الملك / ٦٧).

٢ ـ كمال الدين : ص ٣٢٥ ، والغيبة لطوسي : ص ١٥٨ ح ١١٥.

٣ ـ كفاية الأثر : ص ١٢٠.

٤ ـ كمال الدين للصدوق : ٢ / ٣٥١ باب : (٣٣) ح ٤٨.

٥ ـ كمال الدين : ٢ / ٣٦٠ باب : (٣٤) ح ٣ ، وإثبات الوصيّة : ص ٢٢٦.

١٣٠

سورة القلم

١ ـ (إِذَا تَتلَى عَلَيهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) (١)

عن أبي عبداللّه عليه‌السلام قال : «يعني تكذيبه بقائم آل محمّد عليه‌السلام إذ يقول له : لسنا نعرفك ، ولست من ولد فاطمة عليها‌السلام كما قال المشركون لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله».

_________________

١ ـ (١٥ / القلم / ٦٨) و (١٣ / المطّففين / ٨٣).

١٣١

سورة المعارج

١ ـ (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلكَافِرِينَ لَيسَ لَهُ دَافِعٌ) (١)

عن الإمام الباقر عليه‌السلام قال : «نارٌ تخرج من المغرب وملك يسوقها من خلفها حتّى تأني دار بني سعد بن همام عند مسجدهم فلا تدع داراً لبني أميّة إلّا أحرقتها وأهلها ، ولا داراً فيها وترٌ لآل محمّد إلّا أحرقتها ، وذلك المهديّ عليه‌السلام» (٢).

وفي كتاب الغيبة (٣) عن الصادق عليه‌السلام قال : «تأويلها فيما يأتي ، عذاب يقع في الثويّة ـ يعني ناراً ـ حتّى ينتهي إلى الكناسة كناسة بني أسد حتّى تمرّ بثقيف لا تدع وتراً لآل محمّد إلّا أحرقته ، وذلك قبل خروج القائم عليه‌السلام».

ونحوه في الحديث : (٤٩) عن الباقر عليه‌السلام.

٢ ـ (خَاشِعَةٌ أَبصَارُهُم تَرهَقُهُم ذِلَّةٌ ذلِكَ اليَومُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) (٤)

عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّه قال : «يعني خروج القائم عليه‌السلام» (٥).

_________________

١ ـ (١ ـ ٢ / المعراج / ٧٠).

٢ ـ تفسير القمي : ٢ / ٣٨٥.

٣ ـ الغيبة للنعماني : ص ٢٧٢ باب : (١٤) ح ٤٨.

٤ ـ (٤٤ / المعراج / ٧٠).

٥ ـ تاويل الآيات : ٢ / ٧٢٦ ح ٧.

١٣٢

سورة الجنّ

(حَتَّى إِذَا رَأَوا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعلَمُونَ مَن أَضعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً) (١)

عن أبي الحسن الكاظم عليه‌السلام أنّه قال : «يعني بذلك القائم وأنصاره» (٢).

سورة المدّثر

١ ـ (وَثِيَابُكَ فَطَهِّر) (٣)

عن أبي عبداللّه الصادق عليه‌السلام قال : «إنّ عليّاً عليه‌السلام كان عندكم فأتي بني ديوان واشترى ثلاثة أثواب بدينار ، القميص إلى فوق الكعب ، والإزار إلى نصف الساق ، والرداء من بين يديه إلى ثدييه ومن خلفه إلى إلييه ، ثمّ رفع يده إلى السَّماء فلم يزل يحمد اللّه على ما كساه حتّى دخل منزله».

ثمّ قال الصادق عليه‌السلام : «هذا اللباس الّذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه ، ولكن لا يقدرون أن يلبسوا هذا اليوم ، ولو فعلناه لقالوا : مجنون ، ولقالوا : مراءٍ ، واللّه تعالى يقول : (وَثِيَابُكَ فَطَهِّر) قال : وثيابك ارفعها ولا تجرّها ، وإذا قام قائمنا كان هذا اللباس» (٤).

_________________

١ ـ (٢٤ / الجنّ / ٧٢).

٢ ـ الكافي : ١ / ٤٣٤ ح ٩١.

٣ ـ ٤ / المدثر / ٧٤.

٤ ـ الكافي : ٦ / ٤٥٥ ح ٢.

١٣٣

٢ ـ (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذلِكَ يَومَئِذٍ يَومٌ عَسِيرٌ *

عَلَى الكَافِرِينَ غَيرُ يَسِيرٍ) (١)

عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في قوله : (فإذا نقر في الناقور) قال : «الناقور هو النداء من السَّماء : ألا إنّ وليّكم فلان بن فلان القائم بالحقّ ، ينادي به جبرئيل في ثلاث ساعات من ذلك اليوم فذلك : (يوم عسير * على الكافرين غير يسير) يعني بالكافرين المرجئة الّذين كفروا بنعمة اللّه وبولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٢).

وعن الصادق عليه‌السلام قال في الآية الكريمة : «إنّ منّا إماماً مظفراً مستتراً ، فإذا أراد اللّه عزّ ذكره إظهار أمره نكت في قلبه نكتة ، فظهر فقام بأمر اللّه تبارك وتعالى» (٣).

وعن الصادق عليه‌السلام أيضاً قال : «إذا نقر في اُذن الإمام القائم ، أذِنَ له في القيام» (٤).

٣ ـ (ذَرنِي وَمَن خَلَقتُ وَحِيداً وَجَعَلتُ لَهُ) (٥)

عن الباقر عليه‌السلام في الآية ، قال : « يعني بهذه الآية إبليس اللعين خلقه وحيداً من غير ولا أم ، وقوله : (وجعلت له مالاً ممدوداً) يعني هذه الدولة إلى يوم الوقت المعلوم يوم يقوم القائم عليه‌السلام .. » (٦).

_________________

١ ـ (٨ ـ ١٠ / المدثر / ٧٤).

٢ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٧٣٢ ح ٣.

٣ ـ الكافي : ١ / ٣٤٣ ح ٣٠ ، وكمال الدين : ٢ / ٣٤٩ باب : (٣٣) ح ٤٢ ، والغيبة للطوسي ص ١٦٤ ح ١٢٦ ، وإثبات الوصيّة : ص ٢٢٨ ، ورجال الكشي : ص ١٩٢ الرقم : (٣٣٨).

٤ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٧٣٢.

٥ ـ (١١ ـ ١٢ / المدثر / ٧٤).

٦ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٧٣٤ ح ٥.

١٣٤

٤ ـ (فَقُتِلَ كَيفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيفَ قَدَّرَ) (١)

عن الصادق عليه‌السلام قال : «عذاب بعد عذاب يعذبه القائم عليه‌السلام» (٢).

٥ ـ (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَومِ الدِّينَ * حَتَّى أَتَانَا اليَقِينُ) (٣)

عن أبي عبداللّه الصادق عليه‌السلام أنّه قال في الآيتين : «فذلك يوم القائم عليه‌السلام وهو يوم الدين (حَتَّى أَتَانَا اليَقِينُ) : أيّام القائم» (٤).

_________________

١ ـ (١٩ ـ ٢٠ / المدّثر / ٧٤).

٢ ـ تفسير القمي : ٢ / ٣٩٥.

٣ ـ (٤٦ ـ ٤٧ / المدّثر / ٧٤).

٤ ـ تفسير الفرات الكوفي : ص ٥١٤ ح ٦٧٣.

١٣٥

سورة التكوير

١ ـ (فَلا أُقسِمُ بِالخُنَّسِ * الجَوَارِ الكُنَّس) (١)

عن أمّ هاني قالت : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن هذه الآية؟ قال عليه‌السلام : «الخنّس إمام يخنس في زمانه عند انقطاع علمه عند النّاس سنة ستين ومئتين ، ثمّ يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل وإذا أدركت زمانه قرّت عينك» (٢).

وأيضاً عن أمّ هاني عن أبي جعفر محمّد الباقر عليه‌السلام وسألته عن الآيتين قال : «هذا مولودٌ في آخر الزمان ، هو المهديّ من هذه العترة ، تكون له حيرة وغيبة ، يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها أقوام ، فيا طوبى لك إن أدركته ، ويا طوبى لمن أدركه» (٣).

_________________

١ ـ (١٥ ـ ١٦ / التكوير / ٨١).

٢ ـ الكافي : ١ / ٣٤١ ح ٢٢ و ٢٣ ، والغيبة للنعماني : ص ١٤٩ باب : (١٠) ح ٦ و ٧ ، وكمال الدين : ٢ / ٣٢٤ باب : (٣٢) ح ١ ، وللطوسي : ص ١٥٩ ح ١١٦ ، وتأويل الآيات : ٢ / ٧٦٩ ، والهداية الكبرى للخصيبي : ص ٤٨١ ، وإثبات الوصيّة : ص ٢٢٤.

٣ ـ كمال الدين : ص ٣٣٠ باب : (٣٢) ح ١٤.

١٣٦

سورة الإنشقاق

١ ـ (لَتَركَبُنَّ طَبَقاً عن طَبَقٍ) (١)

عن سدير الصير في عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : «إنّ للقائم منّا غيبة يطول أمدها».

فقلت له : ولِمَ ذاك يابن رسول اللّه؟ قال عليه‌السلام : «لأنّ اللّه أبي إلّا أن يجري فيه سنن الأنبياء عليهم‌السلام في غيباتهم وإنّه لابدّ له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم ، قال اللّه تعالى : (لتركبن طبقاً عن طبق) أي سنن من كان قبلكم» (٢).

_________________

١ ـ (١٩ / الإنشقاق / ٨٤).

٢ ـ كمال الدين : ص ٤٨٠ باب : (٤٤) ح ٦ ، وعلل الشرايع : ص ٢٤٥ باب : (١٧٨) ح ٧.

١٣٧

سورة البروج

(والسَّماَءِ ذَاتِ البُرُوجِ) (١)

قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أمّا السَّماء فأنا ، وأمّا البروج فالأئمّة ، أوّلهم عليّ وآخرهم المهديّ عليهم‌السلام» (٢).

سورة الطارق

(إِنَّهُم يَكِيدُونَ كَيداً * وَأَكِيدُ كَيداً * فَمَهِّلِ الكَافِرِينَ أَمهِلهُم رُوَيداً) (٣)

عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «كادوا رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكادوا عليّاً عليه‌السلام وكادوا فاطمة عليها‌السلام ، فقال اللّه : يا محمّد (إنّهم يكيدون كيداً * وأكيد كيداً فمهل الكافرين) يامحمّد (أمهلهم رويداً) (٤).

_________________

١ ـ (١ / البروج / ٨٥).

٢ ـ الإختصاص : ص ٢٢٣.

٣ ـ (١٥ ـ ١٧ / الطارق / ٨٦).

٤ ـ تفسير القمي : ٢ / ٤١٦ ، وتأويل الآيات : ٢ / ٧٨٤.

١٣٨

سورة الغاشية

(هَل أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَومَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ *

تَصلَى نَاراً حَامِيَةً) (١)

عن سليمان الديلمي قال : قلت لأبي عبداللّه عليه‌السلام : (هَل أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ) قال عليه‌السلام : «يغشاهم القائم بالسيف» قال : قلت : (وُجُوهٌ يَومَئِذٍ خَاشِعَةٌ) قال : «خاضعة لا تطيق الإمتناع» قلت : (عاملة)؟ قال : «عملت بغير ما أنزل اللّه عزّوجلّ» قلت : (ناصبة)؟ قال : «نصب غير ولاة الأمر» قلت : (تَصلَى نَاراً حَامِيَةً) قال : «تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم وفي الآخرة نار جهنّم» (٢).

_________________

١ ـ (١ ـ ٤ / الغاشية / ٨٨).

٢ ـ الكافي : ٨ / ٥٠ ح ١٣ ، وثواب الأعمال : ص ٢٤٨ ح ١٠.

١٣٩

سورة الفجر

١ ـ (وَالفَجرِ * وَلَيَالٍ عَشرٍ * وَالشَّفعِ والوَترِ * وَاللَّيلِ إِذَا يَسرِ) (١)

عن جابر ، عن الباقر عليه‌السلام أنّه قال : «والفجر جدّي ، وليالٍ عشر أئمّة ، والشفع أمير المؤمنين ، والوتر اسم القائم» (٢).

عن جابر الجعفي ، عن الصادق عليه‌السلام قال : « (وَالفَجرِ) هو القائم ، (وَلَيَالٍ عَشرٍ) الأئمّة عليهم‌السلام من الحسن إلى الحسن ، (وَالشَّفعِ) أمير المؤمنين وفاطمة ، (والوَترِ) هو اللّه وحده لا شريك له ، (وَاللَّيلِ إِذَا يَسرِ) هي دولة حبتر فهي تسري إلى دولة القائم عليه‌السلام» (٣).

٢ ـ (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفَّاً صَفَّاً) (٤)

عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبة له قال فيها : « وتخرج لهم الأرض كنوزها ، ويقول القائم عليه‌السلام : كلوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية ، فالمسلمون يومئذ أهل صواب للدين ، أذن لهم في الكلام ، فيومئذ تأويل هذه الآية : (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفَّاً صَفَّاً) .. » (٥).

_________________

١ ـ (١ ـ ٤ / الفجر / ٨٩).

٢ ـ مناقب ابن شهر آشوب : ١ / ٢٨١.

٣ ـ تأويل الآيات : ٢ / ٧٩٢ ح ١.

٤ ـ (٢٢ / الفجر / ٨٩).

٥ ـ مختصر البصائر : ص ٢١٠.

١٤٠